تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيفيّة التعلّم الذاتي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,495

    افتراضي كيفيّة التعلّم الذاتي

    كيفيّة التعلّم الذاتي



    د.آنـدي حجـازي


    التعلم الذاتيّ أحد المهارات الأساسية المهمة للتعلم الفعّال المَرجو في مجتمع يهدف إلى المعرفة المستدامة ومواكبة التقدّم، وهو العملية التي يقوم بها المتعلمون لتعليم أنفسهم بأنفسهم، مستخدمين طرقًا معينة تناسبهم لتحقيق أهدافهم.. فهو النشاط الواعي للفرد بأي عمر كان لتحقيق أهداف معينة تعمل على تنمية فكره وشخصيته.

    والتعلم الذاتي هو استراتيجيات التعلم والتعليم الفعالة في مواجهة كثير من المشكلات التربوية، ومواجهة تطور العصر الحالي والانفتاح على العالم، وعلى الكم المعرفي الهائل المنتشر عبر وسائل الإعلام والوسائل التكنولوجية، فهو ضرورة لتدريب الأفراد على كيفية الاعتماد على أنفسهم في تحصيل المعرفة والعلم، حيث إن المعرفة التي يبذل الفرد جهدًا في سبيل الحصول عليها هي التي تُحدث التعلّم الحقيقي.. أما مجرد تلقّي المعلومة من الآخرين فإنه يجعل الآخر هو الفاعل في عملية التعلم لا الشخص نفسه، ما يعني تعلّمًا غير ذي معنى، وسريع النسيان بأقرب وقت.

    والتعلم الذاتي ظهر منذ أن وُجد الإنسان على ظهر الأرض، واستمر على مرّ العصور من خلال محاولات الإنسان البحث عن المعرفة والمعلومات والإبداعات بنفسه وبجهده الذاتي.. واليوم عادت الأصوات تنادي بتفعيل التعلم الذاتي.. فقد اكتشف المسؤولون عن التربية والتعليم أن التعلم الأمثل والمحفّز للإبداع هو الذي يجعل المتعلم فاعلًا نشيطًا باحثًا عن العلم والمعرفة بنفسه، واكتشف المعلمون في المدارس أن عليهم تعديل طرق تعليمهم، وإشراك الطلبة في عملية التعلم. فالتعلم الذاتي يجعل عملية التعلم متمركزةً حول المتعلم نفسه لاحول المعلم، بحيث يكون المتعلم حرًّا في اختيار ما يريد تعلمه، ومتى وأين وكيف يتعلم، ما يجعل التعلم أفضل وأكثر ديمومةً في الذهن، فهذا النوع من التعلم يعتمد على أن يبحث الشخص بنفسه- مهما كان عمره- عن المعلومة ويعالجها في عقله بشكل فاعل، فيختار منها ما يريد ويترك ما يريد، فيكون التعلم مقصودًا لا إجباريًّا، وبالتالي أكثرَ نفعًا للفرد وللمجتمع، وما ينطبق على المعلمين ينطبق على الآباء في البيوت، فليس عليهم أن يقدموا المعلومة جاهزةً لطفلهم، بل عليهم السماح لابنهم بالبحث عنها بنفسه والتفكير فيها، مع تهيئتهم للظروف المُعِينة على ذلك.
    فهذا لا يعني أن يُترك المتعلمون والأطفال خاصةً هائمين على وجوههم دون توجيه، بل إن هناك دورًا فاعلًا للمعلم والوالدين والمحيطين بالأشخاص في توجيههم، كأن يُوفِّر المعلم لطلبته في الصف والوالدان لأطفالهم في البيت الألعاب الهادفة، والأنشطة التعليمية، والمواقف والمشاكل التي عليهم التفكير فيها والتفاعل معها، والتعلم الذاتي من خلالها، وكذلك توفير المواد والأدوات اللازمة والوقت الكافي للتفكير، آخذين في الاعتبار مقومات وخصائص المتعلم العقلية والشخصية والنفسيّة والسلوكيّة والاجتماعية والعمريّة، كما أنه يتطلب توفير دافع وأسلوب وبيئة تُحفّز التعلم الذاتي.. كتقديم التعزيز المادي والمعنوي عند النجاح في المهام التعلمية، خاصة للأطفال الصغار، ولذا لابد من إحداث تغيرات جذرية في طرق التعليم والتفكير، بحيث تتسم بالمرونة والفاعليّة والجاذبية للأفراد، ما يعني أساليب تعلم أكثر متعة وفائدة للمتعلمين.
    فالتعلم الذاتي هو تغيّر دائم ومستمر نحو الأفضل يُشعر الفرد بقيمته وكيانه ونشاطه في الحياة. وقد أثار عالم النفس ماسلو- صاحب الاتجاه الإنساني3 في التعلم والتعليم- أهمية جعل عملية التعلّم أكثر إنسانية واحترامًا لقيمة وذات المتعلم وإمكاناته وقدراته، ونادى بأن على المعلّمين أن يثقوا في طلبتهم وفي قدراتهم، وأن يحترموا شخصياتهم، وأن يُهيئ المعلم أو الوالدان في البيت للأفراد- أثناء عملية تعلمهم- الجو الذي تسوده الإيجابية والديموقراطية والقبول، من أجل التعلم الأفضل، مع ضرورة اعتقادهم بأن كل متعلم هو فريد في خصائصه واستعداداته.. وأن لكل إنسان القدرة على الإبداع إذا ما أتيحت له فرص التعلم الأمثل، والتي من أهمها توفير فرص التعلم الذاتي المخطط له بشكل جيد، وذلك أملًا في تحقيق الأفضل لنفسه ولمجتمعه من خلال ما يملك من علم ومعرفة وإبداع.
    ولا ننسى موقف الإسلام من التعلم الذاتي، فقد شجع عليه من خلال البحث في علوم الدين والدنيا، بل والسفر لاكتسابها أحيانا، وقد قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «من سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهّل له به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء» (رواه أبوداود والترمذي وابن ماجة)، وعن أنس "رضي الله عنه" قال: قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «من خرجَ في طلبِ العلم فهو في سبيلِ الله حتى يرجع» (رواه الترمذي، وقال حديث حسن).

    ميزات التعلم الذاتي
    وأهم تلك الميزات:

    مراعاة الفروق الفردية بين الأفراد، فكل متعلم يتعلم وفق قدراته واستعداداته وأهدافه وسرعته.
    - جعل الفرد نشيطًا فاعلًا وفرحًا أثناء عملية التعلم.
    - ديمومة المعلومة في الذاكرة لأطول مدة للاستفادة منها مستقبلًا.
    - تنمية الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على الذات لأبنائنا، وهذا ما نحتاجه في واقع الحياة من أجل التطور والإنتاجية.
    - إعداد الأبناء للمستقبل، وزيادة قدرتهم على حل المشكلات.
    - توفير تحكّم أكثر في وقت التعلم للفرد ومكانه وأدواته وأساليبه ومحتواه، ما يعني تعلّما فاعلًا مفيدًا.
    - يعتبر أسلوب التعلم الأفضل؛ لأنه يحقق للمتعلم التعلم الأمثل وفقًا لقدراته وإمكاناته وميوله ورغباته.
    - المساعدة في مراقبة أداء الفرد لنفسه، وتقييم أدائه، وتقييم وتوجيه الآخرين له كالوالدين أو المعلم.
    - يكون دور المعلم فيه مُوجّهًا ومُنظّمًا ومُسهّلًا للعملية التعليميّة، وكذلك دور الوالدين.
    ومن أشهر طرق التعلم الذاتي، والتي يمكن للمتعلمين والمعلمين استخدامها.. ومع جميع الأعمار:
    أولًا: التعلم المبرمج، والذي تقوم فكرته على أن يحدد المعلم أو المشرف على عملية التعليم مهمة معينة للطالب، ويقوم بتكليفه للقيام بهذه المهمة بالطريقة التي أعدها له مسبقًا، والتي تراعي قدرات ومستوى المتعلم، بحيث يُقسّم المعلمُ المهمةَ الكلية إلى مهام جزئية تُيسّر على المتعلم عملية التعلم خطوةً بخطوة، وصولًا إلى النهاية، فلا يستطيع المتعلم الانتقال إلى المهمة التالية ما لم ينفذ المهمة التي قبلها وفقًا لخبراته ومستواه، كما في حل المسائل الرياضية والفيزيائية، أو كالتعلم المبرمج بالحاسوب لمهام تعليمية معينة، كأن يقوم الطفل باللعب بألعاب حاسوب (كمبيوتر) معدة مسبقًا من المعلم، وتحقق أهدافًا تربوية محددة.

    ومن ميزات هذا التعلم أنه يراعي الفروق الفردية وسرعة المتعلم الخاصة في التعلم، وفقا لقدراته وذكائه ومعلوماته.

    ثانيًا: استخدام مصادر الانترنت والوسائل التكنولوجية، وهذا التعلم الإلكتروني والتكنولوجي يتضمن البحث عن المعلومة عبر شبكة الإنترنت في أكثر من موقع، وكتابتها بلغة المتعلم، مع توثيق مصدر المعلومة، ولا يشمل ذلك فقط حصول المتعلم على المعلومات اللفظية المكتوبة، كالمعلومات المتفرقة والمقالات والحوارات والدراسات والأبحاث.. بل يشمل أيضًا حصولَه على البرامج السمعية والبصرية، كأفلام الفيديو والسمعيات المدعّمة للموضوع، أو التعلم من خلال إجرائه محادثات عبر الشبكة العنكبوتية مع أشخاص متخصصين حول الموضوع المراد تعلمه، ويشمل هذا النوع من التعلم ما يشاهد الشخص ويسمع عبر التلفاز والمذياع.

    ثالثًا: استخدام أوراق العمل وصحائف الأعمال، وتتم عملية التعلم هنا من خلال إعداد المعلم- أو المعني بعملية التعلم- لأوراق تدعم عملية التعلم للموضوع، ومحاولة الفرد حلها بنفسه أو بمشاركة زملائه، وتتميّز صحائف الأعمال عن أوراق العمل بوجود الحلول لأسئلة الصحيفة في نهايتها؛ من أجل أن يتأكد المتعلم من الإجابات بنفسه دون الرجوع إلى المعلم، بينما أوراق العمل يمكن مناقشتها مع المعلم لاحقًا، بعد محاولة المتعلم الإجابة عنها بنفسه أولًا، ما يعين على التعلم الذاتي، وتصلح أوراق العمل كتعلم ذاتي مع الكبار والصغار باختلاف أعمارهم، كالتي تُستخدم في ورش العمل.

    رابعًا: التعلم في مجموعات، حيث يعتبر التعلم التعاوني في مجموعات نوعًا من أنواع التعلم الذاتي؛ لأن الطلبة يتوصلون إلى المعلومة بأنفسهم من خلال تبادل الآراء والأفكار والحلول للمشكلات، وذلك ممكن في كل الموضوعات والمواد الدراسيّة.

    فالتعلم في مجموعات لا يتعارض مع التعلم الذاتي بل هو داعم له، بدلًا من الاعتماد على المعلم في إيصال أفكار وأهداف الدرس بالطريقة التقليدية، ويمكن استخدام التعلم في مجموعات مع الكبار في ورش عمل كأسلوب مهم للتعلم الذاتي.
    خامسًا: التعلم بالاستقصاء والاكتشاف، وهو البحث عن المعلومة من خلال استقصاء الطالب بنفسه عن المعلومة المراد تعلمها، فيمكن أن يبحث في الكتب والمجلات والصحف ووسائل الإعلام المختلفة، أو بسؤال الآخرين، أو من خلال التجريب، كأن يقوم المتعلم نفسه بإجراء التجارب الشخصية والمخبرية والحياتيّة، فالتعلم بالاستقصاء هو وسيلة رائعة للتعلم لا تتعارض مع إشراف المعلم أو الكبار، في حين يتميز الأطفال بحبّ الاكتشاف والمغامرة والتعلم عن طريق هذا الأسلوب الذي جُبلوا عليه.

    سادسًا: الحقائب التعليمية: وهي برامج محكمة التنظيم ومهيأة من قبل المعلم مسبقًا، وتتميز هذه الحقائب بوضوح أهدافها وجاهزيتها من حيث الأنشطة التعليمية والمواد والأدوات اللازمة للتعلّم الفردي، كجاهزية أوراق العمل والأدوات المختبرية أو الأشرطة السمعية والبصرية، والنصوص اللازم قراءتها، والأسئلة والمهام والأهداف المراد تحقيقها، مع توضيحها الاستراتيجيات اللازمة للتعلم، بالإضافة إلى تقديمها لوسائل تقويمية مناسبة لمدى تحقق التعلم.

    فالحقيبة التعليمية تعتبر وسيلة فعّالة في تحقيق عملية التعلّم الذاتي للفرد، تُسهم في إتقان التعلم، لأنه لا ينتقل إلى هدف تالٍ ما لم يحقق الهدف الذي قبله؛ لأن التعلم من خلالها متسلسل بأهدافه.

    سابعًا: استخدام غرف مصادر التعلم، فتلك الغرف- أو ما يُعرف بمصادر التعلّم- تعمل على توفير مناخ تعليميّ مناسب للتعلم الذاتيّ يوفر للمتعلم الحرية والديموقراطية وآفاق التعلم الذاتي، فغرف المصادر توفّر بيئة مناسبة للتعلم بالاعتماد على الذات، من خلال ما توفره من وسائل تعليمية كالصور والرسومات والبطاقات والمجسمات والعينات والخرائط والحواسيب والكتب والمجلات والأشرطة السمعية والبصرية، وأجهزة مختلفة، واتصال عبر شبكة الإنترنت، ومكان مفتوح لإنجاز المشاريع، وذلك مع توجيه من المعلم أحيانًا، أو من مسؤول الغرفة، مع تقديمه التغذية الراجعة للمتعلم.

    ثامنًا: استخدام أسلوب حل المشكلات، وهو أسلوب رائع لتنمية التفكير الإبداعي والذاتي، وهنا يقوم المعلم أو الوالدان بتقديم مشكلة للمتعلم من واقعه، أو افتراضية تتناسب مع عمره ومعارفه والأهداف المرجوة، ويُطلب من الشخص بدايةً جمع المعلومات حول المشكلة من مصادر مختلفة، ومن ثم التفكير في المعلومات المتاحة وبالأفكار الرئيسية والفرعية ذات العلاقة بالمشكلة؛ من أجل فهمها بشكل عميق، ومن ثم التوصل إلى حلول مقترحة للمشكلة، سواء أكان التفكير بشكل فردي أو جماعي، فالتعلم الذاتي يحدث سواء حاول الشخص حل المشكلة وحده.. أو بمشاركة زملائه في جلسات العصف الذهني لحل المشكلة، والتي تُنتج أفكارًا وحلولًا أكثر وأفضل.

    تاسعًا: القيام بالرحلات والزيارات الميدانية، كزيارة المتاحف والآثار والمؤسسات المختلفة والحدائق والغابات.. وهذا أسلوب رائع في التعلم الذاتي، حيث يكتشف المتعلم المعلومة ويخبرها بذاته، حيث يشاهد الأمور والمواد المراد تعلمها ويسمعها ويتلمسها على أرض الواقع من خلال البيئة التي تتوافر بها المعلومة بتقريب الواقع له، وليس مجرد الحديث الغيبي عنها، ما يجعل التعلم أفعل وأبقى في الذاكرة طويلة المدى، وهذا الأسلوب لا يعتمد على المعلم فقط بل على الوالدين أيضًا لتنمية معلومات أبنائهم.

    عاشرًا: التمثيل والدراما، وهذا أسلوب جذّاب في التعلم الذاتي، حيث يُطلب من المتعلّم تمثيل نص مسرحيّ أو مقطع تمثيليّ للمادة المراد تعلمها من تأليف المتعلم نفسه، أو بمشاركة مجموعة من المتعلمين، كما يمكن أن يكون من تأليف المعلم أو أحد الوالديْن، فهذه استراتيجية تعمل على تحقيق أهداف التعلم بطريقة ممتعة، حيث لا يحتاج المعلم لأن يقف أمام الطلبة ويسرد عليهم معلومات الدرس بطريقة تقليدية، فالتمثيل والدراما تجعل المتعلم فاعلًا نشيطا مبدعًا في تعلمه، وبالتالي فإنّ الخبرات المتعلمة بهذه الاستراتيجية لا يمكن أن تُنسى بسهولة.

    الحادي عشر: القيام بمشاريع ذاتية، يطلب من المتعلم أن يقوم بمشروع بحث أو مشروع ذي علاقة بمادة التعلم، فيقوم المتعلم بإعداد خطة لعمله، وكيفية اختيار الموضوع وجمع المعلومات حوله، ومصادر البحث المناسبة، ومن ثم الأدوات اللازمة والتكلفة التي يحتاجها، ثم تنفيذ مشروعه. وقد تكون المشاريع فردية أو جماعية بمشاركة مجموعة من الطلبة، ويعتبر هذا من الأساليب الناجحة في التعلم الذاتي والإبداعي؛ لأن المتعلم يبذل جهدا بذاته لاكتشاف المعلومات والتفاعل معها، والبحث عن الطرق المناسبة لعرضها وإخراجها على أرض الواقع أمام الزملاء أحيانًا، كما يحدث في مشاريع التخرج للكثير من الجامعات، والتي تهدف إلى تنمية قدرات الطالب الجامعي على التعلم الذاتي المستقل والذي هو أساس العلم والإنتاج.

    الثاني عشر: التعلم من خلال اللعب، وذلك بأن يوفر الوالدان أو المعلم في المدرسة ألعابًا تربوية فردية أو جماعية، وألعابًا منظمة تهدف إلى تحقيق نتاجات معينة، حيث اللعب طريقة ممتعة فاعلة تساعد الطفل على التعلم الذاتي الحر.

    إن المجتمع المالك للمعرفة هو المجتمع المسيطر على مصادر القوى في العالم، ومستقبلُ الأمة رهنٌ بالقدرة على المشاركة البنّاءة في عالم المعرفة، والمجتمعاتُ المتقدمة تهتم اليومَ بالتعلم القائم على المتعلم ذاته في تحصيل المعرفة لا المعتمد على الآخرين، وذلك لاهتمامِ التعلم الذاتي بالخصائص والسمات الفردية للمتعلمين وقدراتهم ومهاراتهم وميولهم واستعداداتهم وأهدافهم. ويؤكد تقرير «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية 2011» حول إدارة المعرفة في المجتمعات المتقدمة.. أنّ نجاح الأفراد والمؤسسات والمجتمعات يعكس بالضرورة قدرتهم الذاتية على التعلم، لذا تُعد «مهارات مجتمع المعرفة» هي الأساسات الجديدة للمجتمع ولأفراده المتعلمين، ويأتي في مقدمتها مهارات التفكير الإبداعي، والتفكير الناقد، وحل المشكلات، والتعلم المستمر، والتعلم الذاتي.. فهي مهارات التعلم الفعال. ولذا لابد من التركيز على التمكّن من هذه المهارات منذ البداية؛ حتى يكون التعلم فعالًا ويُؤتي أُكله، بدلًا من أن يُترك مجتمع المعرفة ينتظر طويلًا ليحقق هذه المهارات.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2018
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: كيفيّة التعلّم الذاتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو وليد البحيرى مشاهدة المشاركة
    كيفيّة التعلّم الذاتي



    د.آنـدي حجـازي


    التعلم الذاتيّ أحد المهارات الأساسية المهمة للتعلم الفعّال المَرجو في مجتمع يهدف إلى المعرفة المستدامة ومواكبة التقدّم، وهو العملية التي يقوم بها المتعلمون لتعليم أنفسهم بأنفسهم، مستخدمين طرقًا معينة تناسبهم لتحقيق أهدافهم.. فهو النشاط الواعي للفرد بأي عمر كان لتحقيق أهداف معينة تعمل على تنمية فكره وشخصيته.

    والتعلم الذاتي هو استراتيجيات التعلم والتعليم الفعالة في مواجهة كثير من المشكلات التربوية، ومواجهة تطور العصر الحالي والانفتاح على العالم، وعلى الكم المعرفي الهائل المنتشر عبر وسائل الإعلام والوسائل التكنولوجية، فهو ضرورة لتدريب الأفراد على كيفية الاعتماد على أنفسهم في تحصيل المعرفة والعلم، حيث إن المعرفة التي يبذل الفرد جهدًا في سبيل الحصول عليها هي التي تُحدث التعلّم الحقيقي.. أما مجرد تلقّي المعلومة من الآخرين فإنه يجعل الآخر هو الفاعل في عملية التعلم لا الشخص نفسه، ما يعني تعلّمًا غير ذي معنى، وسريع النسيان بأقرب وقت.

    والتعلم الذاتي ظهر منذ أن وُجد الإنسان على ظهر الأرض، واستمر على مرّ العصور من خلال محاولات الإنسان البحث عن المعرفة والمعلومات والإبداعات بنفسه وبجهده الذاتي.. واليوم عادت الأصوات تنادي بتفعيل التعلم الذاتي.. فقد اكتشف المسؤولون عن التربية والتعليم أن التعلم الأمثل والمحفّز للإبداع هو الذي يجعل المتعلم فاعلًا نشيطًا باحثًا عن العلم والمعرفة بنفسه، واكتشف المعلمون في المدارس أن عليهم تعديل طرق تعليمهم، وإشراك الطلبة في عملية التعلم. فالتعلم الذاتي يجعل عملية التعلم متمركزةً حول المتعلم نفسه لاحول المعلم، بحيث يكون المتعلم حرًّا في اختيار ما يريد تعلمه، ومتى وأين وكيف يتعلم، ما يجعل التعلم أفضل وأكثر ديمومةً في الذهن، فهذا النوع من التعلم يعتمد على أن يبحث الشخص بنفسه- مهما كان عمره- عن المعلومة ويعالجها في عقله بشكل فاعل، فيختار منها ما يريد ويترك ما يريد، فيكون التعلم مقصودًا لا إجباريًّا، وبالتالي أكثرَ نفعًا للفرد وللمجتمع، وما ينطبق على المعلمين ينطبق على الآباء في البيوت، فليس عليهم أن يقدموا المعلومة جاهزةً لطفلهم، بل عليهم السماح لابنهم بالبحث عنها بنفسه والتفكير فيها، مع تهيئتهم للظروف المُعِينة على ذلك.
    فهذا لا يعني أن يُترك المتعلمون والأطفال خاصةً هائمين على وجوههم دون توجيه، بل إن هناك دورًا فاعلًا للمعلم والوالدين والمحيطين بالأشخاص في توجيههم، كأن يُوفِّر المعلم لطلبته في الصف والوالدان لأطفالهم في البيت الألعاب الهادفة، والأنشطة التعليمية، والمواقف والمشاكل التي عليهم التفكير فيها والتفاعل معها، والتعلم الذاتي من خلالها، وكذلك توفير المواد والأدوات اللازمة والوقت الكافي للتفكير، آخذين في الاعتبار مقومات وخصائص المتعلم العقلية والشخصية والنفسيّة والسلوكيّة والاجتماعية والعمريّة، كما أنه يتطلب توفير دافع وأسلوب وبيئة تُحفّز التعلم الذاتي.. كتقديم التعزيز المادي والمعنوي عند النجاح في المهام التعلمية، خاصة للأطفال الصغار، ولذا لابد من إحداث تغيرات جذرية في طرق التعليم والتفكير، بحيث تتسم بالمرونة والفاعليّة والجاذبية للأفراد، ما يعني أساليب تعلم أكثر متعة وفائدة للمتعلمين.
    فالتعلم الذاتي هو تغيّر دائم ومستمر نحو الأفضل يُشعر الفرد بقيمته وكيانه ونشاطه في الحياة. وقد أثار عالم النفس ماسلو- صاحب الاتجاه الإنساني3 في التعلم والتعليم- أهمية جعل عملية التعلّم أكثر إنسانية واحترامًا لقيمة وذات المتعلم وإمكاناته وقدراته، ونادى بأن على المعلّمين أن يثقوا في طلبتهم وفي قدراتهم، وأن يحترموا شخصياتهم، وأن يُهيئ المعلم أو الوالدان في البيت للأفراد- أثناء عملية تعلمهم- الجو الذي تسوده الإيجابية والديموقراطية والقبول، من أجل التعلم الأفضل، مع ضرورة اعتقادهم بأن كل متعلم هو فريد في خصائصه واستعداداته.. وأن لكل إنسان القدرة على الإبداع إذا ما أتيحت له فرص التعلم الأمثل، والتي من أهمها توفير فرص التعلم الذاتي المخطط له بشكل جيد، وذلك أملًا في تحقيق الأفضل لنفسه ولمجتمعه من خلال ما يملك من علم ومعرفة وإبداع.
    ولا ننسى موقف الإسلام من التعلم الذاتي، فقد شجع عليه من خلال البحث في علوم الدين والدنيا، بل والسفر لاكتسابها أحيانا، وقد قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «من سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهّل له به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء» (رواه أبوداود والترمذي وابن ماجة)، وعن أنس "رضي الله عنه" قال: قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «من خرجَ في طلبِ العلم فهو في سبيلِ الله حتى يرجع» (رواه الترمذي، وقال حديث حسن).

    ميزات التعلم الذاتي
    وأهم تلك الميزات:

    مراعاة الفروق الفردية بين الأفراد، فكل متعلم يتعلم وفق قدراته واستعداداته وأهدافه وسرعته.
    - جعل الفرد نشيطًا فاعلًا وفرحًا أثناء عملية التعلم.
    - ديمومة المعلومة في الذاكرة لأطول مدة للاستفادة منها مستقبلًا.
    - تنمية الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على الذات لأبنائنا، وهذا ما نحتاجه في واقع الحياة من أجل التطور والإنتاجية.
    - إعداد الأبناء للمستقبل، وزيادة قدرتهم على حل المشكلات.
    - توفير تحكّم أكثر في وقت التعلم للفرد ومكانه وأدواته وأساليبه ومحتواه، ما يعني تعلّما فاعلًا مفيدًا.
    - يعتبر أسلوب التعلم الأفضل؛ لأنه يحقق للمتعلم التعلم الأمثل وفقًا لقدراته وإمكاناته وميوله ورغباته.
    - المساعدة في مراقبة أداء الفرد لنفسه، وتقييم أدائه، وتقييم وتوجيه الآخرين له كالوالدين أو المعلم.
    - يكون دور المعلم فيه مُوجّهًا ومُنظّمًا ومُسهّلًا للعملية التعليميّة، وكذلك دور الوالدين.
    ومن أشهر طرق التعلم الذاتي، والتي يمكن للمتعلمين والمعلمين استخدامها.. ومع جميع الأعمار:
    أولًا: التعلم المبرمج، والذي تقوم فكرته على أن يحدد المعلم أو المشرف على عملية التعليم مهمة معينة للطالب، ويقوم بتكليفه للقيام بهذه المهمة بالطريقة التي أعدها له مسبقًا، والتي تراعي قدرات ومستوى المتعلم، بحيث يُقسّم المعلمُ المهمةَ الكلية إلى مهام جزئية تُيسّر على المتعلم عملية التعلم خطوةً بخطوة، وصولًا إلى النهاية، فلا يستطيع المتعلم الانتقال إلى المهمة التالية ما لم ينفذ المهمة التي قبلها وفقًا لخبراته ومستواه، كما في حل المسائل الرياضية والفيزيائية، أو كالتعلم المبرمج بالحاسوب لمهام تعليمية معينة، كأن يقوم الطفل باللعب بألعاب حاسوب (كمبيوتر) معدة مسبقًا من المعلم، وتحقق أهدافًا تربوية محددة.

    ومن ميزات هذا التعلم أنه يراعي الفروق الفردية وسرعة المتعلم الخاصة في التعلم، وفقا لقدراته وذكائه ومعلوماته.

    ثانيًا: استخدام مصادر الانترنت والوسائل التكنولوجية، وهذا التعلم الإلكتروني والتكنولوجي يتضمن البحث عن المعلومة عبر شبكة الإنترنت في أكثر من موقع، وكتابتها بلغة المتعلم، مع توثيق مصدر المعلومة، ولا يشمل ذلك فقط حصول المتعلم على المعلومات اللفظية المكتوبة، كالمعلومات المتفرقة والمقالات والحوارات والدراسات والأبحاث.. بل يشمل أيضًا حصولَه على البرامج السمعية والبصرية، كأفلام الفيديو والسمعيات المدعّمة للموضوع، أو التعلم من خلال إجرائه محادثات عبر الشبكة العنكبوتية مع أشخاص متخصصين حول الموضوع المراد تعلمه، ويشمل هذا النوع من التعلم ما يشاهد الشخص ويسمع عبر التلفاز والمذياع.

    ثالثًا: استخدام أوراق العمل وصحائف الأعمال، وتتم عملية التعلم هنا من خلال إعداد المعلم- أو المعني بعملية التعلم- لأوراق تدعم عملية التعلم للموضوع، ومحاولة الفرد حلها بنفسه أو بمشاركة زملائه، وتتميّز صحائف الأعمال عن أوراق العمل بوجود الحلول لأسئلة الصحيفة في نهايتها؛ من أجل أن يتأكد المتعلم من الإجابات بنفسه دون الرجوع إلى المعلم، بينما أوراق العمل يمكن مناقشتها مع المعلم لاحقًا، بعد محاولة المتعلم الإجابة عنها بنفسه أولًا، ما يعين على التعلم الذاتي، وتصلح أوراق العمل كتعلم ذاتي مع الكبار والصغار باختلاف أعمارهم، كالتي تُستخدم في ورش العمل.

    رابعًا: التعلم في مجموعات، حيث يعتبر التعلم التعاوني في مجموعات نوعًا من أنواع التعلم الذاتي؛ لأن الطلبة يتوصلون إلى المعلومة بأنفسهم من خلال تبادل الآراء والأفكار والحلول للمشكلات، وذلك ممكن في كل الموضوعات والمواد الدراسيّة.

    فالتعلم في مجموعات لا يتعارض مع التعلم الذاتي بل هو داعم له، بدلًا من الاعتماد على المعلم في إيصال أفكار وأهداف الدرس بالطريقة التقليدية، ويمكن استخدام التعلم في مجموعات مع الكبار في ورش عمل كأسلوب مهم للتعلم الذاتي.
    خامسًا: التعلم بالاستقصاء والاكتشاف، وهو البحث عن المعلومة من خلال استقصاء الطالب بنفسه عن المعلومة المراد تعلمها، فيمكن أن يبحث في الكتب والمجلات والصحف ووسائل الإعلام المختلفة، أو بسؤال الآخرين، أو من خلال التجريب، كأن يقوم المتعلم نفسه بإجراء التجارب الشخصية والمخبرية والحياتيّة، فالتعلم بالاستقصاء هو وسيلة رائعة للتعلم لا تتعارض مع إشراف المعلم أو الكبار، في حين يتميز الأطفال بحبّ الاكتشاف والمغامرة والتعلم عن طريق هذا الأسلوب الذي جُبلوا عليه.

    سادسًا: الحقائب التعليمية: وهي برامج محكمة التنظيم ومهيأة من قبل المعلم مسبقًا، وتتميز هذه الحقائب بوضوح أهدافها وجاهزيتها من حيث الأنشطة التعليمية والمواد والأدوات اللازمة للتعلّم الفردي، كجاهزية أوراق العمل والأدوات المختبرية أو الأشرطة السمعية والبصرية، والنصوص اللازم قراءتها، والأسئلة والمهام والأهداف المراد تحقيقها، مع توضيحها الاستراتيجيات اللازمة للتعلم، بالإضافة إلى تقديمها لوسائل تقويمية مناسبة لمدى تحقق التعلم.

    فالحقيبة التعليمية تعتبر وسيلة فعّالة في تحقيق عملية التعلّم الذاتي للفرد، تُسهم في إتقان التعلم، لأنه لا ينتقل إلى هدف تالٍ ما لم يحقق الهدف الذي قبله؛ لأن التعلم من خلالها متسلسل بأهدافه.

    سابعًا: استخدام غرف مصادر التعلم، فتلك الغرف- أو ما يُعرف بمصادر التعلّم- تعمل على توفير مناخ تعليميّ مناسب للتعلم الذاتيّ يوفر للمتعلم الحرية والديموقراطية وآفاق التعلم الذاتي، فغرف المصادر توفّر بيئة مناسبة للتعلم بالاعتماد على الذات، من خلال ما توفره من وسائل تعليمية كالصور والرسومات والبطاقات والمجسمات والعينات والخرائط والحواسيب والكتب والمجلات والأشرطة السمعية والبصرية، وأجهزة مختلفة، واتصال عبر شبكة الإنترنت، ومكان مفتوح لإنجاز المشاريع، وذلك مع توجيه من المعلم أحيانًا، أو من مسؤول الغرفة، مع تقديمه التغذية الراجعة للمتعلم.

    ثامنًا: استخدام أسلوب حل المشكلات، وهو أسلوب رائع لتنمية التفكير الإبداعي والذاتي، وهنا يقوم المعلم أو الوالدان بتقديم مشكلة للمتعلم من واقعه، أو افتراضية تتناسب مع عمره ومعارفه والأهداف المرجوة، ويُطلب من الشخص بدايةً جمع المعلومات حول المشكلة من مصادر مختلفة، ومن ثم التفكير في المعلومات المتاحة وبالأفكار الرئيسية والفرعية ذات العلاقة بالمشكلة؛ من أجل فهمها بشكل عميق، ومن ثم التوصل إلى حلول مقترحة للمشكلة، سواء أكان التفكير بشكل فردي أو جماعي، فالتعلم الذاتي يحدث سواء حاول الشخص حل المشكلة وحده.. أو بمشاركة زملائه في جلسات العصف الذهني لحل المشكلة، والتي تُنتج أفكارًا وحلولًا أكثر وأفضل.

    تاسعًا: القيام بالرحلات والزيارات الميدانية، كزيارة المتاحف والآثار والمؤسسات المختلفة والحدائق والغابات.. وهذا أسلوب رائع في التعلم الذاتي، حيث يكتشف المتعلم المعلومة ويخبرها بذاته، حيث يشاهد الأمور والمواد المراد تعلمها ويسمعها ويتلمسها على أرض الواقع من خلال البيئة التي تتوافر بها المعلومة بتقريب الواقع له، وليس مجرد الحديث الغيبي عنها، ما يجعل التعلم أفعل وأبقى في الذاكرة طويلة المدى، وهذا الأسلوب لا يعتمد على المعلم فقط بل على الوالدين أيضًا لتنمية معلومات أبنائهم.

    عاشرًا: التمثيل والدراما، وهذا أسلوب جذّاب في التعلم الذاتي، حيث يُطلب من المتعلّم تمثيل نص مسرحيّ أو مقطع تمثيليّ للمادة المراد تعلمها من تأليف المتعلم نفسه، أو بمشاركة مجموعة من المتعلمين، كما يمكن أن يكون من تأليف المعلم أو أحد الوالديْن، فهذه استراتيجية تعمل على تحقيق أهداف التعلم بطريقة ممتعة، حيث لا يحتاج المعلم لأن يقف أمام الطلبة ويسرد عليهم معلومات الدرس بطريقة تقليدية، فالتمثيل والدراما تجعل المتعلم فاعلًا نشيطا مبدعًا في تعلمه، وبالتالي فإنّ الخبرات المتعلمة بهذه الاستراتيجية لا يمكن أن تُنسى بسهولة.

    الحادي عشر: القيام بمشاريع ذاتية، يطلب من المتعلم أن يقوم بمشروع بحث أو مشروع ذي علاقة بمادة التعلم، فيقوم المتعلم بإعداد خطة لعمله، وكيفية اختيار الموضوع وجمع المعلومات حوله، ومصادر البحث المناسبة، ومن ثم الأدوات اللازمة والتكلفة التي يحتاجها، ثم تنفيذ مشروعه. وقد تكون المشاريع فردية أو جماعية بمشاركة مجموعة من الطلبة، ويعتبر هذا من الأساليب الناجحة في التعلم الذاتي والإبداعي؛ لأن المتعلم يبذل جهدا بذاته لاكتشاف المعلومات والتفاعل معها، والبحث عن الطرق المناسبة لعرضها وإخراجها على أرض الواقع أمام الزملاء أحيانًا، كما يحدث في مشاريع التخرج للكثير من الجامعات، والتي تهدف إلى تنمية قدرات الطالب الجامعي على التعلم الذاتي المستقل والذي هو أساس العلم والإنتاج.

    الثاني عشر: التعلم من خلال اللعب، وذلك بأن يوفر الوالدان أو المعلم في المدرسة ألعابًا تربوية فردية أو جماعية، وألعابًا منظمة تهدف إلى تحقيق نتاجات معينة، حيث اللعب طريقة ممتعة فاعلة تساعد الطفل على التعلم الذاتي الحر.

    إن المجتمع المالك للمعرفة هو المجتمع المسيطر على مصادر القوى في العالم، ومستقبلُ الأمة رهنٌ بالقدرة على المشاركة البنّاءة في عالم المعرفة، والمجتمعاتُ المتقدمة تهتم اليومَ بالتعلم القائم على المتعلم ذاته في تحصيل المعرفة لا المعتمد على الآخرين، وذلك لاهتمامِ التعلم الذاتي بالخصائص والسمات الفردية للمتعلمين وقدراتهم ومهاراتهم وميولهم واستعداداتهم وأهدافهم. ويؤكد تقرير «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية 2011» حول إدارة المعرفة في المجتمعات المتقدمة.. أنّ نجاح الأفراد والمؤسسات والمجتمعات يعكس بالضرورة قدرتهم الذاتية على التعلم، لذا تُعد «مهارات مجتمع المعرفة» هي الأساسات الجديدة للمجتمع ولأفراده المتعلمين، ويأتي في مقدمتها مهارات التفكير الإبداعي، والتفكير الناقد، وحل المشكلات، والتعلم المستمر، والتعلم الذاتي.. فهي مهارات التعلم الفعال. ولذا لابد من التركيز على التمكّن من هذه المهارات منذ البداية؛ حتى يكون التعلم فعالًا ويُؤتي أُكله، بدلًا من أن يُترك مجتمع المعرفة ينتظر طويلًا ليحقق هذه المهارات.





    نحن نريد منكم الدخول على موقع جامعة المنيا لاكتساب المزيد من الخبرة ومعرفة التخصصات المختلفة
    https://www.minia.edu.eg/Minia/Home.aspx

    الرؤية والرسالة لجامعة المنيا
    تسعي الجامعة إلي توفير مقومات التطوير المستمر لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة ، وتجويد الأداء الجامعي ، وتعمل الجامعة علي تحقيق رسالتها من خلال:
    إعداد الكوادر الفنية المتخصصة في مختلف المجالات التي تقابل احتياجات المجتمع وتتطلبها مجالات التنمية الشاملة.
    وتوفير المؤهلين في التخصصات المستحدثة التي يتطلبها سوق العمل.
    إجراء البحوث والدراسات العلمية والتطبيقية التي ترتبط بمشكلات المجتمع وبرامج التنميـة .
    التأكيد علي القيم الإنسانية النبيلة وتعميق قيمة الولاء الوطني والمحافظة علي المبادئ الأصيلة للمجتمع .
    دعمالروابط الثقافية والعلميةبين الجامعة والمؤسسات العلمية والجامعات العربية والعالميةوتوثيق ها.
    التطوير المستمر للبرامج الدراسية وبرامج الدراسات العليا لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي.
    تقديم الخبرات الاستشاراية للهيئات والمؤسسات الانتاجية من أجل خدمة المجتمع وتنمية البيئة .
    https://www.minia.edu.eg/Minia/EHome.aspx صفحة الجامعه الناطقه باللغه الانجليزيه
    https://www.minia.edu.eg/Minia/frhome.aspx صفحة الجامعه الناطقه باللغه الفرنسيه
    https://www.minia.edu.eg/Minia/aspinhome.aspx صفحة الجامعه الناطقه باللغه الأسبانيه
    كليات الجامعة
    تضم الجامعة 20 كلية تغطي كافة المجالات العلمية والطبية والهندسية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •