خطوات ضرورية للعناية بالوالدين في كبرهما






الكثير من الناس يتناسون عن غفلة أو عن عمد أنهم سيأتون في مرحلة معينة من حياتهم ويكون عليهم واجب رعاية الوالدين لكبرهم في السن وتقدمهم في العمر، لكن الحقيقة أن هذه المسئولية ونظرًا لمدى أهميتها عند الله تعالى وصعوبة الوفاء بها على الوجه الأكمل تستلزم من كل إنسانة عاقلة أن تستعد لها مسبقًا بالمعرفة الجيدة والنية الصافية والعزيمة الأكيدة.
هناك طوارئ يمكن أن تقع في أية لحظة تجعلك ورغم كل مسئوليات حياتك كزوجة أو أم ملزمة برعاية والديك الكبار في السن أو أحدهما، وهذا الأمر يستلزم منك أن تحاولي بذل كل جهد ممكن من أجل الوفاء بكافة هذه الواجبات.
الأغلبية العظمى من كبار السن يفضلون أن يعيشوا أيامهم في استقرار داخل منازلهم الخاصة بهم ويميلون إلى عدم أن يحملوا أبناءهم أية أعباء يتصورون أنها ستثقل كاهل الأبناء.. لذا هناك خطوات هامة لرعاية كبار السن، ومنها:
1- في حالة أن يكون الأبناء يعيشون خارج حدود الوطن فإن أحدهم على الأقل لابد أن يضحي بكل شيء ويعود إلى أرض الوطن ليتولى رعاية الوالد أو الوالدة وحتى يتمكن الابن أو الابنة من العودة يمكن الاعتماد على مصدر موثوق به لكي يوفر الرعاية المستمرة واليومية للوالدين أو أحدهما في المنزل الذي يعيشون داخله.
2- عندما يتقدم الوالدان في السن قد يشعران بنوع من العزلة الاجتماعية وهذا في حد ذاته يمكن أن يدخلهما في حالة من الاكتئاب وبالتالي لابد أن تبذلي قصارى جهدك كابنة لهما من اجل توفير حياة اجتماعية مناسبة لهما.
3- من المهم أن تشجعي والديك على المشاركة في أنشطة اجتماعية، فبعد أن انتهت الكثير من مسئوليات حياتهم العملية يصبح الوالدان أكثر قدرة على المساهمة في العديد من الأنشطة الاجتماعية والهوايات التي ربما حرمتهم منها ظروف الحياة لسنوات.
4- تحتاجين إلى تمهيد نفسي ومعنوي كاف أولاً قبل الدفع بوالديك في نشاط اجتماعي معين، لأن الفكرة الأساسية ليس مجرد إيجاد النشاط الاجتماعي لوالديك وإنما تحفيزهما شعوريًا على الرغبة في ممارسة هذا النشاط الاجتماعي، ثم بعد ذلك يمكن أن تجدي العديد من المجالات المناسبة التي تتوافق مع ميول كل منهما أو استعداداته لممارسة حياة اجتماعية جميلة ومتجددة.

5- فكري في البحث عن وسائل مواصلات مناسبة مثل توفير سيارة إن أمكن أو أية وسيلة ملائمة لأن تنقلات والديك في هذه المرحلة العمرية يمكن أن تكون عائقًا حقيقيًا أمام قدرتهما على ممارسة أنشطة اجتماعية، ولكي تسهلي لهم الأمر لابد من إعداد وسيلة التحرك السهلة والآمنة قدر استطاعتك.
6- عليك أن تهتمي بشكل كبير بأن يمارس والداك التمارين الرياضية بانتظام خاصة التمارين الصباحية لأن هذه التمارين ليست فقط ذات تأثير إيجابي على الحالة الصحية العامة، وإنما تعطي للإنسان خاصة المتقدم في العمر طاقة إيجابية كبيرة على المستوى النفسي تجعله يواصل يومه بابتسامة مشرقة وتفاؤل حقيقي.
7- من الضروري كذلك أن يكون هناك تواصل مع أحد الأطباء لكي تطمئني ولو بشكل دوري على الحالة الصحية للوالدين، حيث إن كثير من المشكلات الصحية قد يكون التعامل معها أسهل كثيرًا لو تم اكتشافها مبكرًا في هذه المرحلة العمرية، ولكن تأكدي جيدًا من أن أدائك لهذا الأمر لا يكون بشكل ملح أو مثير للانتباه لكي لا يشعر الوالدان بأن هذه رسالة تذكير منك بان سنوات العمر تتقدم بهما يومًا بعد يوم.
منقول