تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    الناقض الثالث من نواقض الإسلام: مَن لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر بالإجماع، - قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في نواقض الإسلام: الناقض الثالث:- من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.اهـ
    قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في شرحه لمتن نواقض الإسلام ص79: [فالذي يشك في كفر المشركين عموماً سواء كانوا من الوثنيين أو من اليهود والنصارى أو من المنتسبين إلى الإسلام وهم يشركون بالله يجب اعتقاد كفرهم فكل من أشرك بالله وعبد معه غيره من الأشجار، والأحجار، والأصنام، والأوثان، والقبور، والأضرحة فإنه مشرك كافر يجب تكفيره حتى ولو كان يدعي الإسلام ويقول: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، لأن الشرك يبطل الشهادتين ويناقض الإسلام ويفسد التوحيد، فيجب على المسلم أن يكفر المشركين الذين يعبدون غير الله سواء كانوا من العرب أو من العجم، سواء كانوا من اليهود أو النصارى أو المتسمين بالإسلام، هذه عقيدة ليس عليها مساومة، فمن لم يكفر المشركين فإنه يكون مرتداً كافراً مثلهم، لأنه تساوى عنده الإيمان والكفر، لا يفرق بين هذا وهذا، فهذا كافر.اهـ

    ويقول الشيخ صالح الفوان في نفس الكتاب ص79: فالذي يشك في كفر المشركين عموماً سواء كانوا من الوثنيين أومن المنتسبين إلى الإسلام وهم يشركون بالله يجب اعتقاد كفرهم. اهـ

    ويقول في ص81: فيجب على المسلم أن يعتقد كفر الكفّار أيّاً كانوا، كل من أشرك بالله ودعا غير الله بأي نوع من أنواع الشرك الأكبر فيجب تكفيره بالحكم عليه بالكفر ولا يجوز الشك في كفره، ولا يجوز تصحيح ما هو عليه من الكفر فيقال: هذا صاحب دين، هذا أحسن من الوثنيين فالكفر ملّة واحدة.اهـ
    ويقول الشيخ الفوزان في الكتاب نفسه ص52
    وهناك من يعتذر عنهم ويقول: هؤلاء الذين يعبدون الأضرحة والقبور يعذرون بالجهل، وما أكثر ما نسمع هذه المقالة أو نقرؤها في كتبهم، وأن فعلهم هذا لا يجوز لكنهم جهّال.
    فنقول لهم: [كيف يكونون جهّال وهم يقرؤن القرآن وفيه النهي عن الشرك؟ والنهي عن اتخاذ الوسائط من دون الله عز وجل؟]
    ومن بلغه القرآن وهو عربي يفهم معناه قامت عليه الحجة، قال تعالى {{وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}} [الأنعام:19]
    فمن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجة، وإن كان غير عربي فيترجم له معناه حتى يفمه.
    وهؤلاء الذين يتخذون القبور والأضرحة في بلاد العرب هم عرب فصحاء وربما أن أحدهم يحفظ كتاب سيبويه، ويعرف اللغة العربية والبلاغة ومع هذا يعبد القبور.
    هل هذا معذور بالجهل؟
    وأكثر ما تكون هذه القبور والأضحرة في بلاد العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
    فكيف تقولون: هؤلاء جهّال؟ إلى متى الجهل؟
    لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول القرآن زالت الجاهليّة وجاء العلم والحجة.
    فهل يعذر بالجهل وهو يعيش في بلاد المسلمين ويحفظ القرآن ويقرأ القرآن ويسمعه ويسمع كلام أهل العلم خصوصاً بعدما جاءت وسائل الإعلام التي تنقل إلى الناس كلام أهل العلم ويقرأ فيها القرآن صباحاً مساءاً بصوت يسمعه من في المشرق والمغرب.
    كيف يقال: إن هؤلاء ما بلغتهم الحجة..!؟ هؤلاء جهّال..!!
    مع أن أكثرهم معهم شهادات عليا في اللغة العربية وعلوم الشريعة والقراءات والفقه والأصول.
    *فالحاصل أنهم لا حجة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم.
    ونسأل الله أن يهديهم إلى الصواب وأن يستبين لهم الحق وأن يتركوا العناد ويتركوا التقليد الأعمى ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.اهـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    الناقض الثالث من نواقض الإسلام: مَن لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر بالإجماع، و"المشرك" شامل لجميع الكفرة اليهود والنصارى والوثنيين والشيوعيين والملاحدة كلهم مشركون، يجمعهم شيء واحد وهو الشرك بالله عز وجل. فاليهود مشركون؛لأنهم لم يؤمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وهذا شرك،والنصارى مشركون؛ لأنهم لم يؤمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، ولأنهم يعبدون عيسى والوثنيون مشركون، والمجوس مشركون،والمنافقون مشركون. فمن لم يُكفِّر المشركين فهو كافر. وكذلك مَن شك في كفر الكافر، مَن شك في أن اليهود كفار، أو شك في أن النصارى كفار، أو في أن الوثنيين كفارفهو كافر بهذا الشك.
    "أو صحح مذهبهم" بيقول: إن اليهود على دين صحيح، أو النصارى على دين صحيح، أو لو قال لما سئل عن اليهود والنصارى أنا ما أقول فيهم شيئا، اليهود على دين، والنصارى على دين، والمسلمون على دين، مَن أحبّ أن يتدين بالإسلام أو باليهودية أو بالنصرانية فله ذلك، فهذا كفر بالإجماع؛لأنه صحح مذهب المشركين ولأنه لم يكفِّر المشركين
    وكذلك إذا شك قال:ما أدري هل هم كفار أو ليسوا كفارا؟ اليهود نزل عليهم كتاب التوراة، والنصارى نزل عليهم الإنجيل، والمسلمون نزل عليهم القرآن، ما أدري هل هم كفار أم ليسوا بكفار؟ يُكَفَّر إذا شك، لا بد أن يجزم بكفر اليهود والنصارى والوثنيين
    والدليل على هذا قول الله -تعالى-: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى فمن لم يكَفِّر المشركين أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ فإنه لم يكْفُر بالطاغوت، وليس هناك إيمان إلا بأمرين لا بد منهما:
    الأمر الأول: الكفر بالطاغوت
    و
    الأمر الثاني: الإيمان بالله، والطاغوت: كل ما خالف الشرع، كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع سُمي طاغوتا، من الطغيان وهو مجاوزة الحد.
    ومعنى "الكفر بالطاغوت" هو أن تتبرأ من عبادة غير الله وتنفيها وتنكرها وتبغضها وتعاديها وتعادي أهلها، هذا هو الكفر بالطاغوت، البراءة من كل معبود سوى الله، وإنكار كل عبادة لغير الله، ونفيها وبغضها وبغض أهلها ومعاداتهم.
    الأمر الثاني: الإيمان بالله
    إذا فعلت الأمرين فأنت موحِّد، تكفر بالطاغوت وتؤمن بالله، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها: لا معبود بحق إلا الله، هذه كلمة التوحيد، وهي الكلمة التي تقي قائلها الشرك، كلمة التقوى، وهي الكلمة التي من أجلها أرسل الله الرسل، من أجلها انقسم الناس إلى شقيٌ وسعيد، من أجلها قام سوق الجهاد، من أجلها قامت القيامة، وحقت الحاقة، ووقعت الواقعة، ومن أجلها خُلقت الجنة والنار.
    "لا إله إلا الله"
    معناها: لا معبود بحق إلا الله، وكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فيها الأمران، فيها كُفْرٌ وإيمانٌ:"لا إله" هذا كُفر بالطاغوت، "إلا الله"هذا إيمان بالله، "لا إله" هذا نفي العبادة عما سوى الله، فهذه الكلمة فيها كُفر بالطاغوت "لا إله" هذا كفر بالطاغوت، "إلا الله"هذا الإيمان بالله، "لا إله"نفي لكل عبادة لغير الله، تنفي العبادة عن غير الله -عز وجل، "إلا الله" تثبت العبادة بجميع أنواعها لله.
    فمن لم يكفّر المشركين ما كفر بالطاغوت، أقرّ الشرك، من شك في كفر اليهود والنصارى أو صحح مذهبهم ما كفر بالطاغوت، فلا يكون مؤمنا، إذًا الدليل على أن من لم يكفّر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفرالدليل قول الله -تعالى-: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى .
    فمن لم يكفِّر المشركين أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم،فإنه لم يكفُر بالطاغوت، ومن لم يكفر بالطاغوت لم يؤمن بالله،ولم يحقق كلمة التوحيد، وإنما نَاقَضَهَا، فيكون عمله هذا ناقضا لكلمة التوحيد "لا إله إلا الله"؛ لأن كلمة التوحيد فيها كفر بالطاغوت وإيمان بالله.
    إذًا ليس هناك توحيد ولا إيمان إلا بأمرين: كفر بالطاغوت، وإيمان بالله؛ ولهذا كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فيها نفي وإثبات، لو قال إنسان: الله هو المعبود، أنا أوَحِّد الله، وأعبد الله، يكون مؤمنا؟ لا.
    لو قال شخص: الله المعبود، أنا أعبد الله، نقول: هذا ليس بتوحيد، ما يكفي كونك تعبد الله،بل لا بد أن تنكر عبادة كل معبود سوى الله، لا بد أن تأتي بالنفي والإثبات، "لا إله إلا الله" حصر، نفي وإثبات، لا بد من الأمرين.
    ولو قال شخص: أنا أعبد الله فقط ،هل أنا موحِّد؟ نقول: لا،ما يكفي كونك تعبد الله، لا بد أن تعبد الله ومع ذلك تنفي العبادة عن غير الله، وهذا هو الكفر بالطاغوت، وهذا ما يحصل إلا بالنفي والإثبات "لا إله إلا الله".
    فإذن الدليل على الناقض الثالث قول الله -تعالى -: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا .
    وكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فيها تَخْلية وتَحْلية، ما معنى: تخلية وتحلية؟
    أ
    ولا التخلية:هو أن تنفي العبادة عن غير الله، فإذا نفيت وأنكرت عبادة كل معبود سوى الله، بعد ذلك تأتي التحلية فتثبت العبادة لله عز وجل، "لا إله" هذه التخلية، نفيت العبادة عن غير الله، "إلا الله" تحلية، أثبتّ العبادة لله، "لا إله" هذا هو الكفر بالطاغوت، "إلا الله" هذا هو الإيمان بالله،

    الكاتب : الشيخ :عبد العزيز الراجحي
    المصدر : موقع الشيخ :عبد العزيز الراجحى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    الناقض الثالث من نواقض الإسلام: مَن لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر بالإجماع، - قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في نواقض الإسلام: الناقض الثالث:- من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.اهـ
    ...

    ويقول الشيخ الفوزان في ص81: ...كل من أشرك بالله ودعا غير الله بأي نوع من أنواع الشرك الأكبر فيجب تكفيره بالحكم عليه بالكفر ولا يجوز الشك في كفره، ...
    ويقول الشيخ الفوزان في الكتاب نفسه ص52
    وهناك من يعتذر عنهم ويقول: هؤلاء الذين يعبدون الأضرحة والقبور يعذرون بالجهل، وما أكثر ما نسمع هذه المقالة أو نقرؤها في كتبهم، وأن فعلهم هذا لا يجوز لكنهم جهّال.
    فنقول لهم: [كيف يكونون جهّال وهم يقرؤن القرآن وفيه النهي عن الشرك؟ والنهي عن اتخاذ الوسائط من دون الله عز وجل؟]

    ومن بلغه القرآن وهو عربي يفهم معناه قامت عليه الحجة، قال تعالى {{وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}} [الأنعام:19]
    فمن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجة، وإن كان غير عربي فيترجم له معناه حتى يفمه.
    وهؤلاء الذين يتخذون القبور والأضرحة في بلاد العرب هم عرب فصحاء وربما أن أحدهم يحفظ كتاب سيبويه، ويعرف اللغة العربية والبلاغة ومع هذا يعبد القبور.
    هل هذا معذور بالجهل؟
    وأكثر ما تكون هذه القبور والأضحرة في بلاد العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
    فكيف تقولون: هؤلاء جهّال؟ إلى متى الجهل؟
    لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول القرآن زالت الجاهليّة وجاء العلم والحجة.
    فهل يعذر بالجهل وهو يعيش في بلاد المسلمين ويحفظ القرآن ويقرأ القرآن ويسمعه ويسمع كلام أهل العلم خصوصاً بعدما جاءت وسائل الإعلام التي تنقل إلى الناس كلام أهل العلم ويقرأ فيها القرآن صباحاً مساءاً بصوت يسمعه من في المشرق والمغرب.
    كيف يقال: إن هؤلاء ما بلغتهم الحجة..!؟ هؤلاء جهّال..!!
    مع أن أكثرهم معهم شهادات عليا في اللغة العربية وعلوم الشريعة والقراءات والفقه والأصول.
    *فالحاصل أنهم لا حجة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم.
    ونسأل الله أن يهديهم إلى الصواب وأن يستبين لهم الحق وأن يتركوا العناد ويتركوا التقليد الأعمى ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.اهـ
    ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب نفسه
    في فتاوى ومسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الرابع) (ص: 11) :
    " وإذا كنا لا نكفّر مَن عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم وعدم من ينبههم "
    والقبران في بغداد وطنطا مصر ليسا في بادية ولا بلاد العجم !!

    ولا شك أن الحكم بالتكفير على مرتكب الكفر له شروط وليس بهذا الشكل الذي يطلق التكفير بلا قيود فنكفر كل من ارتكب كفرا قولا أو فعلا !! .

    أين مانع التأويل ؟؟!!
    أين مانع إقامة الحجة وبيان المحجة ؟؟.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    وإذا كنا لا نكفّر مَن عبد الصنم
    أين مانع التأويل ؟؟!!
    أين مانع إقامة الحجة وبيان المحجة ؟؟.
    -------------
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    وإذا كنا لا نكفّر مَن عبد الصنم
    - اليك جواب هذه الشبهه اخى المعصفى - قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن المجدد رحمهم الله، حيث قال . بعد أن ذكر استدلال بعض الناس فى زمانه بكلام الشيخ الذى ذكرته اخى الكريم على عدم تكفير مرتكب الشرك الأكبر إلا بعد التعريف والبيان ؛فقال رحمه الله ((ما أشبههم بالحكاية المشهورة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ أنه ذات يوم يقرر على أصل الدين ويبين ما فيه ورجل من جلسائه لا يسأل ولا يتعجب ولا يبحث، حتى جاء بعض الكلمات التي فيها ما فيها، فقال الرجل: ما هذه كيف ذلك؟ فقال الشيخ: قاتلك الله ذهب حديثنا منذ اليوم لم تفهم ولم تسأل عنه، فلما جاءت هذه السقطة عرفتها، أنت مثل الذباب لا يقع إلا على القذر أو كما قال. ونحن نقول: الحمد لله، وله الثناء، ونسأله المعونة والسداد، ولا نقول إلا كما قال مشايخنا الشيخ محمد في إفادة المستفيد وحفيده في رده على العراقي وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم ومما هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأمة المعتبر وهو ما كان عليه الصحابة، وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك، فمن تقرر عنده هذا الأصل تقريرا لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه، هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته، إذ لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم ))رسالة تكفير المعين ص 7 و 8
    وقال أيضاً . (( فيا لله العجب كيف يترك قول الشيخ في جميع المواضع مع دليل الكتاب والسنة وأقوال شيخ الإسلام وابن القيم كما في قوله من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، ويقبل في موضع واحد مع الإجمال )) نفس الكتاب ص 25
    ثم قال الشيخ بعد ان نقل نصوصا للامام محمد رحمه الله تعالى ((فتأمل إن كنت ممن يطلب الحق بدليله، وإن كنت ممن صمم على الباطل وأراد أن يستدل عليه بما أجمل من كلام العلماء فلا عجب )) نفس الكتاب ص 30
    الشيخ رحمه الله قد صرّح في كثير من المواضع بكُفر من عبد قبر عبد القادر و قبة الكواز في غير ما موضع
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : (( وإنا لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله من المشركين عباد الأصنام كالذين يعبدون الصنم الذي على قبرعبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما )) منهاج التأسيس ص 89
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله(رسالة الشيخ إلى ابن عيد من مطاوعة ثرمدا.. المصدر الرسائل الشخصية للإمام محمد بن عبدالوهاب) وقررتم: أن من خالف الرسول صلى الله عليه وسلم في عشر معشار هذا، ولو بكلمة، أو عقيدة قلب، أو فعل، فهو كافر، فكيف بمن جاهد بنفسه وماله وأهله ومن أطاعه في عداوة التوحيد، وتقرير الشرك، مع إقراره بمعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟فإن لم تكفروا هؤلاء ومن اتبعهم،ممن عرف أن التوحيد حق، وأن ضده الشرك،فأنتم كمن أفتى بانتقاض وضوء من نزغ منه مثل رأس الإبرة من البول، وزعم أن من يتغوط ليلا ونهارا، وأفتى للناس أن ذلك لا ينقض، وتبعوه على ذلك حتى يموت، أنه لا ينقض وضوءه. وتذكرون: أني أكفّرهم بالموالاة، وحاشا وكلا; ولكن أقطع: أن كفر من عبد قبة أبي طالب، لا يبلغ عُشر كفر المويس وأمثاله، كما قال تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} 1 الآيتين. و أنا أمثل لك مثالا لعل الله أن ينفعك به، لعلمي أن الفتنة كبيرة، وأنهم يحتجون بما تعرفون )) الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج 10 ص 116
    فانظر اخى الكريم المعصفى - كيف قرر الشيخ كفر من عبد قبة أبي طالب " وقال -ولكن أقطع: أن كفر من عبد قبة أبي طالب، لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله
    قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية ج 10ص 62-63: (( فاعلم أن التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم إفراد الله بالعبادة كلها ليس فيها حق لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلًا عن غيرهم، فمن ذلك لا يدعى إلا إياه كما قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} (الجن: 18) فمن عبد الله ليلا ونهارًا ثم دعا نبيًا أو وليًا عند قبره فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا الله لأن الإله هو المدعو كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهم وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره. ومن ذبح لله ألف ضحية ثم ذبح لنبي أو غيره فقد جعل إلهين اثنين وكما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام: 162 - 163) والنسك: هو الذبح، وعلى هذا فقس فمن أخلص العبادات لله ولم يشرك فيها غيره فهو الذي شهد: أن لا إله إلا الله، ومن جعل فيها مع الله غيره فهو: المشرك الجاحد لقول لا إله إلا الله،وهذا الشرك الذي أذكره،اليوم قد طبق مشارق الأرض ومغاربها إلا الغرباء المذكورين في الحديث (وقليل ما هم) وهذه المسألة لا خلاف فيها بين أهل العلم من كل المذاهب فإذا أردت مصداق هذا ،فتأمل "باب حكم المرتد" في كل كتاب، وفي كل مذهب، وتأمل ما ذكروه في الأمور التي تجعل المسلم مرتدًا يحل دمه وماله, منها: من جعل بينه وبين الله وسائط، كيف حكى الإجماع في "الإقناع" على ردته, ثم تأمل ما ذكروه في سائر الكتب فإن عرفت أن في المسألة خلافًا ،ولو في بعض المذاهب ,فنبهني ,وإن صح عندك الإجماع على تكفير من فعل هذا، أو رضيه، أو جادل فيه، فهذه خطوط المويس، وابن إسماعيل، وأحمد بن يحيى، عندنا، في إنكار هذا الدين، والبراءة منه، ومن أهله, وهم الآن مجتهدون في صد الناس عنه)) الرسائل الشخصية الرسالة 24 ص167

    فانظراخى الكريم المعصفى : كيف سمى الامام محمد بن عبد الوهاب عباد القبة مشركون ولم يسمهم مسلمون وهذا يصدق ما ثبت فى كلام الشيخ رحمه الله من تفريقه بين التكفير والحكم بالشرك فقال : "ما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير، أو عبد القادر، أو غيرهما، وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره
    ثُمّ انظر إلى تقريره العام بأن "من عبد الله ليلا ونهارا، ثم دعا نبيا، أو وليا عند قبره، فقد اتخذ إلهين اثنين، ولم يشهد أن لا إله إلا الله، لأن الإله هو المدعو"
    قال الشيخ رحمه الله رسالة ((أما بعد: فما ذكره المشركون على أني أنهى عن الصلاة على النبي، أو أني أقول: لو أن لي أمرا، هدمت قبة النبي صلى الله عليه وسلم، أو أني أتكلم في الصالحين، أو أنهى عن محبتهم، فكل هذا كذب وبهتان، افتراه علي الشياطين، الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل، مثل أولاد شمسان، وأولاد إدريس، الذين يأمرون الناس ينذرون لهم، وينخونهم، ويندبونهم، وكذلك فقراء الشيطان الذين ينتسبون إلى الشيخ عبد القادر رحمه الله، وهو منهم بريء، كبراءة علي بن أبي طالب من الرافضة.فلما رأوني: آمر الناس بما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم أن لا يعبدوا إلا الله، وأن من دعا عبد القادر، فهو كافر; وعبد القادر منه بريء، وكذلك من نخا الصالحين، أو الأنبياء، أو ندبهم، أو سجد لهم، أو نذر لهم، أو قصدهم بشيء من أنواع العبادة التي هي حق الله على العبيد، وكل إنسان، يعرف أمر الله ورسوله لا ينكر هذا الأمر، بل يقر به، ويعرفه.)) الرد على ابن صباح، ذُكرت في "تاريخ نجد" تحقيق ناصر الدين الأسد، ص: 468

    فانظر اخى المعصفى كيف قرر الشيخ "أن من دعا عبد القادر، فهو كافر; وعبد القادر منه بريء، وكذلك من نخا الصالحين، أو الأنبياء، أو ندبهم، أو سجد لهم، أو نذر لهم، أو قصدهم بشيء من أنواع العبادة التي هي حق الله على العبيد، " وأن هذا هو الحق المعلوم من دين الله

    قال الشيخ إسحاق بعد نقل كلام الشيخ عبد اللطيف(( قلت وهذا من أعظم ما يبين الجواب عن قوله في الجاهل العابد لقبة الكواز لأنه لم يستثنِ في ذلك لا جاهلاً ولا غيره وهذه طريقة القرآن تكفير من أشرك مطلقاً وتوقفه في بعض الأجوبة يحمل على أنه لأمر من الأمور وأيضاً فإنه كما ترى توقف مرة كما في قوله وأما من أخلد إلى الأرض فلا أدري ما حاله فيا لله العجب كيف يترك قول الشيخ في جميع المواضع مع دليل الكتاب والسنةوأقوال شيخ الإسلام وابن القيم كما في قوله من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة ويَقبَل في موضع واحد مع الإجمال وتفطن أيضاً فيما قال الشيخ عبداللطيف فيما نقله عن ابن القيم أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تبلغه دعوة نبي من الأنبياء إلى أن قال وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله )) منهاج التأسيس و عقيدة الموحدين للعبدلي ص 182

    و للجمع بين اثبات الكفر و نفيه عن عابدي الصنم لابُد من فهم ثلاثة قواعد

    الفرق بين الاسماء كمشرك و كافر و مسلم و بين الأحكام وهي التي تُنَزّل على صاحب الاسم

    فالامام رحمه الله نفى عنهم الكفر كحكم و لكنه أثبت لهم الكفر كاسم و الدليل انه سماهم مشركين و كافرين في غير موضع كما سلف
    قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن((والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفيره الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها،قال في بعض رسائله: وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبة الكواز حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً؟ وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال. فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور. وقد سبق من كلامه ما فيه الكفاية،مع أن العلامة ابن القيم رحمه الله جزم بكفر المقلدين لشيوخهم في المسائل المكفرة إذا تمكنوا من طلب الحق ومعرفته، وتأهلوا لذلك. فأعرضوا ولم يلتفتوا. ومن لم يتمكن ولم يتأهل لمعرفة ما جاءت به الرسل فهو عنده من جنس أهل الفترة ممن لم تبلغه دعوة رسول من الرسل وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين، حتى عند من لم يكفر بعضهم وسيأتيك كلامه. وأما الشرك فهو يصدق عليهم، و إسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضة أصله؟ وقاعدته الكبرى: شهادة أن لا إله إلا الله،وبقاء الإسلام ومسماه، مع بعض ما ذكر الفقهاء في باب حكم المرتد أظهر من بقائه مع عباده الصالحين ودعائهم. ))منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس ص 98

    قال عبد اللطيف قال (محمد ابن عبدالوهاب) رحمه الله:((فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون، ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية))منهاج التأسيس ص 60:

    و قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن (( وأما كلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله تعالى على هذه المسألة فكثير جداً، فنذكر من ذلك شيئاً يسيراً،لأن المسألة وفاقية والمقام مقام اختصار، فلنذكر من كلامه ما يُنبهك على الشبه التي أستدل بها من ذكرنا في الذي يعبد قبة الكواز، وأن الشيخ توقف في تكفيره، ونذكر أولاً مساق الجواب وما الذي سيق لأجله، وهو أن الشيخ محمد رحمه الله ومن حكى عنه هذه القصة يذكرون ذلك معذرة له عن ما يدعيه خصومه عليه من تكفير المسلمين، وإلاَّ فهي نفسها دعوى لا تصلح أن تكون حجة، بل تحتاج إلى دليل وشاهد من القرآن والسنة، ومن فتح الله بصيرته وعوفي من التعصب وكان ممن اعتنى ببيان هذه المسألة بياناً شافياً، وجزم بكفر المُعين في جميع مصنفاته، ولا يتوقف في شيء منها )) ، رسالة: (حكم تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة) ص 179
    و هذا ما طبقه الامام محمد بن عبد الوهاب على من عبد القبة التي عند قبر عبد القادر و غيره حيث وصفهم بالشرك فقال الإمام في الدرر السنية ج 10ص 62-63: (( فاعلم أن التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم إفراد الله بالعبادة كلها ليس فيها حق لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلًا عن غيرهم، فمن ذلك لا يدعى إلا إياه كما قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} (الجن: 18) فمن عبد الله ليلا ونهارًا ثم دعا نبيًا أو وليًا عند قبره فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا الله لأن الإله هو المدعو كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهم وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره ))و في المقابل نفى عنهم الكفر كحكم كما في النقل الذي نقلته اخى الكريم المعصفى

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    أين مانع إقامة الحجة وبيان المحجة ؟؟.
    رسالة من الامام محمد بن عبد الوهاب إلى الإخوان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    وبعد، ما ذكرتم مِن قول الشيخ: كل مَن جحَد كذا وكذا، وقامت عليه الحجَّة، وأنكم شاكُّون في هؤلاء الطواغيت وأتباعِهم،هل قامت عليهم الحجَّة؟ فهذا من العجب؛ كيف تشكُّون في هذا وقد أوضحتُه لكم مرارًا؟!
    فإن الذي لم تقُم عليه الحجَّة هو الذي كان حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفيَّة، مثل الصَّرْف والعَطْف، فلا يُكفَّر حتى يُعرَّف، وأما أصول الدِّين التي أوضحَها الله وأحكَمَها في كتابه، فإن حجة الله هو القرآن، فمَن بلغه القرآن فقد بلغتْه الحجة. ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرِّقوا بين قيام الحجة وبين فَهْم الحجة؛ فإنَّ أكثر الكفار والمنافقين مِن المسلمين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم؛ كما قال تعالى: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44]، وقيام الحجة نوع، وبلوغها نوع، وقد قامتْ عليهم، وفَهْمُهم إياها نوعٌ آخر، وكُفْرُهم ببلوغها إياهم وإنْ لم يفهموها. إنْ أشكل عليكم ذلك، فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: ((أينما لقِيتُموهم فاقتُلوهم))، وقوله: ((شرُّ قَتلَى تحت أديم السماء))، مع كونهم في عصر الصحابة، ويحقر الإنسانُ عملَ الصحابة معهم، ومع إجماع الناس أن الذي أَخرَجهم مِن الدِّين هو التشدُّدُ والغلوُّ والاجتهاد، وهم يَظنون أنهم يُطيعون الله، وقد بلغتْهم الحجة ولكن لم يفهموها.
    وكذلك "قتْل علي رضي الله عنه الذين اعتقَدوا فيه، وتحريقهم بالنار"، مع كونهم تلاميذَ الصحابة، مع مبادئهم وصلاتهم وصيامهم، وهم يظنون أنهم على حق. وكذلك إجماع السلف على تكفير غلاة القدَرية وغيرهم، مع عِلمهم وشدة عبادتهم، وكونهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، ولم يتوقف أحدٌ من السلف في تكفيرهم لأجْل كونهم لم يفهموا. إذا علمتم ذلك، فإن هذا الذي أنتم فيه كفر، الناسُ يَعبدون الطواغيت، ويُعادُون دينَ الإسلام، فيزعمون أنه ليس ردَّة، لعلهم ما فهموا الحجة، كل هذا بيِّن، وأظهَر مما تقدم الذين حرَّقهم عليٌّ، فإنه يُشابه هذا. وأما إرسال كلام الشافعية وغيرهم، فلا يتصوَّر أن يأتيكم أكثر مما أتاكم، فإن كان معكم بعضُ الإشكال، فارغبوا إلى الله تعالى أنْ يُزيله عنكم، والسلام
    الفرق بين بلوغ الحجة و فهمها

    قال تعالى ( وَإِنْ أَحَد مِنْ الْمُشْرِكِينَ اِسْتَجَارَك فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَع كَلَام اللَّه ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنه ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْم لَا يَعْلَمُونَ) [ التوبة 6 ]، سمّاهم مشركين و هم لم يسمعوا كلام الله و رُغم أنهم قوم جاهلون كما وصفهم عز وجل في أخر الاية بأنّهم قوم لا يعلمون
    قال الله تعالى (لمَ ْيَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُرَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) [ سورة البينة 1-2 ]. الشاهد من الدّليل : " قبل أن تأتيهم الحجّة والبيّنة " سمّاهم مشركين وقبل إقامة الحجّة عليهم ، كما أنّ الحجة هنا هي الرّسول - صلى الله عليه وسلم - ، بل حكم عليهم بالكفر والشرك قبل الرّسالة وقبل أن تبلغهم الحجّة ويأتيهم رسول ، فكل من تلبّس بالشرك يسمى مشركا
    قال شيخ الاسلام بن تيمية ((فإِسم المشرك ثبت قبل الرسالة، فإنه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهة أخرى ويجعل له أندادا قبل الرسول ويثبت أن هذه الأسماء مقدم عليها، وكذلك اسم الجهل والجاهلية يقال: جاهلية وجاهلا قبل مجيء الرسول، وأما التعذيب فلا )) المجموع ج 20 ص 38
    قال الشيخ عبد اللطيف (( ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻟﻢ ﻳﻔﻘﻪ ﻫﺬﺍ, ﻟﻐﻠﻂ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﻠﻤﻪ, ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪﻫﻢ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ, ﻳﻨﻔﻲ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﻝ, ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ, ﺑﻞ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻳﺜﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄﻩ ﻣﻄﻠﻘﺎ. ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺎﺟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻀﺤﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻴﺐ ﻓﻌـﺪﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ, ﺑﻞ ﻳﺴﻤﻲ ﻣﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻛﻔﺮﺍ ﺃﻭ ﺷﺮﻛﺎ ﺃﻭ ﻓﺴﻘﺎ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ. ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻴﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ, ﻭﻟﻢ ﺗﺒﻠﻐﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ, ﻭﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻛﻔﺮﺍ ﻭﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ فاعله )) منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس ص 316

    قال الشيخ محمد بن ناصر بن معمر (( فكل من بلغه القرآن فليس بمعذور، فإن الأصول الكبار التي هي أصل دين الإسلام، قد بينها الله ووضحها وأقام بها الحجة على عباده، وليس المراد بقيام الحجة أن يفهمها الإنسان فهماً جلّياً، كما يفهمها من هداه الله ووفقه وأنقاد لأمره، فإن الكفار قد قامت عليهم حجة الله مع إخباره بأنه جعل على قلوبهم أكنةً أن يفقهوا كلامه، فقال: {وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً} [الأنعام/25]... والآيات في هذا المعنى كثيرة، يخبر سبحانه أنهم لم يفهموا القرآن ولم يفقهوه وأنه عاقبهم بجعل الأكنةً على قلوبهم والوقر في آذانهم وأنه ختم على قلوبهم، وأسماعهم وأبصارهم، فلم يعذرهم مع هذا كله بل حكم بكفرهم )) كتاب النبذة الشريفة النفيسة في الردّ على القبوريين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    أين مانع التأويل ؟؟!!
    ليس كل تأويل يكون سائغاً في الشرع ؛ فلا تأويل فيما يناقض الشهادتين والايمان بالله ورسوله، وتوحيده فى عبادته والبعث والجنة والنار ، وتسمية هذا تأويلاً ابتداء غير مقبول ، بل هي باطنية وزندقة تعود على الدين بالإبطال .
    قال أبو حامد الغزالي : " ولا بد من التنبه لقاعدة أخرى وهي : أن المخالف قد يخالف نصّاً متواتراً ويزعم أنه مؤول ، ولكن ذكر تأويله لا انقداح له أصلا في اللسان ، لا على بُعد ولا على قرب ، فذلك كفر وصاحبه مكذِّب ولو زعم أنه مؤول ، ومثاله : ما رأيته في كلام بعض الباطنية أن الله تعالى واحد بمعنى أنه يعطي الوحدة ويخلقها ، وعالِم بمعنى أنه يعطي العلم لغيره ويخلقه , وموجود بمعنى أنه يوجد غيره , وأما أن يكون واحدا في نفسه وموجوداً وعالماً على معنى اتصافه به : فلا , وهذا كفر صراح ؛ لأن حمل الوحدة على إيجاد الوحدة ليس من التأويل في شيء ، ولا تحتمله لغة العرب أصلا .... فأمثلة هذه المقالات تكذيبات عَبَّر عنها بالتأويلات " انتهى من " فيصل التفرقة " ( ص 66 ، 67 ) .
    وقال ابن الوزير - رحمه الله - : " وكذلك لا خلاف في كفر من جحد ذلك المعلوم بالضرورة للجميع ، وتستر باسم التأويل فيما لا يمكن تأويله ، كالملاحدة في تأويل جميع الأسماء الحسنى ، بل جميع القرآن والشرائع والمعاد الأخروي من البعث والقيامة والجنة والنار " .
    انتهى من " إيثار الحق على الخلق " ( ص 377 ) .
    4. والتأويل السائغ هو ما لا يعود على الدين بالإبطال ، ويكون مقبولا في لغة العرب ، ويكون صاحبه قاله قاصداً أن يصيب الحق ، وقاله وفق قواعد العلم ، ومثل هؤلاء لهم أعذار في وقوعهم في التأويل ، وهي نفسها الأعذار التي ذكرها العلماء في أسباب الاختلاف في المسائل العملية .
    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : " وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها ، قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق ، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده ، أو لم يتمكن من فهمها ، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها ، فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ [هذا ضابط مهم جدا- ان يكون مؤمنا يعنى معه أصل الايمان -مجتهدا فى طلب الحق - هذا ما يَعْمَى عنه المجادلين عن المشركين-كتبه محمد عبد اللطيف]: فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان ، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية ، هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام " .
    انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 23 / 346 ) .
    وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : " قال العلماء : كل متأول معذور بتأويله : ليس بآثم ، إذا كان تأويله سائغا في لسان العرب ، وكان له وجه في العلم " انتهى من " فتح الباري " ( 12 / 304 ) .
    . وثمة حديث صحيح يدل على عدم كفر المتأولين في الاعتقاد إذا كان تأويلهم ليس يعود على الدين بالإبطال ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْجَمَاعَةُ ) رواه ابن ماجه ( 3992 ) وصححه الألباني .
    قال أبو سليمان الخطابي - رحمه الله - : " قوله ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) فيه دلالة على أن هذه الفرق كلها غير خارجين من الدين ؛ إذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم من أمته ، وفيه : أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأوله " انتهى من " معالم السنن " الخطابي (4/295) ، وانظر " السنن الكبرى للبيهقي " ( 10 / 208 ) .
    وقال ابن تيمية - رحمه الله - : " وكذلك سائر الثنتين وسبعين فرقة ، من كان منهم منافقاً : فهو كافر في الباطن ، ومن لم يكن منافقاً ، بل كان مؤمناً بالله ورسوله في الباطن : لم يكن كافراً في الباطن ، وإن أخطأ في التأويل ، كائناً ما كان خطؤه ... .
    ومن قال : إن الثنتين والسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفراً ينقل عن الملة : فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة ؛ فليس فيهم من كفَّر كل واحد من الثنتين وسبعين فرقة ، وإنما يكفِّر بعضهم بعضا ببعض المقالات " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 7 / 218 ، 218 )---
    قال الشيخ سليمان بن سحمان في كشف الشبهتين و قد تقدم أن عامة الكفار والمشركين من عهد نوح إلى وقتنا هذا جهلوا وتأولوا وأهل الحلول والاتحاد كابن عربي وابن الفارض والتلمساني وغيرهم من الصوفية تأولوا وعباد القبور والمشركون الذين هم محل النزاع تأولوا- إلى أن قال- والنصارى تأولت )




  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام


    1 : لقبي المعيصفي وليس المعصفي .
    2 : إما أن تكتب همزة القطع دائما وإما أن لا تكتبها أبدا .
    3 : قولك المضحك :
    ( اليك جواب هذه الشبهه اخى المعصفى ) أي شبهة ! وقد أيدتَ كلامي بكلامك وبنقولاتك عن الشيخ وأحفاده .من أن حكم التكفير لا يكون إلا بعد إقامة الحجة وبيان المحجة .
    وهذه المسألة تتوضح لمن يجهلها بعد أن يدرس ويفهم قاعدة الإطلاق والتعيين وكذلك شروط وموانع التكفير للمعين .
    وقد ألفت كتابا ( الهدي المبين في بيان نواقض الدين ) في العام 2008 ميلادي فيه تفصيل هذه المسائل .
    وكلامك فيه من الركاكة الكثير ويبدو أنك لم تفهم مواضيع العقيدة .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    فانظراخى الكريم المعصفى : كيف سمى الشيخ عابد القبة مشركون ولم يسمهم مسلمون وهذا يصدق ما أثبتناه على الشيخ من تفريقه بين التكفير والحكم بالشرك
    ...
    و للجمع بين اثبات الكفر و نفيه عن عابدي الصنم لابُد من فهم ثلاثة قواعد

    الفرق بين الاسماء كمشرك و كافر و مسلم و بين الأحكام وهي التي تُنَزّل على صاحب الاسم

    فالامام رحمه الله نفى عنهم الكفر كحكم و لكنه أثبت لهم الكفر كاسم و الدليل انه سماهم مشركين و كافرين في غير موضع كما سلف
    ...

    قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن((والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفيره الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها،قال في بعض رسائله: وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبة الكواز حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً؟ وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال. فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور.
    ...


    قال عبد اللطيف قال (محمد ابن عبدالوهاب) رحمه الله:((فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون، ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية))منهاج التأسيس ص 60:

    و في المقابل نفى عنهم الكفر كحكم كما في النقل الذي نقلته اخى الكريم المعصفى
    وعلى ذلك الكتاب والسنة وأقوال السلف ولشيخ الإسلام باع كبير في بيان ذلك وتقريره . ومن خالف ذلك وكفّر معينا قبل إقامة الحجة الرسالية والعلم بانتفاء موانع التكفير فقد خالف الكتاب والسنة .
    4 : أما القول بأن من احتج بكلام الشيخ
    " وإذا كنا لا نكفّر مَن عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم وعدم من ينبههم " فإنه قد احتج بكلام مجمل فهو قول خاطئ .
    فكيف يكون الكلام مجملا وفيه تفصيل وزيادة علم وبيان لمانع يمنع من تكفير من أجمل وأطلق القول بكفرهم في مواضع أخرى .
    بل هو على العكس فإنه كلام مفصل ومبين . وإطلاق القول بالكفر هو المجمل .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    1 : إذاً التأويل مانع من موانع التكفير كما ذكرتُ والحمد لله .
    2 : ويستمر تخبطك !!
    تقول :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ليس كل تأويل يكون سائغاً في الشرع ؛ فلا تأويل فيما يناقض الشهادتين والايمان بالله ورسوله، وتوحيده فى عبادته والبعث والجنة والنار ، وتسمية هذا تأويلاً ابتداء غير مقبول ، بل هي باطنية وزندقة تعود على الدين بالإبطال .

    ثم تنقل عن العلماء ما يبطل تخبطك :


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : " وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها ، قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق ، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده ، أو لم يتمكن من فهمها ، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها ،فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان ، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية ، هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام " .
    انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 23 / 346 ) .
    وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : " قال العلماء : كل متأول معذور بتأويله : ليس بآثم ، إذا كان تأويله سائغا في لسان العرب ، وكان له وجه في العلم " انتهى من " فتح الباري " ( 12 / 304 ) .
    ...
    قال أبو سليمان الخطابي - رحمه الله - : " قوله ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) فيه دلالة على أن هذه الفرق كلها غير خارجين من الدين ؛ إذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم من أمته ، وفيه : أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأوله " انتهى من " معالم السنن " الخطابي (4/295) ، وانظر " السنن الكبرى للبيهقي " ( 10 / 208 ) .


    أليست الأقوال التي يكفر قائلها أو تخرجه من الملة
    " تناقض الشهادتين والايمان بالله ورسوله، وتوحيده فى عبادته والبعث والجنة والنار " ؟!!!

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة

    1
    أي شبهة ! وقد أيدتَ كلامي بكلامك وبنقولاتك عن الشيخ وأحفاده .من أن حكم التكفير لا يكون إلا بعد إقامة الحجة وبيان المحجة .
    وهذه المسألة تتوضح لمن يجهلها بعد أن يدرس ويفهم قاعدة الإطلاق والتعيين وكذلك شروط وموانع التكفير للمعين .

    وعلى ذلك الكتاب والسنة وأقوال السلف ولشيخ الإسلام باع كبير في بيان ذلك وتقريره . ومن خالف ذلك وكفّر معينا قبل إقامة الحجة الرسالية والعلم بانتفاء موانع التكفير فقد خالف الكتاب والسنة .
    قال الشيخ صالح ال الشيخ - شيخ الإسلام نصّ على الفرق بين الكفر الظاهر والباطن، وأنّ كفر الظاهر والباطن هو في حق من أقيمت عليه الحجة-قسمنا- الأول إذا كان كافر ظاهرا وباطنا-
    أما الكفر الظاهر عمل عملا كفريا ظاهرا يحمل عليه به بالكفر، لكن قد يكون منافقا فلا تترتب عليه الأحكام؛ يعني لا يقتل ولا؛ لكونه منافقا، قد يكون ما أقيمت عليه الحجة، يعني فيه ضوابط لها.
    السائل:...
    إقامة الحجة عليه بمعنى أنْ يعلم بالحق ثم لا يتبعه، إذا كان بمخاطبة واحد بعينه أبلغ، وإذا كان بالسماع العام يكفي، ﴿فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ[التوبة:6].
    السائل:...
    هذا يختلف، هذا في المقالات الخفية.
    السائل:...
    على كل حال شوف أنتَ: إقامة الحجة لترتب الأحكام الفقهية على المرتد أو على الكافر، يعني تشهد عليه بالنار، تقاتله، تسبيه، تستحل منه أشياء، هذا فائدة إقامة الحجة، أما مجرد الحكم بالكفر لك أنت؛ وتعامله معاملة الكافر، هذا يكفي ما قام به، من قام به الربا فهو مرابي ولو كان معذورا، ومن قام به الزنى فهو زاني ولو كان معذورا، لكن هل نقيم عليه حد الزنا؟ لا، لابد من ترتب الشروط، فقد يكون هذا الداعي من دعا غير الله أو استغاث بغير الله، هذا نطلق عليه الكفر، الشرك، والشرك أحسن؛لأنّ الكفر فيه تفصيل فيه كفر ظاهر وباطن، أما الشرك فنطلق عليه الشرك، هو الذي كان يستعمله علماؤنا السابقين؛ يقولون فهو مشرك، فهو مشرك، فهو مشرك، أو هو كافر الكفر الذي يترتب عليه أحكام الدنيا إذا كان أقيمت عليه الحجة،أو الكفر الظاهر إذا لم تُقَم عليه الحجة، هذه المسألة مهمة.[جلسه خاصة للشيخ] ويقول الشيخ صالح ايضا-ما دام أنه مشرك بالله جل وعلا، فعل الشرك، فإنه يطلق عليه أنه مشرك كافر، لكن الشرك الذي يُطلق عليه لا تستباح به أمواله ولا يستباح به دمه، بل ذلك موقوف على البيان، موقوف على الدعوة، لابد من البيان والدعوة قبل الاستباحة، لكن الحكم عليه، يُحكم عليه بأنه مشرك وتُرتَّب عليه أحكام الكفار في الدنيا، ولكن لا يشهد عليه بأحكام الكفار في الآخرة؛ يعني بأنه من أهل النار حتى نعلم أنه رد الحجة الرسالية بعد بيانها له بعد أن أقامها عليه أهل العلم، أو أنه قاتل تحت راية الكفر."اهـ
    (من شرح المسألة الأولى من كتاب مسائل الجاهلية)-----ويقول-
    إذا لم تقم الحجة هل يكفر عبدة القبور أم لا؟ الجواب نعم، من قام به الشرك فهو مشرك الشرك الأكبر من قام به فهو مشرك، وإنما إقامة الحجة شرط في وجوب العداء، كما أن اليهود والنصارى نسميهم كفار، هم كفار ولو لم يسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أصلا، كذلك أهل الأوثان والقبور ونحو ذلك من قام به الشرك فهو مشرك، وترتَّب عليه أحكام المشركين في الدنيا، أما إذا كان لم تقم عليه الحجة فهو ليس مقطوعا له بالنار إذا مات، وإنما موقوف أمره حتى تقام عليه الحجة بين يدي الله جل وعلا.
    فإذن فرق بين شرطنا لإقامة الحجة، وبين الامتناع من الحكم بالشرك، من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية، أنه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة، فإن لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله جل وعلا..."اهـ
    [شرح مسائل الجاهلية الشريط الرابع]-

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام



    من كتابي ( الهدي المبين في بيان نواقض الدين )
    " فصل : قاعدة الإطلاق والتعيّن : ــ

    قُلْتُ : وفيما يلي مثالٌ واضحٌ وصريحٌ وهو نَصُ فتوى شيخ الإسلام ِفي حُكْم ِالرافضة بَيَّنَ فيها طريقة العلماء ِفي كيفيةِ الحُكْم ِعلى الطائفة وعلى الشخص ِالمُعَيَّن في مسألة التَكْفِيرِ , أي مسألة الإطلاق ِوالتَعْيين ِ.
    فقد سُئِلَ شيخُ الإسلام ِعن الرافضة هل يُكَفَّرون باعتقادِهِم ؟ فأجابَ بَعدَ أنْ ذَكَرَ مُعتقداتِهم المخالفة للكتاب ِوالسنةِ وأفعالهم التي حاربوا فيها اللَهَ ورسولَهُ والمؤمنين فقالَ رحِمَهُ اللهُ تعالى : ــ
    " وأما تكْفِيرهم وتخْليدهم ففيهِ أيضا ً للعلماء ِ قولان ِمشهوران ِوَهُما روايَتان ِعَنْ أحمد والقولان في الخوارج ِ والمارِقين َمِن الحَروريَّة والرافضة ونَحْوِهِم .
    والصحيح ُ أنَّ هذه الأقوالَ التي يقولونَها التي يُعلَم ُأنَّها مخالفة لِما جاءَ بهِ النبيُ كُفْرٌ وكذلك أفعالَهُم التي هي مِن جِنْس أفعال الكفارِ بالمسلمين هي كُفْرٌ أيضا ً وقد ذكرتُ دلائل َذلك في غَيرِ هذا الموضِع ِ.
    لكنْ تكْفير الواحد المُعَيَّن مِنهُم والحُكْمُ بِتخليدهِ في النّارِ موقوف ٌعلى ثُبوتِ شروط ِالتكفيرِ وانتفاءِ موانِعِهِ .
    فإنا نُطْلِق القولَ بنصوص ِالوعدِ والوعيدِ والتكفيرِ والتفسيق ِولا نَحْكُمُ للمُعَيَّن ِ بدخولِهِ في ذلك العام حتى يَقوم فيه المُقتضى الذي لا مُعارِضَ لَهُ وقد بَسطْتُ هذه القاعدة في قاعدة التكفير. " [ مجموع الفتاوى م 28 /ص 500/501 ] "

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة


    قولك المضحك
    .

    وكلامك فيه من الركاكة الكثير - ويبدو أنك لم تفهم مواضيع العقيدة .

    ويستمر تخبطك !! -ثم تنقل عن العلماء ما يبطل تخبطك :
    اسألك اخى الكريم المعيصفى هل تحسن غير هذا الاسلوب فى الحوار والنقاش مع المخالفين- ويمكن ان انقل لك من مواضيع اخرى كثيرة معى بل ومع غيرى بل اكثر من ذلك فقد تتبعث اكثر مناقشاتك ويمكن ان اقتبسها لك هنا اذا اردت -فوجدت انك تتبع هذا الاسلوب فى النقاش مع كل مخالفيك لابد من الالتزام بأدب الحوار والنقاس مع الاخرين- ثم بالحجج والبراهين وبقوة الدليل وصحته يظهر الحق من الباطل--واقتضت حكمتة سبحانه وتعالى أن يبقى الحق والباطل في صراع إلى يوم الدين، والنتيجة الحتمية لهذا الصراع محسومة ، بما يحمله الحق من قوة البرهان -فالباطل لا يصمد أمام الحق أبدا، لكن الباطل قد ينجح في كسب بعض الجولات أو في إطالة أمد الصراع، معتمدا في ذلك على
    غفلة أصحاب الحق وتقصيرهم في القيام بواجبهم فى اظهاره ولذلك فان الباطل يسرق من الحق شكله ويتقمص شخصه ويحاول أن يلبس لباسه، مما يكسبه بعض القوة، سرعان ما تتبدد حينما يشتد النزاع ويحمى الوطيس، فيحق الحق ويزهق الباطل( إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).

    ولو ظهر الباطل لأول وهلة على حقيقته لنفر الناس منه بما أودع الله في فطرتهم من حب للحق والميل لبراهين الحق وادلته، ولكن الباطل يلجأ إلى الخداع والمراوغة، فينتشر بين الناس بسرعة، وبدل أن يتصدوا له إذا بهم يدافعون عنه ويدعون إليه ، لأنهم أصبحوا يرونه حقا، أولئك (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صنعا).

    من السهل أن يدعي الإنسان أنه على حق، ولكن التحدي هو: كيف يثبت ذلك؟
    من أمثلة المبطلين الذين ادعوا الحق : فرعون، فرعون الذي ادعى الربوبية من دون الله، والذي سعى في الأرض بشتى أنواع الفساد من استباحة للدماء والأعراض واستعباد للرقاب، فهو ذا يظهر بثوب المصلح الذي يخاف على قومه من موسى أن يبدل دينهم وأن يظهر في الأرض الفساد ،( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَاد) ومع الأسف استطاع أن يخدع قومه فاستخفهم فأطاعوه. هلك التابع والمتبوع.

    حتى الشيطان نفسة حينما أراد أن يغوي آدم إنما أغواه لما أتاه في صفة الناصح الأمين. (قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى) (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ ). قال شيخ الاسلام بن تيمية - بين الله سبحانه وتعالى الفرقان بين الحق والباطل فى كتابه وسنة نبيه، فمن كان أعظم اتباعاً لكتابه الذي أنزله ونبيه الذي أرسله كان أعظم فرقاناً، ومن كان أبعد عن إتباع الكتاب والرسول كان أبعد عن الفرقان، واشتبه عليه الحق بالباطل، كالذين اشتبه عليهم عبادة الرحمن بعبادة الشيطان، والنبي الصادق بالمتنبئ الكاذب، وآيات النبيين بشبهات الكذابين، ‏. ‏‏ فإن اللّه سبحانه وتعالى بعث محمداً بالهدى ودين الحق؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ففرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والرشاد والغي، والصدق والكذب، والعلم والجهل، والمعروف والمنكر، وطريق أولياء اللّه السعداء وأعداء اللّه الأشقياء - فيجب اذا معرفة حدود ما انزل الله-- معرفة ان الشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان وقد بينا ان فاعل الشرك مشرك كما ان فاعل الزنى زانى- ونقول ان فاعل الشرك الاكبر مشرك لانه ليس بمسلم فى تلك الحال التى هو عليها فهو يفعل الشرك ظاهرا ويعتقده بقلبه وهذه الحال لا تجتمع مع اسم ومسمى الاسلام فأصل الاسلام مبنى على عبادة الله وترك عبادة ما سواه وفاعل الشرك لم يأتى بهذا الاصل ومعنى فعله للشرك انه لم يترك عبادة ما سواه فلم يأت بما دلت عليه كلمة لا اله الا الله من نفى الشرك فهو كاذب فى قوله لان لا اله الا الله فهذه الكلمة -لا تنفع قائلها الا حيث يستكملها من العلم والاخلاص وترك الشرك والكفر بما يعبد من دون الله وغيرها من الشروط التى تصحح اسلامه فلا يكون مسلما الا من ترك الشرك رأسا فكيف تقول انها تبقيه على اسلامه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    فإنا نُطْلِق القولَ بنصوص ِالوعدِ والوعيدِ والتكفيرِ والتفسيق ِولا نَحْكُمُ للمُعَيَّن ِ "
    قال الشيخ عبد الله والشيخ إبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف والشيخ سليمان بن سحمان عليهم رحمة الله : ( وأما قوله : نقول بأن القول كفر ولا نحكم بكفر القائل ، فإطلاق هذا جهل صرف ، لأن هذه العبارة لا تنطبق إلا على المُعيَّن ، ومسألة تكفير المُعيَّن مسألة معروفة إذا قال قولاً يكون القول به كفراً ، فيُقال من قال بهذا القول فهو كافر ، لكن الشخص المُعيَّن إذا قال ذلك لا يُحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر بها تاركها ، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك .
    فما قاله أهل الأهواء فإن بعض أقوالهم تتضمن أموراً كفرية من ردّ أدلة الكتاب والسنة المتواترة ، فيكون القول المتضمن لردّ بعض النصوص كفراً ولا يُحكم على قائله بالكفر لاحتمال وجود مانع كالجهل وعدم العلم بنقض النص أو بدلالته ، فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها ، ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه قدس الله روحه في كثير من كتبه ؛ وذكر أيضاً تكفير أُناس من أعيان المتكلمين بعد أن قرر هذه المسائل قال : وهذا إذا كان في المسائل الخفية فقد يُقال بعدم التكفير ، وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية أو ما يُعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله .
    ولا تُجعل هذه الكلمة عكازاً تدفع بها في نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة ) .----------- وقال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن:
    ( فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعي العلم والدين وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب إن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يُطلق عليه الكفر والشرك بعينه وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاث به فقال له الرجل لا تطلق عليه الكفر حتى تُعرِّفه ، وكان هذا وأجناسه لا يعبأون بمخالطة المشركين في الأسفار وفي ديارهم بل يطلبون العلم على من هو أكفر الناس من علماء المشركين ، وكانوا قد لفقوا لهم شُبُهات على دعواهم يأتي بعضها في أثناء الرسالة ـ إن شاء الله تعالى ـ وقد غزو بها بعض الرعاع من أتباعهم ومن لا معرفة عنده ومن لا يعرف حالهم ولا فرق عنده ولا فهم ، متحيزون عن الإخوان بأجسامهم وعن المشايخ بقلوبهم ومداهنون لهم ، وقد استوحشوا واستوحِش منهم بما أظهروه من الشُبه وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفسقة والمشركين ، وعند التحقيق لا يكفرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك ، ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجت على من هو من خواص الإخوان وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ .
    رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورسائل بنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشُبه جداً كما سيمر ، ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة ، فقال: نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك ، فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية ، فإن هذا الجواب من بعض أجوبة العراقي التي يرد عليها الشيخ عبد اللطيف )

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    الناقض الثالث من نواقض الإسلام: مَن لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر بالإجماع، و"المشرك" شامل لجميع الكفرة اليهود والنصارى والوثنيين والشيوعيين
    والملاحدة كلهم مشركون، يجمعهم شيء واحد وهو الشرك بالله عز وجل.
    بارك الله فيكم، الملاحدة كفار أم مشركون؟!


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة

    على ذلك الكتاب والسنة وأقوال السلف ولشيخ الإسلام باع كبير في بيان ذلك وتقريره . ومن خالف ذلك وكفّر معينا قبل إقامة الحجة الرسالية والعلم بانتفاء موانع التكفير فقد خالف الكتاب والسنة .

    لو ذكرت ادلة الكتاب و السنة على عدم جواز تكفير من وقع في الكفر قبل اقامة الحجة لكان خير لنا من قال زيد و عمرو
    و هل تجعل ذلك شرطا لجميع المكفرات ام انك تفرق بين كفر و كفر ؟

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم، الملاحدة كفار أم مشركون؟!


    بارك الله فيك-
    الإلحاد في المفهوم المعاصر يعني تعطيل الخالق بالإطلاق ، وإنكار وجوده ، وعدم الاعتراف به سبحانه وتعالى ، وإنما العالم وما فيه قد جاء ـ على حسب زعمهم ـ بمحض الصدفة ، وهو مذهب غريب مناف للفطرة والعقل والمنطق السليم ، ومناقض لبدهيات العقل ومسلَّمات الفكر .
    أما الشرك فهو يتضمن الإيمان بالله عز وجل والإقرار به ، ولكن يشمل أيضا الإيمان بشريك لله في خلقه ، يخلق ، أو يرزق ، أو ينفع ، أو يضر ، وهذا شرك الربوبية ، أو بشريكٍ يُصرَف له شيء من العبادة محبة وتعظيما ، كما تصرف لله سبحانه وتعالى ، وهذا شرك العبادة .
    وبالتأمل في هذين الانحرافين نجد أنَّ في كلٍّ منهما مِن الإثم والسوء ما يدلنا على سوء حالهم ، وكيف أن الله جل جلاله وصفهم بأنهم كالبهائم :
    يقول الله تعالى : ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا . أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) الفرقان/43-44 .
    وقال سبحانه : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) الأعراف/179 .
    ورغم ذلك كله فالملحد الجاحد المكذِّبُ بوجود الله ورسله واليوم الآخر أعظمُ كفرًا ، وأشنعُ مقالةً من الذي آمن بالله ، وأقر بالمعاد ، ولكنه أشرك معه شيئا من خلقه ، فالأولُ معاند مكابر إلى الحد الذي لا يتصوره الفكر ، ولا تقبله الفطرة ، ومثله يستبيح كلَّ محرَّم ، ويقع في كل معصية ، وينتكس عقله إلى حد لا يخطر على البال ، ومع ذلك فقد شكك كثير من المتكلمين في ظاهرة الإلحاد بصدق وجود هذه الظاهرة في قرارة أنفس الملحدين ، وقرروا أن الملحد إنما يظاهر بإلحاده ، وهو في باطنه مُوقِنٌ بإله واحد .
    ولشيخ الإسلام ابن تيمية الكثير من العبارات التي تدل على أن طائفة الملحدين المعطِّلين الجاحدين أعظم كفرا من المشركين ، ننقل هنا بعض ما وقفنا عليه من ذلك :
    يقول رحمه الله : " الكفر عدم الإيمان بالله ورسله ، سواء كان معه تكذيب ، أو لم يكن معه تكذيب ، بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله ، حسدا أو كبرا أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة ، وإن كان الكافر المكذب أعظم كفرا ، وكذلك الجاحد المكذب حسدا مع استيقان صدق الرسل " انتهى .
    " مجموع الفتاوى " (12/335) .
    ويقول أيضا : " مَن أنكر المعاد مع قوله بحدوث هذا العالم فقد كفَّرَه الله ، فمن أنكره مع قوله بقدم العالم فهو أعظم كفرا عند الله تعالى " انتهى .
    " مجموع الفتاوى " (17/291) .
    بل قال رحمه الله في معرض إلزام منكري الصفات :
    " وإما أن يلتزم التعطيل المحض فيقول : ما ثم وجود واجب ؛ فإن قال بالأول وقال : لا أثبت واحدًا من النقيضين لا الوجود ولا العدم .
    قيل : هب أنك تتكلم بذلك بلسانك ، ولا تعتقد بقلبك واحدًا من الأمرين ، بل تلتزم الإعراض عن معرفة اللّه وعبادته وذكره ، فلا تذكره قط ، ولا تعبده ، ولا تدعوه ، ولا ترجوه ، ولا تخافه ، فيكون جحدك له أعظم من جحد إبليس الذي اعترف به " انتهى .
    " مجموع الفتاوى " (5/356) .
    ويقول رحمه الله :
    " المستكبر الذي لا يقر بالله في الظاهر كفرعون أعظم كفرا منهم – يعني مِن مشركي العرب - وإبليس الذي يأمر بهذا كله ويحبه ويستكبر عن عبادة ربه وطاعته أعظم كفرا من هؤلاء ، وإن كان عالما بوجود الله وعظمته ، كما أن فرعون كان أيضا عالما بوجود الله " انتهى .
    " مجموع الفتاوى " (7/633) .
    ويقول أيضا :
    " قول الفلاسفة - القائلين بقدم العالم وأنه صادر عن موجب بالذات متولد عن العقول والنفوس الذين يعبدون الكواكب العلوية ويصنعون لها التماثيل السفلية - : كأرسطو وأتباعه - أعظم كفرا وضلالا من مشركي العرب الذين كانوا يقرون بأن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام بمشيئته وقدرته ، ولكن خرقوا له بنين وبنات بغير علم وأشركوا به ما لم ينزل به سلطانا ، وكذلك المباحية الذين يسقطون الأمر والنهي مطلقا ، ويحتجون بالقضاء والقدر ، أسوأ حالا من اليهود والنصارى ومشركي العرب ؛ فإن هؤلاء مع كفرهم يقرون بنوع من الأمر والنهي والوعد والوعيد ولكن كان لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ، بخلاف المباحية المسقطة للشرائع مطلقا ، فإنما يرضون بما تهواه أنفسهم ، ويغضبون لما تهواه أنفسهم ، لا يرضون لله ، ولا يغضبون لله ، ولا يحبون لله ، ولا يغضبون لله ، ولا يأمرون بما أمر الله به ، ولا ينهون عما نهى عنه ؛ إلا إذا كان لهم في ذلك هوى فيفعلونه لأجل هواهم ، لا عبادةً لمولاهم ؛ ولهذا لا ينكرون ما وقع في الوجود من الكفر والفسوق والعصيان إلا إذا خالف أغراضهم فينكرونه إنكارا طبيعيا شيطانيا ، لا إنكارا شرعيا رحمانيا ؛ ولهذا تقترن بهم الشياطين إخوانهم فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ، وقد تتمثل لهم الشياطين وتخاطبهم وتعينهم على بعض أهوائهم كما كانت الشياطين تفعل بالمشركين عباد الأصنام " انتهى .
    " مجموع الفتاوى " (8/457-458) .
    ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله : " ومن الشرك أن يعبد غير الله عبادة كاملة , فإنه يسمى شركا ويسمى كفرا , فمن أعرض عن الله بالكلية ، وجعل عبادته لغير الله كالأشجار أو الأحجار أو الأصنام أو الجن أو بعض الأموات ، من الذين يسمونهم بالأولياء ، يعبدهم أو يصلي لهم أو يصوم لهم ، وينسى الله بالكلية : فهذا أعظم كفرا وأشد شركا , نسأل الله العافية.
    وهكذا من ينكر وجود الله , ويقول : ليس هناك إله والحياة مادة كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله هؤلاء أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا وضلالا نسأل الله العافية " انتهى .
    " مجموع فتاوى ابن باز " (4/32-33) .
    ويقول أيضا رحمه الله :
    " والاشتراكيون ذبائحهم محرمة من جنس ذبح المجوس وعبدة الأوثان ، بل ذبائحهم أشد حرمة ، لكونهم أعظم كفرا بسبب إلحادهم وإنكارهم الباري عز وجل ورسوله ، إلى غير ذلك من أنواع كفرهم " انتهى .
    " مجموع فتاوى ابن باز " (23/30) .https://islamqa.info/ar/answers/

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    نفع الله بكم، لم يتضح لي الأمر بعد، لماذا نطلق على الملاحدة مشركين؟!
    أين وقع الشرك لديهم؟!
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    نفع الله بكم، لم يتضح لي الأمر بعد، لماذا نطلق على الملاحدة مشركين؟!
    أين وقع الشرك لديهم؟!
    الملحد يعبد نفسه وهواه .. فيلزم من ذلك أن الملحد مشرك أعظم شركا من غيره --الملحد فى الدول الغربية يؤمن بنظرية الارتقاء الداروينية، فهي عنده دين وهو من هذه الجهة مشرك ---الإلحاد يعني: الميل والعدول عن الطريق القويم، فهذا يعني أن كل تَرْكٍ للدين وهَجْر لأحكامه هو نوع إلحاد، ومن ثم فالإلحاد يشمل كل أنواع الكفر والشِّرك بالله تعالى، والميل والحيدة عن أوامره وأحكامه جل وعلا، والتجرؤ على نواهيه سبحانه.

    وهذا المعنى هو الذي جاء في كتاب الله تعالى في قوله جل شأنه: ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ


    الفرق بين الملحد والمشرك صحيح أن كلا منهما كافر، فالملحد أعم من حيث المعنى من المشرك ذلك أن المشرك قد يكون مؤمنا بالله تعالى لكنه يشرك به غيره، وقد يسمى هذا الشرك إلحادا، كما في قوله تعالى: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ -------





  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: البيان فى شرح الناقض الثالث من نواقض الاسلام

    جزاكم الله خيرا على الإيضاح
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •