أخرج الإمام أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه التوبيخ والتنبيه [ ج 1 : ص 176 / 177] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
بإسنادين أحدهما مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم والأخر موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه.
بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ : " أَبْغَضُ الرجال إلى الله، الذي يقتدي بسيئة المؤمن ويدع حسنته "
[143] حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِرْبَعٌ، نَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : " إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي يَقْتَدِي بِسَيِّئَةِ الْمُؤْمِنِ، وَيَدَعُ حَسَنَتُهُ ".
[144 ] حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، نَا حُسَيْنٌ الْخَيَّاطُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ [وهو أبو شهاب]، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " مِنْ أَبْغَضِ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، مَنْ يَقْتَدِي بِسَيِّئَةِ الْمُؤْمِنِ، وَيَدَعُ حَسَنَتُهُ ". اهـ.

وورد في العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني :
وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ : " أَبْغَضُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي يَقْتَدِي بِسَيِّئَةِ الْمُؤْمِنِ، وَيَدَعُ حَسَنَتَهُ
فَقَالَ: يَرْوِيهِ مِرْبَعٌ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ يَحْفَظُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ،
وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مَوْقُوفًا، وَهُوَ أَشْبَهُ ". اهـ.


قلتُ: لم أقفُ عن غير عبد الحميد موقوفًا،
ولكن وقفت على من يروي عن أبي شهاب عبد ربه غير عبد الحميد بن صالح موقوفًا في جزء من حديث الحسن بن موسى الأشيب فقال :
[22 ] وَحَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنَّ مِنْ أَبْغَضِ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ يَقْتَدِي بِسَيِّئَةِ الْمُؤْمِنِ وَيَتْرُكُ حَسَنَتَهُ ". اهـ.

قلتُ: لعل هذا من وهم أبي شهاب عبد ربه بن نافع الكناني
قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : صدوق يهم.
و قال المزى في تهذيب الكمال :
قال على ابن المدينى : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : لم يكن أبو شهاب الحناط بالحافظ . قال على : و لم يرض يحيى أمره .
و قال أبو الحسن الميمونى ، عن أحمد بن حنبل : كان كوفيا ، يقال : رجلا صالحا، ما علمت إلا خيرا رحمه الله .
و قال يعقوب بن شيبة السدوسى : كان ثقة ، كثير الحديث ، و كان رجلا صالحا ، لم يكن بالمتين ، و قد تكلموا فى حفظه .
و قال النسائى : ليس بالقوى . اهـ.
وقال الحافظ في تهذيب التهذيب : و قال الساجى : صدوق يهم فى حديثه، و كذا قال الأزدى ، و زاد : يخطىء .
و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالحافظ عندهم . و ذكر الخطيب فى مقدمة " تاريخ بغداد " من رواية الحسن بن الربيع ، عنه ، عن عاصم ، عن أبى عثمان ، عن جرير حديث " تبنى مدينة بين دجلة ، و دجيل . . . . الحديث " ، و أشار إلى أن أبا شهاب سمعه من سيف بن محمد ابن أخت الثورى ، عن عاصم فدلسه عن عاصم ، ثم حكى عن الإمام أحمد أنه قال : هذا الحديث لا أصل له ، و الله أعلم . اهـ .
وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري : احتج الجماعة به سوي الترمذي والظاهر إن تضعيف من ضعفه إنما هو بالنسبة إلى غيره من أقرانه كأبي عوانة وأنظاره. اهـ.
قلتُ: فالصواب عن عبد ربه عن الأعمش عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه، كما أشار الدارقطني.
وهو في حكم الرفع لأنه أمر غيبي لا يعلمه بالرأي،
والله أعلم.

ومثل ذلك كثيرًا ما يخرج من رواة سيئي الحفظ منهم :
- أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي قال عنه الحافظ قال في التقريب : صدوق سيئ الحفظ وكان يصحف.
فقد روى أبو نعيم في الحلية فقال :
[9899] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ،

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَعَجِلَ وَلَمْ يُنْزِلْ، أَوْ أَقْحَطَ فَلا يَغْتَسِلْ
تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ فِيمَا أَعْلَمُ. اهـ.
قلتُ: وهم أبو حذيفة والصواب ما رواه ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه :
[9] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ،

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، فَعَجِلَ، وَلَمْ يُنْزِلْ، فَأَقْحَطَ، فَلا يَغْتَسِلْ ".

والله أعلم.