تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: المتفلسفون المقلدون!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي المتفلسفون المقلدون!

    عجيبٌ أمرُ هؤلاء القومِ الذين يدَّعون المنطقَ والمنهجيَّة العلميَّة، والاحتكام للعقل والفِكر المتجرِّد، ومناقشة المسلَّمات ودحْض التقليد، ويدَّعون الشموليةَ والنسقيَّة، والصَّرامة المنطقيَّة، والنقد والتساؤل المستمر.
    فلا تصدِّقهم؛ فإنَّهم يقولون ما لا يَفعلون، فلا يُطبِّقون (منهجيتَهم) هذه في كتاباتِهم ومحاضراتِهم وكُتبهم وتفلسُفاتهم - المعروفة باللفِّ والدوران.
    نعم اللَّف والدوران.
    وكانَ الأولى بهم ألاَّ يُناقضوا "مبادئهم" من حيثُ يَشعُرون أو لا يَشعرون، ولا يُخدِّروا أتباعَهم بأقوالٍ بشريَّة يَعتريها الشذوذُ والانحراف.
    تلك الأقاويل التي قِيلت في ظروفٍ اقتصاديَّة واجتماعيَّة وأيديولوجيَّة، خاصَّة، فالواجبُ مِن حيث المنهجيَّة العِلميَّة؛ التي يدَّعونها، أن تفهمَ في سِياقٍ وسباقٍ تلك الظُّروف المُحيطة بها.
    فتَجِدُهم يستدلُّون بها - بعد نزْعها مِن سياقها نزعًا - كلَّما أُتيحتْ لهم الفرصة.
    أوَليس هذا هو التقليدَ الأعمى؟!
    قال الله تعالى في ذمِّ المقلِّدين الضالِّين: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170].
    وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴾ [الصافات: 69 - 70].
    اللف والدوران:
    يتخبَّط الفِكر/ الخِطاب الفلسفي في أزماتٍ كثيرة، منها أزمة ترجمة الأفكار الأجنبيَّة إلى اللُّغة العربيَّة، ترجمة تشوِّه الأفكار، وتُخرِجها عن سِياقها؛ بحيث يتشتَّت الذهنُ، وتغيب عنه الخيوطُ الرابطة بين الأفكار والأحداث، فتتعرَّض المعاني للتشويه وتُلفي المترجم يلفُّ ويدور ويُدندن.
    فيَتيه القارئ، حتى مِن الذين يدَّعون التخصُّص، فيعتقد عن حُسن نيَّة أنَّ ذلك اللفَّ والدوران راجعٌ لطبيعة الخِطاب الفلسفي، ومِن صلب الفلسفة، والأمر لا يكون كذلك في أغلبِ الأحيان، فقدْ تكون الفكرةُ واضحةً في مظانِّها وتفسد معانيها بعدَ ترجمتها.
    فتعلَّم المتفلسِفون مِن أبناء جِلدتنا مِن النصوصِ المترجَمة هذا اللفَّ وذلك الدوران، فتُلفيهم يحومون حولَ الفِكرة، مِن هنا وهناك، ولا يكادون يُلامسونها، وكان الأجدرُ بهم أن يتوجَّهوا للمقصد رأسًا.
    • يقولون: إنَّكم لا تَفهمون.
    • ونقول لهم: لا نَفهم لفَّكم ودورانَكم، الذي لا تفهمونه!
    قرأتُ لأحدِهم يتحدَّث عن جذورِ الشرِّ، فأحسبه تحدَّث عن كلِّ شيء إلا عن جذورِ الشر، فبدل أن:
    • يُعرِّف الشر لُغةً واصطلاحًا.
    • يبيِّن أهمَّ مظاهره.
    • يبيِّن أنواعه.
    • ويركِّز على أسبابه المتعدِّدة.
    • ثم يُبيِّن نتائجه على الفرْد والمجتمَع والبيئة.
    بدل أن يُسهِّل على نفسِه، ويسلكَ هذا الطريق القاصِد، ظلَّ يلف ويدور يصول ويجول ولا يقول كلامًا مفيدًا، ويسوق أقوال الفلاسفة وآراءَهم، التي لا تتناسب مع مستجدَّات البحوث العلميَّة المعاصرة والاكتشافات الحديثة.
    فتجِد هؤلاء المتفلسفين:
    • يستدُّلون بأقوالِ فلاسفتهم ومفكِّريهم.
    • يُعرِّبونها حتى تكونَ في مُتناول قرَّائهم - الذين يتَّخذونها شرعًا.
    • يَشرحونها ويوضِّحونها كأنَّها قرآنٌ أو حديثٌ نبويٌّ شريف.
    • ولا يتجاوزون تلكَ النصوص ولا يتعدُّونها.
    • يُناقشون المسائلَ والقضايا مِن خلال عرْض الرأي والرأي الآخَر، وكلاهما منقول.
    • فهُم أثريُّون نصيُّون، وإن ادَّعوا غيرَ ذلك فإنهم كاذبون!
    فعجبًا لهؤلاء الذين يدَّعون العقلَ والعقلانيَّة والصرامة المنطقيَّة!
    إذا أردتَ أن تكشفَ حقيقةَ ما نقوله يكفيك أن تعود:
    • للدروسِ الفلسفيَّة المقرَّرة في المناهج الدراسيَّة.
    • وتعود لمقالاتِهم.
    • وكتُبهم.
    • وبحوثهم.
    • وننصحك ألاَّ تضيع وقتَك في قراءتها؛ فإنَّ المنهج الغالب عليها فاسد.
    ولا يَنبغي أن يُفهمَ عني أني لا أعترِف بفضلِ بعضِ أساتذة مادة الفلسفة، مِن الملتزمين بالشريعةِ والمنضبطين بالمنهجِ الشرعي الحاكِم، الذين نوَّروا الفِكر الفلسفي، ونشَروه بيْن الناسِ بصورةٍ لا تناقض مبادئ الدِّين الإسلامي، فعرّوا بعضَ الأطروحات الفلسفيَّة الزائفة، ونسَفوا الخطابَ الفلسفي الضال مِن داخله، فجزاهم اللهُ عنِ الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء.
    "حُكي لي أنَّ مدرِّسًا لمادة الفلسفة، في جامعة ما؛ يقول لطلبته:
    اترُكوا الدِّين والشريعة، خارِج الفصل، ولا تُحدِّثوني إلا بالمنطق والعِلم والحِجاج العقلي.
    قال الرَّاوي: وتجِد الأستاذ منذُ بَدء كلامِه إلى منتهاه يحدِّثنا، عن الفلاسفة وأقوالهم، ويستدلُّ بنصوصهم ومقولاتهم، فيقول جملة ويستدلُّ عليها بقول فيسلوف مِن الفلاسفة...".
    فأينَ هو العقل والعقلانيَّة التي يحدِّثنا عنها!
    بعدَ مُضيِّ عيد الأضحى بأيَّام قليلة، لقيتُ أستاذًا مِن أساتذتي، كان يُدرِّس لي مادةَ الفلسفة، فحدَّثته عن بعضِ أعمالي وإنتاجاتي وانتقاداتي لنظريةِ الذَّكاءات المتعدِّدة لهوارد لغاردنر، فتغيَّرت أساريرُ وجه الرجل.
    وقال لي: إنَّ نظريةَ غاردنر مِن النظريات الكبيرة، التي ليس مِن السهل انتقادُها، فسدَّ الباب في وجهي سدًّا غير جميل، عملاً بباب سدِّ الذريعة!
    فقلتُ له: لقدْ تعلَّمنا منكم يا أستاذي أنَّنا ننتقد كلَّ شيء، وكلُّ شيءٍ قابلٌ للانتقاد في إطارِ المنهجيَّة الفلسفيَّة!
    فوجدتُه مرتبكًا في إجاباته؛ يقدِّم رجلاً ويؤخِّر أخرى، فأدركتُ باليقين؛ الذي لا يخامره الشكُّ، أنَّ الرجلَ متعصِّب لأفكارِ غيره، خلافًا لما يدَّعيه هو أولاً والمروِّجون للخطابِ الفلسفي عمومًا.
    أنا أعرِف الرجلَ خير معرفة: فلو أنِّي انتقدتُ الشريعة ومنهجها، لوافقني وشجَّعني وربت على كتَفي، وقال لي كما قيل: إلى الأمام!
    فانظرْ إلى هذا التناقُض البغيض!
    فهلْ هذا مِن المنهجيَّة العلميَّة؟
    وتجِد هؤلاءِ متعصِّبين لأقوالِ الفلاسفة ومذاهبهم، كأنَّها وحيٌ يوحَى أو شرع منزل مِن السَّماء، ويَنتقدون مَن يحتجُّ بالقرآن والسُّنة والأثَر.
    بل يَسخَرون منهم؛ لأنَّهم في نظرِهم يُهمِلون العقل ويُعطِّلونه، ويَستدلُّون بما لا يصلحُ دليلاً.
    والدليل عندَهم هو العقلُ والحُجَّة والبرهان المنطقي والتجرِبة الحسيَّة والعمليَّة.
    وبعبارةٍ أخرى: الدليل عندَهم هو ما قاله فوكو، وجون جاك روسو، وراسل، وكارل بوبر، حسبَ مذاهبهم الفلسفيَّة.
    وهل لهم مذاهب؟
    نعمْ، فلا تعجبْ، فإنَّ لهم مذاهبَ فكريةً وتيَّارات، فمنهم العقلانيُّون، والتجريبيُّون، الماديُّون، والنفعيُّون، والوجوديُّون.
    وكلُّ مذهب يؤطِّر أنصارَه، ويضمُّهم تحتَ سقفه المنهجي.
    والفتاوى - عندَهم - حسبَ المذهب التجريبي تختلِف عن الفتاوى وفقًا للمذهب العقلاني!
    أمَّا ما توصَّل إليه المسلمون من حقٍّ ومبادئَ، فلا يعترفون بها، واعترافهم لا يَزيد الإسلامَ شيئًا.
    ويَعتبرون النقلَ محضَ تقليد باطل، وينسَون أنَّهم من أكبر المقلِّدين!
    قد يقولون: إنَّنا نعتمد على الحُجَّة والبُرهان، ونختار مِن الأقوال ما يوافِق العقولَ، ويخضع للمنهجيَّة المتَّفق عليها بين الفلاسفة والعُقلاء، أمَّا أنتم فتعتمدون المنقولَ الذي لا يتوافَق مع المعقول.
    نقول لهم: إنَّ ما تدعونه معقولاً، فلا نراه كذلك، بل أنتم مقلِّدون متعصِّبون لآراءِ أجدادكم - فلاسفتكم - مِن حيثُ تَشعُرون أو لا تشعرون، ومَن لم يكُ مقلدًا لغيره، فهو متَّبِع هواه وشهواتِه.
    فالفلاسفةُ يَشرَعون لكم شَريعتَهم، وأنتم تُطبِّقونها وتَطبلون وتزمرون تُدافِعون عنها.
    فيا ويلكم! فإنَّكم محض مقلِّدين[1].
    العقل في ميزان الشرع:
    نحن - معاشرَ المسلمين - نعبُد الله ونتَّبع شريعتَه؛ لأنَّنا عبيدٌ لله، وشرَف العبوديَّة لا يُدرِكه مَن هبَّ ودبَّ.
    ووجَدْنا شرعَ الله الإسلام يتوافَق مع المعقول حذو القُذَّة بالقُذَّة، فلا تناقُض بينهما.
    ولو فرضنا جدلاً أنَّ الشرع يتناقَض مع العقولِ، فسنعزو التناقُض للعقول لا للشريعةِ الطاهِرة - ربَّانيَّة المصدر.
    بل إنَّ العقولَ قد تُخطئ الحقَّ في حالاتٍ كثيرة، فنَهتدي بالمنقولِ فيما لا مجالَ فيه للعقول، كأمورِ الغيب والتوحيد والشَّريعة، ممَّا لا تُدركه العقولُ إلا على سبيلِ التصور.
    • وقال العلاَّمةُ ابنُ القيِّم: "كيف يَنقدِح في ذِهن المؤمِن أنَّ في نصوصِ الوحي المنزلةِ مِن عند الله - عزَّ وجلَّ - ما يُخالِف العقولَ السليمة؟! بل كيف ينفكُّ العقل الصَّريح عن ملازمةِ النصِّ الصحيح؟! بل هما أخوانِ لا يفترقان، وَصَلَ الله بينهما في كتابِه، وإذا تَعارَض النقلُ وهذه العقول أخَذْنا بالنقل الصحيح، ورُمي بهذه العقولِ تحتَ الأقدام، وحُطَّت حيث حطَّها الله وأصحابها، فكيف يُظنَّ أنَّ شريعة الله الكاملة، ناقِصة تحتاج إلى سياسةٍ خارجة عنها تُكمِّلها، أو إلى قياس أو معقول خارجٍ عنها، ومَن ظنَّ ذلك فهو كمَن ظنَّ أنَّ بالناس حاجَةً إلى رسولٍ آخَر بعدَ محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم"[2].
    • قال العلاَّمة ابنُ خلدون: "العقلُ ميزانٌ صحيح، فأحكامُه يقينيَّة لا كذِب فيها، غير أنَّك لا تَطمع أن تزِنَ به التوحيدَ والآخِرة وحقائق النبوَّة، وحقائق الصِّفات الإلهيَّة، وكل ما وراء طورِه، فإنَّ ذلك طمع في محال"[3].
    • وقال الإمامُ الشاطبيُّ: "العقلُ لا يُجعَل حاكمًا بإطلاق، وقد ثبَت عليه حاكِمٌ بإطلاق وهو الشَّرْع، بل الواجِب أنْ يُقدِّم ما حقَّه التقديم - وهو الشَّرع - ويؤخِّر ما حقُّه التأخير - وهو نظَر العقل؛ لأنَّه لا يصحُّ تقديم الناقِص حاكمًا على الكامِل؛ لأنَّه خلافُ المعقول والمنقول"[4].
    • قال أبو القاسمِ الأصفهانيُّ: "العقل نوعانِ: عقلٌ أُعينَ بالتوفيق، وعقلٌ كِيدَ بالخذلان، فالذي أُعين بالتوفيق يدْعو صاحبَه إلى موافقةِ الأمر المفترَض بالطاعة، والانقياد لحُكمه، والتسليم به، والعقل الذي كيد يطلُب بِتَعَمُّقِه الوصولَ إلى علم ما استأثَر الله بعِلمه وحجَب أسرارَ الخلْق عن فَهمِه، حِكمةً منه بالغة.
    ويَنبغي أن يُعلمَ أنَّ تقديسَ العقلِ وإنزاله في غيرِ منزلتِه الصحيحة أمرٌ مرفوض شرعًا.
    قال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "والدَّاعون إلى تمجيدِ العقل إنَّما هُم في الحقيقةِ يَدْعُون إلى تمجيدِ صَنم سموه: عقلاً، وما كان العقل وحْدَه كافيًا في الهدايةِ والإرشاد، وإلا لَمَا أرْسل الله الرُّسل[5].
    • وقال أبو المظفَّر السمعانيُّ: "واعلم: أنَّ فصل ما بيْننا وبين المبتدِعة هو مسألةُ العقل، فإنَّهم أسَّسوا دِينهم على المعقول، وجعلوا الاتباع والمأثور تبعًا للمعقول، وأمَّا أهل السُّنة، فقالوا: الأصل في الدِّين الاتباع، والمعقولُ تَبَعٌ، ولو كان أساس الدِّين على المعقول لاستغنَى الخلْق عن الوحي، وعن الأنبياء، ولبَطل معنى الأمْر والنهي، ولقال مَن شاء ما شاء، ولو كان الدِّينُ بُني على المعقولِ لجاز للمؤمنين ألاَّ يَقبلوا شيئًا حتى يعقلوا"[6].
    • قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية: "ما عُلم بصريحِ العقلِ لا يُتصوَّر أن يعارضَه الشرعُ البتةَ، بل المنقول الصحيح لا يُعارضه معقولٌ صريح قط، فالعقلاءُ متَّفقون على أنَّ العقل الصريح لا يُخالِف نقلاً صحيحًا"[7].
    ليس هَدفي مِن هذا المقال الاستدلالَ على أنَّ المسلمين المستمسكين بالشريعة الطاهِرة على حقٍّ، بل هدَفي بيانُ تهافتِ أطروحات هؤلاء المقلِّدين الذين يدَّعون التجرُّد والاحتكام للعقل والمنهجيَّة العِلميَّة. وتُلفيهم لا يَقدِرون على التخلُّصِ مِن أفكار غيرِهم وتوجهاتهم.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــ
    [1] وموقِف المسلمين مِن التقليد واضح؛ إذ تعتريه الأحكامُ الخمسة، فقد يكون مباحًا، أو واجبًا، أو مكروهًا، أو مستحبًّا، أو حرامًا.
    قال أبو محمَّد ابن حزم: "التقليد هو اعتقادُ الشيء؛ لأنَّ فلانًا قاله ممَّن لم يقم على صحَّة قوله برهان؛ "الإحكام" (1/ 137).
    وقال الشوكانيُّ: "هو قَبول رأيِ مَن لا تقوم به الحُجَّة بلا حُجَّة"؛ "إرشاد الفحول" (265).
    يقولُ الشوكانيُّ في بيان مَن ليس مقلِّدًا - بعد أن يذكُر أنَّ التقليد هو العملُ بقول الغيرِ مِن غير حجَّة: "فيخرج العمل بقولِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والعمل بالإجماع, ورجوع العامِّي إلى المفتي، ورُجوع القاضي إلى شهادةِ العُدول، فإنَّها قدْ قامتِ الحُجَّة في ذلك"؛ "إرشاد الفحول" (265).
    [2] "الصواعق المرسلة" (2/ 458 – 459).
    [3] "مقدمة ابن خلدون" (ص: 364).
    [4] "الاعتصام" (2/ 326).
    [5] "موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" (1/ 21).
    [6] "الحُجَّة في بيان المَحجَّة" (1/ 320).
    [7] "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (3/ 338).


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/36530/#ixzz5Y3W81F6Y
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: المتفلسفون المقلدون!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    اللف والدوران:
    يتخبَّط الفِكر/ الخِطاب الفلسفي في أزماتٍ كثيرة، منها أزمة ترجمة الأفكار الأجنبيَّة إلى اللُّغة العربيَّة، ترجمة تشوِّه الأفكار، وتُخرِجها عن سِياقها؛ بحيث يتشتَّت الذهنُ، وتغيب عنه الخيوطُ الرابطة بين الأفكار والأحداث، فتتعرَّض المعاني للتشويه وتُلفي المترجم يلفُّ ويدور ويُدندن.
    فيَتيه القارئ، حتى مِن الذين يدَّعون التخصُّص، فيعتقد عن حُسن نيَّة أنَّ ذلك اللفَّ والدوران راجعٌ لطبيعة الخِطاب الفلسفي، ومِن صلب الفلسفة، والأمر لا يكون كذلك في أغلبِ الأحيان، فقدْ تكون الفكرةُ واضحةً في مظانِّها وتفسد معانيها بعدَ ترجمتها.
    فتعلَّم المتفلسِفون مِن أبناء جِلدتنا مِن النصوصِ المترجَمة هذا اللفَّ وذلك الدوران، فتُلفيهم يحومون حولَ الفِكرة، مِن هنا وهناك، ولا يكادون يُلامسونها، وكان الأجدرُ بهم أن يتوجَّهوا للمقصد رأسًا.


    ...قال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "والدَّاعون إلى تمجيدِ العقل إنَّما هُم في الحقيقةِ يَدْعُون إلى تمجيدِ صَنم سموه: عقلاً، وما كان العقل وحْدَه كافيًا في الهدايةِ والإرشاد، وإلا لَمَا أرْسل الله الرُّسل[5].

    مقال نافع، جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: المتفلسفون المقلدون!

    وتجِد هؤلاءِ متعصِّبين لأقوالِ الفلاسفة ومذاهبهم، كأنَّها وحيٌ يوحَى أو شرع منزل مِن السَّماء، ويَنتقدون مَن يحتجُّ بالقرآن والسُّنة والأثَر.
    صحيح بل تجدهم يصفون من يرجع للقرآن والسنة واقوال السلف بالرجعي والمتخلف والماضوي
    علماً بان القران والسنة نزلت قبل 1400 سنة وفلاسفة اليونان اقدم من 2000 سنة فمن هو الرجعي والماضوي!!
    ويرددون كذلك اننا امة نستفتي موتانا وهل هناك أمة من الامم لا ترجع لاقوال موتاها من الحكماء والمشرعين
    حتى الفلاسفة ماتوا وانت يامن تقلدهم سوف تموت كذلك فهل ندفن اقوالك لهذا السبب ؟!!
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: المتفلسفون المقلدون!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    مقال نافع، جزاكم الله خيرا
    بارك الله فيكم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •