هذه دعوتنا
أحمد بن حسن المعلم
الله أكبر في الدفاع سأبتدي *** وهو المعين على نجاح المقصدِ
وهو الّذي نصر النبيَّ محمّدً *** وسينصر المتتبّعين لأحمدِ
وبه أصول على جميع خصومنا *** وأعدّه عونًا على من يعتدي
سأسل سهمًا من كنانة وحيه *** وبه أشدّ على كتائب حُسَّدي
وبه سأجدع أنف كلّ مكابر *** وبه سأرصد للكفور الملحدِ
وسأستجير بذي الجلال وذي العلا *** لا لن أُضام إذا استجرتُ بسيّدي
وسأستمدّ العون منه على الّذي *** لمز الأحبّة بالكلام المفسدِ
حتّى أشتّت شملهم بأدلّةٍ *** مثل الصواعق في السحاب الأسودِ
وبنور وحي الله أكشف جهلهم *** حتّى يَبين على رؤوس المشهدِ
لا تلمزونا يا خفافيش الدجى *** بتطرّفٍ وتسرّعٍ وتشدّدِ
لا تقذفونا بالشذوذ فإنّنا *** سرنا على نهج الخليل محمّدِ
ولكلّ قولٍ نستدلّ بآيةٍ *** أو بالحديث المستقيم المسنَدِ
والنسخَ نعرف والعمومَ وإنّنا *** متفطّنون لمُطلَقٍ ومقيَّدِ
ونصوص وحي الله نتقن فهمَها *** لا تحسبون الفهم كالرأي الردي
وإذا تعارَضَت النصوصُ فإنّنا *** بِأُصولِ سادتنا الأئمّة نهتدي
ونحارب التقليدَ طولَ زماننا *** مع حبّنا للعالِم المتجرّدِ
وكذا الأئمّة حبُّهم متمكّنٌ *** من كلّ نفسٍ يا بريّةُ فاشهدي
وترقّ أنفُسُنا لرؤية مَن غدا *** في ربقة التقليد شبه مقيَّدِ
إنّا نرى التقليدَ داءً قاتلًا *** حجب العقولَ عن الطريق الأرشدِ
جعل الطريقَ على المقلِّدِ حالكًا *** فترى المقلّدَ تائهًا لا يهتدي
فلذا بدأنا في اجتثاث جذوره *** من كلّ قلبٍ خائفٍ متردّدِ
ولسوف ندمل داءه وجراحَه *** بمراهمِ الوحي الشريف المرشِدِ
ندعو إلى التوحيد طولَ حياتنا *** في كلّ حين في الخفا والمشهدِ
ونحارب الشرك الخبيث وأهله *** حربًا ضروسًا باللسان وباليدِ
وكذلك البدع الخبيثة كلّها *** نقضي عليها دون باب المسجدِ
هذي طريقتنا وهذا نهجنا *** فعلامَ أنتم دوننا بالمرصدِ
لِمَ تطعنونا وتلمزونا كأنّنا *** جئنا برأيٍ للعقيدةِ مفسِدِ
أَلِمَذْهَبٍ وَلِعادَةٍ وَخصومة *** تتهرّبون من الحديثِ المسند
هذا الحديث تلألأت أنواره *** رغم الجهول ورغم كلّ مقلِّلدِ
إنْ كنتمو تتضرّرون بنورهِ *** فالشمس تطلع رغم أنف الأرمدِ
باللهِ قولوا ما الّذي أنكرتمو *** علَّ البريّةَ للحقيقةِ تهتدي
هدّدتمونا بالمذاهب بعدما *** وضح الدليل فبئس من متهدِّدِ
وبهتّمونا بالقبائحِ كلِّها *** وعرضتمونا بالقناع الأسودِ
ورفعتمونا للولاة تشفّيًا *** وفرحتمو بتهدّدٍ وتوعّدِ
لكنّنا لُذْنا ببابِ إلهنا *** فأراحَنا مِن كلّ خصمٍ معتدي
وجلا الحقيقةَ للملا فَخَسِئْتُمُو *** والسوءُ يظهر من خبيثِ المقصدِ
يا معشر الإخوان سيروا وأبشروا *** وثقوا بنصر الواحدِ المتفرّدِ
سيروا على نهج الرسولِ وصحبِهِ *** لا تعبؤوا بالآثم المتمرّدِ
ولْتعلنوها للبريّة كلّها *** إنّا بغير محمّدٍ لا نقتدي
لا نطلب الدنيا ولا نسعى لها *** اللهُ مقصدنا ونعم المقصدِ
ليس المناصب همَّنا ومرادَنا *** كلّا ولا ثوب الخديعة نرتدي
إنّا لَنسعى في صلاح نفوسنا *** بعلاج أنفسنا المريضة نبتدي
ونحبّ أن نهدي البريّةَ كلَّها *** ندعو القريب قبيل نصح الأبعدِ
وبواجب المعروف نأمر قومنا *** ونقوم صفًّا في طريق المفسدِ
لو تبصر الإخوان في حلقاتنا *** مِن عالِمٍ أو طالبٍ مسترشدِ
لرأيتَ عِلمًا واتّباعًا صادقًا *** للسنّة الغرّاء دون تردّدِ
أنعِمْ بطلّاب الحديث وأهلِهِ *** وأجلّهم عن كلّ قولِ مفنّدِ
هم زينة الدنيا مصابيح الهدى *** طلعوا على الدنيا طلوع الفرقدِ
ورثوا النبيَّ فأحسنوا في إرثهِ *** وحَمَوْهُ من كيد الخبيث المعتدي
سعدوا بهَدْي محمّدٍ وكلامِهِ *** وسواهمو بكلامه لم يسعدِ
والدين قال الله قال رسوله *** وهمو لدين الله أفضلُ مرشدِ
والفقه فهم النصّ فهمًا واضحًا *** من غير تحريفٍ وتأويلٍ ردي
لا تحسبنّ الفقه متنًا خاليًا *** من كلّ قولٍ للمشرِّع مسنَدِ
أو قال عالِمُنا أو قال إمامُنا *** أو ذاك مذهب أحمدٍ ومحمّدِ
هذا كلامٌ ليس فيه هدايةٌ *** مَن سار في تحصيله لا يهتدي
فعليك بالوحيين لا تعدوهما *** واسلك طريقهما بفهمٍ جيّدِ
فإذا تعّذر فهم نصٍّ غامضٍ *** فاستفتِ أهلَ الذكر كالمسترشدِ
بالبـيـّنـات وبالزبـور فإنّه *** من أمر ربّك في الكتاب فجوِّدِ
واعلم بأنّ مَن اقتدى بمحمّدٍ *** سيناله كيدُ الغواةِ الحُسَّدِ
ويذوق أنواعَ العداوةِ والأذى *** مِن جاهلٍ ومكابرٍ ومقلّدِ
فاصبر عليه وكن بربّك واثقًا *** هذا الطريق إلى الهدى والسؤدُدِ
ـــــــــــــــ ـ
بتصرف يسير.