تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 66

الموضوع: من هو الراوي في هذا السند ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي من هو الراوي في هذا السند ؟

    قال البيهقي في السنن الكبرى 10/376*:

    أخبرنا أبو نصر بن قتادة , أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي , ثنا أحمد بن نجدة , ثنا سعيد بن منصور , ثنا أبوعوانة , عن عبد الكريم الجزري , عن أبي هاشم الكوفي , عن ابن عباس , قال : " الدف حرام , والمعازف حرام , والكوبة حرام , والمزمار حرام .*

    **في تحقيق المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (10/ 230) رجح المحقق أنه سعد السنجاري
    * ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم وغيرهما*
    * في التاريخ الكبير للبخاري (4/ 66): سعد أبو هاشم السنجاري، سمع ابن عباس، وابن عمر، روى عنه خصيف، وعبد الكريم.
    * وفي تاريخ الإسلام للذهبي (3/ 53): قيل: هو بصري نزل سنجار.
    * في اختصار الذهبي لسنن البيهقي وقال عقب هذا الاثر : قلت ابو هاشم مجهول
    * يترجح فيما سبق انهما اثنان خلافا لمن جمع بينهما*
    * الاثر ذكره الالباني في " تحريم الآلات الطرب .
    * فهل هما واحد ام اثنان ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    سنن سعيد بن منصور (العلمية+ الأصمعي+ الألوكة) (7/ 52)
    1723 - حدَّثنا سعيدٌ, قال: حدَّثنا أبو عَوَانة, عن عبد الكريم الجزري, عن أبي هاشم الكوفي, عن ابن عَبَّاس, قال: الدف حرام, والمعزاف حرام, والكوبة حرام, والمزمار حرام.
    الراجح أن:عبد الكريم الجزري ، وأبو هاشم الكوفي مجهولان. ويظهر انه سقط من اسناد المطالب العالية عبد الكريم الجزري.والله أعلم.

  3. #3

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    قلتُ: من المحتمل أن يكون عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْن عُمَيْر بْن قَتَادةُ اللَّيْثي الْجُنْدُعي، أَبُو هاشم الْمَكِّيّ [الوفاة: 111 - 120 ه] [تابعي ثقة].
    قال الحافظ في تهذيب التهذيب 5 / 308 :
    و قال إسحاق القراب : قتل بالشام فى الغزو سنة ثلاث عشرة و مئة . اهـ .
    قال الحافظ فى "تقريب التهذيب" ص / 312 : استشهد غازيا . اهـ .
    فلعله مرَّ بالكوفة فعاش بها زمانًا ثمَّ انتسب لها، ويشهد لذلك رواية الكوفيين ففي كتاب حديث أبي الفضل الأزهري [133]:
    من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ [كوفيعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ [كوفي أقام بالكوفة وعمل بها قاضٍ وتوفي بها]، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: فذكر حديث (نعم الإدام الخلُّ). اهـ.
    وقد روى عبد الكريم
    بن مالك الجزري [ثقة] وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري [ثقة] لأبيه عبيد بن عمير الليثي [ثقة تابعي]
    كما في العلل للدارقطني ذكره في حديث أبي ذر (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي ...)، وذكر له طريقًا ءاخر من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهم فقال:

    "... وَرَوَاهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، نَحْوَ رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ ..."،
    ثم قال: : " وَالْمَحْفُوظُ قَوْلُ مَنْ قَالَ: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَبِي ذَرّ ". اهـ.

    والله أعلم.

  4. #4

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    قال ابن قطلوبفا في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (4/ 448، رقم: 4333):
    (سعد، أبو هشام، السِّنْجَاري، سكن دمشق.
    يروي عن ابن عباس، وابن عمر.
    روى عنه خصيف، وعبد الكريم الجزريان.
    وروى عنه علي بن نديمة، وهلال بن خباب، وإسماعيل بن سالم.
    قال ابن معين: بصري ثقة.
    وقال العجلي: تابعي ثقة. وقال في موضع آخر: أبو هاشم كوفي ثقة.
    ووقع في كتاب ابن أبي حاتم نسبته باللفظين، وقال البخاري: سعد أبو هاشم. وقال بعضهم: أبو هشام ولا يصح).
    وكأن العجلي فيما يظهر فرّق بينهما فقد قال في الثقات للعجلي ط الدار (1/ 392):
    (571 - سعد بن هَاشم السنجاري ثِقَة.
    572 - سعد أَبُو هَاشم كوفى ثِقَة)
    فإن كان يقصد بهما واحدا فهذا نص على كوفيته.

  5. #5

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    (... وقال بعضهم: أبو هشام ولا يصح).
    لعل ممن قاله ابن زغدان التونسي (المتوفى: 882هـ) في فرح الأسماع برخص السماع (103) في باب رأي ابن حزم في اللهو وآلاته حيث قال:
    وروي عنه [عبد الله بن عباس رضي الله عنهما] أيضا - من طريق أبي هشام الكوفي - أنه قال: الدف حرام، والمعازف حرام، والمزمار حرام، والكوبة حرم.،.. قال أبو محمد [ابن حزم]: لا حجة في هذا كله ".اهـ.
    ولكن رواها ابن حزم في المحلي بالآثار (566/7): "وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْكُوفِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الدُّفُّ حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ: وَالْمِزْمَارُ حَرَامٌ، وَالْكُوبَةُ حَرَامٌ"، ثم قال: "لَا حُجَّةَ فِي هَذَا كُلِّهِ لِوُجُوهٍ". اهـ.
    فلعله أيضًا قد يكون المغيرة بن مقسم الضبي الكوفي أبو هشام ، أبو هاشم [136 هـ ] [ثقة مدلس] :
    فإنه قد أرسل حديثًا عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كما في مصنف ابن أبي شيبة [7 : 530] من طريق:
    زَائِدَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُبْغِضَ أُسَامَةَ بَعْدَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ ". اهـ.
    ووصله أبو عوانة كما في مترجم من حديث أبي حفص الزيات [9] من طريق:
    أَبي عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَرَسُولَهُ، فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ". اهـ.
    وهو ما يشبه إسناد ما جاء في المطالب العالية لابن حجر العسقلاني (230/10) :

    2193 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: "الْكُوبَةُ حَرَامٌ وَالدُّفُّ حَرَامٌ وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ وَالْمَزَامِيرُ حَرَامٌ". اهـ.
    وهذا على فرض من يقول بسقط من إسناد المطالب العالية.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطني الجميل مشاهدة المشاركة
    ويظهر انه سقط من اسناد المطالب العالية عبد الكريم الجزري.والله أعلم.
    وعلى هذا إن كان المغيرة بن مقسم فهو مدلس ولعل الواسطة بينه وبين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حينئذ تكون قيس بن حبتر التميمي يروي عنه الكوفيون.
    كما ورد في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (430/5) من حديث سُفْيَانَ :
    عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قِيسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَنَّهُ حَرَّمَ الْمَيْتَةِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ- يَعْنِي: الطَّبْلَ- وَقَالَ: كُلُّ مِسْكَرٍ حَرَامٌ ". اهـ.

    والله أعلم.

  6. #6

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    وكأن العجلي فيما يظهر فرّق بينهما فقد قال في الثقات للعجلي ط الدار (1/ 392):
    (571 - سعد بن هَاشم السنجاري ثِقَة.
    572 - سعد أَبُو هَاشم كوفى ثِقَة)
    فإن كان يقصد بهما واحدا فهذا نص على كوفيته.
    كونهما واحدًا أصح فشيخهما واحد كما سيأتي عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
    وأيضًا ممن ينص على كوفيته الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (657/2) حيث قال في ترجمته:
    هاشم بن سعد الكوفي:
    ويقال أيضا: هاشم بن أبي هاشم.
    حدث عن أبيه، روى عنه: يزيد بن أبي زياد.
    أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي جعفر، أنا عمر بن محمد بن علي الناقد، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا داود بن عمرو الضبي، نا منصور بن أبي الأسود، عن يزيد بن أبي زياد، عن هاشم بن سعد، عن أبيه، قال:قدمت مكة حاجا قد أفردت بالحج، فقال ابن عباس: يا سعد، بما قدمت؟،
    قال: قلت: مفردا، قال: فاجعلها عمرة، قال: فاشتد ذلك علي، فلقيت ابن عمر، فرخص لي أن أقيم كما أنا، فأتيت ابن عباس فأخبرته بقول ابن عمر، فقال: لو أنكم تركتم ابن عمر كان خيرا لكم وله! " أليس قد طفت بالبيت وبين الصفا والمروة؟، قلت: بلى، قال: فقد جعلتها عمرة ". انتهى.
    تجده هنا يروي عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم وهذا ما يوجد أيضًا:
    في "التاريخ الكبير" "2: 2: 66" للبخاري قال: "سَمِع ابْن عَبّاس، وابْن عُمر/ رَوَى عَنه: خُصَيف، وعبد الكريم". اهـ.
    وفي "الثقات" (296/4) لابن حبان قال: "سعد أبو هاشم السنجاري سكن دمشق يروى عن بن عباس وابن عمر روى عنه خصيف وعبد الكريم الجزريان". اهـ.
    ووقع في كتاب ابن أبي حاتم (98/4):
    سعد أبو هاشم السنجاري جزري روى عن ابن عمر وابن عباس روى عنه علي بن ذيمة وخصيف وعبد الكريم وهلال بن خباب سمعت أبي يقول ذلك.
    قال أبو محمد وروى عنه إسماعيل بن سالم.
    حدثنا عبد الرحمن أنا بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال سألت يحيى بن معين عن أبي هاشم السنجاري قال: اسمه سعد روى عن ابن عمر بصرى ثقة. اهـ.
    ولهذا رجح الألباني كونهما واحدًا وقال في تحريم آلات الطرب (ص:92) :
    "قلت: وهذا إسناد صحيح إن كان أبو هاشم الكوفي هو أبو هاشم السنجاري المسمى سعدا فإنه جزري كعبد الكريم ... ". اهـ.

    والله أعلم.

  7. #7

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    فلعله أيضًا قد يكون المغيرة بن مقسم الضبي الكوفي أبو هشام ، أبو هاشم [136 هـ ] [ثقة مدلس] :
    المغيرة بن مقسم توفي 136 أو 133 هـ، فهل يكون شيخَ عبدالكريم بن مالك الجزري الذي توفي قبله أعني سنة 127 هـ؟.


    وهنا تنبيه آخر: وهو أن المغيرة وصف بالتدليس، لكن ليس على إطلاقه ففي طبقات المدلسين للحفاظ (ص: 46، رقم: 107): (وصفه النسائي بالتدليس، وحكاه العجلي عن أبي فضيل، وقال أبو داود كان لا يدلس، وكأنه أراد ما حكاه العجلي: أنه كان يرسل عن إبراهيم، فإذا وقِّفَ أخبرهم ممن سمعه).
    وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (3/ 739): (قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُغِيرَةُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، ذَكِيٌّ، حَافِظٌ، فِي رِوَايَتِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ضَعْفٌ...
    وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: كَانَ مُغِيرَةُ يُدَلِّسُ وَكُنَّا لا نَكْتُبْ عَنْهُ إلا ما قال: حدثنا إِبْرَاهِيمُ).
    وقال العلائي في جامع التحصيل (ص: 110، رقم: 52): (مغيرة بن مقسم الضبي، قال ابن فضيل: كان يدلس فلا نكتب إلا ما قال ثنا إبراهيم، وقال أحمد بن حنبل: عامة حديثه عن إبراهيم مدخول إنما سمعه من حماد ومن يزيد بن الوليد والحارث العكلي وجعل أحمد يضعف حديثه عن إبراهيم يعني النخعي).
    وكرره في جامع التحصيل (ص: 284، رقم: 793)، وزاد: (قال محمد بن عبد الله بن عمار: إنما سمع من إبراهيم ثلاثمائة وسبعين حديثا، يعني ويدلس الباقي، وقال أبو داود سمع مغيرة من إبراهيم مائة وثمانين حديثا).
    وكذا ذكر العراقي في المدلسين (ص: 93، رقم: 63)، وتحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ص: 313)، وسبط ابن العجمي في التبيين لأسماء المدلسين (ص: 56، رقم: 76)، أعني أن تدليسه خاص بإبراهيم النخعي.
    فيفهم من مجموع هذا أن إرساله عن إبراهيم فقط، فيقيد بذلك ما قاله الحافظ في التقريب (ص: 543): (إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم).

  8. #8

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي جعفر، أنا عمر بن محمد بن علي الناقد، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا داود بن عمرو الضبي، نا منصور بن أبي الأسود، عن يزيد بن أبي زياد، عن هاشم بن سعد، عن أبيه، قال:قدمت مكة حاجا قد أفردت بالحج، فقال ابن عباس: يا سعد، بما قدمت؟،
    قال: قلت: مفردا، قال: فاجعلها عمرة، قال: فاشتد ذلك علي، فلقيت ابن عمر، فرخص لي أن أقيم كما أنا، فأتيت ابن عباس فأخبرته بقول ابن عمر، فقال: لو أنكم تركتم ابن عمر كان خيرا لكم وله! " أليس قد طفت بالبيت وبين الصفا والمروة؟، قلت: بلى، قال: فقد جعلتها عمرة ". انتهى.
    جزاكم الله خيرا
    وهذا يدل على غير المغيرة بن مقسم.

  9. #9

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    المغيرة بن مقسم توفي 136 أو 133 هـ، فهل يكون شيخَ عبدالكريم بن مالك الجزري الذي توفي قبله أعني سنة 127 هـ؟.
    قلت:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وهذا على فرض من يقول بسقط من إسناد المطالب العالية.
    فبنيت استنتاجي على هذا الفرض وبفرض المغيرة شيخَ أبي عوانة -حيث هو من روى عنه هذا الأثر- وليس كشيخ عبد الكريم.
    كما في المطالب العالية لابن حجر العسقلاني (230/10) :
    2193 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: "الْكُوبَةُ حَرَامٌ وَالدُّفُّ حَرَامٌ وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ وَالْمَزَامِيرُ حَرَامٌ". اهـ.

    إنما جاء حديث عبد الكريم الجزري في إسنادٍ ءاخر كشيخ سفيان الثوري حيث روى سفيان عنه الأثر.
    كأني أقول قيس بن حبتر روى عنه هذا الحديث اثنان هما أبو هاشم المغيرة موقوفًا وعبد الكريم الجزري مرفوعًا.
    لكن أبو هاشم أرسله فأسقط ذكر التابعي وهو قيس كما أرسل في حديثٍ ءاخر عن عائشة وأسقط ذكر التابعي وهو الشعبي،
    بينما عبد الكريم الجزري روى هذا الحديث موصولًا بذكر التابعي قيس بن حبتر الربعي مرفوعًا.
    أو كما يقال: "نشط فأسند [عبد الكريم] أو كسل فأرسله [أبو هاشم المغيرة]". اهـ.
    والله أعلم.
    وجزاكم الله خيرًا.

  10. #10

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    والحديث تخريجه كاملًا كما في كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع (17):
    [عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ((الكُوبَةُ حرامٌ، والدن حرامٌ، والمعازِفُ حرامٌ، والمزامِيرُ حرامٌ))؛ رواه مسدد، والبيهقي فِي "سننه الكبرى" موقوفًا، ورواه البزار مرفوعًا، ولفظه عن ابن عباس عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَنَّه حرَّم الميتة، والميسِر، والكُوبة - يعني: الطبل - وقال: ((كلُّ مسكرٍ حرامٌ)) (1).
    __________
    (1) أخرجه البيهقي (10/ 222) من طريق عبدالكريم الجزري عن أبي هاشمٍ الكوفي عن ابن عباس موقوفًا، وأورده ابن حجر في "المطالب العالية" (10/ 222 رقم 2193) وعَزاه لمسدَّد في مسنده، وقال ابن رجب في "نزهة الأسماع" (1/ 55): إسناده صحيح، وأخرجه أحمد في "المسند" (1/ 289، 350)، وفي "الأشربة" (1/ 38 رقم 193)، والطحاوي في "شرح معاني الأثار" (4/ 216)، والدارقطني في "سننه" (3/ 7)، والبيهقي (10/ 221 رقم 20779) من طريق عبدالكريم الجزري، عن قيس بن حبتر الربعي، عن ابن عباس مرفوعًا، وأخرجه أحمد (1/ 274)، وأبو داود (3696)، وأبو يعلى (5/ 114 رقم 2729)، والبيهقي (10/ 221 رقم 20780)، وصحَّحه ابن حبان (5365) من طريق علي بن بذيمة، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس مرفوعًا.]
    والله أعلم.

  11. #11

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    السائل يسأل عن (أبي هاشم) الذي في هذا السند
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    قال البيهقي في السنن الكبرى 10/376*:
    أخبرنا أبو نصر بن قتادة , أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي , ثنا أحمد بن نجدة , ثنا سعيد بن منصور , ثنا أبوعوانة , عن عبد الكريم الجزري , عن أبي هاشم الكوفي , عن ابن عباس , قال : " الدف حرام , والمعازف حرام , والكوبة حرام , والمزمار حرام .*
    هل هو السنجاري أم غيره؟
    فإن كان السنجاري فهل هو كوفي أو لا؟
    والأصل في أبي هاشم هذا: أنه سمعه من ابن عباسٍ رضي الله عنهما.
    فنقلت لك من جعله كوفيا،
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    قال ابن قطلوبفا في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (4/ 448، رقم: 4333):
    (سعد، أبو هشام، السِّنْجَاري، سكن دمشق.
    يروي عن ابن عباس، وابن عمر.
    روى عنه خصيف، وعبد الكريم الجزريان.
    وروى عنه علي بن نديمة، وهلال بن خباب، وإسماعيل بن سالم.
    قال ابن معين: بصري ثقة.
    وقال العجلي: تابعي ثقة. وقال في موضع آخر: أبو هاشم كوفي ثقة.
    ووقع في كتاب ابن أبي حاتم نسبته باللفظين، وقال البخاري: سعد أبو هاشم. وقال بعضهم: أبو هشام ولا يصح).
    وكأن العجلي فيما يظهر فرّق بينهما فقد قال في الثقات للعجلي ط الدار (1/ 392):
    (571 - سعد بن هَاشم السنجاري ثِقَة.
    572 - سعد أَبُو هَاشم كوفى ثِقَة)
    فإن كان يقصد بهما واحدا فهذا نص على كوفيته.
    وأيدتني بنقلك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    وأيضًا ممن ينص على كوفيته الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (657/2) حيث قال في ترجمته:
    هاشم بن سعد الكوفي:
    ويقال أيضا: هاشم بن أبي هاشم.
    حدث عن أبيه، روى عنه: يزيد بن أبي زياد.
    أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي جعفر، أنا عمر بن محمد بن علي الناقد، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا داود بن عمرو الضبي، نا منصور بن أبي الأسود، عن يزيد بن أبي زياد، عن هاشم بن سعد، عن أبيه، قال:قدمت مكة حاجا قد أفردت بالحج، فقال ابن عباس: يا سعد، بما قدمت؟،
    قال: قلت: مفردا، قال: فاجعلها عمرة، قال: فاشتد ذلك علي، فلقيت ابن عمر، فرخص لي أن أقيم كما أنا، فأتيت ابن عباس فأخبرته بقول ابن عمر، فقال: لو أنكم تركتم ابن عمر كان خيرا لكم وله! " أليس قد طفت بالبيت وبين الصفا والمروة؟، قلت: بلى، قال: فقد جعلتها عمرة ". انتهى.
    وقد كنت ذكرت
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    رواها ابن حزم في المحلي بالآثار (566/7): "وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْكُوفِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الدُّفُّ حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ: وَالْمِزْمَارُ حَرَامٌ، وَالْكُوبَةُ حَرَامٌ"، ثم قال: "لَا حُجَّةَ فِي هَذَا كُلِّهِ لِوُجُوهٍ". اهـ.
    فلعله أيضًا قد يكون المغيرة بن مقسم الضبي الكوفي أبو هشام ، أبو هاشم [136 هـ ] [ثقة مدلس] :
    ولم يسبق أن ذكر أحد قبلك في هذه الصفحة رواية المطالب التي سقط منها ذكر الجزري.
    فكل من يقرأ كلامك يفهم منه أنه تريد الجواب على سؤال السائل

    أما رواية المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية فهي في (10/ 230، رقم: 2193، بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ) هكذا: (قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ الْكُوبَةُ حَرَامٌ وَالدُّفُّ حَرَامٌ وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ وَالْمَزَامِيرُ حَرَامٌ).
    وهو كذا في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري (5/ 430، رقم: 4948 / 1، بَابُ مَا جَاءَ فِي ذم الملاهي من المعازف والمزامير وَنَحْوِهَا)، وعبارته: (قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الْكُوبَةُ حَرَامٌ، وَالدُّفُّ حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ، وَالْمَزَامِيرُ حَرَامٌ ").فأنت تراهما قد أسقطا الجزري من طريق مسدد.
    وبيان صواب ذلك: أن البوصيري رحمه الله تعالى قد سبق وأن ذكر هذا الطريق في إتحاف الخيرة المهرة (4/ 374، رقم: 3773 / 1، باب في المعازف والمزامير والكوبة وَالصَّلِيبِ وَالدُّفِّ وَمَيْسِرِ الْعَجَمِ وَالْأَوْثَانِ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ)، لكنه هنا لم يسقط الجزي، فقال: (وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الكريم الجزري عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكُوبَةُ حَرَامٌ، وَالدُّفُّ حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ، وَالْمَزَامِيرُ حرام ").
    وقد نبه المحقق على هذا الموضع أن (عبدالكريم الجزري) ساقط من المطالب العالية، وأن الأصل الذي اعتمد عليها فيه هذه الزيادة.
    إذا علمتَ ذلك، فاعلم أن النسخة التي حُقِّقت عليه طبعة إتحاف الخيرة هي بخط البوصيري نفسه، وهذا الموضع بخطه رحمه الله تعالى.



    وكلاهما ينقل عن مسند مسدد، فقد قال البوصيري في مقدمته: (1/ 56): ( فقد استخرت الله الكريم الوهاب في إفراد زوائد مسانيد الأئمة الحفاظ الأعلام الأجلاء الأيقاظ: أبي داود الطيالسي , ومُسَدَّد , ...).
    وقال الحافظ في مقدمته (2/ 20): (قَدْ جَمَعَ أَئِمَّتُنَا مِنْهُ الشَّتَاتَ عَلَى الْمَسَانِيدِ وَالْأَبْوَابِ الْمُرَتَّبَاتِ فَرَأَيْتُ جَمْعَ جَمِيعِ مَا وَقَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ وَاحِدٍ لَيَسْهُلَ الْكَشْفُ مِنْهُ عَلَى أُولِي الرَّغَبَاتِ، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى جَمْعِ اَلْأَحَادِيثِ الزَّائِدَةِ عَلَى الْكُتُبِ الْمَشْهُورَاتِ فِي الْكُتُبِ الْمُسْنَدَاتِ، -وَعَنَيتُ بِالْمَشْهُورَا تِ: الْأُصُولَ السِّتَّةَ وَمُسْنَدَ أَحْمَدَ، وَبِالْمُسْنَدَ اتِ: عَلَى مَا رُتِّبَ عَلَى مَسَانِيدِ الصِّحَابَةِ-، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْهَا ثَمَانِيَةٌ كَامِلَاتٌ، وَهِيَ لِأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ، وَالْحُمَيْدِيّ ِ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَمُسَدَّدٍ ...).

    فأنت تجدهما ينقلان عن مصدر واحد، وهو مسند مسددٍ، وفي أحدهما هذه الزيادة، وهي التي توافق غيره
    فقد رواه سعيد بن منصور كما في السنن الصغير للبيهقي (4/ 177، رقم: 3359) والكبرى (10/ 376، رقم: 21000) عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِالْكَرِيم ِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْكُوفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
    فنعرف بذلك أن أبا عوانة لم يروهِ إلا عن طريق عبدالكريم عن أبي هاشم، ويكون غير هذا خطأ.
    وأن القول بأنه المغيرة بن مقسم بعيد كل البعد، فوفاته بعد وفاة عبدالكريم ب10 سنوات، ولم يسمع ابن عباسٍ، وأبو هاشم الكوفي سمع ابن عباس كما ذكرته أنتَ. والله أعلم.

    نعم،
    من غير طريق أبي عوانة، وهو طريق معقل بن عبيدالله، لا يضر أن يَرْوِيَ حديثًا آخر غير هذا أو هذا عن عبدالكريم عن قيس بن حبتر الربعي
    لكن إن كنت تريد أن قيس بن حبتر الربعي هو أبو هاشم الكوفي، فهذا محل تأمل وتوقف.
    نعم، هو كوفي، لكن لم يشتهر بأن كنيته (أبو هاشم)، بل كنيته أبو فزارة.
    وكذا ما نقلته عن الخطيب في تلخيص المتشابه يدل على أن هذا مشهور بكنيته، ولو كان هو لنسب ابنه إليه فيقول: هاشم بن قيس بن حبتر.
    ثم إن لفظ الحديثين مختلف، ولا يجتمعان إلا في تحريم الكوبة.
    وهذا موقوف، وذاك مرفوع.

  12. #12

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    السائل يسأل عن (أبي هاشم) الذي في هذا السند

    هل هو السنجاري أم غيره؟
    فإن كان السنجاري فهل هو كوفي أو لا؟
    والأصل في أبي هاشم هذا: أنه سمعه من ابن عباسٍ رضي الله عنهما.
    فنقلت لك من جعله كوفيا،

    وأيدتني بنقلك



    وقد كنت ذكرت

    ولم يسبق أن ذكر أحد قبلك في هذه الصفحة رواية المطالب التي سقط منها ذكر الجزري.
    فكل من يقرأ كلامك يفهم منه أنه تريد الجواب على سؤال السائل

    أما رواية المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية فهي في (10/ 230، رقم: 2193، بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ) هكذا: (قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ الْكُوبَةُ حَرَامٌ وَالدُّفُّ حَرَامٌ وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ وَالْمَزَامِيرُ حَرَامٌ).
    وهو كذا في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري (5/ 430، رقم: 4948 / 1، بَابُ مَا جَاءَ فِي ذم الملاهي من المعازف والمزامير وَنَحْوِهَا)، وعبارته: (قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الْكُوبَةُ حَرَامٌ، وَالدُّفُّ حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ، وَالْمَزَامِيرُ حَرَامٌ ").فأنت تراهما قد أسقطا الجزري من طريق مسدد.
    وبيان صواب ذلك: أن البوصيري رحمه الله تعالى قد سبق وأن ذكر هذا الطريق في إتحاف الخيرة المهرة (4/ 374، رقم: 3773 / 1، باب في المعازف والمزامير والكوبة وَالصَّلِيبِ وَالدُّفِّ وَمَيْسِرِ الْعَجَمِ وَالْأَوْثَانِ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ)، لكنه هنا لم يسقط الجزي، فقال: (وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الكريم الجزري عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكُوبَةُ حَرَامٌ، وَالدُّفُّ حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ، وَالْمَزَامِيرُ حرام ").
    وقد نبه المحقق على هذا الموضع أن (عبدالكريم الجزري) ساقط من المطالب العالية، وأن الأصل الذي اعتمد عليها فيه هذه الزيادة.
    إذا علمتَ ذلك، فاعلم أن النسخة التي حُقِّقت عليه طبعة إتحاف الخيرة هي بخط البوصيري نفسه، وهذا الموضع بخطه رحمه الله تعالى.



    وكلاهما ينقل عن مسند مسدد، فقد قال البوصيري في مقدمته: (1/ 56): ( فقد استخرت الله الكريم الوهاب في إفراد زوائد مسانيد الأئمة الحفاظ الأعلام الأجلاء الأيقاظ: أبي داود الطيالسي , ومُسَدَّد , ...).
    وقال الحافظ في مقدمته (2/ 20): (قَدْ جَمَعَ أَئِمَّتُنَا مِنْهُ الشَّتَاتَ عَلَى الْمَسَانِيدِ وَالْأَبْوَابِ الْمُرَتَّبَاتِ فَرَأَيْتُ جَمْعَ جَمِيعِ مَا وَقَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ وَاحِدٍ لَيَسْهُلَ الْكَشْفُ مِنْهُ عَلَى أُولِي الرَّغَبَاتِ، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى جَمْعِ اَلْأَحَادِيثِ الزَّائِدَةِ عَلَى الْكُتُبِ الْمَشْهُورَاتِ فِي الْكُتُبِ الْمُسْنَدَاتِ، -وَعَنَيتُ بِالْمَشْهُورَا تِ: الْأُصُولَ السِّتَّةَ وَمُسْنَدَ أَحْمَدَ، وَبِالْمُسْنَدَ اتِ: عَلَى مَا رُتِّبَ عَلَى مَسَانِيدِ الصِّحَابَةِ-، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْهَا ثَمَانِيَةٌ كَامِلَاتٌ، وَهِيَ لِأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ، وَالْحُمَيْدِيّ ِ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَمُسَدَّدٍ ...).

    فأنت تجدهما ينقلان عن مصدر واحد، وهو مسند مسددٍ، وفي أحدهما هذه الزيادة، وهي التي توافق غيره
    فقد رواه سعيد بن منصور كما في السنن الصغير للبيهقي (4/ 177، رقم: 3359) والكبرى (10/ 376، رقم: 21000) عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِالْكَرِيم ِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْكُوفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
    فنعرف بذلك أن أبا عوانة لم يروهِ إلا عن طريق عبدالكريم عن أبي هاشم، ويكون غير هذا خطأ.
    وأن القول بأنه المغيرة بن مقسم بعيد كل البعد، فوفاته بعد وفاة عبدالكريم ب10 سنوات، ولم يسمع ابن عباسٍ، وأبو هاشم الكوفي سمع ابن عباس كما ذكرته أنتَ. والله أعلم.

    نعم،
    من غير طريق أبي عوانة، وهو طريق معقل بن عبيدالله، لا يضر أن يَرْوِيَ حديثًا آخر غير هذا أو هذا عن عبدالكريم عن قيس بن حبتر الربعي
    لكن إن كنت تريد أن قيس بن حبتر الربعي هو أبو هاشم الكوفي، فهذا محل تأمل وتوقف.
    نعم، هو كوفي، لكن لم يشتهر بأن كنيته (أبو هاشم)، بل كنيته أبو فزارة.
    وكذا ما نقلته عن الخطيب في تلخيص المتشابه يدل على أن هذا مشهور بكنيته، ولو كان هو لنسب ابنه إليه فيقول: هاشم بن قيس بن حبتر.
    ثم إن لفظ الحديثين مختلف، ولا يجتمعان إلا في تحريم الكوبة.
    وهذا موقوف، وذاك مرفوع.
    جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    جزاكم الله خيرا جميعا على اثراء الموضوع ....

    ولعلنا ننقل ما ذكره الالباني في تخريجه في تحريم الآلات الطرب

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    ( ٢ )

    حديث قتل الحية من رواية صيفي الانصاري عن ابي السائب قال : أتيت ابا سعيد الخدري ....الحديث

    قال النسائي : صيفي روى عنه ابن عجلان ثقة .
    ثم
    قال : صيفي مولى افلح ليس به باس روى عنه ابن أبي ذءب

    قال المزي : كذا فرق بينهما وهما واحد .

    قال ابن حجر : صوب الحافظ الذهبي فيما قرات بخطه تفرقة النسائي بينهما وأنهما كبير وصغير "

    لكن ابن عبد البر قال : إن صيفيا لم يسمع الحديث من ابي سعيد

    وصوب الذهبي تفرقة النسائي وأنهما اثنان : كبير روى عن ابي اليسر وصغير روى عن ابي السائب .

    ورجح محقق النكت ما صوبه الذهبي .

    فما رأيكم ؟

  15. #15

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    وممن رجح كونه شخصًا واحدًا :
    الإمام المزي ورد ذلك في الإكمال (7/10):
    " وأنكر المزي قول النسائي: صيفي يروي عنه ابن عجلان ثقة، ثم قال: صيفي مولى أفلح ليس به بأس، وقال: هما واحد ورد ذلك بعض المصنفين من المتأخرين ". اهـ.
    -الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (4/441):
    "صيفي" بن زياد الأنصاري أبو زياد ويقال أبو سعيد المدني مولى أفلح مولى أبي أيوب ويقال مولى أبي السائب الأنصاري روى عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة وأبي سعيد الخدري وأبي اليسر كعب بن عمرو وعنه عبد الله بن عمر وابن عجلان وسعيد المقبري وسعيد ابن أبي هلال ومالك وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وابن أبي ذئب قال النسائي صيفي روى عنه بن عجلان ثقة قال صيفي مولى أفلح ليس به بأس روى عنه بن أبي ذئب كذا فرق بينهما وهما واحد". اهـ.

    وممن رجح كونه شخصين :
    - الإمام الذهبي مع نقله عن الأمام النسائي :
    قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 441 :
    " صوب الحافط أبو عبد الله الذهبى فيما قرأت بخطه تفرقة النسائى بينهما و أنهما كبير و صغير .
    فالكبير روى عن أبى اليسر كعب بن عمرو ، و روى عنه محمد بن عجلان . والصغير روى عن أبى السائب ، روى عنه مالك ، و الله أعلم . اهـ .
    وممن جعله شخصًا واحدًا:

    - الإمام مسلم في صحيحه [2237]، [14:235] يشير بأنه يردُّ على القول الأخر،
    فأتى رواية مالك عنه وقال: "
    ... أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ صَيْفِيٍّ وَهُوَ عِنْدَنَا مَوْلَى ابْنِ أَفْلَح... "، وأتى برواية أسماء بن عبيد وقال: " ... سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ السَّائِبُ وَهُوَ عِنْدَنَا أَبُو السَّائِبِ ... ". اهـ.
    قال البيهقي في الآداب: " قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: وَهُوَ عِنْدَنَا أَبُو السَّائِبِ ". اهـ.
    وممن جعله شخصين:
    الشيخ أبو إسحاق الحويني حيث يذكر جهالة ابن حبان له كما ذكره في بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي (1/153):
    قال [ابن حبان] في [الثقات] (4/ 384): "صيفى. شيخٌ ... إن لم يكن الأول فلا أدرى من هو، ولا ابن من هو".
    قلت: أراد ابن حبان أن يفرق بينهما فجهل الأخر فنصه هكذا
    قال ابن حبان في الثقات (4/483):
    "3474 - صيفى أبو زياد مولى أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري يروي عن أبي سعيد الخدري وأبي اليسر كعب بن عمرو عداده في أهل المدينة روى عنه عبيد الله بن عمر وسعيد بن أبي هلال.
    3475 - صيفى شيخ يروي عن أبي اليسر كعب بن عمرو روى عنه عبد الله بن سعيد بن أبي هند إن لم يكن الأول فلا أدرى من هو ولا بن من هو ". اهـ.
    قلتُ الإجابة على ذلك هو ما قاله مغلطاي في الإكمال (7/10) وقال:
    "وقال: هما كبير، وصغير فمولى أبي أيوب عن أبي البشر في " التعويذ " والصغير عن أبي السائب عن أبي سعيد " قصة الجنة " انتهى.
    وكأنه أشبه، والله أعلم
    ". اهـ.
    قلتُ: واستدلال الشيخ الحويني بهذه على جهل ابن حبان به ليس في موضعه، فإنه قد وثقه النسائي وقال الحافظ في التقريب ثقة من الرابعة روى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي, وفرق النسائي بين مولى أفلح ومولي أبي السائب فجعل أحدهما كبيرًا والآخر صغيرًا فالكبير روي عن أبي اليسر. وعنه محمَّد بن عجلان فهو المراد هنا والصغير روى عن أبي السائب. وعنه مالك وصوب الذهبي هذه التفرقة.
    فالراجح فيمن يروي هذا الحديث هو صيفي مولى الأفلح الأنصاري وهو غير مولى أبي أيوب الأنصاري.
    أما الذي يرويه سفيان بن عيينة من كونه مولى السائب عن أبي سعيد مباشرة ورد ذلك في حديثه برواية الطائي [42 ]:
    حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ صَيْفِيٍّ، مَوْلَى أَبِي السَّائِبِ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بِالْمَدِينَةِ ... ". اهـ.
    فهذه رواية ضعيفة بها من اختلط وهم سفيان بن عيينة ومحمد بن عجلان وسعيد المقبري، فلعله أن صيفي هو أيضًا يقال عنه أبو سعيد ويقال: بن سعيد فاختلط بينه وبين سعيد المقبري، والله أعلم.
    فسفيان بن عيينة يروي لمولى أبي السائب ولكن ليس صيفي إنما عبيد القرشي مولى الصحابي السائب بن أبي السائب المخزومي حيث كما ورد معرفة السنن والأثار للبيهقي:
    قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى السَّائِبِ ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ ... ". اهـ، وروايته هنا عن عمرو بن دينار أثبت.
    لذلك
    الإمام الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 235 في هذا الحديث قال:
    " صيفي لم يسمعه من أبي سعيد. وقال: ورواه مالك بن أنس، عن صيفي، عن أبي السائب، عن أبي سعيد، وهو الصواب ". اهـ.
    وقال النسائي في سننه الكبرى [9:356]:
    "[أي سفيان بن عيينة] خَالَفَهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ".اهـ، قلت وخالفه مالك أيضًا.
    وأبو السائب مولى هشام هذا الأنصاري
    وقع فى "نوادر الأصول" فى الأصل الثامن و الستين : أنه جهنى ، و أن اسمه عبد الله بن السائب . اهـ .
    يشبه اسمه الصحابي أبو السائب عبد الله بن السائب المخزومي ، والله أعلم.
    ولكن صيفي مولى الأنصار فالأفلح أنصاري، وأبو أيوب أنصاري، لذا فلا مانع أن يكونا شخصًا واحدًا، ومما يثبت ذلك:
    رواية أسماء بن عبيد ورد في العلل لابن أبي حاتم (6/219):
    [وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ عُبَيد، عَنْ رجلٍ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كنَّا جُلُوسًا فِي بَيْتِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، فتحرَّكَت حَيَّةٌ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: دَعُوها! ثُمَّ أَنْشَأَ يحدِّثنا؛ قَالَ: كَانَ رجلٌ يومَ الخَندق أَقْبَلَ وَبِيَدِهِ رُمْحٌ، فَرَأَى امرأتَه جَالِسَةً خَارِجَةً مِنَ الْبَيْتِ، فأَهْوى إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: لا تَعْجَل! ادخُل الْبَيْتَ ... وذكَرَ الحديثَ، فقال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : إِنَّ لِهَذِهِ البُيُوتِ عَوَامِرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلاثًا، فَإِنْ ذَهَبَتْ وإِلاَّ فَاقْتُلُوهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ كَافِرٌ؟
    قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مالكٌ، وعُبَيدُالله بنُ عُمَرَ، عَنْ صَيْفيٍّ، عَنْ أَبِي السَّائب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم)،
    ونرى أنَّ هَذَا الرَّجلَ الذي روى عنه أسماءُ بنُ عُبَيد هو : صَيْفيّ، وليس للسَّائب بْن يَزِيد معنى].
    والله أعلم.

  16. #16

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    لأبي زياد أو أبي سعيد صيفي بن زياد [المقدرة وفاته ما بين 111 – 120 هـ بتقدير الذهبي] حديثان مشهوران:
    1) حديث أبي سعيد الخدري [المتوفى 63، 64، 65، 74 هـ] في الجن.
    2) وحديث أبي اليسر كعب بن عمرو السّلمي [المتوفى 55 هـ] في الاستعاذة من أشياء، وهو من أعيان الأنصار، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ.

    أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فإنه لم يروه عنه مباشرة، بل بواسطة، فإنه يرويه عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة [ت 101 - 111 هـ] عن أبي سعيد الخدري.
    وتنبه إلى أن وفاة أبي السائب هذا: قريبة من وفاة صيفي جدًّا.

    وأما حديث أبي اليسر فإن صيفيا: يرويه عنه بلا واسطة، وأبو اليسر صحابي يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وتنبه إلى أن وفاة أبي اليسر كانت سنة 55 من الهجرة، ووفاة أبي سعيد الخدري مختلف فيها، لكنها بعد وفاة أبي اليسر، ويتراوح الزمان [8 - 18 سنة].

    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الرواة لحديث أبي سعيد اختلفوا في نسبة صيفي.
    وقد خَطَّأ العلماء سفيان بن عيينة في سنده، وفي نسبته للولاء، فلا نشغل أنفسنا بما جاء من هذا، وإنما ننشغل بما كان صوابا:
    فذكر مالك [ت 179 هـ] وابن عجلان [ت 148، 149 هـ] في بعض الطرق أن صيفيًّا: مولى ابن أفلح.
    وذكر الليث عن ابن عجلان أنه: مولى الأنصار.

    وأما حديث أبي اليسر:
    فذكر جمع من الرواة عن عبدِالله بن سَعيد بنِ أبي هِند [ت 147 أو 146 هـ] -الراوي عن صيفي أو عن جده أبي هند عنه-: أن صيفيا: مولَى أبي أَيوب الأنصاري.
    وذكر أبو السكن مكي بن إبراهيم عن ابن أبي هند أنه: مولى أفلح، مولى أبي أيوب.

    والحق أن الخلاف في النسبة غير ضارٍّ؛ فإن أفلح هو مولي أبي أيوب الأنصاري، ذكره خليفة في طبقاته (ص: 415، رقم: 2036)، فقال: (أفلح مولى أبي أيوب ... قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين). وأبو أيوب أنصاريٌّ.
    فتارة نسب صيفي إلى الأنصار، وتارة إلى أبي أيوب مولى مولاه، وتارة إلى مولاه أفلح، كل نسبه بما حققه، والذي له الولاء الفعلي إنما هو ابن أفلح هذا، ولذا حقق الإمام مالك ذلك، فنسبه إليه.
    هذا إن قلنا: إنهما واحد، وإلا فالفرق ظاهرٌ.

    وأما إن قلنا: إنهما اثنان، فقد فرق بينهما بعض الأئمة، نظرا للتفاوت في الزمن بين شيخ صيفي في الحديثين، ولأنه روى عن أبي اليسر وهو أقدم وفاة من أبي سعيد، ولم يرو عن أبي سعيد وكان أدركه؛ إذ وفاته بعد وفاة أبي اليسر بسنوات.

    فأول من فرَّق بينهما:
    1) ابن أبي حاتم في بيان خطأ البخاري في تاريخه (1/ 51، رقم: 231)، فقال: ("صيفي بن زياد مولى أفلح، مولى أبي أيوب. روى عنه عبد الله بن سعيد بن أبى هند، عن صيفي عن أبى اليسر".
    وهو غير الأول عندنا.
    سمعت أبى يقول: صيفي مولى أفلح: لا أعرفه.
    وأما الذي روى عنه عبد الله بن سعيد فإنما هو كما قال أبو زرعة: عبد الله عن جده عن صيفي عن أبي اليسر)، وهنا اختصر كلام البخاري على ما له عليه اعتراض.
    لكنه قد يفهم منه أنه خالفَ ذلك في الجرح والتعديل (4/ 448، رقم: 1971)، فقال: (صيفي بن زياد أبو زياد، مولى ابن أفلح، مولى أبي أيوب، روى: عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة، روى عنه: سعيد بن أبي هلال وعبيد الله بن عمر ومالك بن أنس، ومحمد بن عجلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، سمعت أبي يقول ذلك).
    فلم يفرق بينهما، نعم، لم يذكر أبا اليسر فيمن روى عنهم كما ذكره البخاري.
    لكنه ذكر ابن أبي سعيد فيمن روى عنه، وذكر أنه مولى ابن أفلح، ولم يذكر أنه مولى أفلح كما فعل البخاري!.
    لكنه بعد ترجمةٍ واحدة من هذه قال (4/ 448، رقم: 1973): (صيفي روى عن أبي اليسر، روى عنه أبو هند جد عبدالله بن سعيد بن أبي هند، سمعت أبي يقول ذلك)، فرجع ففرَّق، لكنه هنا لم يذكر مولاه.
    والذي أفهمه من اعتراضه على البخاري أمران:
    الأول: أن صيفي الأول ينسب فيقال: (مولى ابن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري)، أما صيفي مولى أفلح فلم يعرفه أبو حاتم، فالتصويب في زيادة (ابن).
    الثاني: التفرقة بين صيفي راوي حديث أبي سعيد الخدري الذي ينسب إلى ابن أفلح، وصيفي الذي يروي حديث أبي اليسر، الذي لم ينسب إلى شيء.
    لكن يعكر على هذا الرأي ما مر عن جمع من الرواة في أسانيد هذا الحديث من نسبته إلى أبي أيوب تارة، وأفلح مولى أبي أيوب تارة أخرى.

    2) ثم تبعه ابن حبان في الثقات، ذكره أولاً (4/ 384، رقم: 3474): (صيفي، أَبُو زِيَاد مولى أَفْلح، مولى أَبِي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ، يروي عَن أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ وَأبي الْيُسْر كَعْب بْن عَمْرو، عداده فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ عبيد اللَّه بْن عمر وَسَعِيد بن أبي هِلَال)، ثم أعاده مرة أخر في (6/ 476، رقم: 8668): (صَيْفِي، أَبُو أَشْعَث [كذا]، مولى الْأَنْصَار، من أهل الْمَدِينَة، يروي عَن أبي السَّائِب مولى هِشَام بن زهرَة روى عَنهُ بن عجلَان وَمَالك، وَهُوَ صَيْفِي مولى أَفْلح).
    وفرَّق بينهما بعد الترجمة الأولى مباشرة (4/ 384، رقم: 3475) فقال: (صيفي، شيخ، يروي عَن أَبِي الْيُسْر كَعْب بْن عَمْرو، رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن سعيد بْن أَبِي هِنْد إِن لم يكن الأول فَلَا أدري من هُوَ وَلَا بن من هُوَ)، وتراه مترددا، ناقلا كلام ابن أبي حاتم المارّ، غير جازمٍ.
    لكنه أشار في مشاهير علماء الأمصار (ص: 126، رقم: 556) إشارة مهمة جدًّا، حيث قال: (صيفي، أبو زياد، مولى أفلح، مولى أبى أيوب الأنصاري، من المتقنين، ممن كان يصحب الأنصار، ويتتبع عنهم السنن) فقوله: (يصحب الأنصار)، وقوله: (يتتبع عنهم السنن) مع أنه لم يصلنا إلا الحديثين اللذين أشرتُ إليهما.
    على كلٍّ: فإن في هذا إشارةً إلى أنهما واحدٌ.

    3) ثم النسائي، كما نقله عنه الذهبي وغيره.
    لكن لا بد من التوقف قليلا عند هذا؛ فإن ما نقل عن النسائي مختلف عما نقلتُه عن غيرِه، فقد قال المزي في التهذيب:
    (قال النَّسَائي: صيفي يروي عنه ابن عجلان، ثقة.
    ثم قال: صيفي، مولى أفلح، ليس به بأس، روى عنه ابن أَبي ذئب [80 - 158، 159 هـ]، هكذا فرق بينهما).
    وقال الذهبي في التاريخ:
    (وأما النّسائي فَعَدَّهُما رجلين؛ فقال:
    صيفي يروي عنه ابن عِجْلان، ثقة.
    صَيْفي، مولى أفلح. رَوَى عَنْه ابن أبي ذئب. ليس به بأس).
    ولم يبنوا عن النسائي من هو شيخا الصيفيين.
    لكنا نجزم أن ابن عجلان يروي عن صيفي الراوي عن أبي السائب.
    وأما ابن أبي ذئب: فالمتقدمون كابن أبي حاتم وابن حبان، ومِن قبلهما البخاري: لم يذكروا ابن أبي ذئب في الرواة عن الصيفيين، ولم أقف على سند فيه ابن أبي ذئب عن صيفي، حتى نعرف مراد النسائي، فهل المقصود به عن أبي اليسر أو عن أبي السائب؟!


    4) ثم جاء الذهبي، فصوب تفرقة النسائي، كما قال الحافظ في التهذيب: (صوَّب الحافظ أبو عبد الله الذهبي فيما قرأت بخطه: تفرقة النسائي بينهما، وأنهما كبير وصغير:
    فالكبير روى عن أبي اليسر كعب بن عمرو، وروى عنه محمد بن عجلان.
    والصغير روى عن أبي السائب، روى عنه مالك، والله أعلم).
    وكأن الذهبي لم يقف على تفرقة ابن أبي حاتم، ولا على تفرقة ابن حبان المتردد فيها.

    والحق أن ما قاله الإمام الجليل الذهبي بعيدٌ جدًّا؛ لأمور:
    الأول: أني لم أقف على روايةٍ لحديث أبي اليسر من طريق ابن عجلان.
    والثاني: أني لم أقف على روايةٍ لحديث أبي السائب من طريق ابن أبي ذئب.
    والثالث -وهو الأهم-: أن رواية ابن عجلان عن صيفي عن أبي السائب، مشهورة جدًّا، رواها غير واحد منهم: يحيى بن سعيد، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينةَ.

    نعم، لو فرق تفرقة ابن أبي حاتمٍ، وجعل الثاني كبيرا، والأول صغيرا، -فكان هكذا:
    (فالكبير روى عن أبي اليسر كعب بن عمرو، وروى عنه ابن أبي هند أو جده.
    والصغير روى عن أبي السائب، روى عنه مالك ومحمد بن عجلان)-:
    لكان له وجهٌ.
    على أن البخاري جعلهما واحدًا فقال في التاريخ الكبير (4/ 323، رقم: 2993): (صَيفي، أَبو زِياد، مَولَى أفلح، مَولَى أَبِي أَيوب. عَنْ: أَبي السائب، وأَبي اليَسَر)، فذكر الشيخين، ثم قال: (رَوَى عَنه: ...، وابن عَجلان، ومالك بْن أَنس، وعَبد اللهِ بْن سَعِيد بْن أَبي هِند المَدَنِيّ)، فذكر الراوي لحديث أبي السائب، ولحديث أبي اليسر.
    فلم يفرق.

    والله أعلم

  17. #17

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    أحسنت، جزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك.

  18. #18

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    تأمل ونظر:
    هل من الاحتمال أن يكون من نقل عن النسائي قد صحَّفَ؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    3) ثم النسائي، كما نقله عنه الذهبي وغيره.
    لكن لا بد من التوقف قليلا عند هذا؛ فإن ما نقل عن النسائي مختلف عما نقلتُه عن غيرِه، فقد قال المزي في التهذيب:
    (قال النَّسَائي: صيفي يروي عنه ابن عجلان، ثقة.
    ثم قال: صيفي، مولى أفلح، ليس به بأس، روى عنه ابن أَبي ذئب [80 - 158، 159 هـ]، هكذا فرق بينهما).
    وقال الذهبي في التاريخ:
    (وأما النّسائي فَعَدَّهُما رجلين؛ فقال:
    صيفي يروي عنه ابن عِجْلان، ثقة.
    صَيْفي، مولى أفلح. رَوَى عَنْه ابن أبي ذئب. ليس به بأس).
    فصحّف في قولِه (ذئب)، وصوابها: (هند)، وبهذا يكون موافقا لابن أبي حاتم، وابن حبان؟

    أقول: وِجْهَةٌ قوية، فلتتأمل

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    الاحتمال انهما اثنان قوي
    اليس كذلك ..
    وفقكم الله

  20. #20

    افتراضي رد: من هو الراوي في هذا السند ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    وأما ابن أبي ذئب: فالمتقدمون كابن أبي حاتم وابن حبان، ومِن قبلهما البخاري: لم يذكروا ابن أبي ذئب في الرواة عن الصيفيين، ولم أقف على سند فيه ابن أبي ذئب عن صيفي، حتى نعرف مراد النسائي، فهل المقصود به عن أبي اليسر أو عن أبي السائب؟!
    وقفت على إسناد فيه صيفي وابن أبي ذئب أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (8/418):
    حدثنا أبو كريب قال، حدثنا صيفي بن ربعي، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي اليقظان قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهلك عقد لعائشة ... إلخ ". اهـ.
    وأيضًا في حديثٍ ءاخر أخرج أبو بكر البيهقي في الخلافيات (4/33):
    أخبرنا أبو عمرو الأديب، أنا أبو بكر الإسماعيلي، أنا القاسم بن زكريا، ثنا أبو كريب، ثنا صيفي بن ربعي، ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة ... إلا حط عنه ذنوبه ما بينه وبين الجمعة الأخرى ". اهـ.
    لكنه كما يبدو صيفي ءاخر.
    وقال ابن عبد البر في التمهيد (16/257):
    وَالصَّوَابُ قَوْلُ مَنْ قَالَ مَوْلَى ابْنِ أَفْلَحَ كُنْيَتُهُ أَبُو زِيَادٍ وَهُوَ رَجُلٌ مَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ وَابْنُ عَجْلَانَ وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ (وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ) وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَلَا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً إِلَّا عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ ". اهـ.
    وروى ابن أبي الذئب عن عبد الله بن السائب بن يزيد أبو محمد الكندي كما جاء في الكاشف (1/556).
    ومما ورد في التحفة اللطيفة (1/461) للسخاوي قال: وجعلهما النسائي اثنين فقال صيفي يروي عنه ابن عجلان ثقة وصيفي مولى أفلح روى عنه ابن أبي فليح ليس به بأس وكذا صنع ابن حبان فقال في الثانية صيفي وأبو زياد مولى أفلح مولى أبي أيوب عداده في أهل المدينة عن أبي سعيد وأبي البشر وعنه عبد الله بن سعيد ثم قال فيهما أيضا صيفي شيخ يروي عن أبي اليسر وعنه عبد الله بن سعيد بن أبي هند إن لم يكن الأول فلا أدري من هو ولا ابن من هو ثم قال في الثانية صيفي أبو شعيب مولى الأنصار وهو صيفي مولى أفلح من أهل المدينة عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة وعنه ابن عجلان ومالك وصوب الذهبي تفرقة النسائي بينهما وأنهما كبير وصغير فالكبير يروي عن أبي اليسر كعب بن عمرو وعنه ابن عجلان والصغير يروي عن أبي السائب وعنه مالك ". اهـ.
    وجاء في الكوكب الوهاج في شرح مسلم (22/354):
    قال مالك (وهو) أي صيفي بن زياد رجل معروف (عندنا) هو (مولى) عمر (بن أفلح) مولى أبي أيوب الأنصاري هكذا هو في مسلم (مولى ابن أفلح) واسم ابن أفلح عمر وقيل عمر بن كثير اهـ تهذيب، والصواب إسقاط لفظة ابن لأنه مولى أفلح كما في التهذيب ورجال مسلم للأصبهاني ". اهـ.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •