تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: كيف نعدل سلوك أبنائنا؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي كيف نعدل سلوك أبنائنا؟

    كيف نعدل سلوك أبنائنا؟(1)


    نجلاء على هيكل
    إن أطفالنا هم اللبنة الأولى في بناء المستقبل، فبهم ترتقي الأمم؛ لذلك وجب علينا أن نقوم ونعدل من سلوكياتهم منذ اللحظة الأولى من الميلاد؛ من خلال أسس تربوية وعلمية سليمة.
    فنحن الآن في عصر التكنولوجيا والمعرفة، كما يوجد في العديد من الدول والبلاد العربية مراكز لتعاوننا على تعديل السلوك الخاطئ للأبناء لسلوك قويم منذ الصغر.

    كيف نعدل سلوك أبنائنا:
    حيث إن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، والتعليم في الكبر كالنقش على الماء، وهذه المراكز ليست فقط للعلاج؛ بل لتقديم العون والنصيحة منذ البداية فالوقاية خير من العلاج، لذلك في السطور القادمة سوف أقوم بتقديم بعض الأضواء المهمة في حياة الأبناء التي أتمنى أن تكون منبرا ينير للآباء بعض مفاهيمنا الخاطئة لسلوكيات الأطفال.

    الطفل والتعليم المبكر:
    إن مرحلة الطفولة من المراحل المهمة في حياة الأبناء؛ فهي المرحلة التي ينمو فيها الطفل جسديا وعقليا.
    وكل ما يحتاج إليه في هذه المرحلة هو: اللعب، وتفريغ الطاقة الكامنة بداخلة؛ وليس التعليم المبكر من قراءة وكتابة بشكل تقليدي، حيث إنه في هذه المرحلة لا تكون عضلات اليد والرؤية قد اكتملت لديه، كما إنها لا تكون متوافقة في الحركة معا.
    ويمكننا تعليم الطفل في هذا العمر بعض الحروف والأرقام من خلال القصص واللعب وليس بشكل تقليدي كما سبق وان ذكرنا.

    تغيير سلوك الأبناء:
    فلتغيير سلوكيات الأبناء: يجب أن نراقب سلوكياتنا نحن أولا، فالطفل المعتاد على الكذب؛ ما هو إلا نتيجة ملاحظته لأسلوب الآباء بالمنزل، و أيضا الطفل الغير منظم ما هو إلا نتيجة لعدم توعية الأم له بذلك، أو تعوديه على هذا السلوك منذ الصغر. حيث إننا نقول: إنه مازال صغيرا في العمر؛ ولا يقدر على ترتيب ألعابه وقصصه.
    فالطفل يحتفظ في ذاكرته بكل تصرفات الآباء ليظهرها بعد ذلك في مواقف مشابهه، مثل: قلق الأب في موقف ما، أو تصرفه بعصبية حيال شيء ما.

    أما في حال رفض الطفل للاستجابة: وجب علينا إما إرشاده بالقصص كنوع من أنواع الإرشاد غير المباشر، أو أن نتركه يخوض التجربة، والتي لا يوجد بها خطورة عليه بالطبع، وسوف يتعلم منها ما هو الصحيح من الخطأ، أو عن طريق التحذير بدون تهديد، أو التحفيز بالمكافآت والهدايا.
    كما أن الحب والحنان والتشجيع للأطفال: له مفعول السحر في تغيير سلوكيات الأطفال.
    و أيضا تجاهل التصرفات السيئة للطفل، وعدم ذكرها: من الأمور التي تعمل على قتل هذه الصفة السيئة في الطفل، كما يجب علينا الصبر والاستمرارية في تعديل الصفات السيئة للأبناء حيث إن ذلك التعديل يحتاج للشهر أو الشهرين حتى يـُقوم كما يذكر خبراء التربية.

    التحاق الطفل بالحضانة:
    وبلا شك أن بداية التحاق الطفل بالحضانة تعتبر الفطام الثاني له؛ لذلك على الأم أن تمهد له ذلك؛ لأن الحضانة هي البداية الاجتماعية له.
    فحب الطفل للحضانة من خلال قضاء أوقات جميلة ومرحة له أثناء اللعب والمرح مع الأطفال الآخرين المتماثلين في المرحلة العمرية نفسها.
    والانطلاق في الملاعب والأماكن الخضراء الواسعة وليس في الحضانات المغلقة؛ التي تكون في شقق سكنية، ولا تخضع للرعاية الصحية لمن شأنه أن يحبب الطفل في المستقبل على التعلم؛ لأن الحضانة تمهده للمدرسة ولكن بأسلوب جذاب يندمج فيه الطفل مع الصغار والمعلمة، كما أن دور المعلمة له أكبر الأثر في حب الطفل للحضانة والتعليم، وحب الاندماج الأول بالمجتمع الخارجي.

    التربية بالقصة من البداية:
    إن الطفل في عمر الستة شهور: لديه القدرة على أن تحكي له الأم القصص من الكتب المصورة حيث يرى الطفل الصورة ويسمع صوتها ويخذلها بعقله، وحينما يتعلم النطق ويراها يرتبط هذا بما قرأته له الأم في الصغر، محاولا أن يسترجع صوتها واسمها من الذاكرة؛ فالقراءة تعمل على توسيع مدارك الأطفال منذ المراحل العمرية الصغيرة.

    تنمية الوازع الديني:
    ونظرا لوجود مشاركين للآباء في التربية من فضائيات وإنترنت و أصدقاء: وجب بث الوازع الديني بداخل الطفل منذ الصغر؛ وذلك بتربيته على تنمية ملكة المراقبة لله، واستشعار الخوف منه سبحانه، وأنه مراقب، وأن الله تعالى يراه، مع تنمية شأن الضمير، حتى يكون ضميره هو الرقيب عليه أيضا.
    مع محاولة التضييق على الوسائل الأخرى التي أصبح من شأنها تدمير أبنائنا وسلب راحتنا؛ وذلك من خلال قضاء أوقات أكبر مع الأبناء في المتنزهات ومحاولة الرجوع للدفء الأسري، وليس الجلوس أمام التلفاز.
    فوجود وقت يومي للحوار مع الأبناء، يعرض كل فرد من الأسرة ما شاهده من خلال يومه المدرسي أو العملي: يعمل على عودة التواصل بين أفراد الأسرة، ويزيد من ترابطها كما كان في العهد السابق.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: كيف نعدل سلوك أبنائنا؟

    كيف نعدل سلوك أبنائنا؟(2)


    نجلاء على هيكل


    حينما ننظر لأطفالنا في نومهم نري بهم الملاك النائم؛ فنأخذ في تقبيلهم والدعاء لهم بالصحة والعافية والعمر المديد، وعلي النقيض تماماً من ذلك في صحوهم، نراهم عفاريت ويتلاعب الشيطان بعقولنا لندعو عليهم و تكبر أخطاؤهم بعيوننا.
    وبما أن دعوة الآباء مستجابة، كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم : «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم» رواه مسلم، وفي رواية أبي داود زيادة بعد الدعاء على الخدم:" ولا تدعوا على خدمكم ". ولقوله صلى الله عليه وسلم :"ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن ؛ دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده" رواه أبوداود والترمذي، وصححه الألباني.
    ويستفاد من هذا أن يعود المسلم لسانه على الدعاء بالخير والتوفيق لمن يتعامل معهم ويحبهم، ويتجنب الدعاء عليهم؛ فمن الممكن أن تكون أبواب السماء مفتوحة في ذلك الوقت، وتستقبل هذا الدعاء فيا ترى هل أطفالنا يستحقون منا هذا ؟ أم هم بالفعل مثل الملائكة و لكننا لا نرشدهم بالأسلوب الصحيح؟
    الأبناء والهوايات:
    إن الهواية الأكثر إمتاعا للطفل هي إما مشاهدة المسلسلات الكرتونية التي لا تخلو من العنف، أو ألعاب الفيديو جيم التي تأخذ تركيز الطفل بالكامل من سمع ورؤية، وفيه تضييع الكثير من الوقت دون فائدة، وفي الحديث الصحيح:" اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك" رواه الحاكم وصححه، وصححه الألباني.
    بالإضافة للجلوس الغير صحي للطفل على المقعد، والتي تكون إحدى الأسباب الرئيسية لآلام العظام بالمستقبل.
    إضافة أيضا إلى كثرة التردد على عيادات أطباء العيون التي نراها مملوءة بنصف المرضى تقريباً من الأطفال الذين يرتدون النظارات الطبية في الأعمار الصغيرة؛ وذلك يعود بالطبع لكثرة مشاهدة أفلام الكرتون التي تلهيهم بها الأم عنها؛ لتهتم هي بشؤون المنزل من طهي وترتيب وغسيل وغيره من طلبات المنزل، وهذه حال الأم ربة المنزل.
    فيا ترى ما هو وضع حياة الأمهات العاملات ؟ وما قد يلاقيه الطفل من إهمال من قبل الخادمات أو دور الحضانة؟
    إن خلق الهواية الجيدة للطفل لمن الأمور غير السهلة على الآباء لاختلاف الطباع من ابن لآخر؛ فهناك الطفل الرياضي، والطفل الفنان والطفل القارئ والكاتب، وكل من هذه الهوايات له دوره الإيجابي بالمجتمع.
    وأيضا القدرة على تفريغ الطاقة داخل الطفل من الأمور المهمة؛ وهذه الطاقة يلزمها مجهود ورياضة كي تفرغ. هذا بالنسبة لهواة الرياضة.
    أما هواة القراءة فنجدها تعمل على زرع روح التخيل والخيال عند الأطفال، كما أن الكتاب خير صديق للطفل، والكتاب المختار تحت إشراف الآباء يكون بالطبع هو الأفضل ،ولا ننسى الأعمال الفنية والرسومات والمشغولات اليدوية التي تخلق روح الإبداع والتذوق للطفل الفنان.
    كل هذه العناصر تعمل على شغل الطفل عن أفلام الكرتون التي تخلق العنف بداخله، ولكن الأمر يتطلب هدوء أعصاب، وتحمل من الآباء وصبر شديد، وإصرار وعزيمة.
    الآباء وشبح التعليم:
    إن معظم الأطفال فقدوا طفولتهم وحريتهم؛ بسبب كثرة الاستذكار وانشغالهم بالدروس الخصوصية التي يكون الهدف الأول منها هو الحصول على أعلى الدرجات للالتحاق بأفضل الكليات في المستقبل، فهذه هي ثقافة المجتمعات العربية، وإلا يكون الابن أمام والديه والمجتمع ابنا فاشلاً لأنه لم يحقق طموح والده فيه، ولا استطاع مكافأة والدته عن سهرها الليالي في رعايته!
    فإننا نرى في بعض البيوت التي صرف الأب على الابن أموالاً طائلة على الدروس الخصوصية التي هي تعتبر إهدارا للوقت، رسوب الابن وهذا يعود بالطبع لتشتت الابن بين المدرسة، والدروس وعدم وجود الوقت الكافي للراحة والاستذكار!
    وبالطبع كانت النتيجة إما الحصول على درجات ضعيفة أو الرسوب، ونجد الآباء في النهاية غير مصدقين لهذه النتيجة ولكنها هي النتيجة الطبيعية، ففي إحدى الأبحاث العلمية النفسية وجد أن معظم زائري الأطباء النفسيين يكون السبب الرئيسي لمشكلاتهم: من الدراسة وصراع التفوق، فهل نرى ما قد يصنعه التفكير الخاطئ للآباء في نفوس رجال الغد.
    الابن والقدوة:
    إن القدوة قد تغيرت فأصبحت القدوة اليوم متمثلة في ممثل مشهور أو لاعب كرة أو حتى مغنية، قدوة في الملابس والحركات والكلمات، وأصبح المجتمع المتمثل في البرامج التلفزيونية والإذاعية يتكلم عن ذلك المشهور بصورة متحمسة، حيث ينطلق من أعيننا شعاع براق عند الحديث عنه، فما يرى الطفل إلا هذه الكلمات التي تجعله يتمسك بذلك المشهور في عقله، راسماً صورته كنموذج مثالي له في المستقبل القريب غير البعيد.
    فلماذا لا يكون أفضل تكريم لسيدنا محمد عليه الصلاة وأذكي السلام، هو جعله قدوة لنا ولأطفالنا في كل مكان وزمان وموقف، وجعله يحيا بيننا بالذكر والمواقف المشابهة لنا في حياتنا فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لا يوجد أي شئ في حياته موضع خفاء؛ وقد تزوج من السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهي في العمر الصغير لتنقل لنا كل أفعاله وتصرفاته في مواقفه الحياتية، فحياته عليه الصلاة والسلام قدوة في كل زمان ومكان، وهذه أفضل قدوة لأطفالنا حينما نبدأ بزراعتها في أنفسهم منذ الصغر، فمن شب على شئ شاب عليه.
    الرزق ومسؤولية التربية:
    الله سبحانه وتعالى أمرنا بالسعي للرزق قال تعالى:" هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " سورة الملك.
    ولم يطلب منا جعله همنا الأكبر في الحياة؛ قال تعالى:" وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ " الذاريات؛ بل أخبرنا سبحانه وتعالى أن الاهتمام بالأبناء من أهم مسؤلياتنا، وأن تربيتهم على نهجه القويم هو سبب وجودنا على هذه الأرض.
    فالأب له دوره المسؤول عنه، والأم لها دورها في التربية، ومسؤولة عنه، كما ورد في الحديث المتفق على صحته:" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
    فالأم مدرسة ولكن القوامة والإصلاح للرجل وهذه أفضل صورة للكون، فوجود الأب بالمنزل يقرأ القرآن ويصلي السنة أو يتوضأ ليذهب للصلاة في المسجد لأفضل قدوة مرئية وعملية للطفل؛ حيث يتركز هذا في عقله.
    ومشاهدة الأم تبارك عودة الأب من العمل بالشوق والابتسامة: يعمل على خلق روح المحبة والاطمئنان للأطفال، و يكون نتاج ذلك هو خروج طفل للمجتمع سوي بدنياً ونفسيا أي ملاكاً كما في نومه.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: كيف نعدل سلوك أبنائنا؟


    كيف نعدل سلوك أبنائنا؟(2)


    نجلاء على هيكل

    بينما كنت أشاهد برنامجا بالتلفاز يتحدث عن معرض الكتاب، عدتُ بذاكرتي للوراء، وتذكرت حينما كانت تحكي لي والدتي قصة (حدوتة) ما قبل النوم، وكم كنت أسبح بخيالي وأتخيل الأشخاص والمواقف التي ترويها لي أمي في القصة ، وتذكرت القصص التي كنت أحب قراءتها وكم اشتملت عليه من مواقف وطرائف وغرائب يسبح الخيال بها، وأيضا المجلات التي تحتوي على المسابقات والألغاز والمعلومات العامة والثقافية وبالطبع كان أول شيء أحب قراءته بالمجلة: النكت المضحكة لأرويها لأفراد عائلتي الكبيرة.
    أهمية القراءة
    فالقراءة تعد من العوامل المهمة في توسيع معرفة الأشخاص عموماً، والأطفال خصوصاً ،على اختلاف مستوياتهم العمرية والعلمية والمعرفية ، فبالقراءة نسبح في بحور العلم والمعرفة.
    والقراءة تترك طابعا في الشخص وأسلوبه من حيث الألفاظ والعبارات، كما أن الأشخاص تأخذ منازلها بين بعضها البعض، بكثرة القراءة أو ما وصل إليه الشخص من علم، وعندما يفعل أو يتحدث هذا الشخص بأسلوب غير لائق؛ نقول في أنفسنا أليس هذا هو صاحب الثقافة الفلانية، أو لديه من المرتبة العلمية كذا وكذا.
    القراءة لمرحلة ما قبل المدرسة:
    لذلك وجدت أن أتحدث عن القراءة للأطفال، وذلك في المرحلة العمرية ما قبل المدرسة، والسنوات الأولى من التعليم ، حيث بداية خروج الطفل و اندماجه مع العالم الخارجي، متخذة من القراءة والقصص والكتب اليسيرة، والموجهة لهذه المرحلة العمرية من روايات عن التعاون والصدق وحب الخير وطاعة الوالدين .
    حيث تشتمل هذه النوعية من القصص على النصيحة الخفية الغير موجهة للطفل بدون أن يشعر وبدون أن يرتفع صوت الآباء: افعل أو لا تفعل يا بني، حيث إنه من خلال قراءة قصة لأبنائنا نكون قد نجحنا في شيئين : الأول: أن الابن يستمتع بقراءة والديه له ( قصة ما قبل النوم) فهو يكون في أعلى صور الهدوء والتقبل، لأنه استطاع جذب ولفت انتباه والديه إليه، فهو بذلك أصبح الملك المتربع على العرش.
    والثاني: أننا من خلال القصص المختارة سابقاً استطعنا أن نوصل له المعلومة التي نريدها، ولكن بصورة غير مباشرة قد يرفضها الابن في حالة المباشرة، فالأطفال لا يحبون كثرة الأوامر من الآباء.
    المتخصصون النفسيون والقراءة:
    ومن النتائج الإيجابية الأخرى التي يخبرنا عنها المتخصصون النفسيون ما يلي:
    إن الطفل يمكن أن يتعلم من خلال القصة: التفكير بصورة إيجابية، مثل التي بالقصة كقصة مثلاً تحكي عن الصدق والكذب وأن الطفل الصادق أصبح مصدر ثقة للناس والطفل الكاذب لم يعد يثق به الناس ،فالطفل يصبح من ضمن أشخاص القصة معتبراًنفسه البطل ، وماذا فعل وماذا يفعل ويترسب هذا الموقف بداخله في العقل اللاواعي ليظهر بصورة ثانية عند المواقف المشابهة في الحياة ، ومن إحدى نتائجها أيضاً أنها تشجع الطفل على التعبير عن مشكلاته بصورة جيدة للأم أو الأب أو المعلمة مثل مشاكله مع إخوتِه و زملائه ، أو خطأ في فهم الأم له في موقف ما، فتعيده الأم بأسلوب مبسط له ، وبالطبع فالقراءة يمكن أن تساعد الطفل في حل مشكلة جديدة وقعت له وكيف يتصرف بها في حالة عدم وجود والديه أو معلمته معه مثل تصرفه مع أحد زملائه أو إخوته يأخذ منه لعبة أو قلما بعنف .
    ومن خلال القراءة القصصية يمكنه أن يرى أن الأطفال الآخرين لديهم مثل مشكلته ومن بعض هذه المشاكل بالنسبة للطفل النوم مبكراً، عدم مشاهدة التليفزيون إلابعد الانتهاء من الواجبات المدرسية فهذه تعتبر من أكبرالمشكلات التي تواجه الأطفال في هذه المرحلة لعدم وعيهم بأهمية الدراسة ،لذلك فالقراءة تساعده في تقبل هذه المشكلة، وأن يبحث لها عن حلول ، وأن يبتكر أساليب عديدة للتعامل معها كأن يذكر للأم مثلاً أن يأخذ راحة بعد أن ينتهي من واجب مادة ويبدأ في واجب مادة أخرى .
    الآباء والقصص
    علينا اختيار القصة المناسبة للمرحلة العمرية التي يمر بها أولادنا ،مع عدم الاختصار أوالحذف لأن الطفل يكون متقمصا للشخصيات التي تروى له مما يعمل على زيادة تركيزه وانتباهه لما نروي بالقصة ،وأيضاً القراءة بالصوت الطبيعي مع علو الصوت وخفضه في المواقف التي تتطلب ذلك تعمل على زيادة انتباه الطفل وشعوره أن والدته أو والده معه من ضمن الشخصيات التي تحكيها فيتآلف معها أو معه أكثر ومع تعليماتهم له ، ويجب أن تكون الأم منتبهة للابن ولأنه يسمع بالفعل من خلال ملاحظاتها له أثناء القراءة ومن تعبيرات وجهه لأن الطفل في هذا العمر يفقد التركيز سريعاً فيجب أن ننبهه بأسلوب شيق كرفع وخفض الصوت مثلاً أثناء الرواية ، ولاننسى أن الأطفال يحبون تقليد أصوات الحيوانات الموجودة بالقصة مما يعمل على خلق روح المرح أثناء الرواية له.
    إستمرارية القراءة
    كما أن القراءة المستمرة للطفل على سبيل المثال نصف ساعة يومياً قبل النوم ، تساعده على التقبل لمختلف تقلبات الحياة بالنسبة له من تعنيف المعلمة أو أحد والديه له ،لأن الطفل يعاني مشكلات يومية كالآباء تماما ً، وتعمل القصة المقروءة له كعازل نفسي بين يومه المملوء بالمشاحنات مع زملائه وإخوته ، وروح الخيال الذي يسبح فيه مع أبطال الرواية ، كما أنها تساعده على تقبل نفسه والمحيطين به ، فنجد في النهاية طفلاً مرحاً وسعيداً.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: كيف نعدل سلوك أبنائنا؟

    كيف نعدل سلوك أبنائنا 4


    الأبناء و وقت الفراغ

    نجلاء على هيكل
    كنت أقوم بأعمال المنزل، حينما فاجأتني ابنتي وهي في غاية التأثر والحزن، تشتكي من كل شيء. و لا يعجبها أي شيء.
    غاضبة ثائرة لا تعلم ماذا تفعل؟ فأخواتها يشاهدون الرسوم المتحركة (الكرتون) وهو بالطبع لا يتناسب مع عمرها.

    فتأملتها قليلاً وحاولت تمالك أعصابي، واستنشقت هواءً كثيراً ثم قلت لها: بنيتي حبة قلبي، لماذا لا تأتي وتساعديني في أعمال المنزل فأنت الآن آنسة كبيرة، ووجودك معي لمساعدتي سيدخل الفرحة إلى قلبي.

    كما أنك ستريحيني من أعباء المنزل قليلاً، ففوجئت بها مسرورة لذلك، وفي المساء وبعد طول تفكير: طرقت لي فكرة أنه لماذا لا نشغل أوقات فراغ أبناءنا معنا في الأعمال الإيجابية، بجوار الهوايات النافعة لهم؛ حتى نستطيع بذلك أن نتحكم في طاقاتهم الداخلية بشكل عملي يتربون عليه منذ الصغر.

    فبدلا من أن نترك هذه الطاقة تضيع هباءً؛ نصنع بها شيئا مفيدا ينميهم ويكبرهم على الطاعات والنجاحات الأخرى في الحياة بجانب النجاح الدراسي.

    الشباب ووقت الفراغ:
    ومما لاشك فيه أنه يوجد في كل إنسان قوى كامنة تتحكم بشكل كبير في تصرفاته وأفعاله، فإذا لم يتم توجيه هذه القوى الهائلة، بشكل صحيح منذ الصغر: سوف تعمل على تدمير عقول أبناءنا.

    فالفراغ وبالأخص في أعمار الشباب هو مدمر لقواهم البشرية؛ لأن الشباب في هذه المرحلة لديهم الصحة والوقت، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ..الصحة والفراغ " ، لذلك على الآباء توجيهها بأسلوب جيد تربوي بما ينفع الشباب ، مثل الرياضة فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل " ، "فالعقل السليم في الجسم السليم "، فالعقل إن لم تشغله بما هو مفيد انقلب ضدك سواء على مستوى الصغار أو الكبار، ومن أمثلة الهوايات المهمة التي تعمل على نمو العقل: الرياضة، والقراءة، وبعض الأنشطة الخيرية المفيدة لهذا العمر.

    مميزات الرياضة:

    "في دراسة أجراها رائد عالم نفس الرياضة (اوجليفي) على عينة تتكون من خمسة عشر ألفاً من الرياضيين أوضحت النتائج أن للتربية البدنية والرياضية التأثيرات النفسية التالية:

    1.اكتساب الحاجة إلى تحقيق وإجراء أهداف عالية لأنفسهم وغيرهم، مثل: الحصول على بطولة معينة.
    2. الاتسام بالهدوء والطاعة واحترام السلطة.
    3. اكتساب مستوي رفيع من الثقة بالنفس؛ بسبب النجاحات المحقة من خلال المكاسب الرياضية، مثل: الفوز في مباراة ما، والتحكم في النفس وضبطها في المواقف التي تدعو للانفعال، انخفاض التوتر، انخفاض مستوى العدوانية " (راجع: الثقة بالنفس م عاطف أبو العيد).

    مميزات القراءة:

    1.فالقراءة تعمل علي تنمية الوعي الثاقب للفرد، كما أنها أول كلمة أنزلت على سيدنا محمد عليه الصلاةِ والسلام هي اقرأ.

    2.اتساع مدارك الفرد على المستوى الاجتماعي والفردي، والخوض في بحور المعرفة من علوم: كعلم الفلك والآثار والبحار والفضاء بالإضافة للعلوم الشرعية بالتأكيد.
    3. ملاءمتها لجميع الأعمار في كل الأوقات والأزمان؛ لوجود العديد من الكتب والمجلات التي تتسم بالتنوع لمختلف الأعمار والذوق والمجالات.

    4. سهولة الحصول عليها؛ لتوفرها بمبالغ زهيدة، مقارنة بالهوايات الأخرى: كالفنون والموسيقى والأدوات الرياضية التي يفوق أحياناً ثمنها مقدرة الأسرة المادية.

    بعض الأعمال الأخرى المفيدة:
    1. رعاية دور الأيتام وتفقد أحوالها، حيث أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار إلى السبابة والوسطى" ،وهذه البداية تكون من الآباء، لرعاية هذه الدور حيث من شب على شيء شاب عليه، فحينما يبصر الابن على رعايتنا لهذه الدور، وتقديم المساعدات المالية والعينية والخدمية لهم بدون مقابل سوى مرضاة الله سبحانه وتعالى، سوف يتأصل به هذه العادة فيسعى للاقتضاء بها كيفما فعلنا، معززين ثواب الآخرة على مكاسب الدنيا.

    2. الاهتمام بالأقارب من أخوات وإخوان وأعمام وخالات وتقديم المساعدات لهم، سواء أكانت مالية أو خدمية وأيضاً لا نستطيع نسيان رعاية الأجداد والاهتمام بأحوالهم الصحية ورعايتهم، فلقد أراد أحد الصحابة الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات وحينما علم بوجود والديه أخبره بالبقاء معهم ورعايتهم .

    3.تحفيظ القرآن للصغار من الأدوار المهمة للشباب، حيث يكون لديهم متسع من الوقت للذهاب إلى المسجد، من خلال دورات يقتسمونها فيما بينهم تحت إشراف أحد الآباء ، لتحفيظ من هم أصغر سناً القرآن.

    فهذه بعض النقاط التي أقترحها على الآباء لشغل أوقات فراغ الأبناء، بما هو مفيد، سواء من الناحية الدنيوية أوعمل ينتفعون به في الآخرة.

    دور الآباء:
    على الآباء تنمية الوعي الديني للأبناء بكافة الطرق، وزرع الثقة بالنفس في الأبناء، من خلال الأعمال الخيرية،لأنهم بهذه الأعمال يدركون النعمة التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها عليهم، من مأكل وملبس ومشرب ومسكن وصحة، وتأصيل مبدأ أن الجزاء في الآخرة، وهي أيضا تعزز الحمد لله على نعمه، وبالطبع عدم الاستسلام لمدمرات عقول الشباب، وذلك من خلال الأغاني، والفيديو كليب الذي له أكبر الأثر في تدمر القوي البشرية والنفسية، وبالأخص في مرحلة المراهقة، كما أن هذه الأعمال الخيرية تفتح للأبناء أفاقا جديدة للتميز في الحياة في جانب جديد ومختلف عن الجوانب الأخرى الموجودة، و بلا شك أنها تعلم الأبناء الإنتاجية الناجحة منذ الصغر، وذلك كتحفيظ القرآن للأطفال الأصغر سناً.

    تعليم الأبناء شكر النعم: حيث بذهابهم لملجأ الأيتام وبقربهم من هؤلاء الأطفال؛ سيلقون الضوء على ما هم به من نعمة، ويجب علينا أن نوجه شكرهم هذا لله سبحانه وتعالى وليس لأنفسنا.

    ومن هذه الأنشطة والهوايات يتعلم الأبناء أن النجاح في الحياة يكون نتيجة لبذل المجهود، وبالتالي يكون النجاح هو ثمرة هذا المجهود، وذلك بمعونة من الله سبحانه وتعالى، وهي تأصل بهم أن اليد العليا خيرٌٌ من السفلى، وأن اليد المقدمة للعطاء: أفضل من المستفيدة به وأنها الأسعد حالاً، كما أنها تعزز في الأبناء النظرة الثاقبة للحياة منذ الصغر، وخلق النظرة الواقعية للحياة؛ حتى لا يفاجؤا بما يوجد بها من تصادمات وصعاب في مستقبل حياتهم وتذكي بهم مبدأ أن: دوام الحال من المحال.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: كيف نعدل سلوك أبنائنا؟

    كيف نعدل سلوك أبنائنا 5


    نجلاء على هيكل


    بينما كنت أقرأ الورد اليومي من القرآن والذي أتعمد أن أقرأه أمام أبنائي، ذاكرة إياهم عن عدم مقاطعتي أثناء قراءتي للقرآن، حتى يتعلموا وينطبق بأذهانهم هذا المشهد لى فيتعلموا أن قراءة القرآن شيء يومي هام، معلمة إياهم أن هجر قراءة القرآن لمن الأمور المحرمة شرعاً، وأن قراءة القرآن تبعد الشيطان عن المنزل، وتهدئ نفوسنا فلا يتعارك الإخوة مع بعضهم البعض، وخصوصا البنين الذين لديهم من الطاقة مالا تستطيع الأم في بعض المواقف كبح جماحها.
    فسمعت ابني الصغير يحكي لأخته عن زميله بالمدرسة الذي لا يلعب معه إلا إذا أعطاه الحلوى الخاصة به وتذكرت الآية الكريمة لقوله تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (26) سورة آل عمران .حيث إن هذه الآية الكريمة ترشدنا إلى أن نكون أعزاء النفس، وأن العز والذل بيد الله وليس بيد أي شخص آخر، وترشدنا لأهمية البناء النفسي للإنسان منذ الصغر، وبالطبع بما أننا كآباء وجب علينا أن نزرع هذه الصفة الكريمة في نفوس الأبناء .
    والآن نتابع هذا المشهد ونلاحظ كيف تعالج الأم هذا الموقف الذي يبدو في نظرنا بسيطا لكنه لا شك في نفوس الأولاد له أثر كبير:

    الأم : بني قرة عيني احضر هنا بجواري، يا ترى ماذا صنعت اليوم بالمدرسة؟ .
    الابن : الحمد لله يا أمي .
    الأم : ويا ترى ما هي أخبار المعلمة،هل أجبت على كل ما طلبته منك؟
    الابن : نعم يا أمي فلقد كنت أميز تلميذ بالفصل، كما أن المعلمة أعطتني نجمة كبيرة جداً .
    الأم (وهي تحتضنه وتقبله): ما شاء الله، أنا فخورة بك يا بني.
    الابن : بعد إذنك يا أمي سوف أذهب للعب مع أخي .
    الأم : حبيبي لم تحكِ لي ما صنعته اليوم في أرجوحة المدرسة .
    الابن : لعبت يا أمي واستمتعت.
    الأم : يا ترى مع من ؟ أحمد أم مروان؟
    الابن : مع أحمد لأن مروان كان غائبا .
    الأم : و ما اللعبة التي لعبتها مع أحمد ؟
    الابن : لعبنا لعبة الجري .
    الأم :حقا, لعبة جميلة جداً .ما رأيك في أن نلعبها معاً ؟
    الابن : يضحك .
    الأم : ويا ترى أكلت البسكويت الذي أعطيته لك اليوم ؟
    الابن: لا يا أمي .
    الأم : لماذا؟ لم يعجبك؟
    الابن :بالطبع لا، فأنا أحبه ولكن أحمد قال لي: إذا أردت اللعب معي أعطني البسكويت الذي معك .
    الأم : وأعطيته إياه؟ .
    الابن: نعم يا أمي لكي ألعب معه .
    الأم : ولكنك يابني تحب البسكويت، وكان عليك ألا تعطيه لأحد، هل والدته لا تعطيه بسكويت؟
    الابن : كلا يا أمي، هي أعطته ولكنه أكله كله .
    الأم : حبيبي عليك أن تلعب مع أصدقائك بدون مقابل لأنهم يلعبون معك أنت وليس من أجل إعطائهم شيئا.
    الابن :أمي, وإذا لم أجد من يلعب معي، ماذا أفعل؟
    الأم :حينما تعود للمنزل،سوف ألعب أنا معك كل اللعب الذي تحبه.
    الابن: حاضر يا أمي .
    الأم : نحن نلعب معاً، ومع أصدقائنا لأننا أصدقاء، وليس من أجل البسكويت والحلوى.
    الابن : إذن فمتى نتشارك بالحلوى ؟
    الأم : حينما تأكل طعامك، وتحافظ على حلوتك، سوف أحضر لك حلوي تتشارك بها مع الفصل كله.
    الابن: حاضر أمي.
    الأم :الأم تحتضن ولدها وتقبله .
    الابن: يضحك ويقبل أمه، ويكمل اللعب مع إخوته.

    ملاحظات على الأبناء :
    إنه من الممكن في العمر الصغير أن يتعود الابن على أن يقدم خدمات أو أشياء للآخرين مقابل اللعب معه، وبالطبع هذه الصفة تتطور في المستقبل لأشياء أخري مثل : أن يكون مضحكة لزملائه، حتى يفوز بمرضاتهم من أجل صداقتهم، أو من أجل أن يتنزه معهم، أو ليخرج معهم في نزهة ويدفعوا له الحساب وغيره من الأمور التي نعلهما، والتي من الممكن أن تجعل الإنسان في الكبر يخالف ضميره وذلك من أجل الحصول على المال لوضع معيشي أفضل، قال تعالى : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ ) (المنافقون: من الآية8) فنتعلم أننا مطالبون بالعزة، لأن كل عمر له متعه ومتطلباته التي يسعد الإنسان بها, فلا ينبغي أبدا أن نذل أنفسنا من أجل الحصول على مكسب مادي أو متعة عاجلة.
    إن تبصرة الأبناء منذ الصغر على هذه الأمور الصغيرة تعمل على تفادي عواقبها بالمستقبل القريب وغير البعيد .

    نصائح الأجداد :
    ولم يترك أمر الذل دون التوجيه والنصيحة من الأجداد لما له من أهمية خاصة في نفوس العرب، وبما أنهم قوم يحافظون على عزتهم ومنهجيتهم في الحياة فقد كافأهم الله عز وجل بالإسلام فيقول في هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز في غيره أذلنا الله ".
    إن من عادات العرب كرههم لأن يستذلوا فإذا قدروا عفوا، فهذه هي الفطرة التي خلق الإنسان عليها، ولم ينس الشاعر أن يذكر أهمية هذا الأمر من خلال هذين البيتين :
    وصدق القائل:
    لا تخضعن لمخلوق على طمع
    فإن ذلك نقصٌ منك في الدين
    واسترزق الله مما في خزائنه
    فأمر ربك بين الكاف والنون

    وإن رسولنا الكريم نبهنا لذلك في حديثه الشريف حيث كان يتعوذ بالله من الذل : " اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقِلَّةِ، والذِلّةِ، وأعوذ بك من أن أظلم أو أُظلم" .
    فهذا الحديث الشريف آخر ما نختتم به مرددينه دائماً على ألسنتنا مذكرين أنفسنا وأبناءنا بقدرة الله عز وجل على صون عزتنا وكرامتنا وإنها بيده عز وجل وليست بيد أي مخلوق سواه.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: كيف نعدل سلوك أبنائنا؟

    كيف نعدل سلوك أبنائنا 6


    نجلاء على هيكل

    في أحد الأيام الخاصة بمدرسة ابني، وهو اليوم المخصص للتحدث مع المعلمات بخصوص الأبناء ومشاكلهم الدراسية، وغيرها من الأمور المهمة بالنسبة لسلوك الابن داخل الفصل، من حيث: انتباهه أثناء الدرس ودرجاته وغيرها، وجدت عند التحدث مع الأمهات أصدقاء ابني بالمدرسة مشكلة رئيسة مهمة مشتركة بين الأبناء، وهي العجلة أو الاستعجال، هذه الصفة السيئة التي نذكرها دائماً بالشيطان ونقول: "إن العجلة من الشيطان"، فهل نترك هذه الصفة تكبر مع فلذات أكبادنا أم نعالجها منذ نعومة أظافرهم متخذين من الكتاب والسنة مرشدا لنا ولأبناءنا.

    الأم: إن المعلمة اليوم مدحتك كثيراً، فأنت طيب وهادئ الطبع وهي تحبك كثيراً.
    الابن : صحيح يا أمي، أهي قالت لك هذا؟ أتحبني معلمتي؟
    الأم : نعم حبيبي ألديك شك في هذا؟
    الابن : لا، لا أدري، وماذا قالت أيضاً ؟
    الأم : أخبرتني أنك ولد ذكي ومحب للعلم، وأنك من المتفوقين.
    ( يفرح الابن ويصيح من الفرحة).
    الأم : تعال حبيبي هنا نرى الدرجات الخاصة بكل مادة.
    الابن : ها هي الشهادة.
    الأم : ممتاز، رائع، جيد جداً ، ولكن (يا تري لماذا نقصنا في مادة الرياضيات فأنت ولد ذكي! فنحن أخذنا نفس المسائل قبل الامتحان بالمنزل، ولقد أجبتها صحيحة كلها، فيا ترى ما السبب؟
    الابن: لا أدري يا أمي، أنا كنت أعرف كل الإجابات، ولا أعرف لماذا نقصت هكذا؟
    الأم : ياترى عملت سباق مع زميلك من ينتهي من الامتحان أولا؟
    الابن : لا لا.
    الأم : من الممكن أن تكون فرغت من الامتحان بسرعة حتى تنزل تلعب في الفناء مع أصحابك؟
    الإبن : لا، لكن أنا لا أتذكر.
    الأم : أقولك على شيء مهم، أنت تعرف أن الشيطان هو الذي يجعلنا نتعجل حتى لا نحصل على درجات جيدة ويشمت بنا، لأنك شاطر وذكي، وهو لا يريد أن يجعلك متفوقا وناجحا.
    الابن: حاضر يا أمي المرة القادمة سأنتبه جيدا.
    الأم: حضن كبير وقبلة قوية جداً لأمك حبيبتك من أشطر ولد في الدنيا.
    (الابن يضحك ويحضن والدته ويقبلها)
    الأم : هيا ياشاطر حتى تستعد للنوم.
    الابن : حاضر يا أمي، بسرعة مثل الطيارة.
    الام : نحن ماذا قلنا السرعة والعجلة من ماذا؟
    الابن: صحبح عندكِ حق, من الشيطان، حاضر يا أمي .. بهدوء ونظام.
    أسباب ظهور مشكلة التعجل؟
    مما لاشك فيه أن هذا العصر يتسم بالسرعة والعجلة في كل شيء؛ مما جعلنا نقلل في إخلاصنا للعمل وإتقانه، وبالتأكيد كبر الأبناء وشاهدوا هذه العجلة في حياتهم في كل شيء، في المواصلات، في الطرق، في المنزل، وهم يشاهدون الأب يهرول ليلحق بالعمل، الوقت غير كافي لإنجاز المهام المطلوبة من الأم، المعلمة تسرع في الشرح لكثرة عدد الطلاب ولتنهي المنهج المطالبة بتدريسه؛ لعدم وجود خطة جيدة للاستفاضة من الشرح، وغيرها من الأمثلة الأخرى التي نجدها في كل مكان التي هي من إحدى سمات هذا العصر.
    أهمية التربية الدينية:
    قال تعالى:" وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً "الإسراء 11، و قال تعالى " خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ " الأنبياء 37، ومن هذه الآيات القرآنية نجد أن العجلة هي طبيعة بشرية موجودة بالإنسان، وأن الإنسان مطالب بكبح جماحها حتى لا يقع في الأخطاء، وهي من الأمور التي لا تحمد عقباها، فعلى سبيل المثال: نحن نجد حوادث السيارات التي كثرت هذه الأيام ما هي إلا نتيجة للعجلة وسباق الزمن، فحينما نربى الأبناء على الهدوء والتأني، وأن الابن حينما يقود السيارة هو مطالب بالمحافظة على أرواح الآخرين وحمايتها؛ لأن القيادة المسرعة تعتبر خطرا من ناحيتين الأولى: عدم الحفاظ على أرواح الآخرين سواء من معه بالسيارة أو المارة في الطريق الذين من الممكن أن يكونوا إحدى ضحايا القيادة المتهورة.
    والناحية الثانية: من معه بالسيارة وأصدقاء أو أخوات أو آباء ومن الممكن أن يحدث لهم مكروه نتيجة لذلك، وبالتأكيد وكنتيجة حتمية للتروي وعدم الاستعجال: أن الابن الذي تربي على الهدوء والصبر سيعود عليه هذه التروي في كل مجالات حياته في المذاكرة والقيادة، وفي عمله على كافة المستويات المهنية من معلم وطبيب وحرفي وتاجر، فالإتقان مطالب به في كل شيء.
    كيفية تدريب الابن من الصغر على عدم السرعة في القيادة:
    وهو يلعب لعبة سباق السيارات بالحاسب أو الأتاري لا بد أن نعلمه القيادة برفق، ونعلمه أن التسابق ليس لمجرد السباق، بل له قواعد وأصول ولا بد من الالتزام، بقواعد وآداب المرور، وأيضا لا نتسابق بالسيارة في أي مكان بل في الأماكن المخصصة والمعدة لذلك، حتى لا نعرض الآمنيين للخطر، ثم نعرفه الأخطار المحدقة التي تنتظر المتسرعين، ليخاف من التهور في السرعة.
    وأيضا نرسخ في ذهنه مفاهيم مهمة، مثل: لا نتأخر في الانطلاق للمدرسة أو النزول للعمل حتى لا نسرع في الطريق بالسيارة، فمن الممكن أن نتعود على الاستيقاظ مبكرا لنقوم ببقية الأمور دون عجلة، أو إتقان.
    نتائج التربية الدينية:
    إن التهذيب الديني يعمل على تهدئة النفس حينما لا يتحقق مرادها في الوقت الراهن، لأنه بدون الوازع الديني، قد يركن الابن إلى الخمول والفتور في تأدية واجباته، وبالطبع من الممكن أن يكون هذا من إحدى نتائجه الاستيلاء على الأموال بطرق غير شرعية لاستعجاله الرزق وعدم الصبر عما قدر له؛ حينما يكون رباً لأسرة أو يكون من الأبناء المتطلعين، ولا يخفى علينا ما لتكنولوجيا العصر من منتجات تدعو الجميع للسعي وراءها، وما يوجد من دعاية لهذه المنتجات تشغل بال الشباب، مما يعمل على التنافس فيما بينهم لاقتنائها وليس كل أب في استطاعته الحصول على هذه التقنيات الحديثة لأسرته.
    كما أن تعليم الأبناء على الصبر الجميل، وأن "الصبر بالتصبر كما أن العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم " ، فيقال في الأمثلة الشعبية الموروثة أن: " الصبر مفتاح الفرج"، كما أن الصبر على المكاره في كافة مشكلات الحياة: يغفر العديد من السيئات ويطهر النفس ويزكيها، أي أنها من الصفات التي من الممكن اكتسابها، وأن يتعلم الابن أن الحياة مشوار كفاح يجب أن يبذل فيه المجهود، والوقت والجهد الشديد حتي يصل لأعلى المراتب، وأن كل إنسان يصل للنجاح نتيجة ما بذله من مجهود لذلك، فالله سبحانه وتعالى جعل الجنة درجات لهذا قال تعالى : "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ".
    الابن الصالح:
    لذلك فالابن الصالح ما هو إلا نتاج مجموعة من الأخلاقيات الإسلامية، التي يعمل الآباء على زراعتها بداخل الابن منذ الصغر، وبالتالي فصفة كالاستعجال تعمل على مسح كل هذه الصفات الجميلة التي لطالما عملنا على زراعتها بداخل الابن منذ الصغر باذلين الجهد والمال من أجل أن ننشئ جيلا قويا كما أمرنا الله عز وجل، فهذا سبب وجودنا في الحياة، ليكون نتاج هذا الفوز بالجنة التي نسعى جاهدين للوصول لها، والالتحاق بمن نحب بها.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •