.............................. ..........................
في مختصر الصواعق عن ابن القيم رحمه الله انه قال
نَزَّهَ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ عَنْ غَيْرِ مَا يَصِفُهُ بِهِ الْمُرْسَلُونَ فَقَالَ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ - وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
فَنَزَّهَ نَفْسَهُ عَمَّا يَصِفُهُ بِهِ الْخَلْقُ، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَى الْمُرْسَلِينَ لِسَلَامَةِ مَا وَصَفُوهُ بِهِ مِنَ النَّقَائِصِ وَالْعُيُوبِ، ثُمَّ حَمِدَ نَفْسَهُ عَلَى تَفَرُّدِهِ بِالْأَوْصَافِ الَّتِي يَسْتَحِقُّ عَلَيْهَا كَمَالَ الْحَمْدِ.
وَمِنْ هُنَا أَخَذَ إِمَامُ السُّنَّةِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ خُطْبَةَ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ:
" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَفَوْقَ مَا يَصِفُهُ خَلْقُهُ "
فَأَثْبَتَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ أَنَّ صِفَاتِهِ إِنَّمَا تُتَلَقَّى بِالسَّمْعِ لَا بِآرَاءِ الْخَلْقِ، وَأَنَّ أَوْصَافَهُ فَوْقَ مَا يَصِفُهُ بِهِ الْخَلْقُ، وَقَدْ شَهِدَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالْعِلْمِ لِمَنْ يَرَى أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ الْحَقُّ لَا آرَاءَ الرِّجَالِ، فَقَالَ تَعَالَى:
{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}
وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى}
فَمَنْ تَعَارَضَ عِنْدَهُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَآرَاءُ الرِّجَالِ فَقَدَّمَهَا عَلَيْهِ أَوْ تَوَقَّفَ فِيهِ أَوْ قَدَحَتْ فِي كَمَالِ مَعْرِفَتِهِ فَهُوَ أَعْمَى عَنِ الْحَقِّ. انتهى
سؤال بارك الله فيكم
معلوم لديكم ان الله عز وجل ينزه عن الباطل و النقائص و العيوب . و ان كلام الخلق في الله و صفاته لا يثبت منه الا ما ورد به الشرع و يرد الباطل من كلامهم . و ما لم ياتي به الشرع و لم يكن نقصا و لا عيبا يتوقف فيه لعدم ورود الشرع و لا ينفى عن الله عز وجل . و هذا معنى قول السلف لا يتجاوز القران و الحديث
لكن ذكر ابن القيم رحمه الله ان الله عز وجل نزه نفسه عما يصفه به الخلق و نزه نفسه عن غير ما يصفه به المرسلون . فلو اخذ اللفظ على اطلاقه لنفينا عن الله عز وجل كل وصف لم يصفه به الرسل و هذا من قوله تنزه و تقدس سبحانه و تعالى . و قد يتعارض هذا الاطلاق مع قولنا بالتوقف في المسكوت عنه ؟
مع اني رجعت الى بعض التفاسير فوجدت ان قوله تعالى كان ردا على مشركي العرب الذين وصفوه بالنقائص و العيوب ليست الاية عامة لجميع كلام الخلق .
فهل يصح ان يقال ان الله عز وجل منزه عن غير ما يصفه به المرسلون ؟
و بارك الله فيكم