اعلم رحمني الله وإياك :
أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في عهدها المكي دارت حول ركيزتين اثنتين ، هما :
١ - بناء الأفراد والشخصيات الحاملة الصالحة المصلحة ، من خلال دعوتهم (أقبل) إلى الوعي العلمي (اسمع ، اقرأ ، تعلم ، تدبر ، تفكر ، تأمل ، آمن) ، المقتضِي الوعيَ العملي (استقم واثبت) ، (تأمل في عموم السور المكية خاصة قصار المفصل).
٢ - بناء اللحمة والأخوة على الدين ، والولاء لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين (تأمل سورة الفاتحة ، وسورة الكهف ، وسورة الشورى).
وفي عهدها المدني ، دارت حول الركيزتين السابقتين ، وثالثة ، هي :
٣- بناء المجتمع المؤمن صغر أو كبر ، فاهتمت بالعلاقة بين الأزواج ، والبيت والذرية ، واهتمت بالدولة والوطن ،
واهتمت بالأمة والمجتمعات المؤمنة في كل الأرض ، ونزلت التشريعات للمؤمنين لتنظم مجتمعاتهم سواء ما يتعلق منها بالمتبوعين ، أو التابعين والحكام ، أو العقد والبيعة ، أو المنهج المنزل من عند الله تعالى لينظم هذا كله (تأمل سورة البقرة وآل عمران والنساء والأنفال والتوبة والنور والحجرات والطلاق وسائر السور المدنية) ،
فتلك علاقة السيرة النبوية بالقرآن العظيم وسوره مكيها ومدنيها ، فتأمل ذلك ، وفقني الله وإياك لمرضاته.