تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الكلام عن صِحَّة قصيدة (يا عابد الحرمين).

  1. #1

    Arrow الكلام عن صِحَّة قصيدة (يا عابد الحرمين).

    ماذ عن قصيدة ( يا عابد الحرمين ) ؟
    سئل الشيخ / يحيى بن علي الحجوري - حفظه الله
    في أسئلة أبي رَوُاَحـة الحديـثية والشعرية ( الجزء الأول ) وكانت في ليلة الأحد في 7 / جمادى الأولى / 1424 هـ
    السؤال الثالث : القصيدة المنسوبة إلى عبد الله بن المبارك رحمه الله التي أرسل بها إلى الفضيل بن عياض رحمه الله ومطلعها : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة نلعب فما صحة نسبتها إليه ؟
    الجواب : القصيدة ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً ، أما من حيث السند عبد الله بن محمد قاضي نصيبين يرويها عن محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ، وابن أبي سكينة يذكرها عن ابن المبارك أنه أرسله ابن المبارك إلى الفضيل بن عياض بهذه الأبيات ، ابن أبي سكينة مجهول ، وقاضي نصيبين أيضاً من هذا الباب أو نحو هذا الباب وفيها نكارة في المتن ، اسمع إلى هذه الأبيات : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب ما كان السلف رضوان الله عليهم يُحقرون العبادة ويسمونها لعباً حشا ابن المبارك أن يُسمي الصلاة أو يجعل الصلاة والصيام والقيام في حرم الله على ما تعرفون في فضل الصلاة في الحرم يجعلها لعباً من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب وأيضاً حاشا ابن المبارك أن يتبجح بهذا التبجح وأنه أنك فقط دموعك تتخضب خدودك بماء أما نحن فدموعنا تسير على نحورنا إلى آخره ، أهل العلم قاطبة أرفع من هذا وأبعد من هذا هو يقول : نحن فعلنا كذا أنت فعلت كذا نحن فعلنا كذا وفعلنا كذا ، لا يا أخي هذه الأبيات وهي في < فتح المجيد > ومر بنا حكمها أيضاً
    ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً
    .
    [COLOR="Blue"][SIZE="7"][CENTER]
    #############

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    403

    افتراضي رد: ماذ عن قصيدة ( يا عابد الحرمين ) ؟????

    جزاكم الله خيرًا .
    وللشيخ أبي محمد الألفي رسالة في تضعيف هذه القصة سندًا ومتنًا ..
    أما من حيث السند فلا أستطيع المنازعة فلكل فن رجاله .
    لكن من حيث المتن فلا أرى - والعلم عند الله - فيه شيء ! فالقصة تناولها العلماء جيلًا عبر جيل ، ولم يطعن أحد - فيما أ‘لم - في متنها .
    فالمعنى أن الانشغال بنوافل العبادات يعد لعبًا إذا كان سيشغل عن الفرائض ومنها الجهاد .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: الكلام عن صِحَّة قصيدة (يا عابد الحرمين).

    للفائدة ...
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: الكلام عن صِحَّة قصيدة (يا عابد الحرمين).

    أخرجه محمد بن علي الصوري في الفوائد المنتقاة (11) ص 50 ، وابن عساكر في تاريخه 32 / 449 ، والرافعي القزويني في التدوين في أخبار قزوين 3 / 235 ، والسبكي في طبقات الشافعية (ج 1 ص 286 ) من طريق أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال : أملى علينا أبو محمد عبد الله بن سعيد بن يحيى الكريزي القاضي بنصيبين حفظا في سنة سبع عشرة وثلاثمائة قال : أملاه علي محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة البهراني من كتابه بحلب سنة ست وثلاثين ومائتين قال : أملى علي عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس وودعته بالخروج للحج وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض وذاك في سنة سبع وسبعين ومائة : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب . ثم ذكر الأبيات ، قال ابن أبي سكينة : فلقيت الفضيل في المسجد الحرام بكتابه فلما قرأه ذرفت عيناه وقال : صدق أبو عبد الرحمن ، ونصح ونصح ثم قال لي : أنت ممن يكتب الحديث ؟ قلت : نعم يا أبا علي قال : فاكتب هذا الحديث جزاء لحملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا ، فأملى علي الفضيل : حدثنا منصور بن المعتمر عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال : يا نبي الله علمني عملا أنال به ثواب المجاهد في سبيل الله ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "هل تستطيع أن تصلي ولا تفتر وتصوم ولا تفطر "قال : يا نبي الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك قال :" فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت فضل المجاهد في سبيل الله أما علمت أن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب لصاحبه بذلك الحسنات ".

    تفرد بروايتها محمد بن عبدالله بن المطلب أبو المفضل الشيباني فيما وقفت عليه من مصادر هذه القصة ، وأبوالمفضل هذا كذبه الدارقطني ووصفه بعدو الله وقال الخطيب : كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه وأبطلوا روايته وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة
    وقالَ الْأزهري: كان يحفظ ، وكان كذاباً دجالاً. وقال حمزة السَّهْمي: كَانَ يضع الحديث .
    ( تاريخ بغداد 5/466) والميزان للذهبي ( ج 5 ص 54 ) .

    ومما يضعف هذه القصة أن الحديث الذي أملاه الفضيل على رسول ابن المبارك من رواية منصور بن المعتمر عن أبي صالح عن أبي هريرة ، وقد صرح الإمام أحمد بأن منصور بن المعتمر لم يرو عن أبي صالح ذكوان (انظر الجرح والتعديل 3/450) . وهذا الحديث ثابت في صحيح البخاري وغيره من رواية أبي حصين عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة ، وفي صحيح مسلم وغيره من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه .


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الكلام عن صِحَّة قصيدة (يا عابد الحرمين).

    قصة رسالة إلى عابد الحرمين في موسم حج "179ه"

    بقلم علي حشيش

    نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم، حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص واتخذها البعض دليلاً على التقليل من شأن العبادة والعلم بدعوى أن لهم غاية تصبح أمامها هذه الأمور لعبًا وعبثًا.

    أولاً: القصة سندًا ومتنًا
    أخرج عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" (1-201) قال: أخبرنا أبو العباس الأشعري بقراءتي عليه، أخبرنا سليمان بن حمزة القاضي، والحسن بن علي بن ميمون النرسي الحافظ بالكوفة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي، أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال: أملى علينا أبو محمد عبد الله بن سعيد بن يحيى الجزري القاضي بنصيبين، حفظا، في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، قال: أملى عليَّ محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة البهراني من كتابه بحلب سنة ست وثلاثين ومائتين، قال: أملى عليَّ عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس، وودعته بالخروج للحج، وأنفذها معي إلى الفضيل- يعني ابن عياض- وذلك سنة تسع وسبعين ومائة:
    يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
    لعملت أنك في العبادة تلعبُ
    من كان يخضب جيدَه بدموعه
    فنحورنا بدمائنا تتخضب
    أو كان يُتْعِبُ خيله في باطل
    فخيولنا يوم الكريهة تتعبُ
    ريح العبير لكم ونحن عبيرنا
    رهجع السنابك والغبار الأطيب
    ولقد أتانا عن مقال نبينا
    قول صحيح صادق لا يكذب
    لا يستوي وغبار خيل الله في
    أنف امرئ ودخان نار تلهب
    هذا كتاب الله ينطق بَيننا
    ليس الشهيد بميت لا يكذب


    ثانيًا: التحقيق:
    قلت: هذه القصّة واهية وسندها تالف، وعلته أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، أورده الخطيب في "تاريخ بغداد" (5-466)... (3010) وقال: أبو المفضل الشيباني الكوفي: نزل بغداد وحدث بها عن البغوي وابن جرير وعن خلق كثير من المصريين، والشاميين، والجزريين وأهل الثغور معروفين ومجهوللين، ثم قال:
    وحدثني عبد الملك بن عبد القهار قال: أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن مطر بن بحر بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان سمعت الأزهري ذكر أبا المفضل فأساء ذكره، وقال: كان أبو المفضل دجالاً كذابًا.
    ثم قال: أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: سنة سبع وثماثنين وثلاثمائة فيها توفي أبو المفضل الشيباني ببغداد في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر وكان كثير التخليط". اه.
    قلت: وأورده الإمام الذهبي في "الميزان" (3-607-7802)، ونقل قول الخطيب في أبي المفضل: "كتبوا عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه وأبطلوا روايته وكان يضع الأحاديث للرافضة". اه. وأقره.
    قلت: وأورده الحافظ ابن حجر في "اللسان" (5-261) (811-7596)، وأقر قول الأزهري والدارقطني والعتيقي: ثم نقل عن حمزة بن محمد بن طاهر قوله: "كان يضع الحديث". اه.
    قلت: وأورده ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1-107) في سرد أسماء الوضاعين والكذابين ومن كان يسرق الحديث ويقلب الأخبار ومن اتهم بالكذب والوضع من رواة الأخبار حيث أورده في حرف الميم (166) وقال: "محمد بن عبد الله بن المطلب أبو المفضل الشيباني الكوفي عن البغوي وابن جرير: دجال يضع الحديث". اه.
    قلت: بهذا التحقيق يتبين أن القصة واهية مكذوبة، فلا تعجب فقد وضعت أحاديث مكذوبة وقصص واهية على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .

    ثالثًا: قرائن تدل على نكارة القصة
    القرينة الأولى:
    ما كان لعبد الله بن المبارك رحمه الله أن يحتقر عبادة شيخه الفضيل بن عياض ويقول له:
    يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
    لعلمت أنك في العبادة تلعب
    وقد ذكر الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (15-105-5349) أن عبد الصمد بن يزيد الصائغ قال: قال لي عبد الله بن المبارك: "إن الفضيل بن عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه فالفضيل ممَّن نفعه علمه". اه.
    قلت: هذا قول ابن المبارك في بيان صدق الفضيل بن عياض.
    1- والذي يتفق مع قول إبراهيم بن شماس:
    "رأيت أفقه الناس، وأورع الناس، وأحفظ الناس: فأما أحفظ الناس فابن المبارك، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أفقه الناس فوكيع بن الجراح". اه. كذا في "تهذيب الكمال" (15-109).
    2- ويتفق مع قول هارون الرشيد:
    "ما رأيت في العلماء أهيب من مالك بن أنس ولا أورع من الفضيل بن عياض".
    3- ويتفق مع قول إسماعيل بن يزيد عن إبراهيم بن الأشعث:
    "ما رأيت أحدًا كان الله في صدره أعظم من الفضيل بن عياض، كان إذا ذُكر الله أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به الخوف والحزن وفاضت عيناه، وبكى حتى يرحمه من بحضرته، وكان دائم الحزن، شديد الفكرة، ما رأيت رجلاً يريد الله بعلمه وعمله وأخذه وعطائه ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره". اه.
    قلت: ولذلك جمع فيه الحافظ ابن حجر القول في "التقريب" (2-113) فقال: الفضيل بن عياض بن مسعود التيمي أبو علي، الزاهد المشهور أصله من خراسان وسكن مكة، ثقة عابد إمام من الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومائة.
    قلت: من هذه القرينة يتبين للقارئ الكريم حقيقة عبادة الإمام الفضيل بن عياض، والذي ترجم له الإمام المزي قائلاً: "أبو علي الزاهد أحد صلحاء الدنيا وعبادها"، ولقد تبين من قول ابن المبارك الذي أوردناه آنفًا: "أنه صدق الله" مما يدل على أن هذه القصة الواهية قصة مكذوبة على ابن المبارك الذي يعرف قدر شيخه الفضيل بن عياض، كما بينا آنفًا، فما كان له أن يصفه بالعبث واللعب في العبادة.
    "حج الخليفة"
    القرينة الثانية
    الذي يتأمل في القصة والأبيات التي كتبها ابن المبارك بطرسوس وأرسلها مع ابن أبي سكينة البهراني إلى الفضيل بن عياض وودعه بالخروج للحج سنة تسع وسبعين ومائة، يدل على أن الأمة في هذا الوقت كانت في حرب، وأن ابن المبارك كان في معركة والفضيل يلعب في العبادة بمكة.
    قلت: بالبحث في كتاب "البداية والنهاية" (10-533) للإمام ابن كثير لسنة تسع وسبعين ومائة نجد أن موسم الحج كان موسم أمن وأمان، ولا توجد فيه حرب، ولذلك خرج الخليفة هارون الرشيد في هذه السنة للحج، حيث قال الإمام ابن كثير:
    "وفيها خرج الرشيد معتمرًا من بغداد شكرًا لله عز وجل، فلما قضى عمرته أقام بالمدينة حتى حج بالناس في هذه السنة، فمشى من مكة إلى منى ثم إلى عرفات وشهد المشاهد والمشاعر كلها ماشيًا، ثم انصرف إلى بغداد على طريق البصرة". اه.
    قلت: ولقد ذكرنا هاتين القرينتين للاستئناس على نكارة القصة ومن تحقيق القصة الذي أوردناه آنفًا يتبين أن القصة واهية من غير هذه القرائن، وأن ابن المبارك رحمه الله بريء من احتقاره لعبادة الفضيل رحمه الله، بل هو الذي شهد للفضيل بأنه صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا {البقرة: 269}.
    وإن تعجب فعجب كيف ينسب لابن المبارك احتقاره لعبادة الفضيل وجعلها لعبًا وعبثًا وقد ترجم الإمام المزي للفضيل أنه: "الزاهد أحد صلحاء الدنيا وعبادها" كما بيّنا آنفًا، ولا يخفى على ابن المبارك مكانة الصالحين في النصر.
    1- فلقد بوّب الإمام البخاري في "صحيحه" كتاب الجهاد بابًا بعنوان: "من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب" باب (76).
    قلت: ثم أخرج الإمام البخاري تحت هذه الترجمة: (ح2896) قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا محمد بن طلحة عن طلحة عن مصعب بن سعد قال: رأى سعدٌ رضي الله عنه أن له فضلاً على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "هل تنصرون إلا بضعفائكم".
    2- قلت: ولقد بوب الإمام النسائي في السنن الكبرى والصغرى في كتاب "الجهاد" بابًا بعنوان: "الاستنصار بالضعيف".
    قلت: ثم أخرج الإمام النسائي تحت هذه الترجمة في "السنن الكبرى" (3-30) (ح4387) قال: أنبأنا محمد بن إدريس قال: حدثنا عمر وهو ابن حفص بن غياث عن أبيه عن مسعر عن طلحة عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه: ظنّ أن له فضلاً على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
    قلت: وهذا الحديث أخرجه النسائي أيضًا في "الصغرى" (2-65)، وأبو نعيم في "الحلية" (5-26) من طريق طلحة بن مصرف عن مصعب بن مسعد عن أبيه، وهو حديث صحيح.
    3- قلت: وقد أخرج أبو داود (ح2594)، والنسائي (2-65)، وفي الكبرى (3-30) (ح4388)، والترمذي (4-179- شاكر) (ح1702)، وابن حبان (ح1620)، والحاكم (2-106، 145) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ابغوني الضعفاء؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم".
    قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
    وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، فالحديث صحيح وهو كما قالا.
    قلت: ثم نقل الحافظ في "الفتح" (6-105) أقوال الأئمة حول الحديث:
    1- قال ابن بطال: "تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصًا في الدعاء وأكثر خشوعًا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا". اه.
    2- وقال المهلب: أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حَض سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره وترك احتقار المسلم في كل حالة. اه.
    "الاستفتاح بالصالحين"
    أخرج الإمام البخاري (ح2897) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابرًا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال: فيكم من صَحِب النبي #؟ فيقال: نعم، فيفتح عليه، ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صَحِب أصحاب النبي #؟ فيقال: نعم، فيفتح، ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب أصحاب أصحاب النبي #؟ فيقال: نعم، فيفتح". اه.
    قلت: فما أحوجنا إلى العودة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الذين كتب الله لهم الفتح، في الوقت الذي أعدوا لعدوهم ما استطاعوا من قوة.
    بهذا يتبين للقارئ الكريم عدم صحة هذه القصة من خلال التخريج والتحقيق وكيف صححنا المفاهيم من خلال السنة الصحيحة المطهرة.
    هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الكلام عن صِحَّة قصيدة (يا عابد الحرمين).

    ( الكشف المتدارك لمنحول الشعر المنسوب إلى ابن المبارك ))

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25269

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الكلام عن صِحَّة قصيدة (يا عابد الحرمين).

    ضعف إسناد ( قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ) للإمام ابن المبارك

    بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن :

    وبعد ..

    أورد الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقى فى ثنايا تفسير قَوْلِ اللهِ تَعَالَى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) من (( تفسيره ))(1/448) : (( روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال أملي عليَّ عبدُ الله بنُ المبارك هذه الأبياتَ بطرطوس ، وودعتُه للخروج وأنشدها معي إلى الفضل بن عياض في سنة سبعين ومائة ، وفي رواية سنة سبع وسبعين ومائة :

    يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْـَنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ

    مَنْ كانَ يخضبُ خدَّه بدموعِه ... فنحورنُـا بدمـائِنا تَتَخْضَبُ

    أوكان يتعبُ خيله في بـاطل ... فخيـولنا يوم الصبيحة تتعبُ

    ريحُ العبيرٍ لكم ونحنُ عبيرُنا ... رَهَجُ السنابكِ والغبارُ الأطيبُ

    ولقد أتـانا مـن مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يَكذبُ

    لا يستوي غبـارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍ تَلهبُ

    هذا كتابُ الله ينـطقُ بيننا ... ليسَ الشهيدُ بميـتٍ لا يكذبُ

    قال : فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام ، فلما قرأه ذرفت عيناه ، وقال : صدق أبو عبد الرحمن ونصحني ، ثم قال : أنت ممن يكتب الحديث ؟ ، قال : قلت : نعم ، قال : فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا ، وأملى عليَّ الفضيل بن عياض قال حدثنا منصور عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله علمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيـل الله ؟ ، فقال : (( هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر ، وتصوم فلا تفطر ؟ )) ، فقال : يا رسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت ثواب المجاهدين في سبيل الله ، أمَا علمت أن المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات )) اهـ .



    هكذا أورد هذه الحكاية برمتها الحافظ أبو الفداء ، ولم يعلِّق عليها بشئٍ ! ، فأوهم صنيعُه ذا جماهرَ من الوعاظ والخطباء ، ممن يعتمدون على (( تفسيره )) ، ويحتجون بأقواله ، أوهمهم صدقَ هذه الحكاية ! ، فتناقلوها فى مجالس الترغيب والترهيب ، وعلى منابر الوعظ والتذكير ، وفى أهازيجهم وأناشيدهم ، ترغيباً فى الجهاد والمرابطة ، ولعلَّ أكثرهم لم ينظر ، ولو لمرة واحدة ، فى مصدر الحكاية ومخرجها ، اعتماداً على نقل الحافظ إيَّاها ، وسكوته عنها ، ولم تتمعر وجوهُهُم غيرةً على مقامات الرفعة ومراتب الإحسان ، وأفضلها ملازمة الحرمين الشريفين : مكة وطيبة ، زادهما الله تشريفاً وتكريماً ومهابةً وعزاً .



    وكذلك أوردها بعض من ترجم للإمام الحجة الفقيه المجاهد عبد الله بن المبارك المروزى ، ومنهم الحافظ الذهبى فى (( سير أعلام النبلاء ))(8/412) ، والإمام أبو القاسم الرافعى القزوينى فى (( التدوين فى أخبار قزوين ))(3/236) .

    ولا يُحصى من استروح إلى هذه الحكاية ، فأودعها عن رضاً واقتناعً كتابَه ، أو صدَّر بها مصنفَه . وجميعهم ، لعله لم يتسائل ما إسنادها ، وما صحتُه ، وما صحتُها ؟! ، ومشَّاها على ما بها من وهنٍ واقتراء وتجنىً على الإمامين السيدين : الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر الإمام القدوة الثبت أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني المجاور بحرم الله المعظَّم ، وعبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلى المروزى علم المجاهدين شيخ الإسلام .



    فما دلائل وهن هذه الحكاية ، وهل يجوز الجزم بنسبة هذه الأبيات المفتريات إلى الإمام السيد الجليل ابن المبارك ، وما حكاية هذه الأشعار التى حُشى بها ديوان الشعر المنسوب إليه ، وما موقف أهل التحقيق من هذا الديوان ؟ . هذا ما نرجو إيضاحه فى هذا البيان (( طعنُ القَنَا فى صدر مفترى : يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْنَا )) .



    أقول والله المستعان : أخرج الحافظ أبو القاسم بنُ عساكر فى (( تاريخ دمشق ))(32/449) من طريقين عن أبى المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال أملى علينا عبد الله بن محمد بن سعيد بن يحيى الكريزى القاضي قال أملاه علىَّ محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال أملى عليَّ عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس ، وودعته للخروج ، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة ، أو سنة سبع وسبعين ومائة :

    يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْـَنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ

    مَنْ كانَ يخضبُ خدَّه بدموعِه ... فنحورنُـا بدمـائِنا تَتَخْضَبُ

    أوكان يتعبُ خيله في بـاطل ... فخيـولنا يوم الصبيحة تتعبُ

    ريحُ العبيرٍ لكم ونحنُ عبيرُنا ... رَهَجُ السنابكِ والغبارُ الأطيبُ

    ولقد أتـانا مـن مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يَكذبُ

    لا يستوي غبـارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍ تَلهبُ

    هذا كتابُ الله ينـطقُ بيننا ... ليسَ الشهيدُ بميـتٍ لا يكذبُ

    قال : فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام ، فلما قرأه ذرفت عيناه ، وقال : صدق أبو عبد الرحمن ونصحني ، ثم قال : أنت ممن يكتب الحديث ؟ ، قال : قلت : نعم ، قال : فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا ، وأملى عليَّ الفضيل بن عياض قال حدثنا منصور عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله علمني عملا أنال به ثـواب المجاهدين في سبيل الله ؟ ، فقال : (( هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر ، وتصوم فلا تفطر ؟ )) ، فقال : يا رسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت ثواب المجاهدين في سبيل الله ، أمَا علمت أن المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات )) .



    قلت : وهذا إسناد واهٍ بمرة . والمتهم به واحد من اثنين :

    ( الأول ) محمد ـ وقد يقال أحمد ـ ابن إبراهيم بن أبي سكينة ، لا يشبه حديثه حديث أثبات أصحاب عبد الله بن المبارك .

    قال الأمير أبو نصر بن ماكولا (( الإكمال ))(4/317) : (( محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة أبو عبد الله . روى عن : فضيل بن عياض ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، ومحمد بن سلمة الحراني . روى عنه : يحيى بن علي بن محمد بن هاشم ، وعبد الله بن سعيد الكريزي الرقي ، والفضل بن محمد العطار الأنطاكي )) .



    قلت : وكذلك روى عن : هشيم ، وأبى يوسف القاضى ، وعيسى بن يونس ، وعلى بن ظبيان الكوفى ، وغيرهم . وفى روايته عن مالك بن أنسٍ نظر .

    قال الحافظ العسقلانى (( لسان الميزان ))(5/20/79) : (( محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة . يروي عن : هشيم ، وأبي يوسف . عنه : عمر بن سنان ، وابن ابنته يحيى بن علي بن هاشم . ربما أخطأ ، ذكره ابن حبان في (( الثقات )) . قلت : وروى أيضا عن مالك . روى عنه : محمد بن مبارك الصوري . وقد تقدمت الإشارة الى ذلك في من اسمه أحمد )) اهـ .



    وقوله (( وقد تقدمت الإشارة الى ذلك في من اسمه أحمد )) : يعنى قوله تعقيباً على مقال الحافظ الذهبى فى (( الميزان ))(1/210/279) : (( أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبى ، وبعضهم يسميه محمداً . قاله الخطيب . يروي عن مالك . قلت : ما رأيت لهم فيه كلاما )) . فقال متعقباً فى (( لسان الميزان ))(1/131/405) : (( ثم أعاده ولم يسم بجده ، فقال : أحمد بن إبراهيم الحلبى . عن : علي بن عاصم ، وقبيصة . قال أبو حاتم : أحاديثه باطلة تدل على كذبه . قلت : هو ابن أبي سكينة الذى تقدم . وقال في (( المغني )) : أحمد بن إبراهيم الحلبى عن قتيبة وطبقته كذاب انتهى .



    فهذا من العجب يقول : ما رأيت لهم فيه كلاما ، ثم يجزم بأنه الذي قال فيه أبو حاتم ما قال ، ولفظ ابن أبي حاتم : أحمد بن إبراهيم الحلبى . روى عن : علي بن عاصم ، والهيثم بن جميل ، وقبيصة ، والنفيلي . روى عنه : أحمد بن شيبان الرملي . سألت أبي عنه وعرضت عليه حديثه ، فقال : لا أعرفه وأحاديثه باطلة كلها ليس لها أصل ، فدل على أنه كذاب . والذي يروي عن مالك أقدم من الذي يروي عن طبقة قتيبة ، فلعلهما اثنان والله أعلم . وذكر الدارقطني والخطيب أن محمد بن المبارك الصوري روى عن أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ، ولم يذكرا له شيئا منكراً )) اهـ .

    فإن قيل : فما تقولون فى هذا المذكور عن الخطيب والدارقطنى أنهما (( لم يذكرا له شيئا منكراً )) .

    قلنا : إنما ذكره أبو بكر الخطيب عرضاً فى ترجمة محمد بن المبارك الصورى ، ولم يذكره بترجمة مستقلة ، فقال (( تاريخ بغداد )) : (( محمد بن المبارك الصورى . حدثنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب ثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي ثنا محمد بن جعفر بن محمد البغدادي ثنا محمد بن المبارك الصورى حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أبى سكينة ثنا مالك بن أنس عـن الزهرى عن سعيد بن المسيب عـن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يغلق الرهن )) اهـ .



    وسياق هذه الترجمة لا يدل دلالةً ما على ما ذكره الحافظ أنه لا يروى المنكر ، بل إن هذا الحديث المذكور منكر بهذا الإسناد الموصول المرفوع عن مالك ، فإن أثبات أصحاب مالكٍ إنما يروونه مرسلاً ، وإنما يثبت رفعه من غير طريق مالك بن أنس .

    قال يحيى بن يحيى (( الموطأ )) : حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ )) .

    وقال أبو الحسن الدارقطنى فى (( العلل ))(9/168) بعد ذكره للاختلاف على روايات الحديث عن مالك : (( وأما أصحاب الموطأ ، فرووه عن مالك عن الزهري عن سعيد مرسلا ، وهو الصواب عن مالك )) .



    وقد سبرت بعض أحاديث ابن أبي سكينة ، فوجدتها كما قال أبو حاتم الرازى باطلة ليس لها أصل . ولتجتزئ منها :

    (1) ما أخرجه البيهقى (( شعب الإيمان ))(5/68/5803) من طريق عبد الله بن سعيد بن يحيى القاضي ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ثنا الفضيل بن عياض ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين قال : (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إجابة طعام الفاسقين )) .

    (2) ما أخرجه ابن عدى (( الكامل ))(7/73) قال : ثنا يحيى بن علي بن هاشم الخفاف بحلب ثنا جدي محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة ثنا الوليد بن محمد الموقرى ثنا الزهري أخبرنا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا : مكة ، والمدينة ، وبيت المقدس ، ودمشق . وأربع مدائن من مدائن النار في الدنيا : القسطنطينية ، والطوانة ، وإنطاكية المحترقة ، وصنعاء )) .

    وأخرجه من طريق ابن عدى : ابن الجوزى (( الموضوعات ))(2/51) ، وجزم ببطلانه ووضعه .

    وقال أبو أحمد بن عدى : (( هذا منكر لا يرويه عن الزهرى غير الموقرى )) .

    قلت : ولا يرويه عن الموقرى بهذا الإسناد غير ابن أبى سكينة ، وغيره يرويه عن الموقرى (( عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة )) ، ولا يذكر سليمان بن يسار .



    والخلاصة ، فإن محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة راوى هذه الحكاية ليس ممن يوثق بروايته عن ابن المبارك ، لشدة وهنه وروايته ما ليس له أصل ، وروايته ما لم يروه أثبات أصحاب ابن المبارك



    الثاني ) محمد بن عبد الله بن المطلب أبو المفضل الشيباني الكوفى نزيل بغداد ، كذاب دجال ، كذَّبه أبو الحسن الدارقطنى ، وأبو القاسم الأزهرى . قال الخطيب (( تاريخ بغداد ))(5/466) : ((كان يروي غرائب الحديث ، وسؤالات الشيوخ ، فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني ، ثم بان كذبه ، فمزقوا حديثه وأبطلوا روايته ، وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة ، ويملي في مسجد الشرقية )) .



    وقال أبو بكر الخطيب : (( سمعت الأزهري ذكر أبا المفضل فأساء ذكره ثم قال : وقد كان يحفظ ، وقال أبو الحسن الدارقطني : أبو المفضل يشبه الشيوخ حدثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال : كان أبو المفضل حسن الهيئة جميل الظاهر نظيف اللبسة ، وسمعت الدارقطني سئل عنه فقال : يشبه الشيوخ سألت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن أبي المفضل فقال : كان يضع الحديث وقد كتبت عنه ، وكان له سمت ووقار . أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار قطيط حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن العراد الكبير حدثنا محمد بن الحسن بن شمون البصري حدثنا أبو شعيب حميد بن شعيب حدثني أبو جميلة عن أبان بن تغلب عن محمد بن علي أبي جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( قال الله تعالى : ما تحبب إلىَّ عبدي بأحب إلي من أداء ما افترضت عليه ... )) وذكر الحديث ، سمعت من يذكر أن أبا المفضل لما حدث عن ابن العراد قيل له : من أيهما سمعت الأكبر أو الأصغر وكانا أخوين ؟ ، قال : فسئل عن السنة التي سمع منه فيها ، فذكر وقتا مات ابن العراد قبله بمدة ، فكذبه الدارقطني فى ذلك وأسقط حديثه .



    وقال لي الأزهري : كان أبو المفضل دجالا كذابا ، ما رأينا له أصلا قط ، وكان معه فروع فوائد قد خرجها في مائة جزء ، فيها سؤالات كل شيخ ، ولما حدث عن أبي عيسى بن العراد كذبه الدارقطني في روايته عنه ، لأنه زعم أنه سمع منه في سنة عشر وثلاثمائة ، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثمائة )) .



    وقال الحافظ الذهبى (( الميزان ))(6/215/7808) : (( محمد بن عبد الله أبو المفضل الشيباني الكوفي . عن : البغوي وابن جرير وخلائق . وله رحلة إلى مصر والشام . قال الخطيب : كتبوا عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة . مات سنة سبع وثمانين وثلثمائة وله تسعون سنة . فمن موضوعاته بإسناد له : أن نبياً شكا إلى الله جبن قومه فقال له : (( مرهم أن يستقوا الحرمل ، فإنه يذهب الجبن ))


    ونقل الحافظ ابن حجر عُظم ما ذكره الخطيب فى ترجمته فى (( لسان الميزان ))(5/231/811) ، وزاد عليه : (( وقال أبو ذر الهروي :كتبت عنه في المعجم للمعرفة ، ولم أخرج عنه في تصانيفي شيئا ، وتركت الرواية عنه لأني سمعت الدارقطني يقول : كنت أتوهمه من رهبان هذه الأمة ، وسألته الدعاء لي فتعوذ بالله من الحور بعد الكور . وقال أبو ذر : سبب ذلك أنه قعد للرافضة ، وأملى عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة ، وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع ، وحدَّث بحديث كان الإمام ابن خزيمة تفرد به ، فقيل له : لو أخرجت أصولك بهذا ، فإن هذا حديث ابن خزيمة ، فكان جوابه للذي قال له ذلك : أنت تنتسب إلى قيس بن سعد بن عبادة وهو عقيم !! )) .

    قلت : ولا أستبعد أن يكون أبو المفضل الشيبانى الرافضى هو واضـع هذه الحكاية كيداً للإمامين المتحابين المتصافيين : ابن المبارك ، والفضيل بن عياض . ولا يتصور فى حق ابن المبارك أن تصدر عنه أمثال هذه المجازفات ، سيما قوله (( فى العبادة تلعب )) ، ففيه من الاستخفاف بشأن العبادة والمجاورة بالحرم ما لا يخفى على من علم تحرى ابن المبارك فى أقواله وأحكامه ، فضلاً عن محبته الصادقة الناصحة لأصحابه : الفضيل بن عياض ، وإسماعيل بن علية ، والثورى ، وابن عيينة ، ومحمد بن السماك ، وغيرهم من أفاضل عبَّاد زمانهم .



    كتبه أحمد الشحاتة السكندري ( منقول )

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    ألفاظها منكرة.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •