تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ثبوت صفة الوجود لله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي ثبوت صفة الوجود لله تعالى

    السؤال

    لم أجد في أسماء الله وصفاته اسم ( الموجود ) ، وإنما وجدت اسم (الواجد) وعلمت في اللغة أن الموجود على وزن مفعول ولا بد أن يكون لكل موجود موجد ، كما أن لكل مفعول فاعل ، ومحال أن يوجد لله موجد . ورأيت أن الواجد يشبه اسم الخالق ، والموجود يشبه اسم المخلوق ، وكما أن لكل موجود موجد فلكل مخلوق خالق ، فهل لي بعد ذلك أن أصف الله بأنه موجود ؟
    نص الجواب




    الحمد لله
    " وجود الله معلوم من الدين بالضرورة ، وهو صفة لله بإجماع المسلمين ، بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين لا ينازع في ذلك إلا ملحد دهري ، ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له موجد ؛
    لأن الوجود نوعان :
    الأول : وجود ذاتي ، وهو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه ، لا مكسوبا له من غيره ، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته ، فإن وجوده لم يسبقه عدم ، ولا يلحقه عدم : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) الحديد/3 .
    الثاني : وجود حادث ، وهو ما كان حادثا بعد عدم ، فهذا الذي لا بد له من موجد يوجده ، وخالق يحدثه وهو الله سبحانه ، قال تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) الزمر/62 ، 63 ، وقال تعالى : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) الطور/35 ، 36 .
    وعلى هذا ؛ يوصف الله تعالى بأنه موجود ، ويُخْبَرُ عنه بذلك في الكلام ، فيقال : الله موجود ، وليس الوجود اسما ، بل صفة.
    وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم " انتهى .
    الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
    "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/190، 191) .
    والله أعلم .

    https://islamqa.info/ar/answers/1201...A7%D9%84%D9%89
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ثبوت صفة الوجود لله تعالى

    بارك الله فيك اخى ابو البراء -- مزيد فائدة -
    السؤال

    سمعت بعض الناس يقول بأنه لا يصح أن يوصف الله تعالى بأنه موجود ، لأن كلمة "موجود" اسم مفعول ، وكل موجود لا بد له من موجد أوجده ، وهذا المعنى باطل في حق الله تعالى .
    نص الجواب
    الحمد لله
    أولاً :
    الواجب على من أراد أن يتكلم في الأمور الشرعية أن يكون كلامه مبنياً على علم صحيح ، ومن نفى عن الله تعالى صفة ثابتة له ، أو أثبت له صفة لا تليق به لمجرد ظن أو وهم توهمه ، فهو على خطر عظيم ، قال الله تعالى : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء/36 .
    ثانياً :
    قد ذكرنا في جواب السؤال رقم (120190) فتوى علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : في ثبوت هذه صفة الوجود لله تعالى ، ونزيد هنا بعض النقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ، وغيرهما من العلماء .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله :
    "وهو سبحانه قديم واجب الوجود ، رب كل شيء ومليكه ، هو الخالق وما سواه مخلوق" انتهى . "بيان تلبيس الجهمية" (1/304).
    وقال أيضاً :
    "فإن الله موجود حقيقةً ، والعبد موجود حقيقةً ، وليس هذا مثل هذا" انتهى . "مجموع الفتاوى" (5/198) .
    وقال أيضاً :
    "ولا ريب أن الله موجود قائم بنفسه" انتهى . "مجموع الفتاوى" (5/420) .
    وقال أيضاً :
    "ومعلوم أنه غني بنفسه ، وأنه واجب الوجود بنفسه ، وأنه موجود بنفسه" انتهى . "مجموع الفتاوى" (11/395) .
    وقال ابن القيم رحمه الله :
    "تفرد الحق تعالى بالوجود أزلا وأبداً ، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء ، والآخر الذي ليس بعده شيء ، ووجود كل ما سواه قائم به ، وأثر صنعه ، فوجوده هو الوجود الواجب الحق الثابت لنفسه أزلا وأبدا..... فوجوده تعالى وجود ذاتي .... ليس مع الله موجود بذاته سواه ، وكل ما سواه فموجود بإيجاده سبحانه" انتهى بتصرف . "مدارج السالكين" (3/34) .
    ومن هذه النقول يتبين أن قول القائل : كل موجود لا بد له من أحد أوجده غير صحيح ، وذلك لأن الوجود نوعان :
    الأول : وجود ذاتي ، بحيث يوصف الشيء بأنه موجود ، ولم يوجده أحد ، وهذا هو الوجود الذي يوصف الله تعالى به ، ولا يكون لأحد سواه .
    والنوع الثاني : وجود بغيره ، أي أن الشيء موجود ، ولكن أوجده غيره ، وهذا هو الوجود الذي يوصف به جميع المخلوقات ، فالله تعالى هو الخالق وحده ، وكل ما سواه مخلوق ، وهو الواجد وحده ، وكل ما سواه موجود بهذا المعنى .
    وقد سئل الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله : كلمة "موجود" أليس كل موجود لابد له من واجد؟
    فأجاب : "لا يقصد هذا ، يقصد موجود ، أي : هو متصف بصفة الوجود ،.... وليس كل موجود يحتاج إلى موجِد ، والله موجود" انتهى باختصار من "فتاوى كبار علماء الأمة" ص (43) .
    وهو يشير بقوله : "ليس كل موجود يحتاج لموجد" ، إلى تقسيم الوجود إلى نوعين كما سبق .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "شرح العقيدة الواسطية" ، في معرض رده على من نفى عن الله تعالى الصفات ، قال :
    "لهذا، كان الإيمان بصفات الله من الإيمان بالله، لو لم يكن من صفات الله إلا أنه موجود واجب الوجود، وهذا باتفاق الناس، وعلى هذا، فلا بد أن يكون له صفة" انتهى .
    فإثبات صفة الوجود لله تعالى مما لا ينازع فيه أحد من المسلمين ، بل ولا سائر أهل الملل .
    ومن أنكر هذه الصفة الثابتة لله تعالى من غلاة أهل البدع ، فلم ينكروها للسبب المذكور في السؤال ، وإنما أنكروها لأنهم ينكرون جميع الصفات .
    قال شيخ الإسلام في "التدمرية" بعد أن ذكر جملة من الآيات التي فيها إثبات صفات الكمال لله تعالى ، قال :
    "فهذه طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة المتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم : فإنهم على ضد ذلك يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل ، ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقا لا حقيقة له في الأعيان ، فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل ، فإنهم يمثلونه بالممتعات والمعدومات والجمادات ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات .
    فإنهم يسبلون عنه النقيضين فيقولون : لا موجود ولا معدوم ، ولا حي ولا ميت ، ولا عالم ولا جاهل ، لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات ، وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات ، فسلبوا النقيضين ، وهذا ممتنع في بداهة العقول ، ووقعوا في شر مما فروا منه ، فإنهم شبهوه بالممتنعات ، إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات.
    وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه [وهو الله تعالى وحده لا شريك له] .
    وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه ، وما هو محدَث ممكن يقبل الوجود والعدم : فمعلوم أن هذا موجود ، وهذا موجود ، ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا ، بل وجود هذا يخصه ، ووجود هذا يخصه" انتهى باختصار .

    وبهذا الكلام لشيخ الإسلام يتبين أن الوجود والعدم نقيضان ، والنقيضان لابد من اتصاف الشيء بواحد منهما ، فلا يمكن أن يوصف بهما معاً ، ولا أن يخلو منهما معاً ، ونفي أحدهما إثبات للآخر بالضرورة .
    فليتنبه الذين ينفون عن الله تعالى صفة الوجود ، فإنه يلزم من ذلك نفي وجود الله تعالى . وإننا لنتعجب أن يصدر هذا القول من بعض من يزعم أنه من أهل السنة والجماعة وعلى طريقة السلف ، وقد أوقعه في هذا الخطأ سببان :
    الأول : ظنه أنه لابد لكل موجود من موجِد أوجده ، وهو ظن خاطئ كما سبق .
    الثاني : عدم الرجوع إلى أهل العلم ، وعدم الاستنارة بأقوالهم ، وقد قال الله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43 .
    ونزيد سبباً ثالثاً : إعجاب المتكلم برأيه ، وظنه أنه هدي لما ضل عنه جميع الأمة !
    نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه .
    والله أعلم .https://islamqa.info/ar/answers/121180

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: ثبوت صفة الوجود لله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخى ابو البراء -- .https://islamqa.info/ar/answers/121180
    وفيك بارك الله، يالحبيب
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •