من كتب المالكية التي ردت على ابن حزم وناظرته كتاب الفقيه الإمام القاضي عيسى بن سهل صاحب الأحكام في كتابه *التنبيه على شذوذ ابن حزم*، وقد ذكر في طالعته نبذا مهمة من سيرة أبي محمد، وتتبع ماجرياته مع متفقهة الأندلس، وذكر من طباعه ومناظراته، وذكر أغلب ما أنكر عليه وشنع، ثم تعرض لكتاب الإعراب عن كشف الالتباس الواقع بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس فنقضه مسألة مسألة، وأظهر شذوذاته ومنكراته مما لم يسبق إليه، والمؤلم أن الكتاب قد تحيفته الأرضة والرطوبة والبلى فضاع واستحال مع ما ذكرت الإفادة من الكتاب أو إخراجه متنا صحيحا مضبوطا يعين في تقفر سيرة الفقه والعلم بالأندلس بالقرن الخامس الهجري، فهو الكتاب الوحيد الذي وصل إلينا -فيما أعلم- مفردا في نقض كلام ابن حزم والتشهير بآرائه وفهومه، رحم الله الرادَّ والمردود عليه، ولعلهما يتنعمان الآن في قبريهما رضي الله عنهما.

م.ن
م