قال الحافظ في فتح الباري:
" ونص الشافعي على كراهة تعاطي الحيل في تفويت الحقوق فقال بعض أصحابه هي كراهة تنزيه، وقال كثيرٌ من محققيهم كالغزالي هي كراهة تحريم ويأثم بقصده ".
قال الشيخ عبد الكريم الخضير معلقاً:
( "وقال كثير من محققيهم " !
التحقيق هذا اللفظ يُستعمل لنصر ما يريد القائل نصره من الأقوال.
تحقيق نسبي . . يعني لا يوجد تحقيق على الإطلاق.
لأنه قد يقول قائل: " قال كثير من محققيهم " كيف يقال الغزالي محقق وعنده خلل في العقيدة ؟ !
نقول: في هذه المسألة أوفي كثير من المسائل عنده شيء من التحقيق.
فقد تطلق إطلاقاً عاماً وقد تطلق إطلاقاً مقيداً . . إما في باب من الأبواب أو في مسألة من المسائل . . نعم بحث المسألة . . صار محقق فيها وإن كان عنده مخالفات كثيرة [في غيرها]، لكن على الإطلاق واقتران هذا الوصف بالاسم لا ينبغي أن يكون لشخص عنده خلل.
لأن هذا يغرر بالقاريء يغرر بالقاريء . . لأن الإنسان إذا سمع: " قال كثير من الحققين كالغزالي " يظن أنه محقق في جميع أبواب الدين . . [وهو] وعنده خلل كبير في باب الاعتقاد.
ومثل ما قلنا مراراً أن هذه يستعملها بعض المؤلفين لنصر ما يراه؛ لأنه إذا وصفه بالمحقق قد يستسلم بعض القراء . . قد يستسلم بعض القراء.
وعلى كل حال هو في بعض المسائل عنده شيء من النظر وعنده تحقيق ونظر دقيق لكن في كثير من مسائل الاعتقاد عنده خلل كبير.
لأن العرف عندنا في أوساط أهل السنة أن كلمة محقق لا تطلق إلا على من سلمت عقيدته من الشوائب . . سلمت عقيدته من الشوائب.
هناك بعض المؤلفين تجده يثني على العالم ويثني على ضده من غير تمييز.
مثلا: الألوسي صاحب " روح المعاني " [يقول]: قال الإمام المحقق ابن القيم وقال الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي " قدس سره " ! جمعٌ بين الضب والحوت ! وقال شيخ الإسلام وقال فلان . .
ومثله أو قريب منه القاسمي ينقل عن هؤلاء وهؤلاء . . وهذه أمانة . . النقل أمانة . . فيه تغرير بالقاريء . . فيه تغرير بالقاريء). اهـ