أخرجه ابن عبد البر عن عائشة مرفوعًا: (المرأة وحدها صف).
هل يصح؟
أخرجه ابن عبد البر عن عائشة مرفوعًا: (المرأة وحدها صف).
هل يصح؟
قلتُ: هذا الحديث الذي أخرجه ابن عبد البر به إسماعيل بن يحيى التيمي
قال الإمام الذهبي عنه : يحدث بالأباطيل ، وقال في ميزان الاعتدال ، مجمع على تركه.
وقال أبو نعيم الأصبهاني : حدث عن مسعر ومالك بالموضوعات ، يشمئز القلب وينفر من حديثه متروك .
قلتُ: ومن موضوعاته عن مالك من حديث "الغيبةُ تَنقُضُ الوضوءَ و الصلاةَ" أخبار أصبهان لأبي نعيم [2 : 248] .
حكم على هذا الحديث بالوضع أولهم:
-ابن عبدالبر في التمهيد ( 1/268 ).
-محمد ابن عبدالهادي في رسالة لطيفة ( 37 ).
-الألباني في السلسلة الضعيفة ( 6628 ) وفي السلسلة الصحيحة ( 7/1035 )
وممن نقلوا هذا الحديث جعلوه يشهد معنى حديث أنس : «صليت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمي أم سليم خلفنا»،
مع ذكر حكم ابن عبد البر بوضعه :
-ابن حجر في فتح الباري (2/212)، لم يذكر حكم ابن عبد البر ولكن عزاه إليه.
وهو ما أشار إليه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة (14/305) أن قال:
(كذا في " التمهيد " (1/ 268) لابن عبد البر، ولم أقف على من أخرجه بإسناده عن إسماعيل؛ لكن ابن عبد البر حافظ حجة، وكان من أسباب نقله عنه أنني رأيت الحافظ ابن حجر قد عزاه في " الفتح" (2/ 212) إليه دون أن يذكر حكمه عليه بالوضع أولاً، ومع سكوته عليه الموهم أنه حسن عنده ثانياً!!) اهـ.
-أبو الفتح في النفح الشذي (4/248).
-جلال الدين السيوطي (2/728).
-أبو الفيض في الهداية في تخريج أحاديث البداية (3/214).
-ابن الخراط في الأحكام الوسطى (1/332).
-الشوكاني في نيل الأوطار (3/214).
-الشنقيطي في كوثر المعاني (9/80).
-مغلطاي في شرح ابن ماجه (1660).
وممن جعله من قول الإمام أحمد هو ابن رجب في فتح الباري (6/288):
(وكذا قالَ الإمام أحمد في رواية حربٍ: المرأة وحدها صفٌ). اهـ.
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (1/ 268):
قال ابن عبد البر: (في هذا الباب حديث موضوع وضعه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن المسعودي عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرأة وحدها صف)، وهذا لا يعرف إلا بإسماعيل هذا).
تنبيه:
الحديث ضعيف والعمل على معناه؛ لذا بوب البخاري بابًا في صحيحه سماه: (باب المرأة وحدها تكون صفًا).
قال ابن حجر: (أي في حكم الصف ...). [فتح الباري: (2/ 212)].