قال عليه الصلاة والسلام " إذا سألتم الحوائج فاسألوها الناس ، قيل : يا رسول الله ومن الناس ؟ قال : أهل القرآن ، قيل : ثم من ؟ قال : أهل العلم ، قيل : ثم من ؟ قال : الصباح الوجوه " .
ما صحة هذا الحديث؟
قال عليه الصلاة والسلام " إذا سألتم الحوائج فاسألوها الناس ، قيل : يا رسول الله ومن الناس ؟ قال : أهل القرآن ، قيل : ثم من ؟ قال : أهل العلم ، قيل : ثم من ؟ قال : الصباح الوجوه " .
ما صحة هذا الحديث؟
إليك هذه الرسالة المسماة :جمع الطرق والوجوه في تتبع روايات حديث (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه) لشيخنا العزيز أبا محمد السكران التميمى حفظه الله
فقد تعب عليه جمعا وربطا وتتبعا وتنسيقا
فجزاه الله عنا و عنا المسلمين خيرا .
الرابط :
http://majles.alukah.net/t46571/#post307481
أما الحافظ ابن حجر فأشار إلى وضعه فقال في لسان الميزان ت أبي غدة (9/ 163، رقم: 9080)، في ترجمة أبي مصعب الأنصاري: (قلت [الحافظ]: لو كان صحابيا لكان هذا الخبر صحيحا؛ لصحة إسناده إليه، وقد حكم أئمة الحديث بأن هذا المتن باطل، فوجب الحكم بأنه غير صحابي، وهو غير معروف في التابعين أيضًا).
ولم يوافقه تلميذه السخاوي فقال في المقاصد الحسنة (ص: 147، رقم: 162): (ومع هذا لا يتهيأ الحكم على المتن بالوضع كما أشار إليه شيخنا).
ولذا قَالَ السُّيُوطِيّ: (وَهَذَا الحَدِيث فِي نقدي حسن صَحِيح، وَقد جمعت طرقه فِي جُزْء).
ويبقى هذا مرسل سواء كان أبو مصعب الأنصاري تابعيًا أو دون التابعي فعبد الحميد بن جعفر الأنصاري الراوي عنه في الطبقة : 6 : من الذين عاصروا صغار التابعين فأنى يكون لأحد شيوخه صحبة.
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (7/106/1143) : " مجهول لا يعرف اسمه أرسل هذا الخبر المنكر ". اهـ، وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/3031) : " أَبُو مُصْعَبٍ الْأَنْصَارِيُّ غَيْرُ مَنْسُوبٍ، مُخْتَلَفٌ فِيهِ " .اهـ، وقال البخاري في التاريخ الكبير (9/71) : " أَبُو مصعب الْأَنْصَارِيّ مرسل، روى عَنْهُ عَبْد الحميد بْن جَعْفَر " .اهـ، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 441) : " أبو مصعب الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل، روى عنه عبد الحميد بن جعفر سمعت ابى يقول ذلك ". اهـ.
قال المحقق العلامة ابن القيم في رسالة " المنار " (ص 24):
" كل حديث فيه ذكر " حسان الوجوه " أو الثناء عليهم، أو الأمر بالنظر إليهم، أو التماس الحوائج منهم، أو أن النار لا تمسهم، فكذب مختلق، وإفك مفترى ". اهـ.
السلسلة الضعيفة / الجزء السادس / ص 385.
ويعترض على ذلك بأن الشيخ الألباني -رحمه الله- ذكر في السلسلة الصحيحة حديثا على شاكلة ما ذكرت .وصححه ...
قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أبردتم إلي بريدا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم ". اهـ. أخرجه البزار (٤٣٨٣) وصححه الألباني في صحيح الجامع (259).
وإسناد البزار قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، فذكره.
يدفع هذا الاعتراض بقول الوادعي في أحاديث معلة (٧٢) : " رجاله رجال الصحيح ، ولكن قال الترمذي : قال بعض أهل العلم : لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة ". اهـ.
قال البزار : "وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ لا نَعْلَمُ رَوَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ إِلا قَتَادَةُ". اهـ.
وقال مقبل بن هادي الوادعي في كتابه (أحاديث ظاهرها الصحة وهي معلَّة) :
60- قال الإمامُ أبو داود رحمه الله (ج13 ص 323) : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّداً فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ » .
ظاهر هذا الحديث أنه صحيحٌ على شرط الشيخين، ولكن الحافظ العلائي يقول في جامع التحصيل: وقال الترمذي: قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة /هـ
وقال البخاري كما في تهذيب التهذيب: ولا نعرف لقتادة سماعا من ابن بريدة /هـ
فإن قال قائلٌ: إن الترمذي لم يذكر عن بعض أهل العلم الجزم بعدم السماع؟ فالجواب: إنَّ قتادة مدلس ويرسل، ولم يصرح في هذا الحديث بالسماع، فنحنُ نتوقف في نسبة الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ... والله أعلم /هـ.
والله أعلم.
وهناك خلاف دائر طويل حول حقيقة هذا السماع :
https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126715
جاء في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (2/ 133)
(وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فطلحة بن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ أخرج لَهُ النَّسَائِيّ وَمصْعَب بن سَلام روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَلابْن معِين فِيهِ قَولَانِ فيصلحان فِي المتابعات.
وَقد أخرج الْبَيْهَقِيّ الحَدِيث من طَرِيق عصمَة وَهِي أَوْهَى طرقه.
وَله عَن ابْن عَبَّاس طَرِيق خَامِس أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا عبد الله بن خرَاش وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَضَعفه غَيره.
وَهَذِه الطَّرِيق على انفرادها على شَرط الْحسن فَكيف ولَهَا متابعان من حَدِيث ابْن عَبَّاس
ومتابعان أَو ثَلَاثَة من حَدِيث عَائِشَة).
فمرادهم الحسن للمتصل، لا للمرسل
والمرسل يعضده، أيضًا
طلحة بن عمرو الحضرمي " متروك الحديث ، ليس بشيء ، ليس بثقة " كذا قال النسائي وقال نحوه كثيرون منهم يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وابن حبان وابن عدي وابن سعد وابن المديني وابن الجنيد الرازي وابن طاهر.
قال الحافظ ابن حجر في التقريب : " متروك الحديث ".
قال الإمام أبو بكر الخطيب: هذا حديث غريب من حديث سفيان الثوري، عن طلحة بن عمرو. وعجيب من رواية مالك بن أنس عن الثوري، لا أعلم رواه غير محمد بن خليد الحنفي، وتابعه مالك بن سلام، وليس قولهما بشيء.
قال الدارقطني: لا يصح عن مالك، ومحمد بن خليد وغيره يرويه عن أبي هريرة بدل جابر.
بل رواه بلفظ زيادته لم يتابعه عليها أحد : "اطلبوا حوائجكم عند حسان الوجوه، فإن قضاها قضاها بوجه طلق، وإن ردها ردها بوجه طلق، فرب حسن الوجه دميم عند طلب الحاجة، ورب دميم الوجه حميد عند طلب الحاجة ".
وهذا مرسل وروي عنه موصولًا عن مصعب بن سلام بحيث اختلف فيه إرسالًا ووصلًا :
يرويه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : عنه رضي الله عنه: من رواية: عمرو بن دينار.ويرويه عنه: عباس القرشي. ويرويه عنه: مصعب بن سلام التميمي. ويرويه عنه: يحيى بن يزيد؛ أبو زكريا الخواص. ويرويه عنه: أيوب بن سليمان الصغدي. ويرويه عنه: محمد بن أحمد بن إبراهيم ألحكيمي. ويرويه عنه: إبراهيم بن مخلد بن جعفر. ويرويه عنه: أحمد بن علي الخطيب. ويرويه عنه: أبو منصور القزاز. ويرويه عنه: الإمام ابن الجوزي بلفظ: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه".
ويرويه أيضًا من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: من رواية: عمرو بن دينار.
ويرويه عنه: العباس بن عبد الله القرشي. ويرويه عنه: مصعب بن سلام. ويرويه عنه: خلف بن يحيى؛ قاضي الري. ثم هو يروى عنه من طريقين:
الأول: من رواية: علي بن عبد العزيز. ويرويه عنه: ابن مردويه، وأبو نعيم عن الطبراني عنه.
بلفظ: "اطلبوا حوائجكم عند حسان الوجوه، فإن قضاها قضاها بوجه طلق، وإن ردها ردها بوجه طلق، {فرب حسن الوجه دميم عند طلب الحاجة، ورب دميم الوجه حميد عند طلب الحاجة}.
من رواية: عروة.
ويرويه عنه: ابنه هشام. ويرويه عنه: عصمة بن محمد الأنصاري(20). ويرويه عنه: الحسين بن يزيد. ويرويه عنه: هارون بن علي المقرئ. ويرويه عنه: العقيلي. ويرويه عنه: يوسف. ويرويه عنه: العتيقي. ويرويه عنه: محمد بن المظفر. ويرويه عنه: عبد الوهاب بن المبارك. ويرويه عنه: الإمام ابن الجوزي(22).
بلفظ: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه".
قال العقيلي: والرواية في هذا الباب لينة.
وعصمة هذا ضعيف، يضع الحديث. قال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات ليس ممن يكتب حديثه إلا على جهة الاعتبار.
يروى من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه: من رواية: مجاهد.
من رواية: العوام بن حوشب: ويرويه عنه: عبد الله بن خراش. ويرويه عنه: زيد. ويرويه عنه: عبدان بن أحمد. ويرويه عنه: الإمام الطبراني.
بلفظ: "اطلبوا الخير والحوائج من حسان الوجوه".
عبد الله بن خراش ضعف، وقد قال ابن حبان: ثقة ربما أخطأ.
بل ذكره ابن عدي في الكامل وقال : لا أعلم أنه يروي عن غير العوام أحاديث ، وعامة ما يرويه غير محفوظ ". ونحوه قال أبو جعفر العقيلي.
وعبد الله بن خراش "منكر الحديث ، ليس بشيء ، ضعيف الحديث " كذا قال الحافظ أبو زرعة وقال النسائي : "ليس بثقة"،
ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، وقال : منكر الحديث ، ذاهب الحديث ، ضعيف الحديث ، روى عن العوام بن حوشب ...".
وقال ابن حجر في التقريب : ضعيف ، وأطلق عليه ابن عمار الكذب ".
وقال البخاري : "منكر الحديث"، وقال زكريا الساجي :"ضعيف الحديث جدا ، ليس بشيء ، كان يضع الحديث".
ثانيًا: فقوله "بسند رجاله ثقات" يحتاج إلى استقراء.
فزيد بن الحرشي الأهوازي.
لم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في "الثقات" على قاعدته وقال : ربما أخطأ ".وقال ابن القطان: مجهول الحال.
وذكره ابن أبي حاتم في الرواة عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني.
والله أعلم.
قلت: أولا يتعارض مع هذا الحديث في ذم وترهيب على كثرة طلب الحاجة من الناس.
ففي صحيح البخاري من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ، وَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ الْأُذُنِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ، ثُمَّ بِمُوسَى، ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ". اهـ.
وأنه هناك من هو الأشعث الأغبر يكون المستجاب الدعوة كما في صحيح مسلم [٢٦٢٢] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" رُبَّ أشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بالأبْوابِ لو أقْسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ ". اهـ.
أخي عبدالرحمن
الحافظ ابن حجر نقل حكم أئمة الحديث على المتن بأنه باطلٌ، يريد بجميع طرقه، لا بطريق أبي مصعب، وعبارته صريحة في ذلك، ولم يعترض على حكم هؤلاء الائمة، بل استدل بها على أن أبا مصعب ليس بصحابي
لكن تلميذه الحافظ السخاوي، والحافظ السيوطي، لم يوافقا على هذا الحكم، أعني المتن، لا سند أبي مصعب
أما السخاوي: فلم يحكم عليه، وإنما ذكر أنه لا يحكم عليه بالوضع، لتعدد الطرق، ولخلو بعض الأسانيد عن كذاب أو متهم.
وأما السيوطي: فرفع من شأن الحديث بطرقه، وحسن بعضها، ومتابعة غيرها.
فسواء وافقتَ على ما قالا، أم لم توافق:
فهما يتكلمان على الموصول، لا على المرسل أو المقطوع
والله أعلم