المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
بارك الله فيك اخي الكريم
لكن كيف لو اورد علينا ان المطلوب من النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث لا يقدر عليه الا الله ؟
هذا الإراد مدفوع بقوله صلى الله عليه وسلم: (فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك)، لذا قال غير واحد من الشراح: (إما من المغفرة أو من الشفاعة، إلا أن يأذن الله فى ذلك، ويكون فيه ذلك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولاً غيظاً عليهم، ألا تراه قال: " قد بلغت "، ثم بعد ذلك أدركه من الرقة والرأفة التى خصه الله ووصفه بها ما سأل ربه الشفاعة فيهم، حتى يأذن له في الشفاعة فيمن شاء منهم، على ما مضى فى حديث الشفاعة). [انظر: إكمال المعلم: (6/ 234)].
وقيل: (ويؤخذ من هذا الحديث أن هذا ذنب لا يغفر بالشفاعة لقول صلى الله عليه وسلم "لا أملك لك من الله شيئا" ويحتمل أنه أورده في محل التغليظ والتشديد ويحتمل أنه يغفر له بعد تشهيره في ذلك الموقف). [انظر: سبل السلام: (4/ 52)].
ومما يؤيد عدم صحة هذا الإراد عدم استدلال أحد العلماء بهذا الحديث في هذا الباب -فيما أعلم-، حتى لو صح هذا الإراد فأحكام الآخرة غير أحكام الدنيا، والله أعلم.