المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
جزاكم الله تعالى على حرصكم شيخ عبدالرحمن
وجزاكم الله خيرًا.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
عندي لكم نصيحة محب، أرجو من الله: أن تتقبلها مني بصدر رحب، من أخ لأخيه:
الحكم على الرجال يحتاج إلى تأنًّ، وتوثق، وتبصر.
شكرًا على النصيحة، سألتزم بذلك.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
وكذا الحكم على حديثٍ ما، لا سيما إذا رأيت الأئمة صححوا سنده كالحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، فالإقدام على مخالفتهم لا ينبغي إلا أن يكون لديك الأدلة الدامغة القوية، التي وصلت بالبحث الناقد أنهم أغفلوها.
وإلا فالسكوت أسلم.
بالدليل، كيف يكون حديث أنس هذا إسناده صحيحًا؟ انظر الطرق إليه أنا لم أرَ أئمة صححوه بل رأيت أئمة يشيرون إلى ضعفه إن لم يضعفوه وبل الأدلة تشير إلى وهاء السند أيضًا.
فالإسناد به:
- الإسناد الأول : عمر بن سعيد الأبح
[متروك الحديث] ولا سيما في ابن أبي عروبة، قال ابن حبان: "هو عندي ساقط الاحتجاج فيما انفرد به"، قال أبو داود: "حدث عن سعيد بن أبي عروبة غرائب"، وقال أحمد بن حنبل: "روى عنه مناكير"، وقال البخاري: "بصري منكر الحديث"، وقال ابن عدي: "في بعض ما يرويه عن سعيد بن أبي عروبة إنكار".
-الإسناد الثاني : تارة يرويه أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدٍ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ نَاصِحٍ الذُّهْلِيُّ [مجهول الحال]، له ترجمة في أخبار أصبهان (2/255)، وتاريخ الإسلام (8/90)، والخطيب البغدادي (1/129) ولم يذكر بتعديل ولا جرح.
وتارة يرويه صالح بن أحمد بن يونس الهروي شيخ ابن عدي [متهم بالوضع]، قال ابن عدي: "يسرق الأحاديث ويلزق أحاديث تعرف بقوم لم يرهم على قوم آخرين لم يكن عندهم وقد رآهم ويرفع الموقوف ويوصل المرسل ويزيد في الأسانيد"، وقال الدارقطني :"كذاب دجال يحدث بما لم يسمعه".
أما الأئمة الذين ضعفوه :
- قال الإمام ابن القيسراني (المتوفي 507 هـ) في ذخيرة الحفاظ (2/844):
رَوَاهُ معَاذ بن هِشَام. عَن أَبِيه، عَن قَتَادَة، عَن أنس. وَهَذَا يرويهِ معَاذ، عَن أَبِيه، عَن قَتَادَة، مَعَ أَنه تفرد بِهِ ". اهـ.
ثم قال (4/2099): رَوَاهُ عمر بن سعيد الْأَبَح: عَن ابْن أبي عرُوبَة، عَن قَتَادَة، عَن أنس. وَعمر هَذَا قَالَ البخاريَ: مُنكر الحَدِيث".
- وضعفه المحققون في المطالب العالية (15/606).- وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/285 : "رجال أبي يعلى وثقوا". اهـ، قال المحققون في المطالب العالية (15/607): وهذا ليس حكمًا منه بصحة الحديث ". اهـ.
فضلًا عن أن الحافظ ابن حجر العسقلاني صححه دون التعرض للكلام في الإسناد، وليت ذكر تخريج إسناد معاذ بن هشام بل اكتفى ذكر عزو إلى يعلى والبزار إسناد عمر بن سعيد الأبح وهو إلى الضعف ما هو، وذكرها في وسط أحاديث عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولم يجزم بصحة إسناده الإمام البوصيري بل وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 35 ب).
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
وسأذكر لك مثالا على ما ذلك:
كلامك فيما نقلته عن سيف بن عمر واضح، لا خفاء فيه.
لكن كيف حكمت على هذا الرجل أنه: سيف بن عمر، لم لم تحكم عليه بأنه:
سيف بن محمد ابن أخت الثوري، [متهم]، ويروي عن هشام بن عروة!
أو سيف بن عميرة الكوفي النخعي،
نعم شكرًا على التنبيه، وتحققت من الأمر تبين لي أنه هو سيف بن عمر، وهو كالأتي :
ما أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال لابن شاهين [312] قال:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيُّ، ثنا سَيْفٌ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " اللَّهُمَّ مَنْ أَحَبَّنِي فَارْزُقْهُ الْعَفَافَ وَالْكَفَافَ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ ". اهـ.
وسيأتي مزيدًا من التوضيح فيما بعدُ.
والله أعلم.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
وثقه ابن حبان وقال: يغرب، ويروي عنه جعفر بن علي الجريري، والراوي عن هذا جعفر بن علي!، ويؤيد هذا قول البغدادي في المتفق والمفترق (2/ 1006) وذكر شخصا، ثم قال: (روى عنه جعفر بن علي الجريري عن شيخ له سماه سيفا عنه).
نعم، وجدتها في المصدر الذي ذكرته :
[والآخر زهرة بن معبد الكوفي
حدث عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني روى عنه جعفر بن علي الجريري عن شيخ له سماه سيفا عنه.]
ووجدت قول ابن حبان كالأتي في الثقات (8/300): [13553 - سيف بن عميرة كوفي يروي عن أبان بن تغلب روى عنه محمد بن عبد الحميد بن سالم يغرب.] اهـ.
أما شأن رواية جعفر بن علي الجريري عنه فائدة أخرى صريحة وجدتها في تهذيب الكمال للمزي (12/328):
[سيف بن عميرة النخعي.
يروي عَن: أبان بْن تغلب، والعباس بْن الحسن بْن عُبَيد الله النخعي، وعبد الله بْن شبرمة الضبي، وعُثْمَان بْن زيد الجهني، ومحلم بْن عِيسَى البرجمي، ومحمد بْن النجيب الكوفي.
ويروي عَنه: جعفر بْن علي الجريري، وابنه علي بْن سيف بْن عميرة النخعي، ومحمد بن عبد الحميد العطار الكوفي.
قال أَبُو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.] اهـ.
وذكر في ديوان الضعفاء، الترجمة 1846، والمغني: 1 / الترجمة 2717، وميزان الاعتدال: 2 / الترجمة 3638، ونهاية السول، الورقة 137، وتهذيب التهذيب: 4 / 296، والتقريب: 1 / 344.
لكن قلتُ: لو نظرت في الترجمة التي بعد السابقة التي أوردها المزي في نفس المصدر السابق قال:
[سيف بن مُحَمَّد الثوري ، أخو عمار بْن مُحَمَّد، وابن أخت سُفْيَان الثوري. كوفي نزل بغداد.
رَوَى عَن: الحجاج بْن أرطاة، والحسن بْن عمارة، والسَّرِيّ بْن إسماعيل الهمداني، وخاله سُفْيَان الثوري، وسُلَيْمان الأعمش (ت) ، ... وهشام بن عروة، ويحيى بن سَعِيد الأَنْصارِيّ.]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
وجعفر بن علي هو ابن خالد بن عمر بن خالد بن جرير بن عبدالله البجلي، راوٍ، روى القراءة عن حفص عن عاصم وروى عنه الحروف يحيى بن إسماعيل، ورواها عن يحيى: أحمد بن سعيد وأحمد بن محمد الخزاز.
قلتُ: [مجهول الحال]، لم يذكر بجرح ولا تعديل.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
وروى عن جعفرٍ هذا: أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن محمد بن زياد بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، وهو صاحب كتاب، وقد روى عن إسماعيل أكثر من ثقتين، وممن روى عنه: ابن عقدة، وعمر ابن الأشناني، ومحمد بن أحمد الجريري، وأبو علي الرفاء، والطبراني.
وهو أيضًا [مجهول الحال].
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
وعمر بن الحسن أبو الحسين قال ابن حجر العسقلاني: "صاحب بلايا". اهـ.
فالإسناد إلى سيف مسلسلٌ بالعلل وهو أكبرهم علة في هذا الحديث إن كان سيف بن عمر أو ابن محمد.
وإذا تتبعنا روايات هذا الإسناد :
عُمَرَ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ ، عن يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن جَعْفَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عن سَيْفٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
نجد الضعف بيـنٌ عليها في رواياتها لعدة أمور منها:
- انفراد المصنف وهو ابن سمعون الواعظ في أماليه بتخريج أغلب روايات هذا الإسناد وسيأتي.
- انفراد رجال هذا الإسناد في بعض الروايات عن باقي الرواة الذين لو كانوا علموا به لتهافتوا إلى روايته ونشره وتخريجه وهي على سبيل المثال:
- حديث عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ : " كَانَ إِذَا قَدِمَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى الصَّلاةِ، يُفَتِّشُ فِي رِبَاعِ نِسَائِهِ، حَتَّى يَجِدَ طِيبًا فَيَمَسُّهُ" اهـ. رواه ابن سمعون ولم يخرجها غيره.وهو في الأصل مروي عن أنس كما في مسند أبي داود الطيالسي [2154].
- بل وينفرد إسناده بحديث يشبه حديث القصاص رواه بالطبع ابن سمعون في أماليه [ ج 1 : ص 262 ]: عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: " ارْتَحَلَ النَّبِيُّ وأَبُو بَكْر ، فَلَبِثْنَا أَيَّامًا ثَلاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً أَوْ خَمْسَ لَيَالٍ، لا نَدْرِي أَيْنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَأْتِينَا عَنْهُ خَبَرٌ، حَتَّى أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ يَتَغَنَّى بِأَبْيَاتٍ مِنْ شِعْرِ غِنَاءِ الرُّكْبَانِ غِنَاءَ عَرَبِيٍّ، فَارْتَاعَ لَهُ النَّاسُ، فَجَعَلُوا يَتَّبِعُونَهُ وَيَسْمَعُونَ صَوْتَهُ وَمَا يَرَوْنَهُ، وَإِنَّهُ لَيَشُقُّ وَسَطَ مَكَّةَ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ:
جَزَى اللَّهُ خَيْرًا وَالْجَزَاءُ بِكَفِّهِ --- رَفِيقَيْنِ حَلا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ
هُمَا نَزَلاهَا بِالْهُدَى وَاهْتَدَتْ بِهِ --- فَأَفْلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدٍ
لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانَ فَتَاتِهِمْ --- وَمَقْعَدَهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
فَلَمَّا سَمِعْنَا قَوْلَه عَرَفْنَا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ وَإِنَّ وَجْهَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ الطَّلَبُ بِنَجَاةِ رَسُولِ اللَّهِ وَعَرَفَ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ وَبَنَاتُهُ خَبَرَهُ، وَأَنْ قَدْ أَنْجَاهُ اللَّهُ عز وجل مِمَّنْ طَلَبَهُ ". اهـ.
وتابعه عليه ابن سيد الناس أبو الفتح الإشبيلي في عيون الأثر [1 : 229] وهذه الرواية تشبه رواية القصاص كمحمد بن إسحاق رواه منقطعًا كما في عيون الأثر [1 : 229].
أخيرًا: فإذن سيف بن عمر الضبي لو تتبعت رواياته ستجد:
-أن الذي يكثر من وضع روايات لها نفس الإسناد.
-إضافة إلى أن له أحاديث كثيرة وأكثر من سيف بن محمد الثوري.
-بل من هو اسمه يوسف الأكثر رواية لذا يكتفون بذكر اسمه الأول فقط "سيف" وهذا منهاج أكثر المحدثين :
ولعلَّ أقرب مثال : هو إسماعيل بن علية يُنسَبُ إلى أمه واسمه إسماعيل ابن إبراهيم.
قال الشيح أبو إسحاق الحويني: هناك بضعة عشر إسماعيل بن إبراهيم، فلذا كانوا ينسبونه إلى أمه علية وفي هذا مكرمة له وشرف.
عن يحيى بن معين أنه كان يقول: حدثنا إسماعيل بن علية فنهــاه أحمد بن حنبل وقال قل إسماعيل بن إبراهيم فإنه بلغني أنه كان يكره أن ينسب إلى أمه.
فقال قد قبلنا منك يا معلم الخير. انتهى .
قال العراقي: الظاهر أن ما قاله على طريق الأدب لا اللزوم [شرح التبصرة والتذكرة ص: 36]
-ولا سيما أنه أقرب زمانًا إلى هشام بن عروة من سيف بن عميرة فابن عميرة ط 9 يروي عن أتباع التابعين.
- وسيف بن عميرة الذي ليس له كثير الرواية لذا عند ذكره يعرفونه ينسبونه سيف بن عميرة أو ينسبونه من رواية ابنه.
-ومثله كذلك سيف بن محمد الثوري ينسبونه إلى أبيه محمد الثوري.
والله أعلم.