سبق القول: بأن الإنسان يكون حسن الأخلاق عندما تتطهر نفسه من الأخلاق السيئة، وتتحلى بالأخلاق الحسنة.
فهناك عملان:
♦ الطهارة.
♦ الزينة.
وسبق القول: بأن التلازم قائم بين الزينة والطهارة، إذ لا تكون الأولى حتى تكون الثانية، فلا يوجد الصدق إلا حيث ينتفي الكذب، فلا يوصف إنسان بالصدق إلا إذا انتفى الكذب من سلوكه.
ومن جراء هذا التلازم فقد سبق الحديث عن:
الرياء، والكذب، والغدر، والخيانة، والجبن، والبخل، والفحش، والكبر، والعجب بالنفس، والغلظة، وقسوة القلب، والغضب، والظلم، والخوض في الشبهات..
سبق الحديث عنها عند الحديث عن أضدادها من الفضائل.
ونقصر الحديث في هذا المقصد عن نماذج من سيئ الأخلاق، وهي ما ابتعد عنه صلى الله عليه وسلم، وحذَّر منه.
وقد يستغرب مثل هذا في "الشمائل"، ولكنه جزء منها، وإن أغفل ذكره أصحاب كتب الشمائل.
وقد كان فيما نقل الصحابة رضي الله عنهم، من شمائله ذكرُ بُعده عن الأخلاق السيئة، فهي جزء من السلوك السلبي الذي تكتمل به الصورة.
فعن عبدالله بن عمرو قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا[1].
وعن عائشة قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح[2].
وهكذا عدَّ كل من ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما، الصفات السلبية، والتي هي في دائرة الامتناع عن الفعل من الشمائل. فقد امتنع صلى الله عليه وسلم عن الفحش والتفحش والصخب في الأسواق.
بل إن القرآن الكريم نفى عنه صلى الله عليه وسلم الفظاظة وقسوة القلب فقال: ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾[3].
وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم حين يفتتح صلاته قوله: «.. اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال، وسيء الأخلاق، لا يقي سيئها إلا أنت»[4].
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء»[5].
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ
[1] متفق عليه (خ 3559, م 2321).
[2] أخرجه الترمذي برقم (2016).
[3] سورة آل عمران, الآية (159).
[4] أخرجه النسائي برقم (895).
[5] أخرجه الترمذي برقم (3591).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/130991/#ixzz5YJsfw0Yu