القرآن .. يا أمة القرآن
عبد الحميد أبو سعده




كُلُّ الخَلاَئِقِ فِي حِمَى الدَّيَّانِ *** وَكِتَابُهُ هَدْيٌ عَظِيمُ الشَّانِ
يَا أُمَّةَ القُرْآنِ إِنَّ كِتَابَكُمْ *** لَهُوَ الشِّفَاءُ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ

وَهُوَ الدَّوَاءُ لِكُلِّ جُرْحٍ غَائِرٍ *** وَهُوَ المُحَارِبُ نَزْغَةَ الشَّيْطَانِ
وَهُوَ البَلاَغَةُ وَالفَصَاحَةُ كُلُّهَا *** وَهُوَ الحَضَارَةُ فِي عُلُوِّ مَكَانِ
اقْرَأْ كِتَابَ اللهِ وَافْهَمْ حُكْمَهُ *** تُدْرِكْ عَطَاءَ اللهِ فِي إِحْسَانِ
فَهُوَ الخِطَابُ لِكُلِّ عَقْلٍ نَابِهٍ *** وَهُوَ الضِّيَاءُ بِنُورِهِ الرَّبَّانِي
يَهْدِي إِلَى الخَيْرِ العَمِيمِ وَإِنَّهُ *** أَمْنُ القُلُوبِ وَرَاحَةُ الأَبْدَانِ
قَدْ أَنْزَلَ القُرْآنَ رَبٌّ حَافِظٌ *** لِيُعَلِّمَ الإِنْسَانَ خَيْرَ بَيَانِ
اقْرَأْ كَمَا أَمَرَ الرَّسُولُ تَعَلُّمًا *** وَانْبِذْ طَرِيقَ السَّهْوِ وَالنِّسْيَانِ
الجَاهِلُونَ قَدِ افْتَرَوْا بِحَمَاقَةٍ *** لإِهَانَةِ القُرْآنِ فِي إِمْعَانِ
قُرْآنُكُمٌ يَا مُسْلِمُونَ مُحَارَبٌ *** وَمُهَدَّدٌ بِقَذَائِفِ البُهْتَانِ
قَدْ بَدَّلُوا الآيَاتِ بَعْدَ نُزُولِهَا *** وَمُعَارِضِينَ هِدَايَةَ القُرْآنِ
لَمْ يُؤْمِنُوا بِفَصَاحَةٍ وَبَلاَغَةٍ *** بَلْ جَاهَرُوا بِالْحِقْدِ وَالعِصْيَانِ
إِنِّي أَنُوحُ مَهَابَةً بَلْ خَشْيَةً *** مِنْ خَالِقِ الآفَاقِ وَالأَكْوَانِ
مَنْ ذَا يُدَافِعُ عَنْ كِتَابٍ خَالِدٍ *** مَنْ ذَا يُؤَمِّنُ سَاحَةَ الفُرْقَانِ
يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ أَيْنَ جِهَادُكُمْ *** وَدِفَاعُكُمْ عَنْ حَوْزَةِ القُرْآنِ
فَكِتَابُكُمْ جَمَعَ الهِدَايَةَ كُلَّهَا *** وَكَذَا العُلُومَ لِسَائِرِ الأَزْمَانِ
إِنِّي أُحِبُّ المُتَّقِينَ بِقُوَّةٍ *** وَأُحِبُّ مَنْ يَحْمِي حِمَى الرَّحْمَانِ
سِيرُوا إِلَى الهَدْيِ العَظِيمِ بِهِمَّةٍ *** وَتَسَلَّحُوا بِعَقِيدَةِ الإِيمَانِ
فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا لِكِتَابِهِ *** وَهُوَ القَوِيُّ بِعِزَّةِ السُّلْطَانِ.