الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا التحذير بمناسبة ما يدور ويُتناقل من سخرية بأهل بعض المجتمعات أو المناطق، بكلامهم أو تصرفاتهم أو غيرها.
فأقول: لا يليق بالمسلم نشر سخرية بمجتمع أو بلد معين؛ أولًا لعدم جوازها، وثانيًا لأن أغلبها كذب، ومن أسبابها العصبية، فقد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ [الحجرات: 11].
وحتى لو صحَّت بعض الأمور المتداولة عن مجتمع ما، فهي حالات شاذة ونشرها غير لائق بالمسلم؛ لأنه تشويه لسمعة إخوان لنا لا يرضون بذلك أبدًا.
فلو أنك من أهل مدينةٍ ما لَما رضيتَ أبدًا بنشرها، ولغضبتَ على مَن نشرها، وكلا المسلكين خطأ فادح، فنشر الاستهزاء والسخرية من الآخرين معصية وعمل مشين، ولا يليق نشره؛ لأنه تشويهٌ لسمعة الأخ المسلم، وإيغارٌ للصدور، ونشر لثقافة التباغض والكراهية، والله سبحانه يقول: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، ويقول تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1].
ولا ننسى أن هناك مَن يسعون لتفتيت وَحدة صفوف المسلمين، ونشر التباغض والتناحر بينهم؛ فلنَحذرهم.
حفِظكم الله مِن كيد الأعداء ومن التنابز والهمز واللمز، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَن والاه.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/133245/#ixzz5iL3YDWjE