بسم الله الرحمن الرحيم
من كتب ونشر فقد عرَضَ عقلَه على الناس، فليستعد لما سيوقعه عليه القراء من أحكام، وما سيأتيه من نقد. فعلى الكاتب حين رضي أن يكشف عن عقله أن يرضى بما سيتبوأ من مكان بين القراء.
وإنَّ مما يُسقِطُ من مكانة الكاتب أن يتوجه لعلاج أمر دون أداة تكفي؛ فتخرج المسألة التي عالجها شوهاء إذ لم يُحسِن تصورها، أو تكون القضية التي رأى فيها رأيا غير منسجمة مع رأيه الذي لم يطبخه قبل أن يعرضه. أو يتوجه لقول يظنه إصلاحا فإذا فحصه وجده قولا فاسدا يقود إلى فساد.
وكل أولئك بنات للعجلة، وطاعة لشهوة الخوض فيما خاض -ويخوض- الناس فيه.
وما أكثر ما يتناول الناس في مجالسهم من رؤوس القضايا، وعويص المشكلات، بآراء هي بنات ساعتها، متلفعاتٍ بمواقف من أصحاب آراءٍ أخرى، ورافعاتٍ رايات الجزم على ما وقفن عنده والثلب لمن خالف!
وتبقى كثير من تلك الآراء والمواقف: أحاديث مجالس وهواجيس كتاب قد لا يلتفت إليها الفاحص في أمره ورأيه.
فيا أيها المتحدث الواثق مما يقول -بلا استحقاق- اِبْرِ قوسَك، أو أعط القوسَ باريها!.
ناصر الكاتب
16 / 5 / 1429هـ.