قواعد إستراتيجية لامتلاك الشخصية الناجحة (1-2)


أحمد عباس



كل إنسان يبحث عن تحقيق النجاح في الحياة، ومن أجل تحقيق النجاح في كل مرحلة لابد من امتلاك أسباب ومقومات الشخصية الناجحة القادرة على إنجاز الأهداف والوصول إلى الطموحات.
الشخصية الناجحة في الحياة هي شخصية تضع لنفسها مجموعة من القواعد العامة تعتمد عليها في التعامل مع كل الموضوعات والتحديات التي تواجهها فهي تنطلق من خلال هذه القواعد والمعايير وتعمل على تطويرها في الوقت نفسه بما يتناسب مع المتغيرات والتطورات على الصعيدين العام والشخصي.
فيما يلي عرض لمجموعة من القواعد الإستراتيجية العامة التي يمكن أن تكون منطلقًا للشخصية الناجحة في الحياة:
القاعدة الأولى : إما أن تحققي ما تريدين أو الفشل.
إستراتيجية التطبيق: لابد أن تكوني واحدة من الشخصيات القادرة على الوصول إلى ما تريد.
الناس نوعان، نوع يقدر على تحقيق ما يريده وهذا النوع يفهم ويدرك تمامًا ضرورة استخدام العزيمة والروح القتالية والتصميم من أجل إنجاز الأهداف، ونوع آخر يتعثر في الطريق ويشعر بالتشويش والإعاقة منذ البداية حتى النهاية وهو نوع دائم الشكوى ويعلن دائمًا أنه لا يجد وقتًا كافيًا للراحة والتقاط الأنفاس.
لكي تكوني من النوع الأول يجب عليك أولاً امتلاك الإرادة الأكيدة ثم امتلاك المعلومات الكاملة ثم القدرة على تنمية المهارات والقدرات وتوظيفها بالشكل المناسب للفوز، فيجب أن تكوني متحفزة جريئة تكتشفين أسس وقواعد التحدي ولا تترديين في خوض غمار المنافسة.

وفي طريقك ضعي نصب عينيك دائمًا تحديد قدراتك وتحديد طبيعة الأشخاص المحيطين وتحليل طبيعة الموقف كاملاً، واحذري من امتلاك المعلومات الخاطئة لأنها تقود إلى القناعات المضللة وتتسبب في إنهاء فرصتك قبل حتى أن تبدأ.
القاعدة الثانية: اخلقي تجربتك الخاصة.
الإستراتيجية: اقبلي مسئوليات الحياة، وافهمي دورك في الوصول إلى مصيرك.
المسئوليات تحيط بك من كل جانب، لو أنك وجدت أنك لا تحبين عملك ستشعرين بالضغط ولو أنك وجدت أن وزنك بدأ يزيد فيتشعرين بالضغط ولو أنك وجدت أن الأيام تمر بك بدون أن تشعري بالسعادة فهذا نوع من الضغط، لكن تذكري دائمًا أنك المسئولة عن وجودك في وضع حياتي معين وبالتالي فإن المشاعر الناجمة عن هذا الوضع هي من صنع يديك أنت.
بناء على ذلك توقفي عن لعب دور الضحيّة، أو تكرار الحديث عن ملابسات وظروف الماضي لخلق الأعذار والتبريرات لفشل الحاضر والمستقبل، وثقي في أنك لن تحلي أية مشكلة بإلقاء المسئولية على الظروف أو الناس، وأيًا كان الوضع الذي تجدين نفسك فيه في الحياة افهمي أنك أنت المسئولة عنه وحدك.
لا تنسي أنك عندما تختارين السلوك والتصرف بشكل معين فأنت التي تصنعين النتائج التي تصلين إليها فإذا اخترتي الاستمرار مع زوج له شخصية غير متوافقة مع وجدانك فأنت التي اخترتي طريق الألم والمعاناة ولو أنك مصرة على البقاء في وضع وظيفي ضاغط ومهين فأنت التي تجلبين لنفسك الكآبة والهم ولو أنك تفضلين العيش في أجواء الحزن والمرارة فأنت التي تخلقين لنفسك مستقبلاً عنوانه العزلة والعداء تجاه الآخرين، وعلى العكس من ذلك فإن كل اختيار منك يتجه بك نحو الأوضاع الأكثر راحة وإيجابية سيكون له تأثير مفيد وسعيد عليك، وفي كل الأحوال أنت وحدك المسئولة.
القاعدة الثالثة: الناس يقومون بفعل الأشياء التي تحقق نتيجة.
الإستراتيجية: لابد أن تحددي الدوافع التي تقودك في سلوكك والدوافع التي تقود الآخرين.
اعلمي أنه حتى السلوكيات الضارة أو المدمرة هي في حقيقتها محمولة على دوافع معينة تؤدي إليها، وإذا لم تكوني على ثقة في أن سلوكًا ما يحقق لك نتيجة معينة مرغوبة فلا يمكن الاستمرار في هذا السلوك وإلا أصبحتي شخصية فارغة عديمة القيمة، ولو أردت أن تتوقفي عن ممارسة سلوك معين مسيطر عليك فلا مفر من أن تتساءلي بدقة عن الدافع الذي يقودك إلى هذا السلوك.
سيطرتك على الدوافع التي تقودك إلى أداء سلوك معين هي السبيل الأوحد للتحكم في السلوك نفسه، وقدرتك على التقييم والموازنة بين الدوافع والسلوكيات التي تفترضين أنها تحققها مرتبط على نمط التفكير الذي تتبنينه بوجه عام، ومن ثم فإن تحكمك في الدوافع الذي يقودك إلى السيطرة على السلوك مرهون بمدى نجاحك في تغيير نمك تفكيرك وتحررك من سجن القوالب والأنماط الحياتية التي تضعين نفسك داخلها طوال الوقت.
القاعدة الرابعة: أنت لا تستطيعين تغيير ما لا تعترفين به من الأساس.
الإستراتيجية: كوني صادقة مع نفسك تمامًا، وتوقفي عن تزييف الواقع أمام عينيك.
لو أنك غير راغبة أو غير قادرة على الاعتراف بالحقائق التي تظهر لك أدلة بشكل مستمر على وجودها وتأثيرها فإن سلوكك تجاه هذه الحقائق والوقائع سيستمر بلا تغيير مهما كانت النتائج السلبية التي تعانين منها، وعلى العكس يمكن أن تزداد هذه النتائج السلبية والتأثيرات المدمرة مع استمرارك في حالة الإنكار والكذب على الذات.
في مواجهة نفسك لابد أن تكوني في قمة الوضوح لابد أن تعترفي لنفسك بحقيقة دوافعك التي ينبني عليها سلوكك، ولابد أن تصارحي نفسك بمعطيات الواقع مهما بدت قاسية أو مخيفة، لأن إصرارك على تزييف الصورة سيكلفك الثمن الباهظ في تحمل تداعيات الكذب والإنكار وتفضيل الحالة الدفاعية التبريرية.
لو كنت حريصة على أن تكوني ناجحة في حياتك لابد أن تكوني صادقة في تحليل وضعك الحالي مهما كانت قسوته وصدمته على نفسك، وثقي في أن هذه المصارحة في حد ذاتها تمثل نجاحًا يعجز عنه الكثيرون كما أنها المحطة الأولى في طريق النجاح، ولا تنسي أن كذبك على نفسك وتزييف الحقيقة أمام عينيك سيجعل كل مجهود تبذلينه يصب في النهاية في غير مصلحتك وستحصدين مزيدًا من الصدمات.