تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 72

الموضوع: رمضان فى عيون الادباء متجدد

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    من وحي الصيام
    محمود أسد


    أطلَّ الصفاءُ بهيَّاً نقيّا
    أضاء ظلام النفوسِ
    وأيقظ فيها الزمانا
    وفي الروحِ شوق رخيم
    ونبض ابتهالْ..
    أتى والدّجى غارق
    في الخصام
    أتى يبسط الخيرَ والفَيْءَ
    يزرعُ دربي وروداً
    وظلاَّ لكلِّ الصغار..
    سريعاً كغيمةِ حبٍّ أتانا
    وفي الأمنيات بيادرُ وعدٍ
    ستملأ كلَّ السِّلال...
    غداً يشرقُ البيتُ
    والغصنُ ينبت فيه النقاء
    ويرفد تلك المساجدَ
    شوقُ الشبابِ وطُهرُ البراءة...
    ------
    أتى رمضان وفي الحقلِ أنداءُ ذكرى
    ستوقظ فينا الطهارة...
    أمامي يُعِدُّ الصيامُ موائدَ فكرٍ
    تُباعدُ بيني وبين انحِسار القرارْ..
    يخطُّ السطورَ، وتلك السطورُ
    ربيعٌ بديعُ الحضورِ
    ثريُّ العطاء...
    وفي رمضانَ تغيبُ الدموعُ
    تمدُّ الجسورُ ينابيعَ وصلٍ
    وذكرى انتصارْ...
    تُضاءُ البيوتُ بشوق الأحبَّةِ،
    حولَ الموائدِ يشرقُ وجهٌ بشوشٌ
    وذاك الفقيرُ أتتْهُ الهباتُ
    ------
    وكان البيان ُ رسولاً لكلِّ الشفاهِ،
    تراتيلَ تشدو بوحي الإله...
    هو النورُ و الحقُّ يغتالُ ظُلْمَ الظلامْ
    ومازالَ في الصدرِ والعقلِ
    ما زال جسرَ الضياءْ...
    يُضيء الدروبَ التي في الغيابِ تعيشُ
    وتحيا بلا هدفٍ في الخفاء...
    طريقُ البداية من رمضانَ
    فمنْ يَرصُفُ الدربَ يوماً
    أمام النفوسِ الشقيّهْ..
    أمامكَ كوثَرُ شهدٍ
    لكلِّ الجداولْ
    أتى رمضانُ ونارُ الغواية
    تأكلُ أهلي. وتقتلُ نبض الترابْ...
    وهذا العراقُ جريحٌ كَواهُ الشقاقُ
    وتلك فلسطينُ بركةُ نارٍ وجمرٍ
    وتلك الدماءُ على كلِّ قُطرٍ شقيق
    تراق...
    تصوم عن الماءِ والخبزِ
    تجمعُ كلَّ الصحابِ مساءً
    وتنسى الفقيرَ،
    وتنسى الزكاة
    هو الحقُ والفرضُ يدعوكَ
    لا صومَ إن لم يكنْ في فؤادِك
    نورٌ وحبّْ
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    من وحي رمضان

    عبد الرحمن الحياني

    أشـهـر العبادة شهر التقى *** أرمـز الـطهارة رمز النقا

    عـزيـزاً حـللت بساحاتنا *** فـأهـلا نزلت وطاب اللقا

    هـللت علينا كريم الخصال *** فـنـعم النزيل بشير التقى

    فـفـيك الصيام وفيك القيام *** وفـيك الهدى مغرباً َمشرقا

    قـلوب الأنام بك استبشرت *** ونـور سـنـاك بدا مُشرقا

    فـتـهـفو العباد إلى نفحة *** تروض النفوس كطهر النقي

    أتيت وفي الصدر منا شجون *** لـظـلـم ألـم غـدا مطبقا

    غـدونـا تجوس العدا دارنا *** تـداعـت عـلينا بحقد رقا

    فـفـي كـل يـوم لنا أنة *** تـزيـد الحزين أسى مرهقا

    فـمسرى الرسول الأمين له *** نـحـيب وبالبؤس قد شرقا

    أسـيـر ذلـيـل به كربة *** لـهول المصاب غدا مطرقا

    وكـشـمير باتت بليل بهيم *** فـبـوذا سقاها كؤوس الشقا

    كذا الصرب بغياً تعيث فساداً *** بـأرض لنا ما رعت موثقا

    وذي الروس راحت تكيل لنا *** صـنـوف المنايا دماً دافقا

    فـشـيشان فيها الدليل على *** ضـروب المآسي وما ألحقا

    ألوف الضحايا قضت نحبها *** بـهـدم وسـفـك وكم أملقا

    وذي الأفـغان براها الضنى *** تـئـن لـقصف غدا ماحقا

    يـقـض المضاجع لا ينثني *** ويـدمـي الـفؤاد بما أزهقا

    فـفـي كـل يوم يزيد العنا *** وفـي كـل يوم يكيل الشقا

    لـك الله يـا أمـة أصبحت *** لـكـيد العدا مسرحاً مطلقا


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    نفحات رمضان في شعرنا المعاصر
    محمد شلاّل الحناحنة


    يأتي رمضان شهر الخيرات، وشهر الإنابة والتوبات، شهر الانتصارات حين كنّا نتمسّك بشرع الله، مقيمين على الطاعات! فأين نحنُ اليوم من نفحاته الإيمانية الصادقة؟! وأين نفوسنا الصافية التي تهفو لوعد الملك المنّان؟! أما تتشوّق أرواحنا يا ترى- لباب الريّان؟! لكن كيف يكون ذلك وما زلنا نجترح المعاصي والذنوب؟! وما زالت بلاد المسلمين ممزّقة، وجروحهم عميقة، وعدوّهم يذلّهم! كيف نلقى رمضان وقد امتدّ الهوان لأمة القرآن فهانت أمام أهل الضلال والفسق والفجور؟! أنلقاه أعزّة أم ترانا نغضي حياءً منه ونحن كغثاء السيل؟! أنلقاه والأقصى أسير تحت حكم يهود؟ أنلقاه ونحن نستسلم لأعدائنا، وما عاد يرضيهم حتى هواننا وذلّنا؟! يأتي رمضان..فماذا يحدّثنا شعراؤنا فيه؟!

    لعلّ لنا وقفة مع الشاعر د.عدنان علي رضا النحوي إذ ينشد:

    قدْ كنتَ تشرق في ربا الإسلام يجْـ *** ـمَعُها الهدى ساحًا تجودُ وتغدقُ



    أنّى التفتّ اليوم تلقى أدمعًا *** حرّى تصبّ على دم يتــــدفّقُ



    تلقى الثكالى واليتامى والأسى*** فوق الوجوه تغيب فيه وتزهــقُ



    وترى المجازرَ والعدا يتواثبـ ***ـون على الديار وكلّ وثبٍ موبقُ



    وترى بني الإسلام يقتل بعضهم ***بعضًا ويمعنُ في العداء ويــغرقُ



    وترى عدوّ المسلمين مهيمنًا ***يلقي بأحمال الـــهلال ويـطلقُ



    وتراه صفّا واحدًا متماسكًا ***والمسلمون مع الهــوان تفرّقوا



    رمضانُ أقبلْ وامسحنّ من الأسى ***وأعدْ لنــــا الذي يتألّقُ



    واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بها ***أملاً به تحيا القلوب وتخفقُ
    هكذا يمضي شاعرنا المبدع عدنان النحويّ مع رمضان يبث المفارقات الموجعة بين حاضر وماضٍ، وبين المسلمين وأعدائهم، وبين حياة القلوب وموتها، فقد كان رمضان في الماضي يطلّ علينا مشرقًا بالهدى ونور الإيمان، بينما يأتي في حاضرنا اليوم وربا الإسلام تعيش في ظلمات المعاصي والضلال إلا من رحم الله، وكان المسلمون أقوياء متمسكين بدين الله صفّا واحدًا لكنّهم أضحوا اليوم ضعفاء متفرّقين يتقاتلون على عرض الدنيا، وقد هانوا على الأعداء حين ماتت القلوب الحيّة المؤمنة.أما الأعداء فهم الميهمنون بقوّتهم واتحادهم، وقد وثبوا على المسلمين قتلاً وتدميرًا، فهل يحيي إقبال رمضان اليوم الإيمان في نفوس أهل الإسلام، ليعيدوا للأمة أمجادها، ويحرّروا أوطانها، ويرفعوا الهوان عن نسائها وأطفالها؟!
    أما شاعرنا علي بن عبد الله الزبيدي فهو يدعو شهر التوبة أنْ يقف قليلاً، وهو يستوقفه لئلا يرحل بعجل، ويتحسّر على سرعة طيّ صفحاته، وهو يلجأ إلى تشخيص من خلال صور شعرية موحية، فنجد أننا نشاركه آلامه وأحزانه في قصيدته: (وقفة توديع):

    قفْ أيها الشهرُ لو يُستوقف العَجلُ ***أهكــذا أجمــلُ الأيّام تُختزلُ



    قف لم يزلْ للمشوق الصبّ ظامئة ***ترنو إليك وفي أحداقــها وجلُ



    لـمْ تدرِ هل قبلت بالأمس توبتها ***أم أنّها بلظى الحرمــان تشتعلُ



    رحلتَ يا شهرُ لا بل صفحة طُويت ***من عمرنا وسطور الصفحة العملُ



    فيك ازدهت دورٌ للعام مشـــرقة ***عشر يُنال بها إن أحسنوا- الأملُ



    وليلةٌ في جبين الدهر زاهـــرة ***بها الملائكـــةُ الأبـرارُ تحتفلُ

    ولأنّ شهر رمضان يمثّل عند شاعرنا الزبيدي قيمًا روحيّة عظيمة، نراه يلحّ على ضمائر الخطاب كثيرًا: (قف، إليك، رحلت، فيك... ) أما العشر الأواخر وليلة القدر فهي دررٌ العام حقًا عند جميع المسلمين، فما أدراك بإيقاعها لدى شاعر مرهف الحسّ مثل علي الزبيدي؟ لأنّ النفس تسمو إلى خالقها حين تتصل به، وهو يعود ليبكيه على رحيله بكلّ أسى:

    يا حبّذا نفحاتُ الصوم عاطرةً ***تسمو بها أنفسٌ بالله تتّصلُ



    وحبّذا الآيُ يتلوها مـــردّدة ***قلبٌ بترديد آي الذكر مشتغلُ



    رحلتَ، لا لوم إذ يبكيك ذو شجن ***فربما حال دون الملتقى الأجلُ



    وأقبل العيدُ، هل يلقاه من حرموا؟ ***هيهات ليس لهم بل عيد من قبلوا

    ونقف أخيرًا في نفحات رمضان مع ديوان: (قناديل على مآذن القدس) لشاعر فلسطين صالح عبد الله الجيتاوي الذي تنـزّ أوجاعه مع كلّ حرف من حروفه النازفة، مستنهضًا همم الأمة، مستضيئًا برؤى إسلامية جليّة، حين يأوى إلى حسّ المكان وقدسيّته، ويمضي إلى تاريخنا الإسلاميّ بكلّ أمجاده بلغة حركيّة، وإيقاع شجيّ، فيشعل جراحنا في قصيدته (في ظلال رمضان):

    تتوالى مع الصيام طيــــوفٌ ***مونقاتُ الرؤى وأخرى حزينة



    هذه (بدر) في المدارج تختــالُ ***علــيها من الملائــك زينة



    هذه (مكة) أنارت روابيــــها ***ببدر الهدى وجنــد (المدينة)



    وعلى هامة الخلود (صلاح الدين) ***أرسى بسيــفه (حطـّــينه)



    تتداعى بذكره صــورُ الــحزن ***ومحرابُـه يـــبثّ أنـــينه



    مستباح الحـــمى وهيهات فيها ***مصرخٌ بالغداة ينصـــر دينه



    جاس فيه النفاقُ والكفرُ والرجسُ ***فلا يستر الشقــيُّ مجــونه



    لهفَ نفسي! أهذه أمةُ السيف ***وقد أجّـج الخنــا أفــيونه!

    في شعر صالح الجيتاويّ أنفاس ملتقاعة، وحزنٌ دفين، وصور جديدة مشبعة بالأسى، ومع ذلك فهو يرنو إلى مسجده الأقصى منبر صلاح الدين محرّرًا من رجس العصابات اليهودية، ويبثّ مع رمضان المبارك شذى أزهار نديّة من التفاؤل والإيمان بوعد الله ونصره للمؤمنين الصادقين.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    في وداع رمضان
    جابر قميحة


    لا يا أمير الشعراء
    نظمتُ هذه القصيدة معارضة لقصيدة أحمد شوقي التي يقول فيها:
    رمضان ولّى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق


    رمضانُ ودَّع وهو في الآماق *** يا ليته قد دام دون فراقِ(1)


    ما كان أقصَرَه على أُلاَّفِه *** وأحبَّه في طاعةِ الخلاق


    زرع النفوسَ هدايةً ومحبة *** فأتى الثمارَ أطايبَ الأخلاق


    «اقرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها *** عطرًا على الهضبات والآفاق


    ولِليلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها *** عن ألفِ شهر بالهدى الدفَّاق


    فيها الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا *** حتى مطالعِ فجرِها الألاق


    فى العامِ يأتي مرةً..لكنّه.. *** فاق الشهورَ به على الإطلاق


    شهرُ العبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى *** شهرُ الزكاةِ، وطيبِ الإنفاق
    * * *
    لا يا أمير الشِّعر ما ولَّى الذى *** آثاره في أعمقِ الأعماق


    نورٌ من اللهِ الكريمِ وحكمةٌ *** علويةُ الإيقاعِ والإشراق


    فالنفسُ بالصوم الزكي تطهرتْ *** من مأثم ومَجانةٍ وشقاقِ


    لا يا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ *** مَن صامَ في رمضانَ صومَ نفاقِ


    فإذا انتهتْ أيامُه بصيامِها *** نادى وصفَّق (هاتها يا ساقي)


    (الله غفار الذنوب جميعها *** إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقي)(2)


    عجبًا!! أيَضْلَع في المعاصِي آثمٌ *** لينالَ مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟


    أنسيتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه *** حينَ التفاف الساقِ فوقَ الساقِ؟


    وترى المنافقَ في ثيابِ مهانةٍ *** ويُساقُ للنيرانِ شرَّ مساقِ


    لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي *** رمضانُه في زُمْرة الفسَّاق


    لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي *** منع الطعام، وهمه في الساقي


    من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها *** وكأنه عبدٌ بلا.. إعتاق


    الصومُ تربيةٌ تدومُ مع التُّقَى *** ليكونَ للأدواءِ أنجعَ راقى(3)


    هو جُنةٌ للنفس من شيطانِها *** ومن الصغائرِ والكبائرِ واقي(4)


    الصومُ - يا شوقي إذا لم تدْرِه - *** نورٌ وتقْوى وانبعاثٌ راقي(5)


    واسمع - أيا من أمَّروهُ بشعره - *** ليس الأميرُ بمفسدِ الأذواق


    إن الإمارةَ قدوةٌ وفضيلةٌ *** ونسيجُها من أكرمِ الأخلاق


    والشعرُ نبضُ القلبِ في إشراقِه *** لا دعوةٌ للفسقِ.. والفسَّاق


    والشعر من روح الحقيقة ناهلٌ *** ومعبِّرٌ عن طاهرِ الأشواقِ


    فإذا بَغَى الباغي بدتْ كلماتُه *** كالساعِرِ المتضرِم.. الحرَّاق


    وإذا دعتْه إلى الجمال بواعثٌ *** أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ(6)


    لكنه يبقى عفيفًا.. طاهرًا.. *** كالشّهدِ يحلو عند كلِّ مذاق


    رمضانُ - يا شوقي - ربيعُ قلوبنا *** فيها يُشيعُ أطايبَ الأعباق(7)


    إن يمْضِ عشنا أوفياءَ لذكِره *** ويظلُّ فينا طيّبَ الأعْراق
    ------------------------
    (1) الآماق: العيون.
    (2) ما بين القوسين من قصيدة شوقي.
    (3) راقي «من الرقية» أى معالج.
    (4) جنة (بضم الجيم) وقاية وحماية. وفي الحديث النبوي «الصوم جنة».
    (5) راقي: سام رفيع.
    (6) زرياب وإسحاق من أشهر موسيقيي العرب.
    (7) الأعباق: جمع عَبق: وهو الرائحة الطيبة





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    تاج الشهور
    عبد الكريم البدران


    حييت يا تاج الشهورْ
    كالنجم سربله الحبور

    رمضان يا دوح التقى
    بأريجكم تشدو الصدور

    فيك المباهج أشرقت
    تزهو على أيك السطور

    وتظل تعبق بالهدى
    جذلاً على مر العصور

    تكسو الفؤاد بحلة الــ
    ـغفران من رب غفور

    وتبدد الآثام عن
    قلب تلفع بالشرور

    بنسائم الرحمات ألــــ
    ـــهبت القوافي والشعور

    تجلو بعتق النار أد
    ران المعاصي والغرور

    فتحلق الأرواح في
    فلك المعالي كالصقور

    للدمع فيك مسارب
    تحكيه آهات الضمير

    بقراءة القرآن يروي
    الروح بالحق المنير

    فالله عظم أجركم
    أين المشمر للنفير؟




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    (رمضان فى عيون الادباء)
    أهلا يا شهر الإسلام
    عبد المعطي الدالاتي

    كم نفوسٍ..كم رؤوس ِ *** كلُّـها لله ساجدْ

    كم بدورٍ و شموسِ *** تزدهي فيها المساجدْ
    ***
    كم سجودٍ، كم ركوع ِ *** كم صلاةٍ، كم زكاةِ!
    كم خشوع ٍ.. و دموعِ! *** هاهنا طِيبُ الحياةِ
    ***
    فتعالوْا يا صحابي *** هاجروا نحو السماءِ
    في فضاءاتِ الكتابِ *** حلـّقوا،أوفي الدعاءِ
    ***
    ربِّ أنعمتَ، ونشهَدْ *** بجليل النـُّعمَياتِ
    هل نرى راياتِ أحمدْ *** في البرايا خافقاتِ؟
    ***
    هل تُرى نفطرُ يوما *** في نهار الصومِ مَرّةْ!
    في سبيل اللهِ كيْما *** نستعيدَ القدسَ حُرةْ!




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    (رمضان فى عيون الادباء)
    تحية رمضان
    عمر الحبر يوسف

    رمضان أقبل قُم بنا يا صاح *** نجلو ظلام ذنوبنا بصباح
    بالصوم والصلوات والذكر الذي *** هو روحنا والنور للأرواح
    هذه الشهور قضيتها في غفلة *** ما بين لهوٍ مهلكٍ ومباح
    قد آن أن تحيا بذكرٍ طيب *** وقيام ليلً مشرقٍ وضّاح
    من سرّه طيب الحياة فحسبه *** حسن التلاوة في الكتاب الماح
    لله نفحات لنا في دهرنا *** نرقى بها ونروم كل فلاح
    والشهر هذا أعظم النفحات *** ورضاء ربي غاية الممتاح(1)
    قد فاز من أدى الفريضة مؤمناً *** بشرى له بالروح والأدواح
    ـــــــــــــــ ـ
    (1) الممتاح: السائل






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    (رمضان فى عيون الادباء)
    رمضان اقبل
    "خير الدين وانلي"

    رمضـان أقبل يا أولي الألبــــاب *** فاستقبلوه بعد طول غيـاب
    عـام مضى من عمرنــا في غفلـة *** فتنبهوا فالعمر ظل سحـاب
    وتهيّــؤوا لـتـصبـّر ومشـقّـة *** فأجور من صبر بغير حساب
    الله يجزي الصـــــائمين لأنهـم *** من أجله سخِروا بكل صعاب
    لا يدخل الريـان إلا صــــائم *** أكرم بباب الصوم في الأبواب
    ووقــاهم المولى بحرّ نهـــارهم *** ريح السموم وشر كل عذاب
    وسقوا رحيـق السلسبيــل مزاجه *** من زنجبيل فـاق كل شراب
    هذا جـزاء الصـائميـن لربهــم *** سعدوا بخير كرامة وجنـاب
    الصوم جنة صــائم من مـــأثم *** ينهى عن الفحشاء والأوشاب
    الصوم تصفيــد الغـــرائز جملة *** وتحرر من ربقة برقـــاب
    ما صـام من لم يرع حق مجــاور *** وأخوة وقرابة وصحـــاب
    ما صام من أكل اللحــوم بغيبة *** أو قال شرا أو سعى لخراب
    ما صام من أدى شهادة كــاذب *** وأخلّ بالأخلاق والآداب
    الصوم مدرسة التعفف والتــقى *** وتقارب البعداء والأغراب
    الصوم رابطة الإخــاء قويــة *** وحبال ودّ الأهل والأصحاب
    الصوم درس في التساوي حـافل *** بالجود والإيثار والترحاب
    شهر العزيـمة والتصبر والإبـا *** وصفاء روح واحتمال صعاب
    كم من صيام ما جنى أصحــابه *** غير الظما والجوع والأتعاب
    ما كل من ترك الطعام بصــائم *** وكذاك تارك شهوة وشراب
    الصـوم أسمـى غاية لم يرتــق *** لعلاه مثل الرسل والأصحاب
    صـام النبي و صحبــه فتبرؤوا *** عن أن يشيبوا صومهم بالعاب
    قوم هم الأملاك أو أشبـاههــا *** تمشي وتأكل دُثّرت بثياب
    صقل الصيام نفوسهم وقلــوبهم *** فغدوا حديث الدهر والأحقاب
    صـاموا عن الدنيا وإغراءاتهــا *** صاموا عن الشهوات والآراب
    سار الغزاة إلى الأعـادي صُوّما *** فتحوا بشهر الصوم كل رحاب
    ملكوا ولكن ماسهوا عن صومهم *** وقيامهم لتلاوة وكتاب
    هم في الضحى آساد هيجاء لهم *** قصف الرعود وبارقات حراب
    لكنهم عند الدجى رهبـــانه *** يبكون ينتحبون في المحراب
    أكرم بهم في الصائمين ومرحبـا *** بقدوم شهر الصِّيد والأنجاب
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    (رمضان فى عيون الادباء)

    رمضان

    عبد الله بن صالح الخليوي


    لمّا أتى غمرَ الوجودَ ضياءْ ***وانجابَ عن رانِِ القلوبِ غشاءْ
    واستبشرَ الكونُ الفسيحُ وكبّرتْ ***أرجاؤُه واهتزّتِ البيداءْ
    شهرٌ به خيرُ الكلامِ منزّلٌ ***قرآن ربّي مِنّةٌ وشفاءْ
    رمضانُ هلّ فعانقتْنا رحمةٌ ***وعرا الجميعَ محبّةٌ ووفاءْ
    قد جئتَ أهلاً فاعتراني ما اعترى ***خوفٌ يخالطُُ مهجتي ورجاءْ
    قد صُفّدتْ فيك الشياطينُ التي ***قد نالنا منها أذًى ووباءْ
    وتزيّنتْ جنّاتُ ربّي للذي ***قد كانَ في مرضاتِهِ مشّاءْ
    شهرٌ به الرّحَمَاتُ أشرقَ نورُها ***فعلا قلوبَ المؤمنين سناءْ
    شهرٌ به الرحمنُ يغفرُ ذنبَنا ***للدّاءِ غفرانُ الذّنوبِ دواءْ
    والعتقُ من نارِِ السّمومِ مزيّةٌ ***منّ الرحيمُ بفضلِهِ وجزاءْ






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    رمضان عذراً إن عصى الشعر
    محمد عبد القادر الفقي

    أيا رمضان الخيرِ عذراً، عصى الشعرُ *** فلم يترنم مثلما يوجب الأمرُ

    وكيف لشعري أن يسيل عذوبةً *** بمدحك والأرزاء في أبحري كُثْرُ
    وكيف القوافي فيك أزجي عصيَّها *** وأحوالنا تُزري، وأفعالنا نكرُ؟!
    وأين الخيال الحر؟ أنى لنا بهِ *** وفي القلب همٌّ لا يرام لهُ حسْرُ
    تهبُّ الرياح الذارياْتُ بداخلي *** فتترك نفسي بلقعاً ما بهِ زهرُ
    تراوحني في كل حين فجاءةٌ *** كأني فلاة ليس في رملها سدرُ
    فيا خير شهرٍ لا تلمني لأنني *** أعاني جروحاً لا يعالجها الصبرُ!
    أتيتَ إلينا والكراماتُ قد خَبَتْ *** ومن أين تأتينا وقد أورق الشرُّ؟
    نصلي؟ نعم! لكن صلاة بلا تقى *** ونأمر بالفحشاء إذ وجب الطهر!
    نصوم؟ نعم! لكن صياماً عن القِرى *** ولذاتنا تمتد إذ يطلع الفجرُ!
    وفي الأرض إخوان لنا كلُّ حلمهم *** بقايا إدامٍ يستقيم بها الظَّهْرُ!
    كأن مجاعات الدنا كلها قوَتْ *** بدورهمُ..أو حلّ مِصْرَهمُ الفقرُ
    نحجُّ؟ نعم! لكن لمجلس عصبةٍ *** ونطلب منه الأمن إن يُهتكُ الستر
    فلا عصبة (الفيتو) أعادت أماننا *** ولا الدبُّ واسانا، ولا الأقرعُ النسر!
    أتيت إلينا، صُبحنا مثل ليلنا *** فأجواؤنا سودٌ وأجفاننا جمرُ
    فيا رمضان العتق ذلت رقابنا *** إلى اللهِ نشكو: ربَّنا مسنا الضرُ!
    تداعتْ علينا أمّةٌ بعد أمةٍ *** وعشش فينا اليأس والضَّعْف والذُّعْرُ
    وليس لأهلينا سراةٌ وإنما *** بُلينا بجندهم علينا المُدى الحُمرُ
    إذا المرء صلى الفجر قالوا: مُخَرِّبٌ! *** وإن عاقر الصهباء قالوا: فتىً حرُّ!
    وإن رتل القرآن قالوا: مضللٌ! *** وإن حالف الشيطان قالوا: له الشكرُ!
    همُ قد أضاعوا (قدسنا) بل كياننا *** فوا ذلّ شعبِ عمرُهُ كلهُ قهر!
    أتيت إلينا، والمصائب جمَّةٌ *** فآلامنا مَدٌّ وآمالنا جَزْرُ!
    وأوراقنا صُفرٌ بلون جلودنا *** وأشرارنا كُثْرٌ، وإنجازنا صفر!
    فواعجباً إن فارق الخيرُ أرضنا *** وواعجباً إن عربد الشركُ والكفر
    وواعجباً أن يهدم البغيُ مسجداً *** وأن يصبح الهندوس هِرُّهم نمْرُ
    وواعجباً أن ندمن العار والخنا *** وواعجباً أن يكثرَ الفرُّ لا الكَرُّ
    وواعجباً أن يسحق الصِّرْبُ قومنا *** وواعجباً أن يكثرَ البَقْرُ والجزْرُ
    نذبَّح مثل الشاة في كل موضع *** ونُسلخُ أحياءً وتغلي بنا القدرُ!
    وتُرمى إلى الخنزير عمداً لحومُنا *** ويأكل منها الكلبُ والذئب والنسر!
    فيا رمضان القدر قد ضاع قدرُنا *** وأظلمت الدنيا، ونهتف:يا بدر؟
    ولا بدرَ، لا حطين، لا أيَّ بارقٍ لنصرٍ*** تُرى من أين يأتي لنا النصر؟
    إذا نحن لم نغسلْ من الرجس أنفساً *** فخير مكانٍ يرتضينا هو القَبْرُ!



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    تجليات رمضانية
    يحيى الشعبي


    تاقتْ إليكَ جوارحِي وجَنَانِي *** واسْتَشْرفَتكَ مرابعِي وزمانِي
    وسَمَتْ إليكَ ذنوبُنا لتحيلَها *** بِرّاً فأتْرِعْ بالصفاءِ دِنانِي
    مَنَحَتْكَ يا ضَيْفَ الكرامِ نُفوسُنا *** حُبا وشوقاً دائمَ الفَيَضَانِ
    نحنُ الضيوفُ ونَدَّعِي إكرامَنا *** للوافدينَ ولسْتَ كالضِّيْفانِ
    أنتَ المُضِيْفُ حقيقةً فقلوبُنا *** ترْعى جنِانَكَ والقُطُوفُ دواني
    في روضِك الريانِ كلُّ فضيلةٍ *** والصائمونَ مباهجٌ ومغانِي
    نهفو إليكَ لتنبتَ الحُسنى رضاً *** ولِتسْكُبَ الأنقاءَ بالوجدانِ
    يَخْضَرُّ لفظُ شريف نجوانا كما *** يخضر عود جفائنا بأذان
    تتلطَّفُ الأقوالُ يومَ صيامِنا *** ويرِقُّ جَبارٌ ويُجْبرُ عانِ
    دفّاقُ جودِكَ يستثيرُ مشاعِري *** فأكادُ أبصرُ مقعَدي وجِنانِي
    فيكَ التسامحُ والتراحمُ يقتفِي *** أثَرَ الكرامِ وشِرْعةَ الخِلانِ
    فيكَ القلوبُ بياضُها متلألئٌ *** يُزْرِي بكلِّ مُخاتِلٍ ومدَانِ
    سُحُبٌ الفضائلِ تستقر بروحنا *** وتُجَلِّلُ الأرجاءَ بالغفرانِ
    ما أطْيَبَ النَّسماتِ فيكَ وقَدْ حَوَتْ *** بَرْدَ اليقينِ ومِنْحَةَ الرحمنِ
    طَهِّرْ بِبِرِّكَ كلَّ ذنبٍ مُنْتِنٍ *** وَأَفِضْ منَ الرحماتِ والإحسانِ
    هذي أَكُفُّ قُلُوبِنا ممدودةٌ *** قبلَ الأكفِّ بِزَهْرَةِ الإيمانِ
    تِرجو رضا الرحمنِ فيكَ فكلَّما *** فاحتْ طُيوبكَ شَمَّرَ المُتوانَي
    وجِّه وفُودَ نداكَ نحوَ كرامةٍ *** وَلْيعْبُروا بَوَّابةَ الرَّياَّنِ
    ما قارفتْ نفسُ المقارفِ منْ هوىً *** إلا وعينُ الصّفْحِ في رَمَضَان





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد


    (رمضان فى عيون الادباء)

    فديتك زائراً في كل عام

    مصطفى الصادق الرافعي



    فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلام

    وتقبل كالغمام بقيض حينا *** ويبقى بعده أثر الغمام

    وكم في الناس من كلف مشوق *** إليك وكم شجي مستهام

    ركزت له بألحاظ الليالي *** وقد عي الزمان عن الكلام

    فظل يعد يوماً بعد يوماً *** كما اعتادوا لأيام السقام

    ومد له رواق الليل ظلا *** ترف عليه أجنحة الظلام

    فبات وملء عينيه منام *** لتنفض عنهما كسل المنام

    ولم أر قبل حبك من حبيب *** كفى العشاق لوعات الغرام

    فلو تدري العوالم ما درينا *** لحنت للصلاة وللصيام

    بني الإسلام هذا خير ضيف *** إذ غشي الكريم ذرا الكرام

    يلمكم على خير السجايا *** ويجمعكم على الهمم العظام

    فشدوا فيه أيديكم بعزم *** كما شد الكمى على الحسام

    وقوموا في لياليه الغوالي *** فما عاجت عليكم للمقام

    وكم نفر تغرهم الليالي *** وما خلقوا ولا هي للدوام

    ودخلوا عادة السفهاء عنكم ** فتلك عوائد القوم اللئام

    يحلون الحرام إذا أرادوا ** وقد بان الحلال من الحـرام

    وما كل الأنام ذوي عقول *** إذا عدوا البهائم في الأنام

    ومن روته مرضعة المعاصي *** فقد جاءته أيام الفـطام





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    رمضان بشرى
    عيسى بن علي جرابا



    تَاقَتْ لكَ الأَرْوَاحُ يَا رَمَضَانُ *** وَهَفتْ لِشدْوِ طيوْرِكَ الآذَانُ

    وَهَمَتْ سَحَائِبكَ الندِيّةُ رَحْمةً *** فَاعْشَوْشَبتْ مِنْ فَيضها الأَزْمَانُ
    وَاسْتَقْبَلَتْ كَ الأَنْفُسُ الظَّمْأَى إِلَى *** لُقْيَاكَ حَيْثُ النّوْرُ وَالإِيمَانُ
    هَبتْ تَمدُّ أََكُفهَا لكَ توْبَةً *** وَعَلَى الوُجُوْهِ تذَلّلٌ وَحنَانُ
    فَرَأَتكَ أَعْظَمَ زَائرٍ هَتفَتْ بِهِ *** كُلُّ الرُّبَى وَغَدَتْ بِهِ تَزْدَانُ
    رَمَضَانُ جِئْتَ فلا تسَلْ عَنْ فَرْحَةِ *** الدُّنْيَا سَما بِشُعُوْرِها القرْآنُ
    وَعَنِ النُّفُوسِ تَوَشَّحتْ حُللَ الصَّفاءِ *** يَزِينهَا الإِخْبَاتُ وَالإِذْعَانُ
    وَعَنِ الأَيَادِي فِي رِحَابِكَ أَوْرَقَتْ *** وَبها تَنَامى البِرُّ وَالإِحسانُ
    الكَوْنُ كلُّ الكَوْنِ غَنّى مذْ هَمَى *** مِنْ رَاحَتَيْكَ العتقُ وَالغُفرَانُ
    رَمَضَانُ يَا أُنشُوْدَةَ الأَملِ النديِّ *** وَيَا رَبِيعاً وَشْيُهُ فَتانُ
    يا وَاحةً فوَّاحَةً جذْلى وَيا *** وِرْداً هَفا لمعينهِ الظَّمآنُ
    رَمَضَانُُ يَا بُشْرَى لَهَا إِطْلالَةٌ *** نَشْوَى وَصَوْتٌ بِالهدَى رَيَّانُ
    يَا دَوْحَةً لِلنصرِ ضَاعَ أَرِيجُهَا *** بَيْنَ الأَنَامِ وَفرَّعَتْ أَغْصَانُ
    بَدْرٌ وَكَمْ بَدْرٍ رَأَينا نُوْرَهَا *** يَفْتَرُّ زَهواً وَالمَدَى نَشْوَانُ!
    رَمَضانُ يا أُنسَ القلوْبِ إِذَا دَجَا *** لَيْلُ الكُرُوْبِ وَسهّدَتْ أَجْفَانُ
    كَمْ منْ مَعانٍ فيْكَ لَوْلا أَنْتَ لَمْ *** تُعْرَفْ وَلَمْ يُعْمرْ بِهنَّ جَنانُ!
    رَمَضانُ يا خَيرَ الشهوْرِ تحيةً *** مِنْ شَاعِرٍ عَصَفتْ بهِ الأَحْزَانُ
    يَشدُو وَبَيْنَ ضلُوْعهِ همٌّ وَفِي *** فَمِهِ سُؤَالٌ مثخنٌ حَيْرَانُ
    مَا بالُهَا تَمْضِي السنوْنَ وَلَمْ يزَلْ *** يَكْسو مَفَارِقَنا أَسَىً وَهَوَانُ؟
    لَهثتْ خطانا وَالدُّرُوْبُ تَلُفُّها *** ظُلَمٌ وَنحنُ تَلُفّنا الأَكْفَانُ
    رَمَضَانُ جِئْتَ وَأَلْفُ خَطْبٍ *** هُدِّمَتْ قِمَمٌ لهُ وَتقَوَّضَتْ أَرْكانُ
    وَعَدُوُّنا مازَالَ يُشْعِلُ بَيْنَنَا *** نارَ الخِلافِ وَينْفُخُ الشّيطَانُ
    وَالقدْسُ رَهنُ قُيُوْدِهِ *** وَقُيوْدُنا وَهْمٌ يُكَبِّلنا بِهِ الخذْلانُ
    لا الجُرْحُ مُنْدَمِلٌ وَلا دَمُهُ *** الزَّكِيُّ رَقَا وَلا سَفّاكُهُ سَيدَانُ
    رَمضَانُ جِئتَ قلوْبنا شتَّى *** كَمَا رَاياتِنا كلٌّ لَهُ عُنوَانُ
    خَمْسُوْنَ مِنْ لَهَبٍ تَلَظَّى وَالثَّرَى *** حِمَمٌ وَأَنفاسُ الوَرَى بُرْكانُ
    وَخطَابنا مَازَالَ يُطْمِعُ غَيرَنا *** فِيْنا خطابٌ لَيسَ فِيْهِ بيانُ
    "نِقْفُوْرُ كَلْبَ الرُّوْمِ" أَيْنَ أَبُو الأَمِيْنِ *** وَأَيْنَ سَيفٌ سلهُ الشّجْعَانُ؟
    خمْسوْنَ لوْ أَنَّ الجِبالَ حَملْنهَا *** لَغَدَتْ بِهَا وَكَأَنَّهَا كثبانُ
    رَمَضَانُ جِئْتَ وَلِلقُلُوْبِ مَشاعِرٌ *** وَلْهى وَلِلشّعرِ الأَصيلِ حِصَانُ
    هذَا هِلالُكَ هَلَّ فياضَ السنا *** فَتَرَشَّفَتْ أَنْدَاءَهُ الأَكوَانُ
    وَنُفُوْسُنَا طَارَتْ إِليهِ منيبةً *** تَبْكِي وَقَدْ أَزْرَى بِها العِصْيَانُ
    وَتَرَقبَتْهُ عُيُوْنُنَا مُتلأْلئاً *** يَكسو سَنَاهُ سَكينةٌ وَأَمانُ
    وَبِحِضْنِهِ كَمْ مِنْ مَساجِدَ أَنْشَدَتْ *** يحلو بِها لِلمُخْبِتينَ أَذَانُ!
    لما بَدَا كُلُّ البَلابِلِ رَفْرَفَتْ فَرَحاً *** وَمِنْ فَمها جَرَتْ أَلْحَانُ
    حَتَّى الجَمَادُ اهْتزَّ فَانْطَلَقَ الحَصَى *** يَشْدُو وَرَدَّدَ شَدْوَهُ الجدْرَانُ
    رَمَضَانُ جِئْتَ فَلا تَسَلْ عَنْ شَوْقِنَا *** يَالَيتَ كُلَّ شُهوْرِنَا رَمضانُ





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد


    رمضان فى عيون الادباء
    رمضان بين الأطباء والشعراء

    الدكتور حسان شمسي باشا

    رمضان ، هذا الشهر العظيم ، كان له على لسان الشعراء ألوان وطيوف ، وسمات وآيات وعلى مر العصور استلهم الشعراء من فيوضات شهر رمضان ونفحاته أفكارهم للتعبير عن فرحتهم بمقدمه ، وحزنهم لوداعه ، وبدعوتهم المسلمين لانتهاز فرصة حلوله للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات وفعل الخيرات .

    وكما فاضت قرائح الشعراء القدامى والمعاصرين بقصائد الإجلال والتعظيم لهذا الشهر المبارك ، كان هناك من الشعراء – عفا الله عنهم – من أظهر تبرمه منه صراحة أو تلميحا فهذا أبو نواس الذي ارتكب الموبقات وعاش عمره في انتهاك المحرمات وكان يتململ من شهر رمضان ، تصدمه الحقيقة فيعود إلى ربه ويتوسل إلى خالق الأرض والسماوات بأن يطيل شهر رمضان فيقول :

    شهر الصيام غداً مواجهنا *** فليعقبن رعية النســــك
    أيامه كوني سنين ، و لا *** تفنى فلستُ بسائم منـــك
    وهو القائل في أخريات عمره :
    يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بـأن عفوك أعظم
    إن كان لا يرجوك إلا محسن *** فبمن يلوذ ويسـتجير المجـرم
    أدعوك رب كما أمرت تضرعا *** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
    الصوم شهر الصحة :
    تقول دائرة المعارف البريطانية:" إن أكثر الأديان قد فرضت الصيام وأوجبته، فهو يلازم النفوس حتى في غير أوقات الشعائر الدينية ،يقوم به بعض الأفراد استجابة للطبيعة البشرية"

    وفي القرن العشرين ظهر عدد من الكتب الطبية في أمريكا وأوروبا تتحدث عن فوائد الصوم الطبي ، فكان هناك " التداوي بالصوم " لشلتون . وكتاب " الصوم الطبي : النظام الغذائي الأمثل " لآلان كوت ، و " الصوم أكسير الحياة " لهنرك تانر ، و " العودة إلى الحياة السليمة بالصوم الطبي " للوتزنر .

    وحديثا أنشئ موقع على الانترنت فيه مجلة تسنعرض أحدث الأبحاث العلمية التي نشرت حول الصيام.

    ولا شك أن في الصيام فوائد عديدة للجسم ، وتظهر فائدة الصوم بشكل جلي عند المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة ، وفي طليعتها : الالتهاب المعدي المزمن ، وعسر الهضم ، وتلبك الأمعاء . فالصوم يحمل إلى هؤلاء راحة قد تتجاوز الشهر ، وتكون ذات أثر كبير في شفائهم . كما أن المصابين بتشنج القولون كثيرا ما يستفيدون من الصوم ، وكذلك المصابين ببعض حالات التحسس ، فإن الصوم وتقنين الأغذية يساعدان على ذهاب الكثير من أعراض التحسس . وراحة الجهاز الهضمي أمر أساسي للخلاص السريع من بعض حالات الشري

    Urticaria والحكة التي قد تنتج عن بعض الأغذية . ولا شك أن الصوم يفيد المصابين بالسمنة ، لأن الإفراط في الغذاء وقلة الحركة هما السببان الرئيسان للسمنة .ويؤكد عدد من الدراسات العلمية التي نشرت خلال السنوات القليلة الماضية حدوث نقص في الوزن بمقدار 2-3 كغ في المتوسط عند الصائمين خلال شهر رمضان.

    وفي الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب ، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم ، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار ، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب.

    وقدَّم كاتب هذا المقال بحثا في مؤتمر جمعية أمراض القلب السعودية في شهر فبراير عام 1998 اجري على 86 مريضا مصابا بأمراض القلب المختلفة من مرض شرايين القلب أو فشل القلب أو آفات صمامات القلب .

    وقد استطاع 86 % من هؤلاء صيام كل شهر رمضان ، و 10 % من المرضى اضطروا إلى الإفطار لعدة أيام في رمضان . ومع نهاية شهر رمضان ، شعر 78 % منهم بتحسن في حالتهم الصحية ، في حين شعر 11 % منهم بازدياد الأعراض التي كانوا يشكون منها.

    ويفيد الصيام في علاج ارتفاع ضغط الدم ، فإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة ، كما أن الرياضة البدنية من صلاة التراويح والتهجد وغيرها تفيد في خفض ضغط الدم المرتفع .

    ويقدِّر الدكتور" شاهد أطهر" في بحث نشر عام 2000 في مجلة JIRIR على النترنت من الولايات المتحدة أن المصلي لصلاة التراويح يصرف 200 سعرا حراريا خلال صلاة التراويح.

    وإذا ما التزم الصائم بغذاء معتدل ، وتجنب الإفراط في الدهون والنشويات ، وجد في نهاية شهر رمضان انخفاضا في معدل الكولسترول عنده ، ونقص وزنه ، ووجد في رمضان وقاية لقلبه ، وعلاجا لمرضه .

    و قد تباينت نتائج الأبحاث العلمية في موضوع كولسترول الدم في رمضان . ففي حين وجد بعض الباحثين حدوث ارتفاع في معدل كولسترول الدم في رمضان ؛الا أن دراسات أخرى أثبتت حدوث انخفاض في معدل الكولسترول .

    وتشير الدراسات الحالية إلى أنه لم تحدث أية مشاكل هامة عند صيام المرضى السكريين من النوع الثاني ( الذين يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم ) ، أما المرضى الذين يتناولون الإنسولين فلا ينصحوا عادة بالصيام .

    ويعتبر الصيام فرصة ذهبية للبدينين المصابين بالتهاب المفاصل التنكسي في الركبتين ، حيث يمكن استغلال هذه الفرصة بإنقاص الوزن وتخفيف الحمل الذي تنوء به مفاصل المريض . وكثير من مرضى السكر الكهلي بدينون وهنا يكون شهر رمضان فرصة لتخفيف وزنهم ، والسيطرة على سكر الدم . وهناك دراسات علمية تشير إلى أن صيام رمضان يحسن مناعة الجسم في مقاومة الأمراض المختلفة .

    ولو اتبعنا النظام الدقيق في غذائنا ، ولم نكثر من الإفطار والسحور فوق طاقة الجسم تتم الفائدة ، ونحصل على المقصود من حكمة الصيام . ولكن – للأسف الشديد – فكثير من الصائمين يقضون فترة المساء في تناول مختلف الأطعمة ، ويحشون معدتهم بألوان عدة من الطعام ، وقد يأكلون في شهر الصيام أضعاف ما يأكلون في غيره ، أمثال هؤلاء لا يستفيدون من الصوم الفائدة المرجوة . يقول الشاعر معروف الرصافي وهو يصف بعض الصائمين الذين يتهافتون على الطعام غير مبالين بالعواقب :

    وأغبى العالمين فتى أكــول *** لفطنته ببطنته انــــهزام
    ولو أني استطعت صيام دهري *** لصمت فكان ديـدني الصيام
    ولكن لا أصوم صيام قــوم *** تكاثر في فطورهم الطعــام
    فإن وضح النهار طووا جياعا *** وقد هموا إذا اختلط الظـلام
    وقالوا يا نهار لئن تــجعنا *** فإن الليل منك لنا انتـقـام
    وناموا متخمين على امتـلاء *** وقد يتجشئون وهم نــيام
    فقل للصائمين أداء فــرض *** ألا ما هكذا فرض الصـيام
    وإذا كان الجوع سببا من أسباب رائحة الفم الكريهة ، فإن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، كما حدَّث بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم .

    ويقول الشاعر الكبير محمد حسن فقي في قصيدة زادت أبياتها على 150 بيتا ، نظمها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك :

    رمضان في قلبي هماهم نشوة *** من قبل رؤية وجهك الوضـاء
    وعلى فمي طعم أحسّ بأنــه *** من طعم تلك الجنة الخضـراء
    لا طعم دنيانا فليس بوسعــها *** تقديم هذا الطعم للخلـفـاء
    ما ذقتُ قط ولا شعرت بمثله *** ألا أكون به من السعــداء
    الصوم والصحة النفسية:
    انتشرت في عصرنا الأمراض النفسية وتفرعت ، وأنشئ لها العديد من المصحات والمستشفيات ، وتخصص فيها الأطباء والخبراء ، وصرفت على العقاقير البلايين من الدولارات . والحقيقة أن هناك علاقة وثيقة جدا بين الاضطرابات النفسية والأمراض العضوية التي تتمكن من جسم الإنسان . فالتوتر العصبي والقلق والاكتئاب والأرق كثيرا ما تنعكس على القلب بمختلف الأدواء من ارتفاع في ضغط الدم إلى مرض في شرايين القلب التاجية ، أو اضطراب في ضربات القلب . وربما انعكست تلك الاضطرابات النفسية على المعدة ، فإذا المعدة قد تقرحت ، وإذا القولون قد تشنج وسبب الألم . وقد يسقط بعض المصابين بالاكتئاب فريسة لتعاطي المسكرات أو المخدرات . ولا شك أن الصائم يعيش في ظل أجواء روحانية مشبعة بالثقة والإيمان . والتزام الصائم بالامتناع عن الطعام والشراب وشهوات الجسد ، يقوي الإرادة ، ويجعله قويا في مواجهة مشاكل الحياة ومن ثم تمتلئ نفسه باليقين والرضا ، وتخف عنه وساوس النفس والأوهام . ويجد الله تعالى دائما إلى جواره فيركن إليه . وحين يستطيع الصائم الوصول إلى تلك الدرجة بعبادته وصلاته وقراءته للقرآن ، يكون قد وصل إلى بر الأمان ، وحينئذ تقل الشكوى وتخف أعراض المرض ، حتى أن باحثين من الأردن وجدوا في بحث نشر انخفاضا كبيرا في معدل حدوث محاولات الانتحار في شهر رمضان . وفي هذه الأجواء الرمضانية عاش عدد من الشعراء تجاربهم ، فانطلقت ألسنتهم تلهج بالثناء على منحة السماء ، وتصور تلك المشاعر الروحانية التي تلهم بسكينة النفس ، وصفاء الروح ، وسمو الأحاسيس .

    وفي شهر الصيام ، تصوم الجوارح كلها عن معصية الله تعالى ، فتصوم العين بغضها عما حرم الله النظر إليه ، ويصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة ، وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه ، ويصوم البطن عن تناول الحرام ، وتصوم اليد عن إيذاء الناس، والرجل تصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض . قال أبو بكر عطية الأندلسي :

    إذا لم يكن في السمع مني تصــامم *** وفي مقلتي غــض،وفي منطقي صمت
    فحظي إذن من صومي الجوع والظما *** وإن قلت : إني صمت يوما فما صمت
    وقال أحمد شوقي : " الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع ولكل فريضة حكمة ، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ، يستثير الشفقة ، ويحض على الصدقة ، ويكسر الكبر ، ويعلم الصبر ، ويسن خلال البر ، إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المتع ، عرف الحرمان كيف يقع ، والجوع كيف ألمه إذا لذع " .

    ويرى حجة الإسلام أبو حامد الغزالي أن الصوم ثلاث درجات :

    " صوم العامة : وهو كف البطن والفرج وسائر الجوارح عن قصد الشهوة .

    وصوم الخصوص : وهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام . وصوم خصوص الخصوص : وهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة ، وكفه عما سوى الله تبارك وتعالى " .

    يقول الصابي في الذي يصوم عن الطعام فقط ويدعو إلى التخلي عن العيوب والآثام :

    يا ذا الذي صام عن الطعام *** ليتك صمت عــن الظــلم
    هل ينفع الصوم امرؤ طالما *** أحشاؤه مــلأى مــن الإثم
    ويؤكد أحمد شوقي ذات المعنى فيقول :
    يا مديم الصوم في الشهر الكريم *** صم عن الغيبة يوما والنمــيم
    ويقول أيضا :
    وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى *** وقبل الصوم صم عن كل فحشا
    فهذا الشاعر أحمد مخيمر يناجي رمضان قائلا :
    أنت في الدهر غرة وعلـى الأر *** ض سلام وفي السماء دعــاء
    يتلقاك عند لقياك أهل الـــ *** ـبر والمؤمنون والأصفيـــاء
    فلهم في النهار نجوى وتسبيــ *** ـح وفي الليل أدمــع ونداء
    ليلة القدر عندهم فرحة العمـ *** ـر تدانت على سناها السماء
    في انتظار لنورها كل ليـــل *** يتمنى الهدى ويدعو الرجــاء
    وتعيش الأرواح في فلق الأشوا *** ق حتى يباح فيها اللقـــاء
    فإذا الكون فرحة تغمر الخلـ *** ـق إليه تبتل الأتقيــــاء
    وإذا الأرض في سلام وأمـن *** وإذا الفجر نشوة وصفــاء
    وكأني أرى الملائكة الأبـــ *** ـرار فيها وحولها الأنبيــاء
    نزلوا فوقها من الملأ الأعلــ *** ـى فأين الشقاء والأشقياء ؟
    إنه رمضان الخير الذي يرجع الروح إلى منبعها الأزلي ، فتبرأ من أدران الحياة ، وتتخلص من مباذل الدنيا ، وتتجه إلى الله خالق السماوات والأرض داعية مبتهلة . إنه رمضان الضيف الكريم الذي يعاود كل عام حاملا سننا علوية النظام كما يصوره الشاعر محمود حسن إسماعيل
    أضيف أنت حل على الأنام *** وأقسم أن يحيا بالصــيام
    قطعت الدهر جوابا وفـيا *** يعود مزاره في كل عــام
    تخيم لا يحد حماك ركــن *** فكل الأرض مهد للخيـام
    ورحت تسن للأجواء شرعا *** من الإحسان علوي النطام
    بأن الجوع حرمان وزهـد *** أعز من الشراب أو الطعام
    وهو يصور الصائمين المترقبين صوت المؤذن منتظرين في خشوع ورهبة نداءه :
    جعلت الناس في وقت المغيب *** عبيد ندائك العاتي الرهيب
    كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا *** يعذبهم ، تلفَّت للطبيــب
    وأتلعت الرقاب بهم فلاحـوا *** كركبان على بلد غريـب
    عتاة الأنس أنت نسخت منهم *** تذلل أوجه وضنى جنـوب
    إنه رمضان الذي تتجه فيه النفوس إلى الله بخشوع وإيمان .

    يقول الشاعر مصطفى حمام :

    حدِّثونا عن راحة القيد فيه *** حدثونا عن نعمة الحرمـان
    هو للناس قاهر دون قهـر *** وهو سلطانهم بلا سلطـان
    قال جوعوا نهاركم فأطاعوا *** خشعا ، يلهجون بالشكران
    إن أيامك الثلاثين تمضــي *** كلذيذ الأحلام للوسنـان
    كلما سرني قدومك أشجا *** ني نذير الفراق والهجـران
    وستأتي بعد النوى ثم تأتي *** يا ترى هل لنا لقاء ثـان؟





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    إلى رمضان
    وليد قصاب



    قلبي لأيامِ الهدى ظمآنُ *** وإلى جلالكَ عاشقٌ ولهانُ

    وإلى سُويعات السكينة والرضى *** إني بغيرك تائهٌ حيرانُ
    وأنا جَوى والوجدُ يخفُقُ في دمي *** يا سيدَ الأيامِ يا رمضانُ
    نفسي التي صدِئتْ وأثقلها العَنَا *** خلف السرابِ وهدَها الجَرَيَانُ
    تهفو إلى زمنٍ يعيد سمَّوها *** فيه الصفا والطُهر، والإحسانُ
    فلقد عهدتُك بالسَّنا متدثراً *** وعهدتُ أنك رحمةٌ وأمان
    وعهدتُ أنك شهرُ عزٍ وعُلا *** وشَّى خيوطَ المجدِ فيك بيانُ
    فيك انتصاراتُ الخلود تتابعتْ *** شهدت عليها الأرضُ والأكوانُ
    قلبي إلى ذاك الزمان مسافرٌ *** وإلى الذي قد كنتَه لهفانُ
    وإلى فتى الإسلام تشربُ نورَه *** الأرضُ، والتاريخُ، والإنسانُ
    والزحفُ، والنصرُ الجليلُ، وفتيةٌ *** علّمَتهم سُوَرَ الجهادِ فكانوا
    شوقي إلى بدر يرفرفُ تاجُها *** فوق الدهورِ فصوّح الطغيانُ
    وإلى سموّ الفتح في أم القرى *** صدَح الأذانُ ودُكّتِ الأوثانُ
    وإلى ثرى حطينَ قلبي طائرٌ *** يزهو صلاحُ الدين والإيمانُ
    ما كنتَ شهراً كالشهور جميعها *** أو كان مثَلكَ في الزمانِ زمانُ
    بل كنتَ جوهرةَ الدهور تألقتْ *** لمَا تنزّل كالضّيا القرآنُ
    فإذا لنا فوقَ النجوم بيارقٌ *** وبكلِّ أرضٍ حكمةٌ ولسانُ
    ماذا أقول اليومَ يا رمضان؟ *** حلَ الصِّغارُ، وخيّم الخذلانُ
    قلبي على جمر الأسى متحرقٌ *** ونمتْ على شطآنه الأحزانُ
    عادتْ جيوشُ الكفر تدهم أمتي *** ويقودها من قرنِها الشيطانُ
    من كلِّ فجِ أقبلتْ فرسانُهم *** وعتلا شعارُ الغدر والصُّلْبانُ
    شوقي إلى حطينَ أخرى، إنه *** عاد الصليبُ يسوقه البُهتَانُ
    وجميعَ أرضِ المسلمينَ تسوّروا *** لم تنجُ من أرجاسهم أوطانُ
    رمضانُ لم يوقظْ كرامة أمتي *** أو يصحُ فيه من الكرى وسنانُ
    قد كان رمزَ جهادها وجلادها *** كم ساح فيه إلى الفِدا فرسانُ
    جعلوه شهر مآكلٍ ومشاربٍ *** يزهو به العطشانُ والجوْعَانُ
    جعلوه شهراً للرذيلة والخنا *** وتنافسٍ يعصى به الرحمنُ
    أو سهرةً ممطوطة حتى "الصبا *** ح" يقودها المخمورُ والعُرْيانُ
    عُدْ شهر فتح مثلما عوّدتنا *** غرق السفين ومالنا رُبّانُ
    عُدْ شهر قرآن، فما في غيره *** بين الضلالة والهدى فرقانُ





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء


    أطيب المسك

    وليالي العشرِ تنادينا *** وتصافحُنا وتحيّينا
    تهتفُ: هيا شدّوا المئزرَ *** أحيوني ذكراً مسنونا
    ما بين تلاوةِ قرآنٍ *** وصلاةِ الليل منيبينا
    آياتُ الذكرِ تطهّرنا *** وصلاةُ الليلِ تزكّينا
    عشرٌ مترعةٌ بالنور *** وبالإيمان تغشّينا
    عشرٌ يبسطُ فيها الربّ *** يديه يجيبُ الداعينا
    يغفرُ ذنباً يقبلُ توباً *** ويغيثُ المضطّرينا
    بالرزقِ الواسعِ يكرمُنا *** ببلاءٍ حسنٍ يبلينا
    عشرٌ هي هبةُ الرحمنِ *** تضيءُ الكونَ وتحيينا
    ما كانت إلا فرجَ الهمِّ *** وللأرواح رياحينا
    ما كانت إلا تذكرةً *** وبشائرَ قربٍ تدنينا
    ما أطيبَها مسكَ ختامٍ *** عن مسك الدنيا يُغنينا
    تأتي فتهشّ حدائقنا *** ورداً وتغردُ نسرينا
    تبتلُّ جوانحُنا بالشوقِ *** ونسكبُ دمعَ مآقينا

    تمضي الساعاتُ ولا ندري *** هل عشرُ ليالٍ تكفينا





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    مر خطفا في منامي
    عبد الناصر محمد منذر رسلان


    مرَّ طيفٌ من أمامي **** مرَّ خطفاً في منامي

    وجههُ بالحسنُ بدرٌ **** شعَّ في جوفِ الظلامِ
    خلتهُ بدراً منيراً **** سابحاً وسطَ الغمامِ
    خلتهُ نجماً تهاوى **** حادَ عنْ ذاكَ النظامِ
    واقتربتُ منهُ أرنو **** واشتياقي في تنامي
    فانحنى قربي وقال َ **** بعدَ أنْ ألفى اهتمامي
    إنّني نفحٌ وطيبٌ **** جئتُ منْ ذاكَ المقامِ
    جئتُ والبشرى بكفّي **** أنثرُ الرحمه أمامي
    جئتُ والناسُ بشوق ٍ **** لالتقائي كلّ عامِ
    فالذنوبُ قد تنامتْ **** فوقهم ْ مثلَ الحطامِ
    والهمومُ قدْ توالتْ **** في ازدحامٍ وازدحامِ
    والعِدا قدْ فرّقوهمْ **** أوغلوهمْ في الخصامِ
    كمْ فقيرٍ في انتظاري**** كمْ عجوزٍ كمْ غلامِ
    كمْ يتيم ٍ باتَ يشكو**** ملَّ منْ قهرِ الفطامِ
    كمْ دموعٍ في خشوعٍ **** أُذرفت خلفَ الإمامِ
    جئتُ والغفرانُ ظلّي**** في السجودِ في القيامِ
    قادمٌ ياصحبُ شوقاً **** أوصلوا عنّي سلامي
    للثكالى لليتامى **** للأُلى تحتَ الرُكامِ
    والجزاءُ فيَّ سرٌّ **** خصنّي ربُّ الأنامِ
    خصّني اللهُ بعتقٍ **** يُرتجى يومَ الزحامِ
    جئتُ والحزنُ بقلبي **** موقظاً عقلَ النيامِ
    إنّني شهرُ الإلهِ **** إنّني شهرُ الصيامِ





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء
    أشجان في وداع رمضان


    رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفاسا *** أولمْ تكنْ في أفقنا نبراسا

    لطفاً.. رويدك بالقلوب فقد سَمَتْ *** و استأنستْ بجلالِك استئناسا
    أتغيبُ عن مهجٍ تجلُّك بعدما *** أحيا بك الله الكريمُ أُناسا
    فلكلِّ نفسٍ في وداعك آهةٌ *** و العين تدمع والحشاشة تاسى
    اسمع وداعك في نشيج مُشيِّعٍ *** ولظى فراقك يلهبُ الإحساسا
    قد كنتَ غيثا للنفوس فأثمرتْ *** برًّا و إشفاقاً..و كنَّ يباسا
    للتائبين مدامعٌ رقراقةٌ *** تُحيي الفؤادَ وتغسل الأرجاسا
    كم في مقام الذلِّ من تنهيدةٍ *** تجلو الصدا والرَّان والأكداسا
    والنفسُ ترتشفُ الضياءَ فتعتلي *** وتكادُ تسبحُ في الفضا استئناسا
    أنبتَّ بالتقوى شِعَابَ قلوبنا *** و سقيتَ بالآي الكرام غراسا
    وكسوتَ من حُلل الفضائل أنفسا *** فسعتْ إلى رب الملا أجناسا
    ورُبى الأخوَّة أينعت من مؤثرٍ *** أو منفقٍ لله أو مَن واسى
    نفحاتك الغنَّاء رفدُ سعادةٍ *** تستنزلُ الرحماتِ والإيناسا
    ونسائمُ الأسحار تَذهبُ بالضنى *** وتهدهد الوجدان مما قاسى
    وبكل سانحةٍ مآثر سنَّةٍ *** من نور أحمد أشرقت نبراسا
    وتجولُ في رؤياك صحوةُ أمةٍ *** رفعت بأنوار العقيدة راسا
    وتقلدت تاج الحضارة، وامتطت *** ظهر العلا المتمنع الميَّاسا
    هذا هو التاريخ يشهد فافتحوا *** سفر الحقيقة واقرؤوا الكرَّاسا
    وتمسَّكوا بسنا الرسالة وادحروا *** دعوى الدعيِّ، وأخرسوا الأرجاسا
    ذودوا عن الهادي.. وأحيوا أمَّةً *** تتجرعُ الويلاتِ كاسا كاسا
    فمعاركُ الأفكارِ أضرى شوكةً *** فقفوا على ثغرِ الحجا حُرَّاسا
    يا شهرُ كم لي فيك من إشراقةٍ *** تطوي الظلامَ وتستجيلُ الياسا
    ومعالمٍ تبني الحياة هدىً، وفي *** جنَّاتِ عدن ٍ تنشرُ الأعراسا
    سبحان من أسداك جلباب التقى *** و كفاك زادا بالتقى ولباسا
    ومضى هلال الصائمين فحَشْرَجَتْ *** ووقفتُ أجترعُ الأسى والباسا
    و مضى الحبيبُ فهل لنا من ملتقى *** يُسلينِ.. أم تجني المنون غراسا
    واها لقلبي في غروبك بعد أنْ *** ألِفَ الطريقَ.. وعاشرَ الأكياسا
    أستودعُ الله الكريمَ مآثرا *** تعظ ُ القلوبَ و تطرد الوسواسا
    و لسوف تبقى ذكرياتك حيَّةً *** الواعظاتُ.. وإنْ بدينَ خِراسا..






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء

    احتفاء الشعراء بشهر رمضان الكريم
    عبد الرزاق دياربكرلي

    الشعراء، كغيرهم من محبِّي هذا الشهر الكريم، يستقبلونه بحبهم وفرحتهم، لكنهم يزيدون عليهم بمشاعرهم الدفاقة الوجدانية الفياضة، وبروحهم الطفولية البريئة، فهم يفهمون رمضان بقلوبهم، ويتعاملون معه بأحاسيسهم، ويعايشونه بأشواقهم وأحلامهم وآمالهم، ويحادثونه محادثة المحبِّ لحبيبه، والوالِهِ للمولَّه به.
    الفرحة بقدوم رمضان:
    فالشاعر يس الفيل، من مصر، في قصيدته (نَغَمُ اليقين)[1] يقول مرحِّباً به:
    رمضان يا نغم السماء ويا مدى *** بالحبِّ يخطر بيننا بسَّاما
    شهرَ الصيام تحيةً من شاعرٍ *** عن كلِّ ما يؤذي المشاعر صاما
    والشاعر ناصر بن علي عليان، من السعودية، في قصيدته (بوابة الغفران)[2]؛ وجد في رمضان الريَّ من الظمأ شوقاً وفرحةً بلقاء هذا الحبيب، يقول:
    تاقت الأنفس الظماء لريَّاك *** فشدت للأفق قلباً وناظِرْ
    تتراءى هلالك الباسم الثغر *** يحيي سناه بادٍ وحاضِرْ
    بسناك الدفاق يجلو ظلام اليأس *** تهدي إلى الهدى كلَّ حائِرْ
    ذاك نبضٌ من الفؤاد تسامى *** في اشتياق إليك من روح شاعِرْ
    والشاعر محمود محمد كلزي، من سورية، في قصيدته (هلال رمضان)[3]، رحَّب بهلال رمضان، فقد استقبله الكون بفرح وطرب وبشائر، حيث يقول:
    هلَّ الهلالُ يفيض بالبشرِ *** متهادياً في زهوة العمرِ
    الكون هلَّل ضاحكاً فرحاً *** متلألئاً متبسِّمَ الثغرِ
    حتى النسائم هينمتْ طرباً *** تزجي البشائر أينما تسري
    ذكريات النصر وآلام الضعف والفُرقة:
    وإن إقبال رمضان يثير في نفوس المسلمين عامة، والشعراء منهم خاصة، معانيَ القوة التي كانوا عليها والضعف الذي صاروا فيه، ومعانيَ النصر الذي حققوه والهزيمة التي يعايشونها، ففيه سجلوا أعظم الانتصارات التاريخية، وبعزيمة الصيام تفتَّحت لهم أبواب النجاحات التي لا تنسى، لكن واقعهم يثير فيهم الحسرة والألم لما يرونه من فُرقة، وضعف، وهوان على الناس.
    فالشاعر ناصر بن علي عليان، في قصيدته (بوابة الغفران)[4] يقول:
    فيك خبَّ الأُلى إلى النصر سلُّوا *** كل سيفٍ، وأسرجوا كلَّ ضامِرْ
    فانتشت منهم البطولات *** والتاريخ أهوى يخطُّ أزكى المآثِرْ
    أما الشاعر سلمان بن زيد الجربوع، من السعودية، في قصيدته (عندما يغرب الجلال)[5]؛ فيشير بحزن عميق إلى واقع الحال المتردي الذي عليه المسلمون اليوم، فيقول:
    الأمة الثكلى تعانق دمعها *** لا نضرة ترك الأسى..لا رونقا
    في كل ناحية نواحٌ ضائعٌ *** ومطامعٌ تذر الجميع مفرقا
    ويقول الشاعر ناصر بن علي عليان، في قصيدته (بوابة الغفران)[6]:
    ألف واخجلتاه من أمسنا الزاهي *** ومن يومنا ومما نحاذِرْ
    قد كبَتْ خيلنا وزلَّت خطانا *** ورمانا بكيده كل فاجِرْ
    الأمل بعودةٍ قوية للإسلام والمسلمين:
    لكن الأمل بعودة رمضان وأمة الإسلام أكثر قوة وأحسن حالاً، فنجده لدى الشعراء أملاً باقياً في النفوس حينما تستعيد الأمة الإسلامية مجدها، ووحدتها، وقوتها، وتضع بصماتها الإيمانية من جديد على جبين الإنسانية.
    فالشاعر حسين أحمد الرفاعي، من الإمارات العربية المتحدة، في قصيدته (رمضان عذراً)[7]، يأمل في عودة رمضان والأمة قد أخذت مكانها تحت الشمس مجداً وعزةً، فيقول:
    أملي كبير أن تجيء وأمتي *** قد أنجبت للعالم الأبطالا
    تأتي وقد سُدنا البسيطة كلها *** وتبدلت أحوالنا أحوالا
    ليلة القدر في رمضان:
    وفي رمضان ليلة هي خيرٌ من ألف شهر مما سواه من الشهور، إنها ليلة القدر التي يتشوَّق كل مسلم في العالم لنيل الغفران فيها، والشعراء منهم كذلك..
    فالشاعر حيدر الغدير، من السعودية، في قصيدته (في ليلة القدر)[8] بعد أن أحيا ليلة القدر بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر، يتخيل نفسه وقد فاز بالغفران في ليلة القدر تلك، فيقول:
    ظفرتُ بها وغشاني أمانُ *** وقرَّبها ضميري والجنانُ
    وحيتني عوارفها اللواتي *** بسَمْنَ كأنهنَّ الأقحوانُ
    ويسبح مع وجدانه وخياله وأحلامه البريئة ليصل إلى يوم الحشر مغفورَ الذنوب لا له ولا عليه، فيقول:
    وجئتُ الحشرَ قد غُفِرتْ ذنوبي *** طليقاً، لا أُدين ولا أُدانُ
    أنادي قد ظفرتُ فيالسعدي *** وجُودُ الله والثقةُ الضمانُ
    وليلة القدر عند الشاعر جابر قميحة، من مصر، في قصيدته (لا.. يا أمير الشعراء)[9]؛ هي من مفاخر هذا الشهر الكريم، وهي من أجمل ما يتصف به، فيقول:
    ولِلَيلةِ القدر العظيمة فضلُها *** عن ألفِ شهرٍ بالهدى الدفاقِ
    فيها الملائكُ والأمين تنزلوا *** حتى مطالع فجرها الألأقِ
    وداع رمضان:
    أما وداع رمضان فله شأن آخر عند الشعراء؛ فهو وداعٌ ممزوج بالدموع، مترعٌ بعبق الأمل، إنهم يودِّعونه وهم من لحظة وداعه يستشرفون عودته أعواماً أُخر.
    فالشاعر سلمان بن زيد الجربوع، في قصيدته (عندما يغرب الجلال)[10]، يتصدى لهلال العيد لا يريده أن يطلع، فيقول:
    قف ياهلال العيد، لا تطلع فما *** دربٌ تلقفنا، ولا دمعٌ رقا
    هلا رحمت سهادنا ببشارة *** قبل الرحيل، فقد عزَّ الملتقى
    منازلة ضدَّ الشاعر أحمد شوقي دفاعاً عن رمضان:
    لقد وضع الشاعر أحمد شوقي نفسه في موضع لا يحسد عليه، وذلك بقوله في قصيدته التي مطلعها:
    رمضان ولَّى.. هاتها يا صاح *** مشتاقةً تسعى إلى مشتاقِِ
    فقد انبرى له الشاعر جابر قميحة متصدياً لهذا الشعور العجيب من أحمد شوقي، وهاجمه هجوماً عنيفاً، وذلك في قصيدته المشار إليها آنفاً (لا.. يا أمير الشعراء)[11]، حيث يقول له:
    لا.. «يا أمير الشعر» ما ولَّى الذي *** آثاره في أعمق الأعماقِ
    وقسا عليه أكثر، بل أخرج من الملة كل مَنْ يقول مثلَ هذا القول، فقال مخاطباً إياه:
    لا.. «يا أمير الشعر» ليس بمسلمٍ *** مَنْ صام في رمضان صومَ نفاقِ
    فإذا انتهت أيامه بصيامها *** نادى وصفَّق: (هاتها يا ساقي)
    وليس الشاعر جابر قميحة وحده مَنْ تصدى للشاعر أحمد شوقي في مقولته الشعرية تلك، بل هناك شعراء آخرون عرّضوا به ونقضوا كلامه، ومنهم الشاعر محمود محمد كلزي في قصيدته (طوبى لمدرسة الصيام)[12]، حيث يقول:
    رمضان أقبل هاتها يا صاح *** راحاً من الراح بلا أقداح
    راحاً تهيم بها الملائك والورى *** فتحلِّق الأرواح دون جناح
    لكن الشاعر جابر قميحة ما يلبث أن يعود ويبقي باب الغفران مشرعاً فيقبس من أحمد شوقي قوله:
    (الله غفار الذنوب جميعها *** إن كان ثَمَّ من الذنوب بواقي)[13]
    وهكذا فقد تلاحم الشعر والشعراء في الاحتفاء بهذا الشهر الكريم، ورسموا بأحرفهم على جدرانه أصدق المشاعر، وأنبل الأحاسيس، وقابلوه بكل معاني الود والرحمة والأمل.
    نسأل الله الكريم أن يقبل أعمالنا، ويغفر ذنوبنا، ويبارك علينا هذا الشهر الكريم، ويرزقنا والقراء الكرام عودته علينا أعوماً عديدة وسنين مديدة، اللهم آمين. والحمد لله رب العالمين.
    __________________
    [1] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 15.
    [2] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
    [3] ديوانه (إسراء لوادٍ غير ذي زرع)، ص 33، كما نشرت القصيدة في مجلة المنتدى الإماراتية، العدد 104، شعبان 1412ه.
    [4] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
    [5] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 35.
    [6] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
    [7] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 52.
    [8] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/ 2003م، 29.
    [9] ديوان (حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري)، مكتبة العبيكان، ط 1، الرياض، 1426ه/2005م، ص 27.
    [10] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 35.
    [11] ديوانه (حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري)، نفس المصدر السابق، ص 27.
    [12] ديوانه (إسراء لوادٍ غير ذي زرعٍ)، مكتبة العبيكان، ط1، 1431ه/2010م، ص 46، كما نشرت هذه القصيدة في مجلة المنتدى الإماراتية، العدد 162، شعبان 1417، وهي معارضة لقصيدة أحمد شوقي المشهورة.
    [13] هذا البيت من قصيدة شوقي نفسها.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

    رمضان فى عيون الادباء

    هلال رمضان

    محمد الأخضر الجزائري

    امْلأِ الدُّنْيَا شُعَاعًا أَيُّهَا النُّورُ الحَبِيبْ
    اسْكُبِ الأَنْوَارَ فِيهَا مِنْ بَعِيدٍ وَقَرِيبْ
    ذَكِّرِ النَّاسَ عُهُودًا هِيَ مِنْ خَيْرِ العُهُودْ
    يَوْمَ كَانَ الصَّوْمُ مَعْنًى لِلتَّسَامِي وَالصُّعُودْ
    يَنْشُرُ الحُرْمَةَ فِي الأَرْ ضِ عَلَى هَذَا الوُجُودْ
    يَفْتَحُ الأَرْوَاحَ لِلْحُبِّ وَيَمْضِي بِالصُّدُودْ
    وَتَكَادُ العَيْنُ أَنْ تَنْظُرَ مِنْ خَلْفِ الحُدُودْ
    وَتَكَادُ اليَدُ أَنْ تَلْمَسَ أَسْبَابَ الخُلُودْ
    هُوَ عَهْدٌ قَدْ تَقَضَّى كُلُّهُ بِرٌّ وَجُودْ


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •