شرح حديث حبريل
الشيخ د. باسم الجوابرة
والإيمان بالقدر على درجتين:
الأولى: الإيمان بالله تعالى أنه سبق في علمه ما يعمله من العباد, من خير وشر وطاعة ومعصية قبل خلقهم وإيجادهم، ومَنْ هو مِنْ أهل الجنة؟ ومَن هو مِن أهل النار؟ وإن أعمال العباد تجري على ما سبق في علمه وكتابه.
الثانية: أن الله خلق أفعال العباد كلها من الكفر والإيمان والطاعة والعصيان، فهذه الدرجة يثبتها أهل السنة والجماعة وتنكرها القدرية.
والدرجة الأولى أثبتها الكثير من القدرية ونفاها غلاتهم كمعبد الجهني الذي ُسئل ابن عمر عن مقالته، وكعمرو بن عبيد وغيرهم .
وقد قال كثير من أئمة السلف: ناظِروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خُصموا وإن جحدوا فقد كفروا.
يريدون أن من أنكر العلم القديم السابق بأفعال العباد وأنكر أن الله تعالى قسمهم إلى شقي وسعيد، وكتب ذلك عنده في كتاب حفيظ فقد كذب بالقران, فيكفر بذلك.
فإن أقروا بذلك وأنكروا أن الله خلق أفعال العباد وشاءها وأرادها منهم إرادة كونية قدرية فقد خصموا؛ لأن ما أقروا به حجه عليهم فيما أنكروه.
وفي تكفير هؤلاء نزاع مشهور بين العلماء.
وأما من أنكر العلم القديم فنص الشافعي وأحمد على تكفيره.
فعلم الله سبحانه وتعالى سابق وليس بسائق وكاشف وليس بمجبر.
قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}(سورة الحديد: 22–23)
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص وأبيه أنهما قالا : ما جلسنا مجلساً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا به أشد اغطباطاً منه، جئنا فإذا رجل عند حجرة عائشة رضي الله عنها يتراجعون في القدر فلما رأيناهم اعتزلناهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الحجرة يسمع كلامهما فخرج علينا رسول الله مغضباً يعرف في وجهه الغضب حتى وقف عليهم فقال صلى الله عليه وسلم: «يا قوم بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتاب بعضه ببعض، وإن القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض ولكن ننزل القرآن يصدق بعضه ببعض، ما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه فامنوا به»، ثم التفت فرآني أنا وأبي جالسين، فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لايؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه».
وقال صلى الله عليه وسلم: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والارض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء» .
وقال صلى الله عليه وسلم: «وإن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة من مات على غير ذلك فليس مني».
وقال صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما هذان الكتابان فقال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا ثم للذي في شماله: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجل على أخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا، سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل فرغ ربكم من العباد {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}[الشورى:7]» .
وقال عليه الصلاة والسلام : «أخاف على أمتي من بعدي ثلاثاً: صف الأئمة، وأيمانا بالنجوم، وتكذيبا بالقدر» .
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا».
وقال صلى الله عليه وسلم: «احتج آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته، أخرجت الناس من الحنة بذنبك وأشقيتهم قال آدم: يا موسى أنت الذي أصطفاك الله برسالاته وبكلامه وأنزل عليك التوراة أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، فحج أدم موسى».
وقال صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق أدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنوا آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك» .
وقال صلى الله عليه وسلم «إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه».
وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من نفس إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار، وإلا كتبت شقية أو سعيدة»، قيل: أفلا نتكل؟ قال: «لا، اعملوا فلا تتكلوا، فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة».
الإحسان: هو أن يعبد الله على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه
وأما الإحسان فقد جاء ذكره في القران في مواضع تارة مقرونا ب الإيمان وتارة مقرونا ب الإسلام وتارة مقرونا بالتقوى أو بالعمل الصالح فالمقرون ب الإيمان كقوله تعالى: { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[المائدة:93]
والمقرون بـ الإسلام قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة:112].
والإحسان: أن العبد يعبد الله على هذه الصفة وهو استحضار قربه وأنه يراه وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ويوجب النصح في العبادة بذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها.
علم الساعة:
يدل الحديث أنَّ الله استأثر بعلم الساعة وأن الخلق في ذلك سواء ولهذا جاء أن العالم إذا سُئل عن شيء لا يعلمه أن يقول لا أعمله وأن هذا لا ينقصه شيئاً بل هذا دليل على ورع وتقوى قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}(الأ عراف: 187) وقال تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب:63].
وفي حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس لا يعملهن إلا الله ثم تلا:{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }(لقمان34).
وفي صحيح البخاري عن أبي عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلى هذه الآية: { إن الله عنده علم الساعة ....»
علامات الساعة:
أن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا: والمراد ربتها: سيدتها ومالكتها وهذا الحديث اشاره إلى فتح البلاد وكثرة جلب الرقيق حتى تكثر السراري ويكثر أولادهن فتكون الأمة رقيقة لسيدها وأولاده منها بمنزلته فيصير ولد الأمة بمنزلة ربها وسيدها.
وقيل: من كثرة الرقيق تجلب البنت فتعتق ثم تجلب الأم فتشتريها البنت وتستخدمها وهي جاهلة بأنها أمها.
وقيل: أن الإماء تلدن الملوك.
الحفاة العراة يتطاولون في البنيان.
المراد بالعالة: الفقراء كقوله تعالى: { وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}[الضحى:8] وقوله: «رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» . والمراد أن أسافل الناس يصيرون رؤساءهم وتكثر أموالهم حتى يتباهون بطول البنيان وزخرفته وإتقانه وفي رواية في مسلم: «ترى الصم البكم العمى الحفاة رعاء الشاه يتطاولون في البنيان» وقوله صلى الله عليه وسلم: «الصم البكم العمى»: اشاره إلى جهلهم وعدم علمهم وفهمهم.
فإنه إذا صار الحفاة العراة رعاء الشاة وهم: أهل الجهل والجفاء رؤساء الناس وأصحاب الثروة والأموال حتى يتطاولون في البنيان فإنه يفسد بذلك نظام الدين والدنيا، وإذا كان رؤوس الناس من كان فقيراً فصار غنيا ولا يكاد يعطي الناس حقوقهم بل يستأثر عليهم بما يستولى عليهم من المال فقد قال بعض السلف: لأن تمد يدك إلى فم التنين فيعضها خير لك من أن تمدها إلى يد غني قد عالج الفقر، وإذا كان مع هذا جاهلاً خافياً فسد بذلك الدين.
ذم التباهي والتفاخر بالتطاول في البنيان.
ففي قوله صلى الله عليه وسلم: «يتطاولون في البنيان» كان بنيانهم قصيراً بقدر الحاجة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان». أخرجه البخاري وهذا دليل على ذم التباهي والتفاخر خصوصاً بالتطاول في البنيان، ولم يكن إطالة البناء معروفاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم.
تنقسم أشراط الساعة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
الأشراط الصغرى:
وهي أبعد العلامات عن قيام الساعة، منها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وانشقاق القمر، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}القمر1 ، وموت الرسول صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: بعثت أنا والساعة كهاتين - يشير بإصبعيه فيمدهما- رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِى أَجَلِ مَنْ خَلاَ مِنَ الأُمَمِ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ».
وفتح بيت المقدس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعوف بن مالك اعدد ستاً بين يدي الساعة: اعدد ستا بين يدي الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا. رواه البخاري.
القسم الثاني:
الأشراط الوسطى، وهي أقرب من الصغرى إلى قيام الساعة
وهي التطاول في البنيان، وأن يرفع العلم ويظهر الجهل، وائتمان الخائن، وتخوين الأمين، وتوسيد الأمر إلى غير أهله.
وظهور الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ. رواه مسلم.
اتباع سنن الأمم الماضية:
قال صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِى بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا ، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ » . فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ . فَقَالَ « وَمَنِ النَّاسُ إِلاَّ أُولَئِكَ». رواه البخاري.
ظهور مدعي النبوة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله. رواه البخاري ومسلم.
ضياع الأمانة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : « إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ » . قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ». رواه البخاري.
قبض العلم وظهور الجهل:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض».
عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا» رواه ابن ماجة بإسناد صحيح.
وأعظم من هذا أن لا يذكر اسم الله في الأرض كما في حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ». رواه مسلم.
انتشار الزنا والمعازف:
عن أبي مالك الأشعري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول « لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِى الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا . فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري.
وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يارسول الله، قال: إذا ظهرت المعازف والقينات. رواه ابن ماجة بإسناد صحيح.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا ، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ».روا البخاري ومسلم.
زخرفة المساجد والتباهي بها:
فعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد. رواه أحمد بسند صحيح.
كثرة القتل وتقارب الزمان:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض». رواه البخاري
ظهور الشرك في هذه الأمة:
عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِين َ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ قَالَ ابْنُ عِيسَى ظَاهِرِينَ ثُمَّ اتَّفَقَا لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» رواه أبو داود والترمذي.
وروى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِى الْخَلَصَةِ ». وذو الخلصة: اسم لصنمين كل منهما يُدعى ذا الخلصة أحدهما لقبيلة دوس، والثاني: لخثعم. رواه البخاري ومسلم.
ظهور الفحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة:
عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة رواه أحمد بإسناد صحيح.
ظهور الكاسيات العاريات:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» رواه مسلم.
صدق الرؤيا:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ». البخاري ومسلم.
ارتفاع الأسافل:
عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ». رواه أحمد وابن ماجة.
قتال اليهود:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. رواه البخاري ومسلم.
العلامات كبرى:
وهي أكبر العلامات إلى قيام الساعة، وهي عشر:
فعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: «مَا تَذَاكَرُونَ» قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ: «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ». رواه مسلم.
تتابع ظهور الأشراط الكبرى:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج الآيات بعضها على إثر بعض يتتابعن كما تتابع الخرز في النظام. رواه الطبراني.
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً.
1- الدجال:
الدجال رجل من بني آدم له صفات كثيرة، ومن هذه الصفات رجل شاب أحمر قصير أفحج جعد الرأس أعور العين مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب.
يخرج من جهة المشرق من خرسان يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله إلا مكة والمدينة فلا يستطيع دخولهما، وأكثر أتباعه من اليهود والعجم وأخلاط من الناس غالبهم من الأعراب والنساء، معه خوارق عظيمة تبهر العقول وتحير الألباب، فقد ورد أن معه جنة وناراً وجنته نار وناره جنة وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة، وغير ذلك من الفتن، ويكون هلاكه على يد المسيح عيسى ابن مرير عليه السلام في فلسطين عند باب لد.
2- نزول عيسى:
أما نزول المسيح قال الله تعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}النساء: 159.
والأحاديث في نزول عيسى عليه السلام متواترة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ». ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}. رواه البخاري.
وفي حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم : .... إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. رواه مسلم.
3- يأجوج ومأجوج:
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ}[الأنبياء96]، وقال تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً}الكهف94.
وفي الحديث:«...كَذَلِ كَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ».
4- الدخان:
قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الدخان10-11]
وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ رَبَّكُمْ أنْذَرَكُمْ ثَلاثا: الدُّخانُ يَأْخُذ المُؤْمِنَ كالزَّكْمَةِ، ويَأْخُذُ الكَافِرَ فَيَنْتَفِخَ حتى يَخْرُجَ مِنْ كُلّ مَسْمَعٍ مِنْهُ، والثَّانِيَة الدَّابَّةُ، والثَّالِثَة الدَّجَّالُ». رواه الطبري ، وقال ابن كثير إسناده جيد.
5- طلوع الشمس من مغربها:
قال تعالى: { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158
فقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها، وهو قول أكثر المفسرين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ، لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ». رواه البخاري ومسلم.
6- الدابة:
قال الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}النم 82
ومعنى وقع القول عليهم: أي وجب الوعيد عليهم، لتماديهم في العصيان والفسوق والطغيان، واعراضهم عن ذكر الله.
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ». رواه أحمد بإسناد صحيح.
والخرطوم: الأنف، وقيل مقدم الأنف، ومعنى يغمرون: أي يكثرون، والغمرة: الزحمة من الناس والماء.
7- النار التي تحشر الناس:
وخروج النار آخر أشراط الساعة الكبرى وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستخرج نار من حضرموت أو من نحو حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال عليكم بالشام. رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح.
عن ابن حوالة الأزدي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سَيَكُونُ أَجْنَادٌ مُجَنَّدَةٌ شَامٌ وَيَمَنٌ وَعِرَاقٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَيِّهَا بَدَأَ وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ فَمَنْ كَرِهَ فَعَلَيْهِ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ فِي غُدُرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ. رواه أحمد.
وروى الشيخان عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلاَثِ طَرَائِقَ ، رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ ، وَثَلاَثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ ، تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا ، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا ، وَتُمْسِى مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا».
8- 9-10: الخسوفات الثلاث:
عن أُم سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «سَيَكُونُ بَعْدِي خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُخْسَفُ بِالأَرْضِ وَفِيهِمِ الصَّالِحُونَ؟، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا كَانَ أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْخَبَثَ».