رائيَّةُ الحِكمِ ودُرَّةُ الأخلاقِ والقِيَمِ


سَتمضي ثُمَّ تــبــقـــى مِنــكَ ذكرى
فكـــنْ وردًا وأهــدِ النَّـــاسَ عِطْرَا
وفرِّجْ كــــربَ مَهــمـــومٍ وأمــطرْ
علـــى أسمــاعِ مَنْ يرجوكَ بُشرى
وَكُـــنْ غــوثًا لمـــلهــوفٍ وعــونًا
لمُـــحــتـــاج ٍ وللــمـــظلــوم ِ نَصْرَا
وواسِ مُـــعَــذَّبًـ ـا فــي كــــلِّ حُـلْمٍ
يـــرى مــوتًا يَحُفُّ بـــه وقَـــبْـــرَا
وسامحْ مَـــنْ أســـاء إليك واسْكُبْ
على ظُلمــــاتِ مَنْ عاداكَ فجْـــرَا
ولا تعـــجبْ إذا ما الدَّهـــر أزرى
بِحُرٍّ ثُـــمَّ صـــار الــعَبْــدُ حُـــــرَّا
ولا تخُنِ الصَّـديقَ ومِلـــحَ خُــبــزٍ
وإنْ من صاحـــبٍ لاقــيـتَ غَدرَا
وأحـــسنْ إن فـــي الإحســان قيدًا
وفي الإحسانِ يغدو الناسُ أسرى
ولا تمــننْ , ولا تـــذكــرْ عطاءً
وأخلصْ إنَّ فـــي الإخلاص سِرَّا
ولا تقبض يديـــك , وكــنْ جوادًا
فإن البــخــــلَ بالأحســابِ أزرى
وإن جـــافـــــاك خِــلٌّ أو قـريــبٌ
فبعضُ الحُـــب بالأمــوال يُشرى
وبعض الحبِّ إنْ كــسَّرتَ يــومًا
فلن تلـــقى لــه وصـــلًا وجَــبْــرَا
وسِر بخطاكَ فوق الأرض هَـونًا
ولا تنظرْ لــخـــلـــق الله شـــزْرَا
ولا تكثرْ مُــزاحًا.. غُـضَّ صوتًا
ولا تشِ مــــرَّة، لا تُفــــشِ ســرَّا
تحرَّ الصدقَ , لا تصحبْ كـذوبًا
ولا تكســب بغمـــطِ الناس وزرَا
وكُن للخــيـــر مفــتـاحًا , وأنـفقْ
فبالإنفـــاقِ يــــزكــو المـالُ طُرَّا
ولا تقنــط إذا مـــا حـــلَّ عُســرٌ
وراقبْ بـــعد ذاك العســرِ يُسرَا
وأكثرْ من دعــاء الله واخشــــعْ
فحــاشا أن يــردَّ يديكَ صــفْــرَا
ولا تُنــكرْ مــن المعروف شـيئًا
وإن لاقيتَ جُــحـــدانًا ونُـكْـــرَا
وإنْ سربلتَ شــخــصًا ما بِسَتْرٍ
فربُّكُ سوف يُســدلُ منــه سَتْرَا
ولا تكرهْ مــن الأقـــدار شـيــئًا
فكم أمرٍ كرهتَ وكـــانَ خـيـرَا
ولا تغتبْ , ولا تــزرعْ فِــراقًا
وكنْ وصلًا يميتُ نَوىً وهجـْرَا
ولا تتـــركْ بـــلادًا نـمـتَ فيها
قريرَ العين كي تحـــيا بأخـرى
ولا تهـــجرْ ديــارًا عشتَ فيها
وتُعذَرُ إن هجــرتَ الدَّارَ قسْرَا
فكم ذَلَّ الغريــبُ وقـــامَ يــرنو
فلاحَ حصى البـــلاد سَنًا ودُرَّا
ولا تتـــركْ صــلاتَك إن فــيها
حياةً للقــلـــوبِ سَــنًا وأجـــرَا
وَبِرَّ الوالديــن , وكـنْ وَصُولًا
لأرحامٍ وخـــذْ رزقًـــا وعُمْرَا
وإن ضاجعتَ في ليل خـطوبًا
فقلْ: يا نفسُ صبرًا ثــم صَبرَا
وكنْ ذا هِمَّة واخــفضْ جناحًا
وطِــر بعلوِّهـا في الأفْق نَسرَا
ولا تخشَ الرَّدى فالموتُ حَقٌّ
ولا ترضَ الهوانَ وكُنْ هِزبْرَا
وصلِّ على النبيِّ لكـي يصلِّي
عليكَ بفضله الرحمنُ عشــرَا

شعر : مصطفى قاسم عباس