أحد أعلام الأمة المجتهدين المصلحين الصالحين - محدث العصر الشيخ الألباني- رحمه الله
مجلة الفرقان
أحد أعلام الأمة المجتهدين المصلحين الصالحين - محدث العصر الشيخ الألباني- رحمه الله
في السطور التالية نعيش مع محدث عصره العلامة الألباني، فسيرته أرض خصبة لمن أراد أن يترجم لأحد أعلام الأمة، المجتهدين، المصلحين، الصالحين، الزاهدين، المجاهدين، المصنفين، العصاميين، الفقهاء.
المولد والنشأة والتعليم
ولد -رحمه الله- في مدينة أشقودرة عاصمة ألبانيا (يومئذ)، عام 1332هـ/1914م، لأسرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فوالده تخرج في المعاهد الشرعية في العاصمة العثمانية «أستانة» قديما (إسطنبول اليوم)، وكان أحد علماء المذهب الحنفي في ألبانيا، هاجر بأهله قاصدًا الشام وتحديدًا دمشق، وأتم الشيخ -رحمه الله- دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق، وختم على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني «مراقي الفلاح» في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبلاغة.
التأليف والدعوة
في العقد الثاني من عمره، بدأ الشيخ الألباني التأليف والتصنيف، وكان من أول مؤلفاته (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) ومن أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية (الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير(، وترك -رحمه الله- مؤلفات عظيمة وتحقيقات قيمة وتعليقات ماتعة، ربت على المئة، وترجم كثير منها إلى لغات مختلفة من أبرزها: (سلسلة الأحاديث الصحيحة) و(سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة) و(إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل) وغيرها كثير.
قال فيه الشيخ ابن باز -رحمه الله
«ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني». كما وصفه ابن العثيمين قائلا: «ذو علم جم في الحديث، رواية ودراية، وإن الله -تعالى- قد نفع بما كتبه كثيرا من الناس؛ من حيث العلم، ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث، وهذه ثمرة كثيرة للمسلمين، ولله الحمد».
وفاته ووصيته
توفي العلامة الألباني 22 من جمادى الآخرة 1420هـ، الموافق 2 أكتوبر 1999م، ودفن بعد صلاة العشاء. وكان أوصى قبل وفاته بمكتبته كلها «سواء ما كان منها مطبوعا، أو تصويرا، أو مخطوطا -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة راجيا من الله -تعالى- أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم وبإخلاصهم ودعواتهم».
خطورة اللسان
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منبها على خطورة جارحة اللسان: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه؛ حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه» (مسند الإمام أحمد). فاستقامة القلب وصلاحه من استقامة اللسان، وانظر كيف ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الجار؛ ما يدل على ضرورة القول الحسن الجميل مع الجيران، وإلا ستسوء العلاقة وتتولد المشكلات، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها في الجنة درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم» (أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح، والترمذي في سننه، ومالك في الموطأ)، فعلينا بالقول الحسن والكلمة الطيبة لننجو في الدنيا والآخرة، في الدنيا بمحبة الناس لأن صاحب الكلمة الطيبة محبوب بين الناس، وفي الآخرة بالرفع درجات في الجنة لطيب الكلام.
آثار القول الحسن
قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (الأحزاب:70)، فالقول الحسن الموزون الذي لم يخرج من صاحبه إلا بعد تفكير وتروٍّ وتفكير في العواقب، يعين صاحبه في الدنيا والآخرة، فهو بوعد من الله أنه سيصلح له أعماله وحياته في الدنيا، وأنه في الآخرة ينال مغفرة الله -تعالى- ورحمته، وهذا ما علينا تعليمه لأبنائنا، وقد أشار علي بن الحسين -رضي الله عنهما- إلى أهمية القول الحسن بقوله: «القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسئ في الأجل، ومحبب إلى الأهل، ويدخل الجنة». وورد في القصص أن لقمان الحكيم قدم لامرأة طلبت منه أن يقدم لها أفضل ما في جسم الشاة، وأن يقدم لها أخبث ما في جسم الشاة؛ فقدم لها قلب الشاة ولسانها على أنهما أخبث ما فيها، وقدمهما مرة أخرى على أنهما أطيب ما فيها، ولما سئل عن ذلك قال: «إنهما (القلب واللسان) لا أخبث منهما إذا خبثا، ولا أطيب منهما إذا طابا». فاللسان هو موضع القول الحسن الطيب، والقلب هو المحرك للمشاعر والمحفز للسان.
من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه
قعَّد العلماء قاعدة: «من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه» وقضت حكمة الله في خلقه وأمره أنه «لكل أجل كتاب» وأن سنة الله -تعالى- لا تبديل لها، فمن أراد خرق هذه السنن، كانت نتائجها وخيمة، وآثارها أليمة، بل ربما أدت عجلته إلى هلكته وسوء خاتمته، وقد وصف الله الإنسان بأنه عجول، لقصور علمه، وقلة حلمه، فأين العقول والطاقات في هذه الأمة، لتساهم في كل ميدان، وتحبط محاولة كل شيطان؟ فالأمور بحاجة إلى دراسة متأنية، وتخطيط ورفق، وصبر وثبات، حتى تهدأ الثائرة وتسكن العجاجة.
خطوات بناء الثقة بالنفس
كثيرون يعانون مشكلة عدم الثقة بالنفس؛ لذا فهذه 9 خطوات تساعد على اكتساب هذه الخاصية المهمة وزياة قوة الشخصية.
1. الابتعاد عن الروح السلبية.
2. النظر إلى إنجازاتك.
3. الحرص على العبادات.
4. التعرف على نقاط القوة.
5. وضع الأهداف.
6. التحدث عن نفسك بإيجابية.
7. الاهتمام بالنفس.
8. دورات تدريبية.
9. المشاركة الاجتماعية.
أخطاء يقع فيها الشباب
عقوق الوالدين
مِن المؤسف أن تنتشر ظاهرة عقوق الشباب لآبائهم في المجتمع المسلم، وبعض الشباب قد يتطاول على والدَيْه بالقول أو بالفعل، والكثير من الآباء يشتكون عدم طاعة أبنائهم لهم، مما يترتَّب عليه كثير من المشكلات داخل الأسرة، ومما لا شك فيه أن الآباء حريصون على مصلحة أبنائهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة؛ فالآباء يُضحُّون بأغلى ما يملكون من أجل سعادة أبنائهم، فليحرِص الشباب على طاعةِ آبائهم، طالَما يأمرونهم بما فيه طاعةُ الله -تعالى- ورسولِه - صلى الله عليه وسلم -، وليحذَرِ الشبابُ مِن سوء عاقبة عقوق آبائهم في الدنيا والآخرة، وليعلَم الشبابُ أنهم كما يفعلون مع آبائهم سيُفعَل بهم في المستقبل، ولقد حثَّنا الله -تعالى- في القرآنِ الكريم - وكذلك نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - في سنته المباركة - بحسن معاملة الولدين، وحذَّرنا مِن عقوقهما والإساءة إليهما، بالقول أو بالفعل.