قال الشيخ الامام عبد اللطيف بن عبد الرحمن في مصباح الظلام ص 125 – 126 -((وأما الرسل وأتباع الرسل فكفَّروا من لم يؤمن بالله، أي: بربوبيته، وإلهيَّته، وتوحيده، وإفراده بالعبادة، ومن جعل له ندًّا يدعوه ويعبده، ويستغيث به ويتوكَّل عليه ويعظّمه، كما فعلت الجاهلية من العرب، ومشركوا أهل الكتاب، فتكفير هؤلاء ومن ضاهاهم وشابههم ممن أتى بقول أو فعل يتضمَّن العدل بالله، وعدم الإيمان بتوحيده وربوبيته وإلهيته وصفات كماله، والإيمان برسله وملائكته، وكتبه، والإيمان بالبعث بعد الموت، وكل ما شابه هذا من الذنوب المكفرة كما نصَّ عليه علماء الأمة، وبسطوا القول فيه، حتى كفَّروا من أنكر فرعا مجمعا عليه إجماعا قطعيا، كما مرَّت حكايته عن الحنابلة وأمَّا الخوارج فلم يفصِّلوا ولم يفقهوا مراد الله ورسوله، فكفَّروا بكل ذنب ارتكبه المسلم فمن جعل التكفير بالشرك الأكبر من هذا الباب، فقد طعن على الرسل وعلى الأمة، ولم يميز بين دينهم ومذهب الخوارج، وقد نبذ نصوص التنزيل واتبع غير سبيل المؤمنين )).[مصباح الظلام ص 125 – 126 ]-----------------------قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - في الرسالة التاسعة ((وقال صاحب الإقناع أن الهازل بالدين يكفر ، وأن المبغض لما جاء به الرسول كافر بالإجماع ولو عمل به ، وأن من دعا عليًا بن أبي طالب وادعى فيه الألوهية فإنه كافر ، ومن شك في كفرهم فهو كافـر ، فكيف بمن جادل عنهم وادعى أنهم مسلمون وجعلنا خوارج وكفار لما أنكرنا عليهم )) ------------------قال الامام محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج2 ص 121 ((ومعنى الكفر بالطاغوت أن تبرأ من كل ما يُعتقد فيه غير الله من جني أو أنسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك وتشهد عليه بالكُفر والضلال وتبغضه ولو كان أباك أو أخاك فأما من قال أنا لا أعبد إلا الله وأنا لا أتعرض السادة والقباب على القبور وأمثال ذلك فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت)) ---------
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج13 ص 106 عند قول الله تعالى ( بل ملة إبراهيم حنيفا و كان من المشركين)(( أن من الناس من يدعي أنه لا يشرك و أنه مخلص , و لكن لا يتبرأ من المشركين , و ملة إبراهيم الجمع بين الأمرين ))----------------------و قال أيضا في الدرر السنية ج1 ص161 (( وأما صفة الكفر بالطاغوت فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتُكفر أهلها وتعاديهم )) ومن لن يحقق صفة الكفر بالطاغوت ليس مُحقق للإسلام-------------------
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية ج1 ص 63
((الذي نُكفّر، الذي يشهد أن التوحيد دين الله، ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة، ثم بعد هذا يكفّر أهل التوحيد، ويسميهم الخوارج، ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد))-----------------و قال أيضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى ثنيان بن سعود ((فالنهي عن الشرك يستلزم الكفر بالطاغوت، ولا إله إلا الله الإيمان بالله، وهذا وإن كان متلازماً فيوضحه لكم الواقع، وهو أن كثيراً من الناس يقول: لا أعبد إلا الله، وأنا أشهد بكذا، وأقر بكذا، ويكثر الكلام، فإذا قيل له: ما تقول في فلان وفلان إذا عَبَدا أو عُبِدا من دون الله، قال: ما عليَّ من الناس، الله أعلم بحالهم، ويظن بباطنه أن ذلك لا يجب عليه )) الرسائل الشخصية 163---------------------قال الشّيخ محمّد بن عبد الوّهاب في نواقض الإسلام : الثالث: من لم يكفّر المشركين ، أو شكّ في كفرهم ، أو صحّح مذهبهم ، كفر، وقال ابن تيمية من دعا عليّ بن أبي طالب ، فقد كفر، ومن شكّ في كفره ، فقد كفر.))--------------قال الامام محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية ج 10 ص 250((فمن قال: إن التلفظ بالشهادتين لا يضر معهما شيء، أو قال: من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره، وإن عبد غير الله فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، لأن قائل هذا القول مكذب لله ورسوله، وإجماع المسلمين كما قدمنا، ونصوص الكتاب والسنة في ذلك كثيرة، مع الإجماع القطعي، الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء، لكن التقليد والهوى يعمي ويصم {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}))----------------------قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية ج10 ص 250 ((وأما قول من يقول: إن من تكلم بالشهادتين ما يجوز تكفيره، وقائل هذا القول لا بد أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله، في مثل من أنكر البعث، أو شك فيه، مع إتيانه بالشهادتين، أو أنكر نبوة أحد من الأنبياء الذين سماهم الله في كتابه، أو قال الزنى حلال، أو نحو ذلك، فلا أظن يتوقف في كفر هؤلاء وأمثالهم، إلا من يكابر ويعاند . فإن كابر وعاند، وقال: لا يضر شيء من ذلك، ولا يكفر به من أتى بالشهادتين، فلا شك في كفره، ولا كفر من شك في كفره، لأنه بقوله هذا مكذب لله ولرسوله، ولإجماع المسلمين؛ والأدلة على ذلك ظاهرة بالكتاب والسنة والإجماع )) -----------------------
قال الشيخ سليمان بن عبد الله في الدرر السنية ج 8 ص 160 و 161 ((وأما قول السائل: فإن كان ما يقدر من نفسه، أن يتلفظ بِكفرهم وسبهم - أي في أهل بلد مُرتدين، وهكذا كان نص السؤال - ما حكمه؟ فالجواب: لا يخلو ذلك عن أن يكون شاكاً في كفرهم أو جاهلاً به، أو يُقرّ بأنهم كفرة هم وأشباههم، ولكن لا يقدر على مواجهتهم وتكفيرهم، أو يقول غيرهم كفار، لا أقول إنهم كفار، فإن كان شاكاً في كفرهم أو جاهلاً بكفرهم، بُيّنت له الأدلة من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كُفرهم، فإن شك بعد ذلك أو تردد، فإنه كافر بإجماع العلماء. على أن من شك في كفر الكافر، فهو كافر. وإن كان يُقرّ بكفرهم، ولا يقدر على مواجهتهم بتكفيرهم، فهو مداهن لهم ، ويدخل في قوله تعالى: {ودّوا لو تُدهن فيدهِنون} [القلم/9] وله حكم أمثاله من أهل الذنوب، وإن كان يقول: أقول غيرهم كفار، ولا أقول هم كفار، فهذا حكم منه بإسلامهم، إذ لا واسطة بين الكفر والإسلام، فإن لم يكونوا كفاراً فهم مسلمون؛ وحينئذٍ فمن سمى الكفر إسلاماً أو سمى الكفار مسلمون، فهو كافر فيكون هذا كافرا))--------------
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهّاب في الدرر السنية ج8 ص 163 (( المسألة الرابعة : في معنى قوله - تبارك وتعالى - : " إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ" [ سورة النساء آية : 140] ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: " من جامع المشرك وسكن معه ، فإنه مثله ".
الجواب : أنّ معنى الآية على ظاهرها ، وهو أنّ الرّجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ، ويستهزأ بها ، فجلس عند الكافرين المستهزئين ، من غير إكراه ولا إنكار، ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، فهو كافر مثلهم ، وإن لم يفعل فعلهم ، لأنّ ذلك يتضمّن الرّضاء بالكفر، والرّضاء بالكفر كفر. وبهذه الآية ونحوها ، استدل العلماء على أنّ الرّاضي بالذنب كفاعله ، فإن ادّعى أنّه يكره ذلك بقلبه لم يقبل منه لأنّ الحكم على الظاهر، وهو قد أظهر الكفر، فيكون كافراً. ولهذا لما وقعت الرّدّة بعد موت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وادّعى أناس أنّهم كرهوا ذلك ، لم يقبل منهم الصّحابة ذلك ، بل جعلوهم كلهم مرتدّين ، إلا من أنكر بلسانه وقلبه ))
قال أئمّة نجد في الدرر السنية ج9 ص 291 (( الأمر الثاني : ممّا يوجب الجهاد لمن اتّصف به : عدم تكفير المشركين ، أو الشّكّ في كفرهم ، فإنّ ذلك من نواقض الإسلام ومبطلاته ، فمن اتّصف به فقد كفر، وحلّ دمه وماله ، ووجب قتاله حتى يُكفّر المشركين ، والدّليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم- : " من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه "،علق عصمة المال والدّم بأمرين :
الأمر الأول : قول : لا إله إلا الله .
الثاني : الكفر بما يعبد من دون الله.
فلا يعصم دم العبد وماله ، حتى يأتي بهذين الأمرين :
الأوّل : قوله : لا إله إلا الله ، والمراد معناها لا مجرّد لفظها ، ومعناها هو توحيد الله بجميع أنواع العبادة.
الأمر الثاني : الكفر بما يعبد من دون الله ، والمراد بذلك تكفير المشركين ، والبراءة منهم ، وممّا يعبدون مع الله . فمن لم يكفر المشركين من الدولة التركية ، وعبّاد القبور، كأهل مكة وغيرهم ، ممّن عبد الصّالحين ، وعدل عن توحيد الله إلى الشرك، وبدّل سنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم – بالبدع ، فهو كافر مثلهم ، وإن كان يكره دينهم ، ويبغضهم ، ويحبّ الإسلام والمسلمين ، فإنّ الذي لا يكفّر المشركين غير مصدّق بالقرآن ، فإنّ القرآن قد كفّر المشركين ، وأمر بتكفيرهم ، وعداوتهم وقتالهم.-----------------
و قال الشيخ عبد الله ، والشيخ إبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، في الدرر السنية ج 10 ص 436 في الرد على السؤال التالي ((ما قول علماء المسلمين ، و أئمة الموحدين في إمامة رجل يقول في الجهمية و القبورية المنكرين لتوحيد الذات و الصفات ، و توحيد العبادة ، كأكثر أهل دبي و أبي ظبي و نحوهما قولان ، و أنهما لم تبلغهما الحجة ، و لما سأل كيف تشبهنا بهم ؟ قال : هم مسلمون .. .
فأجابوا "بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الجواب : لا تصح إمامة من لا يكفر الجهمية و القبوريين ، أو يشك في تكفيرهم ، و هذه المسألة من أوضح الواضحات عند طلبة العلم و أهل الأثر ، و ذلك أن الإمام أحمد رحمه الله و أمثاله من أهل العلم و الحديث لم يختلفوا في تكفير الجهمية ، و أنهم ضلال زنادقة ، وقد ذكر من صنف في السنة تكفيرهم عن عامة أهل العلم و الأثر ، و عد اللالكائي الإمام رحمه الله منهم عددا يتعذر ذكرهم في هذه الفتوى ، و كذلك ابن الإمام عبد الله بن أحمد في كتاب السنة ، و الخلال في كتاب السنة ، و إمام الأئمة ابن خزيمة قرر كفرهم و نقله عن أساطين الأئمة ، وقد حكى كفرهم شمس الدين ابن القيم في كافيته عن خمسمئة من أئمة المسلمين و علمائهم .
و قد يفرق بين من قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها و بين من لا شعور له بذلك ، و هذا القول يميل إليه الشيخ بن تيمية في المسائل التي قد يخفى دليلها على بعض الناس ، وعلى هذا القول فالجهمية في هذه الأزمنة قد بلغتهم الحجة ، و ظهر الدليل ، وعرفوا ما عليه أهل السنة و الجماعة ، واشتهرت التفاسير و الأحاديث النبوية ، و ظهرت ظهورا ليس بعده إلا المكابرة و العناد ، و هذه هي حقيقة الكفر و الإلحاد ، كيف لا ! و قولهم يقتضي من تعطيل الذات و الصفات ، و الكفر بما اتفقت عليه الرسالة و النبوات ، و شهدت به الفطر السليمات ، ما لا يبقى معه حقيقة للربوبية و الإلهية و لا وجود للذات المقدسة المتصفة بجميل الصفات ، و هم إنما يعبدون عدما لا حقيقة لوجوده ، و يعتمدون على الخيالات و الشبه ما يعلم فساده بضرورة العقل ، و بالضرورة من دين الإسلام عند من عرفه ، و عرف ما جاءت به الرسل صلوات الله و سلامه عليهم و أجمعين و لبشر المريسي و أمثاله من الشبه و الكلام في نفي الصفات ما هو من جنس هذا المذكور عند الجهمية المتأخرين ، بل كلامه أخف إلحادا من بعض قول هؤلاء الضلال ، و مع ذلك فأهل العلم متفقون على تكفيره .
و كذلك القبوريون لا يشك في كفرهم من شم رائحة الإيمان ، و قد ذكر الشيخ بن تيمية و تلميذه ابن القيم في غير موضع أن نفي التكفير بالمكفرات قوليها و فعليها فيما يخفى دليله و لم تقم الحجة على فاعله ، و أن نفي التكفير مخصوص بمسائل النزاع بين الأمة ، و أما دعاء الصالحين ، و الاستغاثة بهم ، وقصدهم في الملمات و الشدائد ، فهذا لا ينازع مسلم في تحريمه ، و الحكم بأنه من الشرك الأكبر ، فليس في تكفيرهم و تكفير الجهمية قولان .و أما الأباضية في هذه الأزمان : فليسوا على طريقة الماضين من أسلافهم ، و الذي يبلغنا أنهم على دين عباد القبور ، و انتحلوا أمورا كفرية لا يتسع ذكرها هنا ، و من كان بهذه المثابةفلا شك في كفره ، فلا يقول بإسلامهم إلا إنسان مصاب في عقله و دينه ))