أخرج الإمام البيهقي في السنن الكبرى من حديث أبي عنبة الخولاني [10 : 153] :
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُتْبَةَ الْخَوْلانِيَّ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: " التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ ". اهـ.
قال أبو الفيض الحسني في المداوي لعلل الجامع الصغير : رواه أحمد بن عبيده الصفار في مسنده ". اهـ.
اختلف في صحبة أبي عنبة الخولاني
قال المزي في تهذيب الكمال : مختلف فى صحبته . قيل : اسمه عبد الله بن عنبة ، و قيل : عمارة .
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِي ُّ : مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.
وقال الذهبي : مختلف فى صحبته ، أسلم فى أيام النبوة.
قال صلاح الدين أبو سعيد خليل في جامع التحصيل (314) : أبو عنبة الخولاني مختلف في صحبته.
قال ابن كثير : مختلف في صحبته. التكميل لابن كثير (3/354).
قال ابن أثير في أسد الغابة : والخلف في صحبته كما تراه. (6140).
فمن قال بتبعيته وأنكر صحبته :
1- أبو زرعة
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 12 / 189 :
و قال أبو زرعة : كان جاهليا ، و لم تكن له صحبة ، و قد صرح عنه بسماع النبى صلى الله عليه و آله وسلم . اهـ .
2- أهل حمص
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة 3 / 434 :
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ أَهْلُ حِمْصَ:
هُوَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ، وَأَنْكَرُوا أَنْ تَكُوْنَ لَهُ صُحْبَةٌ.
قُلْتُ [أي الذهبي]: هَذَا يُحْمَلُ عَلَى إِنْكَارِهِمُ الصُّحْبَةَ التَّامَّةَ، لاَ الصُّحْبَةَ العَامَّةَ.
3- شرحبيل بن مسلم الخولاني.
قال: رأيت سبعة نفر، خمسة قد صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، واثنين قد أكلا الدم في الجاهليه، ولم يصحبا النبي صلى الله عليه وسلم -،
فأما اللذان لم يصحبا النبي صلى الله عليه وسلم فأبو عنبة الخولاني، وأبو فالح الأنماري. «العلل» (5815) .
4- أبو حاتم
وأورد صلاح الدين أبو سعيد خليل في جامع التحصيل (314) قوله :
وقال أبو حاتم: هو بأن لا يكون له صحبة أشبه وهو من الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام.
5- الدارقطني
وأورد صلاح الدين أبو سعيد خليل في جامع التحصيل (314) قوله :
قال الدارقطني : ليس بشيء وأحاديث أبي عنبة مرسلة والله أعلم.
6- أبو الحسن بن سميع
قال المزي في تهذيب الكمال :
و ذكره أبو الحسن بن سميع فى الطبقة الأولى من التابعين .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــ
ومن أثبت صحبيته :
1- عبد الصمد بن سعيد القاضى
قال المزى 34 / 150 :
و قال عبد الصمد بن سعيد القاضى فى تسمية من نزل حمص من الصحابة :
أبو عنبة الخولانى ممن أكل الدم فى الجاهلية و منزله بحمص معروف فى سوق جرجس بالقرب من مسجد الكلفيين ، و قد صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين كلتيهما ، أخبرنى يزيد بن عبد الصمد الدمشقى ، يعنى بذلك .
2- أحمد بن محمد بن عيسى صاحب " تاريخ الحمصيين "
و قال أحمد بن محمد بن عيسى صاحب " تاريخ الحمصيين " فى تسمية أصحاب أبى عبيدة و معاذ و الذين حضروا خطبة عمر بالجابية ، فمنهم :
أبو عنبة الخولانى ، أدرك الجاهلية و عاش إلى خلافة عبد الملك ، و أكل الدم فى الجاهلية ، و كان من أصحاب معاذ ممن أسلم و رسول الله صلى الله عليه وسلم حى ، و كان أعمى ". اهـ. مستفاد من المزي في الكمال.
3- الحافظ ابن حجر
رتبته عند ابن حجر : صحابى ، و يقال أسلم فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم و لم يره .
وقال في الإصابة (7/243) : أبو عنبة الخولانيّ. صحابي مشهور بكنيته ... ". اهـ.
4- ابن عساكر الدمشقي
قال في تاريخ دمشق (67 / 120) : حدث أبو عنبة وهو من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ".
5- ابن سعد يشير أنه صحابي في الطبقات الكبرى (7/303).
6- بكر بن زرعة
قال الحافظ في الإصابة (7/243) : وفي رواية البغويّ: سمعت [أي بكر بن زرعة] أبا عنبة، وهو من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ...". اهـ.
7- أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/1744) و(5:2979).
8- القرطبي في الاستيعاب في معرفة الصحابة (4/1788).
9- الذهبي قال في تاريخ الإسلام ت بشار (3:433) : لهُ صُحْبَةٌ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ، وَصَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَسَكَنَ حِمْصَ". اهـ.
10- ذكره خليفة بن خياط في الصحابة. مستفاد من التكميل لابن كثير (3/354).
11- ذكره أبو القاسم البغوي في الصحابة. التكميل لابن كثير (3/354).
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
قلتُ : على الأرجح أن أبا عنبة الخولاني صحابي،
بسبب العمى لم يرَ النبي صلى الله عليه وسلم ووردت الروايات صريحة بسماعه للنبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
ولعله كان له بئر على عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فما روي في مصنف عبد الرزاق [12611] وغيره،
من حديث أبي هريرة في تخيير الولد بين أبيه وأمه : " ... وقد سقاني من بئر أبي عنبة ... ". ولعله أبو عنبة ءاخر غير الخولاني، والله أعلم.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
وأبو عنبة الخولاني كما ذكرت في بادئ الأمر روي عنه حديث " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
رجاله ثقات عدا :
بقية بن الوليد صدوق يدلس عن الضعفاء وهنا روى عن ثقة وصرح بالتحديث.
وروى عنه عثمان بن عبد الله الشامي :
جاء تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة للمؤلف: محمد عمرو عبد اللطيف قال :
حديث أبي عنبة الخولاني: أخرجه البيهقى كما في "المقاصد"، ولم أرَ أحدًا تعرض للكلام عنه، فالله أعلم بحاله ". اهـ.
قلتُ : وجدت من تعرض للكلام عنه وهو الإمام الذهبي تعرض له في المهذب 8/4158 فقال : فيه عثمان ليس بثقة. اهـ.
قلتُ : وعثمان بن عمر الضبي يروي عن ثلاثة اسمهم عثمان بن عبد الله الشامي وهم :
عثمان بن عبد الله بن علاثة العقيلي الشامي وعثمان بن عبد الله بن عثمان الشامي وعثمان بن عبد الله بن عمرو الأموي القرشي الشامي.
فقد يحتمل أيضًا عثمان بن عبد الله الشامي شخصين اثنين يحملان نفس الاسم وعاشا بالشام وهما :
-عثمان بن عبد الله بن علاثة العقيلي الشامي . - عثمان بن عبد الله بن عثمان الشامي.
- عثمان بن عبد الله بن عمرو الأموي القرشي الشامي.
فالثالث : عثمان بن عبد الله الأموي الشامي، ذكره الإمام الذهبي في الميزان الاعتدال (3/41) وجرحه وقال عنه يروي الموضوعات عن الثقات.
ومما يدل على أن عثمان بن عمر الضبي يروي عن
- عثمان بن عبد الله بن عمرو القرشي الأموي
ما رواه الطبراني في المعجم الكبير [11457] فقال:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَخَفَّفَتْ أُمَّتِي بِالْخِفَافِ ذَاتِ الْمَنَاقِبِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وخَصَفُوا نِعَالَهُمْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُمْ "
سلمة بن سنان يروي عنه عثمان بن عبد الله القرشي :
ذكره أبو نصر ابن ماكولا في الإكمال ، وقال : وسلمة بن سنان أبو عبد الله الأنصاري، عن مسعر بن كدام، روى عنه عثمان بن عبد الله القرشي.
- عثمان بن عبد الله بن عثمان الشامي
ما رواه الطبراني في المعجم الأوسط [3710] فقال:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطَ، عَنْ مُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَسَخَّطَ رِزْقَهُ، وَبَثَّ شَكْوَاهُ، ولَمْ يَصْبِرْ، لَمْ يَصْعَدْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَمَلٌ، وَلَقِيَ اللَّهَ وهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ".
عثمان بن عبد الله بن عثمان الشامي:
توبع الطبراني على هذه الرواية من أبي نعيم في الحلية [12468] وقال: تَفَرَّدَ بِهِ عُثْمَانُ الْعُثْمَانَيُّ فِيمَا قَالَهُ سُلَيْمَانُ [أي الطبراني].
- أما أنه قد يكون عثمان بن عبد الله العقيلي
فلا دليل وقفت عليه في ذلك، لكن لو كان لكان أحسن حالًا ممن سبق؛
لأنه قد ذكر في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة وذكره ابن حبان في الثقات كما قال الحافظ في اللسان، لكن لادليل على أن العقيلي روى حديث أبي عنبة الخولاني.
إذن فالاحتمالات تنحصر إلى احتمالين وأرجحهما هو :
عثمان بن عبد الله بن عمرو القرشي الأموي الشامي وهو الذي يروي عن بقية بن الوليد والدليل على ذلك :
ما رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة [4 : 1358]:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكَلاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ... إلخ ". اهـ.
فالإسناد موضوع، لوجود عثمان بن عبد الله بن عمرو القرشي الشامي الأموي وقد ذكر الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال من جرحه واتهمه بالوضع، وكذلك الدارقطني.
والله أعلم.