غفر له ما تقدم من ذنبه
غفر له ما تقدم من ذنبه
د. أمير الحداد
من فوائد الصحبة الطيبة أن تكون الأحاديث والنقاشات في أمور ترجع بالأجر على الجميع... بالنسبة لي تتحول هذه النقاشات إلى أفكار لمقالات (كلمات في العقيدة).
كنا قد انتهينا من وجبة غداء خفيفة في مكتب صاحبي، أخذ يقرأ دعاء علقه على الحائط المقابل لمجلسه على الطاولة: «الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة».
- دعاء جميل، لأول مرة أراه معلقا على حائط بهذا الشكل الجميل.
- منذ عرفت أجره، حرصت على تعليقه في هذا الموضع.
- ذكرني ما أجره؟
- غفر له ما تقدم من ذنبه.
- هذا جاء من حديث صحيح، عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه».
- الحمدلله، فضل عظيم، بعمل قليل، وهذا معنى اسم الله تبارك وتعالى (الشاكر).
- ما رأيك أن نجمع الأحاديث التي تبشر بمغفرة ما تقدم من الذنوب؟
- فكرة جميلة، ولنجتمع في المرة القادمة لنقرأ شروحها.
- إن شاء الله.
وهكذا افترقنا على أن نجمع هذه الأحاديث، فكانت حصيلة ما جمعنا هي: حديث عثمان بن عقان أنه دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه. أخرجه البخاري
حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد؛ فإنه من وافق قوله قول ا لملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». أخرجه البخاري
حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال أحدكم آمين، وقالت الملائكة في السماء آمين، فوافقت إحداهما الأخرى؛ غفر له ما تقدم من ذنبه». أخرجه البخاري
حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». أخرجه البخاري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول من قام رمضانا إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. أخرجه البخاري
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا غفر الله له ذنوبه».
رواه مسلم والترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه وأبو داود ولم يقل ذنوبه وقال مسلم غفر له ما تقدم من ذنبه.
- وماذا عن حديث الحج؟!
- في أجر الحج «رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، وهو المعنى بذاته ولكن اللفظ مختلف.
- بالطبع المقصود بالذنوب هنا الصغائر؛ لأن الجمهور أن الكبائر تحتاج إلى توبة.
- إشكالي في فهم هذه الأحاديث أن بعضها يذكر أعمالا أشق بكثير من غيرها، مثلا صيام رمضان أشق من قيامه وقيام رمضان أشد من قيام ليلة القدر وقيام ليلة القدر أشد من دعاء الأذان ودعاء الطعام والثياب!
- نعم، هذه الأعمال تتفاوت في الجهد البدني المطلوب لأدائها ولا شك أن أجرها يتفاوت في مضاعفاته، ولكن يبقى أجر تكفير ما تقدم من الذنوب موجود لها جميعا، ولا تنس «أن كمال الأجر مع كمال العمل»، فإن نقص شيء من العمل نقص ما يعادله من الأجر، وفضل الله عظيم وهو سبحانه (الشاكر العليم).
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم
