قلت : وجدت من توهم في حديث عائشة رضي الله عنه في شرح السنة للبغوي من طريق :
بِشْرٍ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ يَأْتِينِي، فَيَقُولُ: " أَعِنْدَكِ غَدَاءٌ؟ " فَأَقُولُ: لا، فَيَقُولُ: " إِنِّي صَائِمٌ "، قَالَتْ: فَأَتَانِي يَوْمًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّهٌ، قَالَ: " وَمَا هِيَ؟ " قُلْتُ: حَيْسٌ، قَالَ " أَمَا إِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِمًا "، قَالَتْ: ثُمَّ أَكَلَ.
قالوا سفيان هذا هو ابن عيينة وهو خطأ، وقد رواه الترمذي من طريق بشر عن سفيان وقَالَ الترمذي أَبُو عِيسَى في جامع الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
قلتُ: فهو إذن الثوري لوجود ما دل ذلك على صريح إسنادٍ ءاخر بأنه الثوري عند البيهقي في السنن الكبرى [4 : 202]:
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْبَصْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: ... نحوه ".
وقال الدارقطني في رواية أخرى في سننه : وهذا إسناد صحيح.
ومما أسنده ابن أبي مريم في مسنده لسفيان الثوري برقم [71 ] فقال:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: ... مثله ".
وفي شرح المعاني للطحاوي [2041] فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ".
وفي مجلس من أمالي ابن منده من طريق :
عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة، أنها قالت: كان رسول الله يقول: " هل عندكم غداء؟ " ثم يقول: " إني صائم ".
وعلى هذا أغلب الروايات على أنه الثوري.
أما ما روي من طريق سفيان بن عيينة مصرحًا باسمه هو ما جاء في سنن الدارقطني فقال :
[2216] حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِيهِ طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ "، وَأُهْدِيَ لَهُ حَيْسٌ، فَقَالَ: " إِنِّي آكُلُ وَأَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ ".
لَمْ يَرْوِهِ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنِ ابْنِ عُنَيْنَةَ غَيْرُ الْبَاهِلِيِّ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَى قَوْلِهِ: " وَأَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ "، وَلَعَلَّهُ شُبِّهَ عَلَيْهِ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لِكَثْرَةِ مَنْ خَالَفَهُ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ". اهـ.
قلتُ : وقفت له متابعة على من روى عن سفيان بن عيينة غير مصرح باسمه لكن بدون هذه الزيادة وأصاب الدارقطني في قوله : " ولعله شبه عليه [أي الباهلي]:
والرواية المتابعة هو ما جاءت في معرفة السنن والآثار للبيهقي [ ج 3 : ص 346 ]
فقال:
[2441] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَنَا:
" هَلْ عِنْدَكُمْ طَعَامٌ؟ "، فَإِنْ قُلْنَا: لَا، قَالَ: " إِنِّي صَائِمٌ ".
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى: " فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ "
قلتُ: فيحيى بن بكير لا أعلم إلا أنه يروي عن سفيان بن عيينة وكما ترى بدون زيادة الباهلي،
وقلت: بل يحيى بن بكير لم يرَ سفيان الثوري فيحيى مولود 154 هـ عاش بمصر والشام والثوري توفي 161 هـ عاش بالكوفة والبصرة أي بينهما سبع سنين أما ابن عيينة عاش بالشام فهو المحتمل الوحيد لملاقاته يحيى بن بكير والله أعلم.
وجزاك الله خيرًا.