السلام عليكم ورحمة الله
أما رسم ((جاري)) بالياء أو بلا ياء: فإن الأشهر أنه بلا ياء كما ذكر الإخوة، ولكن رسمها بالياء مع تنكيرها وعدم إضافتها هو لغة قليلة عند العرب، وعليها قراءات قرآنية متواترة، ولا يصح تخطئتها؛ وقد علق إخوانكم في فريق البحث العلمي بالجريسية في تحقيقهم لـ"كتاب العلل" لابن أبي حاتم وغيره على مسائل كثيرة من هذا النوع الذي يكثر على ألسنة الناس تخطئته وتغييره في المخطوطات. ومنها مسألة الياء في الاسم المنقوص:
جاء في المسألة (146) من "كتاب العلل" :
((فقال أبو زرعة: هذا حديثٌ واهٍي(1) مُنكَرٌ ضعيفٌ))
وعلق الإخوة المحققون:
__________
(1)
كذا في جميع النسخ: «واهي» بإثبات الياء، والجادَّة حذفها «وَاهٍ»؛ لأنه اسمٌ منقوصٌ منوَّنٌ مرفوعٌ نعتًا لقوله: «حديثٌ»، لكنَّ إثبات هذه الياء - كما في النسخ - لغة صحيحة حكاها أبو الخَطَّاب ويُونُسُ عَنِ الموثُوق بعربيَّتهم؛ ينطقون بالياء وقفًا ويحذفونها وصلاً، وترسم الكلمة في الحالين بالياء؛ لأنَّ مدار الكتابة على الوقف؛ فيقولون في الوقف: هذا رَامِي، ومررتُ بغازِي، وفي الوصل: هذا رامٍي حاذقٌ، ومررتُ بغازٍي شجاعٍ، ويجب أن يقرأ في حال الوصل: بتنوين ما قبل الياء، مع حذف الياء نطقًا، وإنْ كانت مكتوبةً، وعلى هذه اللغة جاءت قراءةُ ابن كثير: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍي} [الرعد: 7]، ونحو ذلك. والراجح لغة جمهور العرب، بحذف هذه الياء في الاسم المنقوص المنون المرفوع والمجرور.
انظر: "الكتاب" لسيبويه (2/288)، و"اللباب" للعكبري (2/204)، و"شرح المفصل"(9/75)، و"شرح الشافية"(2/301)، و"أوضح المسالك" (4/309)، و"شرح قطر الندى" (ص354)، و"شرح الأشموني" (4/356 - 358).
وجزاكم الله خيرا.