تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: سوء الظن من الكياسة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي سوء الظن من الكياسة ؟

    هل ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال : سوء الظن من الكياسة ؟

  2. #2

    افتراضي رد: سوء الظن من الكياسة ؟

    أولًا : إن سوء الظن من الخصال المذمومة التي حذر منها الإسلام؛ فالأصل حمل المسلم على الصلاح، وألا نظن به إلا خيرا، وأن نحمل ما يصدر منه على أحسن الوجوه، وإن بدا ضعفها؛ تغليبا لجانب الخير على جانب الشر.
    ثانيًا : ومعنى سوء الظن في هذا القول : أن تظن بالأمور التي تعرض لك أسوأ أحوالها فتأخذ له أهبته، فإن كانت على خلافه لم تضرك أهبتك، وإن كانت على ما ظننت، كنت قد أخذت بالحزم ولم تصبك ندامة.
    فالقول المذكور لم أقفُ عليه بهذا اللفظ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكن ورد بمعناه كما سيأتي.
    روى أبو تقي هشام بن عبد الملك اليزني عن بقية بن الوليد فقال حدثني الوليد بن كامل [البجلي] عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " الْحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ ". اهـ.

    رواه القضاعي في " مسند الشهاب " (3/2) وابن أبي حاتم في المراسيل [445] قال : فَقَالَ أَبِي: " هُوَ مُرْسَلٌ، لَمْ يُدْرِكْ ابْنَ عَائِذٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ". اهـ.
    قلتُ: في الطريق إلى تصريح بقية بن الوليد بالتحديث بها وهم أبي تقي هشام اليزني قال الحافظ ابن حجر في التقريب : "صدوق ربما وهم". اهـ، إضافة إلى أن الوليد بن كامل قال الحافظ ابن حجر : "لين الحديث".
    فقد ثبت عمن هو أوثق منه أن بقية بن الوليد عنعن ولم يصرح بالتحديث كما في مداراة الناس لابن أبي الدنيا
    [115] قال :
    حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَامِلٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الأَزْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ مِنَ الْحَزْمِ أَنْ تَتَّهِمَ النَّاسَ ". اهـ.
    فيعلل الحديث بثلاث علل تدليس بقية عن الضعفاء وضعف شيخه الوليد بن كامل وفوق ذلك الحديث مرسل.
    وله شاهد من حديث الحسن مرسلًا كما في مداراة الناس لابن أبي الدنيا [114] :
    حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ مِنَ الْحَزْمِ سُوءُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ ". اهـ.
    قلتُ: فيه راوٍ مبهم شيخ إبراهيم بن طهمان.
    وهناك شواهد أخرى ولكنها لا تختلف عن مثيلها في الضعف.
    قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (3/239) :
    ورواه الحربي في " الغريب " (5/212/1) عن جرير عن الحكم بن عبد الله: كانت العرب تقول:
    " العقل التجارب، والحزم سوء الظن ".
    والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ عن علي، والقضاعي عن عبد الرحمن بن عائذ.
    أما إسناد القضاعي فقد بينا أنه واه جدا، وذكر نحوه المناوي متعقبا على العامري الذي قال في شرحه: " صحيح "!
    وأما إسناد أبي الشيخ، فلم يتكلم عليه المناوي بشيء! وفيه علتان:
    الأولى: الوقف على علي. كذلك ذكره الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " (رقم 32) من رواية أبي الشيخ ومن طريقه الديلمي. بل كذلك أورده السيوطي نفسه في " الدرر " عن علي موقوفا، وهو في " كشف الخفاء " (رقم 1129) . فما كان ينبغي له أن يورده في " الجامع الصغير " لأنه خاص بالأحاديث المرفوعة كما يدل عليه تمام اسم كتابه: " من أحاديث البشير النذير ".
    والأخرى: الضعف الشديد أيضا، فقد قال السيوطي نفسه في المصدر السابق: " رواه أبو الشيخ بسند واه جدا عن علي موقوفا "!
    وضعفه السخاوي أيضا، ولكنه لم يصرح بضعفه الشديد كما فعل السيوطي وذلك منه تقصير، لأنه قد يغتر بعضهم باقتصاره على التضعيف، فيظن أنه من النوع الذي ينجبر ضعفه بمجيئه من طرق أخرى! بل ذلك ما وقع فيه السخاوي نفسه، فإنه قد قال بعد أن ساق هذه الطرق والطريق الآتية عن ابن عباس:
    " وكلها ضعيفة، وبعضها يتقوى ببعض ".
    فأقول: إن هذه التقوية غير جارية على قواعد علم الحديث، لأن شرطها أن لا يشتد ضعف مفردات الطرق، وهذا مفقود هنا كما تقدم بيانه. زد على ذلك أن الحديث مخالف للنصوص الصحيحة كما سبق ذكره تحت الحديث: " احترسوا من الناس بسوء الظن " رقم (156) .
    ثم رأيت الحديث في " مسند الفردوس " للديلمي (ص 109 - مصورة الجامعة) فإذا فيه - مع وقفه - هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وهو متروك.
    وأما حديث ابن عباس المشار إليه، فلفظه:
    1152 - " من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته ". (باطل).
    رواه تمام في " الفوائد " (14/1/2) وابن عساكر (16/149/2) عن أبي العباس محمود بن محمد بن الفضل الواقفي: حدثني أبو عبد الله أحمد بن أبي غانم الواقفي: نا الفريابي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا.
    أورده ابن عساكر في ترجمة أبي العباس هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
    وشيخه أحمد بن أبي غانم الواقفي لم أجد من ذكره، واسم أبيه (بزيع) كما ذكر ابن عساكر في ترجمة أبي العباس هذا.
    والحديث مع ضعف سنده فإنه باطل عندي لأنه يضمن الحض على إساءة الظن بالناس، وهذا خلاف المقرر في الشرع أن الأصل إحسان الظن بهم. اهـ.
    انتهى.
    وورد أيضًا في أنساب الأشراف (13/67) للبلاذري من حديث الصحابي أكثم رضي الله عنه فقال :
    وقَالَ أَبُو اليقظان : وبلغ تسعين ومائة سنة وقيل لَهُ: ما الحزم؟ فَقَالَ: سوء الظن.
    وقال أبو الفضل الميداني في مجمع الأمثال (1/208) : " هذا يروى عن أكْثَمَ بن صَيْفي التميمي ". اهـ.
    قلتُ : لم أقفُ له على إسناد، ولكنه كما يقال إنه من كلام العرب.
    أما ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرواه ابن شبة في تاريخه (3/801) :
    حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَرَاحِيلَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ مِنَ الْحَزْمِ سُوءَ الظَّنِّ بِالنَّاسِ». اهـ.
    هذا إسناد مرسل مسلسل بالعلل إلى فرج بن فضالة.
    سليمان بن أحمد الواسطي صاحب الوليد بن مسلم قال الحافظ ابن حجر : "ضعيف جدًّا"، وقال يحيى بن معين : "كذبوه".
    وشيخه جرير بن القاسم مجهول وشيخه فرج بن فضالة قال الحافظ في التقريب والمطالب العالية : "ضعيف"
    .
    وعمر بن شراحيل عن عمر رضي الله عنه مرسل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وقال : روى عن عمر بن الخطاب مرسلا وروى عنه الفرج بن فضالة ". اهـ.
    والله أعلم.
    ومن كلام العرب ورد في العلل وفضله (1/48) لابن أبي الدنيا قال :
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْرَقِ، قَالَ: " كَانَتِ الْعَرَبُ، تَقُولُ: الْعَقْلُ التَّجَارِبُ وَالْحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ ".
    قَالَ: فَقَالَ الأَعْمَشُ: " أَلا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَاءَ ظَنُّهُ بِالشَّيْءِ حَذِرَهُ، وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَنِ الأَدِيبُ الْعَاقِلِ؟ قَالَ: الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ ". اهـ.
    وورد في شعب الإيمان (11/53) للبيهقي بإسناده قال :
    عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ كِسْرَى لِوَزِيرِهِ: " مَا الْكَرَمُ؟ "، قَالَ: التَّغَافُلُ عَنِ الزَّلَلِ، قَالَ: " فَمَا الُّلؤْمُ؟ " قَالَ: الِاسْتِقْصَاءُ عَلَى الضَّعِيفِ، وَالتَّجَاوُزُ عَنِ الشَّدِيدِ، قَالَ: " فَمَا الْحَيَاءُ؟ " قَالَ: الْكَفُّ عَنِ الْخَنَا، قَالَ: " فَمَا اللَّذَّةُ؟ " قَالَ: الْمُوَافَقَةُ، قَالَ: " فَمَا الْحَزْمُ؟ " قَالَ: سُوءُ الظَّنِّ ". اهـ.
    وورد في تاريخ بغداد (5/114) للخطيب البغدادي قال :
    أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي قَالَ: أنشدنا الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد العسكري قَالَ: أنشدني أَحْمَد بْن الْقَاسِم، أخو أَبِي الليث الفرائضي:
    لا تترك الحزم فِي أمر هممت بِهِ ... فإن سلمت فما بالحزم من باس
    العجز ضر وما بالحزم من ضرر ... وأحزم الحزم سوء الظن بالناس ". اهـ.
    وقال أبو حيان التوحيدي في البصائر والذخائر (7/178) :
    قال سهل الأحول - وكان يكتب لإبراهيم بن المهدي -: ما أحسن حسن الظنّ إّلا منه العجز، وما أقبح سوء الظنّ إّلا أن فيه الحزم. اهـ.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: سوء الظن من الكياسة ؟

    جزاكم الله خيرا .

  4. #4

    افتراضي رد: سوء الظن من الكياسة ؟

    جزاكم الله خيرًا .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    أما ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرواه ابن شبة في تاريخه (3/801) :
    حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَرَاحِيلَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ مِنَ الْحَزْمِ سُوءَ الظَّنِّ بِالنَّاسِ». اهـ.
    هذا إسناد مرسل مسلسل بالعلل إلى فرج بن فضالة.
    سليمان بن أحمد الواسطي صاحب الوليد بن مسلم قال الحافظ ابن حجر : "ضعيف جدًّا"، وقال يحيى بن معين : "كذبوه".
    وشيخه جرير بن القاسم مجهول وشيخه فرج بن فضالة قال الحافظ في التقريب والمطالب العالية : "ضعيف"
    .
    وعمر بن شراحيل عن عمر رضي الله عنه مرسل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وقال : روى عن عمر بن الخطاب مرسلا وروى عنه الفرج بن فضالة ". اهـ.
    والله أعلم.

  5. #5

    افتراضي رد: سوء الظن من الكياسة ؟

    فائدة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    أما ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرواه ابن شبة في تاريخه (3/801) :
    حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَرَاحِيلَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ مِنَ الْحَزْمِ سُوءَ الظَّنِّ بِالنَّاسِ». اهـ.
    هذا إسناد مرسل مسلسل بالعلل إلى فرج بن فضالة.
    سليمان بن أحمد الواسطي صاحب الوليد بن مسلم قال الحافظ ابن حجر : "ضعيف جدًّا"، وقال يحيى بن معين : "كذبوه".
    وشيخه جرير بن القاسم البجلي مجهول وشيخه فرج بن فضالة قال الحافظ في التقريب والمطالب العالية : "ضعيف"
    .

    قال أبو حاتم الرازي : " كتبت عنه قديما وكان حلوا ، تغير بأخرة اختلط بقاض كان على واسط فلما كان في رحلتى الثانية قدمت واسطا فسألت عنه فقيل لي قد أخذ في الشرب والمعازف والملاهى فلم أكتب عنه ". اهـ. [الأنساب (2/45) للسمعاني]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •