9 نصائح لبداية الحياة الزوجية​



د. آندي حجازي



حينما تقبل على الزواج وتخطو هذه الخطوة اعلم أنك بدأت حياة جديدة مختلفة تماما عما كنت عليه سابقا، حياة تمتلئ بالمسرات وبالصعوبات أحيانا، فهي مرحلة جديدة جميلة تعتريها التغيرات والتي بإذن الله تعالى هي للأفضل لأن الزواج سنة من سنن ديننا العظيم التي حث الإسلام عليها صونا للنفس وسموا بها.. ومن هنا فإنني أقدم لك أخي الشاب - المقبل على الزواج أو الذي بدأت به فعليا منذ عهد قريب - بعض النصائح التي قد تفيدك للاستمتاع والاستمرار بالحياة الزوجية بلا مشاكل كبرى بتوفيق الله تعالى، ومن تلك النصائح:


ليكن هدفك إنشاء أسرة



اجعل هدفك الأسمى من الزواج هو إنشاء أسرة وتربية أبنائك على طاعة الله تعالى، وليس قضاء حاجاتك الغريزية فحسب، وقد تتساءل وما قيمة ذلك؟ ولكي تعرف أهمية أن يكون هدفك الأول من الزواج هو إنشاء أسرة، انظر إلى الغرب وكيف أنهم بسبب عدم اهتمامهم بالزواج وبناء الأسر، أصبحت العلاقات بين الذكر والأنثى علاقة صداقة حميمة فقط، يعيشون معا بدون أي رابط أو ميثاق غليظ يربطهم، هدفهم هو إشباع شهواتهم ورغباتهم الجنسية فحسب، والنتيجة أصبحت أن لا أسر لديهم، وظهور جيل كبير من الأبناء لا يعرفون آباءهم، وأمهات بلا أزواج، وأطفال بلا تربية، وأطفال في بيوت اللقطاء، أسر مفككة أو لا أسر أصلا، فأصبحت مجتمعات هزيلة فاسدة أخلاقيا.. شهوانية يتمنون لو يستطيعون العودة لمفهوم الأسرة.. ونحن ديننا الإسلامي حافظ على الأسرة لأنه دين الرقي والتهذيب والسمو الأخلاقي، فهم يحسدوننا على ارتباطنا بأسرتنا واهتمامنا بأفرادها حتى الممات.


الصبر الصبر



اعلم حينما أقبلت على الزواج من فتاة، أنه لا يمكن أن تكون هذه الفتاة تمتلك نفس عاداتك وتقاليدك وأفكارك التي نشأت عليها مهما تقاربت العادات، فهي أيضا نشأت في بيئة لها عاداتها وتقاليدها ومفاهيمها، وهذا يعني أن تصبر على زوجتك وتصبر هي عليك كي تتعودا على عادات بعضكما البعض، وغالبا ما تنشأ الخلافات بين الزوجين في بدايات سنوات زواجهما لهذا السبب، وهو اختلاف ما تربى كل طرف عليه، وتوقع كل طرف أن الآخر سوف يسير وفق هواه ومن أول لحظة! لكن تغيير العادات والتقاليد أو الأفكار التي نشأ عليها الشخص أمر يحتاج لأشهر بل إلى سنوات، لذلك عليك بالصبر أيها الشاب إن كنت ترغب من زوجتك أن تتعود على ما تحب وما تكره وما لها وما عليها، وكذلك هي، فالصبر الصبر، ولا تعجل بالانفصال، بل التروي لأن الأيام كفيلة بالتغيير.


الحوار هو الحل الأمثل



الحياة لا تخلو من معكرات المزاج وصفاء الحياة الزوجية، ومع ضغوطات الحياة قد تجد كل يوم ما تختلف عليه مع زوجتك، أو قد تجد سلوكات تعجبك أو لا تعجبك من زوجتك، ولكن إياك أن تبدأ بالحلول العنيفة التي يصعب الإصلاح بعدها، وتحتاج هي إلى حلول كالصراخ على الزوجة أو الضرب أو الهجران، بل ابدأ بالحوار والنقاش والعتاب وإظهار المودة والحنان مع تبيان الأخطاء بطريقة محببة للنفس، فالحوار هو الأسلوب الأمثل للإقناع بالخطأ وتقديم النصائح ووضع النقاط على الحروف.


عبادة مشتركة يومية



حاول أن تتفق مع زوجتك على عبادة تؤديانها مع بعضكم البعض وتستمران عليها مادامت الحياة بينكما، كالصلاة الجماعية لبعض الصلوات، أو الصيام في أيام معينة كالخميس مثلا، أو الصدقة المشتركة كوضع حصالة في البيت للصدقة، أو حفظ سور من القرآن الكريم وتشجيع بعضكما البعض كحفظ السبع المنجيات والكهف، أو قراءة بعض الصفحات اليومية المشتركة من القرآن الكريم، أو التسبيح والاستغفار لمدة محددة يوميا... فاعلم أنك إن بدأت حياتك بطاعة يومية مشتركة بينكما؛ فإن بركة هذه الطاعة ستنعكس على حياتكما وأسرتكما حفظا لها وسعادة ورزقا ومحبة ومودة بينكما.


رسائل المحبة



فلكي تدوم السعادة بينكما فليس عيبا أن تعبر عن مشاعرك لزوجتك أو تعبر هي كذلك عن مشاعرها لك، مهما تقدم بكما العمر، فلا تجعلا هذه التعبيرات فقط في مرحلة الخطوبة، ثم تنتهي بلا رجعة، فالحياة تحتاج إلى شريك محب تشعر بمحبته قولا وفعلا؛ فيبث لك مشاعر ورسائل المحبة ليخفف عنك صعوبات الحياة، فتذكر كيف كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم" يظهر محبته لزوجاته كالسيدة عائشة رضي الله عنهن.


انتظار هدأة النفوس



حينما تغضب أيها الزوج حاول أن تتمالك نفسك والتروي وأن لا تبدأ بالصراخ أو الشتائم أو توجيه الاتهامات واللوم، بل حاول تأجيل أقوالك قليلا إلى حيث تهدأ نفسك، خوفا من الوقوع فيما لا يحمد عقباه، والزوجة الذكية تسكت حينما ترى غضبا باديا من زوجها، لأن محاولتها الرد عليه بنفس الأسلوب وكلمة بكلمة سوف يؤجج النار بينهما، مما يوصل الخلاف لمراحل يصعب التراجع عنها أحيانا، وقد يوقع الشيطان بينهما العداوة والبغضاء، وسكوتها لا يعني دمارا لكرامتها، بل ذكاء وحكمة.


التعامل باحترام



إن لك القوامة في البيت طالما أنك تقوم بواجباتك كالإنفاق على البيت ورعاية الزوجة والأبناء والالتفات لحاجاتهم وحل مشاكلهم، ولكن القوامة لا تعني عدم احترام الزوجة أو التقليل من شأنها أمام الآخرين أو حتى أمامها هي، فلا تحاول التقليل من قيمتها أو إقناعها بأنها لا تعقل شيئا أو لا قدرة لديها على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة، لأن لا شيء يورث الكراهية بين الزوجين أكثر من التحقير أو التحطيم النفسي والذي يصعب جبره أو احتماله، فالزوج العاقل يحترم آراء زوجته ويسمع لها ويشعرها بالاهتمام لما تبديه من أفكار وطروحات.


تعرف الأقارب



قم أيها الشاب في بداية حياتك الزوجية بزيارة أقاربك وأقارب الزوجة من أعمام وأخوال وعمات وخالات.. من أجل تعريف الزوجة عليهم، وفي المقابل تعرف أنت كذلك على أقربائها، فهذا مهم من أجل تعرف العائلة الكبيرة وصلة الرحم والتواصل الاجتماعي، خاصة إن كان منهم كبار في السن فتلك أيام لا تنسى حين الالتقاء بهم والجلوس معهم وتعرف أفكارهم والتعلم من حكمتهم.


التنزه والسفر معا



من الجميل جدا الخروج في نزهات ورحلات ترفيهية وسياحية داخل البلد وخارجه، والاستمتاع بجمال الطبيعة مع شريكة حياتك الجديدة، خاصة في أشهر وسنوات الزواج الأولى، وقبل ازدحام المسؤوليات الأسرية وتوالي الأبناء، وتلك الرحلات تنشط العقل والروح وتجدد الطاقة، وتعطي تفاؤلا بالحياة، وليس بالضرورة الخروج وحدكما، بل مع بعض أهل الزوج أو الزوجة، فهذه أمور لا تنسى بمرور الوقت، خاصة التي تكون في بدايات الزواج ومع الأهل والأحباب، وتعين على توطيد العلاقات، وتوسيع المدركات.