تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: حجيه فهم السلف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي حجيه فهم السلف

    كتاب السنه
    الباب الثالث: حجيه فهم السلف
    ==========================
    الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على النبى الامي الامين وعلى اله وأصحابه اجمعين ومن اتبعهم بأحسان الى يوم الدين.
    اما بعد:
    فان الله سبحانه وتعالى امتن على الناس فارسل فيهم رسلا منهم على فتره من الزمان مبشرين و منذيرين ومبلغين عن ربهم احكام شرعه ومنهاجه الى خلقه
    لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ.
    وأرسل محمدا صلى الله عليه وسلم خاتما للنبوات والرسالات ، دينه الاسلام ارسله بالكتاب والسنه ومن المعلوم ان لغه العرب من اوسع اللغات ففيها الاجمال والتفصيل والحذف والاضمار والتقديم والتأخير وغير ذلك كثير وقد جاء الكتاب الكريم فى اغلب المواضع مفصلا وفى بعضها مجملا وفى بعضها مطلقا وفى بعضها مقيدا ، وجاءت السنه النبويه تفسيرا للمجمل وتعينا للمبهم وتوضيحا للمطلق والمقيد .
    ثم كان ولابد لنقل هذا الشرع الى من يأتى حمله حافظين صادقين قادرين على حمل هذه الامانه وتأديتها الى من بعدهم .
    فأختار الله تعالى لِصُحبه نبيه اصحابا اطهار علماءً ابرار اخذوا بالكتاب والسنه وعملوا بهما واقرهم النبى صلى الله عليه وسلم على ماصح فيه فهمهم وصحح لهم ماأخطئو فيه وتركهم على المحجه البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك ،ومضت القرون الفاضله على ذلك .
    ثم نبتت نبته سوء انكرت حجيه فهم السلف الصالح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم من القرون الفاضله التى جاء ذكرها على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فطعنوا فى فهمهم واحكامهم وتبجح بعضهم فقال هم رجال ونحن رجال نعقل كما يعقلون ونفهم كمايفهمون وغالى بعض ادعياء اليوم فادعى انه افضل علما من السلف لوجود الكم الهائل من التكنولوجيا والتقدم على زعمه وقال نحن لاننكر فضلهم ولكن نقول ان علمهم كان يصلح فقط لزمانهم فلا حاجه لنا فيه والاحكام تتغير بتغير الزمان ،والجمود على اقوال السلف تقليد وقتل لروح الشريعه التى امرت بالتفكر والتدبر .
    قلت :وهذا باب ولوج الى رد السنه،وهدم الدين وقول خطير ليس عليه اثاره من علم ،فان لم يلزم اخر الامه علوم اولها فسوف يقدم المتأخر تفسيرا جديدا للنص واحكاما تتوافق مع مفهوم العصر وتتم صياغه منهج جديد لايشبه الاسلام فى شيئ اللهم الا الاسم فقط.
    وما اراد هؤلاء الا دينا وضعه اهل الكفر منذ امد بعيد خليط من الاديان بمالايتعارض مع الهوى و افكار الشيطان خليط من الكفر والالحاد وكل مالايُرضى رب الارض والسموات .
    وتتم صياغه مثل هذا العبث على مرأى ومسمع من المسلمين وقد اغوى الشيطان وحزبه من اهل الاسلام من يحملون هذا العبث الى بلادهم ليطعنوا ويهدموا فى دينهم علموا او لم يعلموا.
    فانكروا حُجيه فهم السلف الصالح باعتبارها من الجمود والتشدد لِتَغَيُرِ الزمان والتقدم المعرفى والتقنى وصغر العالم مع اتساعه من حيث الترابط بشتى وسائل الاتصالات وتأثر جميع اطياف العالم ببعضه البعض لترابط المصالح المشتركه وغير ذلك من قيود وضعها الشيطان وحزبه على العالم ليجمع الناس على دين الشيطان باذابه حدود الاحكام وانصهار الشريعه فى غياهب ظلمات الثقافات ليتوحد فكر امه الاسلام مع افكار حزب الشيطان، ولما اراد اعوان الشيطان ممن ينتسبون لامتنا اسما ان يحاولوا تغير معالم الدين أخذوا يدورون كما يدور الحمار فى الرحى يوردون الشبهات من قريب ومن بعيد وحتى طعنوا فى فهم السلف الصالح وهو موضوع هذا المبحث (حُجيه فهم السلف) ، فلقد طعنوا فى حمله المنهج السلفى واتهموهم بالجهل والغلو والتشدد وقد ساعدهم جرئتهم على الكذب بلا وازع دينى او حياء فأخذوا يجتزئون بعض فتاوى واقوال العلماء فموهوا على الاغبياء والبلهاء وطعنوا فى منهج السلف حتى جعلوه فى نظر العامه والاغبياء حزبا وجماعه مثلها مثل الجماعات المختلفه على الساحه نشأ بعد ان لم يكن مع مرور الزمان .
    ان لفظ السلف يعنى اهل السنه والجماعه وهى كل من يتبع الرسول الكريم واصحابه ويحذون حذوهم ولايتركون علومهم ولايقدحون فيهم ولافى فهمهم
    ولقد فتش المغرضون المتلونون عن كل قول ساقط و ضعيف ثم نسبوه للمنهج السلفى وفهم السلف والسلف منهم ومن اقوالهم براء ،وان فى اسقاط فهم السلف و تضليل علومهم السبيل للولوج الى فهم جديد لشرع جديد سمه ماشئت وقد سمعنا بعض من لاخلاق له يطعن فى السنه وفهم السلف ويفسر النصوص بالماديات ويتحدث عن الحقبه الزمنيه الرساليه بالتجهيل ويمدح العلم فى زمانه اكثر من زمن السلف ويمدح الفضيله فى زمانه مدعيا انه اهدى من السلف وهو لاصله له بالعلم الشرعى لامن قريب ولا من بعيد وللاسف له اتباع ومريدين ومفتونيين.
    وغيره من الطاعنين ممن يظهرون ليلا ونهارا على الفضائيات وفى قنوات خاصه يسحرون الناس بكثره شبهاتهم وطعنهم فى الدين (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) .
    كنا نظن اننا نجاهد اعداء الاسلام من الملاحده والكفره وغيرهم ونرد على شبهاتهم وننشر الدين فاصبحنا مشغولين برد شبهات ابناء الاسلام المخدوعين والمنتسبين اسما للدين ،فسبحان الله الذى يهدى من يشاء ويضل من يشاء .
    ونحن نفند شبهاتهم بعون الله ومدده،دفاعا عن جناب هذا الدين وتبصره لاهل الاسلام من طلبه العلم والعوام وغيرهم من المفتونيين ،فقد لف اهل الباطل حول السنه بشبهاتهم طعنا وتسلطا على النصوص ومكرا من ابليس وجنده فحشدوا شبهات عقليه وبتروا نصوص نقليه من السياقات ليوهموا الناس بالمكر والكذب ،(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ).

    اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .

    نعوذ بالله من علم لاينفع.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: حجيه فهم السلف

    جيه فهم السلف
    ===============
    السلف
    =========
    تعريف السلف:
    ==========
    التعريف اللغوى :قال ابن فارس : (سلف) السين واللام والفاء أصلٌ يدلُّ على تقدُّم وسبْق. من ذلك السَّلَف: الذين مضَوا. والقومُ السُّلاَّف: المتقدِّمون. (مقاييس اللغه)
    وقال ابن منظور: ويجيء السلَفُ على معان السَّلَفُ القَرْضُ والسَّلَم ومصدر سَلَفَ سَلَفاً مضى والسَّلَفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ والسَّلَفُ القوم المتقدّمون في السير. (لسان العرب)
    التعريف الاصطلاحى:يطلق لفظ السلف الصالح على الصحابه والتابعين وتابعيهم وهم القرون الثلاثه الفاضله .وهذا هو الارجح.

    قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِىء أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادة)
    (متفق عليه).
    الفهم:
    =====
    الفهم لغه:جاء فى لسان العرب ( فهم ) الفَهْمُ معرفتك الشيء بالقلب فَهِمَه فَهْماً وفَهَماً وفَهامة عَلِمَه الأخيرة عن سيبويه وفَهِمْت الشيء عَقَلتُه وعرَفْته وفَهَّمْت فلاناً وأَفْهَمْته وتَفَهَّم الكلام فَهِمه شيئاً بعد شيء .
    لماذا فهم السلف؟
    فهم السلف الصالح ادق الفهوم وانقاها لاسباب اقتضت ذلك منها :
    - اختارهم الله تعالى لصحبه نبيه صلى الله عليه وسلم وزكي اعمالهم
    ولايزكى العمل الا اذا كان مقبولا ولايكون مقبولا الا اذا كان صحيحا ولايكون صحيحا الا بالاخلاص والمتابعه.
    - شاهدوا التنزيل وصاحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلوا كل سكناته وحركاته واقواله وافعاله وصفاته الخَلقِيه والخُلُقِيه ولم يتركوا شيئ الا نقلوه نقلا امينا فاحرى بمن كان كذلك ان يكون فهمه للنصوص مقدما واعلم بمراد الشرع ممن بعده.
    - صحه السنتهم وقله تكلفهم وقربهم من شِرب الوحى وتصحيح النبى صلى الله عليه وسلم لاخطائهم والرد على اسئلتهم ورؤيتهم التطبيق العملى لاحكام الشرع.
    - ميزهم الله بسبقهم بالصحبه والقيام بأعباء الدين بعد النبى صلى الله عليه وسلم فاعطاهم مالم يُعطىِ احدا بعدهم من الدرجات العظيمه فى الاعمال ودقه الفهم وصحه الاقوال.
    - عدم تدنسهم بالاعتقادات والبدع الباطله لعدمها فى زمانهم وعدم تدنسهم بالشبهات التى وقعت فيمن بعدهم .
    - كثره اهل الحق فى زمانهم وقله اهل الشذوذ والفرقه واجتماعهم حول خلافه راشده على منهاج النبوه كما اخبر الصادق المصدوق.
    - عصمه الله لهم من اجتماعهم على باطل وان شاركهم من بعدهم ذلك الفضل.



    منهج السلف:
    =========
    قلت :منهج السلف هو اتباع النبى واصحابه والسير على طريقهم والمقتفى لذلك يسمى على منهج السلف.
    وقال شيخنا رحمه الله: أهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً، حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنه سلفي.شرح العقيده الواسطيه للعثيمين.
    وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(تفترق هذه الأمة ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا وما تلك الفرقة قال من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي ).رواه الطبرانى فى المعجم الاوسط.
    وقال عليه الصلاة و السلام:( إن الله لن يجمع امتى على ضلالة)
    قال الشاطبى: إن الجماعة هي الصحابة على الخصوص فإنهم الذين أقاموا عماد الدين وأرسوا أوتاده وهم الذين لا يجتمعون على ضلالة اصلا وقد يمكن فيمن سواهم .
    ثم قال:لفظ الجماعة مطابق للرواية الأخرى في قوله عليه الصلاة والسلام ما أنا عليه واصحابى فكأنه راجع إلى ما قالوه وما سنوه وما اجتهدوا فيه حجة على الإطلاق وبشهادة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لهم بذلك خصوصا في قوله فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين وأشباهه أو لأنهم المتقلدون لكلام النبوة المهتدون للشريعة الذين فهموا أمر دين الله بالتلقى من نبيه مشافهة على علم وبصيرة بمواطن التشريع وقرائن الأحوال بخلاف غيرهم.
    قال تعالى:(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
    قال السفارينى :المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم - وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة ، وعرف عظم شأنه في الدين ، وتلقى الناس كلامهم خلف عن سلف ، دون من رمي ببدعة ، أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة والكرامية ، ونحو هؤلاء.(حجيه فهم السلف للدميجى)

    *******



    حجيه فهم السلف:
    ===============
    قال تعالى فى محكم التنزيل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
    قلت: أُنزلت هذه الايه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الصحابه متوافرون والخطاب عام قد شملهم فاما انهم كانوا على غير صواب فنُكذب القرأن الكريم أو انهم على الحق وهذا هو المتعين قطعا فمن لم يتابعهم على الصواب فلابد انه يتبع الخطأ والباطل.

    قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}

    قال ابن كثير : يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّ ةِ بِأَنَّهُمْ خير الأمم،
    روى الْبُخَارِيُّ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قَالَ: خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ .، وَهَكَذَا قَالَ ابن عباس ومجاهد وعطية العوفي وعكرمة وعطاء والربيع بن أنس كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ يَعْنِي خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ وَأَنْفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ، وَلِهَذَا قَالَ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.
    وقال شيخ الاسلام: شَهِدَ لَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنَّهُمْ يَأْمُرُونَ بِكُلِّ مَعْرُوفٍ، وَيَنْهَوْنَ عَنْ كُلِّ مُنْكَرٍ.
    فَلَوْ كَانَتْ الْحَادِثَةُ فِي زَمَانِهِمْ لَمْ يُفْتِ فِيهَا إلَّا مَنْ أَخْطَأَ مِنْهُمْ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ قَدْ أَمَرَ فِيهَا بِمَعْرُوفٍ وَلَا نَهَى فِيهَا عَنْ مُنْكَرٍ؛ إذْ الصَّوَابُ مَعْرُوفٌ بِلَا شَكٍّ، وَالْخَطَأُ مُنْكَرٌ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا صَحَّ التَّمَسُّكُ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى كَوْنِ الْإِجْمَاعِ حُجَّةً، وَإِذَا كَانَ هَذَا بَاطِلًا عُلِمَ أَنَّ خَطَأَ مَنْ يَعْلَمُ مِنْهُمْ فِي الْعِلْمِ إذَا لَمْ يُخَالِفْهُ غَيْرُهُ مُمْتَنِعٌ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَنَّ قَوْلَهُ حُجَّةٌ.

    قال الله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
    قال شيخ الاسلام رحمه الله: وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ بِالْآيَةِ أَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّهُ جَعَلَهُمْ أُمَّةً خِيَارًا عُدُولًا، هَذَا حَقِيقَةُ الْوَسَطِ، فَهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ، وَأَعْدَلُهَا فِي أَقْوَالِهِمْ، وَأَعْمَالِهِمْ ، وَإِرَادَتِهِمْ وَنِيَّاتِهِمْ، وَبِهَذَا اسْتَحَقُّوا أَنْ يَكُونُوا شُهَدَاءَ لِلرُّسُلِ عَلَى أُمَمِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقْبَلُ شَهَادَتَهُمْ عَلَيْهِمْ، فَهُمْ شُهَدَاؤُهُ، وَلِهَذَا نَوَّهَ بِهِمْ وَرَفَعَ ذِكْرَهُمْ، وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا اتَّخَذَهُمْ شُهَدَاءَ أَعْلَمَ خَلْقَهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ بِحَالِ هَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَرَ مَلَائِكَتَهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ وَتَدْعُوَ لَهُمْ وَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ، وَالشَّاهِدُ الْمَقْبُولُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ الَّذِي يَشْهَدُ بِعِلْمٍ وَصِدْقٍ فَيُخْبِرُ بِالْحَقِّ مُسْتَنِدًا إلَى عِلْمِهِ بِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى {إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86] فَقَدْ يُخْبِرُ الْإِنْسَانُ بِالْحَقِّ اتِّفَاقًا مِنْ غَيْرِ عِلْمِهِ بِهِ، وَقَدْ يَعْلَمُهُ وَلَا يُخْبِرُ بِهِ؛ فَالشَّاهِدُ الْمَقْبُولُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ الَّذِي يُخْبِرُ بِهِ عَنْ عِلْمٍ؛ فَلَوْ كَانَ عِلْمُهُمْ أَنْ يُفْتِيَ أَحَدُهُمْ بِفَتْوَى وَتَكُونُ خَطَأً مُخَالَفَةً لِحُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَا يُفْتِي غَيْرَهُ بِالْحَقِّ الَّذِي هُوَ حُكْمُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إمَّا مَعَ اشْتِهَارِ فَتْوَى الْأَوَّلِ أَوْ بِدُونِ اشْتِهَارِهَا كَانَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ الْعَدْلُ الْخِيَارُ قَدْ أَطْبَقَتْ عَلَى خِلَافِ الْحَقِّ، بَلْ انْقَسَمُوا قِسْمَيْنِ قِسْمًا أَفْتَى بِالْبَاطِلِ وَقِسْمًا سَكَتَ عَنْ الْحَقِّ، وَهَذَا مِنْ الْمُسْتَحِيلِ فَإِنَّ الْحَقَّ لَا يَعْدُوهُمْ وَيَخْرُجُ عَنْهُمْ إلَى مَنْ بَعْدَهُمْ قَطْعًا، وَنَحْنُ نَقُولُ لِمَنْ خَالَفَ أَقْوَالَهُمْ: لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إلَيْهِ.

    قَال تَعَالَى {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101]
    قال شيخ الاسلام : وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ بِالْآيَةِ أَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَنْ الْمُعْتَصِمِين َ بِهِ بِأَنَّهُمْ قَدْ هُدُوا إلَى الْحَقِّ؛ فَنَقُولُ: الصَّحَابَةُ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - مُعْتَصِمُونَ بِاَللَّهِ فَهُمْ مُهْتَدُونَ، فَاتِّبَاعُهُمْ وَاجِبٌ، أَمَّا الْمُقَدِّمَةُ الْأُولَى فَتَقْرِيرُهَا مِنْ وُجُوهٍ، أَحَدُهَا: قَوْله تَعَالَى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج: 78] وَمَعْلُومٌ كَمَالُ تَوَلِّي اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ وَنَصْرُهُ إيَّاهُمْ أَتَمَّ نُصْرَةٍ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ اعْتَصِمُوا بِهِ أَتَمَّ اعْتِصَامٍ، فَهُمْ مَهْدِيُّونَ بِشَهَادَةِ الرَّبِّ لَهُمْ بِلَا شَكٍّ، وَاتِّبَاعُ الْمَهْدِيِّ وَاجِبٌ شَرْعًا وَعَقْلًا وَفِطْرَةً بِلَا شَكٍّ.

    قلت :روى الامام البخارى بسنده عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:(خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . قال عمران لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه و سلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن ).
    وروى الامام مسلم بسنده عن عبد الله قال :سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَبْدُرُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَتَبْدُرُ يَمِينُهُ شَهَادَتَهُ»
    قال شيخ الاسلام : وَذَلِكَ يَقْتَضِي تَقْدِيمَهُمْ فِي كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْخَيْرِ، إلَّا لَوْ كَانُوا خَيْرًا مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، فَلَا يَكُونُونَ خَيْرَ الْقُرُونِ مُطْلَقًا، فَلَوْ جَازَ أَنْ يُخْطِئَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فِي حُكْمٍ وَسَائِرُهُمْ لَمْ يُفْتُوا بِالصَّوَابِ -، وَإِنَّمَا ظَفَرَ بِالصَّوَابِ مَنْ بَعْدَهُمْ، وَأَخْطَئُوا هُمْ - لَزِمَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْقَرْنُ خَيْرًا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ؛ لِأَنَّ الْقَرْنَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى الصَّوَابِ خَيْرٌ مِنْ الْقَرْنِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى الْخَطَأِ فِي ذَلِكَ الْفَنِّ، ثُمَّ هَذَا يَتَعَدَّدُ فِي مَسَائِلَ عَدِيدَةٍ؛ لِأَنَّ مَنْ يَقُولُ " قَوْلُ الصَّحَابِيِّ لَيْسَ بِحُجَّةٍ " يَجُوزُ عِنْدَهُ أَنْ يَكُونَ مَنْ بَعْدَهُمْ أَصَابَ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ قَالَ فِيهَا الصَّحَابِيُّ قَوْلًا، وَلَمْ يُخَالِفْهُ صَحَابِيٌّ آخَرُ، وَفَاتَ هَذَا الصَّوَابُ الصَّحَابَةَ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا يَأْتِي فِي مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ تَفُوقُ الْعَدَّ وَالْإِحْصَاءَ، فَكَيْفَ يَكُونُونَ خَيْرًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ وَقَدْ امْتَازَ الْقَرْنُ الَّذِي بَعْدَهُمْ بِالصَّوَابِ فِيمَا يَفُوقُ الْعَدَّ وَالْإِحْصَاءَ مِمَّا أَخْطَئُوا فِيهِ؟ وَمَعْلُومٌ أَنَّ فَضِيلَةَ الْعِلْمِ وَمَعْرِفَةَ الصَّوَابِ أَكْمَلُ الْفَضَائِلِ، وَأَشْرَفُهَا، فَيَا سُبْحَانَ اللَّهِ، أَيُّ وَصْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَكُونَ الصِّدِّيقُ أَوْ الْفَارُوقُ أَوْ عُثْمَانُ أَوْ عَلِيٌّ أَوْ ابْنُ مَسْعُودٍ أَوْ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ أَوْ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَأَضْرَابُهُمْ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - قَدْ أَخْبَرَ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ أَنَّهُ كَيْتَ وَكَيْتَ فِي مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ، وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ، وَلَمْ يَشْتَمِلْ قَرْنُهُمْ عَلَى نَاطِقٍ بِالصَّوَابِ فِي تِلْكَ الْمَسَائِلِ حَتَّى تَبِعَ مَنْ بَعْدَهُمْ فَعَرَفُوا حُكْمَ اللَّهِ الَّذِي جَهِلَهُ أُولَئِكَ السَّادَةُ، وَأَصَابُوا الْحَقَّ الَّذِي أَخْطَأَهُ أُولَئِكَ الْأَئِمَّةُ؟ سُبْحَانَك هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ،.
    وقال شيخ الاسلام فى قَوْله تَعَالَى عَنْ أَصْحَابِ مُوسَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24] فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ جَعَلَهُمْ أَئِمَّةً يَأْتَمُّ بِهِمْ مَنْ بَعْدَهُمْ لِصَبْرِهِمْ وَيَقِينِهِمْ؛ إذْ بِالصَّبْرِ وَالْيَقِينِ تُنَالُ الْإِمَامَةُ فِي الدِّينِ فَإِنَّ الدَّاعِيَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى لَا يَتِمُّ لَهُ أَمْرُهُ إلَّا بِيَقِينِهِ لِلْحَقِّ الَّذِي يَدْعُو إلَيْهِ وَبَصِيرَتِهِ بِهِ وَصَبْرِهِ عَلَى تَنْفِيذِ الدَّعْوَةِ إلَى اللَّهِ بِاحْتِمَالِ مَشَاقِّ الدَّعْوَةِ وَكَفِّ النَّفْسِ عَمَّا يُوهِنُ عَزْمَهُ وَيُضْعِفُ إرَادَتَهُ، فَمَنْ كَانَ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ كَانَ مِنْ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَهْدُونَ بِأَمْرِهِ تَعَالَى،
    وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَقُّ، وَأَوْلَى بِهَذَا الْوَصْفِ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَى، فَهُمْ أَكْمَلُ يَقِينًا، وَأَعْظَمُ صَبْرًا مِنْ جَمِيعِ الْأُمَمِ، فَهُمْ أَوْلَى بِمَنْصِبِ هَذِهِ الْإِمَامَةِ، وَهَذَا أَمْرٌ ثَابِتٌ بِلَا شَكٍّ بِشَهَادَةِ اللَّهِ لَهُمْ وَثَنَائِهِ عَلَيْهِمْ، وَشَهَادَةِ الرَّسُولِ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ، وَأَنَّهُمْ خِيرَةُ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ، وَمِنْ الْمُحَالِ عَلَى مَنْ هَذَا شَأْنُهُمْ أَنْ يُخْطِئُوا كُلُّهُمْ الْحَقَّ، وَيَظْفَرَ بِهِ الْمُتَأَخِّرُو نَ، وَلَوْ كَانَ هَذَا مُمْكِنًا لَانْقَلَبَتْ الْحَقَائِقُ، وَكَانَ الْمُتَأَخِّرُو نَ أَئِمَّةً لَهُمْ يَجِبُ عَلَيْهِمْ الرُّجُوعُ إلَى فَتَاوِيهِمْ، وَأَقْوَالِهِمْ ، وَهَذَا كَمَا أَنَّهُ مُحَالٌ حِسًّا وَعَقْلًا فَهُوَ مُحَالٌ شَرْعًا، وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: حجيه فهم السلف

    قلت:اثنى الله تبارك وتعالى على اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومدحهم فى كتابه فى اكثر من موضع فقال جل ذكره :(وَالسَّابِقُون َ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
    فان كان الذين اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ موعدون بالجنه والفوز العظيم فلا شك انهم كانوا على اكمل العلم بشرع الله بعد نبيهم ،وافضل العمل.

    قال تعالى :(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
    قلت :عمل الصالحات هو كل عمل يقرب الى الجنه ولايكون العمل صالحا الا اذا كان مقبولا ولايكون مقبولا الا اذا كان خالصا واخلاصه وقبوله ان يكون صحيحا موافقا للشرع ولايكون كذلك الا بالاتباع فهم اهدى الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم .
    قال تعالى :( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
    قلت:من هذا وصفهم كيف لمن بعدهم ان يُجَهِلَهُم ويُسَفِهَ اقوالهم.
    قال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
    قال شيخ الاسلام :أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ مَنْ اتَّبَعَ الرَّسُولَ يَدْعُو إلَى اللَّهِ، وَمَنْ دَعَا إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ وَجَبَ اتِّبَاعُهُ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيمَا حَكَاهُ عَنْ الْجِنِّ وَرَضِيَهُ: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} [الأحقاف: 31] وَلِأَنَّ مَنْ دَعَا إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ فَقَدْ دَعَا إلَى الْحَقِّ عَالِمًا بِهِ، وَالدُّعَاءُ إلَى أَحْكَامِ اللَّهِ دُعَاءٌ إلَى اللَّهِ؛ لِأَنَّهُ دُعَاءٌ إلَى طَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَ وَنَهَى، وَإِذًا فَالصَّحَابَةُ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - قَدْ اتَّبَعُوا الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَجِبُ اتِّبَاعُهُمْ إذَا دَعَوْا إلَى اللَّهِ.
    قلت:والبصيره هى العلم بالحق والصحابه رضوان الله عليهم اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الحق فكيف يدعى مدعى انه اعلم بالحق منهم سبحانك هذا بهتان عظيم.
    قال تعالى :( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
    قلت:ان المؤمنين المعنيين بالايه مجموع الامه يدخل فيهم الصحابه وغيرهم وقد اجمعت الامه على الاخذ بما اجتمعوا عليه وان سبيل المؤمنين هو سبيل الله ورسوله بنص الايه( قل هذه سبيلى)فمن اتبع طريق غير طريق الصحابه فقد اتبع سبيلا غير سبيل الله ورسوله .
    قال ابن كثير رحمه الله: وَمَنْ سَلَكَ غَيْرَ طَرِيقِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَارَ فِي شِقٍّ وَالشَّرْعُ فِي شِقٍّ، وَذَلِكَ عَنْ عَمْد مِنْهُ بَعْدَمَا ظَهَرَ لَهُ الْحَقُّ وَتَبَيَّنَ لَهُ وَاتَّضَحَ لَهُ. وَقَوْلُهُ: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} هَذَا مُلَازِمٌ لِلصِّفَةِ الْأُولَى، وَلَكِنْ قَدْ تَكُونُ الْمُخَالَفَةُ لِنَصِّ الشَّارِعِ، وَقَدْ تَكُونُ لِمَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ الْمُحَمَّدِيَّ ةُ، فِيمَا عُلِمَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَيْهِ تَحْقِيقًا، فَإِنَّهُ قَدْ ضُمِنت لَهُمُ الْعِصْمَةُ فِي اجْتِمَاعِهِمْ مِنَ الْخَطَأِ، تشريفًا لهم وتعظيما لنبيهم.

    قال تعالى : {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: 59] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،
    قال شيخ الاسلام : وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] وَحَقِيقَةُ الِاصْطِفَاءِ: افْتِعَالٌ مِنْ التَّصْفِيَةِ، فَيَكُونُ قَدْ صَفَّاهُمْ مِنْ الْأَكْدَارِ، وَالْخَطَأُ مِنْ الْأَكْدَارِ، فَيَكُونُونَ مُصَفَّيْنِ مِنْهُ، وَلَا يُنْتَقَضُ هَذَا بِمَا إذَا اخْتَلَفُوا لِأَنَّ الْحَقَّ لَمْ يَعْدُهُمْ، فَلَا يَكُونُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ كَدَرًا؛ لِأَنَّ مُخَالَفَتَهُ الْكَدَرَ، وَبَيَانَهُ يُزِيلُ كَوْنَهُ كَدَرًا بِخِلَافِ مَا إذَا قَالَ بَعْضُهُمْ قَوْلًا وَلَا يُخَالِفُ فِيهِ فَلَوْ كَانَ قَوْلًا بَاطِلًا، وَلَمْ يَرُدَّهُ رَادٌّ لَكَانَ حَقِيقَةَ الْكَدَرِ، وَهَذَا لِأَنَّ خِلَافَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ بِمَنْزِلَةِ مُتَابَعَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْضِ أُمُورِهِ، فَإِنَّهَا لَا تُخْرِجُهُ عَنْ حَقِيقَةِ الِاصْطِفَاءِ.

    قال تعالى : {حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا}
    فان كانوا اهل علم بنص القرأن الكريم فلا بد من اتباعهم .

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قال شيخ الاسلام: قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ: هُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الصَّادِقِينَ، وَكُلُّ صَادِقٍ بَعْدَهُمْ فِيهِمْ يَأْتَمُّ فِي صِدْقِهِ، بَلْ حَقِيقَةُ صِدْقِهِ اتِّبَاعُهُ لَهُمْ وَكَوْنُهُ مَعَهُمْ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي شَيْءٍ وَإِنْ وَافَقَهُمْ فِي غَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ فِيمَا خَالَفَهُمْ فِيهِ.

    قلت :رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: «صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ، فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَك الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَك الْعِشَاءَ، قَالَ: أَحْسَنْتُمْ، وَأَصَبْتُمْ وَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَى السَّمَاءِ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إلَى السَّمَاءِ،
    فقال(....النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبن النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون )
    قال شيح الاسلام: وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُ جَعَلَ نِسْبَةَ أَصْحَابِهِ إلَى مَنْ بَعْدَهُمْ كَنِسْبَتِهِ إلَى أَصْحَابِهِ، وَكَنِسْبَةِ النُّجُومِ إلَى السَّمَاءِ، وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ هَذَا التَّشْبِيهَ يُعْطِي مِنْ وُجُوبِ اهْتِدَاءِ الْأُمَّةِ بِهِمْ مَا هُوَ نَظِيرُ اهْتِدَائِهِمْ بِنَبِيِّهِمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَظِيرُ اهْتِدَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالنُّجُومِ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ جَعَلَ بَقَاءَهُمْ بَيْنَ الْأُمَّةِ أَمَنَةً لَهُمْ، وَحِرْزًا مِنْ الشَّرِّ وَأَسْبَابِهِ، فَلَوْ جَازَ أَنْ يُخْطِئُوا فِيمَا أَفْتَوْا بِهِ وَيَظْفَرَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُمْ لَكَانَ الظَّافِرُونَ بِالْحَقِّ أَمَنَةً لِلصَّحَابَةِ وَحِرْزًا لَهُمْ، وَهَذَا مِنْ الْمُحَالِ.
    قلت :روى البخارى فى صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ»
    فاذا كان هذا حال اوائل اصحابه صلى الله عليه وسلم وثبت لهم هذا الفضل فكيف بمن بعدهم.
    ولو قال قائل ان هذا فى الانفاق والجهاد وليس فى الاحكام قيل له فهل عندك الجهاد والانفاق وسائر العبادات بلا علم فقد قال الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)وال صيره العلم بالحق كما ذكرنا قبل فوجب اتباع الصحابه رضى الله عنهم واعتبار الحجه فيما قالوه وفعلوه واجمعوا عليه.
    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ .(رواه احمد).
    وقال ابن مسعود رضى الله عنه وارضاه(اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا والله افضل هذه الامه وابرها قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا قوم قد اختارهم الله لصحبه نبيه واقامه دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم فى اثارهم وتمسكوا بما استطعتم من اخلاقهم ودينهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم ).
    قال شيخ الاسلام: وَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يُخْطِئَ الْحَقَّ فِي حُكْمِ اللَّهِ خَيْرُ قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَظْفَرَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُمْ، وَأَيْضًا فَإِنَّ مَا أَفْتَى بِهِ أَحَدُهُمْ وَسَكَتَ عَنْهُ الْبَاقُونَ كُلُّهُمْ فَإِمَّا أَنْ يَكُونُوا قَدْ رَأَوْهُ حَسَنًا أَوْ يَكُونُوا قَدْ رَأَوْهُ قَبِيحًا، فَإِنْ كَانُوا قَدْ رَأَوْهُ حَسَنًا فَهُوَ حَسَنٌ عِنْدَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ رَأَوْهُ قَبِيحًا، وَلَمْ يُنْكِرُوهُ لَمْ تَكُنْ قُلُوبُهُمْ مِنْ خَيْرِ قُلُوبِ الْعِبَادِ، وَكَانَ مَنْ أَنْكَرَهُ بَعْدَهُمْ خَيْرًا مِنْهُمْ وَأَعْلَمَ، وَهَذَا مِنْ أَبْيَنِ الْمُحَالِ.
    قلت :وفى خطاب ابن عباس رضى الله عنه للخوارج قال:أتيتكم من عند أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم...ثم قال : فعليهم نزل القرأن وهم اعلم بالوحى منكم وفيهم أنزل وليس فيكم منهم احد.
    وفى روايه نزل عليهم القرأن فهم اعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم احد.
    وقال حذيفه بن اليمان رضى الله عنه(كل عباده لم يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها فان الاول لم يدع للاخر مقالا.
    قال قتاده رحمه الله في قوله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) .هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
    قلت :دعاء الرسول الكريم لابن عباس قال: (اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين)
    وكل عاقل يعلم قطعا ان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم مستجاب وقد حَصَّلَ ابن عباس علما جما حتى قيل عنه البحر لغزاره علمه رضى الله عنه .
    قال شيخ الاسلام رحمه الله: وَمِنْ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ لِمَنْ تَدَبَّرَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ: أَنَّ خَيْرَ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ - فِي الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادِ وَغَيْرِهَا مِنْ كُلِّ فَضِيلَةٍ أَنَّ خَيْرَهَا -: الْقَرْنُ الْأَوَّلُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْخَلَفِ فِي كُلِّ فَضِيلَةٍ: مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ وَإِيمَانٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَبَيَانٍ وَعِبَادَةٍ وَأَنَّهُمْ أَوْلَى بِالْبَيَانِ لِكُلِّ مُشْكِلٍ. هَذَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مَنْ كَابَرَ الْمَعْلُومَ بِالضَّرُورَةِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ.(مجموع الفتاوى)
    قلت :ان الشرع الحنيف نقلته الامه قرنا بعد قرن حتى وصل الى زماننا والى ماشاء الله ،وكان الصحابه زمن التنزيل اخذوا من نبي الله مباشره فهم اعلم الامه بمراد الله ورسوله من غيرهم ممن لم يشاهد التنزيل اوتلقى مباشره من سيد المرسلين.
    قال ابو نصر السجزى :اهل السنه هم الثابتون على اعتقاد مانقله اليهم السلف الصالح رحمهم الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او عن اصحابه رضى الله عنهم فيما لم يثبت فيه نص من الكتاب ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم رضى الله عنهم أئمه وقد أُمرنا باقتداء أثارهم واتباع سنتهم وهذا اظهر مما يحتاج فيه الى برهان.
    قال ابن القيم فى فضل الصحابه وعلومهم: ثُمَّ قَامَ بِالْفَتْوَى بَعْدَهُ -صلى الله عليه وسلم -بَرْكُ الْإِسْلَامِ وَعِصَابَةُ الْإِيمَانِ، وَعَسْكَرُ الْقُرْآنِ، وَجُنْدُالرَّحْ مَنِ، أُولَئِكَ أَصْحَابُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَلْيَنُ الْأُمَّةِ قُلُوبًا، وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا، وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا، وَأَحْسَنُهَا بَيَانًا، وَأَصْدَقُهَا إيمَانًا، وَأَعَمُّهَا نَصِيحَةً، وَأَقْرَبُهَا إلَى اللَّهِ وَسِيلَةً.
    وقال ايضا: وَكَمَا أَنَّ الصَّحَابَةَ سَادَةُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا وَقَادَتُهَا فَهُمْ سَادَاتُ الْمُفْتِينَ وَالْعُلَمَاءِ.
    قَالَ اللَّيْثُ عَنْ مُجَاهِدٍ: الْعُلَمَاءُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    وقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسَمَّى الْبَحْرُ مِنْ كَثْرَةِ عِلْمِهِ.

    قال تعالى : (وَالسَّابِقُون الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
    قلت :وهذه الايه عامه وماذا ستتبع الامه من اثار السابقين الا العمل وعملهم مبنى على العلم والفهم فهذه الايه تبين ان اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم طريقهم الطريق الصحيح للوصول الى الجنه لانهم متبعون لنبيهم صلى الله عليه وسلم .........

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: حجيه فهم السلف

    قال ابن كثير رحمه الله: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ رِضَاهُ عَنِ السَّابِقَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَرِضَاهُمْ عَنْهُ بِمَا أعدَّ لَهُمْ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ.
    وقال ابن القيم رحمه الله فى النَّوْعُ الْأَوَّلُ مِنْ الرَّأْيِ الْمَحْمُودِ:
    رَأْيُ أَفْقَهِ الْأُمَّةِ، وَأَبَرِّ الْأُمَّةِ قُلُوبًا، وَأَعْمَقِهِمْ عِلْمًا، وَأَقَلِّهِمْ تَكَلُّفًا، وَأَصَحِّهِمْ قُصُودًا، وَأَكْمَلِهِمْ فِطْرَةً، وَأَتَمِّهِمْ إدْرَاكًا، وَأَصْفَاهُمْ أَذْهَانًا، الَّذِي شَاهَدُوا التَّنْزِيلَ، وَعَرَفُوا التَّأْوِيلَ، وَفَهِمُوا مَقَاصِدَ الرَّسُولِ؛ فَنِسْبَةُ آرَائِهِمْ وَعُلُومِهِمْ وَقُصُودُهُمْ إلَى مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَنِسْبَتِهِمْ إلَى صُحْبَتِهِ؛ وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ بَعْدَهُمْ فِي ذَلِكَ كَالْفَرْقِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ فِي الْفَضْلِ؛ فَنِسْبَةُ رَأْيِ مَنْ بَعْدَهُمْ إلَى رَأْيِهِمْ كَنِسْبَةِ قَدْرِهِمْ إلَى قَدْرِهِمْ.

    وقَالَ الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي رِسَالَتِهِ الْبَغْدَادِيَّ ةِ الَّتِي رَوَاهَا عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِي ُّ، وَهَذَا لَفْظُهُ: وَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْقُرْآنِ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَسَبَقَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْفَضْلِ مَا لَيْسَ لِأَحَدٍ بَعْدَهُمْ، فَرَحِمَهُمْ اللَّهُ وَهَنَّأَهُمْ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ ذَلِكَ بِبُلُوغِ أَعْلَى مَنَازِلِ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، أَدَّوْا إلَيْنَا سُنَنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَشَاهَدُوهُ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ فَعَلِمُوا مَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامًّا وَخَاصًّا وَعَزْمًا وَإِرْشَادًا، وَعَرَفُوا مِنْ سُنَّتِهِ مَا عَرَفْنَا وَجَهْلِنَا، وَهُمْ فَوْقَنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ وَاجْتِهَادٍ وَوَرَعٍ وَعَقْلٍ وَأَمْرٍ اُسْتُدْرِكَ بِهِ عِلْمٌ وَاسْتُنْبِطَ بِهِ، وَآرَاؤُهُمْ لَنَا أَحْمَدُ، وَأَوْلَى بِنَا مِنْ رَأْيِنَا عِنْدَ أَنْفُسِنَا، وَمَنْ أَدْرَكْنَا مِمَّنْ يَرْضَى أَوْ حُكِيَ لَنَا عَنْهُ بِبَلَدِنَا صَارُوا فِيمَا لَمْ يَعْلَمُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِ سُنَّةً إلَى قَوْلِهِمْ إنْ اجْتَمَعُوا، أَوْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ إنْ تَفَرَّقُوا، وَهَكَذَا نَقُولُ، وَلَمْ نَخْرُجْ عَنْ أَقَاوِيلِهِمْ، وَإِنْ قَالَ أَحَدُهُمْ وَلَمْ يُخَالِفْهُ غَيْرُهُ أَخَذْنَا بِقَوْلِهِ وَلَمَّا كَانَ رَأْيُ الصَّحَابَةِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ قَالَ فِي الْجَدِيدِ فِي كِتَابِ الْفَرَائِضِ فِي مِيرَاثِ الْجَدِّ وَالْإِخْوَةِ: وَهَذَا مَذْهَبٌ تَلَقَّيْنَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَنْهُ أَخَذْنَا أَكْثَرَ الْفَرَائِضِ وَقَالَ: وَالْقِيَاسُ عِنْدِي قَتْلُ الرَّاهِبِ لَوْلَا مَا جَاءَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، فَتَرْكُ صَرِيحِ الْقِيَاسِ لِقَوْلِ الصِّدِّيقِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الرَّبِيعِ عَنْهُ: وَالْبِدْعَةُ مَا خَالَفَ كِتَابًا أَوْ سُنَّةً أَوْ أَثَرًا عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجَعَلَ مَا خَالَفَ قَوْلَ الصَّحَابِيِّ بِدْعَةً.

    وقال ايضا: وَالْمَقْصُودُ أَنَّ أَحَدًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ لَا يُسَاوِيهِمْ فِي رَأْيِهِمْ، وَكَيْفَ يُسَاوِيهِمْ وَقَدْ كَانَ أَحَدُهُمْ يَرَى الرَّأْيَ فَيَنْزِلُ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ ؟ كَمَا رَأَى عُمَرُ فِي أُسَارَى بَدْرٍ أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقُهُمْ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ ، وَرَأَى أَنْ تُحَجَّبَ نِسَاءُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ ، وَرَأَى أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلَّى فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ ؛ وَقَالَ لِنِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا اجْتَمَعْنَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ} [التحريم: 5] فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ ، «وَلَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّهُ مُنَافِقٌ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] » .
    «وَقَدْ قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ لَمَّا حَكَّمَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَنِي قُرَيْظَةَ: إنِّي أَرَى أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ ، وَتُسْبَى ذُرِّيَّاتُهُمْ ، وَتُغْنَمَ أَمْوَالُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَقَدْ حَكَمْت فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ» .
    وَلَمَّا اخْتَلَفُوا إلَى ابْنِ مَسْعُودٍ شَهْرًا فِي الْمُفَوَّضَةِ قَالَ: أَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِي، فَإِنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنْ اللَّهِ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَمِنِّي وَمِنْ الشَّيْطَانِ، وَاَللَّهُ وَرَسُولُهُ بَرِيءٌ مِنْهُ، أَرَى أَنَّ لَهَا مَهْرَ نِسَائِهَا لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، فَقَامَ نَاسٌ مِنْ أَشْجَعَ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى فِي امْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا بِرْوَعَ بِنْتُ وَاشِقٍ مِثْلَ مَا قَضَيْت بِهِ، فَمَا فَرِحَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحَهُ بِذَلِكَ.

    وَحَقِيقٌ بِمَنْ كَانَتْ آرَاؤُهُمْ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ أَنْ يَكُونَ رَأْيُهُمْ لَنَا خَيْرًا مِنْ رَأَيْنَا لِأَنْفُسِنَا، وَكَيْفَ لَا وَهُوَ الرَّأْيُ الصَّادِرُ مِنْ قُلُوبٍ مُمْتَلِئَةٍ نُورًا وَإِيمَانًا وَحِكْمَةً وَعِلْمًا وَمَعْرِفَةً وَفَهْمًا عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَنَصِيحَةً لِلْأُمَّةِ، وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ نَبِيِّهِمْ، وَلَا وَاسِطَةَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَهُمْ يَنْقُلُونَ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مِنْ مِشْكَاةِ النُّبُوَّةِ غَضًّا طَرِيًّا لَمْ يَشُبْهُ إشْكَالٌ، وَلَمْ يَشُبْهُ خِلَافٌ، وَلَمْ تُدَنِّسْهُ مُعَارَضَةٌ، فَقِيَاسُ رَأْيِ غَيْرِهِمْ بِآرَائِهِمْ مِنْ أَفْسَدِ الْقِيَاسِ.

    وقال شيخ الاسلام رحمه الله: إذَا لَمْ نَجِدْ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ رَجَعْنَا فِي ذَلِكَ إلَى أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُمْ أَدْرَى بِذَلِكَ لِمَا شَاهَدُوهُ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْأَحْوَالِ الَّتِي اخْتَصُّوا بِهَا؛ وَلِمَا لَهُمْ مِنْ الْفَهْمِ التَّامِّ وَالْعِلْمِ الصَّحِيحِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ لَا سِيَّمَا عُلَمَاؤُهُمْ وَكُبَرَاؤُهُمْ كَالْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ : " مِثْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ " قَالَ الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطبري: حَدَّثَنَا أَبُو كريب قَالَ أَنْبَأَنَا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ أَنْبَأَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ: وَاَلَّذِي لَا إلَهَ غَيْرُهُ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ وَأَيْنَ نَزَلَتْ وَلَوْ أَعْلَمُ مَكَانَ أَحَدٍ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تناوله الْمَطَايَا لَأَتَيْته وَقَالَ الْأَعْمَشُ أَيْضًا عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إذَا تَعَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزْهُنَّ حَتَّى يَعْرِفَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ.
    وَمِنْهُمْ الْحَبْرُ الْبَحْرُ " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ " ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ بِبَرَكَةِ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ حَيْثُ قَالَ: {اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ} " وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ. ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ دَاوُد عَنْ إسْحَاقَ الْأَزْرَقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ التُّرْجُمَانُ لِلْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ بُنْدَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهِ كَذَلِكَ فَهَذَا إسْنَادٌ صَحِيحٌ إلَى ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذِهِ الْعِبَارَةُ وَقَدْ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ عَلَى الصَّحِيحِ وَعَمَّرَ بَعْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ سِتًّا وَثَلَاثِينَ سَنَةً فَمَا ظَنُّك بِمَا كَسَبَهُ مِنْ الْعُلُومِ بَعْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ؟ .

    قال شيخ الاسلام: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
    «إنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا، فَجَعَلَ لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ، وَأَنْصَارًا، وَأَصْهَارًا» الْحَدِيثَ .، وَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يُحْرِمَ اللَّهُ الصَّوَابَ مَنْ اخْتَارَهُمْ لِرَسُولِهِ وَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَهُ، وَأَنْصَارَهُ، وَأَصْهَارَهُ وَيُعْطِيَهُ مَنْ بَعْدَهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ.

    روى مسلم فى صحيحه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضل، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَره إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًا عَلَيْهِ أَنْ يَدُل أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكرونها، وَتَجِيءُ فِتَنٌ يَرفُق بعضُها بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَة يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُق الْآخَرِ".
    قلت : العافيه فى اول هذه الامه تدل على حسن العلم والعمل وعلى شرف المنزله وصلاح النيه وأمابلاء أخر الامه فيدل على التخبط ورداءه العلم وسوء العمل وفساد النيه والعياذ بالله .
    فأول الامه ان كان هذا حالهم كيف لايكون لمن بعدهم اتباعهم ؟ا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: حجيه فهم السلف

    روى الحاكم فى المستدرك: عن العرباض بن سارية من بني سليم من أهل الصفة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقام فوعظ الناس ورغبهم وحذرهم وقال ما شاء الله أن يقول ثم قال:( اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأطيعوا من ولاه الله أمركم ولا تنازعوا الأمر أهله ولو كان عبدا أسود وعليكم بما تعرفون من سنة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين وعضوا على نواجذكم بالحق) هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعا ولا أعرف له علة وقد تابع ضمرة بن حبيب خالد بن معدان على رواية هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي.
    وفى روايه عند الامام احمد:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة).
    قال شيخ الاسلام: فَقَرَنَ سُنَّةَ خُلَفَائِهِ بِسُنَّتِهِ، وَأَمَرَ بِاتِّبَاعِهَا كَمَا أَمَرَ بِاتِّبَاعِ سُنَّتِهِ، وَبَالَغَ فِي الْأَمْرِ بِهَا حَتَّى أَمَرَ بِأَنْ يُعَضَّ عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَهَذَا يَتَنَاوَلُ مَا أَفْتَوْا بِهِ وَسَنُّوهُ لِلْأُمَّةِ، وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ مِنْ نَبِيِّهِمْ فِيهِ شَيْءٌ، وَإِلَّا كَانَ ذَلِكَ سُنَّتَهُ، وَيَتَنَاوَلُ مَا أَفْتَى بِهِ جَمِيعُهُمْ أَوْ أَكْثَرُهُمْ أَوْ بَعْضُهُمْ لِأَنَّهُ عَلَّقَ ذَلِكَ بِمَا سَنَّهُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ لَمْ يَسُنُّوا ذَلِكَ وَهُمْ خُلَفَاءُ فِي آنٍ وَاحِدٍ، فَعُلِمَ أَنَّ مَا سَنَّهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي وَقْتِهِ فَهُوَ مِنْ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ.

    وروى الترمذى عن النبى صلى الله عليه وسلم: «اقْتَدُوا بِاَللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ».
    قال الترمذى : حديث حسن
    قال شيخ الاسلام : «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَظَرَ إلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ» أَيْ هُمَا مِنِّي بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، أَوْ هُمَا مِنْ الدِّينِ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، وَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يُحْرَمَ سَمْعُ الدِّينِ وَبَصَرُهُ الصَّوَابَ وَيَظْفَرَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُمَا.
    قلت :روى مسلم فى صحيحه: عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول (قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم )قال ابن وهب تفسير محدثون ملهمون.
    قال شيخ الاسلام: وَالْمُحَدَّثُ: هُوَ الْمُتَكَلِّمُ الَّذِي يُلْقِي اللَّهُ فِي رُوعِهِ الصَّوَابَ يُحَدِّثُهُ بِهِ الْمَلَكُ عَنْ اللَّهِ، وَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يَخْتَلِفَ هَذَا وَمَنْ بَعْدَهُ فِي مَسْأَلَةٍ وَيَكُونُ الصَّوَابُ فِيهَا مَعَ الْمُتَأَخِّرِ دُونَهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْغَيْرُ هُوَ الْمُحَدَّثُ بِالنِّسْبَةِ إلَى هَذَا الْحُكْمِ دُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، وَهَذَا، وَإِنْ أَمْكَنَ فِي أَقْرَانِهِ مِنْ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو عَصْرُهُمْ مِنْ الْحَقِّ إمَّا عَلَى لِسَانِ عُمَرَ، وَإِمَّا عَلَى لِسَانِ غَيْرِهِ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا الْحَالُ أَنْ يُفْتِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُحَدَّثُ بِفَتْوَى أَوْ يَحْكُمَ بِحُكْمٍ وَلَا يَقُولُ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ غَيْرَهُ وَيَكُونُ خَطَأً ثُمَّ يُوَفَّقُ لَهُ مَنْ بَعْدَهُمْ فَيُصِيبُ الْحَقَّ وَيُخْطِئُهُ الصَّحَابَةُ.

    وروى الترمذى: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كَانَ نَبِيٌّ بَعْدِي لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ.حسنه الالبانى
    عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: مَا رَأَيْت عُمَرَ إلَّا وَكَأَنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ.
    روى الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاَللَّهِ لَوْ أَنَّ عِلْمَ عُمَرَ وُضِعَ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ وَجُعِلَ عِلْمُ أَهْلِ الْأَرْضِ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَ عِلْمُ عُمَرَ، فَذَكَرْت ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاَللَّهِ إنِّي لَأَحْسَبُ عُمَرَ ذَهَبَ بِتِسْعَةِ أَعْشَارِ الْعِلْمِ،
    قال شيخ الاسلام :وَمِنْ أَبْعَدِ الْأُمُورِ أَنْ يَكُونَ الْمُخَالِفُ لِعُمَرَ بَعْدَ انْقِرَاضِ عَصْرِ الصَّحَابَةِ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْهُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ.
    روى أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ " قَدْ بَعَثْت إلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَهُمَا مِنْ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَاسْمَعُوا قَوْلَهُمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي "
    قال شيخ الاسلام : فَهَذَا عُمَرُ قَدْ أَمَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْ يَقْتَدُوا بِعَمَّارٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَيَسْمَعُوا قَوْلَهُمَا، وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ قَوْلَهُمَا حُجَّةً يَقُولُ: لَا يَجِبُ الِاقْتِدَاءُ بِهِمَا وَلَا سَمَاعُ أَقْوَالِهِمَا إلَّا فِيمَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ ذَلِكَ لَا اخْتِصَاصَ لَهُمَا بِهِ، بَلْ لَا فَرْقَ فِيهِ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ غَيْرِهِمَا مِنْ سَائِرِ الْأُمَّةِ.
    قال شيخ الاسلام :ومَا قَالَهُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَغَيْرُهُ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُ كُنَّا، وَلَا نَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَنَحْنُ نَشْهَدُ بِاَللَّهِ أَنَّهُمْ وَفَّوْا بِهَذِهِ الْبَيْعَةِ، وَقَالُوا بِالْحَقِّ، وَصَدَعُوا بِهِ، وَلَمْ تَأْخُذْهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَلَمْ يَكْتُمُوا شَيْئًا مِنْهُ مَخَافَةَ سَوْطٍ وَلَا عَصًا وَلَا أَمِيرٍ وَلَا وَالٍ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ مِنْ هَدْيِهِمْ وَسِيرَتِهِمْ، فَقَدْ أَنْكَرَ أَبُو سَعِيدٍ عَلَى مَرْوَانَ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَأَنْكَرَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَأَنْكَرَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى الْحَجَّاجِ مَعَ سَطْوَتِهِ وَبَأْسِهِ، وَأَنْكَرَ عَلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا مِنْ إنْكَارِهِمْ عَلَى الْأُمَرَاءِ وَالْوُلَاةِ إذَا خَرَجُوا عَنْ الْعَدْلِ لَمْ يَخَافُوا سَوْطَهُمْ وَلَا عُقُوبَتَهُمْ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ.
    قلت :وروى البخارى فى صحيحه عن ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ» قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «العِلْمَ»
    قلت: رؤيا الانبياء حق فمن كان كذلك كيف لايكون الصواب فى قوله اكثر من غيره فما بالك بمن بعده.
    قال شيخ الاسلام: أَنَّ الصَّحَابِيَّ إذَا قَالَ قَوْلًا أَوْ حَكَمَ بِحُكْمٍ أَوْ أَفْتَى بِفُتْيَا فَلَهُ مَدَارِكُ يَنْفَرِدُ بِهَا عَنَّا، وَمَدَارِكُ نُشَارِكُهُ فِيهَا، فَأَمَّا مَا يَخْتَصُّ بِهِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَفَاهًا أَوْ مِنْ صَحَابِيٍّ آخَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَإِنَّ مَا انْفَرَدُوا بِهِ مِنْ الْعِلْمِ عَنَّا أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحَاطَ بِهِ، فَلَمْ يَرْوِ كُلٌّ مِنْهُمْ كُلَّ مَا سَمِعَ، وَأَيْنَ مَا سَمِعَهُ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَالْفَارُوقُ وَغَيْرُهُمَا مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - إلَى مَا رَوَوْهُ؟ فَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ صِدِّيقُ الْأُمَّةِ مِائَةَ حَدِيثٍ، وَهُوَ لَمْ يَغِبْ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَيْءٍ مِنْ مَشَاهِدِهِ، بَلْ صَحِبَهُ مِنْ حِينِ بُعِثَ بَلْ قَبْلَ الْبَعْثِ إلَى أَنْ تُوُفِّيَ، وَكَانَ أَعْلَمَ الْأُمَّةِ بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَوْلِهِ وَفِعْلِهِ وَهَدْيِهِ وَسِيرَتِهِ، وَكَذَلِكَ أَجِلَّةُ الصَّحَابَةِ رِوَايَتُهُمْ قَلِيلَةٌ جِدًّا بِالنِّسْبَةِ إلَى مَا سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ، وَشَاهَدُوهُ، وَلَوْ رَوَوْا كُلَّ مَا سَمِعُوهُ وَشَاهَدُوهُ لَزَادَ عَلَى رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً، فَإِنَّهُ إنَّمَا صَحِبَهُ نَحْوَ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْكَثِيرَ، فَقَوْلُ الْقَائِلِ " لَوْ كَانَ عِنْدَ الصَّحَابِيِّ فِي هَذِهِ الْوَاقِعَةِ شَيْءٌ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَذَكَرَهُ " قَوْلُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ سِيرَةَ الْقَوْمِ وَأَحْوَالَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَهَابُونَ الرِّوَايَةَ عَنْ

    فَتِلْكَ الْفَتْوَى الَّتِي يُفْتِي بِهَا أَحَدُهُمْ لَا تَخْرُجُ عَنْ سِتَّةٍ أَوْجُهٍ، أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ سَمِعَهَا مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ سَمِعَهَا مِمَّنْ سَمِعَهَا مِنْهُ، الثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ فَهِمَهَا مِنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَهْمًا خَفِيَ عَلَيْنَا، الرَّابِعُ: أَنْ يَكُونَ قَدْ اتَّفَقَ عَلَيْهَا مَلَؤُهُمْ، وَلَمْ يَنْقُلْ إلَيْنَا إلَّا قَوْلَ الْمُفْتِي بِهَا وَحْدَهُ، الْخَامِسُ: أَنْ يَكُونَ لِكَمَالِ عِلْمِهِ بِاللُّغَةِ وَدَلَالَةِ اللَّفْظِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي انْفَرَدَ بِهِ عَنَّا، أَوْ لِقَرَائِنَ حَالِيَّةٍ اقْتَرَنَتْ بِالْخِطَابِ، أَوْ لِمَجْمُوعِ أُمُورٍ فَهِمُوهَا عَلَى طُولِ الزَّمَانِ مِنْ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمُشَاهَدَةِ أَفْعَالِهِ، وَأَحْوَالِهِ وَسِيرَتِهِ وَسَمَاعِ كَلَامِهِ وَالْعِلْمِ بِمَقَاصِدِهِ وَشُهُودِ تَنْزِيلِ الْوَحْيِ وَمُشَاهَدَةِ تَأْوِيلِهِ بِالْفِعْلِ، فَيَكُونُ فَهِمَ مَا لَا نَفْهَمُهُ نَحْنُ، وَعَلَى هَذِهِ التَّقَادِيرِ الْخَمْسَةِ تَكُونُ فَتْوَاهُ حُجَّةً يَجِبُ اتِّبَاعُهَا، السَّادِسُ: أَنْ يَكُونَ فَهِمَ مَا لَمْ يُرِدْهُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَخْطَأَ فِي فَهْمِهِ، وَالْمُرَادُ غَيْرُ مَا فَهِمَهُ، وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ لَا يَكُونُ قَوْلُهُ حُجَّةً، وَمَعْلُومٌ قَطْعًا أَنَّ وُقُوعَ احْتِمَالِ مِنْ خَمْسَةٍ أَغْلَبُ عَلَى الظَّنِّ مِنْ وُقُوعِ احْتِمَالٍ وَاحِدٍ مُعَيَّنٍ، هَذَا مَا لَا يَشُكُّ فِيهِ عَاقِلٌ، وَذَلِكَ يُفِيدُ ظَنًّا غَالِبًا قَوِيًّا عَلَى أَنَّ الصَّوَابَ فِي قَوْلِهِ دُونَ مَا خَالَفَهُ مِنْ أَقْوَالِ مَنْ بَعْدَهُ، وَلَيْسَ الْمَطْلُوبُ إلَّا الظَّنَّ الْغَالِبَ، وَالْعَمَلُ بِهِ مُتَعَيِّنٌ، وَيَكْفِي الْعَارِفُ هَذَا الْوَجْهَ.
    *******

    والان نعرض لشبهات كتبها احد طلبه العلم انتهج الطعن على مذهب حجيه السلف وخالف فيه المعقول والمنقول وفند بزعمه الادله ورد عليها .
    ومااورد فى بحثه الا شبهات على الادله الصحيحه وسنورد بعض كلامه ونرد عليه بأذن الله تعالى .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: حجيه فهم السلف

    الرد على الشبهات
    ================

    قال هذا الباحث :ان الناس اخطئوا وجعلوا الصحابه مشرعين.
    وقال ان قولنا بعدم حجيه فهم الصحابه لايسلتزم الطعن فيهم.
    ثم بوب باب ابطال حجيه قول الصحابى مطلقا.
    وسأل سؤال هل قول الصحابى حجه على عهد رسول الله ام اكتسب الحجيه بعد وفاته؟ ثم ذكر بعض احاديث لافعال واقوال بعض الصحابه التى تبين خطئهم فيها ، ثم عقب قائلا ان قالوا اكتسب حجته بعد موت رسول الله فهذه دعوى ينقصها الدليل ولا يوجد دليل .

    نقول له:اولا من قال من اهل العلم ان احدا من الصحابه أتى بقول من عند نفسه يخالف به شرع الله حتى تدعى هذه الدعوى وانت فيها كاذب.
    وسؤالك عن اكتساب قول الصحابه للحجه رغم زعمك بعدم حجيه قول الصحابى مطلقا بلا دليل صحيح ،ولا ندرى من سبقك بهذا القول و الفهم وانما هو قول ناجم عن جهل بحقيقه اقوال الصحابه وفهمهم للادله فان الصاحب الذى يفتى فى الحلال والحرام لايفتى برأيه وانما يفتى بماقال الله وقال الرسول فلا يعدوا دليل الشرع وحجيه قوله يأخذها من دليل الشرع فهم الاعلم بتعليل الاحكام ونصوصها والمبلغين احكام الشرع لمن بعدهم أما ماليس فيه نص فهم الاقرب الى روح الشريعه من غيرهم لانهم الصق بالتنزيل زمانا ومعرفه وعملا وهم الاعلم ممن بعدهم.
    واتحداك ان تأتى انت ومن على شاكلتك بقول صحابى واحد يضاد ماجاء به الشرع الزم به الامه جميعا ومشت على قوله الخطأ الى الان حتى نترك حجيه فهم الصحابه ولن يكون لك ذلك ،لان فتاوى الصحابه فيما لا نص فيه اجتهدوا فيها وتحروا ان يكون الحكم اشبه بحكم الشريعه ولا يخالف دليلا عاما ولا خاصا ، وماذكرت من احاديث لتبين بها خطأ بعض الصحابه فى بعض المسائل ماجئت بها الا مموها تلمزهم وتتهمهم بقصر الفهم وهذا من القدح فيهم مثل حديث الشجه وحديث الامير الذى اراد من اصحابه ان يدخلوا فى نار اججها وقصه العسيف وابا السنابل وغيرها ولاحجه لك فيها لان الشارع لايقر على باطل ونزول التشريع ونسخ الاحكام كان متجددا فى حياه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الكل يرجع الى قوله وحكمه وبعض ماذكرت كان لابد منه ليتقرر الحق ويُعلم لان ماخفى على رسول الله لايخفى على الله تعالى. وينقض اصلك الذى اصلت وقاعدتك التى قعدت قول الحق تبارك وتعالى
    :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ) فقد نزلت هذه الايه بعد ان بين الله حدود الدين واحكامه بيانا شافيا لايخفى على احد .
    ونسألك هل انزل الله تعالى هذه الايه وكان فى الدين نقص ام انه كان كاملا وهل يجوز عندك وعند غيرك من عقلاء الناس ان تكون هذه الايه اكمالا لدين الصحابه فى زمانهم فقط ؟
    الايه عامه لكل الامه ،فان خفى على احاد الصحابه حكم فلا يخفى على مجموعهم ،فان لم يلزمك فهمهم لاوامر الله فلازم رأيك فيهم انهم كانوا من الذين قالوا سمعنا واطعنا ولم يفهموا ماذا يقال لهم فاختلفوا وهذا قدح وشناعه لان من لازم ذلك ان يكون رغم اختلافهم فى تطبيق الاحكام وعدم فهمهم على زعمك انزل الله تعالى لهم وللامه (اليوم اكملت لكم دينكم) ؟ا وهذا من العبث تعالى الله عن ذلك.
    نقول بل كانوا افضل من فهم وعلم وعمل ولايدانيهم مَن بعدهم ،وهذا هو الحق ،وان اخطأ بعضهم فلا يعدوا ان يكون اجتهادا قبل بلوغ النص او عدم معرفه الناسخ ،وهذا حق ايضا ،اما ان نجهلهم ونتهمهم ونرد تفسيرهم للنصوص بلا بينه او دليل صحيح فهذا من ابطل الباطل .
    هل اكمل الله الدين وترك لاحد فيه مقال ؟ا .نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى .
    فان الله سبحانه لايقول (اليوم اكملت لكم دينكم) الا وقد اكمله حقا حفظا وتعليما وعملا فلابد ان تكون شرائع الله تمت فى الارض صدقا .

    قال هذا المتعالم :اذا قال قائل قول كل صحابى حجه سردنا له عشرات المسائل التى اختلف فيها الصحابه وفى هذه الحاله لابد له من امرين
    الاول ان يدعى ان الحق فى جميع الاقوال وهذا جمع بين النقيضين
    والثانى ان يقر بأن الحق واحدا من الاقوال ويترك قوله.

    قلت : اذا اختلفت اقوال الصحابه فى حكم واحد بحيث تتضاد الاقوال مابين حرام وحلال فلا شك ان الحق واحد ورغم صحه المقدمه الاولى الا انه لايوجد احدا نلزمه بترك قوله اكثر منك فأنت ادعيت لالزام خصمك ان يقر أن الحق فى احد الاقوال وانت ترد اقوال الصحابه جميعا فترد الحق مطلقا فلا اقل من ان يكون من ذممت تعلق باقوال اقرب الى الحق منك وانت رددت الحق من اصله لانك لاترى حجه قول من الاقوال على زعمك بل تعمل فهمك فقط.
    واما اذا اختلفت انظار الصحابه فى مسأله فينظر الفقيه فى الكتاب والسنه فان لم تُحسم المسأله ولم يترجح قولا على قول عند الفقيه فيتخير لنفسه من اقوالهم اقرب الاقوال الى الشرع ولاحرج ولايخرج عن اقوالهم بقول محدث لم يقول به احد ، وان اجتمعت اقوالهم ولم يُعرف لهم مخالف فلا يُعدل عن قولهم الى قول مخترع فان قولهم اجماع الامه.


    قال شيخ الاسلام: وَإِنْ تَنَازَعُوا رُدَّ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ. وَلَمْ يَكُنْ قَوْلُ بَعْضِهِمْ حُجَّةً مَعَ مُخَالَفَةِ بَعْضِهِمْ لَهُ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَإِنْ قَالَ بَعْضُهُمْ قَوْلًا وَلَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ بِخِلَافِهِ وَلَمْ يَنْتَشِرْ؛ فَهَذَا فِيهِ نِزَاعٌ وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ يَحْتَجُّونَ بِهِ .
    وَأَمَّا أَقْوَالُ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنْ انْتَشَرَتْ وَلَمْ تُنْكَرْ فِي زَمَانِهِمْ فَهِيَ حُجَّةٌ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ .

    قال هذا المتعالم :ابطال حجيه قول الصاحب الذى لايعلم له مخالف .
    قال :ان قالوا قول الصحابى الذى لايعلم له مخالف ولم يخالف الكتاب والسنه حجه .
    قلنا لهم :وقول الكافر اذا لم يعلم له مخالف ولم يخالف الكتاب والسنه فهو حجه قال والحجه فى الدليل وليست فى الاشخاص .
    قلت :سبحان الله ..مَنْ هذا الكافر الذى لايخالف كتابا ولاسنه ؟وماهذه الاقوال الا خيالات ،الكافر غير امين على التوحيد لكفره برب العالمين فكيف يُنقل قوله فى الدين ويؤتمن عليه ويصير حجه ؟ا.ايضل عن توحيد ربه الذى يعذبه عليه فى النار ويكون امينا على مسأله فقهيه .؟
    وقد اخذ هذا المتعالم بنماذج بعيده كل البعد عن محل النزاع فاحتج بحديث الحبر الذى جاء النبى فأخبره بأن الله يضع الارضين على اصبع ...الحديث وحديث الشيطان الذى كان يحثو من بيت المال وحديثه مع ابو هريره رضى الله عنه وغير ذلك.


    قال تعالى:( وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اهل الكتاب لاتصدقوهم ولاتكذبوهم. رغم ان منهم صادقين فليس فى اقوالهم حجه .
    ولم يُعلم كون صدق الحبر او كذبه الابأقرار النبى صلى الله عليه وسلم ولم يُعلم صدق قول الشيطان الكذوب فى هذه المسأله بعينها الا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم اما انه صدقك وهو كذوب .
    قال ابن نجيم رحمه الله: وَلَا يُقْبَلُ قَوْلُ الذِّمِّيِّ، وَفِي الْخَانِيَّةِ أَيْ لِأَنَّ الْكَافِرَ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْمُسْلِمَ عَلَى دِينٍ بَاطِلٍ فَيَقْصِدُ الْإِضْرَارَ بِهِ لِلْعَدَاوَةِ فَيُرَجَّحُ الْكَذِبُ فِي خَبَرِهِ فَلَا يَجِبُ التَّحَرِّي.
    وَفِي التَّتَارْخَانِ يَّة وَشُرِطَ أَنْ يَكُونَ الْمُخْبِرُ عَدْلًا مُسْلِمًا.
    وقال الخطابى رحمه الله : واما الادله على عدم قبول خبره اى الكافر فى امور الدين مثل روايه الاحاديث النبويه وتحديد جهه القبله للمصلى ونحوهما فلاجماع الامه على ذلك .
    وقال شيخ الاسلام: إذَا لَمْ نَجِدْ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ رَجَعْنَا فِي ذَلِكَ إلَى أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُمْ أَدْرَى بِذَلِكَ لِمَا شَاهَدُوهُ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْأَحْوَالِ الَّتِي اخْتَصُّوا بِهَا؛ وَلِمَا لَهُمْ مِنْ الْفَهْمِ التَّامِّ وَالْعِلْمِ الصَّحِيحِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ لَا سِيَّمَا عُلَمَاؤُهُمْ وَكُبَرَاؤُهُمْ كَالْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ : " مِثْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ "

    ثم جاء هذا المتعالم بقول لم يسبقه اليه احد الا الرافضه ومن تبعهم فيما اعلم الا ان الرافضه لاترد اقوال الامام على وترد ماسواه.
    فقال :ابطال حجيه قول الخلفاء الاربعه.
    ثم وضع رأيه الذى لاوزن له عندنا بعدم المفاضله بين الصحابه فلايرى ان افضل الامه بعد نبيها ابوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم على وهكذا ،بل على زعمه الكل سواء ولخبثه اورد اثرا فى تفضيل جعفر رضى الله عنه من قول ابى هريره (مااحتذى النعال ولاانتعل ولاركب المطاياولاركب الكور بعد رسول الله افضل من جعفر).
    وقول ام سلمه عن ابى سلمه لما مات (وأى المسلمين خير من ابى سلمه) وذكر بعد ذلك كلام ابن حزم فى الملل والاهواء فى اختلاف المسلمين فيمن هو الافضل بعد الانبياء والقول بتفضيل ابو بكر و القول بتفضيل على والخلاف فى ذلك ليدلل على عدم التفاضل لوجود الاختلاف وذكر عن الخلفاء الراشدين بعض مارجعوا عنه من الفتاوى والاراء ثم ادعى وبكل جراءه مخالفه هؤلاء الاعلام للسنه الصريحه وهذا اتهام خطير لايقدم عليه احدا قلبه سليم عياذا بالله .
    واورد حديث عمار وعمر فى الجنب وحديث الاذان الذى زاده عثمان وانه بدعه وذكر من قال ببدعيته كعبد الله بن عمر وعلى بن ابى طالب وعبد الله بن الزبير والحسن البصرى وعطاء والشافعى وذكر من المتأخرين فى زماننا الشيخ الالبانى رحم الله الجميع.
    ثم ذكرمخالفه على بن ابى طالب للسنه فى حرقه اقواما ومخالفه ابن عباس له.
    قلت :اولا يكفى فى تفضيل بعض الصحابه على بعض قول الحق تبارك وتعالى :( لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
    وروى البخارى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ) وكان هذا الحديث موجها الى احد اصحابه وهو خالد بن الوليد .
    وأما تفضيل ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على وذلك على الترتيب المعروف فى الخلافه.
    عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ»، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ»، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَالَ: «مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ»
    وروى عن على بن ابى طالب رضى الله عنه وارضاه انه كان يقول على منبر الكوفه كثيرا (لاأوتى بأحد يفضلنى على ابى بكر وعمر الا جلدته حد المفترى

    وروى البخارى عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.

    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا، لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي»
    وعن عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: " أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: «أَبُوهَا»، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ» فَعَدَّ رِجَالًا.

    وحكى الامام مالك اجماع اهل المدينه فقال :(ماأدركت أحداً ممن يقتدى به يشك فى تقديم أبى بكر وعمر)
    وقال ابن حجر فى الفتح: وَنَقَلَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الِاعْتِقَادِ بِسَنَدِهِ إِلَى أَبِي ثَوْرٍ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ :أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ وَأَتْبَاعُهُمْ عَلَى أَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ عَليّ.
    واجماع الصحابه بأن ترتيب الخلفاء الاربعه فى الافضليه على ترتيبهم فى الخلافه ،وهو قول الامام احمد .
    قلت:دعوى عدم المفاضله دعوى مرفوضه ليس عليها دليل وما ذكر من احاديث فهى لها اوجه تحمل عليها فام سلمه رضى الله عنها وارضاها كان قولها بناءا على ظنها وليس مقارنه لاحد والا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم احد المؤمنين وهو افضلهم جميعا وافضل من ابو سلمه فلا دلاله في ذلك على محل النزاع
    كذلك قول ابو هريره لايعنى به التفضيل المطلق ثم هل نتمسك بقول صحابى واحد ونترك اجماع الصحابه جميعا على تقديم وافضليه الخلفاء الاربعه على ترتيبهم فى الخلافه وافضلهم بعد نبيهم ابو بكر رضى الله عنه وارضاه .
    وكيف يتمسك المخالف هنا بقول صحابى واحد وهو يرد اقوال الصحابه جميعا بل لايرى حجيه اقوال ائمه الصحابه .
    واما دعوى عدم حجيه اقوال الخلفاء الراشدين فهى دعوى مردوده على صاحبها .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
    قلت:فمن رد سنه الخلفاء الراشدين فقد رد على النبى صلى الله عليه وسلم قوله ،ومن يرى عدم حجيه اقوالهم وفهمهم كيف يكون متبعا لسبيلهم الذى حض عليه الله فى كتابه ؟ا.
    قال الشاطبى: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين والمهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فقرن عليه السلام كما ترى سنة الخلفاء الراشدين بسنته وان من اتباع سنته اتباع سنتهم وان المحدثات خلاف ذلك ليست منها في شيء ،لانهم رضي الله عنهم فيما سنوه اما متبعون لسنة نبيهم عليه السلام نفسها واما متبعون لما فهموا من سنته ( صلى الله عليه وسلم ) في الجملة.
    واما دعوى مخالفه الخلفاء الراشدين للسنه صراحه رغم معرفتهم بها فهذا طعن فيهم وعدم تبصر لايصدر الا من جاهل بقدرهم او حاقد حاسد نعوذ بالله من ظن السوء وقول اهل السوء.
    ان رجوع بعضهم عن رأى رأه لاثر بلغه عن النبى صلى الله عليه وسلم لان الحق ضالتهم والدليل كتابا وسنه.
    والقول بان على أحرق اقواما وخالفه ابن عباس وبين له ان ذلك ليس من السنه، وعمر زاد حد شارب الخمر ونهى عن التمتع فى الحج وبيع امهات الاولاد وخالفه فى ذلك على وعثمان زاد الاذان الثانى يوم الجمعه ،وانهم بذلك خالفوا السنه الصريحه فلا يحتج بأقوالهم ،قول ساقط متهافت من عقل لم يستنير بنور العلم والفهم .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد ).
    قلت: هل ترى الخلفاء الراشدين جاءو بشرع جديد ام انهم اجتهدوا فيما وسعهم فيه الاجتهاد ،فزياده عمر حد شارب الخمر فلانه تعذير وللامام ان يزيد او ينقص على حسب المقتضى وكان ذلك بمشوره اهل العلم ولم يُعلم لهم مخالفاً ،فهى من سنن الخلفاء الراشدين ، وقد حد رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر ضربا بالنعال وضربا بالجريد .
    قال شيخ الاسلام : ذَلِكَ مِنْ بَابِ التَّعْزِيرِ الَّذِي يَجُوزُ فِعْلُهُ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ.

    اما الاذان الذى زاده عثمان رضى الله عنه فمن سنه الخلفاء الراشدين وله اصل فى الدين
    قال شيخنا رحمه الله : الأفضل أن يكون للجمعة أذانان اقتداء بأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ لأنه أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم باتباع سنتهم؛ ولأن لهذا أصلاً من السنة النبوية حيث شرع في رمضان أذانين أحدهما من بلال، والثاني من ابن أم مكتوم رضي الله عنهما، وقال: «إن بلالاً يؤذن بليل ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر» . ولأن الصحابة رضي الله عنهم لم ينكروا على أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، فيما نعلم.
    قلت:والامه الان فيما نعلم لاتؤذن للفجر فى رمضان اذنان فهل نقول ببدعيه الاذان الواحد فى فجر رمضان .ااا...؟ ام انها سنه مهجوره .
    نرجوا من الله الاعانه على احياء جميع السنن التى هجرها الناس.
    قلت :واكثر العلماء على مشروعيه واستحباب الاذان الثانى الذى زاده الخليفه الراشد عثمان بن عفان رضى الله عنه وارضاه ،وما وسع الصحابه يسع من بعدهم.
    لقد نظر عثمان رضى الله عنه الى عله الاذان واجتماع الناس فاجتهد رضى الله عنه فى الاذان الثانى وهو من جنس الاذان الاول وليكون تأكيدا لاعلام الناس بصلاه الجمعه وليسمع الاذان الثانى من لم يسمع الاول كما يؤذن المسلمون اليوم فى مكبرات الصوت ليبلغوا الناس فى الاماكن البعيده بدخول وقت الصلاه.
    واما حرق على رضى الله عنه لبعض الزنادقه فقد اجتهد فى الحكم عليهم ولم يبلغه النص فاعلمه ابن عباس بسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد مضى الحرق ولايشين الخلفاء الراشدين عزوب سنه عنهم او عدم سماع حكم من النبى لان السنه محفوظه فى الامه فلا تعدوا تلك الحادثه الا اجتهادا .
    لم يخترع الصحابه تشريعا من عند انفسهم وكل ماذُكر عنهم من مسائل ولم يكن فيها نص من كتاب او سنه قاسوها على مثلها من مسائل الشرع فلم تخرج هذه المسائل عن الاجتهاد وما اجتمعوا عليه فقد اجمعت الامه عليه .
    وقد اجمعت الامه على احقيه ابوبكر بالخلافه وانه افضل الامه بعد نبيه صلى الله عليه وسلم.
    لم نعلم احدا شذ من اهل العلم ورفض فهم السلف وخالفهم الا اصحاب الهوى من الفرق المبتدعه.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: حجيه فهم السلف

    اورد هذا الباحث ردودا على ادله حجيه فهم السلف اسماها الرد على الشبهات لاداعى لذكرها لتهافتها وقله نفعها فانها لاتعدوا ان تكون سخافات
    ثم قال كيف نفهم الكتاب والسنه ؟واجاب :بما ان فهم السلف ليس حجه وليس ملزم فاللغه هى مصدر فهم التشريع فالواجب اجراء النصوص على ظاهرها وجمع كل النصوص فى المسئله والنظر فيها.

    قلت :والله انى لاعجب من مثل هذا الفهم العقيم والعقل السقيم ولو قلنا لهذا المتعالم ان الاصل الغالب فى الفاعل ان يكون منصوبا لضحك ملء فيه وسخر منا ثم يقول بل الاصل الغالب فى الفاعل الرفع فلو قلنا له كيف عرفت ذلك لقال قال اهل النحو والاعراب فلان وفلان .
    واكثر مايُنسب الى اهل اللغه اما بلاغات او احاد من الاقوال .
    وقلت سابقا فى حجيه السنه كيف لنا ان نفهم حد الزنا فى القرأن الكريم وقد جاء نص فى سوره النساء وسوره النور فليبن لنا هذا المتعالم باللغه العربيه وحدها اين الناسخ والمنسوخ وليفتنا فى حد السرقه فمن لم يلزمه فهم السلف فكيف يُلزم نفسه باقوالهم ما ادراه ان السنه لم تختلط بأقوالهم وأفهامهم فقد نقل أقواما بعض احاديث النبى بالمعنى ثم ان الصحابه رضى الله عنهم كانوا ينقلون احاديث النبى قولا وفعلا كما فى حديث وضوء عثمان وغيره وذلك لتكون ابلغ فى الفهم عند المتلقى ، ونقلها التابعين كما سمعوها وكما شاهدوها وجعلوا ماشاهدوه من فعل الصحابه حجه فى الدين ،كما ان اقرار النبى لبعض اعمالهم وفهمهم حجه عند الامه لانها من السنه
    وقد عزل الصحابه ولم ينهى الشارع عن العزل والقرأن كان ينزل ،وهذا اقرارا على فعلهم ،وفهمهم باباحه العزل.
    وقد استزاد التابعين حينما يشكل فهم لفظه فى الحديث ببيان الصحابه لذلك وجعلوه حجه فى فهم الفاظ الحديث.
    وقال الله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فاى اتباع هذا والاتباع لابد ان يكون على علم وفهم ناهيك عن الصدق فان كان من يتبعهم مأجور بالجنه اترهم كانوا على باطل سبحانك هذا بهتان عظيم .

    قال المخالف :السلف غير معصومين ويجوز عليهم الخطأ فلماذا نتبعهم على اخطائهم ولانستقل بالمعرفه ونعمل افهامنا مثلهم فدين الله للناس جميعا ليس الغازا ولا احاجى بل تبيانا واضحا .

    قلت :نحن لانقول بعصمه السلف او اى احد غير الانبياء
    قال الامام مالك رحمه الله : كل يؤخذ من قوله ويترك الا النبى صلى الله عليه وسلم .
    ومافهمه السلف من نصوص الكتاب والسنه واجمعوا عليه فهو هذا فهم السلف واجماع الامه معصوم .
    وان أخطأ بعضهم وهذا وارد ولاننكره الا اننا ننكر ان يستمر هذا الخطأ لايبين صوابه احدا من الامه حتى يُظَّن انه شرع ودين فهذا محال لعصمه الله الامه من الاجتماع على ضلاله كما اخبر بذلك الرسول الكريم :( عليك بالجماعة فإن الله عز وجل لم يجمع أمة محمد على ضلالة) الطبرانى فى المعجم الكبير.
    انزل الله سبحانه (اليوم اكملت لكم دينكم ) فلابد كما قررنا قبل ان يكون شرع الله كاملا تطبيقا وعلما لايخفى منه شيئ لكن لايعنى ذلك احاطه كل السلف بعلم الشرع لايعزب عنهم منه شيئ الا انه لم يغيب عن مجموع الامه منه شيئ .
    الاحكام التى فيها خلاف لاتعدوا ان تكون من اعمال فهم النصوص فلا يوجد نص صحيح عمل السلف بخلافه الا ان يكون منسوخا او لم يبلغ بعضهم او لم يصح بالنقل عنده انه صحيح الى الشرع اما اجتماع السلف على حكم ورأى فلا يكون الا حقا لعصمه اجتماع الامه.
    بالامثله تتضح الامور
    كان فى اول الاسلام اذا جامع الرجل زوجته فانزل اغتسل واذا لم ينزل فلا غسل عليه .
    عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء يوم الإثنين فمررنا في بنى سالم فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب بني عتبان فصرخ وابن عتبان على بطن امرأته فخرج يجر إزاره فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعجلنا الرجل قال بن عتبان يا رسول الله أرأيت الرجل إذا أتى امرأة ولم يمن عليها ماذا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(إنما الماء من الماء).

    واورد الامام احمد بن حنبل فى مسنده حديث رفاعة بن رافع
    قال كنت عند عمر فقيل له إن زيد بن ثابت يفتى الناس في المسجد قال زهير في حديثه * الناس برأيه في الذي يجامع ولا ينزل فقال أعجل به فأتى به فقال يا عدو نفسه أو قد بلغت أن تفتى الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيك قال ما فعلت ولكن حدثني عمومتي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي عمومتك قال أبي بن كعب قال زهير وأبو أيوب ورفاعة بن رافع فالتفت إلى ما يقول هذا الفتى وقال زهير ما يقول هذا الغلام فقلت كنا نفعله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسألتم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنا نفعله على عهده فلم نغتسل قال فجمع الناس واتفق الناس على أن الماء لا يكون إلا من الماء إلا رجلين علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل قالا إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل قال فقال علي يا أمير المؤمنين إن أعلم الناس بهذا أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى حفصة فقالت لا علم لي فأرسل إلى عائشة فقالت إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل قال فتحطم عمر يعنى تغيظ ثم قال لا يبلغني أن أحدا فعله ولا يغسل إلا أنهكته عقوبة
    وعن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال * إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل.
    قلت : الذين حضروا الواقعه من الصحابه سمعوا الحديث الاول المنسوخ ولم يعلموا بالناسخ فحدثوا بما سمعوا وعلموا وعملوا ورجلان خالفا القوم وهما على بن ابى طالب ومعاذ بن جبل رضى الله عن الجميع وقد سمع على ومعاذ الحديث الناسخ ولم يعلما بالمنسوخ او سمعا الحديثين ولم يعلما المتأخر منهما فارسل عمر الى ازواج النبى صلى الله عليه وسلم .
    ومن هذا الحديث يتقرر ماقلنا قبل من عدم عزوب سنه او حكم على مجموع الامه وعدم اجتماع الامه على خطأ فقد صدح على ومعاذ بالصواب فى الحكم ولم يسكتا او يكتما ويتابعا على خطأ حاشاهم وحاشا الصحب الكرام جميعا ودل هذا على ان اخر الامر الغسل من التقاء الختانان واجمعت الامه على الاخذ بذلك فمن جاءنا بعد ورفض ذلك بحجه انهم رجال غير معصومين يجوز عليهم الخطأ فنجتهد ونحرر النصوص ونأخذ بما نراه فنقول له هذا تلاعب بدين الله ويوشك احدكم ان يحل الحرام ويحرم الحلال فاجماع الامه معتبر وحجه .
    اما ماقاسه الصحابه واجتهدوا فيه من مسائل فان كانت اجماعا فلا يعذر احد بمخالفه اجماعهم الا ان يكون لايعلم الاجماع فان علم فلا يحل له الطعن فى اجماعهم اومخالفته لان منكر الاجماع كافر.
    مثال :حرم السلف شحم الخنزير بالقياس واجمعت الامه على ذلك فلا يجوز لاحد كأنا من كان ان يجتهد فيفتى بحل شحم الخنزير مع وجود هذا الاجماع .
    مثال اخر :الماء طهور لاينجسه شيئ بحديث النبى صلى الله عليه وسلم :(إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء ) وقوله صلى الله عليه وسلم :( إن الماء طهور لا ينجسه شيء)
    قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم الماء لا ينجسه شيء لفظة أطلقت على العموم تستعمل في بعض الأحوال وهو المياه الكثيرة التي لا تحتمل النجاسة فتظهر فيها وتخص هذه اللفظة التي أطلقت على العموم ورود سنة وهو قوله صلى الله عليه وسلم( إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء) ويخص هذين الخبرين الإجماع على أن الماء قليلا كان أو كثيرا فغير طعمه أو لونه أو ريحه نجاسة وقعت فيها أن ذلك الماء نجس بهذا الإجماع الذي يخص عموم تلك اللفظة المطلقة التي ذكرناها.
    قلت : لفظ الحديث يقتضى العموم ان الماء لاينجسه شيئ ولفظ الاماغلب على طعمه او لونه او ريحه جاء فى زياده ضعيفه والامه لاتحتج فى الاحكام بالضعيف لكن جاء الاجماع على ذلك ان الماء ينجس بتغير احد اوصافه لونه او ريحه او طعمه
    يصيرالماء نجسا بتغيراحد اوصافه بالاجماع الذى قيد عموم النص فمن جاء اليوم ليخرق هذا الاجماع فقد اتى بفهم جديد وعمل غير سديد فان هذا الاجماع حجه .

    اما اختلاف المذاهب انما جاء فى احداث تفرعت عن الاصول اختلفت من اجلها انظارهم فى فهم واستباط علل النصوص وعلل الاحكام ونحن لانلزم احدا ولا انفسنا الا بقول الله ورسوله .

    قلت:كل تلك النقول التى سبقت تركنا اكثر منها ،واقوال اهل العلم فى حجيه فهم السلف والاحتجاج بأقوالهم منثوره فى كتبهم ،وان فى العمل بما وصلنا من اراءهم جيلا بعد جيل حجه بالغه فى اعتماد افهامهم واقوالهم ،
    وشبهات المنكرين عريه عن دليل صحيح وماهى الا اوهام للتقارب بين النجاسه والطهاره وبين الميته والمذكاه .
    بين اهل الكفر والالحاد وبين اهل الايمان والتقوى وهيهات شتان بين الثرى والثريا.
    .والحمد لله رب العالمين.

    بتصرف من كتاب فيض الكريم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •