تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شرح حديث حبريل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي شرح حديث حبريل

    شرح حديث حبريل

    الشيخ د. باسم الجوابرة


    عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: «فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ»، قَالَ: «فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ»، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ: «فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ»، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، قَالَ: «فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ»، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ» قَالَ: «فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا» قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ»، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ». رواه مسلم
    والحديث رواه البخاري ومسلم عن ابي هريرة بنحوه


    مناسبة الحديث:
    عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُون َ الْعِلْمَ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ قَالَ فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نحن....
    شرح الحديث:
    هذا الحديث عظيم الشأن جدا يشتمل على شرح الدين كله, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخره: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم بعد أن شرح درجه الإسلام ودرجه الإيمان ودرجه الإحسان فجعل ذلك كله ديناً.
    الإسلام لغة: الاستسلام والانقياد والمسلم يُطلق على من اظهر الإسلام وان لم يُعلم باطنه.
    قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[ال عمران:19]. وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[ال عمران:85].
    والإسلام فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل وأول ذلك الشهادتين وهو عمل اللسان، ثم الصلاة والزكاة والصيام والحج.
    وهي منقسمة إلى عمل بدني: كالصلاة والصوم.
    وإلى عمل مالي وهو: الزكاة.
    وإلى ما هو مركب منهما كالحج.
    وفي هذا تنبيه إلى أن جميع الواجبات الظاهرة داخله في مسمى الإسلام، ومن ترك الشهادتين خرج من الإسلام، وفي خروجه من الإسلام بترك الصلاة خلاف مشهور بين العلماء، وكذلك في تركه بقية مباني الإسلام الخمس كما سيأتي.
    ومما يدل على أن جميع الأعمال الظاهرة تدخل في مسمى الإسلام: قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
    وعن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلام خير؟ قال: «أن ُتطعمَ الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» خ. م.
    وكذلك ترك المحرمات داخل في مسمى الإسلام أيضا كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مِنْ حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه» رواه الترمذي وابن ماجه
    الإيمان: وأما الإيمان فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالاعتقادات الباطنة فقال صلى الله عليه وسلم «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله» ...... الخ
    وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الإيمان بهذه الأصول الخمسة في مواضع كقوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:285]
    وقال تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون} [البقرة:3].

    والإيمان بالرسل: يلزم منه الإيمان بجميع ما أخبروا به من الملائكة والأنبياء والكتاب والبعث والقدر وغير ذلك من تفاصيل ما أخبروا, وغيَر ذلك من صفات اليوم الآخر كالصراط والميزان والجنة والنار.
    وُسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا رسول الله! ما الإسلام؟ فقال: «أن يُسلم قلبك لله عز وجل, وأن يَسلم المسلمون من لسانك ويدك» قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: «الإيمان» قال: وما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت» قال: فأي الأعمال أفضل؟ قال: «الهجرة».
    فجعل صلى الله عليه وسلم الإيمان أفضل الإسلام وأدخل فيه الأعمال.
    لأن الإيمان: هو تصديق بالقلب وإقراره ومعرفته.
    والإسلام: هو استسلام العبد لله وخضوعه وانقياده له وذلك يكون بالعمل وهو الدين، كما سمى الله في كتابه الإسلام ديناً، في حديث جبريل سمى النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان والإحسان ديناً.
    فيكون حينئذ المراد بالإيمان جنس تصديق القلب وبالإسلام جنس العمل.
    ومن هنا قال المحققون: كل مؤمن مسلم، فإن من حقق الإيمان، ورسخ في قلبه قام بإعمال الإسلام، وليس كل مسلم مؤمن، فإنه قد يكون الإيمان ضعيفا، فلا يتحقق القلب به تحقيقاً تاماً مع عمل جوارحه وأعمال الإسلام فيكون مسلما وليس بمؤمن الإيمان التام، كما قال تعالى في حق الأعراب: }قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا}[الحجرات:14].
    فلم يكونوا منافقين بالكلية على أصح تفسيرين وهو قول ابن عباس وغيره: بل كان إيماناً ضعيفاً.
    وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في سعد بن أبي وقاص لما قال له: لِمَ لَمْ تعط فلانا وهو مؤمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أو مسلم» يشير إلى أنه لم يتحقق مقام الإيمان فإنما هو في مقام الإسلام الظاهر.
    ولا ريب أنه ضعف الإيمان الباطن يلزم منه ضعف أعمال الجوارح الظاهر أيضا، لكن اسم الإيمان ينتفى عمن ترك شيئا من واجباته كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن»
    فان قيل: فقد فرق النبي في هذا الحديث بين الاسلام والإيمان وجعل الاعمال كلها من الاسلام لا من الإيمان والمشهور أن الإيمان قول وعمل ونيه.

    تعريف الإيمان: اعتقاد بالقلب وقول بالسان وعمل بالاركان
    وعند المعتزلة: الايمان هو العمل والنطق والاعتقاد وقولهم بالمنزلة من المنزلين
    والفارق بينهم وبين أهل السنة أنهم جعلوا الاعمال شرطا في صحته ،والسلف جعلوها شرطا في كماله .
    المرجئة فالفاسق مؤمن كامل الإيمان.
    والاعمال كلها داخله في مسمى الإيمان، وحكى الشافعي مع ذلك اجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وقد دل دخول الاعمال في الإيمان قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الانفال:2].
    وفي الصحيحين عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد قيس: «آمركم بأربع الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وامام الصلاة وإيتاء الزكاء وصوم رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس» .
    وفي الصحيحين عن ابي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان».
    فما وجه الجمع بين النصوص وبين حديث سؤال جبريل عن الإسلام والإيمان وتفريق النبي بينهما وإدخال الأعمال في مسمى الإسلام دون مسمى الإيمان؟
    يتضح بتقرير أهل العلم وهو أن مِن الأسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة،وعند أفراده وإطلاقه، فإذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالاً على بعض تلك المسمات الاسم المقرون دال مع باقيها.
    وهذا كاسم الفقير والمسكين فإذا افرد احدهما دخل منه كل من هو محتاج، فإذا قرن احدهما بالآخر دل أحد الاسمين على بعض أنواع ذوى الحاجات والآخر على باقيها
    فكهذا باسم الإسلام والإيمان: إذا افرد أحدهما دخل منه الآخر ودل بانفراده فإن قرن بينهما دل احدهما على بعض ما بدل عليه بانفراده ودل الآخر على الباقي وبهذا التفضيل يظهر تحقيق القول في مسألة الإسلام والإيمان فيكون حينئذ المراد بالإيمان جنس تصديق العمل وبالإسلام جنس العمل وبهذا التفصيل الذي ذكرناه يزول الاختلاف فيقال: إذا افرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر، فلا فرق بينهما حينئذ، وإن قرن بين الاسمين, كان بينهما فرق.
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه إذا صلى على الميت: « اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ». رواه أحمد والأربعة.
    لأن العمل بالجوارح إنما يتمكن منه في الحياه فأما عند الموت فلا يبقى غير التصديق بالقلب ومن هنا قال العلماء كل مؤمن مسلم ،وليس كل مسلم مؤمن .
    واختلف أهل السنة هل يقال: مؤمناً ناقص الإيمان؟ أو يقال: ليس بمؤمن لكنه مسلم على كلا القولين؟.
    واسم الإسلام لا ينتفي بانتفاء بعض واجباته أو انتهاك بعض محرماته وان كان قد ورد إطلاق الكفر على فعل المحرمات وإطلاق النفاق أيضا.
    واسم الايمان ينتفي بانتفاءبعض واجباته اوانتهاكه بعض محرماته
    وأول اختلاف وقع فيه المسلمون:
    وهذه المسائل - أعني مسائل الإسلام والإيمان والكفر والنفاق- مسائل عظيمة جدا
    والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة, وهو خلاف الخوارج للصحابة حيث اخرجوا عصاه الموحدين من الإسلام بالكلية, وأدخلوهم في دائرة الكفر وعاملوهم معامله الكفار واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأموالهم.
    ثم حدث بعد ذلك خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين .
    ثم حدث خلاف المرجئة وقولهم أن الفاسق مؤمن كامل الإيمان.
    ولقد تشعبت آراء الطائف في باب المعاصي والذنوب فمنهم من أفرط , ومنهم من فرّط , ومنهم من اعتدل.والمقصود هنا ذكر هذه الآراء باختصار ليتضح حكم مرتكب الذنب على اختلاف أنواعه عند كل طائفة، وسنبين في هذا البحث ثلاثة مذاهب لثلاثة طوائف
    المذهب الأول: مذهب الخوارج والمعتزلة.
    يرى الخوارج والمعتزلة أن أي كبيرة يرتكبها المسلم ولم يتب منها، تكون مخلدة له في النار، إلا أن الخوارج يطلقون عليه –مع تخليدهم له في النار- الكفر في الدنيا... والمعتزلة لا يطلقون عليه الكفر ولا الإيمان؛ بل اسم الفسق في الدنيا، واستدلت كلتا الطائفتين بنصوص الوعيد الواردة في القرآن والسنة، ولهذا سماهم العلماء بالوعيدية؛ لتغليبهم نصوص الوعيد على نصوص الوعد.
    وقوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: 93]، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}[الفرقان: 68-69].
    ومن السنة حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وغيرها من الأحاديث التي ورد فيها الكفر أو النفاق مثل: «أربع منكن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كان في خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»رواه البخاري ومسلم.
    أو عدم الإيمان مثل «والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن» قيل من يارسول الله؟ قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه» رواه البخاري ومسلم.وغير ذلك من النصوص.
    ففي هذه النصوص وما شابهها دلالة عندهم على أن أهل المعاصي كفار في الدنيا عند الخوارج، ومخلدون في النار عندهم وعند المعتزلة.
    المذهب الثاني: مذهب المرجئة، والمراد بالمرجئة الفِرَق التي تنفي دخول الأعمال في معنى الإيمان، وسموا بذلك لإرجائهم الأعمال، أي: تأخيرها عن الإيمان فقالوا: الإيمان، هو التصديق بالقلب فقط، ولم يشترط جمهورهم النطق، وجعلوا للعصاة اسم الإيمان على الكمال، وقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب أصلاً، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، ومقالتهم مشهورة في كتب العقيدة. انظر فتح الباري (1/110).
    ويزعمون أن الإيمان بالله هو المعرفة بالله ورسله فقط، وأن ما سوى المعرفة من الإقرار باللسان والخضوع بالقلب والمحبة لله ولرسوله والتعظيم لهما، والخوف منهما والعمل بالجوارح فليس بإيمان، وزعموا أن الكفر بالله هو الجهل به.
    وقد فَرَّط هذا المذهب، ناظراً إلى نصوص الوعد وحدها، وفتح أبواب الجنة لجميع العصاة حتى من وقع في الشرك الأكبر إذا كان قد عرف الله مجرد معرفة، أو صدق بقلبه فقط،
    ومما احتج به المرجئة على مذهبهم الآيات والأحاديث التي وعد الله فيها عباده الموحدين بدخول الجنة، والنجاة مِنَ النار، مثل: قول الله عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم} [الزمر:53].
    ويدخل في ذلك كل النصوص التي وردت في القرآن أو السنة مما وعد الله فيها عباده بالمغفرة والرحمة والعفو، ومنها حديث أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة» رواه مسلم.
    المذهب الثالث:مذهب جماهير أهل السنة الذي يخالف المذهبين السابقين؛ ويُعتبر وسط بينهما حيث جمع أهل السنة بين نصوص الوعد ونصوص الوعيد؛ وأنزلوا كل منها منزلته بدون تعارض أو تناقض، فإذا كان المذهب الأول قد أفرط، ناظراً إلى نصوص الوعيد وحدها، وفتح بناء على ذلك أبوب جهنم لعصاة المسلمين وأغلق عنهم أبواب الجنة.
    فإن مذهب أهل السنة قد اعتدل، لجمعه بين نصوص الوعيد ونصوص الوعد معاً، فنزّل كل منهما منزلته، فالذنب الذي يُخَلّد صاحبه في النار ويجعله مرتداً عن الإسلام، هو الكفر والشرك الأكبران اللذان يموت صاحبهما عليهما.
    وما عداهما من الكبائر لا يخرج فاعله من الملة، ولا يُخَلّده في النار، بل هو تحت مشيئة الله، إن شاء عذبه بقدر ذنبه، ثم أخرجه من النار وأدخله الجنة، وإن شاء غفر له ابتداء.
    وعلى هذا المذهب الحق دلت نصوص الكتاب والسنة، كما قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}[النساء: 48].
    وقال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الحجرات: 9-10] فجعل الطائفتين المقتتلتين مِنَ المؤمنين، وجعلهما أخوة لمن أصلح بينهما من المؤمنين.
    وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ مات لا يُشرك بالله شيئاً دخل الجنة» رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: «يَخرج مِنْ النار مَنْ كان في قلبه مثقال ذرة مِنْ إيمان» رواه البخاري ومسلم.
    وفي هذه النصوص وأشباهها رد على الخوارج والمعتزلة، وهو واضح لا يحتاج لمزيد بيان.
    والنصوص في هذا الباب كثيرة، فأهل الحق عملوا بالنصوص كلها، وأهل الباطل أخذت كل طائفة منها نصوصاً تؤيد مذهبها فقط.
    إفراط وتفريط ووسطية، قال ابن تيمية: «فليس بين فقهاء الملة نزاع في أصحاب الذنوب إذا كانوا مُقِرّين باطناً وظاهراً بما جاء به الرسول وما تَواتر عنه، أنهم من أهل الوعيد، وأنه يدخل النار منهم من أخبر الله ورسوله بدخوله إليها، ولا يُخَلّد منهم فيها أحد، ولا يكونون مرتدين مباحي الدماء، ولكن الأقوال المنحرفة قول مَن يقول بتخليدهم في النار كالخوارج والمعتزلة.
    وقول غُلاة المرجئة الذين يقولون: ما نعلم أن أحداً منهم يدخل النار.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوارج هم أول مَنْ كَفّر المسلمين، ويُكفرون مَنْ خالفهم في بدعهم ويستحلون دمه وماله.
    وقال أيضاً: ولهم خصلتان مشهورتان فارقوا بها جماعة المسلمين وأئمتهم:
    أحداهما: خروجهما على السنة، وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة، أو ما ليس بحسنة حسنة، وهذا الذي أظهروه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له صلى الله عليه وسلم: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، والخوارج جوزوا على الرسول نفسه أن يجور ويَضل في سنته، ولم يوجبوا طاعته ومتابعته. ثانيهما:
    يُكفرون بالذنوب والسيئات، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأجمعت الخوارج على تكفير علي بن أبي طالب ،وعثمان بن عفان رضي الله عنهما.
    وقال: قال الإمام أحمد: صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه، وقد خرجها مسلم في صحيحه وخرج البخاري طائفة منها.
    ضوابط التكفير وعدم تكفير معين
    1- الجهل 2- الاكراه 3- الخطأ(التأويل ) 4- العجز
    والكفر ينقسم الى قسمين:
    كفر أكبر وكفر أصغر، أو كفر عملي و كفر اعتقادي .
    كما أن النفاق ينقسم إلى قسمين:
    نفاق أكبر و نفاق أصغر، أو نفاق اعتقادي ونفاق عملي
    قال صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
    ويقول صلى الله عليه وسلم: «إذا كفر الرجل آخاه فقد باء بها أحدهما».
    وقال صلى الله عليه وسلم: «المراء في القرآن كفر».
    وقال صلى الله عليه وسلم: «من أتى إمرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد»،
    ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فقد كفر» .
    ويقول صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه غفد كفر بما أنزل على محمد».
    ويقول صلى الله عليه وسلم: «اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت».
    ويقول صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».
    قال الإمام البخاري في صحيحه كتاب الإيمان: باب كفران العشير وكفر دون كفر، ثم ذكر حديث: «رأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء... يكفرن العشير».
    وقال البخاري: باب المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك.
    لقوله صلى الله عليه وسلم : إنك امرؤ فيك جاهلية وقال الله عز وجل: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48].
    وقال أيضاً: باب ظلم دون ظلم لما نزلت: { الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 82].
    قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم نفسه؟ فأنزل الله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:13].

    الإيمان بالقدر:
    وقد أدخل في هذا الحديث الإيمان بالقدر خيره وشره وقد روى ابن عمر هذا الحديث محتجاً به على من أنكر القدر وزعم أن الأمر أُنُف يعني: أنه مستأنف لم يسبق به سابق قدر من الله عز وجل.
    والقدرية هم فرقة أنكرت القدر،
    وقالوا: إن الله لا يعلم قبل الأمر من يطيع ومن يعصي
    وقالوا: إن من يعلم ما سيكون لايجوز له أن يأمر وهو يعلم أن المأمور يعصه
    وقالوا: اذا علم أنهم يفسدون لا يجوز أن يخلق من يعلم انه يفسد

    وقد غلظ ابن عمر عليهم، وتبرأ منهم, وأخبر أنه لا تقبل منهم أعمالهم بدون الإيمان بالقدر.
    يتبع

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: شرح حديث حبريل

    شرح حديث حبريل

    الشيخ د. باسم الجوابرة


    والإيمان بالقدر على درجتين:
    الأولى: الإيمان بالله تعالى أنه سبق في علمه ما يعمله من العباد, من خير وشر وطاعة ومعصية قبل خلقهم وإيجادهم، ومَنْ هو مِنْ أهل الجنة؟ ومَن هو مِن أهل النار؟ وإن أعمال العباد تجري على ما سبق في علمه وكتابه.
    الثانية: أن الله خلق أفعال العباد كلها من الكفر والإيمان والطاعة والعصيان، فهذه الدرجة يثبتها أهل السنة والجماعة وتنكرها القدرية.
    والدرجة الأولى أثبتها الكثير من القدرية ونفاها غلاتهم كمعبد الجهني الذي ُسئل ابن عمر عن مقالته، وكعمرو بن عبيد وغيرهم .
    وقد قال كثير من أئمة السلف: ناظِروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خُصموا وإن جحدوا فقد كفروا.
    يريدون أن من أنكر العلم القديم السابق بأفعال العباد وأنكر أن الله تعالى قسمهم إلى شقي وسعيد، وكتب ذلك عنده في كتاب حفيظ فقد كذب بالقران, فيكفر بذلك.
    فإن أقروا بذلك وأنكروا أن الله خلق أفعال العباد وشاءها وأرادها منهم إرادة كونية قدرية فقد خصموا؛ لأن ما أقروا به حجه عليهم فيما أنكروه.
    وفي تكفير هؤلاء نزاع مشهور بين العلماء.
    وأما من أنكر العلم القديم فنص الشافعي وأحمد على تكفيره.
    فعلم الله سبحانه وتعالى سابق وليس بسائق وكاشف وليس بمجبر.
    قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}(سورة الحديد: 22–23)
    وعن عبدالله بن عمرو بن العاص وأبيه أنهما قالا : ما جلسنا مجلساً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا به أشد اغطباطاً منه، جئنا فإذا رجل عند حجرة عائشة رضي الله عنها يتراجعون في القدر فلما رأيناهم اعتزلناهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الحجرة يسمع كلامهما فخرج علينا رسول الله مغضباً يعرف في وجهه الغضب حتى وقف عليهم فقال صلى الله عليه وسلم: «يا قوم بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتاب بعضه ببعض، وإن القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض ولكن ننزل القرآن يصدق بعضه ببعض، ما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه فامنوا به»، ثم التفت فرآني أنا وأبي جالسين، فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لايؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه».
    وقال صلى الله عليه وسلم: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والارض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء» .
    وقال صلى الله عليه وسلم: «وإن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة من مات على غير ذلك فليس مني».
    وقال صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما هذان الكتابان فقال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا ثم للذي في شماله: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجل على أخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا، سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل فرغ ربكم من العباد {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}[الشورى:7]» .
    وقال عليه الصلاة والسلام : «أخاف على أمتي من بعدي ثلاثاً: صف الأئمة، وأيمانا بالنجوم، وتكذيبا بالقدر» .
    وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا».
    وقال صلى الله عليه وسلم: «احتج آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته، أخرجت الناس من الحنة بذنبك وأشقيتهم قال آدم: يا موسى أنت الذي أصطفاك الله برسالاته وبكلامه وأنزل عليك التوراة أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، فحج أدم موسى».
    وقال صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق أدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنوا آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك» .
    وقال صلى الله عليه وسلم «إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه».
    وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من نفس إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار، وإلا كتبت شقية أو سعيدة»، قيل: أفلا نتكل؟ قال: «لا، اعملوا فلا تتكلوا، فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة».
    الإحسان: هو أن يعبد الله على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه
    وأما الإحسان فقد جاء ذكره في القران في مواضع تارة مقرونا ب الإيمان وتارة مقرونا ب الإسلام وتارة مقرونا بالتقوى أو بالعمل الصالح فالمقرون ب الإيمان كقوله تعالى: { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[المائدة:93]
    والمقرون بـ الإسلام قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة:112].
    والإحسان: أن العبد يعبد الله على هذه الصفة وهو استحضار قربه وأنه يراه وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ويوجب النصح في العبادة بذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها.
    علم الساعة:
    يدل الحديث أنَّ الله استأثر بعلم الساعة وأن الخلق في ذلك سواء ولهذا جاء أن العالم إذا سُئل عن شيء لا يعلمه أن يقول لا أعمله وأن هذا لا ينقصه شيئاً بل هذا دليل على ورع وتقوى قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}(الأ عراف: 187) وقال تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب:63].
    وفي حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس لا يعملهن إلا الله ثم تلا:{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }(لقمان34).
    وفي صحيح البخاري عن أبي عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلى هذه الآية: { إن الله عنده علم الساعة ....»
    علامات الساعة:
    أن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا: والمراد ربتها: سيدتها ومالكتها وهذا الحديث اشاره إلى فتح البلاد وكثرة جلب الرقيق حتى تكثر السراري ويكثر أولادهن فتكون الأمة رقيقة لسيدها وأولاده منها بمنزلته فيصير ولد الأمة بمنزلة ربها وسيدها.
    وقيل: من كثرة الرقيق تجلب البنت فتعتق ثم تجلب الأم فتشتريها البنت وتستخدمها وهي جاهلة بأنها أمها.
    وقيل: أن الإماء تلدن الملوك.
    الحفاة العراة يتطاولون في البنيان.
    المراد بالعالة: الفقراء كقوله تعالى: { وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}[الضحى:8] وقوله: «رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» . والمراد أن أسافل الناس يصيرون رؤساءهم وتكثر أموالهم حتى يتباهون بطول البنيان وزخرفته وإتقانه وفي رواية في مسلم: «ترى الصم البكم العمى الحفاة رعاء الشاه يتطاولون في البنيان» وقوله صلى الله عليه وسلم: «الصم البكم العمى»: اشاره إلى جهلهم وعدم علمهم وفهمهم.
    فإنه إذا صار الحفاة العراة رعاء الشاة وهم: أهل الجهل والجفاء رؤساء الناس وأصحاب الثروة والأموال حتى يتطاولون في البنيان فإنه يفسد بذلك نظام الدين والدنيا، وإذا كان رؤوس الناس من كان فقيراً فصار غنيا ولا يكاد يعطي الناس حقوقهم بل يستأثر عليهم بما يستولى عليهم من المال فقد قال بعض السلف: لأن تمد يدك إلى فم التنين فيعضها خير لك من أن تمدها إلى يد غني قد عالج الفقر، وإذا كان مع هذا جاهلاً خافياً فسد بذلك الدين.
    ذم التباهي والتفاخر بالتطاول في البنيان.
    ففي قوله صلى الله عليه وسلم: «يتطاولون في البنيان» كان بنيانهم قصيراً بقدر الحاجة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان». أخرجه البخاري وهذا دليل على ذم التباهي والتفاخر خصوصاً بالتطاول في البنيان، ولم يكن إطالة البناء معروفاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم.
    تنقسم أشراط الساعة إلى ثلاثة أقسام:
    القسم الأول:

    الأشراط الصغرى:
    وهي أبعد العلامات عن قيام الساعة، منها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وانشقاق القمر، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}القمر1 ، وموت الرسول صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: بعثت أنا والساعة كهاتين - يشير بإصبعيه فيمدهما- رواه البخاري.
    وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِى أَجَلِ مَنْ خَلاَ مِنَ الأُمَمِ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ».
    وفتح بيت المقدس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعوف بن مالك اعدد ستاً بين يدي الساعة: اعدد ستا بين يدي الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا. رواه البخاري.
    القسم الثاني:

    الأشراط الوسطى، وهي أقرب من الصغرى إلى قيام الساعة
    وهي التطاول في البنيان، وأن يرفع العلم ويظهر الجهل، وائتمان الخائن، وتخوين الأمين، وتوسيد الأمر إلى غير أهله.
    وظهور الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ. رواه مسلم.
    اتباع سنن الأمم الماضية:
    قال صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِى بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا ، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ » . فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ . فَقَالَ « وَمَنِ النَّاسُ إِلاَّ أُولَئِكَ». رواه البخاري.
    ظهور مدعي النبوة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله. رواه البخاري ومسلم.
    ضياع الأمانة:
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : « إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ » . قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ». رواه البخاري.
    قبض العلم وظهور الجهل:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض».
    عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا» رواه ابن ماجة بإسناد صحيح.
    وأعظم من هذا أن لا يذكر اسم الله في الأرض كما في حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ». رواه مسلم.

    انتشار الزنا والمعازف:
    عن أبي مالك الأشعري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول « لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِى الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا . فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري.
    وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يارسول الله، قال: إذا ظهرت المعازف والقينات. رواه ابن ماجة بإسناد صحيح.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا ، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ».روا البخاري ومسلم.

    زخرفة المساجد والتباهي بها:
    فعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد. رواه أحمد بسند صحيح.
    كثرة القتل وتقارب الزمان:
    عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض». رواه البخاري
    ظهور الشرك في هذه الأمة:
    عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِين َ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ قَالَ ابْنُ عِيسَى ظَاهِرِينَ ثُمَّ اتَّفَقَا لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» رواه أبو داود والترمذي.
    وروى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِى الْخَلَصَةِ ». وذو الخلصة: اسم لصنمين كل منهما يُدعى ذا الخلصة أحدهما لقبيلة دوس، والثاني: لخثعم. رواه البخاري ومسلم.
    ظهور الفحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة:
    عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة رواه أحمد بإسناد صحيح.
    ظهور الكاسيات العاريات:
    عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» رواه مسلم.
    صدق الرؤيا:
    عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ». البخاري ومسلم.
    ارتفاع الأسافل:
    عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ». رواه أحمد وابن ماجة.
    قتال اليهود:
    عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. رواه البخاري ومسلم.
    العلامات كبرى:
    وهي أكبر العلامات إلى قيام الساعة، وهي عشر:
    فعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: «مَا تَذَاكَرُونَ» قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ: «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ». رواه مسلم.


    تتابع ظهور الأشراط الكبرى:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج الآيات بعضها على إثر بعض يتتابعن كما تتابع الخرز في النظام. رواه الطبراني.
    وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً.
    1- الدجال:
    الدجال رجل من بني آدم له صفات كثيرة، ومن هذه الصفات رجل شاب أحمر قصير أفحج جعد الرأس أعور العين مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب.
    يخرج من جهة المشرق من خرسان يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله إلا مكة والمدينة فلا يستطيع دخولهما، وأكثر أتباعه من اليهود والعجم وأخلاط من الناس غالبهم من الأعراب والنساء، معه خوارق عظيمة تبهر العقول وتحير الألباب، فقد ورد أن معه جنة وناراً وجنته نار وناره جنة وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة، وغير ذلك من الفتن، ويكون هلاكه على يد المسيح عيسى ابن مرير عليه السلام في فلسطين عند باب لد.
    2- نزول عيسى:
    أما نزول المسيح قال الله تعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}النساء: 159.
    والأحاديث في نزول عيسى عليه السلام متواترة.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ». ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}. رواه البخاري.
    وفي حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم : .... إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. رواه مسلم.

    3- يأجوج ومأجوج:
    {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ}[الأنبياء96]، وقال تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً}الكهف94.
    وفي الحديث:«...كَذَلِ كَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ».
    4- الدخان:
    قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الدخان10-11]
    وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ رَبَّكُمْ أنْذَرَكُمْ ثَلاثا: الدُّخانُ يَأْخُذ المُؤْمِنَ كالزَّكْمَةِ، ويَأْخُذُ الكَافِرَ فَيَنْتَفِخَ حتى يَخْرُجَ مِنْ كُلّ مَسْمَعٍ مِنْهُ، والثَّانِيَة الدَّابَّةُ، والثَّالِثَة الدَّجَّالُ». رواه الطبري ، وقال ابن كثير إسناده جيد.
    5- طلوع الشمس من مغربها:
    قال تعالى: { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158
    فقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها، وهو قول أكثر المفسرين.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ، لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ». رواه البخاري ومسلم.
    6- الدابة:
    قال الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}النم 82
    ومعنى وقع القول عليهم: أي وجب الوعيد عليهم، لتماديهم في العصيان والفسوق والطغيان، واعراضهم عن ذكر الله.
    عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ». رواه أحمد بإسناد صحيح.
    والخرطوم: الأنف، وقيل مقدم الأنف، ومعنى يغمرون: أي يكثرون، والغمرة: الزحمة من الناس والماء.

    7- النار التي تحشر الناس:
    وخروج النار آخر أشراط الساعة الكبرى وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة.
    عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستخرج نار من حضرموت أو من نحو حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال عليكم بالشام. رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح.
    عن ابن حوالة الأزدي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سَيَكُونُ أَجْنَادٌ مُجَنَّدَةٌ شَامٌ وَيَمَنٌ وَعِرَاقٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَيِّهَا بَدَأَ وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ فَمَنْ كَرِهَ فَعَلَيْهِ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ فِي غُدُرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ. رواه أحمد.
    وروى الشيخان عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلاَثِ طَرَائِقَ ، رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ ، وَثَلاَثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ ، تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا ، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا ، وَتُمْسِى مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا».

    8- 9-10: الخسوفات الثلاث:
    عن أُم سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «سَيَكُونُ بَعْدِي خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُخْسَفُ بِالأَرْضِ وَفِيهِمِ الصَّالِحُونَ؟، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا كَانَ أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْخَبَثَ».

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •