إن التعبير الكتابي أساسي بالنسبة لمتعلم اللغة؛ لأنه يُطوِّر إحدى الكفاءات الأربع التي يجب أن يكتسبها؛ ليتمكن من استعمال اللغة بطريقة سليمة، ومتابعة التعبير ومنح التوجيهات المتعلقة به، وتصحيح الأخطاء الواردة فيه، من المهام التي يضطلع بها مدرس اللغة، وهو عمل دقيق يَتطلَّب منه الدقة، واتباع منهجية واضحة فيه.
يَتردَّد على الأسماع أنه من الأفضل عدم كتابة الأخطاء على السبورة لتصحيحها، خشية تَرسُّخها لدى المتعلم، فتُؤثر عليه مستقبلًا في استعماله للغة، فالمتعلم سيَتذكر هذه الأخطاء، فتتداخل مع معلوماته السليمة.
يُلاحَظ من خلال الممارسة العملية أن تصحيح الأخطاء الواردة في التعبير الكتابي على السبورة، يُمكِّن المتعلم من التفاعل الكامل مع مدرسه؛ حيث إنه وحدَه يكتشف الخطأ، ثم يقترح الإجابة السليمة، ثم بطريقة ذكية يُمرِّر المدرس القاعدة اللغوية التي على أساسها تَمَّ تصويب الخطأ، فيهضمها المتعلم بشكل جيد، ولا ينساها، والشرط الذي يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار في ذلك، هو السرعة في تصحيح الخطأ، ثم تجاوزه، وبهذا يكون المدرس قد حقق هدفه من هذه العملية.
إننا بهذا الطرح نُبيِّن أنه هناك الخيار بين الطرائق البيداغوجية للتدريس، فالواقع هو الذي يُحدِّد نجاحها أو فشلها، فتبنِّي رأي بعينه يكون انطلاقًا من الهدف المراد الوصول إليه، بناءً على قدرات المتعلم وما يجول بذهنه، وما هو مناسب له.
دائما نُذكِّر أن التدريس فن، والمدرس إضافة إلى تمكُّنه من المادة العلمية، عليه أن يتمتع بالتفكير المُتجدد، فيجلب كلَّ مرة ما هو جاذب؛ ما يجعل مكانته في نظر المتعلم أعلى، فيحصل الإقناع.
إن حب التدريس يدفع المدرس إلى الاندماج معه، والتماهي مع الدراسات الحديثة بخصوصه، والمدرس المُتميز هو الذي يبحث عن تطوير ذاته ومعارفه، والاهتمام أكثر باحتياجات المتعلم، والنجاح في هذه المهنة يستلزم تراكمَ الخبرات، وتبادل التجارب مع الزملاء.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_la...#ixzz5YWNIANNX