من سقطات المستشرق (جولد تسيهر ) الدالة على عجمته وحقده على أهل الحديث.
(جولد تسيهر) يسيئ فهم متن حديثٍ مُتَّهِمًا الإمام مسلم بوضعه، فتفضحهُ شواهد الامتحان، يقول في كتابه (دراسات محمدية ص 561):
" وقد أضيف لهذا الحديث في إحدى رواياته هذه الزيادة «ولا يغل أحدكم حين يغلو وهو مؤمن، وإياكم، إياكم » ويراد بالغلو هنا: المبالغة في محبة وتقديس علي وآله- حيث ذهب بعض المغالين إلى درجة التأليه في محبته.
والواضح أن هذه الزيادة وضعت من أجل أهداف جدلية متحيِّزة، وليثبتوا للشيعة أن المغالاة في تعظيم عليٍّ وآله كفر. وكانوا يرون أن استمرارية الخبر الثابت مرهونة بعدم وضوحه، وهذا يعطيه فرصة أكبر للانتشار والتقدير".
قلت: لم يحسن جولد تسيهر فهم هذا الحديث بسبب عجمته، فحرَّف المبنى والمعنى، فالحديث في صحيح مسلم بهذا اللفظ: «وَلَا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ حِينَ يَغُلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ» مأخوذٌ من (الغُلُول) وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، وليس من (الغلُّو) بمعنى مجاوزة الحدِّ، لكننا نجد هذا المستشرق يسارع في اتِّهام الإمام مسلم باختلاق هذه الزيادة في الحديث من عنده، ردَّا على الشيعة الروافض المعروفين بالغلو في علي رضي الله عنه، وهذا التفسير العجيب يتماشى مع القاعدة عنده «أنَّ الأحاديث ماهي إلا نتاج للصراع السياسي العقدي بين الفرق، وليست من قول المعصوم e» .
هؤلاء هم المستشرقون الذين يتبجَّحون بالموضوعية العلمية، والتجرد من الذاتية، في إعادة قراءة النصوص، فَلْيَخْجَل الحداثيون واللبراليون العرب من تقليدهم، أو ليصيبنَّهم ما أصابهم، فيصيروا أضحوكة تتناقل أخبارهم الأجيال.
وكتبه: د. نبيل بلهي.