لا شك في أن هذا من مرويات الشيعة التي وضعوها في هذا الأثر المقطوع الذي أخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة" (1/132) : " أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مَرَّ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ فِيهِ، فَجَاءَهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِنْ قَابِلٍ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ يُعَذَّبُ، فَقَالَ عِيسَى: اللَّهُمَّ مَرَرْتُ عَامَ أَوَّلِ بِهَذَا الْقَبْرِ، فَإِذَا هُوَ يُعَذَّبُ، وَمَرَرْتُ الْعَامَ، فَإِذَا لَيْسَ يُعَذَّبُ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ، أَنَّهُ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ: أَصْلَحَ طَرِيقًا، وَآوَى يَتِيمًا، فَغَفَرْتُ لَهُ بِمَا عَمِلَ ابْنُهُ مِنْ بَعْدِهِ ". اهـ.
فألصق الشيعة هذه الزيادة المذكور آنفًا في هذا الحديث.
أما ما أخرجه الجوزي فهو بإسناد من طريق قال :
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَاهِينٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَرْبَهَارِي ُّ، قثنا أَبُو عُقَيْلٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، قثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زِيَادٍ، قثنا زَكَرِيَّا الْخُرَاسَانِيّ ُ، عُنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِيهِ فذكره.
هذا به علل :
- محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي [مجهول الحال] ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ.
- محمد بن الحسن البربهاري [ضعيف الحديث] قال الدارطني : اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب ، ومرة : كان له أصل صحيح وسماع صحيح وأصل رديء فحدث بذا وبذاك فأفسده. وقال الذهبي : "معروف واهٍ".
- أبو عقيل إبراهيم بن علي النصيبي ذكره ابن حبان على قاعدته في الثقات في تلاميذ عبد الملك بن زياد النصيبي.
ويشهد له أثر روي عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال :
" والله إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبح الله ". اهـ.
أخرجه البيهقي
والله أعلم.