السلام عليكم،
هل يجوز للمسلم أن يقول لمسلم " إني أبغضك في الله " ؟
أفيدونا بارك الله لكم في جهودكم.
السلام عليكم،
هل يجوز للمسلم أن يقول لمسلم " إني أبغضك في الله " ؟
أفيدونا بارك الله لكم في جهودكم.
سئل الشيخ الألباني -رحمه الله-
السائل :إنسان كرهته لمسألة شرعية، هل يجوز أن نقول له في وجهه إني أبغضك لله ؟الشيخ :في حدود ما ذكرت يجوز طبعًا .السائل :لأني أعرف إعلان المحبة لله هذا هو الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؛ أما إعلان الكراهة والبغضاء ... ؟الشيخ :هذا في حدود ما ذكرت يجوز ، ودليلنا الحديث الذي جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا جاء إليه فقال يا عبد الله إني أحبك في الله ، قال أما أنا فأكرهك في الله ، أو أبغضك في الله ؛ قال لما ؟ قال لأنك تلحن في أذانك وتأخذ عليه أجرا ؛ واضح ؟السائل :نعم ، هذا قول ابن عباس ؟الشيخ :هذا قول ابن عمر .السائل :لمن ؟الشيخ :لواحد جاءه يقول له إني أحبك في الله ، قال أما أنا فأكرهك أو أبغضك في الله ؛ قال لما ؟ قال لأنك تلحن في أذانك وتأخذ عليه أجرًا .السائل :طيب هل صدر من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كلام مثل هذا أو تصريح أو تأييد ؟الشيخ :ما نذكر شيئًا من ذلك .السائل :يعني يعتمد كلام عبد الله بن عمر هذا ؟الشيخ :طبعًا لأنه أولًا ما في الشرع ما يمنع، وثانيًا القواعد الشرعية تؤيده لأنه تعرف أنت في الإسلام شيء اسمه مقاطعة ، هذه المقاطعة من هذا الباب ، بس في مقاطعة دون بيان السبب ، هنا مقاطعة مع بيان السبب ؛ أي نعم .
المصدر: موقع تفريغات أشرطة العلامة محمد ناصر الدين الألباني طيب الله ثراه
<strong><font size="5" color="#CC0000" face="Times New Roman">http://islamancient.com/play.php?catsmktba=211538
غالبًا تقصد كلام الشيخ -رحمه الله- هذا الذي في الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب (1/ 147):
ويؤيد ما ذهب إليه هؤلاء ما رواه عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان الضبعي عن يحيى البكاء قال: رأيت ابن عمر يقول لرجل: إني لأبغضك في الله ثم قال لأصحابه: إنه يتغنى في أذانه ويأخذ عليه أجرا
ذكره ابن حزم وقال الشوكاني: وقد أخرج ابن حبان عن يحيى البكاء (وفي الأصل: البكالي وهو تصحيف) قال: سمعت رجلا قال لابن عمر:إني لأحبك في الله فقال له ابن عمر: إني لأبغضك في الله فقال: سبحان الله أحبك في الله وتبغضيني في الله قال: نعم إنك تسأل على أذانك أجرا
قلت: وقد أخرج الطحاوي نحوه من طريق حماد بن سلمة عن يحيى البكاء
ثم قال ابن حزم: (ولا يعرف لابن عمر في هذا مخالف من الصحابة رضي الله عنهم)
قلت: لكن في ثبوت هذا الأثر عن ابن عمر نظر لأن مداره على يحيى البكاء وهو ضعيف كما في (التقريب) وقد ضعفه غير ما واحد من الأئمة كالنسائي والدارقطني وقال ابن حبان: (يروي المعضلات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به). ذكره الذهبي في (الميزان) ثم ساق له هذا الأثر عن ابن عمر
ثم الظاهر أن ابن حبان إنما أخرج أثره هذا في كتابه (الضعفاء) لا في (صحيحه) كما يوهم صنيع الشوكاني والله أعلم).
وأشار الشيخ في السلسلة الصحيحة: (1/ 104)، إلى ثبوته، وكما في جوابه على السائل المشار إليه سابقًا.
ولا أظن ذلك مخالفة للشيخ إلا بعد إثبات أنه استدل به بعد تضعيفه، وإلا لو أنه ضعفه بعد أن كان يظن صحته فلا تعارض ولا مخالفة حينئذ، ولا يستبعد أن الشيخ عند جوابه للسائل قد نسي تضعيفه للأثر، وهذا أيضًا ليس فيه تعمد المخالفة، والله أعلم.
ولا يخفى عليكم أن من العلماء من وثق يحيى البكاء كيحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن سعد، والأكثر على ضعفه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في مصنف عبد الرزاق الصنعاني (1/ 482):
1853 - عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، قَالَ لَهُ: (وَلَكِنِّي أُبْغِضُكَ فِي اللَّهِ)، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: (إِنَّكَ تَبْغِي فِي أَذَانِكَ، وَتَأْخُذُ الْأَجْرَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ).
جزاكم الله خيرا لكن في قولك
إشكال
فالقطان لا يرتضيه، ففي الجرح والتعديل (9/ 186): (نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال نا عبيد الله القواريرى قال: لم يكن يحيى بن سعيد القطان يرضى يحيى البكاء).
وفي تاريخ الإسلام ت بشار (3/ 559): (قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يَرْضَاهُ).وفي ميزان الاعتدال (4/ 409): (وأما يحيى القطان فكان لا يرضاه)، وغيرها.
نعم، انفرد الهيثمي في مجمع الزوائد، فنقل توثيقه عن يحيى بن سعيد القطان.
والله أعلم
لم أجد تصريحًا ليحيى القطان في توثيقه أو تضعيفه؛ وإنما وجدت المفاضلة بينه وبين بشر بن حرب فقدم بشرًا، فظني هذا هو سبب الاختلاف في فهم كلامه والنقل عنه، والله أعلم.
ففي تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان (ص: 60):
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: سُئِلَ يَحْيَى الْقطَّان عَن بشر بْن حَرْب وَأبي هَارُون، أَيّمَا أحب إِلَيْك؟ فَاخْتَارَ بشر بن حَارب، وَلَا أعلمهُ إِلَّا كَمَا قَالَ: وَكَانَ عَليّ بْن الْمَدِينِيّ يضعف بشر بْن حَرْب، وقَالَ يَحْيَى بْن معِين: بشر بْن حَرْب أحب إليّ من مائَة مثل يَحْيَى الْبكاء).
ومما يدل على عدم الاتفاق على ضعفه، وأن الأكثرين على تضعيفه؛ ما قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 350 - 351):
161 - يحيى البكاء البصري:
شيخ، بصري، محدث، فيه لين، من موالي الأزد.
وهو: يحيى بن مسلم.
وقيل: يحيى بن سليمان.
وقيل: ابن سليم، وهو يحيى بن أبي خليد.
حدث عن: ابن عمر، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، وغيرهم.
وهو قليل الرواية.
حدث عنه: حماد بن سلمة، وعبد الوارث، وحماد بن زيد، وقدامة بن شهاب، وعبد العزيز بن عبد الله النرمقي، وعلي بن عاصم، وآخرون.
قال ابن سعد: ثقة - إن شاء الله -.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي، كان يحيى القطان لا يرضاه.
وقال عباس، عن يحيى: يروي وكيع، عن شيخ له ضعيف، يقال له: يحيى بن مسلم، كوفي.
قلت: هكذا ساق ابن عدي في ترجمة البكاء، فوهم، لأن البكاء مات سنة ثلاثين ومائة.
وقال النسائي: متروك الحديث، بصري.
وروى: أحمد بن زهير، عن يحيى: ليس بذاك.
حماد بن زيد: عن يحيى البكاء، قال: سمعت رجلا قال لابن عمر: إني لأحبك.
قال: وأنا أبغضك في الله.
قال: لم؟
قال: لأنك تبغي في أذانك، وتأخذ عليه أجرًا).