تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق

    1804 - " ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 417 :
    أخرجه البزار ( ص 164 - زوائد ابن حجر ) : حدثنا العباس بن أبي طالب حدثنا أبو
    سلمة حدثنا أبان عن قتادة عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس عن
    النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، و قال : " رواه غير العباس مرسلا و لا
    يعلم يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه " .
    قلت : و هذا إسناد صحيح كما قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 91 ) و رجاله
    ثقات رجال الشيخين غير العباس هذا و هو ابن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان
    البغدادي أبو محمد بن أبي طالب أخو يحيى ، و هو صدوق مات سنة ( 258 ) . و قال
    الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 72 ) : " رواه البزار و رجاله رجال الصحيح خلا
    العباس بن أبي طالب و هو ثقة " .
    قلت : و رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 / 74 ) من طريق أبي عوانة عن
    قتادة به . فقول البزار : " لا يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه " إنما هو
    بناء على ما أحاط به علمه ، ( و فوق ذي كل علم عليم ) . و يؤيد ما سبق أن له
    طريقا أخرى عن ابن عباس يرويه زكريا بن يحيى الضرير قال : أخبرنا شبابة بن سوار
    قال : أخبرنا المغيرة بن مسلم عن هشام بن حسان عن كثير مولى سمرة عنه مرفوعا به
    إلا أنه قال : " و المتضمخ بالزعفران " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 5536
    بترقيمي ) و قال : " لم يروه عن كثير مولى سمرة إلا هشام ، و لا عن هشام إلا
    المغيرة بن مسلم ، تفرد به شبابة " .
    قلت : و هو صدوق من رجال الشيخين و شيخه المغيرة حسن الحديث كما قال الذهبي في
    " الكاشف " . و هشام بن حسان ثقة من رجال الشيخين . و شيخه كثير هو ابن كثير
    مولى عبد الرحمن بن سمرة ، قال ابن حبان في " الثقات " : " روى عنه قتادة
    و البصريون " . و وثقه العجلي أيضا ، فهو حسن الحديث . و زكريا الضرير ترجمه
    الخطيب ( 8 / 457 - 458 ) برواية جمع عنه ، و لم يذكر فيه جرحا . و للحديث شاهد
    من حديث بريدة و لكنه ضعيف جدا ، فلا بأس من ذكره و تخريجه و هو بلفظ : " ثلاثة
    لا تقربهم الملائكة : السكران و المتخلق و الجنب " . أخرجه البخاري في
    " التاريخ " ( 3 / 1 / 74 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 198 ) و ابن عدي في
    " الكامل " ( ق 210 / 1 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 5366 ) عن عبد الله بن
    حكيم أبي بكر الداهري عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا .
    و قال البخاري : " لا يصح " . و قال العقيلي : " أبو بكر هذا يحدث بأحاديث لا
    أصل لها ، و يحيل على الثقات " . و قال ابن عدي : " و هو منكر الحديث ، و قال
    البخاري : لا يصح هذا الحديث " . و قال الذهبي في " الكنى " من " ميزانه " :
    " ليس بثقة و لا مأمون " . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 156 )
    و قال : " رواه الطبراني ، و فيه عبد الله بن حكيم و هو ضعيف " . و نقل المناوي
    عنه أنه قال : " فيه عبد الله بن حكيم لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " . فكأنه
    قال هذا في موضع آخر ، و الصواب أنه معروف و لكن بالضعف ، كما قال في الموضع
    الأول . ثم إن السيوطي لم يعزه للطبراني و لا رأيته في " معجمه الكبير " و هو
    المعني عند إطلاق العزو إليه ، فالصواب تقييده بـ " الأوسط " كما سبق ، و إنما
    عزاه السيوطي للبزار و لكن بلفظ : " ... السكران و المتضمخ بالزعفران و الحائض
    و الجنب " ! فهذه أربع خصال ! فلعل الأصل : " و الحائض أو الجنب " . و هذا
    الذي ظننته من احتمال كون الأصل على التردد تأكدت منه حين رأيت الحديث في "
    زوائد البزار " ( ص 164 ) أخرجه من طريق عبد الله بن حكيم .
    ( الخلوق ) : طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران و غيره من أنواع الطيب و تغلب
    عليه الحمرة و الصفرة . و إنما نهى عنه لأنه من طيب النساء كما في " النهاية "
    . ( الجنب ) معروف و هو الذي يجب عليه الغسل بالجماع و بخروج الماء الدافق .
    و لعل المراد به هنا الذي يترك الاغتسال من الجنابة عادة ، فيكون أكثر أوقاته
    جنبا . و هذا يدل على قلة دينه و خبث باطنه كما قال ابن الأثير . و إلا فإنه قد
    صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام و هو جنب من غير أن يمس ماء كما حقتته
    في " صحيح أبي داود " ( 223 ) .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق

    الكلام على حديث : ( لا تقرب الملائكة السكران )
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :

    قال البزار في مسنده ( ص 164 - زوائد ابن حجر ) :حدثنا العباس بن أبي طالب حدثنا أبوسلمة حدثنا أبان عن قتادة عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق
    أقول : قتادة عن ابن بريدة مرسل كما نبه الترمذي كما في جامع التحصيل
    قال العلائي في جامع التحصيل :" وقال الترمذي قال بعض أهل العلم لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة"

    وقد روي موقوفاً وهو أصح ، وقد رجحه العقيلي
    قال العقيلي في الضعفاء 887 : ومن حديثه ما حدثناه محمد بن إسماعيل قال : حدثنا سعيد بن سليمان قال : حدثنا عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري ( وهو متروك ) ، عن يوسف بن صهيب ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ثلاثة لا تقربهم الملائكة : السكران ، والمتخلق ، والجنب .
    حدثني جدي رحمه الله قال : حدثنا فهد بن عوف قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن ابن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عباس بهذا موقوفا .
    وحدثنا محمد بن بحر قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا هشام بن حسان عن كثير بن أبي كثير عن ابن عباس قال : ثلاثة لا تقربهم الملائكة : نائم جنب ، ومتضمخ بخلوق ، وجنازة كافر
    قال أبو جعفر : حديث أبي عوانة أولى وأبو بكر هذا يحدث بأحاديث لا أصل لها ، ويحيل على الثقات

    أقول : فرجح الموقوف وهو معلول بالانقطاع كما نبهت عليه سابقاً ، وأما الموقوف الآخر ففيه جهالة وليس فيه ذكر السكران
    وقال الدوري في تاريخه [ 4912 ] سمعت يحيى يقول وقلت له إن يزيد بن هارون يروى عن هشام عن كثير بن أبي كثير عن بن عباس ثلاثة لا تقربهم الملائكة نائم جنب ومتضمخ بخلوق وجنازة كافر من كثير بن أبي كثير هذا فقال لا أدري
    فخصص ذلك بالنائم دون المستيقظ وجنازة الكافر دون الكافر الحي ، ولم يذكر السكران
    وقال أبو نعيم في الحلية (4/96) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا الْيَمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللهُ لَهُمْ صَلَاةً، وَلَا تَقْرَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ: السَّكْرَانُ حَتَّى يُفِيقَ مِنْ سُكْرِهِ، وَالْجُنُبُ حَتَّى يَغْتَسِلَ وَيُصَلِّيَ، وَالْمُتَخَلِّق ُ بِالزَّعْفَرَان ِ حَتَّى يُغْسَلَ عَنْهُ "
    أقول : خالد بن يزيد هذا ضعيف ترجم له ابن عدي في الكامل وذكر له عدة مناكير
    وقال أبو حاتم :" ليس بقوي " وهذا جرح شديد ، يختلف عن قوله ( ليس بالقوي ) .
    وقال العقيلي :" لا يتابع على حديثه " ، والمتن الذي أتى به يخالف كل المتون السابقة .
    وانفراده عن عمرو بن ميمون وليس من طلبته المعروفين مريب ، والراوي عنه يمان ضعيف ، وله مناكير، وقد يكون هذا منها

    وقال أبو داود 4182 : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِىُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِى الْحَسَنِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
    ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخ ُ بِالْخَلُوقِ وَالْجُنُبُ إِلاَّ أَنْ يَتَوَضَّأَ .

    الحسن عن عمار مرسل ، ولم يذكر السكران
    فلا يصح الخبر مرفوعاً والموقوف أسانيده ضعيفة مضطربة المتن ، وقد يقويها بعضهم بمجموعها .
    ولكن لا مجال لتقوية فقرة ( السكران ) ، وذلك لأنها من قبيل الزيادة المنكرة ، والتقوية في باب الزيادات أضيق منها في باب الانفرادات فإن المنكر لا يقوي المنكر
    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    كتبه / عبدالله الخليفي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق

    إذا كانت الملائكة لا تقرب جيفة الكافر فكيف ستسأله في القبر ؟

    175212




    السؤال


    لقد أشرتم في إحدى فتواكم رقم (6533) إلى هذا الحديث : عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخ ُ بِالْخَلُوقِ ( وهو الرجل المتلطّخ بطيب فيه زعفران لما في ذلك من الرّعونة والتشبّه بالنساء : فيض القدير 3/325 ) وَالْجُنُبُ إِلا أَنْ يَتَوَضَّأَ " رواه أبو داود (4180) ، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3522) . وقد شاركت فتواكم مع آخرين لكي أنوه إلى أهمية الغسل ، لكن سألني أحدهم "إذا كانت الملائكة لا تقترب من جيفة الكافر ، فكيف ستسأله الملائكة في القبر؟ وإذا حان أجل الجنب الآن ، هل يذهب إليه ملك الموت؟ " فهل بوسعكم رجاءً توضيح هذا الأمر فأنا على يقين من وجود سياق لهذا الحديث وأن هناك توضيح له؟ وأنا في انتظار ردكم بفارغ الصبر .
    نص الجواب




    الحمد لله
    فقد روى أبو داود (4180) عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ : جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخ ُ بِالْخَلُوقِ وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ ) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .
    والمراد من الحديث أن ملائكة الرحمة لا تقرب هؤلاء بتنزل بركة أو رحمة عليهم ؛ لأنهم ليسوا أهلا لهذا الفضل ، والمراد التنفير من فعلهم وما هم عليه من الحال الموجب لانصراف ملائكة الرحمة عنهم ، يؤيده رواية البيهقي لهذا الحديث في "سننه" (9241) وفيه : ( ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِخَيْرٍ ... ) الحديث .
    وأخرجه الطبراني ، ولفظه : ( إن الملائكة لا تحضر جنازة كافر بخير ، ولا جنباً حتى يغتسل أو يتوضأ وضوءه للصلاة ، ولا متضمخاً بصفرة ) .
    "فتح الباري" لابن رجب (1 /360) .
    فيفيد قوله ( بخير ) في هاتين الروايتين ، أن المراد ملائكة الرحمة الذين يحصل بقدومهم الخير.
    أما ملائكة الموت والكتبة الحفظة فإنهم لا يدخلون في هذا الحديث ، وكذا ملائكة العذاب والملائكة الذين يسألون العبد في قبره ونحوهم لا يشملهم الحديث .
    قال المناوي رحمه الله :
    " ( ثلاثة لا تقربهم الملائكة ) أي : الملائكة النازلون بالبركة والرحمة ، والطائفون على العباد للزيارة واستماع الذكر وأضرابهم ، لا الكَتَبة ؛ فإنهم لا يفارقون المكلفين طرفة عين في شيء من أحوالهم الحسنة والسيئة ، ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) " انتهى من "فيض القدير" (3 /428) ، وانظر : "مرقاة المفاتيح" (2/384) .

    وقال الخطابي رحمه الله في شرحه لحديث ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب ) – وهو حديث ضعيف – قال :
    " قوله لا تدخل الملائكة بيتا يريد الملائكة الذين ينزلون بالبركة والرحمة دون الملائكة الذين هم الحفظة فإنهم لا يفارقون الجنب وغير الجنب" انتهى من "معالم السنن" (1/75) ، وقرر نحوه البغوي في "شرح السنة" (2/37) .

    وروى البخاري (3322) ومسلم (2106) عَنْ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ ) .
    قال النووي رحمه الله :
    " قَالَ الْعُلَمَاء : سَبَب اِمْتِنَاعهمْ مِنْ بَيْتٍ فِيهِ صُورَة كَوْنهَا مَعْصِيَة فَاحِشَة , وَفِيهَا مُضَاهَاة لِخَلْقِ اللَّه تَعَالَى , وَبَعْضهَا فِي صُورَة مَا يَعْبُد مِنْ دُون اللَّه تَعَالَى ، وَسَبَب اِمْتِنَاعهمْ مِنْ بَيْت فِيهِ كَلْب لِكَثْرَةِ أَكْله النَّجَاسَات ... فَعُوقِبَ مُتَّخِذهَا بِحِرْمَانِهِ دُخُول الْمَلَائِكَة بَيْته , وَصَلَاتهَا فِيهِ, وَاسْتِغْفَارهَ ا لَهُ , وَتَبْرِيكهَا عَلَيْهِ وَفِي بَيْته , وَدَفْعهَا أَذًى لِلشَّيْطَانِ ، وَأَمَّا هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة الَّذِينَ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ كَلْب أَوْ صُورَة فَهُمْ مَلَائِكَة يَطُوفُونَ بِالرَّحْمَةِ وَالتَّبْرِيك وَالِاسْتِغْفَا ر , وَأَمَّا الْحَفَظَة فَيَدْخُلُونَ فِي كُلّ بَيْت , وَلَا يُفَارِقُونَ بَنِي آدَم فِي كُلّ حَال , لِأَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِإِحْصَاءِ أَعْمَالهمْ , وَكِتَابَتهَا " انتهى من " شرح مسلم " ( 7/207 ) .
    فتبين أنه لا إشكال في الحديث ، إذا فهمناه على ما قرره أهل العلم في شرحه ، من أن الحديث فيه نوع عقوبة لمن فعل ذلك ، بأن تجتنب ملائكة الرحمة والبركة مجلسه .
    وهذا كله على تقدير ثبوت الحديث وصحته ، وهو اختيار الشيخ الألباني رحمه الله ، وعليه اعتماد الجواب المذكور في الموقع سابقا .
    وأما على ما ذهب إليه غير واحد من أهل العلم بالعلل إلى أن الحديث ضعيف الإسناد ، معلول بالانقطاع بين الصحابي ، عمار بن ياسر رضي الله عنه ، والراوي عنه : يحي بن يعمر ، فإنه لم يسمع منه ، فقد زال لإشكال من أساسه .
    ينظر : مسند الإمام أحمد ، ط الرسالة (31/182) ، النافلة ، للشيخ أبي إسحاق الحويني ، رقم (149) .
    راجع للفائدة إجابة السؤال رقم : (147161) .
    والله أعلم .




    المصدر: الإسلام سؤال وجواب


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق

    هل تفارق الملائكة الكاتبين العبد في أي حال ؟

    147161



    المشاهدات : 29888


    السؤال

    متى يتجنب الكرام الكاتبين العبد ؟
    نص الجواب




    الحمد لله
    أولا :
    اتفق العلماء على أن أعمال العباد محصاةٌ عليهم ، سواء عملوها في الأماكن الكريمة ، أم في الأماكن المهينة كالخلاء ، وسواء عملوها في أحوال الطاعات أم في أحوال المعاصي والآثام ، فكل ما عمله العبد في حياته ، سوف يلقاه يوم القيامة مثبتا في كتاب أعماله ، من صغير أو كبير ، من جليل أو حقير . قال الله تعالى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف /49 .
    ثانيا :
    اختلف العلماء فيما إذا كانت الملائكة الموكلة بتسجيل الأعمال قد تفارق العبد في بعض الأماكن والأحوال ، أم لا ، وذلك على ثلاثة أقوال :
    القول الأول : أن الملائكة الموكلة بكتابة الأعمال لا تفارق العبد في أي حال من الأحوال .
    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " هذان الاثنان – يعني الملكين - هل هما دائماً مع الإنسان ؟ نعم لقوله : ( إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق/18 وقيل : إنهما يفارقانه إذا دخل الخلاء ، وإذا كان عند الجماع ، فإن صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعلى العين والرأس ، وإن لم يصح فالأصل العموم ( إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق/18 " انتهى.
    " شرح العقيدة السفارينية " (3) .
    القول الثاني : أن الملائكة تفارق العبد في مواضع : في الخلاء ، وعند الجماع ، وأضاف بعضهم عند الاغتسال .
    يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
    " الحفظة لا يفارقوننا ، إلا عند الخلاء والجماع والغسل ، كما في حديث " انتهى.
    " الفتاوى الحديثية " (ص/47)
    ويقول السفاريني رحمه الله :
    " لا يفارقان العبد بحال ، وقيل : بل عند الخلاء ، وقال الحسن : إن الملائكة يجتنبون الإنسان على حالين : عند غائطه ، وعند جماعه ، ومفارقتهما للمكلف حينئذ لا تمنع من كتبهما ما يصدر منه في تلك الحال ، كالاعتقاد القلبي ، يجعل الله لهما أمارة على ذلك " انتهى.
    " لوامع الأنوار البهية " (1/448)
    واستدلوا على ذلك بأدلة عدة :
    الدليل الأول : عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    ( إِيَّاكُمْ وَالتَّعَرِّيَ ، فَإِنَّ مَعَكُمْ مَنْ لَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا عِنْدَ الْغَائِطِ ، وَحِينَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى أَهْلِهِ ، فَاسْتَحْيُوهُم ْ وَأَكْرِمُوهُمْ )
    رواه الترمذي (رقم/2800)
    لكن هذا الحديث ضعيف ، قال الترمذي بعد إخراجه له : "هذا حديث غريب " انتهى. وضعفه الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/2300)
    قال بدر الدين العيني رحمه الله :
    " فإن قيل : قد رُوِيَ عنه عليه السلام أن الكرام الكاتبين لا يُفارقان العَبد إلا عند الخلاء والجماع.
    قلت : هذا حديث ضعيف لا يحتج به " انتهى.
    " شرح سنن أبي داود " (2/397)
    الدليل الثاني : روى عبد الرزاق في " المصنف " (1/285) عن ابن جريج ، عن صاحب له ، عن مجاهد قال :
    ( لما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية - وعليه ثوب مستور عليه - هبت الريح ، فكشفت الثوب عنه ، فإذا هو برجل يغتسل عريانا بالبراز ، فتغيظ النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا أيها الناس ! اتقوا الله واستحيوا من الكرام ، فإن الملائكة لا تفارقكم إلا عند إحدى ثلاث ، إذا كان الرجل يجامع امرأته ، وإذا كان في الخلاء ، قال : ونسيت الثالثة .
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإذا اغتسل أحدكم فليتوار بالاغتسال إلى جدار ، أو إلى جنب بعير ، أو يستر عليه أخوه )
    لكن هذا الحديث مرسل ، وفي سنده مبهم . فلا يصح الاستدلال به ، لضعفه .
    الدليل الثالث : عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
    ( إن الله ينهاكم عن التعري ، فاستحيوا من الملائكة الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند الغائط والجنابة والغسل ، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بحائط )
    قال ابن تيمية رحمه الله :
    " رواه ابراهيم الحربي ، ورواه ابن بطة من حديث ابن عمر ، وقد صح ذلك من مراسيل مجاهد " انتهى.
    " شرح العمدة " (1/401)
    لكن لم يتم الوقوف على إسناد الحديث إلى ابن عباس ، والمعروف أنه من حديث ابن عمر كما سبق تخريجه عند الترمذي ، وبيان ضعفه .
    القول الثالث : أن الثابت في الكتاب والسنة أن كل عبد موكل به ملكان يراقبان حركاته وسكناته ، ويكتبان أفعاله ، ويحصيان عليه كل ما يصدر منه ، سواء كان عمل خير أو عمل معصية ، سواء كان في محل كريم أو مكان مهين .
    ولكن لم يرد في الكتاب ولا في السنة تفسير لكيفية هذا الإحصاء ، وهل يستلزم دخول الملائكة مع العبد كل مكان يدخل إليه ، وبقاءهم معه في تفاصيل كل عمل يعمله ، أو أن الله خلق فيهما من القدرة ما تمكنهما من معرفة الأعمال وكتابتها من غير حاجة إلى مصاحبة العبد في كل مكان يدخل إليه .
    والذي ينبغي في ذلك ألا يتكلم المرء في مثل تلك الأمور الغيبية ، من غير دليل من كتاب الله ، أو سنة رسوله ، وإسناد العلم في ذلك إلى الله عز وجل ، والإيمان بأن كل ما يصدر من العبد محصي عليه ، وهو كاف للعبد في هذا الباب ، وهو الأمر الذي ينفعه ويعنيه ؛ يقول الله عز وجل : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق/18. وقال سبحانه وتعالى : ( هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) الجاثية/29.
    قال السيوطي رحمه الله :
    " وأما السؤال عن دخول الكاتبين الخلاء ، فجوابه : أنَّا لا نعلم ، ولا يقدح عدم علمنا بذلك في ديننا ، وجملة القول فيه : أنهما إن كانا مأمورين بالدخول دخلا ، وإن أكرمهما الله عن ذلك وأطلعهما على ما يكون من الداخل ، مما سبيلهما أن يكتبا ، فهما على ما يؤمران به " انتهى.
    " الحبائك في أخبار الملائك " (ص/90) .
    ولعل القول الثالث هو القول الأقرب ، والأوفق لجانب الأدب في مثل ذلك ؛ لما فيه من الوقوف عند النصوص ، وعدم تجاوزها من غير دليل قوي ولا برهان صحيح . والله أعلم .
    والله أعلم .


    المصدر: الإسلام سؤال وجواب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •