لماذا غابت المرأة



من الإصابات الخطيرة التي لحقت بالتنظيمات والحركة الإسلامية، إن لم تكن أخطرها: أن شخصية المرأة المسلمة، بأبعادها التي رسمتها مرحلة السيرة، والخلافة الراشدة ـ فترة القدوة ـ لم تتكامل ولم تأخذ موقعها في مؤسسات العمل الإسلامي: مبايعة، ومهاجرة، وعالمة، وشاعرة، وراوية، وخطيبة، وطبيبة، ومجاهدة، وممرضة، وآمرة بالمعروف وناهية عن المنكر. وبقيت تعيش ضمن إطار هوامش ضيقة ومعزولة عن المجرى العام للحركة الإسلامية، ولم تستطع الحركة التحرر من التقاليد الاجتماعية، التي التبست بمفاهيم الدين، ومن ثم تحرير المرأة باسترداد إنسانيتها، ضمن إطار التعاليم الإسلامية.
وكان هم الحركات الإسلامية كله منصرفاً إلى المرابطة على الحدود، والدفاع عن صورة المرأة وحمايتها، أكثر من الاشتغال بتنمية شخصيتها، وتربيتها، وتدريبها على الحياة الإسلامية، وإبرازها كنموذج يثير الاقتداء والتأسي.
منقول