تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: معمر بن راشد ومرويات البصريين عنه في الصحيحين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي معمر بن راشد ومرويات البصريين عنه في الصحيحين

    معمر بن راشد ومرويات البصريين عنه في الصحيحين


    الدكتور/ حسن عبة جي


    قسم الدراسات الإسلامية ـ كلية التربية


    جامعة الملك سعود



    الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الأولين والآخرين ، وإمام الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

    وبعد :
    فهذا بحث بعنوان :" معمر بن راشد ، ومرويات البصريين عنه في الصحيحين " أقدِّمه للباحثين في مجال السنة خاصة ، وإلى طلاب العلم عامة ، معرِّفاً من خلاله بأحد الأئمة الذين حفظوا لنا السنة الشريفة ، ومبرزاً جانب الدِّقَّة والمنهجية عند الإمامين الجليلين البخاري ومسلم من خلال انتقاء أحاديث كتابيهما ، والتزامهما بما هو شرط لقبول بعض الأحاديث ، كأحاديث الإمام معمر بن راشد رحمه الله .

    وقد اشتمل البحث على تعريف بالإمام معمر بن راشد ، مسلِّطاً الضوء على عدة جوانب مهمة في حياته : كجهوده الحديثية في مجال الرواية والتصنيف والرحلة ، وإمامته في السنة ، ومشاركته في العلوم الأخرى ، واتِّفاق الأئمة النُّقّاد على تعديله ، وكلامهم في ضبطه مع ذكر أسباب اختلاف الضبط عنده ، إضافة إلى ذكر اسمه ، وذكر عدد من شيوخه وتلاميذه ، وتحقيق سنة ولادته ووفاته .
    ولما كانت أحاديث معمر في البصرة قد اشتملت على أغاليط وأوهام بينت سبب ذلك ، وذكرت شرط العلماء لقبول تلك الأحاديث ، وقمت بجمعها من الصحيحين خاصة ؛ للنظر في تحقق شرط القبول فيها ، حفاظاً على مكانة الصحيحين من أن تصل إليهما يد عابث ، فيضعِّف من الكتابين ماشاء ، أو يجترئ عليهما عدو حاقد، فيشكِّك في أصحِّيَّتهما ؛ بحجة اشتمالهما على مثل تلك الأحاديث .

    وقسمت الموضوع إلى مبحثين :
    المبحث الأول : ترجمة معمر بن راشد .

    المبحث الثاني : مرويات البصريين عن معمر في الصحيحين .
    وذكرت في الخاتمة خلاصة البحث وأهم النتائج التي توصلت إليها .
    هذا ، وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد ، والإخلاص في القول والعمل ، إنه قريب مجيب .
    * * *

    المبحث الأول : ترجمة معمر بن راشد :

    اسمه وكنيته ونسبته :

    هو([1])مَعْمَر بن راشد ، أبو عروة بنُ أبي عمرو ، الأَزْديُّ مولاهم([2])، المُهَلَّبي([3])، الحُدّانيُّ([4])، البصري ، نزيل صنعاء اليمن([5]).
    - ولادته ، وبداية طلبه للعلم :

    ولد معمر سنة خمس أو ست وتسعين ، كذا عند الذهبي([6])، ولعل الراجح سنة ست وتسعين ؛ لما يلي :
    1- قال أبو حاتم([7]): " يقال : إن معمراً أكبر من الثوري بسنة " .
    فإذا كانت ولادة الثوري سنة سبع وتسعين([8]) ، فولادة معمر سنة ست وتسعين .
    2- قال معمر : " خرجت مع الصبيان وأنا غلام إلى جنازة الحسن ، فطلبت العلم سنة مات الحسن([9]) .
    ووفاة الحسن سنة عشر ومئة([10])، وكان عمر معمر وقتها أربع عشرة سنة .

    قال معمر : " سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة ، فما شيء سمعته في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري([11] ) .
    فإذا كان عمر معمر سنة عشر ومئة ـ سنة وفاة الحسن ـ أربع عشرة سنة ، فإن ولادته كانت سنة ست وتسعين.
    على أن الجمع بين القولين ممكن على تقدير أن الولادة حدثت أواخر سنة خمس وأوائل سنة ست ، فبعضهم ذكر هذا ، وبعضهم ذكر هذا ، وفي هذا الجمع يكون الفرق بين القولين ضئيلاً ، والله أعلم .
    وكانت ولادته بالبصرة([12]).
    وحُبِّب إليه العلم ، فبدأ حياته جادّاً في الطلب ، حريصاً على الإفادة ، دؤوباً ، حتى تميَّز بين أقرانه ، وتقدَّم على أهل زمانه ، شهد له بذلك الأئمة الكبار .

    قال أحمد : " لاتضم أحداً إلى معمر إلا وجدته يتقدمه في الطلب ، كان من أطلب أهل زمانه للعلم([13] ) .

    وفي رواية أخرى عنه : " لست تضم إلى معمر أحداً إلا وجدته فوقه([14] ) .
    وتوَّج معمر علمه الذي أحبَّه وحرص عليه بالإخلاص وتصحيح النية في طلبه .
    قال معمر : " لقد طلبنا هذا الشأن وما لنا فيه نية ، ثم رزقنا الله النية بعد " .
    وقال أيضاً : " كان يقال : إن الرجل يطلب العلم لغير الله ، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله " .
    وعلَّق الذهبي([15])على القولين : " نعم ، يطلبه أولاً والحامل له حب العلم ، وحب إزالة الجهل عنه ، وحب الوظائف ، ونحو ذلك ، ولم يكن عَلِمَ وجوبَ الإخلاص فيه ، ولاصدق النية ، فإذا علم حاسب نفسه ، وخاف من وَبَالِ قَصْدِه ، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها ، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم ... " .
    ورزق الله معمراً النية الصالحة فانتفع بعلمه ، وظهرت آثاره عليه .
    فهو لايقبل عطايا الولاة ، فضلاً عن التودُّد لهم ليحظى بنوالهم ، ولما بعث إليه معن بن زائدة([16])والي اليمن بذهب رَدَّه ، وقال لأهله : " إن علم بهذا غيرنا لم يجتمع رأسي ورأسك أبداً([17] ) .

    وهو لا يأكل طعامهم ، ويحترس من لقمة تدخل جوفه من عندهم .
    قال يحيى بن معين :" سمعت أنه كان زوج أخت امرأة معمر مع معن بن زائدة ، فأرسلت إليها أختها بدانجوج([18])، فعلم بذلك معمر بعد ما أكل ، فقام فتقيأ([19] ) .
    وهو لايأكل من مال النائحة ؛ لحرمة كسبها ، فقد أكل مرة فاكهة من عند أهله ، ثم سأل عن مصدرها ؟ فقيل : هدية من فلانة النوّاحة ، فقام فتقيأ([20]).
    إلى غير ذلك من الأخبار الدالة على ورعه وتقواه وغيرهما من الخلال الفاضلة التي تُعَدُّ من ثمرات العلم ، ومن أخلاق حملته .

    - رحلاته :

    رحل معمر في طلب العلم ، وركب الصَّعْب والذَّلُول ، وتحمل المتاعب والمشاق ، يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجمعه ، ويطلب العلم ، ويفيد من الشيوخ .

    قال أحمد([21]): حدثنا عبد الرزاق قال : قال ابن جريج : " إن معمراً شرب من العلم بأَنْقُعٍ([22] ) .
    قال ابن الأثير([23]): " أي : إنه ركب في طلب الحديث كل حَزْن ، وكتب من كل وجه " .
    وقد رحل معمر إلى جهات عديدة ، منها : الرُّصافة ، والكوفة ، وواسط ، والحجاز ، واليمن ، وغيرها .

    قال معمر : " أتيت الزهري بالرُّصافة ، قال : فلم يكن أحد يسأله عن الحديث ، قال : فكان يُلْقي عليَّ([24] ) .
    ولازم معمر الزهريَّ ، وأفاد منه علماً وفضلاً ، وازداد به نُبْلاً ونَجَابة ، حتى سُمِّيَ : معمراً الزهري ، منسوباً إليه .

    قال حماد بن سلمة : " لما رحل معمر إلى الزهري نَبُلَ ، فكنا نسميه : معمر الزهري([25] ) .
    وقال أبو حاتم : " انتهى الإسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم ، لاأعلم اجتمع لأحد غير معمر ، من الحجاز : الزهري ، وعمرو بن دينار ، ومن الكوفة : أبو إسحاق ، والأعمش ، ومن البصرة : قتادة ، ومن اليمامة : يحيى بن أبي كثير([26] ) .
    ولا أدري ، أرحل معمر إلى يحيى بن أبي كثير وهو في اليمامة ، أم رحل إليه وهو في المدينة ؟ فقد ذكروا في ترجمة (يحيى) أنه أقام بالمدينة عشر سنين([27]) .

    وقال أحمد : " رحل ـ معمر ـ في الحديث إلى اليمن ، وهو أول من رحل . فقيل له : والشام ؟ فقال : لا، الجزيرة([28] ) .

    وقال عَبّاد بن العـوام الواسطي : " قدم علينا معمر وشريك واسط ... ([29] ) .
    وقيل لأحمد : عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ سمع من معمر ؟ قال : " سمع منه بمكة ... ([30] ) .
    لكن تبقى الرحلة البارزة في حياة معمر تلك التي كانت إلى اليمن .
    قال ابن سعد([31]): " كان من أهل البصرة ، فانتقل فنـزل اليمن " .
    وقال أحمد : " هو أول من رحل إلى اليمن([32] ) .
    ونزل من اليمن في صنعاء ، قال العجلي([33]): " سكن صنعاء ، وتزوج بها " .
    وكان زواجه رغبة من أهل صنعاء في إقامته بينهم .

    قال العجلي([34]): " لما دخل معمر صنعاء كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم ، فقال لهم رجل : قَيِّدوه ، فزوَّجوه " انتهى .
    وأقام بين ظهرانيهم عشرين سنة يحدثهم ويفيدهم ، حتى صار له فيهم كبير الأثر .

    قال هشام بن يوسف ـ أحد تلاميذه فيها ـ : " أقام معمر عندنا عشرين سنة ، ما رأينا له كتاباً . يعني : أنه كان يحدثهم من حفظه([35] ) .
    وتخلَّلَتْ إقامتَه في اليمن رحلةٌ إلى البصرة مسقط رأسه ، وذلك بقصد زيارة أمه .
    قال عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي : " كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة ، فقدم علينا ومعمرٌ مُزامِلُه ، قدم معمر يزور أمَّه([36] ) .
    - شيوخه :

    إن مثل معمر بن راشد في كثرة رحلاته ، وشدة حرصه على العلم وسماع الحديث ، وتوافر الشيوخ له ، قد يكون متعذراً استقصاء جميع من سمع منه وأفاد .

    وقد ذكر المِزِّيُّ([37])من شيوخه سبعة وخمسين شيخاً ، غالبهم ممن له رواية عنهم في أحد الكتب الستة ، واقتصر الذهبي([38])منهم على أربعة وعشرين شيخاً ، ويبقى عدد كبير من شيوخه ليس لهم ذكر عندهما ، ومن هؤلاء :

    آدم بن أبي أوفى ، وإبراهيم بن أبي حُرَّة ، وإبراهيم بن عقبة ، وإسحاق بن راشد ، وإسماعيل بن شَرْوَس، وإسماعيل أبو سعيد ، وبُدَيل بن مَيْسرة العُقَيلي ، وبُرَيد بن أبي مريم السَّلُولي ، وبِشْر بن حرب النَّدَبي ، وبكر بن عبدالله بن شَرْوَس ، وتميم بن حويص الأزدي ، وتميم بن عبد الرحمن ، وجعفر بن محمد بن عَبّاد ، وحفص بن سليمان المِنْقَرِي ، وحرام بن عثمان الأنصاري ، وذَوَّاد - وقيل : داود - العُقَيلي ، والزبير بن عَرَبي ، وزياد بن جيل ، وزياد بن مسلم ، وزيد بن رُفَيع ، وسلمة بن وَهْرام ، وسليمان بن عبدالله بن عُلاثة ، وسيف بن فلان العَنَـزي ، وشَدّاد بن جابان ، وصالح بن مِسْمار ، وعبد الله بن عبدالرحمن ، وعبد الحكيم بن فلان بن يَعْلَى ، وعبد الرحمن بن عقبة ، وعثمان بن يَزْدُويَهْ ، وعثمان الجَزَري ، وعدي بن عبد الحميد ، وعدي بن الفُضَيل ، وعلي بن الحكم البُنَاني ، وعلي بن أبي طلحة ، وكثير بن سُوَيد الجَنَدي ، ومحمد بن زيد العَبْدي ، ومحمد بن السائب الكلبي ، ومحمد بن عمرو بن مِقْسَم ، ومحمد بن كثير المِصِّيصي ، وهارون بن رِئاب ، ويحيى بن شهاب المدني ، ويحيى بن عبدالله بن بَحِير ، ويحيى بن مختار ، ويزيد مولى معمر ، ويزيد الرِّشك ، ويونس بن خَبَّاب .

    ذكرهم البخاري في " التاريخ الكبير "، أو ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ، مع النصِّ على أن معمراً روى عنهم .

    - تلاميذه :

    حرص طلاب العلم على اختلاف طبقاتهم على حديث معمر ، وتسارعوا إلى السماع منه ؛ لعلمهم بأنه لم يبق في زمانه أعلم ولا أجمع للحديث منه .

    قال عبد الرزاق : سمعت ابن جريج يقول : " عليكم بهذا الرجل - يعني معمراً - فإنه لم يبق أحد من أهل زمانه أعلم منه([39] ) .
    وقال أبو حاتم : " انتهى الإسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم ، لا أعلم اجتمع لأحد غير معمر([40] ) .
    وقد بلغ من حرصهم على السماع منه أن رحلوا إليه .
    قال العجلي([41]): " رحل إليه سفيان الثوري([42])، وسمع منه هناك " . يعني : في صنعاء .
    وقال السمعاني([43]): " أبو سفيان محمد بن حميد اليشكري المعمري : إنما اشتهر بهذه النسبة لرحلته إلى معمر بن راشد بصنعاء ، وتحصيله كتبه وحديثه " .

    وتفاوتت طبقات الآخذين عنه ، فكان منهم من هو في عداد شيوخه ، ومنهم من هو من أقرانه ، وجم غفير من تلاميذه .

    فأما من روى عنه وهو في طبقة شيوخه : فأيوب السَّخْتِياني ، وعمرو بن دينار ، وأبو إسحاق السَّبيعي ، وغيرهم .
    وأما من روى عنه وهو من أقرانه : فسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وسعيد بن أبي عَرُوبة ، وغيرهم .
    قال ابن أبي عَرُوبة : " وقد نبَّلْنا معمراً " يعني : بروايته عنه([44]).
    وأما من روى عنه وهو في طبقة تلاميذه فكثيرون ، منهم : إسماعيل ابن عُلَيَّة ، ورباح بن زيد الصنعاني ، وعبد الواحد بن زياد ، وغيرهم .
    ولازمه بعضهم ملازمة طويلة ، وسمع منه حديثاً كثيراً ، مثل : محمد بن حميد اليشكري الذي اشتهر بنسبته إليه .

    قال النووي([45]): " قيل له المعمري لأنه رحل إلى معمر بن راشد ، وقيل : لأنه كان يتَّبَّعُ أحاديث معمر " .

    ومثل : عبد الرزاق بن همام الصنعاني ـ صاحب المصنَّف ـ فقد رُوي عنه أنه قال : " جالست معمراً مابين الثمان إلى التسع "([46]).
    لذا قال أحمد : " إذا اختلف أصحاب معمر في حديث معمر ، فالحديث حديث عبدالرزاق "([47]).
    ومنهم من كانت ملازمته يسيرة ، مثل : إبراهيم بن خالد الصنعاني ، سمع من معمر حديثاً واحداً([48]).
    وآخر من حدث عنه : محمد بن كثير الصنعاني ، فهو آخر أصحابه موتاً ، بقي إلى آخر سنة ست عشرة ومئتين([49]).
    وقد ذكر المِزِّيُّ([50])من الرواة عن معمر ثلاثة وأربعين راوياً ، واقتصر الذهبي([51])منهم على عشرين فقط ، وبقي عدد كبير من الرواة عنه ليس لهم ذكر عندهما ، مثل :

    الحسين بن عيسى الحنفي ، وخلف بن أيوب العامري ، وعبد الله بن عمر بن مسلم الجَنَدي ، وعبد الرحمن بن حسن التميمي ، وعثمان بن مطر الشيباني ، وعلي ابن أبي طلحة الهاشمي ، والقاسم بن الحكم الأنصاري ، ومحمد بن حفص الحصني ، ومحمد بن دينار الطّاحي ، ومحمد بن يحيى المَأْرِبي .

    ذكرهم البخاري في " التاريخ الكبير " ، أو ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " مع النصِّ على روايتهم عن معمر .
    ـ إمامته في علم الحديث :

    يُعَدُّ معمر واحداً من اثني عشر إماماً جمعوا الأصول من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمانهم .
    قال علي بن المَديني : " دار حديث الثقات على ستة ، رجلان من البصرة ، ورجلان من الكوفة ، ورجلان من الحجاز ، فأما اللذان من البصرة : فقتادة ، ويحيى ابن أبي كثير ، وأما اللذان بالكوفة : فأبو إسحاق ، والأعمش ، وأما اللذان بالحجاز : فالزهري ، وعمرو بن دينار ، ثم صار حديث هؤلاء إلى اثني عشر ..." وذكر منهم معمراً([52]).

    وقال أبو حاتم : " انتهى الإسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم ، لاأعلم اجتمع لأحد غير معمر"([53])، والستة هم المذكورون في النص السابق .
    فاجتمع له من حديث الأئمة الثقات مالم يجتمع لغيره ، وبلغت محفوظاته مبلغاً كبيراً ، حتى فاق بذلك جميع أقرانه :
    قال ابن المديني : " جُمِع لمعمر من الإسناد مالم يُجْمَع لأحد من أصحابه "([54]).
    وقال ابن جريج : " عليكم بهذا الرجل ، فإنه لم يبق أحد من أهل زمانه أعلم منه "([55]).
    وبلغ مجموع الأحاديث التي سمعها منه عبد الرزاق خاصة عشرة آلاف حديث .
    قال مُؤَمَّل بن يِهَاب : قال عبد الرزاق : " كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث "([56]).

    كما حرص بعض شيوخ معمر على سماع حديثه وكتابته .

    قال معمر : " حدثت يحيى بن أبي كثير بأحاديث ، فقال : اكتب حديث كذا وكذا . فقلت : أما تكره أن تكتب العلم ياأبا نصر ؟ فقال : اكتبه لي ، فإن لم تكن كتبت فقد ضيعت . أو قال : عجزت "([57]).
    وحديث معمر مروي في الصحيحين ، ومسند أحمد ، والسنن الأربعة ، وغالب دواوين الإسلام .
    وقد صنَّف معمر جامعاً يُعَدُّ من أوائل المصنفات الحديثية عامة ، وأول مُصنَّف باليمن على وجه الخصوص .
    قال الرَّامَهُرْمُز ِيُّ([58]): " أول من صنَّف وبوَّب ـ فيما أعلم ـ الرَّبِيع بن صُبَيح بالبصرة ، ثم سعيد بن أبي عَروبة بها ، وخالد بن جميل الذي يقال له : العبد ، ومعمر باليمن ... " .

    وقال الأُبِّي([59]): " أول تأليف وُضِعَ : كتاب ابن جريج ، وضعه بمكة في الآثار وشيء من التفسير عن عطاء ومجاهد وغيرهما من أصحاب ابن عباس ، ثم كتاب معمر بن راشد اليماني باليمن ، فيه سنن ، ثم الموطأ ، ثم جامع سفيان الثوري ، وجامع سفيان بن عيينة ، في السنن والآثار وشيء من التفسير ، فهذه الخمسة أول شيء وضع في الإسلام " .

    و "جامع " معمر برواية عبد الرزاق عنه ، طبعه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في آخر " المصنف " لعبدالرزاق ، ويبدأ من صفحة (397) من الجزء العاشر ، وينتهي بنهاية الجزء الحادي عشر ، وقد بلغ عدد رواياته بالترقيم المطبوع (1614) ألفاً وستَّ مئةٍ وأربعَ عشرةَ روايةً .
    وإضافة لما تقدم : يُعَدُّ معمر من الأئمة النُّقّاد الذين يعتمد قولهم في توثيق الرجال وتجريحهم ، وهو معدود في الطبقة الأولى منهم :

    قال الذهبي([60]): " فنشرع الآن بتسمية من كان إذا تكلم في الرجال قُبِل قوله ، ورُجِع إلى نقده ، ونسوق مَن يسَّر الله تعالى منهم على الطبقات والأزمنة ، والله الموفق للسداد بمَنِّه .

    الطبقة الأولى : شعبة بن الحجاج العَتَكي ، وأبو عمرو الأوزاعي ، ومعمر ابن راشد ..." إلى آخر من ذكر .
    وقال السخاوي([61]): " فلما كان عند آخر عصر التابعين وهو حدود الخمسين ومئة ، تكلم في التوثيق والتضعيف طائفة من الأئمة ... وممن إذا قال في هذا العصر قُبِل قولُه : معمر ... " إلى آخره .
    ومن أقواله في الرجال : " عامة علم ابن عباس من ثلاثة : عمر ، وعلي ، وأُبيِّ ابن كعب "([62]).
    وقولُه : " كان الزهري في أصحابه مثل الحَكَم بن عُتَيبة في أصحابه ، ينقل حديث بعضهم إلى بعض "([63]).

    وقوله : " ما عدَدْتُ عَمْراً([64])عاقلاً قط "([65]).

    وقال عبد الرزاق : قلت لمعمر : مالك لم يكثر عن ابن شَرْوَس؟([66]) قال : " كان يُثَبِّج الحديث "([67]).
    وقال أيضاً : " ما رأيت أحداً بصنعاء إلا وهو يُثَبِّج الحديث إلا خَلاد بن عبدالرحمن([68] ) .
    إلى غير ذلك من الأقوال والأحكام القيِّمة ، الجديرة بالجمع والدراسة .
    ـ مشاركته في العلوم الأخرى :

    لم يكن لدى معمر الجمودُ الذي يَقْصُره على سماع الحديث وأدائه ، وجمع طرقه ورواياته ، كعامة النَّقَلة والرواة ، فقد كانت له اهتمامات شتى ، ومشاركات متنوعة .
    فقد اهتم ـ إضافة إلى جمع الحديث وروايته ـ بفقه الحديث ، ولغته ، وشرح غريبه ، وتوضيح مبهمه ، والاستنباط منه ، وشارك في معظم العلوم المتصلة بالسنة .

    قال الذهبي([69]): " معمر بن راشد الإمام الحجة ... أحد الأعلام ، وعالم اليمن " .

    وقال أيضاً([70]): " كان من أوعية العلم مع الصدق والتَّحَرِّي والورع والجلالة وحسن التصنيف " انتهى .
    ومن الأدلة على سعة علمه ، ومشاركاته المختلفة :
    قوله عقب حديث منصور عن أبي وائل قال : اشتكى رجل منا بطنه يقال له : خيثم بن عداء ، فنُعِت له السَّكَر ، فقال له عبدالله بن مسعود : " إن الله لم يكن ليجعل شفاءكم فيما حرم عليكم([71] ) .

    قال معمر بعد هذه الرواية : " والسَّكَر يكون من التمر يخلط معه شيء "([72]).

    وقال ابن معين([73]): حدثنا عبد الرزاق قال : سألت معمراً عن الخَرْق يكون في الخُفِّ ؟ فقال : " إذا خرج من مواضع الوضوء شيء فلاتمسح عليه ، واخلع " .
    ورَوَى معمر([74])حديثَ ابن عمر مرفوعاً : " الشُّؤْم في ثلاثة : في الفرس ، والمرأة ، والدار " .
    ثم قال : " وسمعت من يفسر الحديث يقول : شؤم المرأة إذا كانت غير وَلود ، وشؤم الفرس إذا لم يُغْزَ عليه في سبيل الله ، وشؤم الدار جار السوء " .
    وأخرج إسحاق بن راهويه([75])بسنده إلى موسى بن أبي شيبة الجَنَدي ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردَّ شهادة رجل في كذبة .
    قال معمر : " ما أدري ما تلك الكذبة ، أكذب على النبي ، أو غير ذلك ؟ " .
    ولفظه عند ابن عبد البر([76]): " لا أدري أكذب على الله ، أو على رسوله ، أو كذب على أحد من الناس؟" .
    وروى ابن الجارود([77])بسنده : إنما العُمْرَى([78])التي أجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول : هي لك ولِعَقِبِكَ ... الحديث . ثم قال : قال معمر : وكان الزهري يفتي به .

    وروى معمر([79])بسنده إلى مسروق قوله : من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنـزير فلم يأكل ولم يشرب حتى يموت دخل النار . وإلى قتادة قوله : يأكل من الميتة مايبلغه ، ولايتضَلَّع منها .
    ثم قال معمر : " ليس في الخمر رخصة " يعني للمضطر .
    وأخرج البيهقي([80])من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد .
    قال معمر:" ولكن لانشك أنه كان عليه- الصلاة والسلام - يتوضأ بين ذلك " .
    ومن توضيحه للمبهمات : قوله عقب حديث عائشة رضي الله عنها : استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث .
    قال معمر عقبه : " وبلغني أن الرجل كان عيينة بن حصن " أخرجه إسحاق([81]).

    ومن نقده للمتون : قوله في زيادة " النار جبار " على حديث أبي هريرة مرفوعاً : " العجماء جبار .. " : " لاأُراه إلا وهماً " أخرجه البيهقي([82]).

    ومن اهتمامه بلغة الحديث : سؤاله أئمة اللغة عن الألفاظ الغريبة الواردة في الأحاديث .
    يقول معمر : " قلت لأبي عمرو بن العلاء([83]): ما العُثان؟ فسكت ساعة ، ثم قال : هو الدخان من غير نار([84]) .
    ومن ترجيحاته : أنه ذكر اختلاف عائشة وابن عباس في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه ليلة الإسراء ، فعائشة نفتها ، وابن عباس أثبتها ، فقال معمر : " ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس([85]) .
    إلى غير ذلك من النقول الدالة على سعة علمه ، وتنوع مشاركاته ، واتساع دائرة معارفه .

    - عدالته :

    اتفقت كلمة الأئمة النقاد ممن عاصر معمراً ومن جاء بعده على أنه عدل ثقة فاضل مأمون جليل القدر ، وإليك بعض شهادات أئمة الجرح والتعديل :
    قال عبدالرزاق : قيل للثوري : ما منعك من الزهري ؟ قال : قلة الدراهم ، وقد كفانا معمر([86]).
    وقال الحُميدي : قيل لابن عيينة : أهذا الحديث مما حفظتَ عن معمر ؟ قال : نعم ، رحم الله أبا عروة([87]).

    وأخرج النَّسائي([88])حديث لعن المنافقين في القنوت من طريق معمر ، ثم قال : " لم يرو هذا الحديث أحد من الثقات إلا معمر " .

    ونقل المِزِّيُّ([89])عن النسائي أيضاً قوله : " معمر بن راشد الثقة المأمون " .
    وقال ابن سعد([90]): " كان معمر رجلاً له حلم ومروءة ونبل في نفسه " .
    وقال ابن معين : ثقة([91]).
    وقال يعقوب بن شيبة : " معمر ثقة ، وصالح التثبُّت عن الزهري([92]) .
    وقال عمرو بن علي الفلاس : " معمر من أصدق الناس([93]) .
    وقال العجلي : " ثقة رجل صالح " ([94]) .
    وقال ابن حبان : " كان فقيهاً متقناً حافظاً ورعاً " ([95]).
    وقال ابن حزم([96]): " ثقة مأمون " .
    ووثَّقه الدارقطني([97])أيضاً .
    وقال الذهبي([98]): " الإمام الحافظ شيخ الإسلام ... كان من أوعية العلم ، مع الصدق والتحري والورع والجلالة وحسن التصنيف " .
    وقال أيضاً([99]): " الإمام الحجة ... أحد الأعلام ، وعالم اليمن " .
    وقال ابن حجر([100]): " ثقة ثبت فاضل " .

    فهذه النقول وغيرها تؤكد عدالة معمر ، وإن كانت بعض ألفاظهم تدل على ماهو أشمل من ذلك ، فهي تتناول إلى جانب تعديله : تثبته وضبطه أيضاً ، لكن الأخير فيه تفصيل ، وقد أفردت له النقطة التالية .
    - ضبطه :

    وإذ ثبتت عدالة معمر عند الأئمة ، فإن لهم تفصيلاً في ضبطه : مادرجته ؟ ، وهل كان معمر ضابطاً في أوقاته كلها ؟ ، ضابطاً لحديث شيوخه جميعهم ؟ .
    فيقال في الجواب : لم يكن الضبط لدى معمر على درجة واحدة يحمل النقاد على حكم واحد فيه إثباتاً أو نفياً ، فقد كان ضبطه متفاوتاً ، فهو ضابط في حين ، غير ضابط في حين آخر ، وضابط في مكان ، غير ضابط في مكان آخر ، وضابط لحديث شيخ ، غير ضابط لحديث شيخ آخر ، مما حمل الأئمة على الكلام في ضبطه ، والنظر في حديثه ، والتمييز بين مايقبل ومايرد منه .

    قال عبدالرحمن بن مهدي : " اثنان إذا كتبت حديثهما هكذا رأيت فيه ، وإذا انتقيتهما كانت حساناً : معمر ، وحماد بن سلمة "([101]).

    وسئل أحمد([102]): كيف معمر في الحديث ؟ فقال : " ثبت ، إلا أن في بعض حديثه شيئاً " .
    وقيل لسفيان : إن معمراً يقول في حديث اجتناب الأسقية : عن عطاء بن يزيد الليثي ؟ فقال : " لم يحفظ " قال : " أخبرني عبيدالله بن عبدالله " ثم قال : " أخطأ معمر " ([103]).
    وقال الذهبي([104]): " أحد الأعلام الثقات ، له أوهام معروفة احتملت له في سعة ماأتقن " .
    وقال ابن حجر([105])ـ وقد أشار إلى رواية لمعمر خالف فيها إسناداً ومتناً ـ : " وهو خطأ من معمر ، وإذا كان لم يضبط المتن ، فلا يُتَعجَّبُ من كونه لم يضبط الإسناد " .

    ويمكن إرجاع اختلاف الضبط عند معمر إلى :
    1ـ مايتعلَّق بالسن التي تَلقَّى فيها .

    2ـ مايتعلَّق بالشيخ الذي سمع عنه .
    3ـ مايتعلَّق بالمكان الذي أدّى فيه .
    4ـ مايتعلَّق بأمرٍ طرأ عليه .

    5ـ مايتعلَّق بأمرٍ خارجٍ عنه .

    أولاً : اختلاف ضبطه بالنظر إلى السن التي تَلقَّى فيها:
    لم يكن ضبط معمر للمرويات التي سمعها وهو صغير في قوة ضبطه لما سمعه بعد ماكَبِر واتَّسعَتْ مَدارِكُه ، فقد كان اهتمامه في الصغر منصرفاً إلى جانب من المرويات دون جانب ، غير مدقِّق في الأخبار من حيث صحتُها وسلامةُ أسانيدها .

    ويُمَثَّلُ لهذا بمروياته عن قتادة ، فقد سمع معمر منه في أول طلبه وهو صغير.
    قال ابن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : قال معمر : " جلست إلى قتادة وأنا صغير ، فلم أحفظ عنه الأسانيد "([106]).
    وجاء النصُّ عند الباجي([107])هكذا : " فلم أحفظ عنه إلا الأسانيد " .
    وأياً كان هو الصواب فإنه يدل على أن اهتمامه كان منصرفاً إلى جانب واحد ، فلم يجمع في حفظه بين الأسانيد والمتون .
    وهذا النصُّ يقيد قوله الآخر : " سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة ، فما شيء سمعته في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري "([108])، فيكون معناه : من المتون فقط ، أو من الأسانيد فقط .

    يضاف إلى هذا : أنه روى التفسير عن قتادة بأسانيد منقطعة .

    قال عبدالرزاق : سمعت مالكاً يقول ـ وسألته عن معمر فقال ـ : إنه لولا ! قلت : لولا ماذا ؟ قال : لولا روايته عن قتادة([109]).
    وجاء الخبر عند الذهبي([110])هكذا : قال عبدالرزاق : قال لي مالك : " نعم الرجل كان معمر ، لولا روايته التفسير عن قتادة " .
    وعلَّق الذهبي قائلاً : " يظهر على مالك الإمام إعراض عن التفسير لانقطاع أسانيد ذلك ..." .
    من أجل هذا ، ضعَّف الأئمة حديث معمر عن قتادة .

    قال الدارقطني في " العلل "([111]): " سيء الحفظ لحديث قتادة .. " .
    وقدَّموا رواية غيره من الثقات عن قتادة على روايته عنه .

    قيل لأبي داود([112]): شيبان([113])أحبُّ إليك في قتادة من معمر ؟ قال : نعم .
    ولم يعُدُّوا مخالفة معمر لغيره من الثقات عن قتادة علة قادحة في صحة الخبر .
    أخرج البخاري([114])من طريق سعيد بن أبي عَروبة قال : حدثنا قتادة أن أنس بن مالك حدثهم قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " مابال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم ... " الحديث .

    وخالف فيه معمر ، فرواه عن قتادة مرسلاً ، أخرجه عبدالرزاق([115])عنه .
    قال ابن حجر([116]): " وهي علة غير قادحة ؛ لأن سعيداً أعلم بحديث قتادة من معمر " انتهى .
    وليس في الصحيحين من حديث معمر عن قتادة سوى ثلاثة أحاديث أخرجها مسلم([117])في المتابعات ، وحديث رابع ذكره البخاري([118])تعليقاً .
    ثانياً : اختلاف ضبطه بالنظر إلى الشيخ الذي سمع عنه :

    لم يكن ضبط معمر لحديث شيوخه الذين سمع منهم على حد سواء ، فقد ضبط حديث بعضهم ، ولم يضبط حديث بعضهم الآخر .

    فمن شيوخه الذين ضبط حديثهم : الزهري([119])، وهو محمد بن مسلم بن عبيدالله ابن عبدالله بن شهاب ، أبو بكر المدني ، الإمام المشهور ، أخذ عنه خلق كثير ، ومن أبرز تلاميذه الثقات : مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة، وشعيب بن أبي حمزة ، وصالح بن كَيْسان ، ويونس بن يزيد ، وزياد بن سعد ، ومعمر بن راشد ، وغيرهم .

    قال عبد الواحد بن زياد : قلت لمعمر : كيف سمعت من ابن شهاب؟ قال : " كنت مملوكاً لقوم من طاحية([120]) ، فأرسلوني بِبَزٍّ أبيعه ، فقَدِمْتُ المدينة ، فنزلت داراً ، فرأيت شيخاً والناس حوله يعرضون عليه العلم ، فعرضتُ عليه معهم "([121]).

    ولمعرفة درجة ضبط معمر لحديث شيخه الزهري ، جمعت أبرز أقوال الأئمة في تحديد الراوي الأثبت في الزهري والأضبط لحديثه .

    قال علي بن المديني : كان يحيى ـ القطان ـ يقول : " أصحاب الزهري : مالك ، وسفيان ، ومعمر "([122]). كذا باستخدام واو العطف المقتضية مطلق الجمع .

    وفي نقل آخر عنه جاء التعبير بـ " ثم " المقتضية للترتيب بين الثلاثة ، وذلك حينما سأله عثمان بن أبي شيبة : مَن أثبت في الزهري ؟ فقال : " مالك ، ثم ابن عيينة ، ثم معمر "([123]).
    وكان عبد الرحمن بن مهدي لايقدم على مالك أحداً([124]).

    وقال محمد بن عبدالرحيم صاعقة : سمعت علياً قال : " أثبت الناس في الزهري : سفيان بن عيينة ، وزياد بن سعد ، ثم مالك ، ومعمر ، ويونس من كتابه "([125]).
    وقال ابن الجنيد([126]): سئل يحيى بن معين وأنا أسمع : مَن أثبت من روى عن الزهري ؟ فقال : " مالك بن أنس، ثم معمر ، ثم عُقَيل ، ثم يونس ، ثم شعيب والأوزاعي والزُّبَيدي وسفيان بن عيينة ، وكل هؤلاء ثقات " .
    وقال عثمان بن سعيد الدارمي([127]): سألت يحيى بن معين قلت : ابن عيينة أحب إليك في الزهري أو معمر ؟ قال : معمر . قلت : معمر أحب إليك أو صالح بن كَيْسان ؟ قال : معمر أحب إليّ . قلت : فمعمر أحب إليك أو يونس ؟ قال : معمر .

    وقال أحمد : معمر أثبت من سفيان([128]).

    واختلفت الرواية عنه في المفاضلة بين مالك ومعمر ، فمرة قدم مالكاً([129])، ومرة قال : " معمر أحبهم إليَّ وأحسنهم حديثاً وأصح ، وبعده مالك "([130]).
    وقال ابن شاهين([131]): " شعيب بن أبي حمزة ليس به بأس ، هو أعلم بالزهري من يونس ، ومعمر " إلى غير ذلك من النقول .

    وهذه المفاضلة ـ كما ترى ـ بين فاضل وأفضل ، وضابط وأكثر ضبطاً ، وليست بين فاضل ومفضول ، وضابط وغير ضابط ، فهي لاتفيد إلا عند التعارض ، وذلك بتقديم حديث من ترجح أنه أثبت وأضبط ، مع اتفاقهم جميعاً على أن كل من ذكر هو من أهل الثقة والضبط ، صرَّح بهذا ابن معين فقال : " وكل هؤلاء ثقات "([132]).

    فمعمر كمالك وسفيان وغيرهما ممن ذكر ، جميعهم حفاظ أثبات ضابطون لحديث الزهري ، يتراوح الواحد منهم بين الطبقة الأولى والتي تليها ، ولاينزلون بحال عن رتبة الحفاظ الضابطين .

    ولعل أفضل السبل في التعامل مع حديثهم عند اختلافهم على الزهري : مانقله النسائي([133])عن عبدالله بن المبارك أنه قال : " الحفاظ عن ابن شهاب ثلاثة : مالك ومعمر وابن عيينة ، فإذا اجتمع اثنان على قول أخذنا به وتركنا قول الآخر " . قال النسائي : " وذكر ابن المبارك هذا الكلام عن أهل الحديث " .
    وحديث معمر عن الزهري معتمد عند الشيخين ، وافر في الصحيحين([134]).

    ومنهم : عبدالله([135])بن طاوس بن كيسان ، أبو محمد اليماني ، الثقة .

    قال معمر : قال لي أيوب ـ السَّخْتِياني ـ : " إن كنتَ راحلاً إلى أحد فارحل إلى ابن طاوس ، وإلا فالزم تجارتك "([136]).
    وقال معمر : " ما رأيتُ ابنَ فقيه مثل ابن طاوس "([137]).
    ورواية معمر عن ابن طاوس صحيحة .

    قال ابن معين : " إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه ، إلا عن الزهري ، وابن طاوس ؛ فإن حديثه عنهما مستقيم "([138]).

    وفي الصحيحين عدد من الأحاديث من رواية معمر عن عبدالله بن طاوس([139]).

    ومنهم : هَمّام([140])بن مُنَبِّه ، أبو عقبة اليماني ، الثقة .

    قال هشام بن يوسف : " عرض معمر على همّام بن مُنبِّه هذه الأحاديث ، إلا أنه سمع منها نيِّفاً وثلاثين حديثاً([141]) .
    قلت : العرض يكون بقراءة الطالب والشيخ يسمع ، والرواية به صحيحة عند جمهور العلماء ، وروى معمر عن شيوخه : الزهري ، وأيوب السَّخْتِياني ، ومنصور ابن المعتمر صحة الرواية به .
    قال معمر : " رأيت أيوب يُعرض عليه العلم فيجيزه ، وكان منصور بن المعتمر لايرى بالعرض بأساً " .

    وقال عبدالرزاق : " أخبرنا معمر عن منصور وأيوب والزهري أنهم يرون العرض "([142]).
    ولعل التنبيه في خبر هشام على أن تحمل معمر عن شيخه همّام كان غالبه عرضاً ، يرجع إلى اختلافهم في الأفضل : العرض أم السماع ؟

    فذهب مالك والبخاري ومعظم علماء الحجاز والكوفة وغيرهم إلى المساواة بينهما .

    وذهب جمهور علماء المشرق إلى ترجيح السماع .
    وذهب أبو حنيفة وابن أبي ذئب وغيرهما إلى ترجيح العرض([143]).
    وكأن معمراً يرى رجحان السماع على العرض ، فتراه يعتذر عن وهم وقع له في حديث بأنه تحمَّله عَرْضاً .
    ففي حديث الزهري عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه قال أبو بكر الحميدي : قال سفيان: سمعت معمراً حدثه عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه . فقلت له : يا أباعروة ، إنما هو عن أبي بكر بن عبيد الله . فقال معمر : إن هذا مما عرضنا . ثم صار سفيان بعدُ ربما قال إذا حدث بهذا الحديث : فقال لي معمر : إنا عرضنا([144]).

    وعموماً فقد شهد الأئمة بصحة رواية معمر عن همّام ، ووصفوها بالقوة .
    قال الذهلي : قلت لابن المديني : محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أحبُّ إليك أم : معمر ، عن همّام ، عن أبي هريرة ؟ قال : " محمد أشهر ، وهذا أقوى "([145]).

    وجعل الذهبي الأسانيد الصحيحة على مراتب ، فاحتلَّت رواية معمر عن همّام المرتبة الثانية .

    قال الذهبي([146]): " فأعلى مراتب المُجْمَع عليه : مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر . أو : منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله . أو : الزهري ، عن سالم ، عن أبيه . أو : أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة .

    ثم بعده : معمر ، عن همّام ، عن أبي هريرة ... " إلى آخر المراتب .

    وبهذه الترجمة جملة من الأحاديث التي أخرج الشيخان عدداً منها([147]).
    ومن شيوخه الذين لم يضبط حديثهم : ثابت([148])بن أسلم البُنَاني ، أبو محمد البصري ، الثقة .
    فقد ذهب الأكثر إلى تضعيف رواية معمر عن ثابت .
    قال ابن معين : " معمر عن ثابت ضعيف "([149]).
    وفي رواية أخرى عنه : " حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام "([150]).

    وقال ابن المديني : " في أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب منكرة " وذكر أنها تشبه أحاديث أبان بن أبي عياش([151]).
    وقال العقيلي([152]): " أَنكَرُهُمْ عن ثابت معمرٌ " .
    وقال ابن رجب([153]): " ضُعِّف حديثه عن ثابت خاصة " .
    لكن سئل أحمد عما روى معمر عن ثابت ؟ فقال : " ماأحسن حديثه ! " ثم قال : " حماد بن سلمة أحبُّ إليَّ ، ليس أحد في ثابت مثل حماد بن سلمة ... "([154]).

    وقال مرة أخرى([155]): " معمر حسن الحديث عن ثابت " انتهى .
    وهذا محمول على مالم ينكر من رواية معمر عن ثابت ، وفي " صحيح مسلم " حديثان من روايته عنه .
    الأول : " لاتقوم الساعة على أحد يقول : الله الله " . تابع معمرٌ فيه حمادَ بن سلمة ، عن ثابت([156]).
    والثاني : أن رجلاً خياطاً دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث . تابع معمرٌ فيه سليمانَ بن المغيرة، عن ثابت ، إضافة إلى أن مسلماً في هذه الرواية قد أخرج الحديث عن "معمر ، عن ثابت البُناني وعاصم الأحول" فروى له مقروناً بآخر([157]).

    وعلَّق البخاري([158])بالجزم رواية لمعمر عن ثابت ، تابع فيها معمر حماداً .
    وأما عموم روايته عن ثابت فهي ضعيفة ، ومن ذلك :
    ما أخرجه عبد الرزاق([159])قال : أخبرنا معمر ، عن ثابت البُناني ، عن أنس قال : خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - على جُلَيْبِيبٍ امرأةً من الأنصار إلى أبيها ... الحديث ، وفي آخره : ثم فزع أهل المدينة ، فركب جليبيب ، فوجدوه قد قتل ، ووجدوا حوله ناساً من المشركين قد قتلهم .

    قال ابن رجب([160]): " أخطأ ـ معمر ـ في إسناده ، إنما رواه ثابت ، عن كنانة ابن نعيم ، عن أبي برزة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذا رواه حماد بن سلمة ، عن ثابت([161]) .

    ومنهم : هشام([162])بن عروة بن الزبير الأسدي ، الفقيه ، الثقة ، وعاصم([163])بن بهدلة أبو بكر الكوفي ، المقرئ ، الصدوق ، ورواية معمر عنهما ضعيفة .

    قال ابن معين([164]): " حديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النَّجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام " انتهى .
    وفي الصحيحين حديثان مرفوعان من رواية معمر عن هشام بن عروة مقروناً بآخر :

    ففي البخاري([165]): حديث " كُسِفَتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " .

    وفي مسلم([166]): حديث " حُجِّي واشتَرِطي أنَّ مَحِلِّي حيث حبَسْتَني " .
    أخرجاهما من طريق معمر ، عن الزهري وهشام بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة .
    وعند البخاري من رواية معمر عن هشام أيضاً حديثان موقوفان :

    أحدهما : قال عروة : كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف ... الحديث([167]).

    والآخر : قال الزبير : ضُربت يوم بدر للمهاجرين بمئة سهم([168]).

    وليس في الصحيحين شيء من رواية معمر عن عاصم بن أبي النَّجود أصلاً .
    فهذه نماذج من شيوخ معمر ، يقاس من لم يذكر منهم على من ذكر ، وقد علم بما تقدم تفاوت ضبطه لما رواه عنهم .
    يتبع



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي رد: معمر بن راشد ومرويات البصريين عنه في الصحيحين

    معمر بن راشد ومرويات البصريين عنه في الصحيحين


    الدكتور/ حسن عبة جي



    ثالثاً : اختلاف ضبطه بالنظر إلى المكان الذي أدَّى فيه :

    ميَّزَ الأئمة بين مارواه معمر باليمن وما رواه بالبصرة ، فجوَّدوا حديثه باليمن ، وذكروا عن حديثه بالبصرة بأن فيه أخطاء وأوهاماً .
    قال ابن رجب([169]): " حديثه بالبصرة فيه اضطراب كثير ، وحديثه باليمن جيد " .
    وقال أبو حاتم([170]): " معمر بن راشد ماحدَّث به بالبصرة ففيه أغاليط ، وهو صالح الحديث " .
    والمراد : ما حدَّث به بالبصرة حين قدم إليها لزيارة أمه ، وذلك لأنه لم يحضر معه كتبه ، فحدث من حفظه، فوهم في أشياء .
    قال أحمد([171]): " قلت لإسماعيل ابن عُلَيَّة ـ وهو من البصريين ـ : كان معمر يحدثكم من حفظه ؟ " قال : " كان يحدثنا بحفظه " .
    وقال أحمد أيضاً : " حديث عبد الرزاق عن معمر أحبُّ إليَّ من حديث هؤلاء البصريين ، كان يتعاهد كتبه وينظر ـ يعني باليمن ـ وكان يحدثهم بخطأ بالبصرة([172]) .
    وقال يعقوب بن شيبة : " سماع أهل البصرة من معمر حين قدم عليهم فيه اضطراب ؛ لأن كتبه لم تكن معه([173]).
    وقال الذهبي([174]): " ومع كون معمر ثقة ثبتاً فله أوهام ، لاسيما لما قدم البصرة لزيارة أمه ، فإنه لم يكن معه كتبه ، فحدث من حفظه ، فوقع للبصريين عنه أغاليط ، وحديث هشام وعبدالرزاق عنه أصح ؛ لأنهم أخذوا عنه من كتبه ".
    وللأئمة منهج خاص في التعامل مع مرويات البصريين عن معمر ، سأوضحه في المبحث الثاني .
    رابعاً : اختلاف ضبطه بسبب أمر طرأ عليه :

    قد يطرأ على المحدث أمرٌ مّا يؤثِّر في ضبطه ، ويُصَيِّر حديثَه كلَّه أو قسماً منه غير مقبول ، كما حصل لمعمر بالنسبة للأحاديث التي يرويها عن الأعمش ، وذلك حينما فقد الصحيفة التي دوَّن فيها أحاديثه عنه ، فصار بعد ذلك إذا أراد أن يحدث عن الأعمش حدَّث من ذاكرته .
    قال معمر : " سقطت مني صحيفة الأعمش ، فإنما أتذكَّر حديثه وأحدِّث من حفظي "([175]).
    فوقع الغلط في حديثه عن الأعمش ، ومن ثَمَّ حكم الأئمة بسوء حفظه له .
    قال الدارقطني في " العلل "([176]): " معمر سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش " .
    ونقل ابن رجب([177])عن أحمد بن الحسن السُّكَّري الحافظ قوله : " ... وأما معمر في الأعمش فهو سيء الحفظ جداً " . ثم قال : " وكذا ذكره ابن معين والأثرم والدارقطني " .
    ونقل عن أحمد قوله : " أحاديث معمر عن الأعمش التي يغلط فيها ليس هو من عبدالرزاق ، إنما هو من معمر ، يعني الغلط " .
    وليس في الكتب الستة ـ فضلاً عن الصحيحين منها ـ شيء من حديث معمر عن الأعمش .
    وثَمَّت عارض آخر طرأ على معمر ، تأثَّرت به ذاكرته ، ونسي محفوظاته .
    قال أبو داود([178]): قال معمر : احتجمْتُ فذهب عقلي ، حتى كنتُ أُلَقَّنُ فاتحة الكتاب في صلاتي . ـ قال ـ : وكان احتجم على هامته([179]).
    وليس بين أيدينا مايحدِّدُ المدة الزمنية التي استمر فيها معمر على هذا ، ولا مايدل على أنه حدَّث في تلك الحالة .

    خامساً : تضعيف حديث معمر لأمر خارج عنه :

    لمعمر بن راشد ابن أخ رافضيٌّ ، وكان أدخل عليه حديثاً ليس مما سمعه عن شيوخه .
    أخرج الخطيب([180])من طريق أبي الأزهر قال : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن ابن عباس قال : نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى علي فقال : " أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، ومن أحبك فقد أحبني ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك من بعدي " .
    وقد حكم الأئمة ببطلان هذا الحديث ، وقد أَخبر أبو الأزهر ـ أحد رواته ـ يحيى بنَ معين به ، وبينما هو عنده في جماعة من أهل الحديث ، إذ قال يحيى بن معين : " مَنْ هذا الكذّاب النيسابوري الذي حدَّث عن عبدالرزاق بهذا الحديث ؟ فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا . فتبسم يحيى بن معين وقال : أَمَا إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته ! وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث "([181]).
    وقال أبوحامد الشرقي : " هذا حديث باطل ، والسبب فيه أن معمراً كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يُمَكِّنُه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلاً مَهيباً لايقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبدالرزاق في كتاب ابن أخي معمر "([182])انتهى .
    لكن يبقى السؤال : هل هناك أحاديث أخرى أدخلها ابن الأخ على عمه ؟ والجزم بالنفي أو الإثبات يحتاج إلى طول تتبُّع ونظر .
    - وفاته :

    بعد حياة علمية حافلة ، تعلَّم فيها معمر وعلَّم ، وجمع سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ودوَّنها ورواها ، شاء الله تعالى أن ينطفئ قنديل هذا الإمام ، لكن يبقى ذِكْرُه خالداً بخلود الكم الكبير من الأحاديث والآثار التي يرويها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم .
    وقد وافته المنية في اليمن([183])، في شهر رمضان([184])، واختلفت أقوال المؤرخين في سنة الوفاة :
    فنقل ابن سعد([185])عن عبد المنعم بن إدريس قوله : توفي ـ معمر ـ في أول سنة خمسين ومئة .
    ونقل الفسوي([186])عن زيد بن المبارك : سنة اثنتين وخمسين ومئة .
    وقال إبراهيم بن خالد الصنعاني([187])، والواقدي([188])، وخليفة بن خياط([189])، وغيرهم : سنة ثلاث وخمسين ومئة .
    وقال ابن حبان([190]): سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومئة .
    ولعل الراجح من هذه الأقوال سنة ثلاث وخمسين ؛ لأنه قول إبراهيم بن خالد تلميذِه وبلديِّه ، وكان ممن حضر وفاته وصلَّى عليه([191])، ووصف الذهبي([192])هذا القول بأنه الأصح ، وقال : " ولم يبلغ ستين سنة " .
    وقال أحمد وابن معين([193])، وأبو نعيم([194])، وابن المديني([195])وغيرهم : مات - معمر - سنة أربع وخمسين ومئة .
    وهذا ليس ببعيد عن الصحة ، إذا قدَّرْنا أن الوفاة حدثت أوائل سنة أربع وخمسين ، أو أواخر السنة التي قبلها ، على نحو ما تقدم في ولادته .
    وإنما قلت هذا لقول الإمام أحمد([196]): " مات معمر وله ثمان وخمسون سنة " .
    ومثله عن أبي داود([197])، وأبي نعيم([198])، وغيرهما .
    فإذا ماأنقصنا ثمانياً وخمسين ـ وهو عمره ـ من أربع وخمسين ومئة ـ وهو تاريخ وفاته ـ كان الناتج ستاً وتسعين ، وهو مارجحناه في سنة ولادته ، والله أعلم .
    وجاء عند الطبراني([199]): " وكان معمر بن راشد وسَلْم بن أبي الذيَّال فُقِدا ، فلم يُرَ لهما أثر " ، ونقله عنه المِزِّيُّ([200]).
    وهذا مردود بما نقل البخاري([201])عن إبراهيم بن خالد الصنعاني وهو تلميذ معمر وبلديُّه من قوله : " مات معمر في رمضان ، سنة ثلاث وخمسين ومئة ، وصليت عليه " .
    وبما نقل مغلطاي([202])عن عبدالرحمن بن يونس أنه قال : " سمعت سفيان بن عيينة يسأل عبدالرزاق فقال : أخبرني عما تقول الناس في معمر أنه فُقِد ، ماعندكم فيه ؟
    فقال عبدالرزاق : مات معمر عندنا ، وحضرنا موته ، وخلف على امرأته قاضينا مطرف بن مازن " .
    قال مغلطاي : " وفي هذا وأشباهه يرد ما في كتاب المزي من أنه فُقِد " .
    المبحث الثاني : مرويات البصريين عن معمر في الصحيحين :

    تقدم عند الكلام على ضبط معمر : أن رواية أهل البصرة عنه تشتمل على أوهام وأغاليط ، فهل ردَّ الأئمة بناء عليه كلَّ ماروي من هذه الطريق ؟ .
    والجواب بأن في المسألة تفصيلاً : فقد ردَّ الأئمة ماروي من هذه الطريق عند وجود الوهم ، وذلك يتحقَّق في صورتين :
    الصورة الأولى : إذا روى أهل البصرة عن معمر حديثاً على وجه يخالف رواية غيرهم عنه .
    مثال ذلك : حديث : كوى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أسعد بن زُرارة من الشوكة .
    أخرجه الترمذي([203])من طريق يزيد بن زُريع قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أنس .
    فهذا الحديث من رواية بصري عن معمر .
    قال أبو حاتم([204]): " هذا خطأ ، أخطأ فيه معمر ، إنما هو عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سهل ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كوى أسعد ، مرسل " .
    وقال ابن رجب([205]): " رواه ـ معمر ـ باليمن عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سهل مرسلاً ، ورواه بالبصرة عن الزهري ، عن أنس ، والصواب المرسل " .
    وحديث : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مُتعة النساء .
    يرويه إسماعيل ابن عُليَّة ، عن معمر ، عن الزهري ، عن علي بن محمد بن علي ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن متعة النساء([206]).
    قال أحمد : " إنما هو عبدالله وحسن ابنا علي ، عن أبيهما ، ولكن كذا قال معمر([207]) يعني في البصرة ، فإسماعيل ابن عُليَّة بصري ، وقد خولف :
    فرواه عبد الرزاق([208])عن معمر ، عن الزهري ، عن الحسن وعبد الله ابني محمد بن علي ، عن أبيهما محمد بن علي ، أنه سمع أباه علي بن أبي طالب .
    ورواه أحمد([209])عن سفيان ، عن الزهري ، بمثل ماتقدم عند عبد الرزاق .
    الصورة الثانية : إذا روى معمر بالبصرة حديثاً على وجه يخالف رواية غيره من الثقات .
    مثال ذلك : حديث تقديم الأيمن في الشرب ، وفيه : فقال عمر : أعط أبا بكر يارسول الله عندك . فأعطاه الأعرابيَّ الذي عن يمينه ... الحديث .
    أخرجه البخاري([210])من طريق شعيب ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك .
    وأخرجه الإسماعيلي من طريق وهيب ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس . وفيه : " فقال عبد الرحمن بن عوف " بدل " فقال عمر " .
    قال ابن حجر([211]): " والأول هو الصحيح ، ومعمر لما حدَّث بالبصرة حدَّث من حفظه فوهم في أشياء ، فكان هذا منها ، ويحتمل أن يكون كل من عمر وعبدالرحمن قال ذلك ؛ لتوفر دواعي الصحابة على تعظيم أبي بكر " .
    قلت : الاحتمال الثاني مقبول لولا اتِّحاد المخرج في هذه الرواية ، فشعيب ومعمر يرويانه عن الزهري ، عن أنس ، ويبعد أن يكون الزهري حدَّث شعيباً فذكر عمر ، وحدَّث معمراً فذكر عبدالرحمن بن عوف ! ويبقى وهم معمر في البصرة هو السبب ، والله أعلم .
    وحديث : " مَنْ يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدِّين " .
    أخرجه البخاري([212])ومسلم([213])من طريق يونس ، عن ابن شهاب ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن معاوية ، مرفوعاً .
    قال الدارقطني([214]): " ويرويه البصريون عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة : عبدُ الواحد بنُ زياد ، وغيرُه " .
    قلت : رواية عبد الواحد عن معمر ، أخرجها الطبراني([215])، وقال([216]): " لم يروه عن الزهري عن سعيد بن المسيب إلا معمر ، تفرَّد به عبد الواحد بن زياد " .
    ودعوى تفرُّد عبد الواحد بالرواية عن معمر تردُّها رواية عبد الأعلى عنه عند ابن ماجه([217])، وهو بصري أيضاً.
    قال الدارقطني([218]): " والصحيح حديث حميد عن معاوية " انتهى ، إلى غير ذلك من الأمثلة .
    وقبل الأئمة مارواه أهل البصرة عن معمر عند الأمن من الخطأ والوهم ، وذلك بموافقة ثقة من غير أهل البصرة لما رواه البصري عن معمر ، نصَّ على هذا الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله .
    فقد روى عبد الرزاق الصنعاني([219])حديث غيلان الذي أسلم وتحته عشر نسوة ، عن معمر ، عن الزهري ، مرسلاً .
    وروى البصريون([220])هذا الحديث عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، موصولاً .
    قال الإمام مسلم : " أهل اليمن أعرف بحديث معمر من غيرهم ، فإنه ـ يعني معمراً ـ حدَّث بهذا الحديث عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه بالبصرة ، وقد تفرَّد بروايته عنه البصريون ، فإن حدَّث به ثقة من غير أهل البصرة صار الحديث حديثاً ، وإلا فالإرسال أولى " أخرجه البيهقي([221]).
    فقد أوضح مسلم الشرط الذي تقبل به مرويات البصريين عن معمر ، وهو : موافقة ثقة من غير أهل البصرة لما رواه أهل البصرة عن معمر .
    وقد وجدنا في الصحيحين أحاديث لمعمر رواها عنه بصريون ، وهنا نتساءل : هل التزم الشيخان بالشرط المذكور ، أم حصل منهما تساهل في تطبيقه ؟ .
    أما الإمام مسلم فهو الذي نصَّ على هذا الشرط ـ كما تقدم ـ ، وأما البخاري فيقول عنه الحافظ ابن حجر([222]): " ولم يُخَرِّج له ـ يعني لمعمر ـ من رواية أهل البصرة عنه إلا ماتوبعوا عليه عنه " انتهى .
    وللتَّحقُّق من توافر الشرط المذكور لمرويات البصريين عن معمر في الصحيحين ، كان لابدَّ من جمع تلك المرويات والنظر فيها .
    وقد تتبَّعْتُها في الصحيحين فبلغ عددها (38) ثمانياً وثلاثين رواية ، اشترك الشيخان في (4) أربع روايات ، وانفرد كل منهما بـ (17) سبع عشرة رواية ، وإليك هذه الروايات مع ذكر متابعاتها من الكتابين .
    أولاً : ما أخرجه الشيخان من طريق البصريين عن معمر

    1- حديث : " خمسٌ فَواسقُ يُقْتَلْنَ في الحَرَم ... " .
    أخرجه الشيخان([223])من طريق يزيد بن زريع ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، مرفوعاً .
    قلت : يزيد بن زُرَيع ([224]) بصري ، وقد توبع : تابعه عبد الرزاق ، وأخرج حديثه مسلم([225]).
    وتابع يونس بن يزيد معمراً عن الزهري ، وأخرج حديثه الشيخان([226]).
    2- حديث : "أنهم كانوا يُضْرَبون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اشتروا طعاماً جُزافاً([227])أن يبيعوه في مكانه قبل أن يُحَوِّلوه" .
    أخرجه الشيخان([228])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن عبد الله بن عمر .
    قلت : عبد الأعلى([229]) بصري ، يروي هذا الحديث عن معمر ، وعند الشيخين([230])متابعة لمعمر عن الزهري ، تابعه يونس بن يزيد .
    3- حديث: " يتقارب الزمان ... " .
    أخرجه الشيخان([231])من طريق عبدالأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً .
    قلت : لم أقف في الصحيحين على من تابع عبد الأعلى عن معمر ، ولا من تابع معمراً عن الزهري ، في هذا الحديث ، بل فيهما مخالفة للطريق المذكورة .
    فقد قال البخاري عقبه : " وقال شعيب ويونس والليث وابن أخي الزهري : عن الزهري ، عن حميد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
    قال ابن حجر : " يعني أن هؤلاء الأربعة خالفوا معمراً في قوله : " عن الزهري عن سعيد " فجعلوا شيخ الزهري حميداً لا سعيداً " انتهى . ووصل الشيخان طريق شعيب ، ووصل مسلم وحده طريق يونس([232]).
    قال الحافظ ابن حجر([233]): " وصنيع البخاري يقتضي أن الطريقين صحيحان ، فإنه وصل طريق معمر هنا ، ووصل طريق شعيب في كتاب الأدب ، وكأنه رأى أن ذلك لايقدح ؛ لأن الزهري صاحب حديث فيكون الحديث عنده عن شيخين ، ولايلزم ذلك اطّراده في كل من اختلف عليه في شيخه ، إلا أن يكون مثل الزهري في كثرة الحديث والشيوخ ، ولولا ذلك لكانت رواية يونس ومن تابعه أرجح ، وليست رواية معمر مدفوعة عن الصحة لما ذكرته " .
    قلت : هذا كلام وجيه يمكن قبوله عند تكافؤ الطريقين ، كيف وطريق ( الزهري عن حميد ) رواها أربعة : شعيب بن أبي حمزة ، والليث بن سعد ، ويونس بن يزيد ، ومحمد بن عبدالله بن مسلم ابن أخي الإمام الزهري ، أما طريق (الزهري عن سعيد) فهي من رواية البصريين عن معمر ؟ .
    والعجب من الحافظ ابن حجر حيث لم يتعرَّض هنا لذكر أيِّ شيء عن رواية عبد الأعلى البصري عن معمر ـ رغم مخالفتها ـ وهو القائل في حديث آخر أخرجه البخاري من الطريق نفسه ، مانصُّه([234]): " وإنما احتاج معمر عنده إلى المتابعة لأن في رواية البصريين عنه مقالاً ؛ لكونه حدَّثهم بالبصرة من حفظه ، وهذا من رواية البصريين " ! .
    وفي هذا الحديث فقدت المتابعة ، وتحققت المخالفة ، لذا قال الدارقطني([235]): " المحفوظ حديث حميد " .
    4- حديث : " لايبيع حاضر لباد ، ولا تناجشوا ... " .
    أخرجه البخاري([236])من طريق يزيد بن زُريع ، ومسلمٌ([237])من طريق عبدالأعلى . كلاهما عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً .
    قلت : تابعهما عبدُالرزاق عن معمر ، وأخرج حديثه مسلم([238]).
    وتابع معمراً عن الزهري : ابنُ جريج عند البخاري([239])، وسفيانُ بن عيينة ويونسُ بن يزيد عند مسلم([240])، ونصَّ الدارقطني([241])على أن هذه الرواية محفوظة .
    ثانياً : مارواه البخاري من طريق البصريين عن معمر:

    5- حديث : "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي على راحلته حيث توجهت به " .
    أخرجه البخاري([242])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبد الله بن عامر ، عن أبيه .
    قلت : توبع معمر عن الزهري ، تابعه عُقيل بن خالد ، وأخرج حديثه البخاري([243]).
    6- حديث : "فرضت الصلاة ركعتين ، ثم هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم- ففرضت أربعاً ... ".
    أخرجه البخاري([244])من طريق يزيد بن زُريع ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة .
    ثم قال : " تابعه عبدالرزاق عن معمر " ، ولم يُخَرِّج البخاري هذه المتابعة ، وأخرجها البيهقي([245])، ولفظه : عن عائشة قالت :" فرضت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة ركعتين ركعتين ، فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعاً ، وأُقِرَّتْ صلاة السفر ركعتين " .
    قال البيهقي : " وهذا التقييد ـ يعني الركعتين بمكة والأربع بالمدينة ـ تفرَّد به معمر بن راشد عن الزهري ، وسائر الثقات أطلقوه " انتهى .
    ويؤيده أن رواية سفيان بن عيينة عند الشيخين([246])، ورواية يونس بن يزيد عند مسلم([247])، كلاهما عن الزهري بالسند المتقدم ، ليس فيهما هذا التقييد ، ولاتعد الزيادة في رواية معمر شذوذاً ، بل هي من قبيل زيادة الثقة ، وهي مقبولة ، والله أعلم .
    7- حديث :" صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحدى الطائفتين ..." الحديث في هيئة صلاة الخوف .
    أخرجه البخاري([248])من طريق يزيد بن زُريع ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ابن عبدالله بن عمر ، عن أبيه.
    قلت : توبع معمر عن الزهري ، تابعه شعيب بن أبي حمزة ، وأخرج حديثه البخاري([249]).
    8- حديث المجامع امرأته في نهار رمضان .
    أخرجه البخاري من طريق عبد الواحد بن زياد ، عن معمر ، عن الزهري ، عن حميد ابن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة.
    و " عبد الواحد بن زياد"([250]) بصري ، يرويه عن معمر .
    وقد توبع معمر عن الزهري ، تابعه عند البخاري :سفيان بن عيينة([251])، والليث ابن سعد([252])، ومنصور بن المعتمر([253])، والأوزاعي([254])، وشعيب([255])، وإبراهيم بن سعد([256]).
    قال ابن حجر([257]): " توارد عليه أصحاب الزهري ، وقد جمعت منهم في جزء مفرد لطرق هذا الحديث أكثر من أربعين نفساً " ثم عدَّد بعضهم .
    قلت : اسم هـذا الجزء : " نزهة الناظر السامع في طرق حديث الصائم المجامع "([258]).
    9- حديث :" نَعَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه النجاشيَّ ..." .
    أخرجه البخاري([259])من طريق يزيد بن زُريع ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة .
    قلت : توبع معمر عن الزهري ، تابعه مالك ، وأخرج حديثه البخاري([260]).
    10- حديث : أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يسوق بدنة ، قال : " اركبها ..." .
    أخرجه البخاري([261])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة .
    ثم قال : " تابعه محمد بن بشار ، حدثنا عثمان بن عمر ، أخبرنا علي بن المبارك ، عن يحيى ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- " .
    قال ابن حجر : " المُتابَع ـ بالفتح ـ هنا هو معمر ، والمُتابِع ـ بالكسر ـ ظاهر السياق أنه محمد بن بشار، وفي التحقيق هو علي بن المبارك .
    وإنما احتاج معمر عنده إلى المتابعة؛ لأن في رواية البصريين عنه مقالاً ؛ لكونه حدَّثهم بالبصرة من حفظه ، وهذا من رواية البصريين " انتهى .
    ومع كون هذه المتابعة غير موصولة عند البخاري ، إلا أن الحديث أخرجه من طريق آخر إلى أبي هريرة([262]).
    11- حديث :" لاتَلَقَّوْا الركبان ، ولايبع حاضر لباد " .
    أخرجه البخاري([263])من طريق عبد الواحد ، عن معمر ، عن عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس .
    توبع عبد الواحد عن معمر ، تابعه عبد الأعلى ، وأخرج حديثه البخاري([264])، إلا أنه بصري مثله ، ولاتكسبه متابعته قوة .
    وتابعه عبد الرزاق ، وأخرج حديثه مسلم([265])، وتلك هي المتابعة التي تقوية .
    12- حديث: " إذا استأذنت امرأة أحدكم فلا يمنعها " .
    أخرجه البخاري([266])من طريق يزيد بن زُريع ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه .
    قلت : توبع معمر عن الزهري ، تابعه سفيان بن عيينة ، وأخرج حديثه البخاري([267]).
    13- حديث:" قضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالشُّفْعة ...".
    أخرجه البخاري([268])من طريق عبد الواحد ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن ، عن جابر .
    توبع عبد الواحد : تابعه عند البخاري : عبد الرزاق([269])، وهشام بن يوسف([270]).
    ونصَّ الدارقطني([271])على أنه محفوظ .
    14- حديث: " مَطْلُ الغنيِّ ظلمٌ " .
    أخرجه البخاري([272])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن همام بن مُنَبِّه ، عن أبي هريرة .
    توبع عبد الأعلى : تابعه عند مسلم([273]): محمد بن رافع ، وعبد الرزاق .
    وأخرجه الشيخان([274])من طريق مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة .
    15- حديث : "نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن لِبْسَتين ، وعن بيعتين .." .
    أخرجه البخاري([275])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عطاء ابن يزيد ، عن أبي سعيد .
    توبع معمر : تابعه سفيان ، وأخرج حديثه البخاري([276]) ، ثم قال : " تابعه معمر ، ومحمد بن أبي حفص ، وعبد الله بن بُدَيل ، عن الزهري " .
    قال ابن حجر([277])في هذا الحديث : " اختلف فيه على الزهري :
    فرواه معمر ، وسفيان ، وابن أبي حفصة ، وعبد الله بن بُديل ، وغيرهم ، عنه ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي سعيد.
    ورواه عُقيل ، ويونس ، وصالح بن كَيْسان ، وابن جُريج ، عن الزهري ، عن عامر بن سعد ، عن أبي سعيد.
    وروى ابن جُريج بعضَه عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبي سعيد .
    وهو محمول عند البخاري على أنها كلَّها عند الزهري ، واقتصر مسلم على طريق عامر بن سعد وحده ، وأعرض عما سواها " انتهى .
    قال الدارقطني([278]): " الصحيح حديث عامر بن سعد ، ورواه معمر وابن عيينة ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي سعيد ، ويشبه أن يكونا صحيحين " .
    16- حديث: " لاتُسَمُّوا العنب الكَرْمَ ، ولاتقولوا خيبة الدهر ، فإن الله هو الدهر " .
    أخرجه البخاري([279])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة .
    وخولف عبد الأعلى عن معمر في شيخ الزهري :
    فرواه مسلم([280])من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قال الله- عزَّ وجلَّ - يؤذيني ابن آدم يقول : ياخيبة الدهر ، فلا يقولن أحدكم ياخيبة الدهر ؛ فإني أنا الدهر ... " . فقال : ابن المسيب ، بدلاً من : أبي سلمة .
    قال ابن عبد البر([281]): " الحديثان للزهري عن أبي سلمة وعن سعيد بن المسيب جميعاً صحيحان " .
    وقال النسائي([282]): " كلاهما محفوظ ، لكن حديث أبي سلمة أشهرهما " .
    وأشار الدارقطني([283])إلى هذا الخلاف ، وأفاد أن الأثبت رواية من قال : عن أبي سلمة .
    وما عدَّه العلماء الأشهر والأثبت هو رواية أهل البصرة عن معمر ، مع عدم وجود المتابعة من غيرهم ، فضلاً عن وجود المخالفة ، وهذا على خلاف قاعدتهم ، فيحفظ المثال لنظائره .
    17- حديث : " اسق يازبير ، ثم أرسل الماء إلى جارك " ...
    أخرجه البخاري([284])من طريق محمد بن جعفر ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير قال : خاصم الزبير رجلاً من الأنصار في شريج من الحَرَّة ... الحديث .
    و " محمد بن جعفر" ([285]) الملقب بغُنْدَر : بصري ، يحتاج إلى من يتابعه في هذا الحديث عن معمر ، وقد تابعه عبد الله بن المبارك ، وأخرج حديثه البخاري([286]).
    كما تابع معمراً عن الزهري : ابنُ جريج ، وشعيبُ بن أبي حمزة ، وحديثهما عند البخاري([287]).
    قال الدارقطني([288]): " وهو المحفوظ عن الزهري " .
    18- قول عمر :" لما توفي النبي- صلى الله عليه وسلم - قلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ..." .
    هذا حديث طويل أخرج البخاري([289])طرفاً منه من طريق عبد الواحد ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، عن عمر .
    وأخرج في موضع آخر طرفاً آخر([290])من الطريق نفسها .
    وأخرجه([291])بطوله من طريق صالح بن كَيْسان عن الزهري ، به .
    فتَقوَّتْ رواية معمر عن الزهري بهذه المتابعة .
    19- قال البخاري([292]): حدثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة قالت : أعتم النبي صلى الله عليه وسلم .
    وقال عيّاش : حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : أعتم رسول الله في العشاء حتى ناداه عمر : قد نام النساء والصبيان ... الحديث .
    قلت : رواية عبد الأعلى عن معمر أوردها البخاري تعليقاً ، فليس لها حكم الروايات الموصولة في الصحيح ، لكن أفاد ابن حجر أنه وقع في بعض روايات الصحيح : " قال لي عيّاش " فتكون حينئذ موصولة ، وهي قوية وإن كانت من طريق بصري عن معمر ؛ لمتابعة شعيب لمعمر ، ولفظ حديث شعيب ساقه البخاري في الباب الذي بعد هذا([293]).
    20- قال البخاري([294]): حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عثمان بن عمر ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : أقيمت الصلاة ، وعُدِّلت الصفوف قياماً ، فخرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قام في مُصلاّه ذكر أنه جنب ... فذكر الحديث .
    ثم قال : تابعه عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري .
    قلت : هذه المتابعة وإن كانت من رواية البصريين عن معمر إلا أنه لم يسندها ، فليس لها حكم الأحاديث المسندة في الصحيح ، وقد تساهلوا في المتابعات ما لم يتساهلوا بمثله في الأصول .
    21- قال البخاري([295]): وقال الليث : حدثني يونس ، عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم- قالت : لما أُمِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بتخيير أزواجه بدأ بي ... الحديث .
    ثم قال : تابعه موسى بن أعين ، عن معمر ، عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة .
    وقال عبد الرزاق وأبو سفيان المعمري : عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة .
    قلت : هذا الأخير علَّقه البخاري من طريق أبي سفيان المعمري البصري([296])مقروناً بعبد الرزاق ؛ لئلا يتوهم أنه مما انفرد به بصري عن معمر ، وبخاصة أن طريقه مخالف للطريقين السابقين ، وهذه المخالفة لاتضر في حق الزهري وأشباهه ممن كثر مشايخه ، فهو محمول على أنه سمع الحديث من شيخين ، وقد تقدم له نظائر([297]).
    وأفاد الحافظ ابن حجر([298])أن رواية عبد الرزاق وصلها مسلم وابن ماجه من طريقه ، وأخرجها أحمد وإسحاق في مسنديهما عنه ، وأن رواية أبي سفيان المعمري أخرجها الذُّهْلي في " الزُّهْريّات " .
    ثم قال : " وتابع معمراً على عروة : جعفر بن بُرْقان ، ولعل الحديث كان عند الزهري عنهما ، فحدَّث به تارة عن هذا ، وتارة عن هذا ، وإلى هذا مال الترمذي " .
    ثالثاً : مارواه مسلم من طريق البصريين عن معمر:

    22- حديث: " تُشَدُّ الرِّحالُ إلى ثلاثة مساجد ... " .
    أخرجه مسلم([299])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة .
    توبع معمر عن الزهري : تابعه سفيانُ بن عيينة ، وأخرج حديثه مسلم([300])، ولفظه : " لاتُشَدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... " .
    23- حديث: " من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس ... " .
    أخرجه مسلم([301])من طريق معتمر بن سليمان ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن أبي هريرة .
    و "معتمر بن سليمان" ([302]) بصري ، يحتاج إلى من يتابعه عن معمر ، وقد تابعه عبد الله بن المبارك ، وأخرج حديثه مسلم([303]).
    24- حديث: " تَفْضُل صلاة في الجميع على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين درجة ..." .
    أخرجه مسلم([304])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة .
    توبع معمر عن الزهري ، تابعه مالك بن أنس ، وأخرج حديثه مسلم([305]).
    وخالفهما شعيب ، فقال : عن الزهري قال : أخبرني سعيد وأبو سلمة ، أن أبا هريرة ... الحديث أخرجه مسلم([306])أيضاً .
    ومثل هذا الاختلاف موجود عند البخاري في حديث آخر ، وصنيع الشيخين يقتضي أن الطريقين صحيحان، وأن هذا الاختلاف ليس بقادح ؛ لأن الزهري كثير الشيوخ ، وهو محمول على أن الحديث سمعه من شيخين([307])، والله أعلم .
    25- حديث: " أوتروا قبل أن تصبحوا " .
    أخرجه مسلم([308])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد .
    توبع معمر عن يحيى ، تابعه شيبان بن عبد الرحمن ، وأخرج حديثه مسلم([309]).
    26- حديث : " من شهد الجنازة حتى يُصَلَّى عليها فله قيراط ... " .
    أخرجه مسلم([310])من طريق عبد الأعلى وعبد الرزاق كلاهما عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة .
    وخولف معمر : فرواه يونس ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة . أخرجه مسلم([311]) أيضاً .
    ولهذه المخالفة نظائر تقدمت ، وهي غير قادحة ؛ لذا قال الدارقطني([312]): " القولان محفوظان " .
    27- حديث : " مامن مولودٍ يُولَدُ إلا نَخَسَهُ الشيطانُ فيَسْتَهِلُّ صارخاً ... " .
    أخرجه مسلم([313])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة .
    وتوبع عبد الأعلى : فرواه عبد الرزاق عن معمر ، وتوبع معمر : فرواه شعيب عن الزهري ، وقرن مسلم بين الطريقين في إسناد واحد([314]).
    28- حديث : " ما من مولودٍ إلا يُولَدُ على الفِطْرةِ ... " .
    أخرجه مسلم([315])من طريق عبد الأعلى وعبد الرزاق ، كلاهما عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة .
    وأخرجه أيضاً([316])من طريق الزبيدي ، عن الزهري ، به .
    فهذه متابعتان : الأولى لعبد الأعلى عن معمر ، والثانية لمعمر عن الزهري .
    وما تقدم أحد الأوجه لهذا الحديث عن الزهري ، وله أوجه أخرى ذكرها الدارقطني([317])، ثم قال : " ويشبه أن تصح الأقاويل " .
    29- حديث : نهى - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح عن متعة النساء .
    أخرجه مسلم([318])من طريق ابن عُليّة ، عن معمر ، عن الزهري ، عن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني ، عن أبيه.
    و ( ابن عُلَيَّة ) هو إسماعيل بن إبراهيم البصري([319])يروي عن معمر ، وقد توبع معمر : تابعه سفيان بن عيينة ، وصالح بن كَيْسان ، عن الزهري([320])به ، والحديثان أخرجهما مسلم .
    30- حديث : " لاتَزالُ المسألةُ بأحدِكُم حتى يَلْقَى اللهَ وليس في وجهه مُزْعةُ لحمٍ " .
    أخرجه مسلم([321])من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وإسماعيل بن إبراهيم ، عن معمر ، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه .
    هذا حديث من رواية اثنين من أهل البصرة : عبدِ الأعلى وإسماعيلَ بنِ إبراهيم ، عن معمر .
    وفي مسلم([322]) متابعة لشيخ معمر : عبدِ الله بن مسلم ، تابعه عبيد الله بن أبي جعفر ، عن حمزة ، عن أبيه .
    31- حديث : " ليس الكذابُ الذي يُصْلِحُ بين الناس ويقولُ خيراً ... " .
    أخرجه مسلم([323])من طريق إسماعيل بن إبراهيم ، عن معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط .
    وتوبع معمر عن الزهري : تابعه يونس بن يزيد ، وصالح بن كيسان ، وحديثهما عند مسلم([324]).
    ورواه عمرو بن فائد الأسواري([325])، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة .
    قال الدراقطني([326]): " ووهم فيه على معمر ، والصواب عن معمر وغيره ، عن الزهري ، عن حميد بن عبدالرحمن ، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة " أي : بمثل ماتقدم عند مسلم .
    32- حديث : " لايُقِيمَنَّ أحدُكم أخاه ثم يجلس في مجلسه " .
    أخرجه مسلم([327])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر .
    توبع عبد الأعلى عن معمر : تابعه عبد الرزاق ، وأخرج حديثه مسلم([328]) .
    33- حديث : أن رجلاً اطَّلع من جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ( في النهي عن النظر في بيوت الآخرين ) .
    أخرجه مسلم([329])من طريق عبد الواحد ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سهل بن سعد .
    وتوبع معمر ، عن الزهري : تابعه الليث ، ويونس ، وسفيان ، وأحاديثهم عند مسلم([330]).
    34- حديث: " إنَّ هذا الوَجَعَ أو السَّقَمَ رِجْزٌ ... " يعني : الطاعون .
    أخرجه مسلم([331])من طريق عبد الواحد ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عامر ابن سعد ، عن أسامة بن زيد.
    وتوبع معمر ، عن الزهري : تابعه يونس ، وأخرج حديثه مسلم([332]).
    35- حديث : " لاتباغضوا ولا تحاسدوا ... " .
    أخرجه مسلم([333])من طريق يزيد بن زُريع ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس .
    وتوبع يزيد بن زريع : تابعه عبد الرزاق ، عن معمر ، وقرن مسلم بينهما في إسناد واحد .
    وتوبع معمر : فرواه مالك ، ومحمد بن الوليد ، ويونس ، وسفيان ، أربعتهم عن الزهري([334]).
    36- حديث: " لايكون اللعّانون شفعاء ولاشهداء يوم القيامة " .
    أخرجه مسلم([335])من طريق معتمر بن سليمان ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء .
    وتوبع معتمر بن سليمان : تابعه عبد الرزاق ، عن معمر ، وقرن مسلم بينهما في إسناد واحد .
    وتوبع معمر : تابعه حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، وأخرج حديثه مسلم([336]).
    37- حديث: " مثل المؤمن كمثل الزرع ... " .
    أخرجه مسلم([337])من طريق عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة .
    وتوبع عبد الأعلى : فرواه عبد الرزاق ، عن معمر ، وأخرج حديثه مسلم([338]).
    38- حديث : " احتجَّتِ الجنَّةُ والنارُ ... " .
    أخرجه مسلم([339])من طريق أبي سفيان محمد بن حُميد ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة .
    وأخرجه عبد الرزاق([340])، عن معمر ، عن همام بن مُنبِّه ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً .
    ثم قال : " قال معمر : وأخبرني أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مثله " .
    وهذا يدل على أن الحديث عند معمر على وجهين : وصل عبد الرزاق أحدهما ، وعلَّق الثاني الذي وصله أبو سفيان محمد بن حميد أولاً .
    فأما مسلم([341]) فقد أخرجه من الطريقين ، وأما البخاري([342])فقد اقتصر على طريق عبد الرزاق ، ولعل صنيعه هذا من قبيل ترجيح رواية غير البصريين عن معمر على رواية البصريين عنه ، والله أعلم .
    * * *
    يتبع


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي رد: معمر بن راشد ومرويات البصريين عنه في الصحيحين

    معمر بن راشد ومرويات البصريين عنه في الصحيحين


    الدكتور/ حسن عبة جي


    الخاتمة :

    وبعد ، فهذه ثمانية وثلاثون حديثاً من رواية البصريين عن معمر ، رويت في أصح كتب السنة : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وقد التزم الشيخان في إخراجها بشرط موافقة غير البصريين للبصريين غالباً ، واشتمل الكتابان على متابعات مختلفة لواحد وثلاثين حديثاً منها :

    جاءت المتابعة في ستة عشر حديثاً لمعمر نفسه ، وهي الأحاديث ذات الأرقام الآتية : ( 2 ، 5 ، 7 ، 8 ، 9، 12 ، 15 ، 18 ، 19 ، 22 ، 24 ، 25 ، 29 ، 31 ، 33 ، 34 ) .
    وفي خمسة أحاديث لتلميذه البصري ، وهي ( 13 ، 23 ، 26 ، 32 ، 37 ) .
    وفي سبعة أحاديث لمعمر وتلميذه معاً ، وهي : ( 1 ، 4 ، 17 ، 27 ، 28 ، 35 ، 36 ) .
    وفي حديث واحد تقدم برقم (30) لشيخ معمر ، وفي حديثين آخرين تقدما برقم (10 و 14) للتابعي .
    كما اشتملت عشرة أحاديث مما تقدم على أكثر من متابعة ، وهي : ( 4 ، 8 ، 13 ، 14 ، 17 ، 27 ، 28 ، 31 ، 33 ، 35 ) .
    وجاء حديث (20 ، 21) وهما عند البخاري بدون متابعة ، أحدهما معلق ، والثاني متابعة ، فليس لهما حكم الأحاديث المسندة في الكتاب .
    وجاءت المتابعة في حديث عند البخاري تقدم برقم (11) غير قوية ؛ لأنها من رواية بصري عن معمر أيضاً ، فأوردت له متابعة من " صحيح مسلم " تحقق الشرط المطلوب .
    وأشار البخاري في الحديث رقم (6) إلى المتابعة ولم يسندها ، وقد أخرجتها مسندة من " السنن الكبرى " للبيهقي .
    وذكر الحديث المتقدم برقم (16) بدون متابعة ، وأوردت نقولاً عن عدد من الأئمة تقويه وترجحه .
    وأخرج الشيخان حديث (3) ، ومسلم فقط حديث (38) ، بدون متابعة ومع وجود مخالفة في سنديهما لروايات أخرى عندهما ، وقد أوردت عن الأئمة مايبرر مثل تلك المخالفة ويجعلها غير قادحة .
    وهذه النتيجة تُعَرِّفنا بجهود أئمة الحديث عموماً ، وبجهود الإمامين الجليلين البخاري ومسلم خصوصاً ، وتوقفنا على المنهجية والدِّقَّة عندهما ، وتزيدنا اطمئناناً بصنيعيهما من خلال مراعاة شرط قبول رواية كل من أخرجا له ، والالتزام بإخراج أصح الأحاديث المسندة .
    وهذه أهم نتائج البحث :

    1- معمر بن راشد : أحد أئمة الإسلام ، الذين جمعوا سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ورَوَوْها للناس .
    2- هو أول من رحل من المحدثين إلى اليمن ، وأول من صنَّف فيها جامعه .
    3- لم يجمد معمر عند الرواية والعناية بالأسانيد ، بل تعدَّى هذا ليشارك في معظم علوم الإسلام .
    4- اتَّفقت كلمة النُّقّاد على أن معمراً ثقة جليل القدر .
    5- يُعَدُّ معمر ضابطاً في الجملة ، واختلاف الضبط في بعض حديثه أرجعتُه إلى أسباب خمسة .
    6- توقَّف العلماء في قبول مرويات معمر في البصرة إلى حين وجود متابعات لتلك المرويات .
    7- بلغ عدد مرويات البصريين عن معمر في الصحيحين (38) ثمانية وثلاثين حديثاً ، (31) واحد وثلاثون حديثاً منها لها متابعات في الصحيحين ، تارة لتلميذ معمر ، وتارة لمعمر نفسه ، وفي حديث واحد لشيخ معمر ، وفي حديثين للتابعي .
    وجاء حديث واحد عند البخاري بدون متابعة ، ومتابعته أخرجها مسلم ، وحديث آخر علَّق البخاري متابعته ووصلها البيهقي ، كما أورد تعليقاً ومتابعة من طريق البصرين عن معمر ، وليس لهما حكم الروايات المسندة .
    وأورد الشيخان ثلاثة أحاديث اختلف في إسنادها ، وقد نقلت عن العلماء مايؤكد على أن تلك المخالفة غير قادحة .
    8- الدِّقَّة والمنهجية عند الشيخين من خلال انتقائهما لأحاديث الصحيحين ، ومراعاتهما لشروط قبول أحاديث الرواة .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
    * * *
    فهرس المصادر والمراجع :

    1- الأُبِّي ، محمد بن خِلْفة ، أبو عبد الله ـ ت 827 هـ
    * إكمال إكمال المعلم ( القاهرة ، مطبعة السعادة ، الأولى 1328) .
    2- ابن أبي حاتم ، عبد الرحمن ، أبو محمد ـ ت 327 هـ
    * الجرح والتعديل ، تحقيق عبد الرحمن المعلمي ( بيروت ، مصورة دار الكتب العلمية لطبعة حيدر آباد ، الأولى 1371) .
    3-ابن الأثير ، المبارك بن محمد الجزري ، أبو السعادات ـ ت 606 هـ
    * النهاية في غريب الحديث والأثر ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي ( بيروت ، مصورة المكتبة العلمية عن طبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة ) .
    4- ابن الجارود ، عبد الله بن علي ، أبو محمد ـ ت 307هـ
    *المنتقى من السنن المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بيروت ، دار القلم ، الأولى 1407) .
    5- ابن الجزري ، محمد بن محمد ، أبو الخير ـ ت 833 هـ
    *غاية النهاية في طبقات القراء ، عني بنشره ج . برجشتراسر ( بيروت ، مصورة دار الكتب العلمية ، الثالثة 1402) .
    6- ابن الجعد ، علي بن الجعد ، أبو الحسن ـ ت 230 هـ
    *مسند ابن الجعد ، رواية : عبد الله بن محمد ، أبو القاسم البغوي ـ ت 317 هـ ، طبعة الشيخ عامر أحمد حيدر ( بيروت ، مؤسسة نادر ، الأولى 1410 ) .
    7- ابن حجر ، أحمد بن علي ، أبو الفضل العسقلاني ـ ت 852 هـ
    *تقريب التهذيب ، تحقيق محمد عوامة ( حلب ، دار الرشيد ، الأولى 1406).
    * تهذيب التهذيب ( بيروت ، مصورة دار صادر ، الأولى ) .
    * فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، طبعة قصي محب الدين الخطيب ( القاهرة ، دار الريان ، الأولى 1407).
    * هدي الساري مقدمة فتح الباري .
    8- ابن حزم ، علي بن أحمد ، أبو محمد الظاهري ـ ت 456هـ
    *المحلى ( القاهرة ، المطبعة المنيرية ، الأولى 1351هـ ) .
    9- ابن راهويه ، إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي ـ ت 238هـ
    *مسند إسحاق بن راهويه ، تحقيق د. عبد الغفور بن عبد الحق البلوشي ( المدينة المنورة ، مكتبة الإيمان ، الأولى 1412) .
    10- ابن رجب ، عبد الرحمن بن أحمد ، أبو الفرج الدمشقي الحنبلي ـ ت 795 هـ
    *شرح علل الترمذي ، تحقيق الدكتور همام عبدالرحيم سعيد ( الأردن ، مكتبة المنار ، الأولى 1407) .
    11- ابن سعد ، محمد بن سعد البصري ، أبو عبد الله ـ ت 230 هـ
    *الطبقات الكبرى ، تحقيق إحسان عباس ( بيروت ، دار صادر ، 1405) .
    12- ابن شاهين ، عمر بن أحمد ، أبو حفص ـ ت 385هـ
    *تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم ، تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1406) .
    13- ابن عبد البر ، يوسف بن عبد الله النمري ، أبو عمر ـ ت 463 هـ
    *التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ، ومحمد عبد الكبير البكري ( الرباط 1387) .
    14- ابن ماجه ، محمد بن يزيد ، أبو عبدالله القزويني ـ ت 275هـ
    *سنن ابن ماجه ، طبعة محمد فؤاد عبدالباقي ( القاهرة ، دار الحديث ) .
    15-ابن معين ، يحيى أبو زكريا ـ ت 233هـ
    * تاريخ ابن معين ، رواية الدُّوري ، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف ( مكة المكرمة ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى الأولى 1399) .
    *سؤالات ابن الجنيد ، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف (147) ، (المدينة المنورة ، مكتبة الدار ، الأولى 1408) .
    *تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي ـ ت 280هـ ، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف ( مكة المكرمة ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى ) .
    16- أبو داود ، سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني ـ ت 275هـ
    *سؤالات أبي عبيد الآجرّي لأبي داود ، تحقيق محمد علي قاسم العمري ( المدينة المنورة ، الجامعة الإسلامية ، الأولى 1399) .
    *سنن أبي داود ، طبعة عزت عبيد الدعاس وعادل السيد ( حمص ، دار الحديث ، الأولى 1389) .
    17- أبو زرعة ، عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ـ ت 281هـ
    *تاريخ أبي زرعة الدمشقي ، تحقيق شكر الله بن نعمة الله القوجاني ( دمشق ـ مطبوعات مجمع اللغة العربية ) .
    18- الأزدي ، معمر بن راشد ، أبو عروة ـ ت 153هـ
    *الجامع ، المطبوع آخر " المصنف " لعبد الرزاق ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ( بيروت ، المكتب الإسلامي ، الثانية 1403) .
    19- الباجي ، سليمان بن خلف ، أبو الوليد ـ ت474 هـ
    *التعديل والتجريح لمن خرّج له البخاري في الجامع الصحيح ، تحقيق د. أبو لبابة حسين ( الرياض ، دار اللواء ، الأولى 1406) .
    20- البخاري ، محمد بن إسماعيل ، أبو عبد الله ـ ت 256 هـ
    *التاريخ الكبير ، ( بيروت ، مصورة دار الكتب العلمية لطبعة حيدر آباد 1361) .
    *صحيح البخاري ، المطبوع مع شرحه " فتح الباري " ، طبعة قصي محب الدين الخطيب ( القاهرة ، دار الريان ، الأولى 1407) .
    21- البستي ، محمد بن حبان أبو حاتم ـ ت 354 هـ
    *الثقات ، ( الهند ، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن ، الأولى 1393) .
    * صحيح ابن حبان ، بترتيب ابن بلْبان ، تحقيق شعيب الأرنؤوط ( بيروت ، مؤسسة الرسالة ، الثانية 1414) .
    *كتاب المجروحين ، تحقيق محمود إبراهيم زايد 1 : 55 ( حلب ، دار الوعي ، الأولى 1396) .
    * مشاهير علماء الأمصار ، تحقيق م. فلايشهمر ( القاهرة ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1379 ) .
    22- البغدادي ، إسماعيل باشا .
    *هدية العارفين ، أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون ( بيروت ، مصورة دار الفكر ، 1410 ) .
    23- البكجري ، مغلطاي بن قليج ـ ت 762 هـ
    * إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، تحقيق عادل بن محمد وأسامة بن إبراهيم ( القاهرة ، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ، الأولى 1422) .
    24- البيهقي ، أحمد بن الحسين ، أبو بكر ـ ت 458 هـ
    * السنن الكبرى ( بيروت ، مصورة دار المعرفة لطبعة حيدر آباد 1344) .
    25- الترمذي ، محمد بن عيسى بن سَوْرة ، أبو عيسى ـ ت 279 هـ
    *سنن الترمذي ، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرين ( بيروت ، مصورة دار إحياء التراث العربي ) .
    26- الخطيب البغدادي ، أحمد بن علي بن ثابت ، أبو بكر ـ ت 463 هـ
    *تاريخ بغداد ( بيروت ، مصورة دار الكتب العلمية ) .
    *الرحلة في طلب الحديث ، تحقيق د . نور الدين عتر ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1395) .
    27- خليفة بن خياط ، أبو عمرو الليثي ـ ت 240 هـ
    *تاريخ خليفة بن خياط ، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري ( الرياض ، دار طيبة ، الثانية 1405) .
    28- الدارقطني ، علي بن عمر ، أبو الحسن ـ ت 385هـ
    *سنن الدارقطني ، اعتنى به السيد عبد الله هاشم يماني المدني ( القاهرة ، دار المحاسن ) .
    *العلل الواردة في الأحاديث النبوية ، تحقيق د. محفوظ الرحمن زين الله السلفي ( الرياض ، دار طيبة ، الأولى 1405) .
    29- الذهبي ، محمد بن أحمد ، أبو عبد الله ـ ت 841 هـ
    * تذكرة الحفاظ ، تحقيق عبد الرحمن المعلمي 1 : 190 ( بيروت ، مصورة دار إحياء التراث العربي ) .
    * ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل المطبوع ضمن : " أربع رسائل في علوم الحديث " تحقيق عبد الفتاح أبو غدة ، ( حلب ، مكتب المطبوعات الإسلامية ، الخامسة 1410) .
    * سير أعلام النبلاء ، تحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط ( بيروت ، مؤسسة الرسالة ، السابعة 1410) .
    * الموقظة ، اعتنى به عبدالفتاح أبو غدة ( حلب ، مكتب المطبوعات الإسلامية ، الأولى 1405) .
    * ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، تحقيق علي محمد البجاوي ( بيروت ، مصورة دار الفكر عن طبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة ، 1382) .
    30- الرامهرمزي ، الحسن بن عبد الرحمن ، أبو محمد ـ ت نحو 360 هـ
    *المحدث الفاصل بين الراوي والواعي .
    31- السخاوي ، محمد بن عبد الرحمن ، أبو عبدالله ـ ت 902 هـ
    * فتح المغيث بشرح ألفية الحديث ، تحقيق علي حسن علي ( دار الإمام الطبري ، الثانية 1412) .
    32- السَّفِيري ، محمد بن عمر ـ ت 956هـ
    * مختصر الجواهر والدرر ، مصورة الجامعة الإسلامية ، فيلم رقم (6491) عن نسخة خطية محفوظة بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة .
    33- السمعاني : عبد الكريم بن محمد ، أبو سعد ـ ت 562 هـ
    *الأنساب ، تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي ( بيروت ، دار الجنان ، الأولى 1408 ) .
    34- السيوطي ، عبد الرحمن بن أبي بكر ـ ت 911هـ
    * تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ( المدينة المنورة ، المكتبة العلمية ، الثانية 1392) .
    35- الشيباني ، أحمد بن حنبل ، أبو عبد الله ـ ت 241هـ
    *العلل ومعرفة الرجال ، رواية المَرُّوذي وغيره ، تحقيق الدكتور وصي الله بن محمد عباس ( الهند ، الدار السلفية ، الأولى 1408) .
    *المسند ( مصورة دار صادر للطبعة الميمنية ) .
    36- الصنعاني ، عبد الرزاق بن همام ، أبو بكر ـ ت 211 هـ
    *المصنف ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ( بيروت ، المكتب الإسلامي ، الثانية 1403) .
    37- الطبراني ، سليمان بن أحمد ، أبو القاسم ـ ت 360 هـ
    *المعجم الأوسط ، تحقيق الدكتور محمود الطحان ( الرياض ، مكتبة المعارف ، الأولى 1415) .
    *المعجم الصغير ( بيروت ، دار الكتب العلمية ) .
    *المعجم الكبير ، تحقيق حمدي عبدالمجيد السلفي (بغداد ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، الثانية ) .
    38- العجلي ، أحمد بن عبد الله ، أبو الحسن ـ ت 261هـ
    * تاريخ الثقات ، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1405) .
    39- العقيلي ، محمد بن عمرو ، أبو جعفر ـ ت 322هـ
    *الضعفاء الكبير ، تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1404) .
    40- الفسوي ، يعقوب بن سفيان ، أبو يوسف ـ ت 277 هـ
    * المعرفة والتاريخ ، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري ( المدينة المنورة ، مكتبة الدار ، الأولى 1410) .
    41- المزي ، يوسف أبو الحجاج ـ ت 742 هـ (((
    * تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ، تحقيق عبد الصمد شرف الدين ( بيروت ، المكتب الإسلامي ، الثانية 1403) .
    * تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف ( بيروت ، مؤسسة الرسالة ، السادسة 1415) .
    42- مسلم بن الحجاج ، أبو الحسين النيسابوري ـ ت 261هـ
    * صحيح مسلم ، طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ( بيروت ، مصورة دار إحياء التراث العربي ) .
    43- النسائي ، أحمد بن شعيب ، أبو عبد الرحمن ـ ت 303 هـ
    *السنن الكبرى ، تحقيق عبدالغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1411) .
    44- النووي ، يحيى بن شرف ، أبو زكريا ـ ت676 هـ
    * شرح صحيح مسلم ( القاهرة ، المطبعة المصرية ، الثالثة ) .
    * * *

    [1] انظر مصادر ترجمته في تعليق الدكتور بشار عواد معروف على " تهذيب الكمال في أسماء الرجال " للحافظ المزي ، يوسف أبي الحجاج ـ ت 742 هـ ـ 28 : 303 ( بيروت ، مؤسسة الرسالة ، السادسة 1415) ، وتعليق الشيخ شعيب الأرنؤوط على " سير أعلام النبلاء " للإمام الذهبي، محمد بن أحمد ، أبي عبد الله ـ ت 841 هـ ـ 7 : 5 ( بيروت ، مؤسسة الرسالة ، السابعة 1410) ، ويضاف إلى ماذكراه : " إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال " للإمام مغلطاي بن قليج البكجري - ت 762هـ - تحقيق عادل بن محمد وأسامة بن إبراهيم 11 : 300 – 302 (4677)، ( القاهرة ، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ، الأولى 1422) .

    [2] كان معمر مولى لعبد السلام بن عبد القدوس أخي صالح بن عبد القدوس ، وعبدُ السلام مولى لعبد الرحمن ابن قيس الأزدي ، وعبدُ الرحمن الأزدي أخو المهلَّب بن أبي صُفْرة أمير خراسان لأمه ، وهو منسوب إلى الأزد بن عمران . انظر : ابن حبان ، محمد بن حبان أبو حاتم البستي ـ ت 354 ـ " مشاهير علماء الأمصار " ، تحقيق م. فلايشهمر ص 192 (1543) ، ( القاهرة ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1379 ) ، و "الثقات" 7 : 484 ( الهند ، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن ، الأولى 1393) ، والباجي : سليمان بن خلف ، أبو الوليد ـ ت474 ـ "التعديل والتجريح لمن خرّج له البخاري في الجامع الصحيح" 2 : 741 (674) ، تحقيق د. أبو لبابة حسين ( الرياض ، دار اللواء ، الأولى 1406) ، والسمعاني : عبد الكريم بن محمد ، أبو سعد ـ ت 562 ـ " الأنساب " تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي 1 : 120 ( بيروت ، دار الجنان ، الأولى 1408 ) .

    [3] ابن أبي حاتم : عبد الرحمن ، أبو محمد ـ ت 327 ـ " الجرح والتعديل " ، تحقيق عبد الرحمن المعلمي ( بيروت ، مصورة دار الكتب العلمية لطبعة حيد آباد ، الأولى 1371) . والمهلَّبي : نسبة إلى المهلَّب بن أبي صفرة . راجع التعليقة السابقة .

    [4] بضم الحاء وتشديد الدال المهملتين ، نسبة إلى حُدّان ، وهم من الأزد ، وعامتهم بصريون . " الأنساب " 2 : 184 ، وتحرفت هذه النسبة في "هدية العارفين" 6 : 466 إلى : الحراني ـ بالراء ـ فتصحح .

    [5] العجلي : أحمد بن عبد الله ، أبو الحسن ـ ت 261ـ " تاريخ الثقات " ، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي ص 435 (1611) ، ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1405) .

    [6] " سير أعلام النبلاء " 7 : 5 .

    [7] " الجرح والتعديل " 8 : 256 (1165) .

    [8] نقله المزي في " تهذيب الكمال " 11 : 169 عن العجلي وغير واحد .

    [9] البخاري : محمد بن إسماعيل ، أبو عبد الله ـ ت 256 ـ " التاريخ الكبير " 7 : 378 (1631) ، ( بيروت ، مصورة دار الكتب العلمية لطبعة حيد آباد 1361) .

    [10] نقله المِزِّيُّ عن غير واحد " تهذيب الكمال " 6 : 126 (1216) .

    [11] " التاريخ الكبير " 7 : 378 (1631) ، و " الجرح والتعديل " 8 : 256 (1165) ، و الفسوي : يعقوب بن سفيان ، أبو يوسف ـ ت 277 ـ " المعرفة والتاريخ " تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري 2 : 1410142 ، ( المدينة المنورة ، مكتبة الدار ، الأولى 1410) . وفي " الجرح والتعديل " خاصة : " منقش " بدل : " مكتوب " .

    [12] " مشاهير علماء الأمصار " ص 192 (1543) .

    [13] " تهذيب الكمال " 28 : 307 (6104) .

    [14] " المعرفة والتاريخ " 2 : 200.

    [15] " سير أعلام النبلاء " 7 : 17 .

    [16] أحد الولاة الأجواد الأبطال الفصحاء ، توفي سنة 152هـ ، وأخباره كثيرة . " سير أعلام النبلاء " 7 : 97 .

    [17] " سير أعلام النبلاء " 7 : 17 .

    [18] هو من أنواع الطعام ، ولمعرفة ماهيته راجعت " المعرب " للجواليقي ، و " لسان العرب " و " القاموس " فلم أقف على ذكره .

    [19] " سير أعلام النبلاء " 7 : 11 .

    [20] المصدر السابق 7 : 17 .

    [21] أحمد بن حنبل الشيباني ، أبو عبد الله ـ ت 241ـ " المسند " 6 : 454 ( مصورة دار صادر للطبعة الميمنية ) .

    [22] تصحفت كلمة ( أنقع ) على الدكتور أكرم ضياء العمري في تحقيقه لكتاب " المعرفة والتاريخ " فأثبتها في أكثر من موضع " ما نفع " بالفاء ، فتصحح في 2 : 287 ـ مرتين ـ 819 .

    [23] ابن الأثير : المبارك بن محمد الجزري ، أبو السعادات ـ ت 606 ـ " النهاية في غريب الحديث والأثر " تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي 5 : 108 ( بيروت ، مصورة المكتبة العلمية عن طبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة ).

    [24] " المعرفة والتاريخ " 1 : 639.

    [25] أبو زرعة ، عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ـ ت 281هـ ـ " تاريخ أبي زرعة الدمشقي " 1 : 437 (1071) ، تحقيق شكر الله بن نعمةالله القوجاني ( دمشق ـ مطبوعات مجمع اللغة العربية ) .

    [26] " الجرح والتعديل " 8 : 256-257 (1165) .

    [27] " تهذيب الكمال " 31 : 510 (6907) .

    [28] " المعرفة والتاريخ " 2 : 200.

    [29] ابن الجعد : علي بن الجعد ، أبو الحسن ـ ت 230هـ ـ " مسند ابن الجعد " رواية : البغوي : عبد الله بن محمد ، أبو القاسم ـ ت 317 ـ ، طبعة الشيخ عامر أحمد حيدر ، ص 350 (2421) ، ( بيروت ، مؤسسة نادر ، الأولى 1410 ) .

    [30] " المعرفة والتاريخ " 2 : 199.

    [31] ابن سعد : محمد بن سعد البصري ، أبو عبد الله ـ ت 230 ـ " الطبقات الكبرى " ، تحقيق إحسان عباس 5 : 546 ( بيروت ، دار صادر ، 1405) .

    [32] " سير أعلام النبلاء " 7 : 7 .

    [33] " تاريخ الثقات " ص 435 (1611) .

    [34] المصدر السابق .

    [35] " سير أعلام النبلاء " 7 : 8 .

    [36] " طبقات ابن سعد " 5 : 546 .

    [37] " تهذيب الكمال " 28 : 304-305 (6104) .

    [38] " سير أعلام النبلاء " 7 : 5-6 .

    [39] " الجرح والتعديل " 8 : 256 (1165) .

    [40] المصدر السابق .

    [41] " تاريخ الثقات " ص 435 (1611) .

    [42] أسند ابن الجعد إلى أبي نعيم قوله : " خرج سفيان في مضاربة لرجل إلى اليمن فلقي معمراً " . " مسند ابن الجعد " ص 271 (1799) .

    [43] " الأنساب " 5 : 345 .

    [44] " الجرح والتعديل " 8 : 256 (1165) ، وجاء في " فتح الباري بشرح صحيح البخاري " لابن حجر ، أحمد بن علي ـ ت 852 ـ طبعة قصي محب الدين الخطيب ( القاهرة ، دار الريان ، الأولى 1407) : كتاب الحدود ـ باب قول الله تعالى : { أ¤-أچ‘$آ،آ،9$#ur èps%أچ‘$آ،آ،9$#ur ...} 12 : 103 أن أبا عوانة أخرج حديث " تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعداً " فوصله من طريق سعيد بن أبي عَرُوبة عن معمر ، " وقال أبو عَوانة في آخره : قال سعيد : نبَّلْنا معمراً ، رويناه عنه وهو شاب ، وهو بنون وموحدة ثقيلة ، أي : صيَّرْناه نبيلاً . قلت ـ القائل ابن حجر ـ : وسعيد أكبر من معمر، وقد شاركه في كثير من شيوخه " .

    [45] النووي ، يحيى بن شرف ، أبو زكريا ـ 676 ـ " شرح صحيح مسلم " 11 : 130-131 ( القاهرة ، المطبعة المصرية ، الثالثة ) .

    [46] " المعرفة والتاريخ " 3 : 30 .

    [47] ابن شاهين ، عمر بن أحمد ، أبو حفص ـ ت 385هـ ـ " تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم " ، تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي ص 275 ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1406) .

    [48] " الجرح والتعديل " 2 : 97 (264) .

    [49] " تهذيب الكمال " 28 : 306 ، و " سير أعلام النبلاء " 7 : 6 .

    [50] " تهذيب الكمال " 28 : 305-306 .

    [51] " سير أعلام النبلاء " 7 : 6 .

    [52] ابن حبان " كتاب المجروحين " ، تحقيق محمود إبراهيم زايد 1 : 55 ( حلب ، دار الوعي ، الأولى 1396) .

    [53] " الجرح والتعديل " 8 : 256 (1165) .

    [54] " سير أعلام النبلاء " 7 : 9 .

    [55] " الجرح والتعديل " 8 : 256 (1165) .

    [56] " سير أعلام النبلاء " 7 : 11 .

    [57] المصدر السابق 7 : 9 .

    [58] الرامهرمزي ، الحسن بن عبد الرحمن ، أبو محمد - ت نحو 360هـ - " المحدث الفاصل بين الراوي والواعي " ص 611 .

    [59] الأُبِّي : محمد بن خِلْفة ، أبو عبد الله ـ ت 827 هـ ـ " إكمال إكمال المعلم " ، ( القاهرة ، مطبعة السعادة ، الأولى 1328) .

    [60] " ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل " المطبوع ضمن : " أربع رسائل في علوم الحديث " تحقيق عبد الفتاح أبو غدة ، ص 175 ( حلب ، مكتب المطبوعات الإسلامية ، الخامسة 1410) .

    [61] السخاوي ، محمد بن عبد الرحمن ، أبو عبدالله ـ ت 902 ـ " فتح المغيث بشرح ألفية الحديث " ، تحقيق علي حسن علي 4 : 357 ( دار الإمام الطبري ، الثانية 1412) .

    [62] " المعرفة والتاريخ " 1 : 541 .

    [63] المصدر السابق 1 : 639 .

    [64] هو عمرو بن عُبيد البصري المعتزلي ـ ت 143 ـ . ابن حجر ، أحمد بن علي ، أبو الفضل العسقلاني ـ ت 852 ـ " تقريب التهذيب " ، تحقيق محمد عوامة ( 5071) ، ( حلب ، دار الرشيد ، الأولى 1406)

    [65] " المعرفة والتاريخ " 2 : 261 .

    [66] هو : إسماعيل بن شروس ، أبو المقدام الصنعاني ، أحد رواة الحديث . الذهبي " ميزان الاعتدال في نقد الرجال " تحقيق علي محمد البجاوي 1 : 234 (895) ، ( بيروت ، مصورة دار الفكر عن طبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة ، 1382) .

    [67] أي : يخلط في روايته ، والنص في " المعرفة والتاريخ " 3 : 30 .

    [68] هو من شيوخ معمر ، وله ترجمة في " التقريب " (1764) ، والنص في " المعرفة والتاريخ " 2 : 28 .

    [69] " تذكرة الحفاظ " ، تحقيق عبد الرحمن المعلمي 1 : 190 ( بيروت ، مصورة دار إحياء التراث العربي ) .

    [70] " سير أعلام النبلاء " 7 : 6 .

    [71] أخرجه الطبراني ، سليمان بن أحمد ، أبو القاسم ـ ت 360 ـ في " المعجم الكبير " تحقيق حمدي عبدالمجيد السلفي 9 : 345 (9714) ، (بغداد ، وزارة الأوقاف والشئون الدينية ، الثانية ) ، وأخرجه مختصراً عبد الرزاق بن همام ، أبو بكر ـ ت 211 ـ في " المصنف " ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي 9 : 250 (17097) ، ( بيروت ، المكتب الإسلامي ، الثانية 1403) .

    [72] " المصنف " 9 : 250 (17098) .

    [73] يحيى بن معين ـ ت 233هـ ـ " تاريخ بن معين " رواية الدُّوري ، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف 4 : 254 (4230) ، ( مكة المكرمة، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى ، الأولى 1399) .

    [74] " الجامع " لمعمر ، المطبوع آخر " المصنف " لعبد الرزاق 10 : 411 (19527) .

    [75] إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي ـ ت 238هـ ـ " مسند إسحاق بن راهويه " 3 : 655 (1246) ، تحقيق د . عبد الغفور بن عبد الحق البلوشي ( المدينة المنورة ، مكتبة الإيمان ، الأولى 1412) .

    [76] ابن عبد البر ، يوسف بن عبد الله النمري ، أبو عمر ـ ت 463هـ ـ " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " 1 : 68 ، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ، ومحمد عبد الكبير البكري ( الرباط 1387) .

    [77] ابن الجارود ، عبد الله بن علي ، أبو محمد ـ ت 307هـ ـ " المنتقى من السنن المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " صفحة 364 ( 988 ) ، ( بيروت ، دار القلم ، الأولى 1407) .

    [78] قال ابن الأثير : " يقال : أعمرتُه الدارَ عُمْرى ، أي : جعلتها له يسكنها مدة عمره ، فإذا مات عادت إليَّ ، وكذا كانوا يفعلون في الجاهلية ، فأبطل ذلك وأعلمهم أن من أُعْمِر شيئاً في حياته فهو لورثته من بعده " . " النهاية " 3 : 298 .

    [79] " الجامع " لمعمر ، المطبوع مع " مصنف " عبد الرزاق10 : 413 (19537) .

    [80] البيهقي ، أحمد بن الحسين ، أبو بكر ـ ت 458هـ ـ " السنن الكبرى " 7 : 192 ( بيروت ، مصورة دار المعرفة لطبعة حيدر آباد 1344)

    [81] " مسند إسحاق " 2 : 309 (833) .

    [82] " سنن البيهقي " 8 : 344 .

    [83] هو : زَبّان بن العلاء بن عمار ، أبو عمرو التميمي البصري ، أحد القراء السبعة ومن أئمة اللغة والأدب ، توفي سنة 154. ابن الجـزري ، محمد بن محمد ، أبو الخير ـ ت 833 ـ " غاية النهاية في طبقات القراء " ، عني بنشره ج.برجشتراسر 1 : 288 (1283) ، ( بيروت ، مصورة دار الكتب العلمية ، الثالثة 1402) .

    [84] " المعجم الكبير " 7 : 133 (6601) .

    [85] " شرح صحيح مسلم " 3 : 5 .

    [86] " سير أعلام النبلاء " 7 : 8 .

    [87] المصدر السابق 7 : 7 .

    [88] النسائي ، أحمد بن شعيب ، أبو عبد الرحمن ـ ت 303 ـ " السنن الكبرى " : كتاب التطبيق ـ لعن المنافقين في القنوت 1 : 226-227 (665) ، تحقيق عبدالغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1411) .

    [89] " تهذيب الكمال " 28 : 310 .

    [90] " الطبقات الكبرى " 5 : 546 .

    [91] " تهذيب الكمال " 28 : 309 .

    [92] المصدر السابق .

    [93] المصدر السابق أيضاً .

    [94] " تاريخ الثقات " ص 435 (1611) ، دون لفظة : (ثقة) ، وهي ثابتة في " سير أعلام النبلاء " 7 : 8 .

    [95] " الثقات " 7 : 484 .

    [96] ابن حزم ، علي بن أحمد ، أبو محمد الظاهري ـ ت 456هـ ـ " المحلى " 9 : 441 ( القاهرة ، المطبعة المنيرية ، الأولى 1351هـ ) .

    [97] الدارقطني ، علي بن عمر ، أبو الحسن ـ ت 385هـ ـ " سنن الدارقطني " 1 : 121 ، 164 اعتنى به السيد عبد الله هاشم يماني المدني ( القاهرة ، دار المحاسن ) .

    [98] " سير أعلام النبلاء " 7 : 5 ، 6 .

    [99] " تذكرة الحفاظ " 1 : 190.

    [100] " التقريب " (6809) .

    [101] " المعرفة والتاريخ " 3 : 157 .

    [102] أحمد بن حنبل " العلل ومعرفة الرجال " رواية المَرُّوذي وغيره ، تحقيق الدكتور وصي الله بن محمد عباس ص 49 ، الفقرة (25) ، ( الهند ، الدار السلفية ، الأولى 1408) .

    [103] " المعرفة والتاريخ " 2 : 725-726 .

    [104] " ميزان الاعتدال " 4 : 154 (8682) .

    [105] " فتح الباري " 11 : 528 عند شرح حديث (6626) .

    [106] ابن رجب ، عبد الرحمن بن أحمد ، أبو الفرج الدمشقي الحنبلي ـ ت 795ـ " شرح علل الترمذي " ، تحقيق الدكتور همام عبدالرحيم سعيد 2: 689 ( الأردن ، مكتبة المنار ، الأولى 1407) .

    [107] " التعديل والتجريح " 2 : 742 .

    [108] " التاريخ الكبير " 7 : 378 (1631) .

    [109] " المعرفة والتاريخ " 2 : 181 .

    [110] " سير أعلام النبلاء " 7 : 9 .

    [111] ليس في القسم المطبوع من " العلل " ، ونقلته عن تعليقات الدكتور بشار عواد معروف على " تهذيب الكمال " 28 : 311-312 .

    [112] أبو داود ، سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني ـ ت 275هـ ـ " سؤالات أبي عبيد الآجرّي لأبي داود " تحقيق محمد علي قاسم العمري 1 : 269 (372) ، ( المدينة المنورة ، الجامعة الإسلامية ، الأولى 1399) .

    [113] هو شيبان بن عبد الرجمن النحوي ، أبو معاوية البصري الثقة . " التقريب " (2833) .

    [114] " صحيح البخاري " المطبوع مع شرحه " فتح الباري " كتاب الأذان ـ باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة 2 : 272 (750) ، طبعة قصي محب الدين الخطيب ( القاهرة ، دار الريان ، الأولى 1407) .

    [115] " المصنف " 2 : 253 (3259) .

    [116] " فتح الباري " 2 : 273.

    [117] مسلم بن الحجاج ، أبو الحسين النيسابوري ـ ت 261ـ " صحيح مسلم " : كتاب الصلاة – باب التشهد في الصلاة 1 : 305 حديث 64 (404) ، وكتاب صلاة المسافرين وقصرها ـ باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض 1 : 514 (بدون رقم ) ، وكتاب صفات المنافقين وأحكامهم ـ باب انشقاق القمر 4 : 2159 بعد حديث 46 (2802) ، طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ( بيروت ، مصورة دار إحياء التراث العربي ) .

    [118] هو حديث أنس : كان النبي صلى الله عليه وسلم شثن القدمين والكفين . علَّقه البخاري في كتاب اللباس ـ باب الجعد (5910) .

    [119] ترجمته في " تهذيب الكمال " 26 : 419 (5606) .

    [120] طاحية : محلة بالبصرة ، وقبيلة من الأزد نزلت هذه المحلة . انظر " الأنساب " 4 : 26 .

    [121] " سير أعلام النبلاء " 7 : 6-7 .

    [122] " المعرفة والتاريخ " 2 : 138.

    [123] " سير أعلام النبلاء " 7 : 10 .

    [124] " المعرفة والتاريخ " 2 : 138 .

    [125] المصدر السابق .

    [126] إبراهيم بن عبدالله ، أبو إسحاق ـ توفي في حدود سنة 260 ـ " سؤالات ابن الجنيد " ، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف (147) ، (المدينة المنورة ، مكتبة الدار ، الأولى 1408) .

    [127] النص كما أثبتُّه في " الجرح والتعديل " 8 : 257 ، وهو مفرَّق في " تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي " ـ ت 280هـ ـ ، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف ، ص 41 (3) ، 43 (8) ، 45 (20) . ( مكة المكرمة ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى ) .

    [128] " المعرفة والتاريخ " 2 : 201 .

    [129] المصدر السابق 2 : 200 .

    [130] " شرح علل الترمذي " 1 : 458.

    [131] " تاريخ أسماء الثقات " لابن شاهين ص 166 .

    [132] " سؤالات ابن الجنيد " (147) .

    [133] " السنن الكبرى " : كتاب الجنائز ـ مكان الماشي من الجنازة 1 : 632 بعد حديث (2072) .

    [134] انظر : المزي " تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف " 1 : 392-393 ، 5 : 391-398 ، 10 : 48-57 ، 11 : 48-52 ، 12 : 86-95 ، تحقيق عبد الصمد شرف الدين ( بيروت ، المكتب الإسلامي ، الثانية 1403) .

    [135] ترجمته في " تهذيب الكمال " 15 : 130 (3346) .

    [136] " المعرفة والتاريخ " 3 : 473 ، والخطيب ، أحمد بن علي بن ثابت ، أبو بكر ـ ت 463 ـ " الرحلة في طلب الحديث " ص 92 (19) ، تحقيق الدكتور نور الدين عتر ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1395) وسقطت لفظة " ابن " من المرجع الأول ، فتستدرك .

    [137] " المعرفة والتاريخ " 1 : 710 .

    [138] ابن حجر " تهذيب التهذيب " 10 : 245 ( بيروت ، مصورة دار صادر ، الأولى ) .

    [139] انظر : " تحفة الأشراف " 5 : 9-10(5705-5707) ، 5 : 13 (5715) ، 5 : 14(5717).

    [140] ترجمته في " تهذيب الكمال " 30 : 298 (6600) .

    [141] " تاريخ ابن معين " رواية الدُّوري 3 : 81 (334) .

    [142] " المعرفة والتاريخ " 2 : 827 ، 828 .

    [143] للتوسع : السيوطي ، عبد الرحمن بن أبي بكر ـ ت 911ـ " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي " تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف 2 : 12-16( المدينة المنورة ، المكتبة العلمية ، الثانية 1392) .

    [144] " المعرفة والتاريخ " 2 : 735 .

    [145] " سير أعلام النبلاء " 7 : 10 .

    [146] " الموقظة " ص 24-25 ، اعتنى به عبدالفتاح أبو غدة ( حلب ، مكتب المطبوعات الإسلامية ، الأولى 1405) .

    [147] انظر : " تحفة الأشراف " 10 : 394-412 .

    [148] ترجمته في " تهذيب الكمال " 4 : 342 (811) .

    [149] المصدر السابق 28 : 309 .

    [150] " شرح علل الترمذي " 2 : 691 .

    [151] المصـدر السابق ، و ( أبان بن أبي عياش ) بصري ، قال عنه ابن حجر في " التقريب " (142) : " متروك " .

    [152] العقيلي ، محمد بن عمرو ، أبو جعفر ـ ت 322هـ ـ " الضعفاء الكبير " 2 : 291 ، تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي ( بيروت ، دار الكتب العلمية ، الأولى 1404) .

    [153] " شرح العلل " 2 : 804 .

    [154] " المعرفة والتاريخ " 2 : 166 .

    [155] " العلل ومعرفة الرجال " رواية المَرُّوذي وغيره ص 40 ، الفقرة (3) .

    [156] مسلم : كتاب الإيمان ـ باب ذهاب الإيمان آخر الزمان 1 : 131 حديث 234 (148) .

    [157] مسلم : كتاب الأشربة ـ باب جواز أكل المرق ...3 : 1615 حديث 145 (2041) .

    [158] البخاري : كتاب مناقب الأنصار ـ باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر (3805) .

    [159] " المصنف " 6 : 155 (10333) .

    [160] " شرح العلل " 2 : 804 .

    [161] أخرجه مسلم : كتاب فضائل الصحابة ـ باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه 4 : 1918 حديث 131 (2472) .

    [162] ترجمته في " تهذيب الكمال " 30 : 232 (6585) .

    [163] ترجمته في " تهذيب الكمال " 13 : 473 (3002) .

    [164] " تهذيب التهذيب " 10 : 245 .

    [165] البخاري : كتاب الكسوف ـ باب لاتنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته (1058) .

    [166] مسلم : كتاب الحج ـ باب جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه 2 : 868 حديث 105 (1207) .

    [167] البخاري : كتاب المغازي ـ باب قتل أبي جهل (3973) .

    [168] البخاري : كتاب المغازي ـ باب (12) حديث (4027) .

    [169] " شرح علل الترمذي " 2 : 767 .

    [170] " الجرح والتعديل " 8 : 257 (1165) .

    [171] " العلل ومعرفة الرجال " 1 : 305 (513) .

    [172] " شرح العلل " 2 : 767 .

    [173] المصدر السابق .

    [174] " سير أعلام النبلاء " 7 : 12 .

    [175] " المعرفة والتاريخ " 3 : 29 .

    [176] نقلاً عن ابن رجب " شرح العلل " 2 : 698 ، ولم أجد النص في القسم المطبوع من " علل " الدارقطني .

    [177] " شرح العلل " 2 : 720 .

    [178] " سنن أبي داود " : كتاب الطب - باب في موضع الحجامة ، بعد حديث (3860) ، طبعة عزت عبيد الدعاس وعادل السيد ( حمص ، دار الحديث ، الأولى1389) .

    [179] الهامة : الرأس . " النهاية " 5 : 283 .

    [180] " تاريخ بغداد " 4 : 41 ( بيروت ، مصورة دار الكتب العلمية ) .

    [181] المصدر السابق 4 : 41-42 .

    [182] المصدر السابق أيضاً 4 : 42 .

    [183] " الجرح والتعديل " 8 : 256 (1165) .

    [184] " المعرفة والتاريخ " 1 : 139 ، و " التاريخ الكبير " 7 : 379 (1631) ، وغيرهما .

    [185] " طبقات ابن سعد " 5 : 546 .

    [186] " المعرفة والتاريخ " 1 : 139 .

    [187] " التاريخ الكبير " 7 : 379 (1631) .

    [188] " طبقات ابن سعد " 5 : 546 .

    [189] " تاريخ خليفة بن خياط " ، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري ص 426 ( الرياض ، دار طيبة ، الثانية 1405) .

    [190] " الثقات " 7 : 484 .

    [191] " التاريخ الكبير " 7 : 379 (1631) .

    [192] " تذكرة الحفاظ " 1 : 191 .

    [193] " التعديل والتجريح " 2 : 742 .

    [194] " المعرفة والتاريخ " 1 : 140 .

    [195] " الجرح والتعديل " 8 : 256 (1165) .

    [196] " المسند " 6 : 455 .

    [197] " تهذيب الكمال " 28 : 311 .

    [198] " المعرفة والتاريخ " 1 : 140 .

    [199] " المعجم الكبير " 11 : 156 عقب حديث (11348) .

    [200] " تهذيب الكمال " 28 : 311 .

    [201] " التاريخ الكبير " 7 : 378-379(1631) .

    [202] " إكمال تهذيب الكمال " 11 : 300 (4677) .

    [203] الترمذي : محمد بن عيسى بن سَوْرة ، أبو عيسى _ ت 279 _ " سنن الترمذي " : كتاب الطب ـ باب ماجاء في الرخصة في ذلك ـ يعني التداوي بالكي ـ 4 : 390 (2050) وقال : " وفي الباب عن أُبَيّ وجابر ، وهذا حديث حسن غريب " . تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرين ( بيروت ، مصورة دار إحياء التراث العربي ) .

    [204] " علل الحديث " 2 : 261 .

    [205] " شرح العلل " 2 : 767-768 ، وفيه أمثلة أخرى .

    [206] " العلل ومعرفة الرجال " 2 : 589 (3797) .

    [207] المصدر السابق .

    [208] " المصنف " 7 : 501 (14032) ، ورواه عنه أحمد في " المسند " 1 : 142.

    [209] " المسند " 1 : 79 .

    [210] البخاري : كتاب الشرب والمساقاة ـ باب من رأى صدقة الماء وهبته ووصيته جائزة (2352) .

    [211] " فتح الباري " 5 : 39 .

    [212] البخاري : كتاب العلم ـ باب من يرد الله به خيراً ... 1 : 197 (71) .

    [213] مسلم : كتاب الزكاة ـ باب النهي عن المسألة 2 : 719 حديث 100 (1037) .

    [214] " العلل الواردة في الأحاديث النبوية " تحقيق د . محفوظ الرحمن زين الله السلفي 7 : 59 (1210) . ( الرياض ، دار طيبة ، الأولى 1405) .

    [215] الطبراني " المعجم الأوسط " تحقيق الدكتور محمود الطحان 6 : 202 (5420) ، ( الرياض ، مكتبة المعارف ، الأولى 1415) . و " المعجم الصغير " 2 : 18 ( بيروت ، دار الكتب العلمية ) .

    [216] " المعجم الصغير " 2 : 18.

    [217] ابن ماجه ، محمد بن يزيد ، أبو عبدالله القزويني ـ ت 275هـ ـ " سنن ابن ماجه " ، طبعة محمد فؤاد عبدالباقي 1 : 80 (220) ، ( القاهرة دار الحديث ) .

    [218] " العلل " 7 : 60 (1210) .

    [219] " المصنف " 7 : 162 (12621) .

    [220] " صحيح ابن حبان " بترتيب ابن بلْبان 9 : 463 (4156) تحقيق شعيب الأرنؤوط ( بيروت ، مؤسسة الرسالة ، الثانية 1414) .

    [221] " السنن الكبرى " 7 : 182-183.

    [222] " هدي الساري مقدمة فتح الباري " ص 467 .

    [223] البخاري : كتاب بدء الخلق ـ باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ... (3314) . ومسلم : كتاب الحج ـ باب مايندب للمحرم وغيره قتله من الدواب ... 2 : 857 حديث 69 (1198) .

    [224] ترجمته في " تهذيب الكمال " 32 : 124 .

    [225] مسلم : كتاب الحج ـ باب مايندب للمحرم وغيره قتله من الدواب ... 2 : 857 حديث 70 (1198) .

    [226] البخاري : كتاب جزاء الصيد ـ باب مايقتل المحرم من الدواب (1829) ، و مسلم : كتاب الحج ـ باب مايندب للمحرم وغيره قتله من الدواب ... 2 : 857 حديث 71 (1198) .

    [227] " الجَزْف والجُزاف : المجهول القدر مكيلاً كان أو موزوناً " . ابن الأثير " النهاية " 1 : 269 .

    [228] البخاري : كتاب الحدود ـ باب كم التعزير والأدب (6852) ، ومسلم : كتاب البيوع ـ باب بطلان بيع المبيع قبل القبض 3 : 1161 حديث 37 (1527) .

    [229] ترجمته في " تهذيب الكمال " 16 : 359 .

    [230] البخاري : كتاب البيوع ـ باب من رأى إذا اشترى طعاماً جزافاً ... (2137) ، ومسلم : كتاب البيوع ـ باب بطلان بيع المبيع قبل القبض 3 : 1161 حديث 38 (1527) .

    [231] البخاري : كتاب الفتن ـ باب ظهور الفتن (7061) ، ومسلم : كتاب العلم ـ باب رفع العلم وقبضه ... 4 : 2057 حديث12(157) .

    [232] البخاري : كتاب الأدب : باب حسن الخلق ... (6037) و مسلم : كتاب العلم ـ باب رفع العلم وقبضه ... 4 : 2057 حديث 11(157).

    [233] " فتح الباري " 13 : 17-18 .

    [234] " فتح الباري " 3 : 642 عند شرح حديث (1706) .

    [235] " العلل " 9 : 181 .

    [236] البخاري : كتاب الشروط ـ باب مالايجوز من الشروط في النكاح (2723) .

    [237] مسلم : كتاب النكاح ـ باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه حتى يأذن أو يترك 2 : 1033 حديث 53 (1413) .

    [238] مسلم : كتاب النكاح ـ باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه حتى يأذن أو يترك 2 : 1033 حديث 53 (1413) .

    [239] البخاري : كتاب البيوع ـ باب لايشتري حاضر لباد بالسمسرة (2160) .

    [240] مسلم : كتاب النكاح ـ باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه حتى يأذن أو يترك 2 : 1033 حديث 51 ، 52 (1413)

    [241] " العلل " 9 : 135 (1678) .

    [242] البخاري : كتاب تقصير الصلاة ـ باب صلاة التطوع على الدابة وحيثما توجهت به (1093) .

    [243] البخاري : كتاب تقصير الصلاة ـ باب ينـزل للمكتوبة (1097) .

    [244] البخاري : كتاب مناقب الأنصار ـ باب التاريخ ، من أين أرَّخوا ؟ (3935) .

    [245] " سنن البيهقي " 1 : 362.

    [246] البخاري : كتاب تقصير الصلاة ـ باب يقصر إذا خرج من موضعه (1090) ، ومسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ـ باب (1) 1 : 478 حديث 3 (685) .

    [247] مسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ـ باب (1) 1 : 478 حديث 2 (685) .

    [248] البخاري : كتاب المغازي ـ باب غزوة ذات الرقاع (4133) .

    [249] البخاري : كتاب صلاة الخوف ـ باب صلاة الخوف (942) .

    [250] ترجمته في " تهذيب الكمال " 18 : 450.

    [251] البخاري : كتاب كفارات الأيمان ـ باب قوله تعالى { ô‰s% uأڑtsù آھ!$# أ¶/أ¤3s9 s'©#أڈtrB أ¶Nأ¤3أڈZ»yJ÷ƒr& } (6709) ، وباب يعطي في الكفارة عشرة مساكين ... (6711) .

    [252] البخاري : كتاب الحدود ـ باب من أصاب ذنباً دون الحد ... (6821) .

    [253] البخاري : كتاب الصوم ـ باب المجامع في رمضان هل يطعم أهله من الكفارة ... (1937) .

    [254] البخاري : كتاب الأدب ـ باب ماجاء في قول الرجل (ويلك) (6164) .

    [255] البخاري : كتاب الصوم ـ باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء ... (1936) .

    [256] البخاري : كتاب النفقات ـ باب نفقة المعسر على أهله (5368) ، وكتاب الأدب ـ باب التبسم والضحك (6087) .

    [257] " فتح الباري " 4 : 193 عند شرح حديث (1936) .

    [258] ذكره السَّفِيري ، محمد بن عمر ـ ت 956هـ ـ في " مختصر الجواهر والدرر " 98/أ ( مصورة الجامعة الإسلامية ، فيلم رقم (6491) عن نسخة خطية محفوظة بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة ) .

    [259] البخاري : كتاب الجنائز ـ باب الصفوف على الجنازة (1318) .

    [260] البخاري : كتاب الجنائز ـ باب التكبير على الجنازة أربعاً (1333) .

    [261] البخاري : كتاب الحج ـ باب تقليد النعل (1706) .

    [262] البخاري : كتاب الحج ـ باب ركوب البُدْن (1689) .

    [263] البخاري : كتاب البيوع ـ باب هل يبيع حاضر لباد بغير أجر ... (2158) ، وكتاب الإجارة ـ باب أجر السمسرة (2274) .

    [264] البخاري : كتاب البيوع ـ باب النهي عن تلقي الركبان ... (2163) .

    [265] مسلم : كتاب البيوع ـ باب تحريم بيع الحاضر للبادي 3 : 1157 حديث 19(1521) .

    [266] البخاري : كتاب الأذان ـ باب استئذان المرأة زوجها بالخروج للمسجد (873) .

    [267] البخاري : كتاب النكاح ـ باب استئذان المرأة زوجها في الخروج إلى المسجد وغيره (5238) .

    [268] البخاري : كتاب البيوع ـ باب بيع الأرض والدور والعروض مشاعاً .. (2214) ، وكتاب الشفعة ـ باب الشفعة فيما لم يقسم .. (2257) ، وكتاب الشركة ـ باب إذا قسم الشركاء الدور أو غيرها ... (2496) .

    [269] البخاري : كتاب البيوع ـ باب بيع الشريك من شريكه (2213) .

    [270] البخاري : كتاب الشركة ـ باب الشركة في الأرضين وغيرها (2495) ، وكتاب الحيل ـ باب في الهبة والشفعة (6976) .

    [271] " العلل " 4 : 278 (560) .

    [272] البخاري : كتاب الاستقراض ـ باب مطل الغني ظلم (2400) .

    [273] مسلم : كتاب المساقاة ـ باب تحريم مطل الغني ... 3 : 1197 حديث 33 (1564) .

    [274] البخاري : كتاب الحوالة ـ باب الحوالة ... (2287) ، ومسلم : الموضع السابق .

    [275] البخاري : كتاب البيوع ـ باب بيع المنابذة (2147) .

    [276] البخاري : كتاب الاستئذان ـ باب الجلوس كيفما تيسر (6284) .

    [277] " فتح الباري " 4 : 422 .

    [278] " العلل " 11 : 299 .

    [279] البخاري : كتاب الأدب ـ باب لاتسبوا الدهر (6182) .

    [280] مسلم : كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها ـ باب النهي عن سب الدهر 4 : 1762 حديث 3 (2246).

    [281] " التمهيد " 18 : 154 .

    [282] لم أجده في " المجتبى " ولا في " السنن الكبرى " ، ونقلته بواسطة " فتح الباري " 10 : 581.

    [283] " العلل " 8 : 45 .

    [284] البخاري : كتـاب التفسير ـ سورة النساء ، باب { إ¸xsù y7أژn/u‘ur إ¸w إ،cqأ£YأڈB÷sأ£ƒ 4أ“®Lym x8qأںJأ…j3ysأ£ƒ $yJإ*أڈù tyfx© } (4585) .

    [285] ترجمته في " تهذيب الكمال " 25 : 5 .

    [286] البخاري : كتاب الشرب والمساقاة ـ باب شرب الأعلى قبل الأسفل (2361) .

    [287] حديث ابن جريج : كتاب الشرب والمساقاة ـ باب شرب الأعلى إلى الكعبين (2362) ، وحديث شعيب : كتاب الصلح ـ باب إذا أشار الإمام بالصلح ... (2708) .

    [288] " العلل " 4 : 228 .

    [289] البخاري : كتاب المغازي ـ باب (12) حديث (4021) .

    [290] البخاري : كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ـ باب ماذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وحض على اتفاق أهل العلم (7323) .

    [291] البخاري : كتاب الحدود ـ باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت (6830) .

    [292] البخاري : كتاب الأذان ـ باب وضوء الصبيان ... (862) .

    [293] البخاري : كتاب الأذان ـ باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس (864) .

    [294] البخاري : كتاب الغسل ـ باب إذا ذكر في المسجد أنه جنب خرج كما هو ولا يتيمم (275) .

    [295] البخاري : كتاب التفسير ـ باب { bأژ)ur £`çFZأ¤. إ،c÷إ*أژè? ©!$# ¼أ£&s!qأں™u‘ur u‘#¤$!$#ur notأ…zFy$# ... } (4786) .

    [296] اسمه : محمد بن حُميد ، وترجمته في " تهذيب الكمال " 25 : 109 (5168) .

    [297] انظر حديث رقم (3) .

    [298] " فتح الباري " 8 : 383 .

    [299] مسلم : كتاب الحج ـ باب لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد 2 : 1015 حديث 512 (1397) .

    [300] مسلم : الموضع السابق 2 : 1014 حديث 511 (1397)

    [301] مسلم : كتاب المساجد ومواضع الصلاة ـ باب من أدرك ركعة من الصلاة ... 1 : 425 عقب حديث 165 (608) .

    [302] ترجمته في " تهذيب الكمال " 28 : 250 .

    [303] مسلم : كتاب المساجد ومواضع الصلاة ـ باب من أدرك ركعة من الصلاة ... 1 : 425 حديث 165 (608) .

    [304] مسلم : كتاب المساجد ومواضع الصلاة ـ باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها 1 : 450 حديث 246 (649) .

    [305] المصدر السابق 1 : 449 حديث 246 (649) .

    [306] المصدر السابق 1 : 450 بعد حديث 246 (649) .

    [307] انظر ما علَّقه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " 13 : 17-18 على حديث (7061) .

    [308] مسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب صلاة الليل مثنى مثنى ... 1 : 519 حديث 160 (754) .

    [309] المصدر السابق حديث 161 (754) .

    [310] مسلم : كتاب الجنائز ـ باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها 2 : 652 بعد حديث 52 (945) .

    [311] الموضع السابق .

    [312] " العلل " 9 : 149 (1684) .

    [313] مسلم : كتاب الفضائل ـ باب فضائل عيسى عليه السلام 4 : 1838 حديث 146(2366) .

    [314] الموضع السابق .

    [315] مسلم : كتاب القدر- باب معنى كل مولود يولد على الفطرة ... 4 : 2047 بعد حديث 22 (2658) .

    [316] الموضع السابق .

    [317] " العلل " 8 : 288-289 (1575) .

    [318] مسلم : كتاب النكاح ـ باب نكاح المتعة 2 : 1026 حديث 25(1406) .

    [319] ترجمته في " تهذيب الكمال " 3 : 23 .

    [320] مسلم : كتاب النكاح ـ باب نكاح المتعة 2 : 1026 حديث 24 - 26 (1406) .

    [321] مسلم : كتاب الزكاة ـ باب كراهة المسألة للناس 2 : 720 حديث 103 (1040) .

    [322] الموضع السابق حديث 104 .

    [323] مسلم : كتاب البر والصلة والآداب ـ باب تحريم الكذب وبيان المباح منه 4 : 2012 بعد 101 (2605) .

    [324] الموضع السابق 4 : 2011-2012 حديث 101 (2605) .

    [325] قال الدارقطني : متروك . وقال ابن المديني : ذاك عندنا ضعيف . وقال العقيلي : لايقيم الحديث . وقال ابن عدي : بصري ، منكر الحديث . "ميزان الاعتدال" 3 : 283 (6421) .

    [326] " العلل " 7 : 303 (1370) .

    [327] مسلم : كتاب السلام ـ باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح الذي سبق إليه 4 : 1714 حديث 29 (2177) .

    [328] الموضع السابق .

    [329] مسلم ـ كتاب الآداب ـ باب تحريم النظر في بيت غيره 3 : 1698 بعد 41 (2156) .

    [330] الموضع السابق حديث 40 ، 41 (2156) .

    [331] مسلم : كتاب السلام ـ باب الطاعون والطيرة والكهانة وغيرها 4 : 1739 بعد 96 (2218) .

    [332] الموضع السابق 4 : 1738 حديث 96 .

    [333] مسلم : كتاب البر والصلة والآداب ـ باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر 4 : 1983 بعد 23 (2559) .

    [334] الموضع السابق .

    [335] مسلم : كتاب البر والصلة والآداب ـ باب النهي عن لعن الدواب وغيرها 4 : 2006 بعد حديث 85 (2598) .

    [336] مسلم : كتاب البر والصلة والآداب ـ باب النهي عن لعن الدواب وغيرها 4 : 2006 حديث 85 (2598) .

    [337] مسلم : كتاب صفة المنافقين وأحكامهم ـ باب مثل المؤمن كالزرع ومثل الكافر كشجر الأرز 4 : 2163 حديث 58 (2809) .

    [338] الموضع السابق .

    [339] مسلم : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ـ باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء 4 : 2186 بعد حديث 35 (2846) .

    [340] " المصنف " 11 : 422 (20894) .

    [341] مسلم : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ـ باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء 4 : 2186حديث 35ـ36 (2846) .


    [342] البخاري : كتاب التفسير ـ باب { أ£Aqà)s?ur أ¶@yd `أڈB 7‰ƒأŒ“¨B } (4850) .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •