جاء في مجلة الرسالة 20:848 للزيات:
" ويقال: إن غمدان أول قصر بني باليمن، ووجد فيه حجر في بعض زواياه فيه مكتوب بالخط المسند: (بناه غمدان). وإنه البناء الذي ذكره الله عز وجل بقوله: (لا يزَالُ بنيانهمُ الذي بنوْا رِيبَةً في قُلوبهمْ). فلما نزلت هذه الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فروة بن مُسبك ليهدمه، فلما أراد هدمه لم يقدر عليه، حتى أحرقه بالنار، ولم يهدم إلاّ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عند وفاته. لأنه لم يهدم إلا بعد أن عمل فروة بن مُسبك وقيس بن هُبَيْرة المكشوح في قتل الأسود بن كعب العنسي الذي ادعى النبوة بعد وفاة النبي صلة الله عليه وسلم، وله خبر طويل؛ وكان في القصر فقتل في السنة التي توفي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل هدم في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقيل له: إن كهان اليمن يزعمون أن الذي يهدمه يُقتل؛ فأمر بإعادة بنائه، فقيل له: لو أنفقت عليه خرج الأرض ما أعدته كما كان فتركه. . وقيل أيضاً وجد على خشبة لما خُرِّب وهُدم مكتوب برصاص مصبوب: (أسلم غمدان، هادمُكَ مقتول) فهدمه عثمان رضي الله عنه فقتل. وهناك وجه آخر قال فيه ابن الكلبي: كان على كلِّ ركن من أركان غمدان مكتوب (أسم غمدان، معاديك مقتول بسيف العدوان)".
ولو أضفنا إلى ذلك ما قاله النويري وغيره:
قال النويري (المتوفي: 733هـ) في ( نهاية الأرب في فنون الأدب ):
" ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال: لا يستقيم أمر العرب ما دام فيها غمدانها. وهذا القول هو الذى حضّ عثمان على هدمه ".
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع فروة بن مسيك وقيل مسبك الغطيفي وقيل المرادي وقد ثبت
ففي السفر الثاني من تاريخ ابن أبي خثيمة
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
" قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، مُفَارِقًا لِمُلُوكِ كِنْدَةَ، وَمُبَاعِدًا لَهُمْ، فَأَسْلَمَ، فَاسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، عَلَى مُرَادٍ، وَزُبَيْدٍ، وَمَذْحِجٍ " اهـ. قلتُ: رغم الانقطاع إلا أنه له شاهد من مسند أحمد وغيره:
عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُم؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: ثُمَّ بَدا لِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا بَلْ أَهْلُ سَبَأٍ هُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً، فَأَذَنْ لِي فِي قِتَالِ سَبَأٍ ... "اهـ.
وجاء في الطبقات الكبرى لابن سعد [ ج 8 : ص 590 ]:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
" قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُفَارِقًا لِمُلُوكِ كِنْدَةَ وَمُتَابِعًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ رَجُلا لَهُ شَرَفٌ، فَأَنْزَلَهُ ابْنُ عُبَادَةَ عَلَيْهِ، ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا لِمَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي. قَالَ: " أَيْنَ نَزَلْتَ يَا فَرْوَةُ؟ "، قَالَ: عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ. قَالَ: " بَارَكَ اللَّهُ عَلَى سَعْدٍ ".
وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا جَلَسَ، وَيَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَفَرَائِضَ الإِسْلامِ وَشَرَائِعَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا: " يَا فَرْوَةُ، هَلْ سَاءَكَ مَا أَصَابَ قَوْمَكَ يَوْمَ الرَّدْمِ؟ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ ذَا يُصِيبُ قَوْمَهْ مَا أَصَابَ قَوْمِي يَوْمَ الرَّدْمِ إِلا سَاءَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَزِدْ قَوْمَكَ فِي الإِسْلامِ إِلا خَيْرًا ". وَكَانَ بَيْنَ مُرَادٍ وَهَمْدَانَ وَقْعَةٌ، أَصَابَتْ هَمْدَانُ مِنْ مُرَادٍ مَا أَرَادُوا حَتَّى أَثْخَنُوهُمْ فِي يَوْمِ الرَّدْمِ، وَكَانَ الَّذِي قَادَ هَمْدَانَ إِلَى مُرَادٍ، الأَجْدَعُ بْنُ مَالِكٍ، فَفَضَحَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ فَرْوَةَ بْنُ مُسَيْكٍ: إِنْ نُغْلَبْ فَغَلابُونَ قُدْمًا وَإِنْ نُهْزَمْ فَغَيْرُ مُهَزَّمِينَا
وَمَا أَنْ طِبْنَا جُبْنًا وَلَكِنْ مَنَايَانَا وَطُعْمَةُ آخَرِينَا
كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُهُ سِجَالٌ تَكِرُّ صُرُوفُهُ حِينًا فَحِينَا
قَالَ: فَأَقَامَ فَرْوَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا أَقَامَ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُرَادٍ وَزُبَيْدٍ وَمَذْحِجٍ كُلِّهَا، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ كِتَابًا إِلَى الأَبْنَاءِ بِالْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الصَّدَقَاتِ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ، فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ عَلَى الصَّدَقَةِ مَعَ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، وَكَانَ فَرْوَةُ يَسِيرُ فِيهِمْ بِوِلايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اهـ.
وجاء أيضًا أنه [8 : 588] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ [أي الواقدي]:
" وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ أَيْضًا عَلَى صَدَقَاتِ مَذْحِجٍ " اهـ.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
موقف فروة بن مسيك مع قيس بن هبيرة المكشوح
فقد جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد [8 : 591]:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
" قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ زُبَيْدٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم وَكَانَ عَمْرٌو قَدْ قَالَ لِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيِّ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا قَيْسُ، إِنَّكَ سَيِّدُ قَوْمِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا: أَنَّ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ بِالْحِجَازِ، يَقُولُ إِنَّهُ نَبِيٌّ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا كَمَا يَقُولُ، فَإِنَّهُ لَنْ يَخْفَى عَلَيْنَا، إِذَا لَقِينَاهُ اتَّبَعْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ عَلِمْنَا عِلْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ يَسْبِقْ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ سَادَنَا، وَتَرَأَّسَ عَلَيْنَا، وَكُنَّا لَهُ أَذْنَابًا. فَأَبَى عَلَيْهِ قَيْسٌ، وَسَفَّهَ رَأْيَهُ ". فَرَكِبَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ حِينَ دَخَلَهَا وَهُوَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ، فَقِيلَ لِسَعْدٍ: عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ، فَرَحَّبَ بِهِ، وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُطَّ، وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ، ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَأَقَامَ أَيَّامًا، وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ، وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بِلادِهِ. وَأَقَامَ عَمْرٌو مَعَ زُبَيْدٍ قَوْمِهِ، وَعَلَيْهِمْ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ سَامِعًا مُطِيعًا، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْزُو أَطَاعَهُ، وَكَانَ فَرْوَةُ يُصِيبُ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ خُرُوجُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَوْعَدَ عَمْرًا وَتَحَطَّمَ عَلَيْهِ: خَالَفَنِي وَتَرَكَ رَأْيِي، وَقَالَ عَمْرٌو فِي ذَلِكَ شِعْرًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُهَا مِنْ مَشْيَخَتِنَا:
أَمَرْتُكَ يَوْمَ ذِي صَنْعَاءَ أَمْرًا بَادِيًا رُشْدُهْ
أَمَرْتُكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَالْمَعْرُوفِ تَتَعَدَّهْ
خَرَجْتَ مِنَ الْمَنِيِّ مِثْلَ الْحَمِيرِ عَارُهُ وَقْدُهْ
وَجَعَلَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: قَدْ خَبَّرْتُكَ يَا قَيْسُ بْنَ مَكْشُوحٍ: إِنَّكَ يَا قَيْسٌ سَتَكُونُ ذَنَبًا تَابِعًا لِفَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، وَجَعَلَ فَرْوَةُ يَطْلُبُ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ كُلَّ الطَّلَبِ حَتَّى فَرَّ مِنْ بِلادِهِ.[وزاد في رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق (وأسلم [قيس بن مكشوح] بعد ذلك)] فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَبَتَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ عَلَى الإِسْلامِ، يُغِيرُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ بِمَنْ أَطَاعَهُ، وَارْتَدَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ حِينَ ارْتَدَّ وَهِيَ ثَبْتٌ: وَجَدْنَا مُلْكَ فَرْوَةَ شَرَّ مُلْكٍ حِمَارٌ سَافَ مِنْخَرَهُ بِعُذْرِ وَكُنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَبَا عُمَيْرٍ تَرَى الْحُوَلاءَ مِنْ خُبْثٍ وَغَدْرٍ وَجَعَلَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ يَطْلُبُ مَنِ ارْتَدَّ عَنِ الإِسْلامِ وَيُقَاتِلُهُ ".اهـ.
وله خبر طويل في تاريخ دمشق لابن عساكر، وكان الأسود في القصر [غمدان] فقتل في السنة التي توفي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم،
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
أما عما يقال عن عمر وعثمان رضي الله عنهما باستشهادهم بهذه الأية فلا دليل على ذلك بل هو من قبيل التفسير والرأي لأن هناك تفسير ءاخر أصح عند الطبري وغيره من المفسرين فليراجع.
قلتُ ربما وجد المؤرخون بعض الأثار التي حدثت نتيجة هذه الحروب، وأتلفت بمرور الزمان على أيام عثمان رضي الله عنه، وأيضًا تدل الروايات على أن القصر قد هدم بواسطة فروة ومن معه في قتال المرتدين وتم قتل الأسود داخل القصر حينها حدث حصار أو ما شابه واستعمال عمر رضي الله عنه فروة على هذه البلاد فجعل الرواة يتأولون برأيهم لذا فلعل الكلام الذي تقوله الجاحظ على عثمان رضي الله عنه هو من قبيل الفهم للأحداث والرأي للجاحظ فيما يرى من الروايات وليس كلام عثمان رضي الله عنه، فيحاول كما يفعل الوعاظ وأصحاب الأخبار أن الآثار ينبغي أن تتلف لكون المعابد الأثرية من الجاهلية وقد يتأثر بها البعض كأهل البدع وغيرهم فلذا كان لازمًا التحذير منهم والله أعلم.
وقلتُ: أما ما ينقل أن عثمان كان يكره الجاهلية فلعله ما حدث في آخر آيامه:
" ... قبل قتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَرَأى من الرَّأْي إبعادهم عَن الْمَدِينَة فَأخْرج مِنْهُم عَن الْمَدِينَة سَبْعَة عشر نفسا مِنْهُم الْقَوْم الَّذين سميناهم وَمِنْهُم على مَا ذكر صعصعة بن صوجان وَزيد بن صوجان العبديان وَعبد الله بن الْكواء وَعمر بن الْحمق فِي آخَرين فَكَانَ مُعَاوِيَة يقربهُمْ ويدنيهم ويحضرهم طَعَامه وَيكثر إذكارهم بِاللَّه ويخوفهم شقّ الْعَصَا والفتك بِإِمَام الْأمة وتعظيم حُرْمَة الْإِمَامَة وَوُجُوب لُزُوم الْجَمَاعَة إِلَى أَن قَالَ لَهُ زيد بن صوجان يَوْمًا كم تكْثر علينا بالإمرة وبقريش فوَاللَّه مَا زَالَت الْعَرَب تَأْكُل من قَوَائِم سيوفها وقريش تَأْكُل من متاجرها فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة اسْكُتْ لَا أم لَك أذكرك بِالْإِسْلَامِ وتذكرني بالجاهلية قبح الله من كثر على أَمِير الْمُؤمنِينَ بكم ...".اهـ.
تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ص: 521.
والله أعلم.