تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التدبر ببعض الآيات في خلال رمضان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي التدبر ببعض الآيات في خلال رمضان





    التدبر ببعض الآيات في خلال رمضان ( المقال الأول )


    عبد الفتاح آدم المقدشي


    بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد..

    فمما لا شك فيه أننا بأمسِّ الحاجة إلى التدبُّر بآيات الله خصوصاً في هذا الشَّهر الفضيل فسأقول بتوفيق الله ما يفيض الله عليَّ من فتوحاته راجياً من الله العظيم أن أوفَّق وما لا فأتبرأ إلى الله من قولٍ على الله بلا علمٍ, كما أرجوا أن يستمدَّ منه بعض الدعاة ما ألقيت الضوء عليه من الآيات لينبِّهوا الغافلين والجاهلين , وأسأل الله أن ينفع بي وبالمسلمين ويوم العرض والحساب ويجعله لي ذخرا في {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} إنه هو المولى والقادر على ذلك.. فقوله تعالى {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء: 148 ]

    أقول: الجهر بالسوء إذا كان مكروهاً عند الله فكيف - بالله عليكم - ما يجهره الناس في هذا العصر بالصحافة من صحفٍ ومجلاتٍ وإذاعاتٍ وفضائياتٍ وإنترنتٍ والتواصل الاجتماعي أخيراً

    فإذا رخَّص الله بالجهر بالسوء للمظلوم وهي حالة استثنائية للتَّشفي والانتقام أو القصاص بالمعنى الأدق لأن ديننا دين الحرية لا يعرف الكبت والتضييق والحرج على الناس – فكيف بالكم بهذا الكم الهائل من الجهر بالسوء بالصحافة بجميع وسائلها بدون مسوِّغٍ؟!

    سبحان الله, فكأن الناس لما يفعلون مثل هذا الأفاعيل ليس عليهم حساب ولا رقيب ولا عتيد ولا بعث ولا نشور ولا يوم الجزاء والعدالة

    وليس المعنى أن الله سبحانه إذا منع الجهر بالسوء أنه يجوز الإسرار بالسوء للناس , وهذا المفهوم ليس بوارد أصلا , خصوصاً ونحن في شهر رمضان المبارك نُنبِّه إخواننا المسلمين أن ينتبهوا لأنفسهم فلا يجهروا بالسوء للناس كما لا يجوز لهم أن يسروا بالسوء.

    فالصوم من الطعام والشراب والشهوة ليس المقصود بذواتهم وإنما المقصود أن يتدرَّب المرء بالصبر في حبس النفس عن كل ما يوردها إلى المهالك والعطب, والعياذ بالله.

    ولذلك ذكر الله سبحانه أن الحكمة من الصيام لعلنا نتَّقي, كما قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]

    وكما هو معلوم حرف (لعل) للترجِّي أي يُترجَّى منكم أن تحصل لكم التقوى بسبب هذا الصوم وطاعتكم لربِّكم وهي الحكمة المقصودة المطلوبة إذ هذه الأمَّة ليست عنيدة كأمَّة بني إسرائيل, ففد خاطب الله في القرآن الكريم بأمِّة بني إسرائيل مرَّتين فقط بقوله { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } وكلا الموضعين كانت أمَّة بني إسرائيل فقد ذكر الله أنه رفع عليهم الطور ويقال لهم أيضا في كلا الموضعين في القرآن الكريم خذوا ما آتيناكم بقوة كما قال تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[ البقرة: 63]

    والموضع الثاني في قوله تعالى {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأعراف: 171] إذاً فالتَّقوى لابد أن تشمل جميع الإتيان بالطَّاعات والسَّبق إلى التَّطوعات والمستحبَّات مع ترك جميع الإتيان بالمعاصي والمحرَّمات والتقصير من المكروهات.

    أما إذا كان الشَّخص لا يتَّقي ربَّه سبحانه خصوصاً إذا كان جاهلاً فسيأتي بلا شكٍ بمنكراتٍ وبمصائبٍ كما سيجهر بمساوئٍ قد يذيعها بشتَّى الوسائل بدون مبالاة.

    وقد منع الله الاشاعات والاذاعات خصوصاً في الأمور التي تمسُّ في الأمن أو الخوف أو في مصير الأمة في سورة النساء كما قال سبحانه {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ هُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83]

    وقد أمر الله سبحانه أن يُردَّ إلى الرسول وإلى أولي الأمر , والرسول ليس حياً فيرد إذاً إلى أولي الأمر, وأولي الأمر هم العلماء والأمراء, بل العلماء هم الأمراء الحقيقيون لأن الأمراء يحتاجون إلى مشورات العلماء وعلومهم وتوجيهاتهم.

    قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة ذلك .

    فقرأته عامة قرأة الأمصار بضم"الظاء "

    وقرأه بعضهم: (إلا من ظلم)، بفتح "الظاء "

    ثم اختلف الذين قرءوا ذلك بضم "الظاء" في تأويله .

    فقال بعضهم: معنى ذلك: لا يحب الله تعالى ذكره أن يجهر أحدنا بالدعاء على أحد، وذلك عندهم هو" الجهر بالسوء إلا من ظلم"، يقول: إلا من ظلم فيدعو على ظالمه، فإن الله جل ثناؤه لا يكره له ذلك، لأنه قد رخَّص له في ذلك.

    *ذكر من قال ذلك:
    حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"، يقول: إن الله لا يحب الجهر بالسوء من أحد من الخلق، ولكن من ظلم فانتصر بمثل ما ظلم، فليس عليه جناح .

    فـ"من"، على هذه الأقوال التي ذكرناها، سوى قول ابن عباس، في موضع نصب على انقطاعه من الأول. والعرب من شأنها أن تنصب ما بعد"إلا" في الاستثناء المنقطع .

    فكان معنى الكلام على هذه الأقوال، سوى قول ابن عباس: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول، ولكن من ظلم فلا حرج عليه أن يخبر بما نيل منه، أو ينتصر ممن ظلمه. انتهى. أنظر تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر (9/ 343- 348) .

    وقوله تعالى {إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا }[النساء: 149

    فسَّر شيخ المفسِّرين هذه الآية بقوله:"قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه (3) "إن تبدوا" أيها الناس"خيرا"، يقول: إن تقولوا جميلا من القول لمن أحسن إليكم، فتظهروا ذلك شكرا منكم له على ما كان منه من حسن إليكم (4)،"أو تخفوه"، يقول: أو تتركوا إظهار ذلك"

    قلت- الكاتب – ولكني أرى- والعلم عند الله - أن القول البليغ الجميل الذي يتمشى مع السِّياق هو أن يُحمل على من أساء إليك أي أن تبدوا له خيرا أو لا تبدون له هذا الخير بل تخفونه ولكن تعفون وتصفحون عن السوء.

    وقد كان هذا خلق النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يُقابل أحدا بسوءٍ بل يُبدي له خيراً ويبتسم ويعفوا ويصفح.

    بل حثَّ الله بآيات كثيرة بالعفو والصفح وأن يُدرأ السيئة بالحسنة وجعل جزاء ذلك لمن صبر له الجنة وما أحسن الجزاء.

    و لو قال الله سبحانه { إن تبدوا شراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا} لما اختل المعنى ولتمشي مع سياق الآية الأولى ولكن أبى ذلك جمال كلام الله سبحانه فأتى بالأجمل والكلام البليغ و الخلق الجميل المطلوب من العبد المؤمن وهو العفو لمن أساء إليه بالإحسان إليه وبإبدائه له بالخير وهو ما أشار الله في سياق الآية الكريمة وقد تفطن لذلك أبو جعفر رحمه الله في آخر كلامه فقال:

    يقول: "قديرا"، يقول: ذا قدرة على الانتقام منهم.


    وإنما يعني بذلك: أن الله لم يزل ذا عفو عن عباده، مع قدرته على عقابهم على معصيتهم إياه. فاعفوا، أنتم أيضا، أيها الناس، عمن أتى إليكم ظلما، ولا تجهروا له بالسوء من القول، وإن قدرتم على الإساءة إليه، كما يعفو عنكم ربكم مع قدرته على عقابكم، وأنتم تعصونه وتخالفون أمره.


    والله سبحانه وتعالى أعلم.







    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: التدبر ببعض الآيات في خلال رمضان





    التدبُّر ببعض الآيات في خلال رمضان( المقال الثاني )


    عبد الفتاح آدم المقدشي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدين
    أما بعد
    فقد جاء جمعٌ من أحبار النصارى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد ليَّن الله قلوبهم للإيمان والحق, فحين سمعوا القرآن يُقرأ خشعوا لكلام الله والحق الذي أُنزل حتى بكوا وسالت دموعهم على خدودهم, قال الله حكاية عنهم { {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ } } [ المائدة: 83 - 85 ] )
    إذاً هكذا لابد أن تكون حال عباد الله الصالحين كما لابد أن تكون قلوبهم ممتلئة بخشية الله سبحانه والخضوع له والاخبات له ليُذعنوا للحق وللإيمان وللعلم كما قال تعالى { {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} } [هود: 23 ] ]
    وقال تعالى { { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} } [ الحديد : 16] ]
    وقد كان بين أن ينزل الله هذا العتاب على الصحابة وبين بداية الإسلام أربع سنوات فقط ,.ثم جاء عقب ذلك آية تُحذِّر المؤمنين أن يكونوا ككثيرٍ من أهل الكتاب الفاسقين الذين قست قلوبهم بعدما طال عليهم الأمد.
    فهنا في الآية خشوع لأمرين كما ترى وهما كالتالي:-
    أولا: الخشوع لذكر الله وآيات الله التي تتنزَّل غضاً ضرياً من عند الرحمن وهو ما يستحق التأثُّر بها والخشوع له كما سأبيِّنه في الكلمات الآتية.
    تصوَّر – أيها العبد المؤمن - أن الوحي لم ينزل وهذه النعمة مفقودة بين الناس فكيف يكون حال الناس إذاَ , وقد بكت أم أيمن لما انقطع الوحي من السماء بموت النبي صلى الله عليه وسلم وقد شرحتُ قصتها في كتابي : " إمرءة بكاءة في مواقف مدهشة " وهي قصة واقعية جديدة وقلت: وخذ مثالاً على ذلك قصة زيارة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لأم أيمن ففي صحيح مسلم- رحمه الله - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ : " انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ ، نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ ، فَقَالَا لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ؟ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَهَيَّجَتْهُمَ ا عَلَى الْبُكَاءِ فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا "
    فسبحان الله, أرأيت كيف تفكير أم أيمن العظيم – رضي الله عنها - يحُلِّق في سماء العظمة والرفعة في أمور الوحي وانقطاعه
    وكأنها تتفكر وتقول: كيف يكون حال الأمة بعد انقطاع الوحي؟! كيف يكون مصير الأُمَّة وهم غير موجَّهين بالوحي؟! وتقول: كيف إن ضلَّت الأمة في مسألةٍ من المسائل العلميَّة لأن الإجماع لم يكن يومئذٍ معروفاَ ولا معقوداَ؟َ! وتقول: كيف يواجهون المرحلة القادمة الجديدة المقبلة وليس معهم رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي ؟! وكيف .....وكيف ...وكيف .....إلخ
    .فهذه أسئلةٌ مهمة جداً وجديرة جداً بالتفكر ومحيِّرة في نفس الوقت والتأمل خصوصاً في مثل هذه المرحلة العصيبة التي كان يمر بها المسلمون , ولكن مفكر الأمَّة في هذه المرحلة هو من؟ في الحقيقية إنما هي أم أيمن وليس أي رجل من الرجالات!! وذلك إنما كان لشدة تأثرها بهذا الدين العظيم والحدث الجلل لذي طرأ ألا وهو انقطاع الوحي. .
    وقد أبكت أفضل خلق الله بعد الأنبياء وهما أبو بكر وعمر وهيَّجتهما في البكاء وبالتأثر, ولم لا يبكيان وقد نبَّهتهما على أمرٍ عظيمٍ وهو البكاء لانقطاع الوحي , وهو حدث عظيم في الدين بل هو أعظم حدث ,وهكذا إذا يجب أن يكون العظماء يبكون ويتأثرون في الأحداث لا أن يكونوا قساة جامدين والله أعلم.
    وثانياً: التأثُّر والخشوع بالحق الذي نُزِل , وهذا الحق هو الفرقان الذي فرَّق الله به بين الظلمات والمظالم العظيمة التي كانت سائدة في عصر الجاهلية والنور والعدالة الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم , إذاً أفلا يستحق الخشوع له والبكاء له وتعظيمه وتبجيله حق التبجيل؟
    هذا, والله سبحانه قد حذَّرنا من قسوة قلوبنا في ديننا كأهل الكتاب ولكن قصَّ الله لنا في كتابه أن بعضاً منهم كانوا أهل الخشوع والاخبات لله والعبادة كما قال تعالى { { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} } [ آل عمران: 199]

    وهم ممدوحون أيضا بخشوعهم هذا وتأثرهم بالحق الذي أنزله الله كما في الآيات التي ابتدأنا بها في مطلع المقال في سورة المائدة.

    إذن أهل الحق دائما هم المتأثًّرون بالحق الخاشعون له الثابتون عليه كما هم كذلك أهل الخشية لله حق الخشية والخشوع لله حق الخضوع.
    وقد نتج من تأثرهم في آيات الله ومعرفتهم للحق أن فاضت أعينهم لله, وأن يدعوا الله بهذه الأدعية العظيمة, وأن يؤمنوا بربِّهم إيماناً قوياً فأثابهم بسبب قولهم هذا جنات تجري من تحتها الأنهار.
    ولذلك دائماً أتباع الحق هم المعظِّمون له كما أن أهمَّ العجلات التي كانت تُحرِّكهم لاتَّباع الحق – والحق أحق أن يتبع- - هي هذا التأثر والخشوع والاخبات والإنابة إلى الله.
    فعلى العموم ما دام أهل الخشوع هم المخبتون لله وهم أهل الوجل في قلوبهم فإنهم أيضا كذلك هم أهل الإنابة وخشية الله بالغيب والحفاظ لحدود الله كما هم أحق من غيرهم أن يدخلهم جنة الخلود كما قال تعالى { {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)}

    فأهل الخشوع والإنابة هؤلاء هم الذين أقاموا وجوههم للدين الحق, وهم الحنفاء الذين كَمُل عندهم الدين القيِّم المتيَّقنين في دينهم الحق المتَّقين تمام التقوى المخبتين المتبرئين من الشرك وأهله كما هم ليسوا من أهل الأهواء والتفرق والاختلاف والبغي والظلم المتناحرين في سبيل الباطل والفجور الخائضين في الشهوات والشبهات.

    فإن أحببت الدليل على أوصافهم هذه فاقرأ إن شئت قوله تعالى { {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} } [ الروم:(32)]

    واعلم أن من أحسن طُرق الاستقامة حفظ الله في أوامره ونواهيه؛ ولذلك قال - تعالى -: ﴿ {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } ﴾ [ق: 32 - 33].

    ولذلك أقول: لن يكون المؤمن ذا قلبٍ منيبٍ حتى يخشى الرحمن بالغيب، ولن يخشى الرحمن بالغيب إلا وصار حفيظًا، ولن يكون حفيظًا حتى يكون أوَّابًا، ولذلك أثنى الله على عبده خليل الرحمن بهذه الصفة، وقال: ﴿ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} ﴾ [هود: 75]،

    وقد أثنى الله على عباده المؤمنين العاقلين بأمرِ ربِّهم بِوَجَل القلوب؛ كما قال - تعالى-: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} ﴾ [الأنفال: 2]، وقال - تعالى - في سورة الحج: ﴿ {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } ﴾ [الحج: 34]، وقال - تعالى - في سورة هود: ﴿ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ﴾ [هود: 23]

    أما الحمقى والمُغفَّلون من الكفار ومن على شاكلتهم فسيقولون يوم القيامة: ﴿ {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} ﴾ [الملك: 10].

    إذًا؛ تعلم من خلال دراستك لهذه الآيات أن أساس كلِّ الأعمال التعبُّدية الخضوع والخشوع لله - جل جلاله - ولذلك لما عدَّد الله صفات المؤمنين الذين يرثون الجنة - الفردوس الأعلى - بدأ بصفة خشوعهم في الصلاة؛ وذلك لأن هذا الخشوع لبُّ العبادة وثمرتها الحقيقية، فمن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع، ومن حفظها فهو لما سواها أحفظ، والله يحفظ عباده المتقين ويرعاهم، والجزاء من جنس العمل[1.

    وقد ختم الله بهذه الصفات في سورة "المؤمنون": ﴿ { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} ﴾ [المؤمنون: 9]،

    فكما بدأ الله - سبحانه - في أول السورة بالخشوع فيها ختمها بالمحافظة عليها، ولذلك فهم يستحقون بهذه الصفة العظيمة في قوله تعالى: ﴿ {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} ﴾ [ق: 32]، والقرآن يؤيِّد بعضه بعضًا

    .والله سبحانه وتعالى أعلم

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: التدبر ببعض الآيات في خلال رمضان

    التدبر ببعض الآيات في خلال رمضان: القسم الثاني


    عبد الفتاح آدم المقدشي



    {بسم الله الرحمن الرحيم }
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المرسلين وعلى آله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
    أما بعد
    فقد قال الله تعالى { { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } } [ البقرة: 21 ]
    سأتكلم إن شاء الله تعالى عن اللطائف والأسرار والاستنباطات فحسب ولا أتكلم عن الأحكام ولا التفسير ولا غيره في موضوعنا التدبر هذا وقد أتكلم عن البلاغة وليس بكثير.
    فأقول وبالله التوفيق:
    أولا: قوله تعالى { {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ } } فيه تنويه لميزة وشرف هذا
    الشهر المبارك الذي اختار الله لإنزال القرآن العظيم المبارك من دون سائر الشهور
    ثانياً: قال تعالى أنزل بصيغة المجهول ولم يقل أنزل الله فيه القرآن لعلم المنزِّل وهو الله سبحانه وجل جلاله, لذلك ناسب هذا المقام هذا الإيجاز
    ثالثاً: قد أنزل الله القرآن ليلة من هذا الشهر كما قال تعالى { { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} } [ الدخان: 3 ]
    إذاً يستنبط من هنا أن بركة الجزء بركة للكل , فالليلة جزء مبارك من الشهر فبارك الله به الشهر كله
    فهو كما جاء في الحديث : " هم القوم لا يشقى جليسهم " كما شر الجزء شئم وشر للكل كما قال تعالى { {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} } [ الأنفال: 25 ]
    رابعاً: وأيضاً بُسمَّى هذه الليلة المباركة ليلة القدر , وكثرة تعدد التسمية تدل على شرف المسمى كما قال تعالى { {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) } } الآيات [[ القدر: 1-2-3 ]]
    وهي ليلة من بركاتها لو ظفر بها الإنسان -وهو عابد ربه لا من تمر عليه وهو نائم – ظفر بجزاءٍ خيرٌ من ألف شهر عبادةً , أفلا ينبغي أن نتعرض لهذه الرحمات والبركات والخيرات يعني أكثر من ثمانين سنة, فهي أكثر من غالب عمر الناس.
    خامساً: ليلة القدر أي ينزل القدر عاما واحدا كما قال تعالى { {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) } } [ الدخان:3- 5]
    فهناك قدر مكتوب في اللوح المحفوظ وهناك قدر ينزل عاماً واحدا كما هو محل شاهدنا وهناك قدر يومي كما قال تعالى { {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} } [ الرحمن: 29 ]
    أفليس فرصة غالية ثمينة لتدعوا ربك أن يثبت لك السعادة لك ولأولادك ليمحوا عنك وعن أولادك الشقاوة
    أفليس فرصة ثمينة أن يسامحك الله ويرحمك في هذا الشهر المبارك لكونه إنما أنزل هذا القرآن في هذا الشهر المبارك للرحمة لأن الله سبحانه قال بعد هذه الآيات في أول سورة الدخان { {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } } [ الدخان:6] وقال تعالى { {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ } } [ القصص : 86 ]
    وقال تعالى { {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} } [ القصص: 46 ]
    سادساً: قوله تعالى { هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } هدى للناس أي حال كونه هدى للناس , فهو هدى للناس عامة مسلمهم وكافرهم بل بمجرد سماعه للكفار يتأثرون به ولو لم يفهموا ما يتكلم عنه باعجازه كما شوهد ذلك بكثير من الكفار .
    بل حدث أن أبكى القرآن بمجرد سماعه أعتى الناس وألد أعدائه علج من العلوج في حبس أبي غريب معذبي عباد الله في دين الله كما روى لنا الصحفي صهيب.

    علج من علوج (أبو غريب) يبكي من سماع القرآن:
    وقد روى أحمد منصور مراسل الجزيرة في الفلوجة أيام حصارها رواية خلاصتها: أن الأمريكان عندما قبضوا على الصحفي في قناة الجزيرة صهيب الباز، وأودعوه في سجن (أبو غريب)، وبينما هو في جنباته يقرأ القرآن، ويتغنَّى به، إذ سمعه علجٌ من علوجها، وهو من كبار محققيها، وقال له: سمعتك أمس تردد بعض الترانيم، والأناشيد بصوت جميل، وأريد أن أسمعها منك مرةً أخرى، فقال له صهيب: هذه ليست أناشيد ولا ترانيم، ولكنه القرآن الكريم، صمت المحقق طويلاً، ثم قال له بتعجُّب: هل هذا هو القرآن؟ قال صهيب: نعم، فقال له المحقق: هل يمكن أن تتلو عليّ منه مرةً أخرى؟ يقول صهيب: فأخذت أتلو عليه بصوتي بعضًا من آيات القرآن، وبعد قليل بدأ يتأثَّر، ثم بكى رغم أنه لا يعرف اللغة العربية، فتوقفت حينما رأيته يبكي، فأشار ألا أتوقف، فأكملت ثم بعد قليل توقَّفت، وتوقف هو عن البكاء، ثم قال لي: لماذا أنت هنا؟ فرويت له قصتي، فقال لي: سأحاول جاهدًا أن أخرجك من هنا، لكن هذا الأمر سيستغرق مني بعض الوقت، وإلى أن يحين هذا سوف آتيك كل يوم؛ لتقرأ لي شيئًا من القرآن، وبالفعل تردد هذا المحقق عليّ عِدة مرات، وفي كل مرة كان يتكرَّر المشهد، ويبكي الرجل ثم يذهب، وفي يوم جاءني وقال: سوف تخرج؛ لقد نجحت في تسوية ملفك، وكان هذا بعد سبعة وسبعين يومًا قضيتها في معتقل (أبو غريب)، وبالفعل خرجت من المعتقل

    انظر: "معركة الفلوجة، هزيمة أمريكا في العراق"؛ لأحمد منصور، ج1، ص (83). والعجيب وليس في أمر الله عجب, من المعلوم أن هؤلاء المحققين في سجن أبي غريب عُرٍفوا أنهم أقسى القساة في هذا العصر لما نكَّلوا وعذّبوا المسلمين بشتى ألوان التعذيبات والله حسيبهم, فإذا أثَّر فيهم القرآن بهذه الصورة البالغة حتى أبكاهم أياما متتالية فكيف الظن بك بالناس العاديين الآخرين.
    أما { {وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } } فهو للخاصة من العلماء, فهم الذين يستنبطون البينات من الهدى .
    وأيضا فهو فرقان لهم أي للعلماء خاصة ليفرقوا به الحق والباطل والحلال والحرام والأمور المشتبهات والاجتهادية أيضا ,
    والله أعلم .

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •