تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تفسير السلف لكلمة التوحيد وموافقة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي تفسير السلف لكلمة التوحيد وموافقة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لهم

    التوحيد عند المتكلمين
    يقولون‏:‏ إن معنى إله‏:‏ آله، والآله‏:‏ القادر على الاختراع؛ فيكون معنى لا إله إلا الله‏:‏ لا قادر على الاختراع إلا الله‏.‏
    والتوحيد عندهم‏:‏ أن توحد الله، فتقول‏:‏ هو واحد في ذاته، لا قسيم له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وواحد في صفاته لا شبيه له، ولو كان هذا معنى لا إله إلا الله؛ لما أنكرت قريش على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعوته ولآمنت به وصدقت؛ لأن قريشًا تقول‏:‏ لا خالق إلا الله، ولا خالق أبلغ من كلمة لا قادر؛ لأن القادر قد يفعل وقد لا يفعل، أما الخالق؛ فقد فعل وحقق بقدرة منه، فصار فهم المشركين خيرًا من فهم هؤلاء المتكلمين والمنتسبين للإسلام؛ فالتوحيد الذي جاءت به الرسل في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما لكم من إله غيره‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 59‏]‏؛ أي من إله حقيقي يستحق أن يعبد، وهو الله‏.‏
    ومن المؤسف أنه يوجد كثير من الكتاب الآن الذين يكتبون في هذه الأبواب تجدهم عندما يتكلمون على التوحيد لا يقررون أكثر من توحيد الربوبية، وهذا غلط ونقص عظيم، ويجب أن نغرس في قلوب المسلمين توحيد الألوهية أكثر من توحيد الربوبية؛ لأن توحيد الربوبية لم ينكره أحد إنكارًا حقيقيًا، فكوننا لا نقرر إلا هذا الأمر الفطري المعلوم بالعقل، ونسكت عن الأمر الذي يغلب فيه الهوى هو نقص عظيم؛ فعبادة غير الله هي التي يسيطر فيها هوى الإنسان على نفسه حتى يصرفه عن عبادة الله وحده، فيعبد الأولياء ويعبد هواه، حتى جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي
    همه الدرهم والدينار ونحوهما عابدًا ‏[‏سبق تخريجه ‏(‏ص 23‏)‏‏.‏‏]‏ ، وقال الله ـ عز وجل ـ‏:‏ ‏{‏أفرأيت من اتخذ إلهه هواه‏}‏ ‏[‏الجاثية‏:‏23‏]‏‏.‏ ( مجموع فتاوي بن عثيمين )
    اما اهل السنة والجماعة ففسروا لا اله الا الله بلا معبود بحق الا الله وعلي هذا سار الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
    يحيي بن سلام ( المتوفي 200 ه )
    قَوْلُهُ: {أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ} [النحل: 2] أَنْ تَعْبُدُوا مَعِي إِلَهًا " تفسير بن سلام " ( 1 / 50 )
    قَوْلُهُ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] أَيْ: لا تَعْبُدُوا غَيْرِي، بِذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ جَمِيعًا ( 1 / 307 )

    ابو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
    القول في تأويل قوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُ مْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) }
    قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"الله لا إله إلا هو ليجمعنكم"، المعبود الذي لا تنبغي العبودة إلا له، (1) هو الذي له عبادة كل شيء وطاعة كل طائع
    وقال
    وأما معنى قوله:"لا اله إلا هو"، فإنه خبرٌ من الله جل وعز، أخبرَ عبادَه أن الألوهية خاصةٌ به دون ما سواه من الآلهة والأنداد، وأن العبادة لا تصلحُ ولا تجوز إلا له لانفراده بالربوبية، وتوحُّده بالألوهية، وأن كل ما دونه فملكه، وأنّ كل ما سواه فخلقه، لا شريك له في سلطانه ومُلكه = (4) احتجاجًا منه تعالى ذكره عليهم بأن ذلك إذْ كان كذلك، فغيرُ جائزة لهم عبادةُ غيره، ولا إشراك أحد معه في سلطانه، إذ كان كلّ معبود سواه فملكه، وكل معظَّم غيرُه فخلقهُ، وعلى المملوك إفرادُ الطاعة لمالكه، وصرفُ خدمته إلى مولاه ورازقه
    ابو اسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ)
    فأَعلم اللَّه - عزَّ وجلَّ - أن لا إله إلا هو، ولا يجوز أن يَعبد
    غيره، وَإن قَصَد التقِربَ بالعبادة لِلَّهِ وحده، فقال - جلَّ وعلا -:
    (وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ).
    فذكر اثنين توكيداً لقوله إلهَيْن، كما ذكر الواحد في قوله: (إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ) " معاني القرآن وإعرابه " ( 3 / 204 )
    محمد بن ابي زمنين المتوفى: 399هـ)
    بِأَنْ أَنْذِرُوا {أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنا فاتقون} أَن تعبدوا معي إِلَهًا " تفسير بن ابي زمنين " ( 2 / 395 )
    {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ} أَيْ: لَا تَعْبُدُوا مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ ( 2 / 405 )
    {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} يَقُوله للْمُشْرِكين يحْتَج بِهِ عَلَيْهِم، وَهُوَ اسْتِفْهَام؛ أَي: لَا خَالق وَلَا رَازِق غَيره، وَأَنْتُم تقرون بذلك وتعبدون من دونه الْآلهَة {
    قَالَ مُحَمَّد: تقْرَأ {غير} بِالرَّفْع والكسْر؛ فَمن قَرَأَ بِالرَّفْع فعلى معنى: هَلْ خالقٌ غيرُ اللَّه وَتَكون {من} مُؤَكدَة، وَمن كسر جعله صفة للخالق.
    {فَأَنَّى تؤفكون} يَقُول: فَكيف تُصرف عقولكم فتعبدون غير الله؟}
    وقال {فلولا} فَهَلا {نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دون الله قربانا آلِهَة} يَعْنِي: آلهتَهم الَّتِي عبدوها، زَعَمُوا أَنَّهَا تقربهم إِلَى اللَّه زلفى، يَقُول: فَهَلا نصروهم إِذْ جَاءَهُم الْعَذَاب.
    ابو الليث السمرقندي (المتوفى: 373هـ)

    وأحسن ما قيل فيه: إن قوله: لا إِلهَ نفي معبود الكفار، وقوله: إِلَّا هُوَ إثبات معبود المؤمنين. أو نقول: لا إِلهَ نفي الألوهية عمن لا يستحق الألوهية، وقوله إِلَّا هُوَ إثبات الألوهية لمن يستحق الألوهية. " بحر العلوم " ( 1 / 109 )

    أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني (المتوفى: 437هـ)
    ثم قال تعالى: {إلهكم إله وَاحِدٌ}.
    معناه: معبودكم الذي يستحق العبادة واحد " الهداية إلى بلوغ النهاية" ( 1 / 3971 )
    أبو المظفر السمعاني (المتوفى: 489هـ)
    {لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} لَا معبود سواهُ."تفسير السمعاني ( 1 / 291)
    قَوْله تَعَالَى: {إِنَّنِي أَنا الله لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدني} أَي: لَا أحد يسْتَحق الْعِبَادَة سواي ( 1 / 323)
    الراغب الاصبهاني (المتوفى: 502هـ)
    قَوْله تَعَالَى: {إِنَّنِي أَنا الله لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدني} أَي: لَا أحد يسْتَحق الْعِبَادَة سواي "تفسير الراغب الاصبهاني " ( 1 / 358 )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تفسير السلف لكلمة التوحيد وموافقة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لهم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة

    وأحسن ما قيل فيه: إن قوله: لا إِلهَ نفي معبود الكفار، وقوله: إِلَّا هُوَ إثبات معبود المؤمنين. أو نقول: لا إِلهَ نفي الألوهية عمن لا يستحق الألوهية، وقوله إِلَّا هُوَ إثبات الألوهية لمن يستحق الألوهية. " بحر العلوم " ( 1 / 109 )
    نعم بارك الله فيك اخى الفاضل محمد عبدالعظيم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •