الذي نريد أن ننصح به: ألا تتعجلوا في أمر صبيانكم وتسارعوا بظهورهم في الفضائيات، أو تصديرهم للإمامة والخطابة، وهو في سن صغير، بل ينبغي أن يخفى أمره، قدر ما استطعتم، ويشغل بتعليمه ما هو أهم من ذلك من العلم النافع، وتأديبه على العمل الصالح، وأن تعهدوا به إلى أحد العقلاء الفاهمين من أهل العلم أو طلابه، فيعتني بتحفيظه السنة، شيئًا فشيئًا، ويربيه على المنهج العلمي الملائم لنبوغه.
وليعلم أن خطر الاستعجال في إظهار الصبي، والاستعجال في شهرته كبير؛ فالحسد بلاء لا يخفى أثره، وتربية الابن على حب الظهور والتصدر باب فساد يخشى عليه منه بعد ذلك؛ وكم من الصبيان كانوا في هذه السن على نبوغ كبير، ثم لم يحسن أهلوهم تربيتهم التربية الصالحة ، فلم ينتفع منهم بشيء؛ نسأل الله العافية والسلامة.