تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نحو طفل مسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي نحو طفل مسلم

    نحو طفل مسلم ( 1 من 3)



    بقلم : عائشة



    خلق الله الخلق مفطورين على معرفته ومحبته ، قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} وقال – صلى الله عليه وسلم –: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في تفسير معنى الفطرة، على أقوال، أهمها: إنها الإسلام أو الإيمان أو الإقرار بمعرفة الله عز وجل أو التهيؤ بالطبع لقبول الدين .
    وعلى هذا المفهوم يتيقن الأبوان أن الإيمان بالله والإقرار بوجوده يعتبر قضية مسلّمة في نفس الطفل وعقله لا تحتاج إلى إثباتها، بل قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن الفطرة لا تقتصر على الإقرار والإيمان بالله، بل تميل بطبعها إلى الخير والحق وتصدق به وتحبه، وتبغض الشر والباطل وتكذب به وترفضه ". فإذا كان الأمر كذلك أصبح من السهل على الوالدين توجيه الطفل وتركيز ذلك المفهوم في نفسه.
    وليس أدل على ذلك من حرص الإسلام على أمر التوحيد والعقيدة منذ اللحظات الأولى للطفل، حيث استحب التأذين في أذن المولود حين يولد. وسر التأذين (والله أعلم) أن يكون أول ما يقرع سمعه كلمات الأذان المضمنة لكبرياء الله وعظمته والشهادة التي هي أول ما يدخل به في الإسلام. مع ما في ذلك من فائدة هروب الشيطان الذي يتربص به حين يولد.. وقد جاء في الحديث "افتحوا على صبيانكم بلا إله إلا الله ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله".
    ومن أول أمور العقيدة التي يبدأ الأبوان بتلقينها للطفل لفت انتباهه إلى المظاهر الكونية وربطها بخالقها؛ لتنغرس في نفسه محبة الله تعالى، فيقال له مثلاً: انظر إلى جمال هذه النخلة.. وهذه الوردة.. انظر إلى صفاء السماء.. من أوجدها؟ من خلقها؟ فإذا قال الطفل مثلاً: هذه النخلة زرعها الفلاح.. يقال له: هذا صحيح.. الفلاح هو الذي زرع البذرة في الأرض.. ولكن لو لم ينزل الله المطر عليها لم تنبت.. ولو لم تشرق الشمس عليها لم تنبت، والله تعالى هو الذي ينزل المطر ويخرج الشمس، والفلاح لا يستطيع ذلك.. هل رأيت كيف أن الله هو الذي يخلق الزرع؟ وهكذا يبين الأب أو الأم لأولادهم مظاهر قدرة الله في خلقه في الإنسان والحيوان والنبات.

    والخطوة الثانية: أن يبين للطفل أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية، فيقال له ـ مثلاً ـ: أرايت كيف أن الله يحبك؟ سخر لك الماء والشمس والأرض والفلاح.. لهذا يجب علينا أن نحبه ونشكره فنصلي له ونصوم ونطيعه..

    متى يبدأ الأبوان تلقين الطفل أمور العقيدة ؟ للجواب عن هذا السؤال نسوق رأي الإمام ابن مسكويه ـ رحمه الله ـ حيث يقول: "إذا أحس الطفل بالقبيح وتجنبه وخاف أن يظهر منه؛ استدل بذلك على خلق الحياء فيه وعلى عقله، وتصبح هذه النفس مستعدة للتأديب، صالحة للعناية، يجب أن لا تهمل ولا تترك".
    ولعل سن الرابعة أو الخامسة ـ وربما أقل ـ أنسب لمثل هذه التربية، وقد جاء في حديث عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك.. إذا استعنت فاستعن بالله، وإذا استعذت فاستعذ بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".

    فهذا الغلام كان في سن السابعة من عمره تقريباً، وقد أعطاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه التحصينات العقدية الكاملة وأعطاه فكرة الإيمان بالقضاء والقدر.
    وكثيراً ما يسأل الأطفال حول أمور العقيدة، ويرى علماء النفس أن الأطفال شديدي الذكاء هم الذين يطرحون أسئلة غيبية أو محرجة أحياناً للوالدين.. فينبغي أولاً: تحمل مثل هذه الأسئلة وتقبل طرحها، وأن لا يزجر الطفل إذا لم يخطئ.. كما يجب أن تكون الإجابة واعية سليمة، ليس فيها غموض أو قول على الله بلا علم، بما يتناسب مع سن الطفل ومستوى إدراكه.
    وقد يخطئ المربون فيقدمون للطفل تفسيرات دينية غير ملائمة.. وحينئذ إما أن ينبذها كما ينبذ أية فكرة لا تتسق مع تكوينه النفسي، وإما أن يتقبلها على مضض مجاملة للأهل وضماناً لاستمرار عاطفتهم، ولكنه تقبل مؤقت يخفي وراءه معارضة مكبوتة.
    فالإجابة الواعية أمر ضروري لسلامة عقيدة الطفل.. فإذا حُدِّث مثلاً عن الجنة وسأل عن أمر يحبه من الحلوى أو الألعاب، يقال له: الجنة فيها كل ما تشتهي، ويتلى عليه قول الله عز وجل: {وفيها ما تشتهيه الأنفس} فإذا سأل: أين الله؟ يقال له: في السماء.. وهكذا. كما ينبغي الاقتصاد في الإجابات في مثل هذه السن، ولا ينبغي الخوض كثيراً في الحديث عن النار والتخويف؛ لأنه في مثل هذه المرحلة كثير الخوف قليل التحمل.
    على الأبوان أن يحرصا على أن يحفظ الطفل أصول دينه، وهي الأصول الثلاثة: من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ وهي أولى بالحفظ من الأناشيد ونحوها..
    ومن أهم أمور العقيدة التي ينبغي غرسها في نفس الطفل: استشعار مراقبة الله تعالى له في كل أوقاته، وأن الله مطلع على أعماله كلها ومحصيها ومحاسبه عليها، وتذكيره بأن الله قد وكل به ملائكة لا يفارقونه إلا عند قضاء الحاجة، يحصون عليه أعماله ويكتبونها.. وعلى الرغم من أن الطفل في هذه المرحلة غير محاسب؛ لأنه دون التكليف، إلا أن غرس هذه المراقبة لله والخوف من المعصية أمر لابد من غرسه مبكراً حتى يشب الطفل عليه.
    ومن أصول العقيدة التي يجب تعليمها للطفل: محبة النبي – صلى الله عليه وسلم –، فيتعرف على اسم نبيه فهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، ويتلى على مسامعه قصة طفولته، ويذكر له شيء من شمائله التي يدركها الصغار، كرحمته بالحيوان وعطفه على الفقراء ومداعبته للأطفال ونحو ذلك. ويركز أثناء ذلك على تعويد الطفل الصلاة والسلام عليه عند ذكر اسمه.

    ومما ينبغي ذكره: استغلال الخيال الكبير الذي يعيشه الطفل في هذه المرحلة في تعميق العقيدة في نفسه، فالأم العاقلة تستفيد من صفات طفولة أبنائها في خدمة عقيدتها، وبحدود مرضاة الله، فبدلاً من إرضاء الخيال النامي عند الطفل بقصص خرافية وأساطير وهمية ـ قد لا تجلب لهم إلا العنف والبعد عن الواقعية ـ تستغل هذا في قضية الإيمان بالغيب، فتتحدث له عن الملائكة وصفاتهم وأجنحتهم ووظائفهم؛ شريطة ألاَّ تثبت في عقولهم صورة خاطئة فتستقر في نفس الطفل، كالتي تنشرها وسائل الإعلام عن طريق الرسوم المتحركة مما يعطي انطباع خاطئاً للطفل.

    ومما يجدر الانتباه له: ضرورة غرس عقيدة الإيمان بالقدر في نفس الطفل منذ صغره، فيفهم أن الرزق مقدر، وأن الاعتماد على الله واجب ، ويربط له بين الأسباب ومسبباتها، فيقال له: إن المال نعمة من الله، فإذا قال: بل أبي أحضره من العمل.. يقال له: لو لم يكن لأبيك عقل وعينان ونحو ذلك لما استطاع أن يعمل، فالله هو الذي رزقه هذه النعمة.

    ومن حرص الإسلام على تنمية الاعتماد على الله في نفس الطفل، ونبذ ما سواه: النهي عن تعليق التمائم على أعناق الصبيان، تعويداً لهم على الاعتماد على الله وحده، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له" (رواه أحمد).
    كما لا ينبغي أن تشوه معالم العقيدة عند الطفل، فالموت ـ مثلاً ـ نهاية حتمية لكل حي.. وهكذا ينبغي أن يفهم الطفل أن من ينتهي عمره يموت، وليس الموت عقوبة لأحد، ولهذا لا ينبغي للأبوين أن يستعملا كلمة الموت للتهديد، كقولهم للطفل: سنضربك.. سنموّتك. فيعتقد الطفل أن الموت عقوبة وليس نهاية ينتظرها الجميع.
    ومن أمور العقيدة المهمة: تعريف الطفل بالشيطان وأنه يغوي الإنسان، وأنه لا يجوز أن يخاف منه أو يتقرب إليه، وأن الوسيلة الصحيحة لطرده هي الاستعاذة ويعود الطفل أن يعوذ نفسه عند النوم.

    وأخيراً:.. لا عزة إلا بالإسلام. وهذا المفهوم لا بد من غرسه في الطفل فيدرك انتماءه للإسلام ويفخر بذلك ويردد: "أنا مسلم"، ولا بأس أن يحفظ شيئاً من الأناشيد التي تبعث في نفسه الشعور بالعزة بالإسلام، ويعطى فرصاً لإلقائها بين أفراد العائلة وأمام العيون؛ لينمو ذلك الشعور في نفسه، كما أن هذا الشعور يجعله يتميز في مجتمعه، ويبذر في نفسه عقيدة الولاء والبراء التي هي أوثق عرى الإيمان، وأن يخالف الكافرين في العقيدة والسلوك والمظهر..

    ولعل من أعظم الجناية على الأطفال: تمييع مظاهر هذه العقيدة في نفوسهم، فينشأ الطفل وقد عوّده أهله محبة رموز الكفر والضلال من أهل الفن أو الرياضة ونحوها، بل قد يحمل صورهم في ملابسه وعلى صدره. وهذا كله من مسؤولية الأبوين أمام الله تعالى ، ثم أمام مجتمعهم وطفلهم.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: نحو طفل مسلم

    نحو طفل مسلم ( 2 من 3)



    بقلم : عائشة




    حين غفل الناس عن مقتضيات العبادة وانقطعت عن لوازمها ونتائجها المترتبة عليها؛ انحسرت ساحتها في النفوس عند من يؤدونها، وأصبح المطلوب كله هو أداء الشعيرة بأي صورة كانت ولو كان أداءً آليا بلا ورع.. هذه هي الصورة التي انتهت إليها العبادة - لدى البعض - في عصرنا لا نريد أن تنتقل إلى الأجيال القادمة، بل نريد أن يعود إلى العبادة مفهومها الشامل ، وذلك عن طريق غرس المفاهيم الصحيحة في نفوس أبنائنا منذ الصغر.

    وقد حث الإسلام على تعويد الأطفال العبادة منذ نعومة أظفارهم، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شأن الصلاة: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر". وكان السلف يعطون أبناءهم فرصة التعود على الصيام، ففي صحيح مسلم عن الربيع بنت معوذ قالت عن يوم عاشوراء: "فكنا نصومه، ونصوم صبياننا الصغار ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار".

    ولا بد من تدريبهم على الوضوء والحرص على تطبيقه أمامهم وعقد المسابقات بينهم في كيفية الوضوء الصحيح ويتم تدريب الولد الذكر على الأذان ويترك ليرفع صوته بنداء الحق فيتعلم الجرأة في دينه والافتخار بإسلامه.

    وقد أعطى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحابة الصغار فرصاً فعلية لتحقيق العبادة، فبايع عبدالله بن الزبير وأقرانه في مسجد المدينة وهو ابن سبع سنين.. وليس ذلك فحسب، بل أعطى صبياً من الأطفال درساً في المعاني الروحية للعبادة. فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: "قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ وأنا صبي: يا بني، إياك والالتفات في الصلاة فإنه مهلكة، فإن كان ولا بد ففي التطوع لا في الفريضة". وهكذا يعلم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصبيان الخشوع في الصلاة والسكينة فيها، ويعظم له شأن الفرائض، ويعطيه فرصة للتدرج في تعويد النفس الانضباط والاستفادة من القيم الروحية للصلاة.

    ومن جملة ما جاء الإسلام به: تعويد الطفل على قراءة القرآن وتدبر معانيه وحفظه وترتيله، وحبذا لو تولى رب الأسرة عقد جلسة أسبوعية لأهل بيته في تسميع جزء مقرر وتفسيره وتوضيح معانيه، ويصاحب ذلك تعليمه آداب التلاوة وتوقير المصحف وحسن الاستماع للتلاوة.

    ومن التربية العبادية للطفل: تعليمه أحكام الحلال والحرام، ومراعاة ذلك في لباسه وأكله وشربه وجميع شؤون حياته حتى وهو صغير، إذ يرى الفقهاء أن الطفل الصغير لا يمكّن من فعل المحرم، فإن فعله بعلم والديه ورضاهما فإثمه عليهما.. فيعلم الطفل أن تصوير ذوات الأرواح محرم، وأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة، فلا يعلقها، بل يؤمر بطمسها من ثيابه وألعابه وجميع الأشياء، ويكون في ذلك درس عملي لإنكار المنكر وإزالته.

    كما تربط تصرفات الطفل بالأحكام العبادية التكليفية فيقال له أن الأكل أو الشرب بالشمال محرم وأنه من صفات الشيطان، وأن النوم على البطن مكروه، وأن الشرب والأكل واقفاً مكروه.. وهكذا..

    وكما نحرص على أن يطبق الطفل ذلك في نفسه نحرص أيضاً أن يدعو إلى ذلك غيره، ونغرس في نفسه حب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يدعو إلى الخير أقرانه فإن رآهم على منكر نصحهم فإن استجابوا وإلا فارقهم. وما أجمل الطفل حين يقدم على هذه الشعيرة بشجاعة، ويغار على حرمات الله، بل قد يكون سبباً في هداية أبيه أو أخيه أو من هو أكبر منه.

    لا شك أن التربية على العبادة تختلف من سن إلى سن، فالصبي الذي يعقل ويدرك ويصون الحرمات لا بأس أن يذهب به أبوه إلى المسجد لتعويده الجماعة، بشرط أن لا يؤذي عباد الله ولا يشوش عليهم صلاتهم.

    والطفل في سن السابعة والثامنة يفهم معاني الجهاد؛ فتروى له قصص الشهداء في صدر الإسلام، وقد كان السلف يربون أبناءهم على ذلك، وتذكر كتب السيرة أن عبدالله بن الزبير حينما أفصح كانت أول كلمة نطقها هي: "السيف السيف". ومن جميل ما يذكر أيضاً: تلك القصة التي تذكرها كتب السيرة والتاريخ حينما أراد الإفرنج غزو بلاد الأندلس فأرسلوا إليها أحدهم خفية، فرأى حين دخوله طفلاً يبكي عند شجرة فسأله عن سبب بكائه فقال له إنه أراد أن يصطاد عصفورين برمية واحدة فصاد أحدهما وطار الآخر.. فلما أراد أن يقنعه بذلك، قال له: لقد علمني أبي أن أصيب عصفورين برمية، حتى إذا جاء العدو أصبت منهم رجلين بسهم . فتركه ومضى خائباً إلى قومه يروي لهم شجاعة المسلمين وأبناءهم.. وذلك حينما كان الآباء يدركون مسؤولياتهم نحو أبنائهم، الأمر الذي أخرج للتاريخ جيلاً فريداً لا زلنا نتغنى بمآثره.

    ومن التربية العبادية للطفل: تعويده الدعاء وتبصيره بأهميته في حياة المسلم، وقد كان أنس – رضي الله عنه – إذا ختم القرآن جمع أولاده وأهل بيته ودعا بهم جميعاً.

    وكذلك تعويد الأطفال أن يسألوا الله حاجاتهم، ويطلبوا منه التوفيق عند الإقدام على اختبار ونحوه، مع التوكل على الله وبذل الأسباب.

    كما ينبغي تعويدهم الأذكار صباحاً ومساءً وعند سائر شؤونهم، مع بيان أهمية الذكر لهم بطريقة تحبب هذه الشعيرة إلى نفوسهم.

    وأخيراً: فإن الصدقة من أحب الأعمال إلى الله، وهي تطفئ غضب الرب، ولا بد من ترغيب الأطفال فيها لنخرج من نفوسهم الشح والبخل والأنانية وحب الأثرة التي غالباً ما تبدو واضحة لديهم .. ويمكن تخصيص صندوق صغير في غرفة الطفل يضع فيه الصدقة من وقت لآخر، ويمكن أن يوصلها بنفسه إلى ذوي الحاجة أو إلى من يقوم بتوزيعهـا، وإذا ارتكب معصية يقال له: تصدق واستغفر الله ؛إن الصدقة تطفئ غضب الرب".

    ولا نغفل أهمية القدوة الصالحة وأن يسعى الوالدان ليكونا مثالاً عملياً للحرص على العبادة. ولا بأس بالثناء على الطفل أمام الكبار من الأهل فيما يتعلق بالتزامه لأنواع العبادة، مع ضرورة الانتباه إلى حسن النية وسلامة القصد، لا أن يسعى إلى مدح الناس وثنائهم.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •