2360 - " من كف غضبه كف الله عنه عذابه و من خزن لسانه ستر الله عورته و من اعتذر إلى
الله قبل الله عذره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 475 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1071 ) و من طريقه الضياء في " المختارة " (
249 / 2 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 194 و 195 و 2 / 44 ) و أبو عثمان
النجيرمي في " الفوائد " ( 44 / 2 ) عن الربيع بن سليمان قال : حدثني أبو عمرو
مولى أنس بن مالك أنه سمع أنس بن مالك يقول : " فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو عمرو مولى أنس ، لا يعرف ، لم يزد ابن أبي حاتم
في ترجمته على قوله ( 4 / 2 / 410 ) : " روى عنه الربيع بن سليم " . قال المعلق
عليه : " مثله في " الكنى " للبخاري رقم ( 474 ) و وقع في ( ك ) : سليمان " .
قلت : و هكذا وقع في أبي يعلى و في موضع من " كنى الدولابي " ، و كناه بأبي
سليمان ، و في الموضعين الآخرين منه : " الربيع بن مسلم " ، و كذلك وقع في "
الفوائد " . و أورده في " الميزان " و " اللسان " كما جاء في ابن أبي حاتم و
البخاري : " ربيع بن سليم الكوفي عن أبي عمر ( كذا ) مولى أنس مرفوعا ( فذكر
الحديث ) ، رواه عنه يزيد بن الحباب ، و هذا في " مسند ابن أبي شيبة " ، قال
الأزدي : منكر الحديث . و قال ابن معين : ليس بشيء . و قال أبو حاتم : شيخ " .
قلت : و هو عند أبي يعلى من طريق ابن أبي شيبة الربيع بن سليمان كما سبق . و
أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 141 ) من طريق زيد بن الحباب ، لكنه قال
عن سليمان أبي الربيع ( و في " الميزان " و " اللسان " : ابن الربيع ) ( عن )
مولى أنس به . و هذا مقلوب ، و الصواب : الربيع بن سليمان أو سليم . و إن
الاختلاف في ضبط اسمه لدليل واضح على أن الرجل غير مشهور و لا معروف . و قد
ترجم ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 443 ) لربيع بن سليم
الأزدي أبي سليمان الخلقاني البصري . و فيه ذكر قول ابن معين و أبي حاتم
المتقدمين . لكن الحافظ في " اللسان " فرق بين الربيع بن سليم الكوفي راوي هذا
الحديث ، و بين الربيع بن سليم البصري الخلقاني . و من العجب أنه أعاد فيه قول
ابن معين و أبي حاتم المشار إليهما آنفا دون أن يشير إلى ذلك أدنى إشارة .
و الذي يظهر لي أن الكوفي هو غير البصري ، و أن الأول هو صاحب هذا الحديث ، و
هو غير معروف ، و أن الآخر هو الذي ضعفه ابن معين ، و لا علاقة له بهذا الحديث
. و الله أعلم . و قد قال ابن أبي حاتم عقبه : " قال أبي : هذا حديث منكر " . و
لعل هذا هو عمدة الأزدي في قول راويه : " منكر الحديث " ، كما تقدم . و للحديث
طريق أخرى ، فقال ابن بشران في " الأمالي " ( 108 / 1 ) ، و عنه الضياء في "
المختارة " ( 109 / 2 ) : أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد الصواف : أنبأ بشر بن
موسى : حدثنا أبو حفص - يعني : عمرو بن علي الفلاس - حدثنا الفضل بن العلاء
الكوفي حدثنا سفيان عن حميد عن أنس به ، و قال الضياء : " الفضل ذكره ابن أبي
حاتم ، و لم يذكر فيه جرحا " . قلت : ترجمه برواية جمع من الثقات عنه ، و قال (
3 / 2 / 65 ) : " سألت أبي عنه ؟ فقال : هو شيخ ، يكتب حديثه " . و ذكره ابن
حبان في " الثقات " ( 7 / 318 و 9 / 5 ) . قلت : و سائر رجال الإسناد ثقات من
رجال الشيخين غير بشر بن موسى - و هو ابن صالح أبو علي الأسدي - و هو ثقة أمين
، عاقل ركين ، كما قال الخطيب في ترجمته ( 7 / 86 ) . و أبو علي محمد بن أحمد
الصواف ترجمه الخطيب أيضا ( 1 / 289 ) و روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال :
" كان ثقة مأمونا من أهل التحرز ، ما رأيت مثله في التحرز " . قلت : فالإسناد
عندي حسن ، و لاسيما إذا ضم إليه الطريق الأولى . و الله أعلم . و له طريق ثالث
، و لكنه مما لا يفرح به ! أخرجه ابن بشران أيضا ( 139 / 2 ) عن بشر بن الحسين
: حدثنا الزبير بن عدي عن أنس به . قلت : بشر هذا متروك . و له شاهد عن عمر بن
الخطاب . أخرجه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 296 / 2 ) عن المغيرة بن
مسلم عن هشام عن عبد الله عنه . قال أبو جعفر : " لا أدري من هشام هذا ؟ " .