عفوا أبا تمام
أسامة الخريبي


يا صاحبيَّ تقصيا نظريكما
تريا دمارا ماحقا قد صاغه
تريا المنازل والمساجد دمرت
والناس ترفع حسرة أنقاضها
تريا جياع الخبز كيف تناثرت
حتى الألى طلبوا الوقود جرى لهم
حرقوا بفعل الزيت ثم تمزقوا
نام الضمير ونام نبل عروبة
نامت قلوب لو صحت عزماتها
شعب يعيش لدى الملاجئ نصفه
نالت ثلوج البرد من خطواتهم
طفل يصيح.. وأمه مكلومة
شعب توزع في الشتات مشردا
يتسولون الخبز من جيرانهم
وهم الألى صنعوا الحضارة قادة
وهم الذين تفجرت جنباتهم
أإذاأصيبوا بالشدائد حقبة
عفوا أبا تمام كل قصيدة
تريا ربوع الشام كيف تدمر
جيش على إخوانه يتجبر
حنقا فليس مؤذن ومكبر
فيزيدها القصف اللئيم ويفجر
أشلاؤهم مثل الزجاج يكسر
مثل الذي للخبز.. بل هو أكبر
بالقصف ثم تناثروا وتبعثروا
كانت قديما تستثار فتثأر
لبكت لما يدمي القلوب ويأسر
والنصف يحرق بالدمار ويشطر
ومشى الشتاء على الخطى فتعثروا
والجوع يصرخ في البطون وينخر
واللاجئون على الخيام تقاطروا
طورا تجيب.. وتارة تتنكر
ومشوا إلى المجد التليد وشمروا
علما.. وتاريخا ولم يتأخروا
كنا عن العون السريع نقصر؟!
لم تصطبغ بالنار فهي الخنجر