قال شيخ الإسلام رحمه الله : كثيرٌ من الناس يُخبر عن هذه الفِرق بحكم الظن والهوى ؛ *فيجعلَ طائفتَه ، والمنتسبة إلى مَتبوعِه ، الموالية له .. هم أهلُ السنة والجماعة ، ويَجعل من خالفها أهلُ البدع ! وهذا ضلال مبين* .

فإن أهل الحق والسنة لا يكون مَتبوعهم إلا رسولُ الله ﷺ ؛ الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يُوحَى ؛ فهو الذي يَجبُ تصديقُه في كل ما أخبر ، وطاعتُه في كل ما أمر ..

وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة ؛ بل كل أحدٍ من الناس يُؤخَذ من قوله ويُترك ؛ إلا رسولَ الله ﷺ .

*فمَن جعلَ شخصًا من الأشخاص غيرَ رسول الله ﷺ : مَن أحبَّه ووافقه .. كان من أهل السنة والجماعة ، ومَن خالفه ، كان من أهل البدعة والفرقة* - كما يُوجد ذلك في الطوائف مِن اتِّباع أئمة في الكلام في الدِّين وغير ذلك - *كانَ من أهل البدع والضلال والتفرق* ...

وبهذا يتبين أن *أحقَّ الناسِ بأن تكون هي الفِرقة الناجية : أهل الحديث والسنة* ؛ الذين ليس لهم مَتبوع يتعصَّبون له ؛ إلا رسولَ الله ﷺ ، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله ، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها ، وأئمَّتُهم فقهاءٌ فيها ، وأهل معرفة بمعانيها ، واتِّباعًا لها تصديقًا وعملا وحبًّا ، وموالاة لمن والاها ، ومعاداة لمن عاداها ...


[ الفتاوى (3/346-347) ]
م